قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والعشرون

مالك بعد ما الدكتوره سابته وقف مكانه بدون شعور ! بدون وجهه محدده ! بدون حتى احساس ! مش عارف هو حاسس بإيه ! حاسس بحاجات كتير و ف نفس الوقت مش حاسس بحاجه خالص !
حس إنه مصدع نزل يجيب قهوه .. نزل عند الريسيبشن طلبها من حد يجبهاله و واقف بيبص على برا المستشفى بعشوائيه و فجأه لمح اخر حد ممكن يتخيل يشوفه هنا !
لمح ست كبيره بتعدى الطريق زى ما يكون بتمشى و خلاص !

مالك حس إنه شافها قبل كده و برغم إنها كانت بعيده عنه إلا إنه من هيئتها و ملامحها الكليه قدر يستنتج هو شافها فين !
محسش بنفسه غير و هو قدامها و معرفش ازاى خرج او قطع الطريق و عدّى المسافه اللى كانت بينهم دى ازاى !
بمجرد ما بقى قدامها شافها و إتأكد إنها فعلا الست اللى قابلوها ف إسكندريه و قالتله الاقارب عقارب خد بالك منهم !
مالك مسكها بلغبطه: انتى .. انتى الست اللى .. ايوه انتى .. انتى..

الست إبتسمت بصفا: مالك !
مالك بصّلها بتوهه: انتى عارفانى ؟ عارفه إنى مالك صح ؟
الست مبتسمه: لاء انا بسألك مالك !
مالك زعق بشكل غير مبرر لا قدامها و لا حتى قدام نفسه: لاء انتى عارفانى ! عارفانى ! انتى المره اللى فاتت قولتى إسمى ! قولتى حاجات كتير صح ! حاجات كتير حصلت ! قولتى لحلم .. قولتى ..

مالك قال كلامه مره واحده وبردوا سكت مره واحده و هو شبه بينهج و مش عارف يكمل ..
الست إبتسمت بهدوء: بشوف ياما و بقابل ياما
مالك سكت كتير: انتى بتقرى الودع ؟
الست إستغربت بإنكار: انا قريتلك الودع ؟ انا مبقراش حاجه ! انا بقرا الوشوش ! بحس اللى وراها ! بعرف اشوف القلوب او احسها او اقراها ! معرفش معرفش !
سابته و هى ماشيه و باصه قدامها ف الولا حاجه و بتردد الكلمه ..

لفّت وشها له و رجعت مسكت إيده بإيدها و من غير ما تبصلها طبّقتها بإيدها التانيه و طبطبت عليها: مالك الملك عرفوه بالعقل ! وصفوه بالحق ! سمّى نفسه العدل ! خليك اد الاسم يا مالك
مالك حس إنه محتاج يسمعها .. هو محتاج يسمع حد ميعرفهوش و يسمعه و الاخر يمشى و لا كإنهم إتقابلوا !
الست إبتسامتها صافيه و وشها رايق: اوعى الظلم يا صاحب الاسم ! صاحب الاسم هو اللى سمّى نفسه العدل و هو بردوا اللى اوحالنا ان الظلم ظلمات يوم ما هنقابله ! اوعى الظلمات اووعى !

مالك عقله راح ف حته بتاعته لوحده مقفله: انا مظلمتش حد انا إتظلمت و المساواه ف الظلم عدل
الست هزت راسها بأسف و طبطبت على كتفه قبل ما تمشى: ده كلام بتموّت بيه ضميرك ! بس هو لسه صاحى و هيفضل صاحى طول ما ده صاحى ( شاورت على قلبه )..

مالك بصّلها كتير و هى فضلت تعيد و تزيد ف الكلام و هى ماشيه: مالك الملك عرفوه بالعدل ! عرفوه بالحق ! سمى نفسه الرحيم بردوا ! خليك اد الاسم يا شايل الاسم! خليك اد الاسم يا شايل الاسم ! يا مالك يهديك المالك
مشيت و لحد ما بعدت و هى بتتكلم بهدوء كلام مش مفهوم و لا مترتب بس كان له مفعوله على مالك اللى رجع المستشفى و الصوره اللى جواه إتعكست !

مالك راجع المستشفى و مراد خارج و الاتنين إتقابلوا ع الباب بإستغراب ..

بعد ما مراد خرج و سابهم همسه دخلت عند ليليان شافتها نايمه ف حضن غرام و وشها محمر و عيونها و مناخيرها و جسمها بيغيب و يتهز..
قربت منها حسست على جسمها و شافت وشها و بصت لغرام اللى هزت راسها بحزن ..
همسه شاورتلها: نامت ؟
غرام هزت راسها بهمس: من شويه بس بتغيب و تصحى
همسه قعدت جنبهم على حرف السرير و سكتت كتير: انا مقولتش لمازن حاجه على فكره .. و لا كنت راضيه عن حاجه اصلا
غرام بعتاب: انتى كنتى عارفه يا ماما ؟

همسه: كنت عارفه و مكنتش عارفه... معرفتش إلا بعد ما اللى حصل حصل و بردوا عرفت قبل ما الدربكه دى تحصل ف مازن زعل منى إفتكرنى معاهم و كلمته اضحك عليه بكلمتين و مراد كمان زعل إفتكرنى إنى مع اهلى و كلمتهم باللى حصل و قلبتهم عليه
غرام حاولت تهزر تفرفشها: و انتى و الله غلبانه يا سوسوو و بريئه من الاتنين
همسه ضحكت غصب عنها: شوفتى
غرام إبتسمت و بصتلها بتردد و بتغيب و تبصلها ..

همسه فهمتها ف إبتسمت: إتطمنتى على مازن ؟
غرام ردت بسرعه: لسه
همسه إستغربت بعتاب: اخسس عليكى، هان عليكى و انتى شايفاه ماشى ف الحاله دى و عارفه اللى حصل ؟ على كده مكلمتيش مهاب ؟
غرام هزت راسها بزعل ..
همسه شاورتلها بزعل: قومى روحى إتطمنى عليهم يلا
غرام بتردد: بس..

همسه: قومى يلا .. مينفعش تزعّلى ابوكى منك مهما كان .. يلا و اتطمنيلى على مازن .. اجهزى و هكلملك السواق يوصلك و متقلقيش اما مراد يجى هقوله
غرام إبتسمت بحماس: هروحلهم عشان اتطمن على مارد كمان .. انا هموت من القلق من وقت ما خرج
همسه إستغربت: هو قالك إنه هناك ؟

غرام: لاء بس انا عارفه إنه هيروحلهم .. مراد متفتهوش حاجه زى دى .. و بعدين هو خارج مخنوق و زعلان من أبوه و محتاج لحد و غالبا هيروح لمازن .. انتى عارفه هما صحاب .. بس انا اللى لازم اكون جنبه دلوقت
همسه إبتسمت بحب على حبها و ثقتها او فهمها لمراد ..

غرام ضحكت بهزار: هروح الحق جوزى بقا قبل ما يتلم المتعوس على خيب الرجا و ينوبنى من الحب جانب
همسه ضحكت غصب عنها و غرام باست ليليان من خدها و قامت و لسه بتتحرك ليليان مسكت إيدها برجاء و فتحت عينيها و معرفتش تنطق ف عيطت ..
غرام رجعت قعدت جنبها: حبييتى لو مش عايزانى امشى انا..

ليليان هزت راسها بسرعه و معرفتش تتكلم ..
غرام فهمتها ف طبطبت على كتفها: متقلقيش .. كل حاجه هتبقى تمام .. زوبعه و هتعدى ان شاء الله .. بس انتى حاليا لازم تبقى كويسه الاول ده الاهم
ليليان مسحت وشها بحزن و مش عارفه تترجم هى عايزه ايه و غرام همستلها و هى قايمه: متقلقيش هظبط الدنيا و ارجعلك..

همسه بعد ما غرام خرجت قعدت جنب ليليان بحب و باست راسها ..
ليليان بأسف: ماما، متزعليش منى انا
همسه ضمتها عليها و باست راسها و اخدتها على صدرها و فضلت تلمس على شعرها بحنيه: ششش اهدى .. اهم حاجه حاليا تبقى كويسه و بس .. انتى اهم من اى حد و اى حاجه يا ليليان .. فوقى كده الاول و بعدها كل حاجه تتصلح
ليليان بصتلها بأمل: هو ممكن حاجه تتصلح ؟

همسه إبتسمت و مسكت وشها بحب: طبعا .. مكنش ينفع يا ليليان عشان ماسك فيكى بأيديه و سنانه تضمنى وجوده و تيجي عليه و تهمليه كده .. و تقسي مره في التانيه في التالته .. كان لازم تعرفى ان إيده هتوجعه من كتر الكلبشه فيكى و هيسيبك ..
كـل انسان ليه طاقه و بـس .. ! انتى بتحبيه يا ليليان صح ؟
ليليان دمعت: بس، اصل
همسه عادت سؤالها: بتحبيه ؟

ليليان هزت راسها اوى بضعف: انا بس حسيت إنى ملحقتش اتنفس .. كنت محتاجه وقت اتطمن ان كل حاجه هتستمر على ماهى عليه كويسه .. كنت عايزه اشم نفسى .. احس إنه هيفضل جنبى مهما حصل و مهما الظروف دقت على إيدينا هيفضل ماسك ف إيدى .. صدقينى ده اللى حصل .. ممكن اكون غلط اه .. ممكن يكون ده مش من حقى و لا قرار زى ده من حقى لوحدى لكن ده مش معناه ابدا إنى .. إنى..

صوتها إختنق بضعف و همسه رجّعتها تانى لحضنها: خلاص اهدى .. كل حاجه هتتصلح .. مازن مسمعكيش و انا متآكده إنه اما يهدى و يخرج من تأثير صدمته اول حاجه هيرجعلها و هيحتاجها هى انتى .. عقله هيبقى محتاج اى تفسير او تحليل للى حصل .. ف لازم تكونى انتى قدام عقله ساعتها مش شيطانه .. عشان يسمعك انتى متسيبهوش للافتراضات تلعب بيه..

ليليان: مش هعرف اقوله حاجه و دلوقت مينفعش .. ع الاقل يهدى الاول .. مهما قولتله مش
همسه قاطعتها: و تسيبيه ياخد و يدى ف نفسه و يفتكرلك القديم و الجديد ؟ انتى هبله و لا ايه !
ليليان سكتت بقلق و مش عارفه تتخيل ابدا مازن ممكن تكون حالته حاليا ايه او شكل تفكيره ..
همسه بتغيب و تبوس راسها: هتتحل ثقى ف ربنا، و هتتخطوا اللى حصل لو عايزين

ف المستشفى بعد ما مراد خلّص مع الدكتور بتاع ليليان شاف مالك ع الباب و إستغرب وجوده او قلق !
راح عليه بقلق: انت هنا ليه ؟
مالك رد بالعافيه بإرهاق: حلم
معرفش يكمل و مراد بصّله بقلق: هى كويسه ؟
مالك اخد نَفس عالى: لاء ! هى مش كويسه و لا انا كويس و لا ولادنا من غيرنا كويسين و لا معانا كمان كويسين و لا حاجه كويسه ابدا
مراد فاق من رده الطويل اللى جه ورا بعضه بدون نَفس يفصله: فى ايه حصل ايه لكل ده ؟

مالك دوّر وشه و معرفش يترجم اللى محتاج يقوله لحد ما إفتكر حاجه: انت كنت عارف ان حلم جاتلها جلطه قبل كده و بتاخد علاج قلب ؟
مراد بأسف: اه،ده كانت
مالك زعق: و مقولتليش ليه هاا ؟
مراد بصّله بإستغراب ع رد فعله: كان هيفرق معاك ف ايه ؟ انت كنت واخد قرارك و رفضت حتى الكلام !
مالك بيزعق و بس: بردوا كان لازم اعرف ! انت مش فاهم حاجه
مراد بصله بحذر: طب فهمنى انت..

مالك معرفش ينطق ف حود بالكلام ف جهه تانيه: كان لازم اعرف .. كان لازم تقولى .. و لا دى حركه زى موتها اللى شدتنى بيه !
مراد مش عارف يجيب اخره او سبب إنفعاله بس عايز يسمعه اكتر: و مسألتهاش ليه ؟
مالك إتنرفز: هقولها انتى عندك القلب و لا لاء عشان ..
سكت و صوته إختنق و مراد بصله بحذر: عشان ايه ؟
مالك دوّر وشه و مراد كرر سؤاله بحده: عشان ايه ؟ انت عملت ايه انطق ؟
مالك إتنفس بالعافيه: معملتش، و المشكله إنى معملتش
مراد: ايه اللى حصل بالظبط ؟ حلم هنا ليه ؟

مالك سكت و بياخد انفاس عاليه و مراد شاورله و هو بيتحرك: ودينى للدكتور بتاعها
نزلوا للدكتور اللى شرح لمراد حالتها و مراد عقله بيحلل اللى حصل بطريقه رافضها تماما و كل ما يحاول يلفلها من تانى ناحيه افكاره تتقابل ف نفس النقطه !
مراد بصّله بلهجه غريبه: كانت مستاهله يعنى ؟ ده الحكايه كلها نفس خارج و نفس داخل ممكن ميخرجش !
مالك كتم نفسه بحزن: اكتر كلمه بنضحك بيها على نفسنا " مفيش حاجه مستاهله " ! ﻻااء فى حاجات كتير تستاهل !

فى حياه بتمر كل يوم فيها شبه التانى ! فى حته من روحى تحت التراب و مش راجعه ! فى امل متحققش ! فى حلم ضاع ! فى ظن خاب ! فى ظروف بتعاند ! فى صدمات ! فى ناس خذلت لا عارف تعيش بيهم و لا قادر تعيش من غيرهم ! فى خوف من الموت بعد ما كنت انت اللى بتخوّفه بس بقيت تخاف منه لمجرد خايف تموت لوحدك !

مراد: كل ده ممكن يتعوض ! ممكن يتحط نقطه و تجيب من اول السطر .. نقطه و من اول الدنيا .. بس ف الاول لازم تعرف انت عايز ايه بالظبط .. لازم تفهم نفسك الاول
مالك هز راسه بإنهزام: للاسف إكتشفت إنها ملهاش كتالوج نفهم منه
مراد: مالك بطّل شويه تفكير ف اللى فات و انت هتتظبط
مالك: كتر التفكير ف عدم التفكير محتاج تفكير !

مراد ضحك بالعافيه: يا اخى عارف لو تبطل فلسفه هتتظبط و تبقى فل
مالك ضحك غصب عنه معاه لحد ما مراد سكت و مالك بصّله كتير: هو احنا بجد هينفع نبقى مع بعض تانى ؟
مراد إبتسم بيهز راسه بإيده كإنه بيختار جمله: بمقاييس العقل و المنطق و نقول بحساباتك كظابط و راجل عملى بيحسبها واحد زائد واحد يدى اتنين نقول لاء مينفعش! هى غلطت وانت مش مسامح النتيجه لاء ! لكن الواقع بيقول إنك هنا ! معاها ! جنبها من اسبوع مش بتسيبها مع إنك وراك مية الف حاجه غيرها من بينهم عيالك و لا حتى اخد بالك إنك مكلتش و باين ع وشك..

مالك سكت كتير و اخد نفس عالى اوى و مراد طبطب على كتفه: مش لازم كل حاجه تبقى منطقيه و مفهومه ع فكره .. اخرج عن المألوف .. اللى إتعمل و لازم يتعمل .. مفيش مانع تشوفها بالمقلوب لاجل ما تبان معدوله قدامك
مالك ضحك غصب عنه ضحكه موجوعه: مبقتش شايف حاجه خالص
مراد إبتسم بحزن: عشان موجوع و الموجوع من حاجه مبيشوفش كويس ! إسألنى انا !
مالك: محليتناش غير قلب لو إتبهدل يبقي عليه العوض و منه...

مراد إبتسم: لاخر مره هقولك إنها بتحبك و انت عارف بس حاليا رؤيتك مشوشه .. متسمحش لموقف واحد له ابعاد كتير يحرّك حياتك كلها .. إفتكرها قبل اللى حصل
مالك إتريق بوجع: ده كان سحر البدايات .. بريق البدايه اللى بيعمى ده .. الانبهار .. الفراغ العاطفي .. اختلاف الشخصيات .. مش شبه بعض وعارفين كده من الأول بس كل طرف فينا راهن إنه هيقدر يشكّل الطرف التاني علي مزاجه وهيقدر يغيره والحب يصنع المعجزات .. لحد ما كل واحد فينا إستنفذ كل محاولاته و طاقته و فشل .. ربنا يكفيك شر اللي يستقوي بضعفك و احنا كنا بنستقوى ببعض لحد ما ف لحظه إستقوينا ع بعض ..

مراد حاول يتكلم بس نبرة الوجع ف صوت مالك وقفته ..
مالك بألم: و دي مش مشكلة خالص ان علاقة تنتهي ..
المشكلة الحقيقة ان مفيش حد بيخرج من التجربه زي ما دخلها .. المشكلة الحقيقة ان كل واحد بينطفي ..بينكسر .. بينعدم ثقته في اي حد بعد كدة .. لاء و بعد ده كله يبقى لازم يقف و يتجاوز و يكمل حياته !ربنا يكفيك شر الشخص اللي يستهلكك ويسرق طاقتك و انا و هى اخدنا اخر طاقتنا من بعض..

مراد: مادمت وصلت لفكرة ان انتوا الاتنين وجعتوا بعض و اخدتوا و إديتوا بعض يبقى قربت تصاحب عقلك
مالك بصله كتير: انت ممكن تعدى حاجه زى دى ؟
مراد إبتسم: الحب ملهوش منطق .. قاعده يتقاس عليها .. اللى عيشته انا مينفعش يتقاس عليه حكايتك .. و لا حكايتى ينفع تتقاس على اللى انت عيشته .. و ع العموم هجاوبك .. اه يا مالك عديت حاجات اكتر من دى و إتعدتلى انا كمان حاجات اكتر و عرفنا نتقابل ف نقطه..

مالك بصّله نظرة غريق إتحدفت قدامه شماعه مش قشايه ..
مراد حس إنه عزف على اوتار عقله مش قلبه .. عقله اللى محتاج يسمع: تفتكر ايه اللى يخلى راجل يبقى مع واحده عاشت سنين كتيره مع راجل غيره ف وقت كانت فيه مراته و حبيبته و كانت للتانى بردوا مراته و حبيبته ؟ ايه اللى يخليه يقفل عقله قدام اى محاوله منه يشوّشه او يسيّره ف إتجاه معاكس ؟
مالك بصّله و لأول مره يحس ان فى وضع ابشع ..

مراد بإنهزام: و ايه اللى يخلى واحده تعدى و تكمل مع واحد ف لحظة صدمه إغتصبها ؟ او حاول حتى ! حتى لو مكملش بس محصلة الفزع واحده ! هزة الثقه واحده ! صدمتها واحده ! خاصة ف وقت كانت مشوّشه و إتقالها انى عملت ده قبل كده او إنى محبتهاش ؟

مالك كان بيسمعه بإهتمام و مراد لف دراعه و إتحرك بيه: لو مش عارف تتخيل ان الصدمه ممكن تخلى واحده زى حلم تعمل كده ف انا ممكن اوريك ان الصدمه ممكن تعمل ابشع و مش هقولك الصدمه بتخلى راجل يقتل مراته اما بيشك فيها و لا حاجه ! بس هقولك ف يوم الصدمه خلتنى إعتديت على الانسانه الوحيده اللى لا فتحت و لا هفتح قلبى لغيرها لا ف وجودها و لا غيابها ! و ع فكره هى نفس الصدمه اللى خلتها خرجت من ورا الحراسه و مشيت و إترتب عليه كل اللى حصل زمان اما هى عرفت او شكت إنى اتجوزت مع إنها بردوا كانت غلط !

مالك إبتسم غصب عنه بتلقائيه ..
مراد إبتسم لحماسه: الحب عدى كل ده .. عينيها إعتذرت و انا قبلت و عينيا إستسمحتها و هى إتراضت و إتقابلنا ف منطقه من تانى .. بص ف عينيها و شوف هتقرا ايه فيهم
مالك إبتسم بإحباط: هى اللى صعّبتها علينا كده..

مراد: انت كنت عايزها كامله تشيل من غير ما تفهم و تستحمل من غير ما تقول اااى ! و هى كانت عايزاك كامل ! تقع و تقوم من غير ما تحود او تاخد نَفس !
بس انتوا الاتنين نسيتوا إنكوا إتقابلتوا تكملوا بعض و دى كانت النقطه اللى إفترقتوا فيها ع فكره
مالك: كان ناقصها ايه معايا حتى لو كنت خبيت عنها !
مراد: الامان
مالك: انت قولت الحب لو موجود بيعمل كل حاجه .. لو حبتنى بجد ليه الحب ده مدهاش الامان ؟

مراد: لاء .. الامان الاول .. مش هتحبك إلا اذا لقت معاك الامان يا مالك .. حب و خوف ميتلموش ف قلب واحد و هى حست معاك بالامان ف عز الخطر و حبتك من هنا بس ف لحظه راح الامان و حست بالخطر و كل الشكوك إتلمت حواليك و عملتلها هاله من الخطر عمتها
مالك بإصرار: بس لو حبت الاول غصب عنها هتحس بالامان مهما حصل
مراد: المايه لو جات قبل السفينه فوقها بتبقى قمة الخطر ! بس لو جات بعدها تحتها بتبقى قمة الامان !
مالك مش عارف يتقبل: الخوف من خسارة حاجه ممكن يخلينى اكسرها ؟

مراد إفتكر موقفه مع ليليان و ازاى خوفه يخسرها لجّم عقله و خلاه إتصرف من غير عقل و معترف بينه و بين نفسه إنه سبب كسرتها: انا اكتر واحد يجاوبك على سؤالك ده و يقولك اه ! اه خوفك إنك تخسر حاجه يخليك تخسرها بنفسك ! مكنش ينفع تسيب نفسها تفضل خايفه كده لا تخسرك ! اللى خلاها سابتك ف عز الخطر حتى قبل ما تعرف حاجه هو خوفها تخسرك ف مشيت من نفسها و فكرها كده بتوجع نفسها قبل ما تتوجع منك و بسببك ! و ده بردوا اللى خلاها خسرتك ف لحظه كانت شايفه خسارتك محتومه عليها و شايفاك ماشى !

مالك: هى اللى إتنازلت ف وقت كنت محتاج و محتاج كتير .. إدتنى احساس إنها ممكن تفضل
مراد كمل عنه: تفضل ايه ؟ تفضل تدى ؟ كده ؟ من غير حساب ؟ من غير مقابل ؟ من غير عقل ؟
مالك بذهول: من غير مقابل ؟ انا كنت بحاول اد ما اقدر اعوضها ! احساسى بالخوف منها و عليها و من مواجتها كان بيخلينى اضخّم رصيدى عندها و كنت بحاول اد ما اقدر إنى..

مراد: انك ايه ؟ تقرب منها او تسعدها او تدلعها ؟ كده كده كنت هتعمل ده باللى كنت فيه او من غيره .. ده واجبك

مالك معرفش يرد و باب عقله بيتفتح او بيتوارب ..
مراد إبتسم: هى اللى حبتك الاول و هى اللى قربت و هى اللى مديتلك إيدها اما حست معاك بالامان و إتنازلت ف المقابل عن اهلها و كرامتها .. و اما راح الامان مع شكوكها اللى كانت بتزيد إتنازلت عنه مقابل الحب لإنك كنت ورتها حبك ليها .. بس اما يروح الحب ده او يتهيألها إنه مش شايفاه هتتنازل عشان ايه ؟ هاا ؟ عشانك ؟ طب ما انت كنت ماشى و سايبها ؟ و مع واحده انت بنفسك قولتلها بتشتغل عندى و طلعت انت اللى بتشتغل عندها ! يبقى هتتنازل تانى لإيه و لا لمين ؟ كانت ف كل مره هى اللى بتقفل عقلها لحد ما انت اللى قفلته بإيدك و انت اللى إستنفذت كل اعذارها..

مالك سكت كتير و بيرجع بعقله لورا بشكل محلل و مراد متابع تقلبات وشه لحد ما إنتبه له ..
مراد حس إنه مش ناقص له غير قاعده اخيره مع نفسه و كل حاجه هتيجى تباعا: هو انا ينفع اتطمن عليها صح ؟
مالك هز راسه مبتسم و اخده و راح على باب اوضتها و مراد إبتسم: هاتلى بقا قهوه و لا حاجه تبل ريقى اللى نشفته ده..

مالك حس ان مراد عايز ياخد بإيدها هى كمان او حس إنه محتاج ده ف انسحب و سابه دخلها لوحده ..
مراد اول ما دخل وقف لوهله مش مستوعب حالتها او شكلها: انتى كويسه ؟
حلم عيطت و سكتت ..

مراد راح عليها قعد جنبها و معرفش يتكلم او حس مفيش حاجه تتقال: انتى لازم تبقى اقوى من كده .. انتى مكنتيش كده .. من غيره و من غير عيالك مكنتيش كده .. كنتى اقوى و كان عندك امل لدرجة شكيت إنك عارفه إنه راجع .. يبقى مينفعش دلوقت بوجوده و عيالكم بينكم تبقى بالضعف ده
حلم بضعف: كنت فاكره هقوى بيهم و معملتش حساب يوم ما هبقى من غيرهم ! قربت عشان اقوى بيهم و محطتش ف حسابى يوم ما ابقى من غيرهم هرجع اضعف ..

مراد زعق لمجرد مش متقبل حالتها دى: قربك ده مش المشوار ! مش الهدف ! قربك وسيله و المفروض هدفك منها تصلحى كل اللى إتهد و تبنى من تانى ! و إلا هيبقى كان مجرد خطوه ف مشوار و هتفضل خطوه و السلام
حلم دورت وشها و سكتت ..
مراد قعد و حاول يتكلم براحه: انتى عارفه ان مالك بيحبك و لا لاء ؟
حلم دمعت بصمت و مراد عاد سؤاله لحد ما هزت راسها اه ..
مراد إبتسم: و عيالك و اكيد مش محتاجه تتأكدى من ده .. يبقى مينفعش تبقى ضعيفه و انتى متحاوطه بكل الحب ده

حلم دمعت: تعبت، طاقتى بتخلص و شايفه نفسى بخسر بردوا
مراد: و الله اللى اعرفه ان اللى بيدافع عن بلده اللى هى مش بتاعته لوحده و مجرد جزء منها بس شايفها وطن يموت من غربته براها، بيدافع لأخر نفس فيه مش لأخر رصاصه ف مسدسه .. مش بيسيبها اول ما الرصاص اللى ف سلاحه ده بيخلص
حلم بإنهزام: حاسه إنى ف حرب و مش هتخلص..

مراد: الحرب دى بتاعتك .. و اذا عندك إراده هتطلعى منها اقوى سواء خسرانه او كسبانه و إلا لو عندك شك ف ده يبقى مكنتش بتاعتك من الاول و انتى مش مضطره تحاربى ف حرب مش بتاعتك
حلم غمضت عينيها بمنتهى الإستسلام و مراد سكت شويه و إتكلم و هو بيقف يمشى: متشليش هم
حلم هزت راسها بإنهزام: ما شيلته خلاص ! شيلته !

همسه فضلت مع ليليان لحد ما راحت ف النوم .. إنسحبت بهدوء خرجت من الاوضه .. دخلت اوضتها مع مراد و بمجرد ما دخلت إفتكرته .. قعدت مكانها زى المخنوقه .. مش عارفه تتنفس و لا قادره .. هى عارفه إنها قست عليه و جرحته بالكلام يوم ما إتواجهوا يوم ما سمعت ليليان و روسيليا و يمكن ده كان اول جرح يتفتح على سهوه.. بس هى مكنش قصدها .. هى محتاجاه اقوى .. كانت قاصده تكسر خوفه .. كانت عايزه توصّله ان خوفه نفسه اللى هيخليه يخسرهم مش حاجه تانيه ! هى صح و ده دورها !

للحظه إفتكرت إتهامه و زعيقه و خناقه .. إفتكرت اما قالها عايزه تمشى بالسلامه ! للدرجادى !
محستش بنفسها غير و هى برا البيت ماشيه زى التايهه ! إتلفتت حواليها بفزع كإنها بس بتنتبه دلوقت و مش عارفه نزلت او خرجت ازاى و امتى !
وقفت بتوهه بدموع نزلت غصب عنها و للحظه صعبت عليها نفسها .. إفتكرت ف لحظة صدمه خرجت من بيتها و مرجعتهوش تانى غير بعد سنين ! إفتكرت كل اللى عاشته و شافته ف السنين دى و خسارتها و كوابيسها و وجعها و توهتها و الدوامه اللى كانت جواها ! لا هى معندهاش استعداد لسنين تانيه شبه دى و لا حتى لثوانى !

محستش غير بنفسها بتلف و تجرى ترجع ! بتجرى اوى زى اللى كابوسها بيجرى وراها و خايفه يلحقها لحد ما رجعت للبيت تانى و اول ما وقفت قدامه إبتسمت بدموع بتنزل ورا بعض زى ما تكون كانت ف سباق خايفه تخسره !

دخلت جوه و قفلت الباب و سندت عليه و نزلت ع الارض بتنهج بتعب ..
غرام كانت راحت اوضتها بتتصل على مارد مش بيرد .. حاولت كتير قبل ما تخرج بس مش عارفه توصله .. مش عارفه عشان مينفعش تطمن على حد قبله و لا عشان متخرجش من غير ما يعرف !
كانت هتكلم أبوها بس إتراجعت و قامت لبست و نازله شافت همسه بتدخل من برا و بتقفل الباب بنهجان و قعدت ع الارض !
غرام راحت عليها بقلق: ايه يا ماما انتى كويسه ؟

همسه هزت راسها لاء و عيطت و غرام راحت عليها اخدتها ف حضنها: هتعدى ان شاء الله .. متقلقيش .. كل حاجه هتعدى زى ما غيرها عدّى كتير و هنرجع احسن من الاول
همسه مسحت دموعها و اخدت نفس: عارفه ان مراد عنده حق !

غرام بصتلها بإستغراب و مفهمتش و همسه وقفت و طلعت معاها: مكنتش متخيله ان الخوف ممكن يحرّك الواحد ! مكنتش متخيله يا غرام ! مكنتش فاكره اننا لسه جوه الدايره و بنلف فيها ! كنت بحسب اننا بمجرد ما رجعنا خلاص و بقينا كويسين ! و إنه لازم هو كمان يبقى خلاص و كويس ! بس إكتشفت إن لا خلاص و لا كويسين
غرام رفعت إيدها اللى ماسكاها باستها: حبييتى و الله احنا بخير .. الحمد لله .. اهم حاجه اننا مع بعض .. اى حاجه تهون..

همسه بصتلها نظره زايغه: عشان كده بقولك إنه هو عنده حق .. اهم حاجه إننا مع بعض و ده كفايه .. و هو خايف من ده .. من اننا ننقص ! نبقى من غير بعض تانى !
غرام إبتسمت و همسه ضمتها عليها: ليليان كويسه ؟
غرام إبتسمت بحب: اخدت حمام و نامت
همسه هزت راسها بتعب: روحى انتى كمان إرتاحى شويه
غرام إبتسمت و همسه إنتبهت كإنها تايهه: انتى مروحتيش لأخوكى و أبوكى ليه ؟

غرام: كنت عايزه اوصل لمارد الاول
همسه: مش هيمانع و لو حصل هقوله انا اللى قولتلك ! اتطمنى على أبوكى يلا و مازن كمان .. انتى ملكيش دعوه باللى حصل .. و انا هكلمهم متقلقيش بس اما اتطمن على مراد
لسه ع السلم بيتكلموا سمعوا الباب بيتفتح و مراد دخل..
همسه إبتسمت بتلقائيه و نزلت بلهفه غريبه و قبل ما ينطق او تنطق حضنته، حضنته و عيطت !
مراد اخدها و طلع بيها او هى اللى إتحركت بيه ف حضنه لحد ما طلعوا ..

مراد بص لغرام و معرفش يقول حاجه محدده: انتوا كويسين ؟
غرام إبتسمت عشان فهمته: حبيبى انت طول ما انت كويس كلنا هنبقى كويسين
مراد إبتسملها بحب و هى غمزتله و جات تمشى مسك إيدها: متزعليش منى يا غرام .. اللى حصل لا كان سهل و لا معمول حسابه و لا على بالنا .. اذا شديت عليكى متزعليش منى انتى عارفه انتى عندى زى مراد و ليليان و يوم ما دخلتى بيتنا بقيتى تالتتهم
غرام إبتسمت و باست إيده اللى مسكتها: ربنا يخليك لينا
مراد بصّلها بترقب: مارد فين ؟ لسه مرجعش و لا ايه ؟

غرام حاولت تبتسم: انا لسه مكلماه و شويه و راجع
مراد سكت و قلبه متوتر و غرام إنسحبت قبل ما يسآلها هو فين او رايحه فين و حاليا لا هو عنده طاقه لحاجه و لا هى عندها استعداد تزعّله ..
مراد دخل اوضته اخد حمام بهدوء و خرج شاف همسه واقفاله ع الباب .. من غير ما يبصّلها إستغرب .. مقدرش يشوف حالتها او يفهمها يمكن عشان مجروح من كلامها او عشان ميعرفش انها خرجت !
همسه متابعاه بعينيها لحد ما لبس و بيفتح الباب يخرج مسكت إيده: مراد، مراد عايزه اتكلم معاك

غرام بعد ما دخلوا نزلت راحت على بيت جدها عشان توقعت إنهم هناك ..

مراد مع همسه بص ف عيونها قوى .. بيحاول يقرا فيهم الكلام اللى متقالش يمكن يعرف يترجم الكلام اللى إتقال ف لحظة زعل .. بس لأول مره يحس بالفشل ..
همسه دوّرت وشها بضيق بمجرد ما فهمت نظراته إنه عايز يقرا احساسها ! مش عايزاه يشوفها ضعيفه كده او خايفه ! لازم يستقوى بيها ميضعفش على إيديها !

مراد انسحب بهدوء راح فتح البلكونه و وقف و إداها ضهره .. بيحاول يتنفس بس النَفس بياخده بالعافيه و مش عارف عشان إتخنق من عينيها اللى هربت بعيد و كإنها عارفه جواهم حاجه مش عايزاه يشوفها و لا مش عارف يتنفس عشان لسه بتخطف انفاسه و مبيعرفش يهدى ف وجودها !
همسه اخدت نَفس بصوت حاولت يكون هادى بس هو قدر يسمعه ف غمض عينيه و اخد نفس النَفس ..

راحت عليه و لسه بتمسك إيده مراد سحب إيده بهدوء: معلش عايز ابقى لوحدى شويه
همسه سكتت كتير قوى و هو مكنش باصصلها بس مستنى الكلمه اللى هتطلع بترقّب ..
همسه صوتها إتهز: مكنش قصدى .. بس انت اللى غلطت يا مراد .. ف الحكايه كلها انت الغلطان .. لك مبرراتك و اعذارك و اسبابك بس ده ميمنعش إنك غلطت و لو مكنتش انا اللى هصلّحلك الغلط ده او ع الاقل انوّرلك ضوء عليه عشان تاخد بالك يبقى مليش لازمه جنبك..

مراد من غير ما يبصلها: انا بس محتاج ابقى لوحدى عشان مضغوط شويه مش اكتر .. ضغط شغل و ضغط مشاكل الولاد و
همسه مسكت وشه و هو لسه بيتكلم و هو حاول يدوّر وشه بس هى رجّعت وشه تانى لها و ثبتته و قصدت تقابل عيونهم ...طول عمرهم بيتفاهموا بلغة العيون و هنا بيتقابلوا ..
مراد نزّل إيديها و إتحرك يخرج: انا خارج شويه ..
همسه لسه هتتكلم هو إفتكر جملتها و عادهالها: قولتلك محتاج ابقى لوحدى شويه .. هحاول الاقى نفسى يا همسه .. اعيد حساباتى زى ما قولتى

مروان من يوم ما حلم راحتلهم و مشيت و هو خرج بعدها بس عرف إنها مش ف البيت و لا ف حته ممكن تكون فيها و مش عارف يوصلها ..
أمها ببرود: انت عايزنى كنت اعملها ايه و هى جايه تخرف ؟
مروان بصدمه: تخرف ؟ مش يمكن محتاجالك فعلا؟
أبوه بغضب: هى مكنتش بتخرف و لا حاجه ! هى عارفه كويس هى بتقول ايه و جايه ليه ! امال ساحبه البيه بتاعها وراها ليه ؟
أمها بصتله قوى بقلق: يعنى ممكن ..

ثروت وقف بجمود: لمى بنتك بدل ما تزعلى عليها .. حذرتها قبل كده بس واضح إنها هى اللى هتجيبه لنفسها
مروان حس إنه تايه بينهم: ما خلاص انت و هى .. خلاص بقا .. بعدين هى لو بتستعبط هتجرجر زفت وراها !
أبوه بص لأمها بغضب و وقف يمشى مروان شده: ع الاقل زفت ده بينزل شغله ؟
أبوه نفخ ببرود: لاء
مروان قلق: انت اكيد تعرف هما فين بس مش عايز تقولى ! هى فين طيب ؟

أبوه بصّله بذهول: و لو اعرف ! عايز ايه انت ! هتروح تقعدلها بالعيال و لا تطبطب عليها هى و جوزها !
مروان نفخ بغيظ و هو خارج: لا بس هتطمن عليها ع الاقل ! جايه و ف الحاله دى يبقى اكيد فى حاجه و غيابهم ده مش مظبوط و ف التوقيت ده
أبوه بغضب: بقولك جايبه جوزها و تقولى ابويا فين و انتوا مين و انت مش عارف ايه !
مروان زق إيده بحده: وده معناه ان فى حاجه مش مظبوطه ! الله اعلم عمل فيها ايه ! ايه اللى هيخليها تقول كده إلا لو فى حاجه غلط ! انا مش عارف اذا بعد ده كله تخاطروا بيها كده انت و ابو..

ثروت قاطعه بحده: مرواان
مروان بصّله بضيق و خرج: هروح اشوفها فين .. لازم اتطمن عليها .. لا يكون الحيوان ده عمل فيها حاجه
أبوه بنفاذ صبر: انت عايزها تيجى ف الوقت اللى انا عايزها فيه عنده ؟

صفوت قاعد قدام هامر و القلق ماسكُه و مسكّته تماما ..
هامر بغضب: انت قلقان كده ليه ؟ هو ده شغلك و لا ده اول مره ؟
صفوت رفع وشه بتوتر: ايوه بس
هامر عاد كلامه بلهجه ناشفه: ده شغلك و لا اول مره ؟
صفوت بطاعه: حاضر..

هامر نفخ: ماهو اكيد مش حتة عيل زى ده اللى هيقعدنا ف بيوتنا !
صفوت: مالك ! لا مش حكاية مالك، هو بس
هامر بغضب: لا الحكايه ف زفت .. هو اللى راعبك كده و مخليك تتلفّت حواليك .. انا قولتلك هخلّصك منه
صفوت: ما انت معملتش حاجه لسه ف مفيش داعى نخطّى دلوقت و احنا لسه معملناش معاه حاجه و إلا هنبقى بنخاطر و المرادى الوقعه بفوره
هامر وقف و ولع سيجارته: و عشان الوقعه بفوره المرادى يبقى هو اللى لازم يقع .. و هيقع .. متستعجلش و سيبها تطلع زى ما مرتبها..

صفوت بتردد: طيب قولى انت ناوى معاه على ايه ؟ و ليه رافض حد يقرب منه دلوقت ! مع ان دلوقت نقط ضعفه كتير ! عنده اللى يخاف عليه و يتلوى بيه دراعه ! اخوه، بيته، عياله، مرا
هامر بحده: لاء، قولتلك سيبهولى انا، المهم حاليا رتب مع الرجاله السلاح هيدخل البلد ازاى و منين و وزع عليهم الشغل
صفوت سكت بتفكير و افتكر طريقة تفكير مالك و تخطيطه و رسمه لخطوات اى عمليه .. إفتكر ان مالك ف يوم قاله إنه بيفكر لو مكان اى ظابط هيفكر ازاى و بيعمل اللى متوقعه !

هامر بصّله بتحذير: خد بالك إنه إتعامل مع سيادتك وقت طويل و اكيد قاريك و ده مش عيل و لا سهل
صفوت رجع لحماسه: و احنا كمان إتعاملنا معاه وقت كبير و حتى لو كان بيلعب ف بردوا قريناه
هامر: بمعنى !

صفوت: هو حاليا بيفكر بنفس إسلوبنا و لو كان مكاننا او زى ما اتصرف قدامنا .. و هو اننا هنرجع لاكتر مكان وقعنا فيه قبل كده عشان مش هيخطر على بال حد اننا هنخاطر تانى ! و هو الجبل و نهرّب و ندخّل اى حاجه عن طريقه و نخزّنها هناك كمان !
هامر: بس الجبل متوقع لهم و مكشوف و دارس زوايا الموضوع منه !

صفوت: و عشان كده هيتوقع اننا هنعمل حسابنا على كده، هو كان بيعدى الشحنات من اكتر طرق مزحومه او فيها لجان عشان محدش منهم بيتوقع ان حد هيخاطر ف مكان مكشوف زى ده !
و هو هيرتب خطواته على ان تفكيرنا هيبقى ان الجبل مكشوف لهم و خطر علينا و انهم هيستبعدوا اى شبهه حواليه دلوقت او عمليه فيه عشان كده .. و بناءا على كده زى ما اتصرف قدامى هيتوقع اعمل زيه و ارجع لاكتر مكان خطر و متوقع و عليه العين عشان هما مستبعدينه !

هامر سكت كتير بتفكير: يبقى الجبل !
صفوت رفع وشه بذهول: بقولك هيستنانا هناك !
هامر بغموض: و انا مش عايز اكتر من كده، تيجى رجله و يشيل
صفوت بتحذير: المواجهه مش هتبقى سهله
هامر: و مين قالك هنتواجه ! احنا هنفكر بنفس طريقته و اللى ميه ف الميه كان حادفهالنا طُعم يجيبنا بيها ف هنجيبه هو بيها
صفوت: يعنى ؟
هامر: هيتوقع نرجع للجبل و هيروح و هناك نصيبه هيستناه

صفوت إبتسم: تخلص منه بصياعه يعنى ! كويس ! و العمليه تتلغى ؟
هامر: لاء هتتم

غرام راحت على بيت جدها و دخلت و زى ما توقعت عرفت من جدها ان مارد فوق، غمزتله و طلعتلهم..
سمعتهم بيضحكوا اوى جوه و عرفت ان مارد اللى شقلب الليله كده ف إبتسمت اوى و اول ما فتحت الباب طبقت إيديها و حطتهم على صدرها بكوميديا: قلبى،، قلبى،، قلبااااى
مازن برّقلها و بص لمارد اللى وشه مش مستغرب: انت ايش عرّفك إنها جايه ؟

مارد كان مولع سيجاره طفاها و إبتسم و إتزق بيه لجوه ع السرير و شاورلها جنبه و هى راحت عليه و قعدت بهزار: يعنى احنا الحريم تسيبونا ننحر ف قلبنا و نسح و ننح ف البيت و انتوا دايرين تتسنكحوا هنا ؟
مهاب بغيظ: ليه هو حماكى الاهبل مش عندكم ؟
غرام هزت راسها لاء: خرج
مارد إبتسملها: و انتى عرفتى من فين إنى هنا ؟

غرام لفت دراعه حواليها و إبتسمت: من امتى بستنى اسألك و استنى تجاوب ! هاا !
مهاب رفع حاجبه و مازن كعمش وشه بغيظ: تيرارارااا
مارد ضحك بخفه و باس راسها: و انا عشان كده ببقى متطمن إنى مش لوحدى و مهما ابعد هتوصليلى و هتجبينى

مازن اللى رفع حاجبه و مهاب اللى كعمش وشه: تيراراراا
غرام ضحكتلهم و بصتله بعتاب: قولت لمراد إنك كويس و إنك كلمتنى قولت هتتأخر شويه برا عشان ميقلقوش بس، مع إنك لا كلمتنى و لا طمنتنى
مارد باس طرف صوابعها اللى بتشاور بيهم: كنت عارف إنك هتعملى ده بدالى .. انا متطمن بيكى و معاكى .. بحس إنى لا محتاج اشرح و لا ابرر و لا حتى اتكلم .. كنتى بتفهمينى مجرد ما تبصيلى و حاليا بقيتى مش محتاجه تبصيلى عشان تفهمينى..

غرام إبتسمت اوى و هو باس راسها و بيرفع وشه شاف مهاب و مازن هنا الاتنين رفعوا حاجبهم و الاتنين كعمشوا وشهم ف صوت واحد: تيرارارااا
مارد لسه هيتكلم بصّلهم لقاهم مكعمشين وشهم ف عمل نفس الريأكشن بتاعهم: اوفر صح ؟
مازن ضم بوقه على بعضه: اووى
مارد رفعله حاجبه و بص لمهاب و نزّل حاجبه و رفع التانى و مهاب شاورله بإيده اه ..

مارد بص لغرام و بص حواليه و شد اقرب مخده قابلته حدفهم بيها: لا بقولك ايه انت و هو، شغل مراد ده مش عايزُه .. يلا إتلحلحوا كده عايز مراتى ف كلمتين .. عايز اخد و ادى بشكل ودى
مهاب ضحك اوى و هيقوم مازن شده قعّده و بص لمارد برخامه: لاء
مارد رفع حاجبه و مهاب شد مازن تانى: يلا ده مجنون، من شابه أباه
مارد ضحكلهم و هما خارجين: لاء انا جنانى على نوع تانى، تشوف ؟

مهاب شاورله بصوباعه لفوق و هو بيضحك و خرج ..
مازن و هو خارج حدف مخده عليهم بغيظ و غرام وقفته و راحت عليه: حبييى انت كويس ؟
مازن إبتسامته هربت و ملامحه بهتت بألم و اخد نَفس عنيف يخرّج معاه الخنقه اللى جواه بس حس إنه بيخنقه اكتر !

غرام مسكت إيده قعدته و قعدت قصاده: حبيبى، انا عارفه اللى حصل مكنش سهل لا عليك و لا عليها
مازن بغضب: عليها ؟ ايه بالظبط اللى مكنش سهل عليها ؟ هاا ؟ إنها ترمينى ع الرف و تمدلى إيدها تسحبنى كل ما تفضى و انا زى الاهبل بشبك معاها و برضى بالقليل؟ و لا إنى مش ف حساباتها خالص ؟ و لا كسرة خاطرى مره بعد مره بعد مية مره و جبران الف خاطر على حساب خاطرى ؟

الرجاله اللى مالك سابهم ورا صفوت لاحظوا حركة صفوت برجالته بشكل مريب .. حاولوا يوصلوا لمالك بس معرفوش ..
كلموا يونس اللى بلغ اللوا صالح و اللى كمان كانوا الرجاله بلغوه ..
اللوا صالح اجتمع بيهم و بلغهم باللى حصل و بلغهم خلال ساعات هيسافروا لان تحركات صفوت دى غالبا عمليه جديده !
اللوا صالح بتحذير: محدش يدى خبر لمالك !
امنيه بغيظ: ليه بقا ؟ مش قضيته ؟

ابوها بحده: كفايه مارد و مازن و مصطفى و يونس لحد ما نفهم الليله فيها ايه ! عمليه و لا مجرد حركات مريبه ! و لو عمليه فيها هامر و و لا لاء لانه هو المطلوب ! مس مهربينه عشان يقع تانى لوحده بردوا ! ثم ان مالك مراته تعبانه و ف المستشفى و غالبا مش فايق و حركتنا المرادى لازم تكون محسوبه و موزونه !
امنيه نفخت بغيظ: ده محن حريم
ابوها بصّلها جامد بضيق و هى دورت وشها بغيظ ..

غرام حست ان اخوها مليان و مكتوم و لسه محتاج يفضّى و مش هيهدى إلا اما ده يحصل ع الاقل عشان يفضّى مكان جواه يستقبل فيه حتى لو كلام ..
مازن إتعصب: انتى فاكره الحكايه ف الحمل بس ! اه الصدمه إتمحورت فيه عشان مكنتش متوقع اننا هنوصل لنقطه زى دى بس صدقينى ده رمله على رمله على رمله عملوا جبل ! جبل على صدرى بيخنقنى ! يا غرام دى مش علاقه دى جبل شايلُه على كتفى و بتحرك بيه و هى اللى عملته ! شوفى انتى لسه كنتى بتقولى لمراد ايه !

إنك بتحسى بيه من غير ما ينطق ! بتبصى ف وشه بس تعرفى ماله ! بتعملى اللى هو المفروض يعمله ف وقت هو معندوش طاقه ! لكن هى لاء ! هى مش كده ! هى مبتحسش بيا ! مبتعرفش مالى من وشى ! عارفه ليه ! عشان مبتبصش ف وشى اصلا و لا عندها وقت تعمل ده ! مبتعرفش مالى اصلا اما بتكلم حتى مش اما تبصلى ! مبتعملش اللى المفروض تعمله هى مش اللى المفروض تعمله بدالى اما ببقى تعبان !

غرام لسه هترد مازن إتنفس بالعافيه و دوّر نفسه يخرج: و النبى اسكتى يا غرام، اسكتى
غرام رجّعته تانى قعّدته و هو انفاسه عاليه و ملامحه بتتفاعل معاها ..
غرام حاولت تشوف اى ثغرات تدخله منها: هى بس بتحبك زياده .. واثقه فيك زياده إنك جنبها و مش هتتخلى عنها لحد ما تستقر نفسيا و تتأقلم مع الوضع الجديد
مازن إتنرفز: و انتى ليه ماخدتيش وقت عشان تتأقلمى على وضعك الجديد هاا ؟

غرام بهدوء: عشان انا مكنش عندى وضع قديم عشان اتلغبط ! عشان احس إنى مهدده و ممكن اقع ف اى لحظه ! هى لاء ! هى لها تجارب قاسيه ! مع جواز قبلك و مع أبوها و مع أمها و مع اخوها ! كل تجربه بحرمان شكل ! مش يمكن خايفه تقرب منك تتحرم تانى ! تبقى انت لها جرح جديد بوجع جديد و حرمان تانى !
مازن مش قابل حتى الاحتمال ده او التفكير فيه: لاء..

غرام: ليه لاء ؟ عرفت منين ؟ ليليان كل جروحها إتقفلت بعشوائيه و كل جرح إتقفل على وجع مكتوم جواه و كلاكيع نفسيه ! عرفت منين ان كل ده اتحل ؟ هى لمجرد قابلتك و لا رجعت لأبوها يبقى كده خلاص !
مازن هز راسه بعجز: لاء ! لو كده كنت هبقى اول حضن تترمى فيه عشان تهدى ! تتطمن ! كانت هتقوى بيا مش عليا ! لكن هى زى ما قولتى ضمنت إنى جنبها و وثقت زياده إنى بحبها فهبقى جنبها تحت اى ضغط منها و مهما تعمل ! هى ضمنت بس وجودى مش اكتر ف قالت تعوض حرمانها من أبوها و تشبع بيه ! و انا ! انا موجود يعنى هروح فين !

مارد هنا اللى رد عليه و إتدخل ف حوارهم بعد ما كان متفرج: يبقى انت كده بتعترف ان بداية خيط الغلط كان من عندك انت و هى كرّت وراك
مازن إتصدم: انا ؟ انا يا مراد ؟
مراد راح قعد جنبهم و بص لمازن ببساطه: اه انت، مش بتقول المشكله ف إنها ضمنتك و ضمنت وجودك ! منين وصلها الاحساس ده يا مازن !
مازن بذهول: هو انا عشان عايز اطمنها إنى جنبها و مش هتخلى عنها و لا هسيبها يبقى غلطان ؟ ده غلط يا مراد ؟
مارد رد بهدوء: كل شئ بحدود حلو، حتى الحاجات الحلوه لو زادت بتوحش
مازن: حتى المشاعر !

مارد إبتسم: ده بالذات المشاعر ! فى فرق بين الامان اللى المفروض تحسه معاك و البرود ! حلو تحس إنها متطمنه إنك جنبها دايما بس مش لدرجة تتطمن لحد ما تبرد هى و مشاعرها ! حلو تبقى واثقه إنك معاها دايما بس مش حلو كل ما تتلفت و تقع عينيها على حاجه تشوفك ! انت مسيبتش لنفسك اى حق من حقوقك ! مسيبتش باب قلبك موارب عشان يخليها دايما من وقت للتانى تبص عليه و تشوف حد دخل ! حد خرج ! حتى لو نسمة هوا عكّرته ! مسيبتهوش حتى موارب عشان يتنفس ! لاء انت دخلت و تربست الباب و اديتها المفتاح هتعمل ايه هى بقا !

مازن بلع ريقه بوجع و لف وشه بعيد و صعبان عليه حبه و إخلاصه ف يوم بقوا غلطه يتحاسب عليها: انا بقيت بحس إنى ضيف ف بيتى ! ضيف ف حياتها ! ضيف جواها و ياريت ضيف خفيف او مرحّب بيه !
غرام كملت عن مارد: يمكن يكون عشان انت عملت نفسك ملكيه خاصه لها ! ادتها كل الصلاحيات و كل الحقوق ! ركنت نفسك و خليتها هى اساس و محور العلاقه !
بتحب ايه ! بتكره ايه ! عايزه ايه ! مش عايزه ايه !

و اسست العلاقه بينكم ع اساس ده ! ف بقت هى اساس كل حاجه و ده اللى مديك احساس الضيافه ع فكره !
ف اما جيت تفتكر نفسك دلوقت بقيت محتاج تهد العلاقه كلها من فوق لتحت عشان تحط نفسك ف اساسياتها
مارد قام من جنب غرام قعد جنبه: مش بغلّطك على فكره ! انا بس بفكّرك بحقوقك على نفسك اللى انت إتجاهلتها قبل ما تطالب بحقوقك اللى برا ! انت قولت مشكلتها إنها ضمنتنى و الاحساس ده وصلها منك !

ف كان لازم تعرف من الاول ان لو حد ضمنك و حطك في جيبه و عارف إنك هتدي له كل حاجة من غير ما يبذل فيك جهد طبيعي إنه هيقصر معاك.. الحياة اخد و عطاء فمكنش ينفع تسمح لنفسك تكون في علاقة بتدي فيها بس من غير ما تاخد بحجة ان الجواز له قدسيه و العلاقات لها قدسيه و النجاح إننا نحافظ عليها قايمة بين اتنين..
الانسان هو الحاجه الوحيده اللي ليها قدسيه و لازم نحافظ عليه بالعلاقات او غيرها مش العكس ! علاقه بتاخد منك و مش بتديك كان لازم تفهم ان سكتها لها مفترق ..
والله العظيم إسمها موده ورحمة مش اخد و عطا حتى !

مازن بلع ريقه بالعافيه: و ادينا وصلنا للمفترق يا مراد ! وصلنا بدرى اووى
غرام مسكت إيده بمحايله: ما تصلّح يا مازن ! مش كل حاجه بتتكسر مننا بنرميها ! كل حاجه بتتصلح حتى البنى ادم نفسه ! مش كل حاجه بتروح مبترجعش ! فى حاجات بتروح عشان ترجع مضاعفه ! عشان ترجع ناضجه و احلى !
مازن ضحك بوجع: و فى حاجات بردوا بتروح ف داهيه !

غرام بإصرار: خلاص يبقى وريها نفسك من اول و جديد .. وريها مازن تانى غير العاشق اللى موارهوش حاجه غيرها .. مازن قبلها !
مازن ضحك بوجع مميت اوى: مازن قبلها ؟ مازن قبلها اصلا كان بتاعها بردوا ! عايش بيها و ليها و زى الاهبل بيتنفس ذكريات إتمحت معاها و كان فاكرها إندفنت معاها ف دفنها جواه..

غرام بصتله بحزن: خلاص يبقى اعمل مازن جديد .. بيهتم بشغله و نفسه و صحابه .. اخرج برا دايرتها شويه .. خد خطوه لورا و دوّر وشك عنها و شوف رد فعلها ! هتدّور عليك مثلا ! هتاخد الخطوه دى هى ! هتلف وشك لها ! شوف المجهود اللى ممكن تبذله عشان تشد مازن من تانى لها و ساعتها هتفهم انت بجد اذا كانت عايزاك و متلغبطه و لا مجرد استبن ف حياتها سيباه على دكة الاحتياطى ! اعتقد لو إستبن مش هتمد إيدها تشده الخطوه اللى يبعدها و لا تقطع المسافه اللى هو هيحطها و هى مش محتاجاله حاليا ! لكن لو مدت إيديها له يبقى مكنش استبن او هى محتاجاله فعلا و الاتنين خطوه كويسه ف مشوار علاقتكم..

مازن مقتنع بس حاليا معندوش طاقه لده او يمكن خايف يجرب و يتصدم تانى او الاتنين إتحطوا على بعض عملوا حالة خمول غريبه عنده: ده ف حالة لو الخلاف بينا عادى يا غرام ! اما نكون بعدنا عشان مشكله او اللى حصل مجرد خناقه ! العلاقات اللى بتنتهى بالمشاكل ممكن ترجع .. و ترجع احسن من اﻻول كمان،، انما العلاقات اللى بتنتهى باﻻهمال و البعد البطئ و عدم احترام كل طرف للتانى و ﻻ لمشاعره و يختفى منها التقدير ..

العلاقات اللى بنقف فيها لبعض ع الواحده، العلاقات اللى اقل خبطه بتعمل فيها شروخ .. العلاقات اللى من اول مطب يرزع فيها تلاقى الطرفين فيها إيديهم سابت من بعض و كل واحد فيهم بقى ف حته ..
العلاقات اللى مفهاش مصارحه اول ب اول دى و كل واحد شايل و مشحون من التانى و ميبقاش قدامه غير حاجتين يا اما ينفجر ف التانى و ده غالبا بييجى على اتفه سبب بيكون مستنيه و ده بيبقى تلكيكه يا اما بئا يتحول اللى شايلُه ف نفسه ده للتانى ل كره و من غير سبب !

العلاقات اللى بتوصل للنقطه دى و بتقف عمرها ما بترجع زى اﻻول ! هى غالبا مبترجعش تانى !
كان لازم تحذر توصل او توصّلونى معاها للنقطه دى و تعرف ان الخساره فيها مبتتعوضش تانى !
غرام بصت لمارد اللى ميل راسه و حطها بين إيديه و فركهم بإرهاق و مازن انسحب من غير ما يدى فرصه لحد يقول حاجه تانى ..
مارد فضل ساكت كتير و غرام نزلت بركبها ع الارض قدامه و سحبت إيده و فركت راسه هى بحنيه كإنه بتعمله مساج فكرى: متقلقش هتتحل، هما بس غالبا محتاجين ياخدوا هدنه شويه بعيد عن بعض كل واحد يشوف حياته من غير التانى..

مارد بخمول: ربنا يستر
غرام بصتله بترقب: احنا ملناش دعوه صح ؟
مارد لسه هيتكلم سكت عن الكلام و بصلها كتير: احنا امتى بنرهن نفسنا بالظروف عشان نرهن نفسنا بيهم يا غرام ؟
غرام ابتسمت براحه: عارفه بس بردوا لازم افكرك إنى حاطه العالم كله ف حته و انت ف حته تانيه لوحدك و عمرى ما خلطتهم خالص
مارد إبتسم بغزل: خالص ؟

غرام إبتسمت بعشق: خالص خالص
مارد اخد نفس طويل و رفع وشه لفوق و شبك إيديه ورا راسه و هى قامت و بعد ما كانت هتقعد جنبه قعدت على رجله و اخدت راسه على صدرها ..
مارد قعدها بين رجليه و هى ضمته كله ف حضنها و هو ف لحظات إتحول عيل صغير بيستخبى من الدنيا جواها: جيتى لاخوكى ؟
غرام باست راسه: انت، ما انت اخويا و ابويا و صاحبى و إبنى قبل ما تبقى جوزى
مارد إبتسم: مجتيش ورايا ليه ؟

غرام باست راسه: حسيت إنك محتاج تتمشى شويه و
مارد قاطعها: تانى مره تيجى معايا .. معرفتيش تبقى تيجى ورايا .. ورايا على طول .. تحت اى ظرف تحت اى مكان تحت اى ضغط و مهما كان تعرفى إنى محتاجلك انتى قبل اى حاجه
غرام بهمس: انت عارف إنى بحبك صح ؟

مارد إبتسم من غير كلام و هى فضلت تلعب ف شعره: بحب احتياجك قبل حبك .. معرفش ده حب و لا طمع و لا انانيه و لا تملك .. بس بحبك
مارد إتكلم بهمس: انتى عارفه بحبك ليه ؟
غرام رفعت راسه و قابلت وشوشهم و هو إبتسم و رجع لحضنها: عشان مكنتش محتاج احب و لا حتى اتحب اد ما كنت محتاج قلب محيلتهوش غيرى .. فاضى و يشبه صحرا .. مش عايزُه يحبنى على قد ما عايزُه يكون فاضي و مفيهوش غيرى .. غيرى انا وبس !

غرام حولت عينيها و برّقت جامد بشكل يخوّف و رفعت إيديها من حواليه حطتها على صدرها بكوميديا: قلبى،، قلبى
مارد رفع حاجبه: ايه هيتشل ؟
غرام لسه هترد استوعبت رده ف كعمشت وشها بغيظ..

مارد ضحك جامد اوى و هى ف لحظات غيظها هرب و إبتسمتله لحد ما بطّل ضحك: ايوه كده .. اوعى تبطل تضحك مهما حصل .. ده انت اللى اما بتضحك من نور وشك الشمس بتستخبى
مارد إبتسم و هو لسه راقد على رجلها و ف حركه سريعه رفع إيديه الاتنين و مسكها من وسطها و شقلبها جابها عليه و إتقابلوا ف لحظة ف سرعتها و نورها و جنون عنفها زى البرق ..

مالك ف المستشفى بعد ما مراد خرج من عند حلم إتردد كتير يدخلها .. اول مره يحس إنه متكتف كده ! ده ف عز ازمته كان حر عن كده !
نزل تحت يجيب قهوته اللى مجبهاش اما انشغل مع مراد شاف امنيه داخله عليهم ف نفخ بزهق ..
امنيه شافته و كشرت: يعنى حضرتك مبتجيش بقالك داخل ع الاسبوعين اهو و قولنا ماشى، كمان مش عاجبك !
مالك بزهق: و الله انا اللى مش عاجبنى شغل المطاردات ده

امنيه بصدمه: انا بطاردك يا مالك ؟
دكتوره منال كانت لسه واصله و شافت مالك اول ما دخلت و لسه هتروح عليه شافت امنيه رايحه عليه و بيتكلموا ف وقفت على جنب بعيد بس متابعه حوارهم ! عايزه تشوف شكل الموقف من برا من ناحية مالك !

امنيه مع مالك بصتله بتوتر و متردده و مالك لاحظها و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة