قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول للكاتبة سلمى محمد الفصل السادس عشر والأخير

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الأول بقلم سلمى محمد

رواية زهرة ولكن دميمة الجزء الاول للكاتبة سلمى محمد الفصل السادس عشر والأخير

كوني إنتي... حبي نفسك كماهي
كوني واثقة من جمالك
فأنتي جميلة بطريقتك الخاصة
كوني سعيدة بوجهك... سعيدة بجسدك كماهو
كوني إنتي ولاتبالي بأراء الآخرين تجاه مظهرك
كوني إنتي كماهي... كوني سعيدة

ذهب أكنان اليه ومن مكانها... رأته يتحدث مع محمد... سمعت هتاف أكنان: أنت بتقول أيه... هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها..
أنقبض قلبها... رافضة أحساسها عندما سمعت كلامه ورأت نظراته المعتذرة لها...
هرولت زهرة باتجاههم... قائلة بلهجة مذعورة: ماما مالها
تحدث محمد بلهجة مضطربة: الوالدة دخلت غيبوبة...

همست بخفوت: الحمد لله... تحدثت بنبرة أعلى... وهتفوق منها أمتى
غمز أكنان بعينيه الى محمد..
محمد بلهجة ثابته: خلال كام يوم بالكتير... وممكن توصل لشهر... أخفى محمد حالتها عنها وأنها من الممكن الأ تستيقظ أبدا...

همست زهرة بدعاء.. قالت: شكراا ليك يادكتور... شكراا ليك ياأكنان بيه... مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه
رد محمد بتردد: العفو... ثم أنصرف
تحدث أكنان بهدوء: أنتي منمتيش النهاردة خالص... محتاجة ترتاحي شوية... وبكرا تيجي تشوفيها
هزت رأسها: عندك حق... كملت كلامها بحيرة... هو الواحد ممكن يركب هنا أيه عشان يروح بيته
تحدث أكنان ناظرا لها بشفقة: بيتك هيكون بعيد أوي عن المستشفى... شقتي موجودة وأنتي موظفة عندي..

قالت بعدم أستيعاب: مش فاهمة حضرتك تقصد أيه
قال بنبرة هادئة: أنا عندي موظفين.. اللي ساكنين بعيد ليهم أوض خاصة بيباتو فيها... ومفيش أكتر من الاوض عندي... أنا واخد دورين... دور ليا خاص ودور للموظفين عندي... فكري كده وقوليلي ومتنسيش أنك لسه شغالة عندي... من المستشفى للشغل هيبقا وضع مستحيل ليكي.. ردك أيه
ترددت زهرة في الاجابة..
سأل أكنان: قولتي أيه؟

حسمت زهرة قرارها: موافقة... هيسهل عليا وقت ومجهود كبير... حضرتك كدا بتشيلني جمايل كتير مش عارفة هردها ليك أزاي
رد أكنان: وأنا مش مستني ترديها ليا... تعالي معايا عشان أوصلك...
زهرة برفض: أنا عارفة طريق شقتك من هنا... كفاية تعبك معايا لحد كده.

رد أكنان بحدة: أنت أصلا على طريقي... وبلاش كل لما أقولك حاجة تقوليلي لا... مفيش حاضر علطول
همست بأحراج: حاضر.
ابتسم أكنان بخفة: أيوه كده... وماشا وموجودة عندي دلوقتي
هتفت زهرة: أهاا... ده أنا نسيت خالص...
قال أكنان: تعالي عشان أوديكي ليها.

أشرقت شمس الصباح وشعت الأرض بنورها، أستيقظت ضحى بعيون منتفحة، فهي قضت طول الليل في البكاء، نهضت من فوق فراشها شاعرة بألم يغزو جسدها... ألمها الجسدي... ألمها النفسي مجتمعين سويا... مسببين ألما غير محتمل... نهضت بتثاقل من فوق فراشها... فتحت درج الكمودينو الخاص بها تناولت شريط مسكن... أخرجت حبتين... تناولتهم دفعة واحدة دون ماء... ثم أتجهت ناحية الحمام... أخذت حمام دافىء.. وقامت بتغير ملابسها... جلست على السرير لعدة دقائق... تتنفس بهدوء وعندما شعرت بالراحة قررت الخروج ومواجهة والديها بما حدث لها...

بمجرد خروجها... وجدت والدها ووالدتها جالسين في غرفة المعيشة... ملامحهم حزينة... كئيبة
ضحى بلهجة هادئة: صباح الخير
عبد الفتاح بلهجة حزينة: صباح النور... أنا ماشي رايح الشغل...
أمينة بحزن: صباح النور يابنتي
جلست ضحى بجوار والدتها... ثم قالت: أنا عارفة أنتو زعلانيين ليه... بس أنا عايزه أطمنك ياماما... أني محصلش ليا حاجة وأنا لسه بنت زي ماأنا...

تهللت أساريرها: بجد ياضحى
ردت ضحى بابتسامة متألمة: والله بجد ياماما... أطمني وخلي قلبكم يرتاح... أحمدو ربنا كتير أني رجعتلكم زي مانا... أنا شوفت هناك بنات كتير أتظلمو... ونفسي أطلب منك طلب ياماما... البنت اللي السبب أني ميجرالش ليا حاجة... البنت اللي أنقذتني... أنا كنت السبب في تعذيبها ووجودها دلوقتي في المستشفى... نفسي نروح نزوها ونقف جمبها..

سألت أمينة: هي تبقا بنت من أيهم
ردت ضحى بحزن: أيوه ياماما بس غصب عنها... وقصت على أمها حكاية ناريمان بالتفصيل
هتفت أمينة: ياعيني عليكي يابنتي... أنا هروح أزورها وأطمنك عليها... بس أنتي خليكي اليومين دول متتحركيش من الشقة... متعرفيش العصابة ممكن تعمل ايه.

ردت ضحى: عندك حق ياماما... بس بالله عليكي ياماما تروحي ليها النهاردة... قبل بكرا
ردت أمينه: حاضر...
أتجهت ضحى الى غرفتها... وأمينة تناولت الهاتف وأتصلت بزوجها... وأخبرتها بكل الكلام التي قالته ضحى لها...
رن جرس الباب... نهضت أمينة من مكانها وأتجهت ناحية باب الشقة.. بمجرد فتحه... هرولت زهرة الى الداخل...

سألت أمينة بذهول: أنتي لحقتي... ده أنا لسه متصلة بيكي
تنفست زهرة بصوت مسموع قائلة بسرعة: ضحى كويسة.. هي في أوضتها دلوقتي
ردت أمينة: بخير
لم تنتظر زهرة باقية ردها... وأتجهت ناحية غرفة ضحى مباشرة... دقت على الباب... حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول...
بمجرد رؤيت زهرة... نهضت من مكانها والقت نفسها بين أحضانها...

زهرة بلهجة حنونة: أنتي عاملة أيه ياضحى
ضحى بألم: أنا كويسة أوي...
زهرة بأعتذار: مش عايزكي تزعلي مني عشان جيت ليكي متأخر بس والله غصب عني... ماما أمبارح راحت المستشفى
_ وهي عاملة أيه دلوقتي
_بخير ياضحى... طمنيني عليكي وحصلك أيه وأزاي البوليس قبض على العصابة.

_ أنا هقولك يازهرة حصل معايا أيه... شردت ضحى للحظات... وأخذت تحكي ماحدث لها بالتفصيل
شهقت زهرة بصدمة: يالهوووي ياضحى.. هو في كده بيحصل في الحقيقة والمتاجرة بأعراض البنات بقا مباح وكمان في ظباط ومحامين بيساعدو المنظمة دي... لا حول ولا قوة الا بالله.

تحدثت ضحى بألم: أنا كنت زيك في الاول مش مصدقة أن في بنأدمين بالشر ده... لحد ماشوفت بعيني
زهرة بمواساة: كويس أنها جيت لحد كده معاكي
ضحى بحزن: أنا تعبانة أوي يازهرة
_ حسه بيكي... اللي مريتي بيه صعب أوي.

_ صعب أوي أوي يازهرة... مشوفتيش نظرات الناس ليا وأنا طالعة البيت... تنهدت بألم... حتى نظرات بابا وماما وأخويا مختلفتش كتير... نظراتهم ليا على شيء مليش ذنب فيه... أنا أمبارح حطيت راسي على المخدة ودعيت مقومش تاني
_ متقوليش على نفسك كده تاني وأن شاء الله ربنا هيراضيكي
_هيراضيني بجد!
_ أيوه هيراضيكي وهيعوضك عن كل اللي فات
هتفت ضحى بدعاء: يارب

بعد مرور شهر... تم حبس جميع أفراد المنظمة على ذمة التحقيق... ووالد ضحى بعد خروج ناريمان من المستشفى قام بتوفير عمل لها في مشغل عند أحد أصدقائه دون أخباره عن أصلها وماحدث لها... وأيضا قام بتأجير شقة قريبة منهم لتسكن فيها...

أما بيسان عندما علمت بسفر زاهر القريب الى المانيا.. أسرعت من ميعاد كتب الكتاب وحفلة الزفاف... أما والدة زهرة لازالت كما هي... لم تستيقظ من الغيبوبة... والطبيب المعالج لها لم يتوقف عن بث الأمل لدى زهرة في أستيقاظ والدتها

امسك هاتفه يتصفح عليه مواقع التواصل الاجتماعي... ليتخلص من شعوره بالملل... فهي أجبرته على التزين تحت يد فريق مختص... تأفف بضيق... الوقت مر ببطء شديد وأصابع الحلاق لم تتوقف عن تهذيب خصلات شعره... حرك ابهامه على سطح الشاشة متنقل بين أحدث الاخبار.

زم شفتيه بغضب وهو يقرأ الخبر التالي.. بيسان نجم بنت رجل الأعمال نجم... تتشاجر مع مدير الفندق في يوم زفافها وقامت بالاعتداء بالضرب على أحد الموظفين... تمعن النظر في صورتها مرتدية فستان الزفاف... ازداد غضبه عند رؤيتها بهذا المنظر
طرق باب جناحه... ليدلف مدير الفندق حتى وقف أمامه قائلا باعتذار: أسف يازاهر بيه على اللي حصل منا... و المسئول عن تسريب الصور هيتعاقب
نظر له بوجه مكفهر: صور إيه اللي بتتكلم عليها.

تحدث المدير بلهجة آسف: بيسان هانم اتعصبت على موظفين الفندق لما عرفت ان صور القاعة وتجهيزاتها اتسربت على النت... واتخانقت وفضلت تزعق مع الكل... بس احنا قدرنا نلم الموضوع
زم شفتيه بغضب.. بيسان تشاجرت قبل ساعة من موعد زفافهم...
تحدث بضيق: اتفضل أنت دلوقتي...

نقر بأبهامه بغضب على سطح الهاتف.. متصلا بيها
ردت بابتسامة: هو أنا لحقت وحشتك
تحدث بهدوء على قدر الإمكان: هو الخبر اللي قريته على مواقع التواصل الاجتماعي صح انك اتخانقتي مع موظفين الفندق
ردت بلجلجة: هو لحقو ينشرو اللي حصل
رد بغضب مكتوم: طبعا.

اكفهر وجهها بعبوس: هو مفيش حاجة أسمها خصوصية خالص
أخذ نفس عميق محاولا التحكم في انفعاله: متصلتيش بيا ليه يابيسان لما المشكلة وصلت للضرب والخناق... هو أنا لزمتي إيه... لما انتي توقفي وتتصدري في الخناقة لوحدك... هتف بحدة... ملجئتيش له ليا وقولتلي الحقني يازاهر... تعالى حللي المشكلة
ردت بيسان بتلقائية عفوية: عشان هيبقا فال وحش لما تشوفني بفستان الفرح قبل الزفة.

اتسعت عينيه بذهول... ناظر لشاشة الهاتف بصدمة غير مصدق أذنيه: خايفه اشوفك بفستان الفرح ومكنتيش خايفة ان موظفين الفندق يشفوكي.. أهو انا شوفتك والعالم شافك كمان ياعاقلة
ردت
زمت شفتيها بضيق: يعني أنت شوفتني بفستان الفرح
أبتسم بتهكم قائلا: أاااه.. هو كل اللي همك أني شوفتك بفستان الفرح... مش فارق معاكي أنك أتخاتقتي مع حد من غير ماتطلبي مساعدتي
ردت بيسان بلامبالاة: خلاص بقا اللي حصل...

تحدث زاهر: لو حصل حاجة ووقعتي في مشكلة... الجئي ليا...
_ حاضر يازاهر...
_ سلام يابيسان
_قبل ماتقفل قولي العامل جابلك الجزمة اللي هتلبسها في الفرح
أجاب زاهر: ايوه يبسان... هقفل دلوقتي عشان مش عارف أكلمك من الراجل اللي بيقص في شعري... ثم أغلق الهاتف
نظرت بيسان للهاتف المغلق بعبوس.. محدثة نفسها: طلعت أنا في الأخر غلطانة...

عندما أنتهت بيسان من التزيين وحان موعد النزول الى القاعة... على الدرج تأبط والدها ذراعها... هابطا بها.. هامسا بخفوف: مبرووك حبيبتي
ردت بيسان بتأثر: الله يبارك فيك بابي
وصلت بيسان الى الأسفل وبمجرد رؤيته لها نسى ضيقه منها وماحدث منذ قليل نسى العالم ومن فيه... نظراته ظلت معلقة عليها متأملا جمالها الباهر... يريد أن يصرخ للعالم أنه يحبها كتيرا
عندما وصلت بقربه... أمسك زاهر يديها بحب... تحدثت والابتسامة لا تفارق شفتيها: أيه رأيك... عاجبك الفستان.

رد زاهر ببتسامة متلاعبة: لأ معجبنيش
نظرت له بيسان بصدمة: نعم
كمل زاهر بلهجة حانية وقد تحولت نظراته الى حب كبير: معجبتنيش وبس أنا أتجننت أول ماشوفتك
أخفضت رأٍسها بخجل دون كلام... حتى وصلا الى أماكنهم المخصصة.. أنسابت موسيقى ناعمة...
أقتربت منها صديقتها تولين وزوجها لتهئنة العروسين
تولين بابتسامة: مبروك يابيسان.

_ الله يبارك فيكى ياتولين... ناوية تولدي أمتى... مش كفاية لحد كده
ضحك زيدان: قوليلها أصلها مطلعة عيني وأنا بقول كفايها لحد كده
نغزته تولين في صدره بعنف: ماشي
زيدان قال: بهزر معاكي يروحي..
تولين بغيظ: هزار رخم... وتأبطت ذراع زوجها للرجوع الى أماكنهم... أدار زيدان رأسه باتجاه بيسان وحرك يديه على رقبته ذهابا وأيابا.

ضحكت بيسان بخفة: هههه زيدان وتولين دمهم خفيف
زاهر بهدوء: وجوزها دمه بارد
وقبل الرد... أتت جيلان وأكنان وقامو بتهئنة بيسان وزاهر...
فوق الاستيدج وعلى نغمات موسيقى هادئة أفتتح العروسين.. أول رقصة لهم...

وهما بين أحضان بعض... همست بيسان بالقرب من أذنه... أنا فرحانة أوي
رد زاهر: وأنا بعشقك... أخير عرفت أتلم عليكي... أيه كل الصحاب دول
ردت والابتسامة تزيين ثغرها: على فكرة مش كتير.. شوية صحاب من امريكا وشوية صحاب من هنا... على شوية من أهلك وعمو وأصحاب بابا وبس واصحاب جيلان.

رد بضحك: كل دول وشوية
قالت بضحك: هههه أيوه شوية... على فكرة... قطعت كلامها فجأة.. وهي تشير بيديها الى أحد الحراس الموجودين في القاعة...
نظر لها بتساؤل: في أيه يابيسان
بيسان وهي نظراتها مثبته على الشخص الذي دلف لتو من باب القاعة... قالت بضيق: الشخص اللي دخل دلوقتي مش معزوم على الفرح شكله صحفي...
التف زاهر متأملا أيه: ممكن
اقترب الحارس منها قائلا: نعم ياهانم.

أشارت بيسان قائلة: اللي داخل دلوقتي مش من المعازيم... روح طلعه
وبعد عدة قائق... تم جذب هذا الراجل الى الخارج
زاهر بابتسامة: أنتي بعد كده هتشتغلي في المخابرات
بيسان بضحك: في فرحي لزم كله يمشي زي ماأنا عايزه
تكرر هذا الموقف عدة مرات... وفي النهاية أحساسها يكون صحيح
تحدث زاهر: مش معقولة كده يابيسان... ده أنتي وشوشتي الحارس أكتر مني...

ردت بيسان: يعني أٍسيبهم يبوظو فرحي
زاهر بوجه عابس: ركزي معايا أنا شوية.. والله دي ليلة فرحي أنا كمان... عايزك توشويشني كتير
يابوسة
أخفت أبتسامتها.. قائلة بدلع: مفيش أسهل من الوشوشة...
أقترب منهم كريم: مبروك ياعريس... مبروك يابوسة
رد زاهر بضيق: الله يبارك فيك.

ردت بيسان بابتسامة وغمزت بأحد حاجبيها: عقبالك أنت كمان ياكي... قطعت أسم دلعه عندما رأت نظراته الغير مريحة... ياكريم
قال كريم بابتسامة خفيفة: أنا هضطر أمشي عشان ألحق ميعاد طيارتي...
أختفت أبتسامتها: بردو مصمم تسافر دلوقتي
رد كريم بشرود: خلاص مبقاش ليه داعي وجودي... وفاضل أتصل بيا محتاجني هناك... سلااام يابيسان وخلي بالك من نفسك.

ردت بيسان: سلااام ياكريم... وخليك ديما معايا على أتصال
رد بهدء: حاضر... ثم أنصرف بخطى هادئة
ظلت بيسان ترقص مع صديقاتها على أنغام الموسيقى... مر الوقت بسرعة وهي مستمتعة بحفل زفافها...

أقترب منها زاهر وهي ترقص والابتسامة لا تفارق شفتيها... همس في أذنيها: يلا بينا... الطيارة كده هتفوتنا
بيسان بدلع: شويه كمان... أنا مبسوطة أوي... خلينا أفرح بيوم فرحي بين صحابي... خلينا شوية صغيرين الميعاد الطيارة فاضل عليها تلات ساعات..

أكنان كان جالس على طاولته شاعرا بالملل... فجلوسه أجباري في فرح أخته الصغيرة... المصممة على عدم أنهاء الفرح حتى الان... رن هاتفه... نظر للرقم بتساؤل: في أيه ياكوكو
كاترينا قالت: زهرة مصممة تنزل لوحدها دلوقتي... وأنا منعتها تنزل في الوقت المتأخر... زي ما حضرتك قولتلي
سأل أكنان: مالها... أيه اللي حصل.

كاترينا بشفقة: قطتها تعبانة أوي
تحدث أكنان بهدوء: أديلها الفون تكلمني
ذهبت كاترينا إلى غرفة زهرة... رأتها جالسة بجوار قطتها تربت وتحرك يديها على فرائها بحنية...
شعرت كاترينا بالعطف: زهرة.. زهرة
رفعت رأسها ونظرت لها بعيون باكية: ماشا تعبانة أوي... أنا عايزه انزل اوديها للدكتور
ناولتها الهاتف قائلة: هتنزلي يازهرة... بس كلمي أكنان بيه الاول..

_ليه قولتليه
_دي أوامر البيه اي حاجة تحصل هنا لزم يكون عنده خبر بيها... خدي كلميه بس
تناولت زهرة الهاتف من يد كاترينا قائلة بحزن: حاضر هكلمه... وضعت الهاتف على أذنها... نعم ياأكنان بيه
شعر بالضيق عند سماع صوتها الحزين: حصل إيه يازهرة
تنهدت بأنفاس سريعة: ماشا تعبانه أوي... بقالها ساعات بتولد... وولدت قطين ولسه بتتألم... أنتحبت بصوت مسموع وهي تقول... ماشا لسه صغيرة وخايفة تموت ومش بتتحرك من مكانها..

تحدث أكنان برقة: دقايق وهكون موجود عندك
لم تعلم زهرة لماذا أنهارت في البكاء وهي تخبره عن قطتها
وفي الجهة الأخرى... قام أكنان بالإتصال بصديق دكتور بيطري: أزيك يأمجد
أمجد بفضول: أكنان بنفسه بيتصل بيا... خير ان شاء الله
تحدث أكنان عن ماشا وولادتها وألمها المستمر.

أجاب أمجد بلهجة عملية: من كلامك باين على القطة أن لسه في قط تاني ميت وعشان هي صغيرة... ولادة قط ميت هتكون ولدته متعسرة... ومحتاجة تروح عيادة أو مستشفى وممكن تحتاج ولادة قيصري عشان نخرج القط الميت
أكنان بلهجة أمره: عايزك تكون موجود في العيادة دلوقتي... أنا جايلك
أمجد بقلة حيلة: يدوب هلبس وأنزل أفتح ليك العيادة مخصوص الساعة اتنين بالليل.

نهض أكنان من مكانه مستئذن من الجميع... وفي داخل شقته
تحدث بهدوء الى زهرة: يلا بينا... وهاتي ماشا معاكي
سألت زهرة بحزن: هنروح فين
رد أكنان برقة: هوديها في عيادة دكتور صاحبي... هيكشف عليها... يلا جهزي نفسك.

ردت بسرعة: أنا جاهزة أهو... ثواني وأجيب ماشا... ثم ذهبت الى ماشا مسرعة وقامت بحملها.. هامسه لها برقة... متخافيش أنا معاكي...
في داخل العيادة... قام أمجد بالكشف على القطة.. عمل لها سونار... أشار بيده على الشاشة: زي ماقولتلك في قط ميت معرفتش تولده
زهرة برفض: بس الدكتورة قالت ليا هما أتنين بس
رد أمجد بهدوء: أوقات السونار ممكن يحصل فيه غلط.

سألت زهرة بقلق: والقط الميت في خطر على حياتها... طب وهو هيخرج أزاي وهو ميت
أمجد بلهجة ثابتة: القطط طبيعي بتولد لوحدها... وأوقات نادرة بتكون الولادة متعثرة لو كان في أكتر من قط ميت... وفي حالة ماشا الموضوع صعب ليها أكتر عشان لسه صغيرة... فاأنا ححاول معاها الاول طبيعي... ولو منفعش هضطر أولدها قيصري...

همست زهرة بدعاء: يارب مش تحتاج... ومش يحصلها حاجة
تحدث أكنان لها عندما سمع دعائها: أن شاء الله مش هيجرى ليها حاجة...
أستغرق أمجد أكثر من ساعة في محاولة لأخراج القط الميت وبعد معاناة مع ماشا أستطاع أخراجه
زفر أمجد بارتياح: أخيرا...

تحدثت زهرة بقلق وهي تتلمس ماشا برقة: هتكون كويسة يادكتور
هز رأسه بالايجاب: طبعا... تقدري تاخديها معاكي دلوقتي وتوديها لعيالها... زمانها محتاجنها...
سألت زهرة: طب وأكلها
رد أمجد: خليها تشرب لبن كتير
_ مفيش حاجة تاني.

_ لا مفيش... لو محتاجة أي حاجة هقولك... قام بأعطائها الكارت الخاص بعيادته... دي نمرة تليفون العيادة ونمرة تليفوني الشخص... لو أحتاجتي أي حاجة أتصلي وغمز لها مبتسما
نظر له أكنان بغضب... عندما رأى نظراته اختفت ابتسامته بسرعة... قائلا بجدية مفتعلة: هتلاقيني موجود في اي وقت
قالت بابتسامة: شكرا لحضرتك.

جذب أكنان ذراع زهرة قائلا بانفعال: يلا بينا
زهرة بتساؤل: هو انا عملت حاجة ضايقتك
هتف أكنان: لا أبدا معملتيش حاجة وضحكك ليه ده أسمه أيه.. ومعاكسته ليكي وانتي بتضحكي في وشه.. بتشجعيه يتمادي...
نظرت له بصدمة: أنا وهو بيعاكس وانا بشجعه...

أكنان بانفعال: باين عليه عاجبك
عجز لسانها عن الرد للحظات: أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده... لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم... حضنت ماشا وتحركت بعيدا عنه
هتف أكنان: رايحة فين ؟

زهرة بوجه شاحب وعيون دامعة: ماشية.. مروحة بيتي
رق قلبه عند رؤيتها هكذا قائلا بنبرة خفيفة: طب وولاد ماشا هتسيبيهم
تذكرت زهرة صغار القطة: أااه.. أزاي نسيت ميكي وتومي
أكنان بابتسامة خفيفة: لحقيتي سميتهم وكمان ميكي وتومي
ردت بحدة: مالهم أسمائهم واحشين
أكنان بابتسامة: حلوين...

قالت زهرة ببرود: ممكن توصلني... عشان أجيب ميكي وتومي
رد أكنان بابتسامة متلاعبة: طبعا...

أعلن مطار مصر عن مغادرة الرحلة رقم 221 المتجهة الى الولايات المتحدة الامريكية... فعلى السادة المسافرين التوجه الى البوابة... سمع كريم النداء بذهن شارد... ظهرت صورتها أمام عينيه... فصورتها أصبحت ملازمة له باستمرار... حتى قرر الهروب ونسيانها... فهي لاتناسبه... فهما من عالمين مختلفين تماما... تحرك باتجاه البوابة.. لفت نظره نشرة الاخبار... والمذيع يقول... خبر غير ماتوقع بالرغم من التكهنات والاشاعات الدائرة... تسمر كريم مكانه غير ماصدق ماسمعت أذنه...

مازال الفرح مستمر ومازالت العروس ترقص مع صديقاتها بالرغم من أن الساعة تعدت الخامسة صباحا
جلس أكنان على كرسيه... مكفهر الوجه... ناظزا الى بيسان كل لحظة زافرآ بحدة... فهو يأس من كثرة ألحاحه عليها لأنهاء حفلة الزفاف... رفع معصمه لرؤية كم الساعة... أتسعت عينيه بالصدمة... عندما راءها تقترب على الخامسة... نهض من مكانها بخطى مسرعة باتجاه بيسان.

بيسان وابتسامتها لم تفارق وجهها: تعالى أرقص معايا
زاهر بانفعال: الساعة قربت على خمسة يابيسان
ردت بيسان: طيب وفيها أيه
نظر له بضيق: فيها ميعاد الطيارة هيفوتنا ومفيش شهرعسل لو متحركناش دلوقتي...
بيسان برجاء: طب ممكن شوية كمان... أنا عايز أستمتع بيوم فرحي
_كل ده ومش أتبسطتي
_ أه لسه.

جذبها زاهر من يديها قائلا بانفعال: مفيش شوية كمان... وهتمشي معايا دلوقتي
شعرت بيسان بالألم في ذراعيها قائلة بوجع: أه أيدي
الغضب عماه فلم يسمع صوت تألمها... وأستمر في جذبها..
تشنجت ملامح وجهها.. نتيجه تجاهل المها.. صاحت: سيب أيدي يازاهر
زاهر برفض: مش هسيب يايبسان وهنمشي دلوقتي
تحدثت بيسان بحدة: أنا مش همشي أروح معاك أي حته...

زاهر بانفعال: تقصدي أيه بكلامك ده
ردت بلهجة ثائرة: اللي فهمته كويس
_ ده أخر كلامك
_ ايوه
ابتسم زاهر بتهكم: يبقا أنتي اللي جبتيه لنفسك يابوسة ياحبيبتي
سألت بقلق: هتعمل أيه
بدون أجابتها... قام بحملها فوق ذراعيه.

بيسان برعب: نزلني يازاهر... بقولك نزلني... شكلي وحش كده
رد بابتسامه متلاعبة: مش هنزلك... وشهر عسلي وهلحقه وكفاية الوقت اللي ضاع من عمري
_مجنوووون
_مجنون بيكي يامجنونة

ذهبت زهرة مع أكنان مضطرة... بالرغم من أهانته لها... وفي داخل شقته...
زهرة أخفت وجعها.. قائلة بثبات: حضرتك عايزني في حاجة
دلوقتي
هتف أكنان: لأ
ردت زهرة ببرود: بعد أذن حضرتك ممكن أروح أوضتي.

أكنان بلهجة أخف حدة: متزعلييش... مكنش المفروض أتكلم معاكي بالاسلوب ده...
كاترينا أتسعت عينيها بالصدمة وهي تسمع أعتذار أكنان... تجولت نظراتها على كلايهما
صاح أكنان فيها عندما رؤيتها لازالت واقفة: أمشي من هنا
كاترينا باضطراب: حاضر
عقدت حاجبيها وهي ترى تحوله في الكلام وصياحه... ثم أتجهت ناحية غرفتها.

هتف أكنان: أستني... قبل تكملت جملته رن هاتفه... المتصل محمد الطبيب المعالج لولدة زهرة... عقد حاجبيه بعبوس.. قائلا: خير يامحمد
بمجرد سماع أسم طبيب أمها تسمرت في مكانها... نظراتها مثبته على وجه أكنان
تغيرت ملامح وجه أكنان... عند أستماعه لكلام محمد... أغلق الهاتف... ناظرا الى زهرة بعطف: تعالي أوديكي لمامتك.

شعرت باضطراب في معدتها... سألته بخوف: ماما فاقت من الغيبوبة صح
تحدث أكنان بثبات: تعالي معايا ولما نوصل هناك هنتكلم
تملكها أحساس عارم بحدوث مكروه لوالدتها.. قالت بخوف: ماما مالها
رد بحنية: هي بقت أحسن دلوقتي
نظرت له بتوسل... فبادلها بنظرة عطف... قائلا بهدوء: يلا بينا.

تحركت خلفه بخطوات مترددة.. دقات قلبها تكاد تصم أذنيها... ترتجف... وضعت يديها على صدرها في محاولة لبث الهدوء بداخلها... وأن كل شيء على مايرام...
في المستشفى... بمجرد دخولها غرفة أمها... وجدت الاسلاك مفصوله عنها... أكنان ظل بجوارها...
همست بصعوبة: هي ماما شكلها عامل كده ليه
رد أكنان برقة: راحت للي أرحم منك ومني.

طفرت عينيها بالدموع: أنت قولتلي أنها فاقت... ماما... ماما مامتش... قولي أنها مامتش ها... قولي أنها لسه عايشة..
تحدث محمد: البقاء لله يأنسة... ثم أشار للمرضات الموجودين بجواره بنقلها..
همست بحشرجة من بين دموعها: أستنو... أقتربت من والدتها وأخذتها بين أحضانها... تشتم رائحتها لأخر مرة... متمتمه بخفوت: هتوحشيني ياماما
ظل أكنان واقفا في مكانه صامتا... محترم لحظات وداعها مع أمها...

بمجرد خروج الممرضات... دافعين السرير المتحرك الذي توجد فوقها هدى خارج الغرفة...
تتبعت زهرة خروج ولدتها في صمت... والدموع تنساب على وجنتيها بغزارة.. رأت أكنان ناظر لها بعطف... تحرك باتجاهه بتلقائية... ثم القت نفسها بين أحضانه... هامسه بدون وعي: أنا محتاجة وجودك جمبي أوي
همس بحنية: وأنا هفضل جمبك علطول ومش هسيبك أبدا.

ومازال للحديث باقية
أنتظروني مع الجزء الثاني بعد رمضان أن شاء الله

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة