قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل السادس

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل السادس

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل السادس

انتهى الزفاف على احسن ما يكون
و نام النجع في فرحة بزواج بن العمدة عتمان
و بدأت الأنوار تخفت و يرحل كل لموضعه الطبيعى..
و بدا كم كان الظلام منيرا بفضل كل تلك الأنوار و الزينات التي بدأت تغمض عيونها و تُغلق إجباريا بعد انتهاء دورها في تلك الليلة السعيدة..
تأبطت روح ذراع زوجها الشيخ عبدالعزيز الذى كان منتشيا بفعل استحسان الجمهور و السميعة لصوته العذب و إنشاده الذى يشفى العليل على حد قولهم..

كان كلاهما يسير الهوينى مرهقا لا يعلم ما عليهما فعله في تلك اللحظة
والظلام لازال مخيما على النجع
كخيمة معتمة لا رتق فيها ينذر بحلول النهار قريبا..
همست روح بنبرة واهنة: - هنروح فين دلوجت يا شيخ عبعزيز..!؟.
همس عبدالعزيز مؤكدا: - يعنى تفتكرى هنروح فين..!؟، هنستنى الساعتين الباجيين ع الفچر
و ناخد اى حاچة من ع الطريج توصلنا نچعنا..
همست روح بحسرة: - بس انى تعبانة جووى يا شيخ..!.

هتف بغيظ: - ما انى جلت لك هايبجى تعب عليكِ مجيتك معاي
و انتِ اللى ركبتى دماغك..
و انا مجدرتش ارفض لك طلب يا بت الناس..
تشبثت بذراعه هامسة: - تسلم لى يا شيخ، اتعب كد كِده عشر مرات بس اشوفك و انت بتنشد و الناس فرحانة بيك، و بعدين هو دِه فرح يتفوت برضك..!.
دِه و لا ألف ليلة و ليلة..
ربت على كتفها مبتسماً و هما يسيرا باتجاه تعريشة من خوص
ليجلسا بقربها ما بقى لهما..
و ما ان هم كلاهما بتناول أنفاسه.

حتى اندفع باتجاههما عدد من خفراء العمدة عتمان
والذين أحاطوا بهما في سرعة
و هتف احدهما بصوت جهورى لشيخ الخفراء مصلحى الذى كان في المؤخرة يتبعهم مؤكدا: - اهم يا شيخ الغفر، مسكناهم..
اندفع عبدالعزيز ناهضا في انتفاضة مداريا روح خلف ظهره
و التي انتفضت بدورها تحتمى به
و هو يهتف في غضب: - مسكت مين يا مخبل انت..!؟.
انت متعرفش انى مين ولا ايه..!؟.
هتف شيخ الخفراء مصلحى.

و الذى وصل في تلك اللحظة مواجها عبدالعزيز: - لاه، عارفين كويس و عشان كِده جايين ناخدك..
العمدة عتمان هو اللى امرنا نجيبك لحد عِنديه..
هتف عبدالعزيز في توجس: - ليه!؟، انا خدت اچرتى و عِملت اللى علي و الحمد لله..
جذبه مصلحى من ذراعه هاتفا في نفاذ صبر: - تعال معاي و بلاها كتر حديت.
تجمع الخفراء لجذب الشيخ عبدالعزيز بالقوة و لم يستطع مقاومتهم بالتأكيد.

و تبعته روح مولولة في ذعر على زوجها الذى لم يتسنى لهما الوقت للإحتفال بنجاحه في احياء الليلة
و التي يبدو انها لم تنتهي..
و لن تنتهي على خير ابدا..

صرخ الشيخ عبدالعزيز هاتفا في حنق و هو يُدفع به داخل احدى قاعات دار العمدة: - ايه اللى حصل لكل دِه..!؟، انى عِملت ايه..!؟.
دُفع بروح عقبه ليتلقفها بين ذراعيه قبل ان تسقط أرضا جراء دفعها بيد احد الخفراء.
و الذى كان الشيخ عبدالعزيز في سبيله للانقضاض عليه بسبب فعلته مع زوجه الا ان ذاك الخفير كان الأسبق وأغلق باب القاعة بسرعة و قوة مانعا عبدالعزيز من نيل ثأره..

عاد عبدالعزيز مسرعا لروح ليطمئن على حالها بعد ان وجدها تجلس في استكانة تلتقط أنفاسها في تعاقب يتصبب من جبينها العرق و ملامحها
تحمل هلع و ذعرا جعله يشفق عليها رابتا على كتفها في حنو
و لم يتفوه بكلمة، لانه يجهل بحق سبب ما يحدث لهما..
لحظات مرت و فجأة انفرج الباب مدفوعا بقوة من قبل احد الخفراء ليدخل العمدة عتمان في خطوات بطيئة واثقة ليقف امام كل من عبدالعزيز و روح.

قبل ان يشير لأحد الخفراء دون ان يحيد بناظريه عنهما والذى كان يقف خلفه ليتقدم
هاتفا به مشيرا لعبدالعزيز: - فتشه و طلع كل اللى معاه..
هم عبدالعزيز بالهتاف في ثورة و غضب واضحين الا ان الخفير اخرسه بضربة من عقب بندقيته الميري أسقطته أرضا ليجهز عليه عابثا بملابسه مفتشا إياها.

و الشيخ عبدالعزيز يتأوه في ألم غير قادر على دفعه و الزود عن نفسه، بينما تلاحقت شهقات روح الباكية على حالها و حال زوجها الذى لم تعرف حتى الان ما جريرته التي ارتكبها و التي دفعت بالعمدة لمعاملتهما بهذا الشكل..
أخيرا نهض الخفير مبتعدا عن الشيخ عبدالعزيز هاتفا بنبرة منتصرة: - اهى يا جناب العمدة، اهى..

و تقدم معطيا للعمدة ساعة ذهبية وضعها في كفه الممدودة و التي تطلع اليها لثوان متحققا قبل ان يعيد نظره مرة أخرى لعبدالعزيز و زوجه و اللذان كان كلاهما وجهه يحاكى وجوه الموتى شحوبا..
هتف العمدة و هو يحرك تلك الساعة الذهبية بسلسالها ذات اليمين و ذات الشمال في تشفى: - چت لك منين الساعة دى يا شيخ عبدالعزيز..!؟.
بجى دى اخرتها..
ادخلك دارى و تسرجنى..!؟.

هتف الشيخ عبدالعزيز في نبرة تملؤها الصدمة: - اقسم بالله يا عمدة ما اعرف ايه دى..!؟.
و لا كيف چت ف جيبى..!؟.
و لا دى ساعة مين من الأساس..!؟.
هتف العمدة ساخرا: - صادج يا شيخ، صادج..
هى چت لعنديك وحديها
و لا..!.
و صمت لثوان متطلعا لروح بنظرات ثاقبة ثم استطرد: - و لا حرمكم المصون..
كان ليها دور ف اللعبة دى..!؟.

هتف عبدالعزيز يزود عن روح التي اندفعت تحتمى به من نظرات العمدة الحقيرة المصوبة باتجاهها بلا اى قدر من حياء: - لاااه، مرتى ملهاش صالح..
و لا انى كمان ليا صالح بالساعة دى، و لا اعرف كيف وصلت لچيبى..
انا راجل اعرف ربنا و حامل كتابه
و مجبلش لا على نفسى او دارى الحرام..
انفجر العمدة ضاحكا في سخرية ضحكة طويلة مقيتة و أخيرا هتف في استهزاء: - اه، معلوم، بس دلوجت هي كانت ف جيبك..
يعنى محدش سرجها غيرك..

و انت متعرفش يعنى ايه تتچرأ و تسرج العمدة عتمان
يا چربوع انت..!؟.
و اندفع العمدة مغادرا و هو يأمر الغفر في غضب هادر: - خدوه و اربطوه ف الزَريبة لحد ما نشوف ايه اللى هنعمله وياه..
و مرته سيبوها ف الجاعة و اجفلوها عليها..
اندفع الخفراء لتنفيذ أوامر سيدهم لينتزعوا الشيخ عبدالعزيز بعيدا عن روحه..
و التي صرخت في لوعة و هي ترى روحها متمثلة فيه..
تغادرها مبتعدة بابتعاده عنها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة