قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع

رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل التاسع

استفاق الشيخ عبدالعزيز من نوبة إغماءه بعد ما لاقاه على يد الخفراء
و الذين تناوبوا على ضربه و كأن بينهم ثأر قديم
ليتلفت حوله فى تيه قبل ان يدرك أين هو..
و ماذا حدث ليصبح بهذا الشكل المتورم..
هتف فى حنق و هو يحاول تخليص نفسه من أسر قيوده: - فكونى، تعالوا سيبونى يا ظلمة..
مرتى يا كفرة ف يد الظالم دِه، شرفى، فكوونى..
هتف احد الخفراء موبخا
من خارج الزريبة: - اخرس يا جعر
و احمد ربك انك لساتك عايش..

دِه لولا طيبة جلب العمدة
كان زمانك مرمى ع السكة مجتول
و لا محدوف ف الرياح و خلصنا من چعيرك..
صرخ فيهم الشيخ عبدالعزيز من جديد لكن بلا جدوى
و كأنه يخاطب اصنام صماء..
حاول تخليص نفسه من جديد
لكن لا قوة به لذلك فقد عدمها من كثرة الضرب المبرح الذى ناله..
توجه لله بقلب متضرع و عين دامعة.

و هو يتذكر روح زوجه وحيدة بين يدى هذا الجبار لا حول لها و لا قوة فتستعر النيران بين حنايا روحه نخوة و عصبية على شرفه
يكاد يموت قهرا من عجزه لإنقاذ زوجته و الزود عنها و حمايتها كما يجب
همس متضرعا: - ياااارب، انت الجوى على كل جوى يا چباااار..
و كأنما أبواب السماء مفتوحة على مصرعيها ليُستحاب دعاءه بهذه السرعة
و يسمع صوتا مألوفا لأسماعه يناديه من خلفه الا تخاف و لا تحزن.

و يمد صاحب الصوت كفيه ليفك وثاقه فى سرعة
فيستدير عبدالعزيز متطلعا لمنقذه فى تعجب هاتفا: - علام..!؟.
انت ميتا جيت هنا..!؟.
هتف علام ذاك المطرب الذى يجوب الموالد بحثا عن الرزق
و فيها تعرف على عبدالعزيز و ربطت بينهما صداقة حميمة..
لكن منذ فترة ليست بالبعيدة لم يقابله عبدالعزيز فى اى من الموالد التى كانت دوما مقصدهما.

و انقطعت الصِّلة و خاصة بعد ما سمعه عبدالعزيز من بعض المقربين لعلام و حكاياتهم عن ذاك الحادث الذى أودى بحياة اخته الصغرى
و التى وجدوا جثتها ملقاة غريقة فى الرياح القريب من هنا..
همس علام: - سمعت باللى چرى جلت لازما اجى اشوف عتمان ناوى على ايه تانى..
ياللاه بينا من هنا جبل ما حد من الغفر يدخل علينا..
استند عليه عبد العزيز واندفعا هاربين من احدى الفجوات الخفية فى حائط الذريبة..

تسللا حتى وصلا لظهر القاعة القبلية التى بها روح
و انتظرا خلف احدى الأشجار
يتحينا اللحظة المناسبة للانقضاض على الخفيرين اللذين يقفان الان بالباب و كأنهما تمثالان من الصخر..

كان هدير صوت عتمان الصاخب كفيل بقتل كل من شوق و روح حيتين فى موضعهما..
روح برعبها و إحباطها بسبب فشل هروبها
و شوق بصدمتها به يقظا واعيا
بعد ان تركته بالأعلى على فراشها جثة هامدة بسبب ذاك المخدر الذى وضعته له فى شرابه..
نزل عتمان الدرج فى تؤدة ممعنا فى ارعابهما مطيلا لحظة المواجهة بين ثلاثتهم..
و ما ان وصل الي موضعهما حتى كانت روح على وشك فقدانها وعيها فتشبثت بذراع شوق فى رجاء..

و التى اسندتها مشفقة على حالها
و خاصة مع شحوبها الظاهر على محياها غير عابئة بما ينتظرها من عتمان..
الذى اقترب منها فى صفاقة غير عابئ بوجود روح هامسا لشوق فى لهجة ماجنة: - بالك انتِ..!.
انى خالت عليا التمثيلية اللى عملتيها فوج دى..
لكن بجية من عجل هى اللى ردتنى
و خليتك تفتكرى انى شربت العصير و جلت يا واد شوف ايه اخرتها..
بس ان چيتى للحج عچبتينى..

وجذبها اليه فى قوة ليستطرد بلهجة تقطر وعيدا: - بس مش عتمان اللى يتعمل معاه كِده..
و اللى مكلمش فوج من شوية ممكن نكملوه دلوجت، بس بطريجتى..
و اندفع كالمجنون جاذبا كرباج معلق على الحائط و طوح به فى الهواء لينزل سوطه على ظهر الارض بصوت كالصرخة جعل روح تشهق مندفعة لأحد الأركان
بينما هتفت شوق بلهجة تحمل بعض من خوف تحاول مداراته: - انت هتعمل ايه يا عتمان..!؟.
هتف صارخا كالمجنون.

الذى فقد السيطرة على ما تبقى له من تعقل: - هعمل اللى كان لازما يتعمل من زمن..
من ساعة ما دخلتى الدار دِه وكان المفروض أعاملك اجل من العبيد، لكن ملحوجة..
دِه هو اللى هيعدلك..
و رفع السوط للأعلى و هبط به على جسدها لتتردد صرخاتها مقترنة بصرخة روح
التى فقدت وعيها بالفعل على اعتاب القاعة
و التى جذبها اليها احد الخفراء بديلا عن ذاك الخفير المكوم أرضا جراء العصير المخدر.

و ألقى بها داخلها لتتكوم كخرقة بالية بلا حول و لا قوة
ليعاود عتمان انتقامه من تلك المسكينة شوق هاتفا بها فى ثورة: - جولى بعشجك يا عتمان، جولى..
ونزل مرة اخرى بسوطه لتتردد صرخاتها محاولة الاختباء منه خلف المقاعد و الأرائك حتى لا يطولها، لكن ذنب ذاك السوط كان يطالها أينما ذهبت ليلهب جسدها
لتهتف فى عناد وصمود جبار: - لاااه، عمرى ما هنطجها و لو فيها موتى يا عتمان..
انا بكرهك..

و بكره اليوم اللى شفتك فيه
و بكره اى حاچة تاجى من ناحيتك، بكرهك، سامعنى، بكرهك..
وأمعنت فى اثارة غضبه بتكرارها كالمجنونة
حتى اصبح لا يسيطر على نفسه
و يطيح بالسوط يميناً و يسارا
حتى اخيرا فقدت وعيها من جراء تعذيبه الذى أدمى جسدها
لكنه ابدا لم يفت فى عضد اصرارها على تحديه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة