قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل الثلاثون

رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل الثلاثون

رواية زهرة في مستنقع الرذيلة للكاتبة جيهان عيد الفصل الثلاثون

زهرة: خير يا عمو؟! خضتنى.
عبد الرحمن: عايدة طالبة الطلاق.
زهرة: إيه؟ أنت بتتكلم جد؟
عبد الرحمن وهو يبكى: لما قالت لى عملت زيك كدة، كنت فاكرها بتهزر، لقيتها فجأة اتحولت لبنى آدمة تانية، قاسية وجاحدة، مش عايدة اللي عشت معاها أكتر من تلاتين سنة، بكيت وأتوسلت لها تتراجع ما رضيتش، كنت هأبوس رجلها، عرضت عليها أكتب لها كل أملاكى حتى اللى كنت ناوى أديه لكوا.

ما رضيتش، صممت على الطلاق وسابتنى ومشيت على بيت أهلها، وقالت أنا مستنية ورقة الطلاق، بدل ما أخلعك.
زهرة: أنا لحد دلوقتي مش مصدقة.

عبد الرحمن: أكيد في حد آذينا أو عامل لنا سحر، لو شوفتيها وهي بتتكلم هتقولي دى مستحيل تكون عايدة، عايدة اللي ما كانتش بتستحمل عليا حاجة تمشى وتسيبنى وأنا مريض ما فكتش السلك، عايدة اللى كانت ما بتستحملش تبعد عنى شوية وتتصل كل شوية تقول لى أنت وحشتنى ؛ تسيبنى وتمشى، إزاي يا زهرة؟
زهرة: يمكن عشان تعبت، بس لا مش طنط عايدة اللي تعمل كدة، ده إحنا كنا بنحلف بيكوا في الحب.

زهرة: مش الحب بس يا زهرة، العشرة، عايدة بنت أصول وياما شافت وأتحملت معايا، هي عشرة يوم وإلا اتنين؟
زهرة: طب اهدى يا عمى عشان صحتك وأنا هاروح لها، ولو زعلانة هأراضيها.
عبد الرحمن متوسلا: ما تجيش من غيرها يا زهرة، أنا مستعد لأي ترضية ليها.

ذهبت زهرة لعايدة لكنها كانت كما قال عبد الرحمن شخصا آخر، حاولت زهرة معها بكل الطرق، فعلت المستحيل لإرضائها، لكن عايدة رفضت التفاوض معها، فعادت لعمها خائبة الرجاء، ما تريده مستحيل حدوثه في وجودك عبد الرحمن، هي تريد دكتور خالد، لن تفرط فيه بعد أن أعطى لها الضوء الأخضر للزواج منها، لن تضيع من عمرها لحظة واحدة وهي بعيدة عنه، ويكفيها شهور العدة.

فشل عبد الرحمن في إعادة عايدة له، كما فشل والدها وشقيقها في إقناعها بذلك ووقع الطلاق فأصيب عبد الرحمن بأزمة قلبية، لكن هذا لم يشفع له عندها، ظلت زهرة ملازمة له، كانت أحيانا تبيت معه فكانت فرصة ذهبية لعايدة التي لم تحترم عدتها وظلت على علاقتها القذرة بدكتور خالد، يتعاملان كالأزواج لا ينقصهما سوى ورقة الزواج والتي لن تفرق كثيرا، فزواجهما سيكون في السر كما أشترط هو وقبلت هي بشروطه، وزواج السر باطل لافتقاده أهم شرطين، وهما الإشهار وشهادة الشهود.

قامت هند بعمل حساب على كل برنامج من برامج التواصل الاجتماعي باسمها الشخصي بمعرفة عادل، انضمت للكثير من المجموعات الخاصة بالمطبخ والحمل وحتى وحتى الأبراج والحظ، وعندما وجدت البعض يرد على تعليقاتها ويفتح معها حوارا خافت أن يرى عادل هذه الحوارات، لانه صديق عندها، فقامت بعمل حساب آخر باسم وهمى، كانت تعلق منه بكل حرية، بل سمحت لبعضهم بالتحدث معها في الخاص، أقنعت نفسها أن من ترد شخص آخر وليس هى، وأن كل ما يحدث تسلية لن تؤثر على علاقتها أو حبها لزوجها.

جلس خالد وزهرة يتناولان العشاء
د. خالد: عمك عامل إيه؟
زهرة: تعبان قوى يا خالد.
د. خالد: وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، يمكن ده خير له.
زهرة: خير إيه يا خالد؟ عمي هيموت عشانها، حتى لو هي شر ياريتها ترجع طالما ده اللى هيسعده.
د. خالد: تصدقينى لو قولتلك إنى طول عمرى ما بارتحش لعايدة دى.
زهرة: معقولة يا خالد؟ دى طنط عايدة من أطيب وأحسن الناس، تصدق إنى حتى بعد اللى حصل مش قادرة أكرها.

د. خالد: سيبك منها، أنا عايز أخد رأيك في حاجة يا حبيبتى.
زهرة: في إيه؟
خالد: سناء أختى جوزها سافر زى ما أنتى عارفة، وعايز أجيبها تعيش معانا هنا، شقتها في حتة مقطوعة وخايف حد يعرف أن جوزها مش موجود يأذيها الدنيا ما بقاش فيها أمان.
زهرة: يا حبيبي أنت هتستأذنى في بيتك؟
خالد: أنا كنت واثق في طيبة قلبك.
زهرة: على الأقل تسلينى، بدال ما أنا بافضل قاعدة لوحدى كل يوم على ما أنت ترجع.
النادى.

نانا: هتفضلى مخاصمانى كدة يا زهرة؟ ما فيش إلا أنا وأنتى هنا، هنفضل قاعدين في وش بعض ساكتين كدة؟
زهرة: مخصماكى دى كلمة صغيرة، أنا عايزة أولع فيكى، أقتلك، أنتوا إيه؟ أنا هألاقيها منك وإلا من صافى؟
نانا: بكرة تعرفى إن في حاجات أقوى من الإنسان.

زهرة: ما فيش حاجة أقوى من إرادة البنى آدم، لو عايز يعمل حاجة هيعملها، لو عايزة تخونى جوزك هتخونيه. لو عايزة تخلصى حتى لو اترميتى وسط ألف رجل كلهم ديابة، هتخرجى من وسطهم سليمة، جوزك بعد عنك ألف سنة وهتموتى من الحرمان برضو هتصونيه وتصونى عرضه وعرضك.
نانا: صدقينى يا زهرة أنا مش مبسوطة بالوضع اللى أنا فيه ده.
زهرة: لو مش مبسوطة صحيح لازم توقفى المهزلة دى فوراً، لازم تختارى.

لمحت زهرة فتنة من بعيد آتية وهي ترتدى الحجاب.
تفاجأت زهرة بها فصرخت مهللة وقامت من على مكانها لتحتضنها.
زهرة: إيه المفاجأة الحلوة دى؟
فتنة: إيه رأيك؟
زهرة: زى القمر.
نانا: ألف مبروك يا فتنة.
فتنة: الله يبارك فيكى، عقبالك.
زهرة: ما هي كانت لابساه زهرة زمان، أنا عارفة إيه اللى جرالكوا؟

فتنة: مش عارفة الوسط الفنى هيتقبل خبر لبسى الحجاب إزاى، أنا كنت متعاقدة على بطولة فيلمين ومسلسل، فيلم منهم طالعة فيه فتاة ليل، أكيد مش هينفع أمثله بعد ما لبست الحجاب.
زهرة: ما حدش بيموت من الجوع، أكيد هيتعرض عليكى أدوار تناسب الحجاب، وأهى فرصة تمثلى أدوار هادفة، صدقينى دور واحد يعيش ويعلم مع الناس أحسن من ميت دور تافه.

جاء بعض المعجبين لمصافحة فتنة والتصوير معها، كما جاء صحفى من مجلة فنية لإجراء حوار معها.
الصحفى: آنسة فتنة أنا صحفى من مجلة الفنون تسمحى لى حضرتك أعمل معاكى حوار بعد ما لبستى الحجاب؟
زهرة: آنسة فتنة مرتبطة بحوار مع جريدة تانية لما ينزل ابقى تعالى.
تفاجئت فتنة من رد زهرة وفور انصراف الصحفى قالت: ليه يا زهرة كدة؟
صحفى وجالى لحد عندى.

زهرة: هو أنا ما أعرفش أستفيد منكوا أبدا، هأتصل بمحررين القسم الفنى في الجريدة عندى يعملوا الحوار ده معاكى.
فتنة: أى خدمة!
اتصل دكتور خالد بصافى يطلب لقائها لكنها رفضت.
د. خالد: ودينى لو ما جيتى لأفضحك، أنا مصورك وأنتى عندى صور وفديوهات لو نزلت على النت أبوكى رجل الأعمال الكبير هيروح فيها، الفديوهات دى معمول لها مونتاج أنا مش ظاهر فيها.
صافى: خلاص جاية.

د. خالد: أيوه كدة احترمى نفسك، مش خالد عز الدين اللى يتقال له لأ.
الغريب أن صافي عندما حضرت له وبعد أن خلعت ملابسها طردها شبه عارية وأغلق الباب، ظلت تتوسل له أن يفتح ويعطيها ملابسها حتى فتح وألقاها لها.

منذ قدوم سناء لمنزل دكتور خالد وهي منعزلة عن الجميع، أغلب الوقت في حجرتها المغلقة، تخرج لتناول الطعام وتعود، حتى أولادها كانت لا تهتم بهم.
جلست زهرة أمام التليفزيون تقلب بين المحطات بملل، لم تجد شيئا يعحبها فأغلقت التلفزيون، وظلت تقلب في بعض المجلات والجرائد بفتور ثم ألقت بها جانبا.

زهرة في نفسها: جيبتك يا عبد المعين تعينى ؛ لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان، أدى سناء اللى قولت تقعد معايا، وأحكى لها على اللى أخوها عامله فيا، أهى ليل ونهار قدام اللابتوب، أنا عارفة بتعمل إيه كل ده؟ ما بتزهقش؟ أما أروح أقعد معاها.

طرقت زهرة باب الحجرة ودخلت مباشرة، فارتبكت سناء وأغلقت اللابتوب بسرعة وألقت سماعة الأذن بجوارها.
زهرة: قفلتى ليه؟
سناء: هأقوم أنام، أنا كنت قايمة حتى قبل ما أنتى تيجي.
زهرة: على كيفك، أنا كنت عايزة أٌقعد معاكى شوية.
سناء: بكرة إن شاء الله لما ترجعى من الشغل.
زهرة: هو أنا عارفة أتلم عليكى، قال وأنا اللى قولت هتونسينى.

سناء: خلاص يا زهرة ولا تزعلى، هأفضل معاكى لحد ما يجى خالد، إن شالله يجى الصبح، تعالى نعمل كوبايتين شاى ونفضل نرغى للصبح.
زهرة: شاى بحليب.
سناء: شاى بحليب، مش عارفة هتنفطمى أمتى وهتكبرى امتى؟!
ضحكت زهرة ببراءة وقالت: مش هأكبر أبدا.

كانت سناء ترتدى قميص نوم مكشوف لكن زهرة لم تعلق حتى لا تظن أن زهرة تقيد حريتها، هذا منزل شقيقها ولا يدخله أحد غريب، لكنها تعجبت من ارتدائها له في هذا الجو البارد خصوصا في الليل.

غاب الاستاذ محسن خيرى عن الجريدة أسبوعا، وحين عاد دخلت زهرة لتطمئن عليه، هي الوحيدة التي تعرف ما به، طرقت الباب فلم يجب، عاودت الطرق طرقات أعلى قليلا، رد محسن: ادخل.
دخلت زهرة، نظرت له وسرعان ما نكست رأسها، لقد كان يبكى، ما زال أثر بكائه في عينه.
زهرة: طمني على حضرتك.
أ/محسن: مش بخير يا مدام زهرة.
زهرة: لسة المدام زعلانة؟
أ/محسن: لا رجعت بعد ما كتبت لها الشقة عشان تتطمن إنى مش هأفكر في جواز تانى.

زهرة: مافيش مشكلة أهى لأولادك، المهم تكون اتغيرت.
أ/محسن: دى من يوم ما جات وهي مش بتكلمنى ولا بتتعامل معايا، بتدخل وتخرج وعايشة حياتها وكأنى مش موجود.
زهرة: هو ده اللى مضايق حضرتك؟
أ/محسن: اللى مضايقنى إنى بقيت أعمل حاجات ما عملتهاش وأنا مراهق،
أنا زى ما قولت لك أتجوزت صغير، وعمري ما عملت حاجة غلط، للأسف دلوقتي بقيت أعمل حاجات غلط، علاقات على النت وبنات شمال وأماكن مشبوهة،.

بكى محسن بشدة وقال: أنا في السن ده أعمل كدة؟
احتارت زهرة ماذا تفعل، حاولت تهدئته.
زهرة: لا حول ولا قوة إلا بالله، اتكلم معاها تانى، هي زوجتك ولازم تعفك.
أ/محسن: قولت لها، ومافيش فايدة، هي عادى عندها إنى أزنى وأغضب ربنا، المهم ما أتجوزش عليها.
زهرة: حاجة غريبة فعلا، الست ممكن تسامح في الخيانة وما تسامحش في الجواز، ترفض الحلال وتقبل الحرام.

أ/محسن: عشان الحلال في النور والناس هتعرف والهانم كرامتها هتنجرح، لكن الحرام في السر فى، الضلمة ما حدش هيعرف بيه غير ربنا، بقينا نكره النور، نعمل حساب للناس وما نخافش من ربنا.
زهرة: مش عارفة أقول لحضرتك إيه، يعنى لا عايزة تديك حقك ولا عايزة تسيبك تدور عليه بالحلال حتى بعد ما كتبت لها الشقة، أمال رجعت ليه؟

أ/محسن: أنا دخلت حرب مش متكافئة، بأحارب لوحدى، بأطالب بحق مش حقى عشان عديت الخمسين، وهي بتستخدم أسلحة ممنوعة ومحرمة، سلاح الأولاد اللى واخدين صفها.
زهرة: طب ما حضرتك تقعد تتكلم مع ابنك، هو ما عادش صغير وتخليه يتكلم معاها.
أ/محسن: أكلم ولد عنده عشرين سنة وأقول له وصى أمك عليا تدينى حقى؟

زهرة: ابنك بقى رجل، جيل الأيام دى متفتح وواعى وفاهم، هي بتستخدم أولادك ضدك، استخدمهم أنت في صفك، هي استغلت سكوتك وخوفك إن ولادك يعرفوا، مش عيب إنهم يعرفوا، ده حقك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة