قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع

دارت حول نفسها كالتائهة لا تدرى ما يمكنها فعله في مثل تلك الحالة التي وجدته عليها صباحا..
فها قد بدأ يهزى بصوت عال و الحمى ترتع ببدنه، جبينه الذى تضع عليه كفها المضطرب الان يغلى كمرجل، و هي لا تملك بالحجرة ما يمكنها من العمل على خفض تلك الحرارة المستعرة بجسده الا الماء..
بحثت عن فص من الليمون او القليل من الخل لعلها تخفف بهما من حرارته التي تضطرد كل دقيقة..

أخذت في دعك جسده بالليمون و عمل الكمادات بالماء و الخل و ما ان شعرت انه بدأ يستكين قليلا حتى جذبت حملها الذى أعدته مسبقا في لفة من قماش و خرجت و هي عازمة ألا تعود حتى تحصل على المال لتشترى به ما يعينه على مقاومة المرض..
و بالفعل لم يمضى الكثير حتى عادت الى الحجرة و بيدها كيس بلاستيكى و برتقالتين و عدة ليمونات..
بدأت في طهو ما أحضرته و هي تراه لايزل نائما على فراشه لم يبرحه منذ تركته..

و ما ان انتهت و بدأت في غرف الطعام حتى بدأ هو يتململ في الفراش و يستفيق قليلا..
اقتربت منه في سعادة هاتفة: - حمدالله ع السلامة يا شيخ..
كده تجلجنى عليك..!؟.
ابتسم في وهن هامسا: - بعد الشر عليكِ يا چميل من الجلج..
بس هو ايه اللى حصل!؟.
هتفت و هي تجلس على طرف الفراش تعدل له الوسادة خلف رأسه: - و الله ما انى عارفة..
الصبح لجيتك زى النار و جاعد تخترف و حرارتك مولعة..

عملت لك كمادات خل و لمون لحد ما الحرارة نزلت..
هتف الشيخ عبدالعزيز وهو يتشمم نفسه: - خل و لمون..!؟.
و انا اجول ريحة الفسيخ دى جت جبل أوانها ليه..!؟.
انفجرت روح مقهقهة على دعاباته ليستطرد و هي تجلب طبق الطعام لتعاود الجلوس قبالته: - كان ناجصنى شوية زيت و فحلين بصل وابجى محصلتش..
عاودت روح قهقهاتها هاتفة: - يا خسارة معنديش..

و استطردت و هي ترفع الملعقة لفمه بذاك الحساء الذى صنعته من بعض هياكل الدجاج التي اشترتها: - ياللاه، اشرب الشوربة و رم عضمك..
مد كفه يوقف كفها
و هو يتطلع اليها في تساءل: - جبتى منين فلوس الأكل دِه!؟.
ابتسمت في سكينة هامسة: - بعت الحلتين النحاس..
زم ما بين حاجبيه: - طب و هاتطبخى ف ايه دلوجت..!؟.
انفجرت ضاحكة: - يا شيخ، جال يعنى الطبيخ مجطع بعضيه..

و بعدين لسه باجى حلة، اهو نعمل فيها اللى ربنا يچود بيه..
سيبك، المهم صحتك انت يا زيزو..
اتسعت ابتسامة الشيخ عبدالعزيز لكلماتها و زادت سعادته بها و هو يتناول من كفها ملعقة الحساء يستطيبها لا لجمال طعمها و لكن لانها من يدها هي، تلك الجارة الغريبة عنه و التي كانت تترصده كل ليلة لتطمئن على مجيئه سالما و التي أثرته على نفسها كثيرا.

و التي كانت ابعد ما يكون عن مخيلته كزوجة، الان يراها اقرب ما تكون اليه، اقرب من وريده ذاته، ينبض بحبها قلبه و يشعر ان وحدته التي عاشها متعففا قد عوضه الله بها، و رزقه روح، وهى ليست فقط روح، بل روح و ريحان و جنات نعيم لمثل من هم في حاله..
انهى طبقه لتهم بالنهوض ليجذبها لتجلس من جديد
ناظرا اليها مشاكسا: - طب انا كلت اهو، فين العلاچ بجى..!؟.
نظرت اليه متعجبة: -علاچ ايه يا شيخ!؟.

نظراليها بمجون و هو يقترب منها راغبا في تقبيلها: - العلاچ يا بت..!؟.
انتفضت مبتعدة
هاتفة متصنعة الضيق: - اتهد يا شيخ، انت لسه تعبان..
هتف فيها متصنعا الحنق: - و هو انا بطلب ايه دلوجت يا غشيمة!؟.
مش بطلب العلاچ برضك..!.
هتفت مؤكدة: - اما تخف ان شاء الله..
هتف مؤكدا: - مش بجولك غشيمة، العلاچ بعد ما اخف ايه فايدته..!؟.
ابتسمت و لم تعقب..

ليهمس هو في هدوء و هو يتمدد على فراشه في استكانة مصطنعة: - هتروحى منى فين..!؟، روح الجتيل لساتها بتحوم، و الليل چاى..
ثم هتف فجأة عندما لاحظ تجاهلها متوعدا في نفاذ صبر..
و ملوحا بسبباته و هو يشير للحدود بين اريكتيهما: - و اياكِ تتخطى الحدود، يا كئيبة.
ما ان انهى كلماته حتى انفجرت روح مقهقهة و هو ينظر اليها شذرا ينتظر الليل بفارغ الصبر حتى يأخذ بثأره منها..
.

دخل مهللا في سعادة و هو يكاد يطير فرحا هاتفا بأسمها: - روح، شوفتى اللى حصل..!؟.
هتفت و هي تستدير لمواجهته
يدفعها الفضول لمعرفة
أخر الأخبار: - خير يا شيخ، فرحنى معاك..
ليستطرد هو في سعادة غامرة: - و انى بنشد ف المولد زى كل ليلة.

فچأة دخل علينا عمدة ايه، مجلكيش هيلمان ، راچل كِده كله هيبة و حواليه الغفر من اليمين و الشمال، عجبه صوتى و طلب منى اچى أنشد ف فرح ابنه بعد أسبوع ف بلد جنبينا، و ادانى دول عربون..
و اخرج من جيبه عدة جنيهات
قفزت لها روح
صارخة في سعادة: - ايه دِه كله يا شيخ عبعزيز..!.
دِه انت هتبجى و لا المنشدين المتسيطين اللى بنسمع عنيهم..
هتف عبدالعزيز في فخر: - أُمال ايه!؟، هو انى اچل منيها..

هتفت في سعادة مفاخرة: - فشر، دِه انت سيد الكل، و بكرة تبجى الشيخ عبدالعزيز الفجى على سن و رمح..
هتف عبدالعزيز متمنياً: - اه لو حصل دِه يا بت يا روح..
لهغرجك ف العز..
هتفت روح: - و الله ما عايزة حاچة يا شيخ، كفاية انى معاك..
اقترب منها ينتشى سعادة: - اطلبى اللى نفسك فيه اجيبه حالا دلوجت..
همست و هي تدلل عليه مطالبة: - عارف انى نفسى ف ايه..!؟.
هتف مشجعا: - ايه..!؟، جولى..

اتكأت على صدره هامسة: - نفسى اجى معاك و أسمعك و انت بتنشد..
تردد الشيخ عبدالعزيز هامسا: - بس يا روح، المسافة مش جليلة..
و ممكن ابيت هناك لو الفرح اتاخر، انتِ هتروحى فين..!؟.
قفزت متعلقة به: - عشان خاطرى يا شيخ، هو الواحد بيحضر أفراح زى دى كل يوم..
و اهو هروح اساعد الحريم و ابجى جنبك..
وافج و غلاوتى عِندك..
زاد من ضمه اليها هامسا: - و هو انا أجدر اجول لاه برضك، ده انتِ وش السعد علي..

هللت روح و هي تتعلق به اكثر ليشاكسها هامسا: - باين الليلة عيد يا جمر..
لتهمس له في سعادة: - هو في عيد احلى من كده يا شيخ زيزو..!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة