قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل العاشر

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل العاشر

رأت من مكانها شفتيه تتحرك بالكلام... أمتلكها الفضول لمعرفة الشىء المسبب له هذا الكابوس...
تمتم بخفوت وهو نائم: سامحيني يازوزو
أحنت رأسها لتتأكد مما سمعت.. وفي خلال لحظة وجدت نفسها في الأسفل وهو أعلاها ناظرا لها بعينين زائغتين: تعالي بس معايا...
هتفت زهرة برعب فهو لم يكن في وعيه: فوووق..

_ أنا عارف أشكالك كويس عايزين أيه
أصاب زهرة حالة من الهلع... صرخت في وجهه: أبوس أيدك فوق... الحقوووني
وهو مابين مرحلة الاستيقاظ والنوم
همس بصوت أجش: هشششش... هششش.... ثم أخذها بين أحضانه..

أستيقظ تماما على صوت صريخها الذي لم يتوقف... فقام بضمها اليه أكثر... هشششش أهدي... لم يعلم أكنان لماذا قام بحضنها... عندما شعر بارتعاش جسدها ورأى نظرات الخوف بداخل عينيها... تركها بسرعة
نظر لها بذهول غير مستوعب ماحدث له... حدث نفسه... ياااه ياأكنان ايه اللي فكرك بازوزو دلوقتي وخلاك تحلم بيها وبلي عملته معاها... ده أنت بقالك شهور محلمتش بيها.

تدحرج من على الفراش... أيه اللي خلاك تبص لواحدة زي دي... وقف بجانب الفراش ناظر لها وهي ترتعش من شدة الخوف... لم يصدق ماحدث منذ لحظات... زهرة هذه الفتاة الغير جذابة كاد يفتك بيها خلال نومه...
بادلته زهرة نظراته بنظرة رعب... ثم قفزت من فوق الفراش مهرولة ناحية الباب
هتف أكنان بحدة: أقفي مكانك.

تسمرت زهرة على صوته... التفت ناظرة له بخوف
تحدث لها أمرا: بؤك ده يتقفل على اللي حصل دلوقتي... شعر بغضب شديد لأنها رأته في أضعف حالاته
همست زهرة برعب: حاضر... ومدت يديها لفتح الباب
تحدث أكنان بهدوء عكس مايشعر بيه من اضطراب: أستنى... فين الفطار بتاعي والقهوة
اجابته بهلع: على الكمودينو
اقترب أكنان بهدوء ونظر على الصينية الموضوعة... هتف فيها أمرا: تعالي هنا
تمتمت: نعم.

_ بقولك تعالي هنا مش بتسمعي
أقتربت حتى وصلت بالقرب منه... همست بخوف: نعم
تحدث أكنان ببرود: اعملي فطار تاني غير ده
ردت بدون تفكير: ماله الفطار ده
قال بقسوة: عشان انا مش باكل حاجة باردة... وامسحي نظرة الخوف دي من على وشك القبيح... عشان أنتي أخر واحدة ممكن أبصلها
لمعت عينيها بدموع الذل: حاضر هروح أعملك فطار تاني غير ده... ثم خرجت من الغرفة.

نظر لخروجها بضيق وغضب من نفسه... متسائلا لماذا أهانها... أقترب من المرأة الماثلة أمامه ثم أزاح بغضب الموضوع عليها من عطوره الباهظة الثمن... ساقطة على الارض محدثة صوت مدوي
تحدث بانفعال للصورة المنعكسة له من خلال المرأة: ليه ليه بتعمل معاها كده... ليه هي بالذات... ليه هي بتطلع أسوء شيء جواك... ليه متمسك بوجودها عشان تنتقم منها.. مش شايف أنك أخدت أنتقامك منها... مش عارف ليه بعمل معاها كده... هز رأسه بيأس... ثم تحرك باتجاه الحمام لكي يأخذ حمام لعل وعسى يستعيد هدوئه النفسي.

في المطبخ... وقفت زهرة للحظات أمام الحوض... أحنت رأسها تتأمل صورتها الباهته المشوشة من خلاله... دموعها ظلت حبيسة خلف رموشها تأبى الهروب... لمست شعرها ألاسود القصير بأصابع ترتجف... نزلت بأصابعها ناحية عينيها المغمضة... ضاغطة عليهم بقسوة... فانهمرت دموعها بالغصب... أستمرت أصابعها بالهبوط تتلمس بشرتها القمحية اللون... حتى وصلت لرقبتها تعصرها بقوة... حتى سعلت بعنف... همست لنفسها بألم: فوووقي يازهرة... من أمتى وأنتي الكلام ده بيأثر فيكي.... أجمدي يازهرة أنتي في رقبتك عيلة من غيرك تضيع.

أخذت نفس عميق، ثم غسلت وجهها بالماء البارد حتى تستعيد هدوئها الظاهري، ثم قامت بتحضير الافطار والقهوة مرة أخرى وذهبت الى غرفته وطرقت على الباب.. ثم أنتظرت..
سمعت من الداخل لهجة الامر في صوته: أدخلى
فتحت الباب ودخلت... رأته جالس على الكرسي المقابل للباب وضعا قدم فوق الاخر...

قال أكنان بثبات: حطي الصينية هنا وأشار على الطاولة الموجودة بجواره
فعلت زهرة كما طلب منها وهمت بالانصراف
تحدث له أمرا: أستني
زهرة ردت: نعم حضرتك
أكنان قال: نضفي الارض من الازاز المكسور.... أشار بيديه باتجاه المكان.

هزت زهرة رأسها: حاضر يابيه... ثم خرجت كأنها أنسان ألى مبرمج على تنفيذ الاوامر... ذهبت الى المطبخ بحثت عن أدوات التنظيف حتى وجدتها..
في غرفته كانت تقوم بالتنظيف تحت نظراته الحادة... رسمت زهرة على وجهها ملامح هادئة... متجاهلة نظراته لها... وهى تنظف الزجاج جرحت يديها... فصرخت متألمة: أاااه
فقز أكنان من مكانه مسرعا تجاهها... أمسك يديها المجروحة بخوف غير مبرر...

فقامت زهرة بدفع يديه بعنف قائلة: سيب أيدي
تحدث له أمرا بقسوة: نضفي الارض كويس... شعر اكنان بالحيرة من سلوكه الغير مفهوم ومشاعره المتضاربة
عندما أنتهت قالت ببرود: الارض بقت نضيفة... حضرتك عايز حاجة مني أقبل ماخرج
حدث نفسه بحيرة أيه اللي فكرك بزوزو دلوقتي وعايز زهرة جمبك ليه... فوق لنفسك ياأكنان مين دي اللي حببها جمبك... فووق لنفسك
رددت زهرة كلامها: حضرتك عايز حاجة تاني مني.

فاق من شروده... أراد أهانتها على ماجعلته يشعر.. تحدث لها أمرا بقسوة: مش عايز... أه أنا نسيت أقولك مواعيد شغلك... أنتي هتكوني موجودة هنا من الساعة سته الصبح لحد تمانية بالليل... فطاري والعشا انتي هتعمليه بالاضافة لفنجان القهوة... الغدا مش بتغدا... وطول الفترة دي هتفضلي هنا... ومن ناحية المرتب اللي هتاخديه هيكون مرتب خيالي عمرك ماكنتي هتاخديه في أي مكان تاني.

زهرة برجاء: لو سمحت ممكن تخليني أخرج.. أشوف أمي... وأرجع تاني علطول... أمي ست مريضة ومفيش حد غيري بيخدمها... وليها مواعيد دوا ثابته... لما كنت في الكافيه... المدام كانت بتخليني أروح البيت وقت الراحة في الكافيه... لو سمحت ياكنان بيه... فطارك هتلاقيه في الميعاد وكمان العشا... أخذت زهرة تتوسل له حتى فقدة قدرته على التحمل
تحدث أكنان بحدة: كفاااية... عندك وقت الراحة بتاعك.... هتخرجي فيه وهترجعي علطول
ردت زهرة: حاضر... ثم أنصرفت بعدها مباشرة

في داخل الشركة... عند مكتب بيسان... أخذت تتمشى بغضب في جميع الأنحاء
سمعت صوت طرق على الباب
قالت بغضب: أدخل
دلف كريم مبتسم الوجه... عندما رأى وجهها الغاضب
سأل بفضول: مالك يابسبوسة... ماأنا كنت سايبك أمبارح زي الفل.. أيه اللي حصل
سألت بيسان بانفعال: أنا كنت برن عليك مكنتش بترد عليا ليه.

قال بهدوء: مانا كنت قايلك رايح الفندق تباعنا اللي في الساحل ورجعت من هناك على هنا علطول... قولت اشوف مالك
ردت بغيظ: يعني شوفت رناتي ليك ومش عبرتني
_ ماهو انا لما أكون مش فاضي ومشغول مش برد ودي مش أول مرة... أهدي كده وقوليلي أيه اللي معصبك
نزعت بعنف جريدة موجودة على سطح المكتب قائلة: البيه بيرقص مع واحدة في نايت كلب
أمسك الجريدة ثم نظر لصورة زاهر وهو يراقص فتاة... حاول أخفاء أبتسامته: وفيها أيه
هتفت بيسان بحدة: نعم مفهاش حاجة
رد كريم: خلاص فيها.

لمعت عينيها بدموع الغيرة: هو ممكن زاهر يضيع من أيدي
قال كريم بعطف: مش هيضيع... لو بيحبك بجد... هيعترف ليكي بحبه
سألت بيسان بخوف: ولو مش بيحبني
أبتسم كريم بخفة: هجوزهولك غصب عنه
قالت بيسان بشرود: فيه أيه لو كنت أنت مكان زاهر... أنا بحبك أوي ياكريم... ومقدرش أعيش من غيرك
رد بابتسامة: وأنا كمان بحبك أوي يابسبوسة.

زاهر قبل الطرق على الباب سمع بيسان تقول كلمة أحبك الى كريم... أنقبض قلبه بعنف... عندما سمع توسلها له.. لم يتحمل الاستماع لأي كلمة أخرى... فمشى مبتعدا يكاد لا يرى أمامه من شدة ألمه... فهو بعد كلام أكنان له أخذ يفكر طوال الليل مع نفسه... في طلب أكنان الغريب وشكوكه ناحية بيسان... علم أنه أذنب.. عندما تخيل أن أخلاقها سيئة... فبيسان تربت على يده ويعلم أخلاقها جيدا... وأنه أخطأ في حقها... أسترجع جميع مواقفها معاه فهي تدل على حبها له كما قال أكنان... لذلك أنتظر بزوغ النهار... ليذهب اليها ويعترف بحبه... هز رأسه بعنف وهو في طريقه الى مكتبه محدثا نفسه: أنت السبب أنت اللي ضيعتها من بين أيدك وخلتها تسافر...

بعد فترة قصيرة خرج كريم من مكتب بيسان... وهو في طريق للخروج رن جرس هاتفه
رد كريم: أيه ألاخبار
تحدث كريم في الهاتف لعدة دقائق مع الشخص الذي كلفه بعمل تحريات عن ضحى وصديقتها زهرة وأكتشف أن كمال نصاب غير معروف أسمه الحقيقي... وأن ضحى ضحية وليست مدفوعة عليه من أعدائه... أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجهه عندما تذكرها... وبدون أرادة من وجد نفسه يتصل بمحسن.

رد محسن: نعم يابيه
قال كريم: عايزك تروح بيت البنت اللي أسمها ضحى تتطمن عليها
محسن قال باستغراب: أروح أطمن على مين
هتف بحدة: اللي سمعته يامحسن... ثم أغلق الهاتف

شرد أحمد العديد من المرات وهو يكشف على المرضى في عيادته الخاصة
خرج من غرفة الكشف... تحدث الى الممرضة: أنا ماشي يامنة... اعتذري لباقي المرضى وبعدين أقفلي العيادة
قالت منه: بس يادكتور
هتف بحدة: من غير بس اللي قولتلك عليه يتنفذ
ردت منه: حاضر.

خرج أحمد بخطى غاضبة من العيادة ثم ركب سيارته... وأخذ يقودها بدون وجهة محددة... حدث نفسه قائلا: كده يازهرة تضحكي عليا وأفضل مستنيكي بالساعات أمبارح قصاد الشركة ومشوفش وشك.... أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بحسام
حسام بضيق: في أيه تاني يااحمد...

تحدث أحمد بمرواغة في الكلام... حتى عرف منه أن زهرة تركت الشركة... وعملت في مكان أخرتذهب لها في السادسة صباحا... أغلق أحمد الهاتف عندما عرف ماأرد معرفته وزينت شفتيه أبتسامة منتصرة... وأنطلق بالسيارة الى شقته
وبمجرد فتح باب الشقة... رأى زوجته واقفة أمامه وبجوارها عدة شنط وأبنتيه الصغيرتين
تحدثت رشا بغضب: كويس أنك شرفت عشان أقولك أني سايبلك البيت وماشية
نظر لها بضيق: بطلي جنان.

ردت عليه بانفعال: الجنان اللي أفضل معاك... أنا خلاص تعبت وزهقت وخلاص جبت أخري ومش قادرة أتحمل أكتر من كده... كل يوم يعدي وأقول بكرا يحس بيا ويهتم أكتر بيكي... وبعد ماخلفت قولت يمكن يحس بيا... بس بردو فضلت زي مانتي نفس المعاملة واللامبالاة في تصرفاتك.

تحدث احمد بضيق: وأنتي عاملتي أيه عشان تكسبي حبي... معملتيش حاجة ولا حاجة خالص... في كل خناقة بينا... بتهدديني بأخوكي وكيل النيابة... عايزني أهتم بيكي مش لما تهتمي بيا الاول وتخافي على مشاعري... ده أنتي كمان اول ماخلفتي البنتين وانتي نسيتنيي خالص وكل أهتمامك ورعايتك ليهم... نسيتي أنك متجوزة... وعلى بالليل تاخدي البنتين وتنامي معاهم في أوضتهم... فين حقوقي كزوج.

هتفت رشا بغضب: أنا عملت أيه... لا معملتش حاجة... محاولتش معاك خالص لحد مازهقت وقولت لنفسي راعي بناتك هما أولى باهتمامك... ونفس الجملة المشروخة... فين حقوقي كزوج... هقولك مفيش بح شطبنا خلاص... عشان كرهت... وعشان كرهت بقولك طلقني
تحدث بقسوة: مش هطلق
ردت رشا بغضب: هنشوف...

طرق البواب باب الشقة... فتحت له رشا قائلة: شيل الشنط دي حطهم فى عربيتي..
عبدو: حاضر ياهانم... وقام بحمل الشنط
أمسكت يدي الفتاتين قائله لهم برقة: يلا حبابيي... قولو لبابي باااي قبل مانمشي
جنا وجيهان في نفس واحد: باااي بابي
قام أحمد باحتضانهم متأثرا لفراقهم... فهو لا يستطيع أخذهم منها... فهو لا يعرف كيفيه مرعاتهم والاعتناء بيهم... هز كتفيه بقلة حيلة وهو يشاهد خروجهم من باب الشقة

بيسان لم تتحمل البقاء دقيقة أخرى في مكتبها... فقررت الذهاب إلي الفيلا.. لكي تستريح قليلا حتى تستجمع شتات نفسها... في غرفتها أخذت تنظر بشرود إلى الملحق المكان الذي يعيش فيه زاهر... تنهدت بشوق متذكرة أحلى أيام حياتها مع زاهر وهي طفلة... تغيم نظراتها عندما تذكرت سبب هروبها..
جلست على سريرها... تناولت الهاتف الموضوع بجوارها واتصلت بالمربية: عايزاكي يادادة.

سألت سمحية: في حاجة يابيسان
تحدثت بيسان لعدة دقائق
ثم قالت سميحة في النهاية: ربع ساعة وهكون جايبلك الغدا
اغلقت بيسان الهاتف.. ثم نظرت للسقف بشرود... وبعد عدة دقائق نهضت من مكانها وتوجهت الى الحمام
بعد فترة طرقت سميحة على الباب عدة مرات وهي حاملة صينية الغداء وعندما لم تسمع ردها لها... دخلت مباشرة...

في داخل مكتب زاهر... رن هاتفه قاطعا شروده... تناوله من على الكتب وعندما رأى رقم المتصل... انتبهت حواسه... تحدث قائلا: نعم يابيسان
ردت سميحة بصياح: الحقني يازاهر بيه
شعر زاهر بحدوث مصيبة عند سماعه صراخ سميحة
... سأل بقلق: فيه إيه وماسكة تليفون بيسان ليه
سميحة بلهجة منهارة: دخلت اوضتها عشان أحط ليها الغدا لقيتها نايمة على السرير مش بتنطق...

نهض من مكانه مسرعا بدون سماع بقيت كلام سميحة... خرج من مكتبه الى خارج الشركة في سرعة قياسية وقلبه كاد ينخلع من شدة قلقه عليها... قاد سيارته بسرعة هائلة وفي أقل من عشر دقائق كان بداخل غرفتها... هتف صائحا عندما لم يجدها
داده سميحة...
دخلت سميحة بسرعة الى الداخل وهى تنهج
سأل زاهر بخوف: فين بيسان
ردت سميحة: الدكتور جاه ونقلها المستشفى...

قبل خروجه لحظ ورقة بجانب السرير وعدة علب دواء فارغة... هز رأسه برفض الفكرة التي جالت في رأسه: مستحيل بيسان تحاول تتنحر
أمسك الجواب... أتسعت عينيه بصدمة عندما قرأ ماخطت يداها... وهي تعترف بحبها وانها سئمت من كثرة البكاء على قلب لم يشعر نحوها بالحب... كور الجواب بغضب والقاه بعنف على الأرض
همس بألم: لدرجة دي بتحبي كريم... خرج مباشرة من الغرفة بخطى سريعة للذهاب اليها.. بالرغم من صدمته... الا أنها حبيبته الصغيرة...

في المستشفى... رأى كريم واقف أمام غرفتها... تقدم زاهر باتجاهه... نظرا له بغضب وبمجرد أقترابه منه... قام بلكمه على وجهه...
هاتفا بغضب: أنت السبب عارف لو جرالها حاجة مش هيكفيني فيها روحك
وضع يديه على أنفه ناظرا له بذهول: أنت بتقول ومين ده اللي السبب
تحدث بصياح: أنت كسرت بقلبها لما رفضت حبها عشان كده أنتحرت
أتسعت عينيه بذهول مما سمع: مين ده اللي كسر قلبها... أنت بتوجهلي الكلام ده...

_ أيوه
_ هو أنت فاكر كل الفترة دي أنها بتحبني أنا يبقا أتجننت رسمي... بيسان مش بتحب حد غيرك
_ والجواب اللي سابته وبتقول فيه أنها بتحبك
_ هي قالت أسمي فيه
هز زاهر رأسه بالرفض: بس أنا سمعتها بتقول بتحبك النهاردة في المكتب
شارد كريم بذاكرته للحظات فيما حدث بينهم... لمعت عينيه بابتسامة ماكرة: أه أفتكرت وانا كان ردي ليها أني كمان بحبها زي أختي... عشان بيسان
تملك زاهر غضب شديد من كلامه... وقبل لكمه مرة أخرى... قال كريم ما جعل عيينه تتسع من الصدمة.

حبست ضحى نفسها في الغرفة... ترثي حالها وما حدث لها
دخلت أمها قائلة بحزن: تعالي ننزل نقعد شوية مع أم زهرة... أبوكي وأخوكي نزلو خلاص راحو الشغل...
ردت ضحى بصوت كئيب: مليش نفس روحي أنتي ياماما
يئست أمينه من أقناعها لكي تنزل برفقتها... فقالت بعطف: خلاص أنا هنزل أقعد معاها شوية أِشوفها عايزه أيه وهطلع بسرعة
ردت بخفوت: ماشي
خرجت أمينة من غرفة أبنتها والالم يعتصر قلبها حزنا على أبنتها الوحيدة...

فى الاسفل أمام بيت ضحى توقفت سيارة جيب... قال السائق بقسوة أي حد يقف قصادكم خلصو عليه... بمجرد أنتهاء السائق من الكلام... خرج منها عدة رجال مباشرة... صاعدين الدرج بطريقة منظمة مدركين تماما الى أين ذاهبين...

سمعت ضحى عدة طرقات على الباب... فقامت مضطرة من مكانها... بمجرد أن فتحت الباب وجدت أربع رجال بداخل الشقة... هجمو عليها وقامو بتكميم فمها
هتف كبيرهم: أنزلو بيها بسرعة
وهما هابطين بيها الدرج... أستطاعت ضحى ان تصرخ بعلو صوتها.... الحقووووني
خرجت أمينة مهروله من عند أم زهرة فوجدت أبنتها تخطف أمام عينيها... أمينة صاحت بعلو صوتها الحقووووني ياناس وجريت باتجاهم.

أحد الرجال قام بضرب نار في الهواء... عندما رأى تجمع الناس على صوت الصريخ... قائلا بعنف: اللي هيقرب هخلص عليه... ثم هتف في رجاله... يلا دخلوها بسرعة
لم يجرأ أحد على الاقتراب وصوت الطلقات يتساقط فوق رؤس الجميع
أنطلق السائق بسرعة... بمجرد دخول الجميع.

لطمت أمينه على صدرها وهى تولول صارخة: بنتي أتخطفت... أتخطفت في عز النهار... بنتي
بمجرد القائها على الكرسي... صرخت ضحى: الحقوووني
تحدث السائق بشماته: أنتي فاكرة نفسك هتقدري تهربي مني...
اتسعت عينيها بصدمت عندما ميزت صوته..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة