قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة الفصل الثاني والأربعون

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة الفصل الثاني والأربعون

رواية رحم للإيجار الجزء الثاني للكاتبة ريحانة الجنة الفصل الثاني والأربعون

في انجلترا داخل المشفي الموجود فيه همس ورعد.
في اوضة همس.

همس كانت واقفة قصاد المرايا بتبص لنفسها بحزن وبكت. شئ مؤلم وصعب ان اي انسان يتقبل ان جزء منه يتبتر. حتة منه هيخسرها للابد. وبالخص لما تكون انثي ويكون جزء مهم بالنسبة ليها بالشكل ده. حتى لو هيكون ليه بديل صناعي. مافيش حاجة في الدنيا تقدر تعوضها عن شئ ربنا خلقها بيه واكرمها بيه بطبيعته. مهما كان نفس الشكل بس مش هو اللي اتخلقت بيه ولا هو اللي عاشت بيه سنيييين. ده شئ غريب عليها. دخيل علي جسمها. كانت بتبكي ومش متخيلة ان خلاص اللحظة الحاسمة قربت وبقت بعد دقايق.

ورعد قرب منها وهو حاله مش اقل منها وحزنه اضعاف اضعافها. حزنه هو وحاله واللي جواه. وقلبه اللي مش متحمل تنجرح ولا تتعذب. بس مجبر يتحمل آلمها ووجعها وعذابها. مجبر يشوفها بتتألم قصاده وهو مش قادر يعملها حاجة.
كمان حزنها اللي هو معاهد نفسه يتحمله بدالها. يعني شايل نصيبه ونصيبها من الحزن والعذاب.
رعد قرب وارها وحضنها وخبي الجزء ده بإيده وابتسم.

رعد: اوعي تزعلي ولا تتخيلي ان جمالك وانوثتك ممكن تقل ولا تتهز في عيوني. مستحيييل. انتي هتفضلي همستي الجميلة الرقيقة اللي ماشوفتش ولا هشوف في انوثتها واثارتها.
همس بكت بقهرة: صعبان عليا نفسي اوي يارعد اوي، مش مصدقة انهم هيشيلوا حته مني مش مصدقة...
رعد غصب عنه دمعوعه نزلت تاني. وده مش طبعه ولا حاله. دموعه نزلت لتاني مرة بسببها وعليها. ضمها لحضنه يطمنها.

رعد بآلم: حبيبتي ارجوكي كفاية زعل ودموع. انتي لازم تكوني في احسن حال قبل العملية. احنا ماصدقنا ضغطك يتظبط. بلاش تلخبطي كل حاجة.
وخرجها من حضنه بحنان وضم وشها بين ايديه وهو بيمسح دموعها. وابتسم.
رعد: بصي يا قلبي انسي خالص موضوع الكانسر ده. ولا انك هتعملي العملية دي. اعتبري نفسك داخلة تعملي عملية تجميل. ده في بنات 18. و20. سنة بتنفخ وتشفط وتعمل بلاوي زرقة. يبقي همستي بقي مالهاش نفس ولا ايه!

همس ابتسمت ومسحت دمعته الغالية عليها اوي: انا عارفة انت جواك ايه دلوقتي. انت اكتر مني بكتييير. جواك قد اللي جوايا 10 مرااات.
مش بس لانك حزين علشاني ويمكن بتتآلم اكتر مني. لا كمان انت بتحارب غيرتك ورجولتك. عارفة انت متحمل ايه وانت عارف اني هكون في اوضة العمليات مع الدكاترة دي وانت اللي مش بتتحمل طرفي يبان. اسفة يا قلبي اني حطيتك في الموقف ده ووجعتك الوجع ده. وبكت اكتر.

رعد غمض عنييه بغضب كبيير و رهيييب. هي حطت ايديها علي الجرح اللي بيوجعه وضغطت بقوة. وهو كان بيحاول يداريه عنها مش عايز يحملها كمان هم غيرته وجنونه. كفاية اللي هي فيه. بس ده شئ فطري غريزي جواه. هو بطبعه غييييوووور. لاقصي حد. مش عايز يتخيل ان حد غيري هيلمس همسته ويكشفها بعنيه.

رعد بغيييرة وغييظ يدمر: ااااااااااه يا همس. اااااه. من الهم ده. ده لوحده كفيل يهدني ويخليني اموووت. اقسم بالله لو كان علاجك في موتي بس مافيش مخلوق يكشفك ولا يلمسك. لكنت اموووت وانا راضي. بس انتي ماتنكشفيش علي راجل غيري. لو كنت اقدر اخاطر ب 1/100 من نجاح عمليتك واخليهم كلهم ستات بس مش بنفس خبرة ومهارة الدكاترة دي كنت عملت كدة. لكن انا مجبر. مجبر اسيبك بين ايديهم، ودمع بغيييرة ووجع، مجبر اخليهم يلمسوكي وانا واقف متكتف. انا بموووت يا همس بموووت.

همس حضنته بدموع: غصب عني حبيبي. اسفة. طيب اقولك بلاش العملية بلاش هتعالج حتى لو العلاج هيطول.

رعد خرجها من حضنه بقوة: لا لا حبيبتي مستحيل اسيبك تتألمي سنين بالشكل ده. وملس علي شعرها بحب. همستي انا اتألم واتوجع ويجرالي اللي يجرالي. بس انتي لا. انتي هتعملي العملية دي وهتنجح ان شاء الله. هتنجح وترجعيلي من تاني، اوعديني تخرجيلي تاني، اوعي تسبيني، انا اتحملت كل ده علشان تبقي بخيير. اوعي تتخلي عني يا همس اوعي.
همس ببكاء وقلة حيلة: مش بإيدي حبيبي. لو ربنا كاتبلي اخرج بخير هخرج. لو كاتبلي امو.

رعد حط ايده علي شفايفها بعنف منعها تكمل. وبقوة: اياكي تكملي، اياكي تقولي انك ممكن ماتخرجيش. انا متأكد ان ربنا مش هيضيعني انا وولادك. هيرجعك لينا تاني. دي عملية سهلة هتخلص بسرعة.
همس ابتسمت لتهوينه عليها: عندك حق سهلة اوي، المهم ابقي اطمن علي شهاب ولو سألك عني قولوا نايمة. واتطمن علي الولاد كلهم. ودمعت. وحشوني اوي، هما واولادهم.

رعد رفع عنيها لعنيه وابتسم: هترجعيلهم يا احلي ام واحلي تيتة، وغمزها واجمل همس في الدنيا.
همس ابتسمت وباست ايده بحب: بحبك.
رعد قرب منها وباسها بشوق اكنها هتغيييب سنين او راجعة من غياااب سنين. وبعد عنها: بعشقك يا همستي. ماتقلقيش انا مستنيكي.
الباب خبط ودخل دكتور فاروق وابتسم: هاه جميلة الجميلات جاهزة احنا جاين ناخدك للعمليات.

همس برغم حزنها وخوفها ورعبها من العملية ورهبة الموقف. الا انها كانت بتكتم ضحكتها من شكل رعد وملامحه اللي اتعصبت ودمه اللي فار وبرز عروقه بغضب من كلمة الدكتور ومدحه فيها. اللي هي اصلا علي سبيل المجاملة والتخفيف عليها من رهبة الموقف. بس رعد ما عندوش تفتهم ابداااا ولا متقبل اي مدح لهمسته من اي حد.

رعد بغضب وغيرة: ممكن بلاش الكلام ده. ولا جميلة ولا وحشة. وياريت يكون التعامل معاها في العمليات للحاجة للعملية وبس. بلاش المبالغة دي.
فاروق بحرج من رعد هو مقدر غيرته بس هو مش شايف انه غلط: احمممم. حاضر يا فندم. ولو تحب تحضر العملية معانا انا تحت امرك. هخليهم يجهزوك وتحضرها.

رعد بعصبية: لا طبعاااا. متخيل انت اشوفكم بتقطعوا فيها لا ومعرينها وبتلمسوها وانا واقف وساكت. ده انا ممكن ادبحكم كلكم وانيمكم مكانها. اصلا انا عايز ادخل غيبوبة لحد ما العملية تخلص مش عارف هتحمل ازاي.
فاروق بدهشة من رد فعلة ايقن ان رعد فعلا مش راجل عادي: احمممم. لو تحب ادي لحضرتك حقنه تنيمك انا ممكن اعمل كدة.
وابقي افوقك لما العملية تنتهي علي خير.

رعد بعصبية قرب منه وهو بيغلي: تنيم مين انت اتجننت ولا ايه! ولا انا انام اسيبهالكم كدة ماعرفش عنها حاجة! ازاي انت بتقول ايه.
فاروق بينه وبين نفسه. انت مكانك مش هنا انت عديت الجنان بمراحل الله يعينها مراتك.
فاروق بحيرة: طيب بس اريحك ازاي. حضرتك عايز ايه!
رعد بغضب: مش عايز حاجة سيبني في حالي واخرج من هنا.
فاروق اتنهد بضيق: والمدام انا جاي ومعايا الممرضات علشان ناخدها منتظرين برا!

رعد غمض عنيه بغيظ مش بإيده حاجة: خاليهم يدخلوا.
دخلوا الممرضات وجابوا لهمس كرسي متحرك تقعد عليه علشان يوصلوها للعمليات.
رعد اتعصب: ده ايه ده! لزمته ايه مش فاهم!
فاروق: يا فندم ده لازم هي مش هتمشي علي رجليها للعمليات. ومش محتاجة سرير حاليا هي لسة فايقة. ده طبيعي.
رعد بعصبية زق الكرسي برجله بعنف: وانا مراتي مش مشلولة علشان اقعدها عليه. انا هشيلها بنفسي للعمليات.

فاروق بقلة حيلة: طيب ممكن تهدي بعد اذنك هبلغهم يبعتوا سرير ينقلها مافيش مشكلة.
رعد بغضب: قولت لا خلصت. انا اللي هيشيلها اسكت بقي.
رعد قرب من همس اللي كانت منهارة من العياط. طبطب عليها بحنية ومسح دموعها.
رعد بحنان: وبعدين حبيبتي قولنا ايه. بلاش عياط يا عمري مش متحمل دموعك دي. انا فيا اللي مش في حد.
همس حضنته: خايفة اوي. خاليك جنبي وحياتي، خايفة يارعد. ماتسبنيش ليهم ارجوك. ادخل معايا انا خايفة.

رعد حضنها بقوة وبيحارب دموع قلبه قبل عيونه. وباسها من خصلات شعرها. وطمنها. حاضر يا قلبي حاضر انا جنبك مش هسيبك. هدخل معاكي. تعالي حبيبتي ياللا انا جنبك.
رعد شالها برفق شديد ومشي بيها بهدوء. وفاروق خرج وكان دكتور نصار منتظره برا. قرب منه.

فاروق: مش ممكن الراجل ده غريب وعجيب. يبقي عبارة عن كتلة غضب ونااار. بس قصاد الست دي اكنه اودع خلق الله. عنده قدرة علي التحول من حال لحال بسببها بشكل رهييب. سبحان الله.
نصار: ده بيعشقها مابيتحملش عليها النسيم. ولما كانت تتعب تعب بسيط كان بيقلب المستشفي عندنا. مابالك بقي بحالتها دلوقتي. ربنا يشفيها. هي ست محترمة وزي العسل ودايما زوق مع الكل.

فاروق: ههههههه. طيب اكتم بقي احسن يسمعك وانت بتمدحها يقتلك. ده كان هيخنقني وانا بقولها جميلة الجميلات.
نصار: هههههههه. ربنا يستر بقي وكل حاجة تتم علي خير.
رعد وصل للعمليات ومعاه نصار وفاروق. وباقي طقم الدكاترة الانجليز منتظرين في العمليات. ورعد اتعقم وجهز ودخل معاها وهو شايلها. وهي متعلقة فيه وبتبكي اكنها طفلة صغيرة ماسكة في ابوها مش عايزاه يسبها.

كانوا كل الطاقم مبهور بعلاقتهم وحبهم والامان اللي همس مش لاقياه الا مع رعد وفي وجوده. رعد نيمها في السرير بهدوء. وهو بيطمنها.
رعد جواه خوف ورعب مش عادي بس بيحاول يظهرلها عكس كدة ابتسم: حبيبتي تهدي بقي خلاص هي حقنة البنج وخلاص مش هتحسي بحاجة. هتفوقي تلاقيني جنبك ومستنيكي. بحبك. بحبك يا همستي.
همس بدموع ورهبة: بحبك اوي. اوعي تمشي خاليك هنا. وحياتي ماتسبنيش لوحدي.
رعد هز راسه: انا جنبك مش هسيبك.

دكتور التخدير بدأ يخدرها وهي اتوترت رعد مسك ايديها بهدوء.
رعد: همستي خاليكي معايا. خالي عينك في عنيا انا ما تخافيش.
همس هزت راسها وبصتله وكانت اخر حاجة تغمض عاليها عيونها هي عنيه ونظرته اللي بتطمنها وتقويها.

الدكاترة طلبت منه يبعد بقي ويلتزم مكانة بعيد علشان العملية تبدأ. وحظروه من اي تدخل او حركة او توتر ليهم لان ده خطر عليها هي. رعد بصلها بحزن ورجاء من ربنا انها ترجعله من تاني باسها من جبينها بحنان. وبعد. بس ماقدرش يتحمل يكون موجود ويشوفها في الحالة دي. قلع اللبس اللي جهزوه بيه وخرج برا اتنفس بعمق ووقف يدعي ربنا بتدرع العملية تنجح وهمس تخرج وتنور دنيته من تاني.

في مبني المخابرات العامة. شهاب كان في مكتبه ودخله مؤمن.
مؤمن بعتاب: عارف مش مسامحك والله. بقي كل ده يحصل بينك وبين تمارا وانا اخر من يعلم. ده انت طلعت مش تمام. تخبي عليا انا!، انا مؤمن صاحب عمرك. اخس عليك. مش مسامحك.
شهاب بتأفف وزهق: يخربيت دي اسطوانة بسمعها من اللي خلفوك كل يوم. من يوم ماحكتلك. ماتتلم بقي قرفتني.

مؤمن: اعمل ايه قلبي لسة غضبان عليك. مش مصدق انك يحصلك كل ده. وماتقوليش. ايه كنت مكسوف مني!
شهاب بضيق: مؤمن. روح شوف شغلك. وسيبني انا دماغي هتنفجر من الصداع.
مؤمن بخبث: اومال لو قولتلك اللي شوفته بعنيا هتعمل ايه! ايه هتتفجر فينا زي القنبلة؟!
شهاب عقد حاجبه: في ايه! ماتتكلم.
مؤمن اتنهد بلامبلاه: لا مافيش. قولي انت شوفت الدفعة اللي اتنقلت جديد عندنا!

شهاب بعدم اهتمام رجع بص لللاب بتاعه: عرفت بس ما شوفتهمش. واللواء عدلي طلب مني اشوفهم. بس انا قولتله مش فاضي يشوف حد تاني.
مؤمن بيلعب في فونه وبمكر: اه ماهو شاف فعلا. بعتلهم تمارا مراتك. وكلهم شباب زي الورد ورور يا معلم.
شهاب قام منفوض بفزع وغضب: نععععععم. بعتلهم مين! تمارا! ليه! وهي تمارا اللي هتعلمهم شغلنا مالقاش غيرها. من امتي البنات هي اللي بتدرب النقل الجديد.

مؤمن رفع كتفه ببرائة: انا اعرف يا خويا. اسألوا هو انا مالي. بس سيبك. الرائد تمارا قايمة بواجبها علي اكمل وجه. واقفة في صالة التدريب تقول ايه انثي النمر بتتنطط بينهم زي الفراشة. لا وكل اختبار تعمله مع حد فيهم تحس ان الواد من دول مستلوح علشان تفضل تضرب فيه وهو بيتلكك وييييي.
شهاب زق المكتب بعنف وشد مؤمن بغضب وغيرة من هدومه. وبعنف: انت هتستهبل ماتخترم نفسك يا مؤمن.

مؤمن بهدوء: الله وانا مالي يا بوب انا بحكيلك اللي حصل. واللي شوفته بعنيا. روح شوف بنفسك.
شهاب زقه بقوة وخرج زي الاعصار علي صالة التدريب. شهاب وصل هناك وشاف تمارا وسط الشباب الجديد. وكانت بتضرب واحد منهم وهو بيتفادا الضرب وبيشدها بقوة. الدم غلي في دماغه واتجنن. واللي جننه اكتر لما سمع 3 منهم واقفين بيستعدوا.

الاول: ياسلام والله الواحد محظوظ يا شباب. ايه المكنة دي. هو ده الشغل. اموووت انا في ام التدريب ده. انا ممكن ابات هنا اصلا.
الثاني بإعجاب: لا حاجة نضيفة بصراحة. عود متين وشعر يلوح وعيون زي عيون القطط. اوففف. دي ظابط يا جدعاان. يارتني كنت مكان الواد ده والله لما يجلي الدور ما هسيبها ده انا هطول علي قد ما اقدر.

الثالث: خسااارة سمعت انها متجوزة. فينه الغبي ده. حد يسيب الموزة دي وسط وحووش زينا. ده احنا هناكلها يا معالم ونمزمز كمان.
شهاب خلاص مخه طار وبقي مش شايف قصاده. راحلهم ووقف وراهم زي الفهد. المفترس اللي لقي فريسة واتتجنن.
شهاب: الغبي هنا يا امور وهو اللي هيضربك. مش المدام. هخليك تكره اليوم اللي دخلت فيه الكلية. تعالي بقي.

شهاب زقهم الثلاثة قصادة وبدأ يضربهم. وهما بيبادلوه الضربات بس ماحدش فيهم عارف يوجله ضربة صائبة واحدة. وقرب من تمارا اللي كانت مصدومة من وجوده وضربه للشباب دي لا كمان راح للشاب اللي هي بتضرب معها وشده بعنف وضربه معاهم. وفضل يضربهم بعنف وغباء وغيرة.

تمارا بسرعة فهمت انه هيمووت من الغيرة وده سبب وجوده. وزي اي ست شريرة مننا ربعت ايديها بتشفي فيه وابتسمت بشر. وهي شايفاه زي الثور الهائج بيضرب فيهم بغل وغيرة. لحد ما واحد فيهم. تعب.
: يا فندم هو حضرتك متأكد ان ده تدريب. احنا لو مجرمين ساعتك مش هتعمل فينا كدة. انا تعبت بجد.

شهاب بياخد نفسه وبصله بعصبية: اجمد كدة هو احنا لسة بدأنا. انا يادوب بعرفكم بنفسي. انا المقدم شهاب الحديدي. من النهاردة اعتبروا نفسكم تحت ايدي انا. مش مع اي حد تاني. وانا اللي هضربكم بنفسي. هااه نقوم بقي كدة ونجمد ونبقي رجالة ولا هنقلب شلة سوسن وامال. افهم بس علشان هنا مكان الرجالة مافيش مكان للشباب التعبانة.
الشباب بصوا لبعض وبلعوا ريقهم بصدمة وخوف.

الاول: هو. هو حضرتك المقدم شهاب الحديدي. اللي سمعنا عنه من قبل ما نوصل! ده احنا امنا دعايلنا وربنا سعاتك.
شهاب ابتسم بسخرية: مافتكرش يا حبيبي. اكيد دعت عليكم في ساعة غضب وباب السما استجاب. وبصوت عالي وآمر. نخلص ونقوم ولا ايه هنقضيها رغي ولت وعجن.
وقفوا كلهم بتأهب وتعب من ضربوه ليهم.

تمارا حطت ايديها في جيبها وقربت من شهاب بهدوء ووقفت قصاده وبتحدي: انا عايزة افهم بأي صفة تاخد المدربين من تحت ايدي. انا عندي امر مباشر من اللواء عدلي اني اضربهم. انت بتدخل في شغلي ليه. ماتخليك في حالك بعيد عني وشوف شغلك.
شهاب بيجز علي سنانه بغيظ منها ومن دماغها الناشفة اللي بيتمني يكسرها في اللحظة دي. وقرب من ودنها وهمس بغيظ.

شهاب: انتي تخرسي خالص يا غبية احسن وربي اكسرلك عضمك حالا وما اخلي عضمة فيكي في مكانها. وفي لمح البصر تكوني فوق مستنياني في مكتبك. بدل والله اخلي الجهاز كله يتفرج عليكي وانتي بتتجرجري من شعرك.
تمارا بدهشة من كلامه وجنانه: انت اتجننت صح! انت بتقول ايه؟ طيب ايه رئيك بقي عندا فيك. مش همشي وهضربهم غصب عنك. ووريني تقدر تعمل ايه!
شهاب بيعصر قبضة ايده بغضب وبيحاول يسيطر علي غضبه وغليانه وغيرته.

شهاب: ماتستفزنيش يا تمارا. احسن انا علي اخري قسما بالله ماهعمل حساب حد وهشيلك زي العيال واطلعك فوق.
تمارا قربت منه بعناد وتصميم: اعلي ما في خيلك اركبه يا بن الحديدي.
شهاب رفع حاجبه بإعجاب بتحديها. وقرب منها بخطوة حاسمة وبصوت عالي من غير ماعنيه تبعد عن عنيها اللي بتتحداه.
شهاب: طيب بريك ياشباب. اوصل سيادة الرائد لمكتبها وارجعلكم. مش هتأخر.

وبسرعة وفي لمحة كان مكتفها وشالها علي كتفه وهي بتعافر كالعادة بس مش قادرة عليه ولا عارفة تتخلص من قبضة ايده المحكمة. ومشي بيها وسط نظرات كل اللي في المكان. والاكتر دهشة وصدمة الشباب الجداد.
واحد منهم: لا لا. ده جبااار. هو ده طبيعي زينا. ده ولا هولاكوا. وربنا انا حاسس ان اخرتنا علي ايه. مش هنلحق ناخد مهمات. ده هيخلص علينا في التدريب الاغبر ده.

التاني: حظنا حظ نملة مطلقة ومعايا 14 عيل. حسبي الله ونعم الوكيل. مالقوش غير هتلر ده يضربنا مالها الموزة دي.
الثالث: ماهي طلعت مراته. واحنا عاملين نتغزل فيها اهو طلعوا علينا ولسة يا منحوسين. هيكون تدريب مهبب علينا وعلي اللي خلفونا ان شاء الله.
الرابع: انا بقولك اخلي امي تحسبني من الشهداء من دلوقتي. هو ده كفاية علينا هيجيب اجلنا. حظنا مهبب.

في مكتب تمارا شاب دخل بيها ورزعها بعنف علي الكنبة اللي موجودة. تمارا اتألمت.
تمارا بتتألم وبعصبية: تاني مرة يا شهاب الزفت تعملها فيا. انت ايه بترمي شوال. ربنا يخدك.
شهاب قفل الباب وقرب منها بتوعد وهو متحفز.
شهاب بغيرة: بقي انتي عودك عود يحير. وعنيكي زي عيون القطط. وشعرك يجنن. ده انا هعملك عملية تجميل اشوهلك كل ده واخليكي سوابق يا تمارا يا بنت مهاب.

تمارا بتغيظه: انت بتقول ايه! مين اللي معجب بيا اوي كدة. اكيد مش انت. اكيد حد. بيفهم مش زيك. يا اعمي القلب.
شهاب بغيظ شدها وكتفها وحضنها وهو هيتجنن لسة من اللي سمعه عليها من اعجاب وغزل. ونظرات الشباب دي ليها ولمفاتنها.
شهاب بغيرة مجنونة: انت تتصرفي بأي شكل وتبعدي عن شغلنا ده. انا مش هتحمل اشوفك بتلمسي اي راجل غيري ولا هو يلمسك. حتى لو زفت شغل وتدريب وهباب عليكي وعلي دماغك. انا دمي بيفور.

تمارا ماتنكرش ابداااا. انها من جواها في قمة سعادتها. بغيرته وحبها اللي بيصرخ في عيونه وملامحه الغيرانة المجنونة. فضلت تبصله وساكتة. بتستمتع بشكله الغيران وحبه اللي مغرق ملامحه.

شهاب شافها ساكتة ومش بتتحرك. مرر عيونه علي ملامحها اللي وحشته من قريب. من وقت ما بعدت وهو بيشوفها من بعيد. قلبه دق بإشتيااق وحنيين. اتنهد بأنفاس مغرمة وقربها اكتر منه. ومد ايده فك ربطة شعرها وحرره كالعادة وهو بيمرر ايده في خصلات الليل في شعرها. وبيتأمل عيونها اللي ماكدبش الولد في وصفها هي فعهلا واخداها وراثة من ابوها. عيون رمادي متوحشة زي عيون القطط البرية. سند جبينه علي جبينها وعيونه بتتأمل شفايفها بشوق.

شهاب برغبة: وحششتييني. ماوحشتكيش...
تمارا غمضت عنيها بإستمتاع من قربه اللي افتقدته. واستمتاع اقوي بريحته اللي بتعشقها ريحته هو قبل ريحة عطره. هو اجمل واعذب من عطور العالم. ومن غير وعي ولا حساب كانت خلاص هتنطقها بكل رغبة واشتيااق.
بس دخول مهاب المفاجأ الغضباان وقف كل شئ كان في طريقة للرجوع.

مهاب بعصبية زق شهاب بعيد عن تمارا وبعنف: انت باين عليك اتحننت رسمي يا ابن رعد. مالك ماتفوق لنفسك. انت ازاي تعمل اللي عملته في صالة التدريب. وتتدخل في شغلها. لا وكمان تشيلها بالشكل ده وسط الجهاز وزمايلها. انت ايه عقلك فوت ما تتعدل بقي. ولا هو انا علشان سكتلك وفضلت بعيد مش بتدخل بينكم. لكن لحد هنا وبس. جبت اخرك معايا انت حالا هتطلقها قصادي انت فاهم.

تمارا بصدمة بصت لشهاب اللي بصلها يشوف رد فعلها. تمارا قربت من مهاب بسرعة ومسكت ايده وبهدوء ورجاء.
تمارا: بابا ارجوك اهدي وانا هفهمك.
مهاب بغضب وأمر: ماسمعش صوتك. انتي سامعة. انا بسببك انتي وبسبب ضعفك ده. البيه ركبنا ومرجح رجليه لكن عظيم بالله لرجعه لحجمه واعرفه هو مين وانا مين. ولو عايزاه بالسلامة ماشوفش وشك تاني وانسي ان ليكي اب. انا مش اخر الزمن ابقي سيرتي وبنتي علي لسان اللي يسوي واللي مايسواش.

تمارا دمعت مش مصدقة حالة الغليان والغضب اللي فيها مهاب دي واول مرة يكلمها كدة. اتأكدت ان حد. وصله كلام حرق دمه.
تمارا برعب علي علاقتها بأقرب اتنين ليها بقت في مفترق الطريق بينهم. هتختار مين. اكيد الطريقين راحة ووجع. مافيش طريق سهل.
شهاب بصلها بهدوء: هتختاري مين. لسة عايزة تعقابيني. ولا هترجعي وتثبتي لابوكي اني حبيتك بجد.

مهاب بصلها بعصبية: انتي بتفكري. هو اصلا في مقارنة بينا انا وهو. ده مايستاهلش. انك تكوني معاه. ده باعك في اول موقف رماكي في اول محطة. بكرة يسيبك ولا هتفرقي معاه. ده مش ليكي افهمي بقي.
تمارا بدموع وحيرة. مش ممكن اكيد ده كابوس. مستحيل يكون حقيقة. هي مجبرة تختار بين مين!؟
شهاب، ومهاب! اختيار صعب ومؤلم.

تختار ابوها وامان السنين اللي مستحيل تعوضة. وتخسر شهاب حبها الاول والاخير. واللي مستحيل تتخيل انها تبعد عنه للابد.
ولا تختار شهاب وتخسر ابوها وصاحبها وكل حاجة حلوة في الماضي والحاضر.
شهاب بغيظ من سكاتها وحيرتها: انا للدرجة دي مش مهم عندك. لدرجة انك مش بكل ثقة تختاري حبنا، حبنا اللي انتي متأكدة منه واختبرتيه بنفسك.
تمارا غمضت عنيها بحيرة ودموع بتمزق فيها جزء مع حبيبها وجزء مع ابوها.

مهاب اتنهد باسف: تمام. مش محتاجة تتكلمي. ياخسارة تعب السنين. ابقي تعالي بكرة ابكي وقوليلي عمل فيكي اللي العن من اللي فات.
تمارا مسكت ايده. برجاء: ماقدرش ابيعك ابداااا. انت لا يا بابا لا.
مهاب ابتسم براحة وحضنها: حبيبتي ايوة كدة. هي ده بنتي. اياكي تتضعفي وترجعي ده واحد مغرور وغبي مش عارف قيمتك.
تمارا بصت لشهاب بحزن وشافت كسرة قلبه وعيونه المخزولة منها.

شهاب بلوم: اعتبري من دلوقتي اني برا حياتك. مش هتشوفيني تاني.
مهاب: انت بتهددها ولا ايه. مع الف سلامة المركب اللي تودي.
شهاب بصله بدهشة: انت بتعمل كدة ليه! انت للدرجة دي اناني بتستغل حبها وتعلقها بيك. بتستغل انها ماتقدرش تخسرك. بتخيرها بيني وبينك. انت مريض. ايوة مريض بتحبها حب امتلاك مش حب اب. انت غيراان من حبها ليا. ماكنتش تتخيل انها تحب راجل غيرك. عايز تفضل انت الراجل الوحيد في حياتها.

مهاب: انا! انا اناني. انت شكل لسانك ده عايز يتقطع وتعرف تتكلم معايا ازاي.
تمارا صرخت بوجع ماحدش فيهم فكر فيها الاتنين بيشدوها ويمزعوها بينهم. وهي بتموووت بينهم.
تمارا: بااااس. كفاية انا خلاص تعبت. انا عايزة ابقي لوحدي. لوحدي مش عايزة حد، مش عايزة حد...
خرجت تمارا بسرعة وشهاب كان وراها ومهاب منعه.
مهاب: هتطلقها امتي؟
شهاب بتحدي: في احلامك.
مهاب بتصميم: هتطلقها او هقتلك يا شهاب.

شهاب بتحدي اكبر: بنتك مش هتكون حرة. غير في حالة واحدة بس. انها تبقي ارملة غير كدة. مستحيل تكون لحد غيري طول ما انا عايش.
مهاب ابتسم بتوعد: تبقي اختارت حرية بنتي علي جثتك يا شهاب.
خرج مهاب وشهاب هيتجنن. لييييه مهاب مصمم يفرقهم. لييه مش حاسس بحبه لتمارا. معقول لسة في بعد. لسة في وجع، اتنهد وخرج
ومشي علي البيت.
في قصر رعد الحديدي
في اوضة فادي وحلا.

حلا واقفة قصاد المرايا وبتبص لبطنها اللي كبرت وشكلها اللي بدأ يتغير. ومبوزة. فادي شافها ابتسم وقرب منها وحضنها وايده بتلمس بطنها بحنان.
فادي: افهم مش عجباكي ليه بس!
حلا مبوزة: كعبرت يا فادي ولسة كمان الشهور الاخيرة اللي جاية دي هتبقي صعبة وبقي مكورة وماليش ملامح.

فادي ضحك ولفها لحضنه ورفع عنيها ليه: ههههههههه. مالك يا روحي هي اول مرة. انتي ناسية انك حملتي وولدتي مرتين قبل كدة. بتكعبري اه بس بترجعي تاني اجمل واحلي من الاول. ايه بقي.
حلا اتنهدت: لا يا فادي المرة دي مختلفة ال3 ده اكني همموت من غير ما اشوفه.
فادي بعصبية: انتي بتتغابي ليه كدة. ايه الكلام الفارغ ده. دي ولادة مش حاجة يعني. ماتقلقنيش عليكي.
حلا ابتسمت واتعلقت في رقبته: خايف عليا.

فادي اتنهد بعتاب: ودي محتاجة سؤال. لما تقوليلي احتمال روحك تطلع دلوقتي متخيلة اعمل ايه!
حلا: يعني انا روحك!
فادي ابتسم وضمها اكتر: روحي وقلبي وعيوني كمان. انتي حلا حياتي اللي محلية ايامي.
حلا غمضت عنيها براحة: عارف انا الحمل ده بزيد بسرعة ليه وشكلي بيتغير اسرع.
فادي بملس علي خدها بهدوء: ليه يا حبيبتي!

حلا اتنهدت: المرتين اللي فاته كنت لوحدي بعيد عنك. وانت دايما مزعلني. كانت حالتي علي طول كئيبة والاكل ده اخر حاجة افكر فيها كانت دايما نفسي مسدودة. وانا والبيبي بنزيد ببطئ وجراماات صغيرة.
فادي ابتسم بوقاحة وهو بيكتشف الزيادة اللي زادتها واللي زادتها جمال وانوثة اكتر.
فادي: بس تعرفي انا مبسوط اوي بالتغير ده. يارتني كنت معاكي من زمان اكلك وازغطك.

علشان تحلوي وتقلوظي كدة. انتي حملك المرة دي مخليكي فاااااتنة.
حلا بمكر: بجد. يعني مش زهقان مني ومن شكلي المنفوخ ده.
فادي غمزها: امووت انا في النفخة دي. يا روحي قولتلك اللي جوا دي هتبقي اجمل بنوتة في العالم. مولدة السعادة. اتخلقت جواكي مع دقات قلب حياتنا اللي ابتدت من جديد. البنت دي بالذات ليها تأثير عليكي رهيييب. محلياكي في عنيا بشكل يخوفني عليكي.
حلا: ليه يخوفك! دي حاجة حلوة اني ابقي حلوة في عيونك.

فادي شالها بشقاوة: ماهو لما تحلوي في عنيا انا بانهااار وبضيعك معايا. ولا نسيتي الشقلبظااات بتاعة الفترة اللي فاتت. ده انا كنت ببقي مرعوب لصحي اللقيكي ولدتي.
حلا: هههههههههه. لا لا ماتقلقش. بنتي حبيبتي مدلعة مامي ومش هتعكنن عليها. براحتك خالص يا قلبي.
فادي بخبث: اعتبر ده؟يزا مرور. وادوس بقلب.
حلا همست في ودنه: انت مش محتاج؟يزا. انت كفاية تتنفس بس وانا افتحلك كل الابواب. انت ملك قلبي حبيبي.

فادي اتنهد بحب: يارب الحمل ده يعدي علي خير. انا بقي مغذووور ماعنديش صبر ولا قادر اتحكم في نفسي. تعالي بقي علشان لسة في العاااب في الاكوا بارك لية مالعبتهاش. وهنلعب بقي واللي يحصل يحصل.
حلا: ههههههههه. حبيبي انت لفتتني كل الملاهي والالعاب المائية اللي في العالم. وانا هنا معاك. مش حارمني من حاجة.
فادي: ولسة مع فادي هتشوفي كل جديد يا روحي. مش هتملي ابدااااا. تعالي بقي وانتي تقلتي كدة وتعبتيني...

حلا: هههههههه. تقلت تقلت، بردوا هتشيل...
فادي: هههههههه ياقلبي اشيل من عيوني...

في شقة چنا ومروان، چنا قاعدة في الحمام وفي ايديها اختبار الحمل. وساكتة ومسهمة، هي برغم انها عارفة ومتوقعة انها هتكون حامل. بس اتمنت ده يتأخر شوية. مش عارفة ليه مافرحتش زي ماكانت متوقعة. هل لان ده مش هيبقي ابنها هي وهتتنازل عنه لريما. ولا لان المواجهة بينها وبين ريما بتقرب. ولا ايه، بس فجأة دموعها نزلت وخافت وحضنت بطنها...

چنا: انت هتكبر جوايا انا. وهتبقي حتة مني انا. ازاي هسيبك!، ازاي هتنازل عنك لريما! ازاي!
لما تكبر جوايا يوم بيوم، واحس بيك واتعلق بيك، واتألم علشانك، هتخلي عنك ازاي بس ازاي!..
مروان قلق من تأخريها وقرب سمع صوت عياطها دخلها بقلق وحضنها.
مروان بلهفة: مالك حبيبتي. ايه الدموع دي في حاجة حصلت انتي وقعتي!
چنا اتمسكت بيه بقوة ودموع: انا حامل يا مروان، حااامل...

مروان كان مش عارف قلبه يرقص من الفرحة والسعادة اخيرااااا هيبقي اب. معقول حلم السنين بيقرب منه. وبقي علي بعد شهووور بس، ولا يقلق علي حالة چنا. هو مستغرب ردة فعلها ليه حزينة كدة!
مروان شالها وخرج بيها من الحمام. وقعد وقعدها في حضنه. ومسح دموعها وشال خصل شعرها بعيد علشان يشوف ملامحها بوضوح.
مروان: حورية قلبي ليه الحزن ده! معقول مش فرحانة انك حملتي وهتبقي ام مني. من مروان حبيبك!

چنا بتحاول توقف دموعها وتهدي: لا طبعاااا انا مش مصدقة اني حامل اصلا وشايلة جوايا حتة منك، بس. بس.
مروان بترقب: بس ايه! اتكلمي.
چنا: خوفت اوي. لما حسيت اني هبقي ام جاحدة اوي وانا بتخلي عن ابني، عن حتة مني، مش عارفة لما اتعلق بيه اكتر واحبه اكتر هعمل ايه. هسيبه لواحدة غيري ازاي!

مروان اتنهد بحيرة وضمها لحضنه: حياتي ممكن تهدي من فضلك، بلاش علشان البيبي لا علشانك انتي. انا مش متحمل حالتك ودموعك دي، سيبي كل حاجة علي ربنا، ماتفكريش وتسبقي الاحداث، اهدي حبيبتي...
چنا هديت في حضنه وسكتتت. بس التفكيرر والحيرة من اللي جاي. مابيهداش...
مروان: تعالي حبيبتي نامي وارتاحي شوية...
مروان اخدها ونايمها في سريرها وغطاها وفضل جنبها لحد ما نامت بعمق، خرج اتصل بريما.

في فيلا ريما، مروان اتصل بيها وقالها خبر حمل چنا...
ريما للحظة الاولي اتوجعت واتألمت، اتمنت ان هي اللي كانت تكون مكانها. هي اللي تحمل منه وتخلف. بس ده قضاء ربنا وليه حكمة في ده اكيد. بس في نفس الوقت فرحت لمروان من قلبها بجد.
ريما بسعادة ابتسمت: بجد يا مروان. چنا حامل، ده احلي خبر سمعته، قولي هي فين علشان اباركلها.

مروان بتعب: نايمة. هي تعباانة شوية. انتي عارفة چنا ضعيفة واكيد الحمل هيتعبها. هي اصلا اكلها قليل. مش عارف هتتحمل حملها ازاي وهي بالشكل ده.
ريما بحماااس: ولا يهمك حبيبي. بص انت لازم تجبها وتيجوا هنا تقعدوا معايا وانا هحطها في عنيا وههتم بيها وباكلها و؟يتاميناتها وادويتها وطلبتها وكل حاجة. اوعدك هتبقي معايا افضل.
مروان ابتسم: انتي حنينة اوي يا ريما. هتقدري ولا شوية والغيرة تبدأ.

ريما بتداري وجعها: لا ماتقلقش. هكون زي امها مش هتعبها بس اسمع الكلام وهتهالي هنا. اوعي تبعتها لأمها وابوها. احنا اولي بيها.
مروان اتنهد: حاضر حبيبتي. لما تصحي هتكلم معاها واعرفك هنعمل ايه. تصبحي علي خير. هتوحشيني.
ريما ابتسمت: لحقت اوحشك مش كنت عندي امبارح. ولا هو انت كدة بتبلفني بحنيتك دي.
مروان: هههههههه. لا بجد بتوحشيني انتي عارفة انتي عندي ايه. في كل الاحوال هشوفك بكرة. سلام حبيبتي.

ريما: سلام حبيبي تصبح علي خير.
في شقة مؤمن وشيري.
مؤمن قاعد علي السفرة: جعااااان يا مؤمنة حرااام عليكي ايه بتسوي خروف. ماكنتش فرخة يتيمة دي اللي بتعمليها.
شيري جات وراه وحطت الاكل وضربته في كتفه: بس ايه هتفرج علينا الجيران. غووول مش بتشبع محسسني انك صايم من الصبح. تلاقيك ضرب اكل طول النهار يكفي قبيلة.

مؤمن بياكل بجوع: انا غلبااان والله. انا ما اكلتش حاجة من وقت مافطرت معاكي الصبح. وابتسم. خلاص ياسمارتي بقيت مااقدرش اكل ولا اتهني بلقمة من غيرك. انتي اللي بتشبعيني مش الاكل.
شيري سندت اديها علي خدها واتنهدت: يخربيت حلاوة كلامك ده. والله شبعت.
مؤمن: هههههههه. لا يا سمارة لازم تتغذي يا روحي احنا يادوب عرفنا انك حامل
وانا ابني هيبقي اسد زي ابوه وحشش. لازم تغذيه وتكبريه اتفقنا.

شيري: هههههههه. اتفقنا يا روحي ياللا حبيبي بألف هنا.
جرس الباب ضرب.
مؤمن بتأففف: مين الغيتت اللي باصصلي في ام اللقمة دي. اوفففف.
شيري قامت: خاليك انت حبيبي انا هشوف مين.
مؤمن شدها من ايديها: نعم يا عنيا قولي تاني كدة رايحة فين بالمني چيب اللي لابساه ده. ايه قاعدة مع كنبة وقايمة تفتحي. اجري اقعدي مكانك.
شيري: هههههههه. حبيبي يا حمش.
مؤمن راح يفتح وغمزها: اشد يا بت في ايه...

مؤمن فتح وانصدم وملامحه اتعصبت شاف ابتسام امه قصاده وواضح انها مضروبة وهدومعا مبهدلة وبتعيط. وماسكة هدومها بضعف. قلبه للحظة اتوجع. بس الما افتكر اللي شافه بسببها استقوي بسرعة.
مؤمن بجدية: نعم!
ابتسام بتترعش وبصوت مهزوز: اااانا عاارفة انك مش طايق. تشوفني ببس. مالقتش حد تاني اروحله...
شيري سمعت صوتها قربت من الباب. وشافت شكلها اتخضت. سحبت ايديها ودخلتها.
شيري: اتفضلي يا طنط. تعالي مين عمل فيكي كدة.

مؤمن بعصبية: مايهمناش نعرف. هي تتفضل تروح مكان ماجت. هي مالهاش حد هنا.
ابتسام بإنكسار لفت علشان تخرج. بس شيري وقفتها وبعتاب وحزم.
شيري: لو طنط خرجت انا هخرج معاها واخدها علي بيت بابا. انت من امتي قاسي كدة. دي مهما كانت امك. حتى لو غلطت. ربنا وصاك عليها. يا أخي دي لو كافرة ربنا وصالك ماتطعهاش في الكفر. و تعاملها بالمعروف. يبقي اللي بتعمله ده اسمه ايه حراام عليك.

مؤمن بضيق: شيري ماتدخليش نفسك في حاجة ماتخصكيش. ابعدي عنها خاليها تتكل وتشوف جات منين.
ابتسام: خلاص حبيبتي انا خارجة بلاش اكون سبب في مشكلة بينكم.
شيري بتصميم: لا لو حضرتك خرجتي انا معاكي.
مؤمن مسح وشه بغيظ وقفل الباب. وراح قعد علي الكنبة وهو بيعصر ايده بقوة: اتفضلي قولي جاية ليه.
شيري بصت لابسام وابتسمت واخدتها وقعدتها وقعدت جنبها.

ابتسام بدموع وزل: عادل جوزي الاخير. ضحك عليا وخلاني سحبت كل فلوسي علشان يعمل مشروع واكون شريكة معاه. ولما الفلوس ما كافتش. طلب مني اعمله توكيل علشان يرهن الفيلا للبنك، مع الوقت اسأله فين المشروع وفين الفلوس بيتهرب. لحد ما بكل بجاحة واجهني وقالي مافيش مشروع. واخد الفلوس والفيلا والعربية، وكل حاجة، وبكت بقهرة، حتى مجوهراتي ودهبي اخدهم. ووكمان اتجوز بنت من سنه وجابها تعيش معانا وقالي لو عايزة تعيشي لقومتك تعيشي خدامة لينا هنا. ولو مش عاجبك الباب عندك امشي...

وانا لاني ماليش حد اتحملته وسكت. قولت احسن من رمية الشارع. لحد النهاردة مراته شتمتني وضربتني. وبكت بوجع علي سنها والاهانة اللي شافته في العمر ده...
وهو كمل عليا وطردني في الشارع زي ما انت شايف. مالقتش غيرك اروحله، حقك عليا...
مؤمن بيغلي من الغضب من الكلب اللي عمل في امه كدة. برغم كل الكره اللي جواه ليها الا انها امه في النهاية، قام بسرعة يدخل جوا...
ابتسام وقفت ومسكت ايده: رايح فين.

مؤمن بغضب: رايح اربي ابن الكلب اللي مد ايده عليكي هو والكلبة مراته وهعرفه ازاي يعمل فيكي كدة ويرميكي بالشكل ده في الشارع.
ابتسام برجاء: بلاش وحيات مراتك. بلاش ده كلب ولا يسوي.
مؤمن بيحبس دموعه وبصلها بعتاب: انتي اللي عملتي للكلاب من عينته سعر. وخالتيهم يتمتعوا بفلوس ابويا وشقااه. ربنا يسامحك بقي.
شد ايده منها ودخل غير هدومه وخرج بسرعة زي المجنون...

وابتسام بتبكي بندم علي العمر اللي ضيعته بعيد عن ابنها. وكانت همها رغبتها هي وبس.
شيري طبطبت عليها واخدتها معاها: تعالي يا طنط معايا. ادخلي خدي حمام وهجبلك حاجة تغيري بيها لبسك اللي اتبهدل ده. ويكون مؤمن رجع نتعشي سوا.
ابتسام بصتلها بحب: انتي ربنا عوض مؤمن بيكي. علشان انا ظلمته، ربنا يسعدكم يارب انتم الاتنين.
شيري ابتسمت: قصدك ال3.
ابتسام بصت لبطنها بسعادة: انتي حامل.

شيري: ههههههههه. ابنك جبااار يا ستي...
ابتسام حضنتها: ربنا يتمملك بخير وتقومي بألف سلامة.
شيري: ربنا يخليكي لينا. يالا بقي يا ست الكل الحمام اهو. اتفضلي وانا ححضرلك الهدوم.

مؤمن راح لعادل وضربه بكل غل وكره وحقد. ضربه كل الضرب اللي اتمني يضربه لكل راجل اتجوزته. لكل راجل حل محل ابوه واخد خيره وتعبه. من غير حق، فضل يلف بعربيته. مش عارف يرجع بمشيها ولا يخليها عنده. طيب ماهي هتروحوفين. مابهاش غيره، بص للسماء بضعف.
مؤمن: ياارب. مش عارف اكرها ليييه. مش قادر اقسي عليها زي ماقسيت عليا زمااان. ليييه.
رجع البيت ولقاها قاعدة مع شيري وغيرت هدومها.

شيري بلهفة: هااه حبيبي طمني عملت ايه!
مؤمن اتنهد بتعب: متهيألي مش هيلاقوا فيه حتة سليمة كسرت اللي خلفوه.
شيري ابتسمت وباسته من خده: حبيبي ربنا يخليك لينا. انا حالا هجهز الاكل ونكمل اكلنا مع طنط ابتسام.
مؤمن هز راسه ودخل وقعد وابتسام بتبصله بحرج وخجل.
ابتسام: اوعدك الصبح هدور علي مكان اقعد فيه. مش هضايقك بوجودي اكتر من كدة.
مؤمن بصلها بلوم: تقدري تقعدي زي مايعجبك. انا مش هقولك امشي. عن اذنك هغير هدومي.

قام وغير هدومه واتعشوا سوا. بس لسة مش قادر حتى يبص في عنيها ولا يبتسم في وشها.
وشيري حضرتلها اوضة ونامت، بعد شوية دخل مؤمن وفتح براحة وبص عليها واتنهد وخرج راح لشيري اوضتهم. كانت واقفة قصاد المرايا بتسرح شعرها. دخل السرير وحط راسه علي المخدة وهو سرحان.
شيري ابتسمت وراحت جنبه ونامت في حضنه. ابتسم وضمها بحب وباسها من جبينها: انتي اجمل حاجة ربنا بعتهالي. هدية وكتيير عليا كمان.

شيري بتحضنه بقوة: وانت احلي راجل في الدنيا دي، ربنا مايحرمني منك.
مؤمن بقلق: مش هتضايقك بوجودها تحبي اشوفلها مكان تاني تقعد فيه.
شيري رفعت راسه بعتاب: اخس عليك. تبقي امك وتصايقني مستحيل طبعااا. ومش ممكن تقعد في مكان تاني وبيتك مفتوح. دي هتنورنا. وانا عيوني ليك وليها دي هي اللي جابتلي الغالي ده.
مؤمن ابتسم وباس ايديها: بحبك اوي يا سمارة بعشقك.
شيري نامت في حضنه: طيب نيمني بقي.

واللعب في شعري لحااااد ما اناااام خالص ممكن.
مؤمن: ههههههههه. ممكن يا مغلباني من يوم جوازنا وانتي ممرمطاني كل ليلة كدة. افهم مين اللي كان بينيمك قبل جوازنا.
شيري بطفولة: هههههه مامي حبيبيتي. وانت بقي لازم تكمل مهمتها.
مؤمن ضمها بقوة: وانا تحت امرك يا سمارتي. نامي يا قلبي وانا مش هنام غير لما تنامي انتي.
شيري غمضت عنيها وابتسمت: بحبك. تصبح علي خير.
مؤمن ابتسم: وانتي من اهله يا روحي. بحبك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة