قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والأربعون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل السابع والأربعون

مراد مع همسه قاعدين ف الجنينه و امه و ابوه معاهم و روسيليا و ام غرام و مهاب و بيضحكوا..
فجأه وقفت عربيه بسرعه خبطت البوابه فتحتها و دخلت و مدتش فرصه لحد يفتح و نزل منها مالك و حلم معاه..
قبل ما يتحركوا مارد وصل وراه بعربيته و زمر و هما وسعوا من سكتهم و دخل نزل بغرام..
الاتنين بصوا لبعض و قبل ما يتكلموا مازن دخل جرى بعربيته لحد جوه و هو بيزمر و ليليان ايديها على وشها و مميله بكسوف تدارى ضحكها..
مراد رفع حاجبه و ابوه بصّله: مين دول؟

مراد رفع ايده: و ربنا ما اعرف
مهاب بصّلهم و رفع حاجبه لمراد: ده اللى قولتلهم يعملوه؟
مراد رفعله حاحبه: و ربنا ابدا
همسه ضحكت اوى و سندت كوعها على كتفه: دول ال #ربع_دستة_ظباط بتوعك يا معلم.. البس
مراد رفعلها حاجبه: البس؟
مهاب هزله راسه بإستفزاز اه: عشان خارجين
مراد بص لهمسه على شماله و مهاب على يمينه و بص للكل قدامه و رفع حاجب و نزل التانى: تفتكروا هيعملوا ايه؟

همسه كتمت ضحكة شماته: بوفتييك
مراد ببراءه مصطنعه: احبوووش
همسه ضحكت ببلاهه و هى بتحط إيديها على كتفه: لا احبييه يا صغنن
مراد ضحكلها بغيظ: هوبا مش هيتخلى عنى.. ده صاحبى و عشرة عمر
مهاب هز راسه تماشيا مع كلامه و ضحك ببلاهه: ااه اكيد طبعا
مراد ضحكلها برخامه: ده رفيق دربى.

مهاب ضحك بغلاسه و كإنه بيردهاله: درب اسود بعيد عنك.. و لا اعرفك
مراد رفعله حاجبه و رجع لهمسه ببلاهه: مش بقولك.. واطى واطى يعنى.. ده مش شريك عمرى، ده ده اللى هيقصف عمرى
مهاب كتم ضحكته و شاورله وراه: تعالى نشوف
مراد شده رجّعه بضحكة غيظ: انت بتسلمنى تسليم اهالى و لا ايه
مالك كان اخد حلم و راح عليهم بغيظ: بقا انت تقولها الباب اللى يفوّت جمل متخبطيش عليه كتير لا يقع عليكى؟
مراد بص لحلم اللى ضحكت غصب عنها و هزت راسها..

مراد بغيظ: يا فتانه
مالك عض بوقه بغيظ و هو بيشاور على نفسه: الباب اللى فوّت جمل؟ بقا انا جمل؟
مراد بيهز راسه لاء بضحك و هو بيرجع لورا..
مالك بغيظ: جمل اما ينطحك يا مراد
مازن نزل بليليان و راح على مراد من وراه بشر: بقا انت بقا اللى قولتلها متشديش حد عشان يفضل جنبك و لا تناهدى؟
مراد ساب مالك قدامه و بص لمازن وراه..

بص ل ليليان اللى مغطيه وشها بصوابعها و صوت ضحكاتها المكتومه بس اللى بتطلع غصب عنها: يا بنت الكلب بفتنى؟
مازن بغيظ راح عليه يشده: متشديش حد؟ تتشد من عرقوب عينيك يا مراد
مارد راح عليهم و رفع إيديه الاتنين لفوق: بسسس ابويا و انا اولى بيه
مراد ضحك ببلاهه و راح عليه: حبيبى ابنى حبيبى ميبقليش الا هو
مارد بصّلهم: عنكم.. سيبولى انا الطلعه دى
مراد رفعله حاجبه و بصّلهم عليه: مين ده؟

مارد غمزه ف جنبه و اتكلم و هو بيشاور بإيديه و جسمه: الاسم انا سلطان.. و جاى فيك عشمان.. تحقق ليا املى.. و انا ابقى بيك فرحان
مراد ضحك جامد اوى على حركته اللى طلعت بكوميديا..
شاورلهم لجوه: ورا يا غنم
غرام بوّزت: مش داخله
همسه استغربت: انتوا متصالحتوش و لا ايه؟
غرام هزت راسها لاء..

مهاب ابتسملها و اخدها على صدره: معرفش يراضيكى ابن مراد و لا ايه؟
غرام كشرت و هى بتهز راسها لاء: معرفش
همسه بصتله بغيظ: امال داخل منشكح كده ليه و بيهزر؟
غرام: مبيعرفش يعمل حاجه جد ابدا
مراد ابتسملها و بص لمارد و همسله برخامه: راجل بسبع ادوار و بدروم و سطوح و معرفش و مبيعرفش؟ احيييه
مارد برّق قدامه و بصّله و مراد هز راسه بإستفزاز: احيييييه.

مارد سابه و راح على غرام بين ابوها و امه و شدها: لا معلش بقا.. احنا اتراضينا لولا سيادتك قولتلها كلمتين نقحوا عليها ف اكسكيوزمى بقا انت اللى
همسه شدتها منه و بِعدت بيها شويه ناحية جوه: لا اكسكيوزمى انت.. البت حامل و مش قدك انت و ابوك يا ابن مراد..
مارد بص لغرام اللى بصتله بكبرياء و رفعت رقبتها براسها لفوق تغيظه..
مارد عض بوقه بغيظ لأمه: خليهالك
همسه بغيظ: بردوا؟ هتتجنن تانى؟ ما كنت عقلت
غرام بصتله بغيظ و هى رافعه حاجبها: خليهالها؟ بردوا؟ بردوا مفيش فايده يعنى؟

همسه بصتله بإستفزاز: طب انا واخدها لحد ما تعقل تانى و بالمره اظبط ابوك معاك و ابقى تعالى اللى كل شويه عايز يعقّلنى و اما اعقل يجننى
مراد ضحك بصوته كله و كلّمها و هى بتتحرك: ده انتى عاجبك الحوار بقا
مارد بصّلها و بصّله و رفع حاجبه و هو لافف دراعه على كتفه: حوار ايه؟
مراد برخامه: اما تكبر هقولك.

مازن راح عليهم بغلاسه تانى ناحيه: طب قولى انا و حياة العلقه اللى اخدتها منك و المكان ده يشهد
مراد فهم انه بيعاتبه بطريقته ف زقه ف خده بغلاسه: خلي ابوك يقولك
مالك راح على مراد من وراه و شب من فوق راسه و فرد دراعاته على كتفه اخدههم كلهم: طب قولى انا
مراد رفع راسه و بصّله فوقه: اقولك و لا تزعلش؟

مراد لف بيهم كان حلم و ليليان ضموا على بعض و ابتسملهم: العيال دى اتربت و لا لسه؟
ليليان هزتله راسها بسرعه اه و حلم ابتسمت بتلقائيه لمالك اللى غمزلها..
مراد زعق بضحك: هاا انطقوا.. اتربوا و لا لسه؟ بتهزوا راسكوا ليه احنا لا بنخاف و لا بنطاطى و لا بنحب الصوت الواطى
مازن بيكلم مراد و باصص على ليليان: لا ماهو خلاص اتربينا يا مراد.. و زى ما ببقولوا اللى ميربهوش ابوه و امه يربيه مراد و عمايله و بارك الله فيما رزق
مراد مسك رقبته و لفّها له: نعممم
مازن رجع بوشه تانى ل ليليان: قولت يا عم مراد؟

مراد لف وشه له بس من رقبته بغيظ: داك عما اما يعميك.. حد قالك انى كنت بغيرلك كوافيلك و انت صغير؟
مازن رجع بوشه تانى ل ليليان برخامه: طب ما تيجى تغيرهوملى دلوقت طااه يا عم مراد
مراد مسك رقبته و رجّع وشه برخامه له و ضربه على رقبته قلم خفيف: نعمم؟

مازن بص ل ليليان و غمزلها: ما ترد عليا يا عم مراد.. يا عم عبرنا طااه ده انا حاسس بيك و ربنا عينك فيه و بتقول اخيييه
مراد شده برخامه لف وشه له و زقه من خده بغيظ: لا يا حبيبى روح حس ف حته تانيه.. روح حس عند ابوك اجرى.. روح حس عند ابوك
ليليان ضحكت اوى بصوت عالى و مراد شاورلها بغيظ: جوه يا بنت الكلب
مازن بصّله بغيظ : بردوا؟ بردوا؟ انت تانى؟ اخليهالك يعنى؟

الكل ضحك و مراد زقه بغيظ و ليليان بصتله بغيظ و هى رايحه على امها و غرام: انا بقول كده بردوا.. خليهاله بنتنا اولى بينا
همسه اخدتها و لفّت دراعها التانى عليها قصد غرام و بعد ما اخدتهم و اتحركوا خطوتين لجوه وقفت و رجعت عليهم شدت حلم و بصتلهم بإستفزاز و سابتهم و دخلت جوه بيهم عند الكل..
مراد بصّلها و برّق و بصّلهم: الله يخربيييت معرفتكوا السوده
التلاته ضحكوا ف صوت واحد و راحوا على تربيزه ف الجنينه و كل واحد شد كرسى و قعد عليه بالعكس و سند على دقنه على حرف الكرسى..

مهاب ضحك جامد على منظرهم و بص لمراد: البس
مراد رفعله حاجبه: البس؟ ايه حكايتك انت و اختك مع البس البس؟ انا لابس و الحمد لله
مهاب ضحك جامد و مراد راح عليهم بغيظ: اشكى لمين الهوى و كل اللى فيه مجاريح؟
مالك حط ايده على ودنه بخده كإنه بيغنى: و انا قلبى ياما اشتكى، من قلة الهشتكه و ف الفرح بقا مييح
مارد قلد نفس ريأكشنه: و انا قلبى عايز حنيه، نفسه ف حلاوه طحنيه، و النكد خلوه تفاريح
مازن عمل زيهم بنفس الحركه: و انا قلبى عايز شخلعه، نفسه ف حبة مرقعه و معايييش المفاتيح
مهاب علّى صوته: و ايييييييه.

الكل ضحك جامد اوى و مراد شال كرسى و رفعه عليهم: يلا يا ابن الكلب منك له من هنا، هى ناقصه مواويل؟
مالك رفع رجليه الاتنين و ربّع ع الكرسى و رفع ايديه الاتنين: ماهو انا لو مرجعتليش الست بتاعتى يمين عظيم لاسيبلك حالى و محتالى و اقعدلك هنا و عايزين تعشونى عشوونى.

مازن قعد نفس قعدته و كعمش وشه و شاور بعينيه لمراد على مالك و بصّله: و انا شرحه و هبقالك انا زى الوليه المطلقه مش هى
مارد هز راسه و هو مكعمش وشه زيهم: لا انا مليش ف قعدتهم دى، انت عارفنى مبسترش ف حته و هفضحك
مراد رفعله حاجبه: هتعمل ايه يا اخرة صبرى؟

مارد ضحك ببلاهه و هو بيشاور بإيديه ف الهوا: هفتحلك الزار بدالك و روشتات بقا و اسبرينة الحب و برشامة الغرام و ادينى حنان و اه لو لعبت يا زهر لحد ما الزهر يلعب
مراد حط إيده على وشه و هو بيضحك بغُلب و مارد رفع حاجبه: بس قسم المطلقات و اهو نستفيد من خبرات سيادة المستشارين
قال اخر جمله و هو بيقعد جنب مازن و مالك..

مراد رفع وشه بغيظ لهم: يلا يا كلب منك له، حد قالكم ان انا فاتحها مَطلَقه هنا؟ ده حتى فال وحش ع البيت و صحابه، هو انا ناقص؟
مالك حط إيده على خده برخامه: مش ماشى، و اللى يعرف يخرّجنى يفرّجنى
مراد بص وراه للصالون اللى فاتح ع الجنينه و فيه همسه و غرام و حلم و ليليان و شاورلهم عليهم: همسه عامله جمعية اتحاد المرأه العصريه جوه و لو ملمتوش نفسكوا و دخلتوا اخدتوا مرتاتكم هتقلبها هى لجمعية المرأه المضطهده و دى بقا ف الحتادى مبترحمش، مقولكوش.

مازن رفع حاجبه: بتطفشنا عشان نمشى؟ طب مفييييش جواز، قصدى مفيش مشى
مالك غمزله برخامه: ااه يا نمس
مارد شقلب بوقه بتريقه: هتعمل ايه يعنى؟
مراد ضحك بإستفزاز: و الله مش بعيد تفتحلهم فرع ف روسيا و تشحنهم و اللى له حاجه يبقى يدور عليها
مارد برّق و مازن رفع حاجبه و مالك كان بيشرب بخ المايه ف وشه و التلاته قاموا جرى لجوه و مراد بيضحك مع مهاب على منظرهم..

فهد مع روفيدا هى نايمه و هو راقد جنبها رافع نفسه فوقها و بيبصلها بتدقيق بعيد عن الهزار او حتى الدلع..
روفيدا إبتسمت و هى مغمضه اما حست انفاسه بتلامس وشها و فتّحت عيونها واحده واحده مبتسمه: حد يصّحى حد كده؟ انت معندكش اخوات بنات؟
فهد باصصلها بإرتواء و هى اتعدلت و اتفردت بدلع: و لا اخوات ايه بقا بعد جنانك ده؟
فهد اخيرا ابتسم بعشق بس متكلمش..

روفيدا للحظه انتبهت لسكوته و بصتله بإستغراب: فهد
فهد بصوت مبحوح: حبيبى
روفيدا بقلق: قلقتنى، ساكت ليه كده؟
فهد بإيده اللى لافه حوالين راسها هز صوابعه ف شعرها: مفيش، وحشتينى مش اكتر
روفيدا ابتسمت بهدوء: قولى الولاد صحيوا؟ اتطمنت عليهم؟
فهد ابتسم: اه حبيبتى، انتى قلقانه عليهم و لا ايه؟

روفيدا: لا بس متعودتش مالك ينام بعيد عن حضنى
فهد باس راسها بجديه: ربنا ما يحرمه منك و لا يحرمنا منه، متقلقيش هو مش بعيد يعنى، ده ف الاوضه اللى جنبنا
روفيدا ضحكت بكسوف: ما انت اللى صممت تجيب بيبى سيتر تقعد بيهم، قولتلك ليله و تعدى طالما موضوع مالك كده يبقى هيصبحوا يجوا
فهد ابتسم اما افتكر ليلتهم: مانا الصراحه مكنتش ضامن نفسى و لا ضامنك و لا ضامن ابنك يسيبنا ف حالنا
روفيدا ضحكت اوى و شدته عليها و باسته بخفه: مش هتقولى بقا مالك؟

فهد اخد نَفس بجديه: مش اكتر من اللى قولتهولك صدقينى، مفيش اكتر من انك وحشتينى
روفيدا بوّزت: و ده اللى مخليك مكلضم كده؟
فهد برغم ريأكشن هزارها رد بجديه: اه
روفيدا اتعدلت شويه: انت متضايق عشان وحشتك؟

فهد هز راسه بتأكيد: اه يا روفيدا.. متضايق عشان وحشتينى..مينفعش تبقى مراتى و توحشينى..مينفعش تبقى ام إبنى و توحشينى.مينفعش تبقى حبيبتى و توحشينى.. مينفعش تبقى حلالى و توحشينى..مينفعش.. مينفعش اوحشك او توحشينى بمزاج حد مننا
روفيدا ابتسمت بندم و هى بتتعدل بعدت عن حضنه..

فهد شدها عليه و ضمها على صدره: ايا كان الغلط ايه.. من مين فينا.. حجمه اد ايه.. نتيجته ايه.. مينفعش تبقى دى جزاته.. تبقى دى النهايه.. اللى بيحب يا روفيدا بيبقى عنده قاعدة الملانهايه.. حب لمالانهايه.. عطاء.. سماح.. تضحيه.. طاقه.. مينفعش من اول مطب يسيب كده
روفيدا: انا مكنتش هسيبك، انا

فهد قاطعها: غلطت؟ اعملى اى حاجه، اى حاجه مسموحلك بيها، شوفى، اى حاجه، اى حاجه حتى لو هتقتلينى، بس و احنا مع بعض، سوا، اختارتى تبعدى يبقى مكنش ليا عندك فرص.. مكنش ليا جواكى رصيد و الرصيد ده بيتجدد مع الحب يا روفيدا ف اما ميبقاش ليا رصيد عندك يشفعلى عند اول غلطه يبقى مكنش ليا حب جواكى
روفيدا اتعدلت بجديه: انت ازاى بتقول كده؟ ازاى! انت مشوفتش ازاى انا كنت.

فهد قاطعها: انا مشوفتش غير ايدك و هى بتسيب ايدى و بس..بس يا روفيدا.. مشوفتش غير حلم مع مالك و حسدتهم برغم كل اللى حصلهم.. مشوفتش غير اصرارها عليه و تمسكها بيه و منكرش انى اتمنيت اشوفك فيها بس للاسف محصلش...معرفتش حتى اتخيلك فيها و انتى مكلبشه فيا كده.. عشان كده كنت طول الوقت متضايق من جوايا منها او بحاول اقنع نفسى انها غلط او حبهم غلط بس بينى و بين نفسى بتمناه بكل حته جوايا.

روفيدا دمعت: انا بحبك.. يمكن اكون مبعرفش اتكلم.. و يمكن اكون بردوا مبعرفش اتصرف عشان كده اما بتوه و اتلغبط ببعد على طول لحد ما اهدى عشان اعرف اتصرف حتى لو انا الغلطانه.. بس ده ميمنعش انى عمرى ما حبيت اد ما حبيتك
فهد اتعدل ف قعدته ع السرير قصادها و هو هيتكلم هى بصتله بدموع لمعت ف عيونها: انت بجد حسدتهم على حب نفسك فيه؟

فهد كتم نَفس جامد: مش بالظبط، بس بينى و بين نفسى اتمنتك الحد اللى عنده استعداد يضحى حد الموت، يتملّك حد الموت، يعشق حد الموت، يتمسك حد الموت و يسيب بردوا حد الموت، اتمنيتك كده و نفسى ف كده و عشان كده برغم كل حاجه قولت يا بختهم و مينفعش تبقى معايا و ابص على اتنين بيحبوا بعض و اقول يا بختهم
روفيدا دموعها نزلت و هو مد إيده مسحهم بهدوء: انا مبقولكيش كده عشان تتضايقى.

روفيدا بزعل: اما تبص لاتنين بيحبوا بعض و تقول يا بختهم يبقى يا انا اللى معرفتش احببك فيا و احسسك بالحب ده يا انت اللى غلط ف اختيارك و
فهد قاطعها: انا غلطت ف كل حاجه.. او ف حاجات كتير صعب تتخيليها يمكن من بينهم حاجات متتغفرش زى اخويا.. لكن انا متأكد ان الحاجه الوحيده اللى مغلطتش فيها هى اختيارى ليكى.

روفيدا ابتسمت من وسط دموعها: فى ناس اما بتحس انها هتتساب بتبّت اكتر و ناس تانيه بتسيب على طول،و انا من الناس اللى اما بتحس انها هتتساب بتسيب من غير ما تفكر عشان ميصعبش عليها نفسها و لا الحاجه اللى بين إيديها، انا جات عليا لحظه حسيت انك هتسيبنى، لقيتك بتغلط غلطه ورا غلطه و حسيت ان الغلطه الجايه هتبقى فيا، سيبت اخوك و حسيت ان الدور الجاى عليا.. حسيت ان لو غلطت اقل غلطه مش هتغفرها.. مش هتسامح.. هتبيع على طول.. قلبى اتقبض ف جريت من غير ما افكر.

فهد غمض عينيه بزعل و هى مسكت إيديه و ضمتهم و ببراءه ميلت راسها بين ايديه باستهم: بس انا كنا متأكده انك مش هتسيبنى.. مش هتبعد.. هتعرف ترجعنى مهما تجرى.. اد ايه كنت بتطمن و انا بجرى و كل ما ابص ورايا الاقيك بتجرى ورايا قلبى يهدى.. مش غرور و لا دلع قد ماهو حب اوى فيك او امان كنت باخده منك بعد الخوف اللى اتملكنى من اللى حصل.. و اد ايه كنت بخاف و اترعب اما الاقيك وقفت مكانك و سيبتنى اجرى.. فهد انا وصلت لمرحلة انى كنت بتعمد اغلط قدامك او فيك عشان اشوف رد فعلك..

شوف خوفى كان واصل لفين! كنت خايفه من اقل غلطه تهد كل حاجه.. انا اتعمدت يوم محاكمة اخوك مقولكش انى كنت عارفه وجوده عشان تشوفها غلطه و اشوفك هتتصرف ازاى.. قلقت اما شوفتنى مع اخوك ف النادى يوم ما اتقابلنا بس استنيت رد فعلك بحذر اما لقيتك فاهم غلط.. انا دماغى اللى مقدرتش تستوعب اللى حصل مكنتش فيا و كانت بتودى و تجيب و بترسم كل ليله مية الف سيناريو و حوار لمية الف غلطه و حدوته بينا.

فهد بعتاب: بس انا هونت عليكى يا روفيدا.. هونت و هونت اوى كمان.. هان عليكى وجعى
روفيدا دموعها بتتجدد: عشانا.. عشان علاقتنا.. لو اتوجعت انت ف ده عشان علاقتنا تعيش
فهد بتصحيح: كل حاجه بتعيش و تستمر اما بتديها احسن ما عندك.. و عشان العلاقه تعيش كان من أحسن الحاجات اللى ممكن تقدمهالها إنها متهونش عليكى تتهجر كده.. اللى بيحب حد بيحسسه إنه ميهونش عليه.. مهما حصل بينهم.. المشاكل تتحل بس العلاقة نفسها متهونش على حد فيهم..

روفيدا ميلت راسها و هو مد إيده مسك دقنها رفعها و قابل وشوشهم بإبتسامه: انا مقولتش انى مغلطتش.. لا غلطت و غلطت اوى كمان.. الغلط الغلط اللى ميتعداش بس كنت مستنى منك اى حاجه غير انك تعدينى انا مع الغلط
روفيدا رفعت ايدها مسكت إيده اللى ماسكاها و ضمتها على وشها و غمضت: تعالى نعدل الصوره من تانى.. نعدلها و نصلّح و نشيل الشخبطه اللى فيها.. او حتى نرسمها من تانى مش مشكله.. طالما لسه انا و انت عايزينها.. هتقدر؟
‏فهد ابتسم بحب: تفتكرى؟

روفيدا ضمت وشه بإيديها الاتنين بحب صافى: بالحب هنقدر.. صدقنى الحب بيعمل كتير.. كتير اوى.. هو اللى بيعمل اصلا بدالنا..هو اللى بيحرّكنا
فهد ابتسم و بص لإيديها الاتنين اللى ماسكين وشه بغزل: اخد حقى طيب
روفيدا غمضت اوى بكسوف: يخربييت حقك و يخربييت اللى لك حق عنده يا شيخ
فهد شدها عليه بحب: حقى و لا مش حقى؟

روفيدا ضحكت اوى: ايوه بس
فهد ف لحظه شقلبها و كان فوقها بس مش لامسها و لا لامس السرير غير كفوفه: يبقى الدفع مقدما و الشكك ممنوع
اخدوا قعده خفيفه ف بيت مراد و مالك ضم حلم عليه و غمزلها: يلاا
اخدها و قام و الكل صفّر..
مالك رفع حاجبه و مارد غمزله: ادى اول واحد جاب جاز و سلّم الاول
مالك ضحك غصب عنه و غمزله: و بالنسبه لجازك انت؟

مارد بغيظ: ولّع فيا.. جازى انا ولع فيا بعيد عنك.. ما انت متعرفش الدكتور قال للوليه ايه؟
غرام رفعت حاجبها: وليه؟
مارد لف وشه لها بغيظ: اسكتى انتى.. خليكى ف كوبايتك اما نشوفوا حكايتك
مالك ضحك اوى و ساب حلم بس لسه ماسك إيدها و قرب منه و لف دراعه حواليه و همسله: خد بالك عشان كتر الكبت بيجيب انفجار
مارد رفع حاجبه و برّق قدامه: انفجار؟

مالك هز راسه اه و رخّم بإيده على وشه و اخد حلم و خرج..
مراد قام وراهم و نده علي مالك بعد ما خرجوا: مالك
مالك لف وشه له و إبتسم: لو قعدت بألف طريقه و يوم اشكرك مش هعرف.. حقيقى مش هعرف.. عشان كده هسيبك لربنا
مراد برّق: ربنا!

مالك إبتسم بعرفان: اه ربنا، هفضل من دلوقت لحد ما اروحله اقوله يارب الراجل ده اكرمنى بشكل عجزت عن رد كرمه ف اكرمه انت من عندك و بمعرفتك
مراد إبتسم و قرب منهم المسافه اللى بينهم و طبطب على كتفه: انت كويس اوى يا مالك.. اوى.. معدنك كويس و بيلين و يتشكل بسهوله و مع ذلك صعب يتكسر و يوم ما يحصل بيلتئم تانى عشان يدى حاجه و شكل تانى احسن و دى الحته الحلوه اللى فيك.. اوعى تسيب الظروف تغيرك و لا تخلى الدنيا تاخد و تدى فيك بالشكل اللى يمحى الحته الحلوه اللى جواك..

كل ما تاخد و تدى فيك رازيها و قاوحها و شيل و اهبد معاها لحد ما تخليها تغلب فيك و هى اللى تسلّم مش انت.. تستسلم انها هى اللى مش قدك مش انت اللى مش قدها.. انت عندك حلم و طول ما جواك الحلم و طول ما قادر تحلم و تحقق حلمك يبقى انت قوى.. بس المهم تحافظ على حلمك و تخليك اد الحلم بتاعك.

مالك إبتسم و عينيه بتلقائيه راحت لحلم جنبه: عمرى ما حلمت حلم و ربنا مدهوليش،و عمرى ما ادانى حلم و اخده منى
مراد ابتسم لانه كان يقصد كلامه معمم على حياته عموما و شغله بس فكرة انها تبقى حلم اساسى و ممحور جواه بسطته اد ما طلعت تلقائيه منه: مش عيب.. انت غلطك الوحيد كنت ماشى سكه ملكش فيها حلم.. ماشى لمطرح ما الريح توديك.. حتى قبل محنتك.. عشان كده اما وقعت ايدك مسكت الهوا عشان مكنش معاك حلم يصاحبك.. و يوم ما بقى ليك حطيت مسافه بينكم.. خليته معاك و قصاد عينيك بس عشان متخسرهوش لكن مصاحبتهوش ف سكتك.. عشان كده يوم ما وقعت مدت ايدك تمسكه بردوا مسكت الهوا و وقعت..

مالك ابتسم بإحراج و مراد ابتسمله: ايوه كده سيب قلبك متكتفهوش.. بيقولوا احكام القلب مغلطه دايما و دايما احكموا بالعقل.. لكن غلط و الله.. حكم العقل مشروط بالظروف اللى لازم تبقى مرتبه قدامه عشان يعرف يحكم صح.. لكن حكم القلب مش مشروط غير بالود و بس..عشان كده دايما اسمع لقلبك بثقه لكن راجع عقلك.. القلوب مبتتخدعش قد ما العقل بيتخدع، بيتلوث من الواقع وأحداثه!
مالك هز راسه بتأكيد بندم و سكت..

مراد بهدوء: عندنا ف الصعيد بيقولوا القفه ام ودنين يشلوها اتنين.. متتعافاش على شوية الطاقه اللى عندك قدام اى ازمه و تشيل لوحدك عشان ف نص السكه طاقتك دى هتخلص و النتيجه هتبقى حاجه من اتنين اوحش من بعض، يا هتقع بشيلتك و مش هتكمل، يا هتمد ايدك تستنجد و مش هتلاقى ايد تشيل معاك.. مفيش احلى من الونس.. و الله بيبقى احلى حتى لو مش سند..

بعدين بيقولوا السكه الطويله يهوّنوها اتنين حتى لو كل واحد منهم لوحده هيقدر يكمل سكته للاخر.. بس كل واحد منهم للتانى بيبقى دعم انه يكمل و مدد و طاقه.. حاجه كده زى إنك تروح تشتـرى شوكلاتة و تاكلها ليها طعم وإن حد يجيبلك شوكلاتة بتحبهـا عشان عارفك هتفرح بيها ليها طعم تانى.. إنك تروح تشـرب كوباية عصير قصب ليها طعم وإنك تتعزم عليها و تشربها معاه و تهزوا و تضحكوا ف الشارع ليها طعم تانى.. إنك تجيب آيس كريم و تاكله لوحدك بيبقى ليه طعم وإنك تجمّع وتجيـب آيس كريم إنـت وأصحابـك و تـاكلـوه سـوا ليها طعم تانى..

إنك تقعـد تتفـرج على مسرحيـة بتحبهـا ليها طعم وإنك تتفرج مع حد بترتاحله و بتحبه و تقضوها ضحك وألـش ليها طعم تانى..الحياه و انت لوحدك لها طعم و الحياه مشاركه مع حد بتحبه لها طعم تانى.. و انت بقا دوقت الطعمين دوّر ع الطعـم الحلو فيهم و ماتفوتهوش
مالك اتحرك خطوتين بحلم يمشى و وقف و بص لمراد وراه: مين اللى صاحب فكرة القضيه الهابله ف القسم؟
مراد ميل راسه على ناحيه و هو بيضحك و مالك ضحك معاه: سؤالى هو الاهبل مش كده؟

مراد ابتسم: لا هو الهبل بجد انك تكون فاكرنى انا
مالك رفع حاجبه: نعمم؟
مراد ضحك و ضربه بكف ايده بخفه على خده: ده انت اللى طلعت اهبل بقا
مالك بجديه فكر شويه و بص لمراد بإستفهام..
مراد ابتسم: اما تحب توصل لحد قلبه عليك كان لازم اول واحد تفكر فيه اخوك
مالك اتذهل: فهد!

مراد هز راسه: جزء من محاولته يصلّح غلطه او يصلّح اللى باظ بينكم.. يوم ما حلم خرجت برا دايرتك و فضلت تلف عليها جالى و قالى انه عايز يعمل حاجه و هو شايفك بتخبّط قدامه كده مش عارف عايز ايه.. منكرش ان كان ف بالى حاجات كتير و منكرش بردوا انى كنت هعمل من بينهم حاجه و مش هسيبك كتير كده.. بس هو سبقنى بخطوه ف التفكير.. و اما جالى اتراجعت انا و سيبته هو يتصرف.. منكرش بردوا ان الفكره نفسها مجاتش ف حساباتى بس عجبتنى..

خاصة اما قالى ان المشكله بينكم كانت حته منها ف الثقه و التانيه ان كل واحد منكم من عماه هان ع التانى ف لو موثقتوش ف بعض و بردوا هونتوا على بعض يبقى متعلمتوش حاجه و ساعتها مهما حصل و لا عمركوا هتتعلموا.. سيبته يدوس و اهو النتيجه خير
مالك ضحك بغيظ اما افتكر الشقه و ازاى جهزها لحلم و اوضتهم اللى وضّبها زى ما عمل ليلة فرحهم ف البلوره بالظبط كإنه عايز يوصّلها انه بيبتدى من اول و جديد..

مراد انتبه لسكوته فجأه و غمزه: روحت لحد فين؟
مالك انتبه ف بصّله بغيظ: روحت لفد.. سنته سوده معايا الجزمه
مراد ضحك و شد حلم اللى مراد غمزلها و هى ابتسمت و مشيوا..
ام حلم ف بيتها ماسكه مجله بتقلب فيها بملل و مروان دخل بجمود..
هند ابتسمت بإستفزاز: يا اخى و الله انا تعبتلك
مروان اتحرك ناحيتها وقف قدامها و شبّك إيديه ورا ضهره بجمود..

هند قامت ببرود وقفت قدامه: مروان.. و الله انت صعبان عليا.. فوق بقا متبقاش غبى.. انا مش عارفه انت طالع غبى لمين بس.. احنا مفيش ف عيلتنا عينة غبائك و لا ضعفك دى
مروان ضحك بتريقه: عيلتنا؟ هى فين عيلتنا دى؟ هى مين اصلا!

هند ربعت إيديها: ايا كان.. بس بردوا كلمة ضعف مش موجوده ف قاموسنا.. كلمة عاطفه.. الحب ده كلمه هامشيه دايما بتتحط جنب حاجات كتير.. مينفعش تيجى حاف كده.. لوحدها.. لازم تتحط جنب حاجه.. جنب فلوس.. جنب مصالح.. جنب شغل.. جنب قوه نفسك فيها.. جنب عيله.. جنب اى حاجه.. دايما جنبه هدف بيزقه و يدفعه يتحرك.. و الحب اللى من غير الهدف لازم يقع.. يقف ف نص الطريق و يعطل و ساعتها مفيش حاجه هتحرّكه
مروان هز راسه بتريقه و هى ابتسمت: طب انت عارف حب حلم لمالك اللى انت شايفُه زى الكل اسطورى ده! بردوا جه و جنبه حاجات كتير.. كتير اوى.. يمكن الحاجات دى قبله!

مروان بصّلها بحده لمجرد جابت سيرو حلم و هى قلبت شفايفها ببرود: يمكن جه جنبه قوه كان نفسها فيها زى ما قولتلك.. يمكن خلفه.. يمكن عيله.. يمكن تحدى للظروف جوم مع شوية عِند.. لكن ف الاخر كان
مروان حط سيف إيده ع التانيه بعلامة تقف و هى سكتت..
مروان بجمود: برااا
هند اتصدمت: انت
مروران كرر كلامه بحده: انا.. بقول.. براا
هند بذهول: انت بتطردنى؟

مروان هز راسه اه ببرود زيها و هى ردت بغضب: انت بتطردنى من بيتى؟ انت فاكر عشان ابوك مش هنا يبقى
مروان كمل وسط ماهى بتتكلم اجبرها تسكت: يبقى تطلعى برا.. عشان ابويا مش هنا يبقى تطلعى برا.. انتى ملكيش هنا مكان رجلك حتى.. ملكيش غير ابويا و سابك.. بمزاجه بقا او غصب عنه ميخصنيش.. المهم انه سابك و معدش ليكى حاجه هنا
هند زعقت: انت اتجننت؟ انت بتقولى انا الكلام ده؟

مروان هز راسه اه بإستفزاز و هى زعقت: لا فوق.. انا صحيح سيبتك تسترجل عليا مره قدام الست حلم بتاعتك و قولت يمكن حابب تعمل راجل قدامها لكن لو فاكر ده ضعف منى يبقى متعرفنيش.. متعرفش هند اللى داست على جوزها برجليها يوم ما باعها و زقته و حرقته اما حطت مكانه اقرب ما ليه.. و يوم ما ابوك نفسه يعملها هو كمان معايا و يبعنى يبقى ميعرفنيش و يبقى...

مروان قاطعها ببرود: يبقى تخلصى معاه هو مش انا.. انا هنا ف ملكى.. بيتى.. حاجتى اللى انتى لا لكى علاقه بيها و لا بيا...لو عايزه تعملى حاجه و لا بتهددى بحاجه و لا لو شايفه نفسك ليكى حاجه روحى اسطفلى معاهم هما.. كملى مثلت القرف.. لكن هنا ملكيش مكان
قال اخر جمله و هو بيهز راسه ببرود و هى بصّاله بذهول و مش مصدقه: انت.. انت مروان اللى كنت بتقفل على نفسك و توطى راسك لمجرد حتة واحده حبيتها تكشر ف وشك! انت اللى كنت مبتقدرش ترفع صوتك على واحده و مستنى فضلة خير راجل تانى المفروض زيه زيك! دلوقت جاى تتكلم كده و تعمل كده! انت جيبت القوه دى منين!

مروان كتم وجعه مع نفس طويل اخده: مش انت قولتى الحب لوحده من غير حاجه جنبه بيقع.. و انا كنت بحب بنتك حب لوحده من غير اى حاجه جنبه.. لا مصلحه و لا قوه و لا فلوس و لا حتى عشان عيله و عيال.. كنت بحبها هى و بس لا عايز منها حاجه و لا معاها حاجه.. عشان كده وقعت و عشان الشاطر اللى بيقع و عشان الوقعه اللى متموتش تقوّى كان لازم اقوم كده..

هند زعقت: و انا مالى؟ انا
مروان قاطعها بحده: انا قولتلك برا.. ملكيش حد هنا
هند بترقب: انا ليا ورثى و حاجتى و
مروان كمل كلامه بجمود: و لا حاجه
هند بلعت ريقها بحذر: يعنى ايه!

مروان ضحك بتريقه: بتقولى ابويا ميعرفكيش! لا واضح انه كان يعرفك كويس اوى.. ابويا كاتب كل حاجه بإسمى
هند بصتله اوى و مروان كمل كلامه بتأكيد: كل حاجه.. حتى الهدوم اللى عليكى.. يعنى لو عايز اخرّجك من هنا عريانه هعملها.. بس انا عشان الاصيل الوحيد اللى فيكوا هعمل بأصلى ده و اسيبك تمشى
هند بتحدى: و انا مش هسيب بيتى..

مروان شاور للامن وراه عليها و هى بصاله بذهول: انت هتعمل ايه! انا سيبتلك البيت اللى
مروان: و انا قولتلك كل حاجه بتاعتى.. و انتى لا تملكى حطة رجلك حتى...هاا.. هتخرجى و لا...
هند بصت للامن بترقب و بصتله و فهمت انه مش باقى على حاجه ابدا.. للحظه لعنت حلم ف سرها و اللى كان ممكن بيها الوضع يتغير و تبقالها الكارت الكسبان اللى هتقش بيه كل حاجه او هى طول عمرها حسباها كده و عشان حلم صدّاها كانوا طول عمرهم مش متفقين..

وقفت بجمود و اخدت شنطتها و خرجت بحده و مستحلفه تهد المعبد ع اللى فيه!
مالك اخد حلم و مشيوا بالعربيه..
حلم بتفرك ايديها من لحظه للتانيه و مالك متابعها لحد ما مد إيده بين إيديها فصلهم و رفع إيدها باس كفها: انتى ليه متوتره كده كإنك عروسه ليلة فرحها و بتدخلى البيت لاول مره! انتى خايفه منى بجد!

حلم ردت بتلقائيه بصوت مهزوز: خايفه نقع تانى
مالك بإصرار: مش هيحصل
حلم بقلق: و لو حصل؟
مالك بإراده: هنقف تانى.. كل مره هنقع هنقف تانى طول ما كل واحد مننا إيده ف إيد التانى.. دايما إيد التانى هتوقّفه
حلم بخوف: هنتعب
مالك بتصحيح: هنقوى
حلم: او نستقوى..

مالك هز راسه: معرفناش نعملها اولانى يبقى هنعملها تانى! احنا معرفناش نستقوى على بعض ف الاول برغم كل اللى حصل! يمكن كل واحد فهم رد فعل التانى قوه لكن كان قمة الضعف! كنا بنقوى ببعض مش بنستقوى على بعض! بنقوى لدرجة الجنون! بين كل وقعه و التانيه هناخد قوه تخلينا نكمل
حلم بتردد: او هناخد وجع..

مالك بتأكيد: و بردوا هيخلينا نكمل.. انا مكملتش قضيتى و كسبتها غير اما اتوجعت منك.. و مش بس قضيتى ف شغلى.. قضيتى مع الدنيا بحالها و الحمد لله كسبتها بيكى..

حلم ابتسمت بتوتر و هو كمل كلامه بإصرار: انتى كمان مكملتيش معايا غير اما اتوجعتى.. يمكن لو كنت رجعتلك اول ما رجعت مكنتيش انتى اللى هتقبلى تكملى و هتشكى فيا انى فعلا كنت غلط.. او حتى هتشكى ف حبى ليكى انه كان ضعيف عشان كده مهتمش.. و يمكن بردوا لو كنت بعِدت اول ما رجعت بعد القضيه و بيعت الحكايه من اولها من غير وجع كنتى مكملتيش و لا قاوحتينى.. لكن الوجع اللى كمل بقية الحكايه عننا و حرّكنا ف وقت مكناش عندنا فيه طاقه..

حلم سكتت بتوتر و مالك سكت و للحظه بصّلها بحماس: هنروحلها
حلم استغربت: هى مين دى؟
مالك ضحك: دكتوره خُلل
حلم ضحكت معاه غصب عنها: بردوا؟ ده محدش فاهمنا غيرها
مالك ضحك اكتر معاها: هى بتفهم اصلا؟

ضحكوا اكتر و اخدها و مشيوا.. راحوا المستشفى و دخلوا و طلعوا على طول على مكتب و خبطوا و دخلوا..
دكتوره منال إبتسمت و شاورتلهم يقعدوا..
مالك رفع حاجبه و هما بيقعدوا: متفاجئتيش يعنى؟
دكتوره منال ابتسمت: و اتفاجئ ليه؟

مالك إستغرب: ع الاقل بيا.. انا عارف اه ان حلم معاكى على طول و مقطعتش.. لكن انا ف اخر
الدكتوره منال كملت: ف اخر مره انفعلت و اتعصبت و زعقت و هربدت الدنيا.. يعنى طاقتك السلبيه اللى انت كابتها جواك من انعزالك و وحدتك مش هقول انفجرت.. بس ع الاقل بلغت ذروتها بالشكل اللى مينفعش تتكبت تانى و كان لازم تفتحلها الباب تخرج و ابتدت تخرج ف شوية انفعال.. يبقى لازم مكانها جواك هيفضى و كل ما تفضّى من جواك اللى جواك هيفضى شويه شويه و تعرف تستقبل اى حاجه..

مالك ابتسملها و ابتسم لحلم بصوت: مش بقولك محدش هيفهمنا غيرها!
حلم برّقت و هو خبطها بكوعه ف جنبها و مشّى إيده على وشها قفل بوقها بعينيه المفتوحين..
دكتوره منال ابتسمت: السؤال هنا بقا انت جايلى ليه؟
مالك رفع حاجبه و ضحك بغيظ و همس لحلم: عرفتى ليه بقول عنها خُلل؟
حلم ضحكت بخفوت معاه و خبطته ف جنبه..

مالك رجع بص للدكتوره بإبتسامه مصطنعه: و الله انا ف بداية جملتك قولت فاهمانى ف اخرها قولت مش هتفهم
الدكتوره بصتله مبتسمه و هو صحح و هو بيبصلها على حلم: مش هتفهم
حلم خبطته ف رجله و هو صحح و هو بيشاور على نفسه: مش هفهم
الاتنين بصوا لبعض و قبل ما يضحكوا هو صحح بلغبطه: مش هنفهم.. مش هنفهم
ضحكوا الاتنين اوى و مالك ضحك معاهم بغيظ: اهو اى حد يفهم ام الليله دى سعادتك..

دكتوره منال قامت و هى بتضحك شاورتلهم على انتريه صغير جنب المكتب و قعدت و هما بيقعدوا حلم قعدت الاول بعد مالك عدلها الخداديه ورا ضهرها و بيقعد جنبها الدكتوره شاورتله يقعد على كرسى تانى و كان بعيد شويه..
مالك رفع حاجبه: نعم!
دكتوره منال بصتله بهدوء: تعالى جنبى
مالك نزّل حاجبه و رفع التانى: نعم!

دكتوره منال ابتسمت: حاليا انت جزء من المشكله مش جزء من حلها ف محتاجه اسمعك اكتر ما تسمعنى او تسمعها
مالك ضحك بغيظ و افتكر اما طلبت منه يقعد جنبها و يمسك إيديها و حس ان فعلا حاجات كتيره اوى برا وقتها بتبقى باهته..
دكتوره منال: هاا يا مالك
مالك سكت كتير اوى و إبتدت نظراته تزوغ حواليه بشكل مهزوز او متوتر..

الدكتوره بصتله بهدوء بتساعده يتكلم بس محتاجاه هو يبتدى ع الاقل تعرف وجهته: عايز ايه يا مالك!
مالك متوتر جدا: انا.. انا مش عايز حاجه.. مش عايز
الدكتوره اتعدلت ف قعدتها و بصتله بإهتمام ساعده يركز معاها: امال ليه انت هنا دلوقت؟ و ليه كنت هنا قبل كده؟ و ليه مع مراتك لحد دلوقت؟ و ليه بتعمل معاها كده؟ ليه حدة تعاملك مع الغلط دى سواء معاها او مع غيرها؟

مالك اخد نفس جامد بتوتر و هى بصتله بلوم: ليه الكتاب!
مالك بصّلها و ضحك ضحكه خفيفه غصب عنه و بص لحلم بغيظ و همسلها: لحقتى فتنتى؟
حلم معرفتش تضحك و بصت للدكتوره بذهول: انتى ايش عرّفك بحكاية الكتاب دى؟

الدكتوره بصت لمالك اللى ملامحه قلبت جد بإستفسار و إبتسمت: انت بجد فاكر انى غبيه و لا ايه؟ انا مهمتى افهمك ف الوقت اللى انت متفهمش فيه نفسك، يبقى مش هفهمك و انت فاهم نفسك و فاهم عايز ايه!
مالك ابتسم بالعافيه: انا مكنش قصدى ائذيها.. انا
الدكتوره قاطعته: عارفه.. و متأكده كمان
مالك استغرب و بص لحلم و بصّلها.

الدكتوره ردت ببساطه: انا قولتلها قبل كده انى مؤمنه جدا ان الغلط و الصح مسارات ممكن تتغير مع الظروف اه، لكن الشمال غريزه و المبادئ غريزه و الاخلاق غريزه و دول شئ بديهى و زى ماهو لا يُكتسب بظروف بردوا لا بينقلع من جوه البنى ادم بظروف
مالك هز راسه بشكل مهزوز كإنه ما صدق لقى حد فاهمُه: هى.. هى مقالتليش انها عيانه.. انها..

سكت اما صوته إتخنق مش عارف عشان هنا كانت نقطة غلطُه و لا عشان كانت النقطه اللى اتقابل فيها غلطهم الاتنين ان كل واحد فيهم قدام المشكله اللى اتحطت قدامه اتصرف من وجهته هو و مشافش غير الجزء اللى باينله من الصوره اللى قدامه!
الدكتوره: هى مقالتلكش انها تعبانه و بتتعالح من القلب لانها لو كانت قالتلك كنت هتعيد حساباتك من تانى بشكل تانى، لكن اللى حصل انك متعرفش اللى عندها و اما اتصدمت اتصرفت باللى عندك بس، باللى انت شايفُه.. انها كويسه و هتتحمل..

مالك هز راسه بسرعه بإستنجاد و هى كملت: و ده كان زى غلطتها نوعا ما.. انها بردوا ف لحظة صدمه اتصرفت باللى عندها بس، باللى شافته من ناحيتها من غير ما تبص لناحيتك و كانت النتيجه غلط.. المعادله طلعت مش موزونه.. عشان العلاقه دى معادله بين اتنين و عشان تطلع متزنه مش مختله و لا ناحيه تخل عن ناحيه مينفعش قرار يطلع من ناحيه واحده و لا تفكير و لا حتى الغلط ينفع يطلع من ناحيه واحده..

مالك هز راسه و هى إبتسمتله: هجاوبك على سؤالك عشان ميفضلش شاغلك طول الحوار و يشتتك.. هى مقالتليش فعلا على حوار الكتاب.. لكن انا استنتجته.. انا عارفه انك كنت ظابط ماهر جدا و متمرّس ف شغلك.. و اما مريت بمحنتك طلعت منها بشكل محترف.. كنت عامل زى السواق اللى انغرس بعربيته على حافة ترعه ف الوحل.. و كان لازم يطلع من مكانه و عشان يطلع كان بشكل محتوم هيطلع بخساره.. يا يخسر العربيه يا الطريق اللى ميقدرش يكمله من حادثته دى يا يخسر نفسه كله باللى معاه و فجآه صدم الكل بخروجه بكل حاجه بسلامته و من غير خساير..

اه منكرش انه اتخربش و اتبهدل شويه لكن ف الاخر طلع بنفسه و كل حاجته ف الاخر و كمان كمل طريقه، ف مينفعش اجى انا و اشك ف ذكائك، حتى حتة اندفاعك و غشمك بردوا ساعدتنى شويه افهمك.. عشان كده اما ابتدت حالة حلم تتشوّش قدامى كنت انت المسار التانى قدامى جنب المرض النفسى.. منكرش انى ف الاول رجّحت الامر للمرض النفسى و ده عشان حالتها و رجوعك و لغبطتك و لغبطة الظروف حواليكم، لكن بعد كده ابتدت الرؤيه توضح خاصة بعد ما شوفتك.. فهمت انك جزء من الصوره..

انا عارفه انك ظابط و جزء من دراستكم واسلوب شغلكم انك تعرف تستخدم كل حاجه حواليك و توظّفها تخدمك و انك ازاى تستخدم كل حاجه لصالحك.. و عارفه كمان ان الاسلوب النفسى بتعتمدوا عليه يمكن اكتر من الجسدى او العقلى حتى مع اى خصم قدامك، انتوا اما بتعجزوا بخبرتكم مع عميل او خصم تحت ايديكم تاخدوا منه اللى عايزينه بتلجأوا لتتعامل النفسى.. زى مثلا تشغلوا جنبه ف حبسه حنفيه تقعد تنقط جنبه تلعب بتركيزه او تسمعوه صوت تعذيب جنبه من زنزانه تانيه من غير ما يشوف تلعبوا بأعصابه و ف معظم الاوقات بينجح الاسلوب النفسى اكتر من خبرتكم او مهارتكم..  ف رجّحت انك هتلجئ للاسلوب ده.

مالك بصوت مهزوز جدا: بس هى مش خصم.. عمرها ما كانت خصم.. ابداا
الدكتور هزت راسها بتأكيد: عارفه، و ده اللى استنيت اسمعه منك او ع الاقل استنتجه من النتيجه، انا عارفه انكم ف شغلكم بتلجأوا للاساليب النفسيه زى الضغط و الايحاء و التذنيب المعنوى و و و ف التعامل ف رجحت انك على سابق معرفه بالكتاب ده او ع الاقل بشكل ثقافى و اما ابتدت حالة حلم تاخد قدامى المسار ده ابتدى تفكيرى يروحلك، اه ف الاول منكرش انى شكيت فيك او ع الاقل كان قدامى احتمالين قصد بعض يا بتعالجها يا بتعاقبها و يمكن ده كان سبب اصرارى اشوفك و سبب انى استفزيت وجودك و قصدت استفز مشاعرك بحكاية الورم عشان اعرف ارجّح قدامى انهى احتمال صح لكن ف الاخر لهفتك و خوفك و الرعب اللى اتملك منك عليها عرّفنى الجمله اللى بدأتلها بيها كلامى معاها ان الراجل اللى اترسم قدامه الغلط الف مره غصب عنه و زقه برجله مش هيجى يشده بمزاجه..

مالك بصّلها كتير بلهفه و عيونه لمعت بدمعه: انتى تقصدى ايه انك استفزيتى مشاعرى بحكاية الورم؟ انتى قصدك انها معندهاش ور
الدكتوره قاطعته: مش بالظبط.. احنا فعلا شكينا ف وجود ورم و فعلا اتأكدنا ان فى تجمع دموى اشبه بالورم لكنه بسيط و مش خبيث و مش بالخطوره اللى خوفنا منها و مش هتحتاج لجراحه كمان
مالك اخد نَفس جامد اوى اوى و ابتسم بعيون مدمعه..

حلم بصتلها بذهول: بس انتى قولتى لمروان مش له! و ليه اصلا كل ده! انتى كنتى محتاجه تثيرى شفقته!
الدكتوره بنفى: اولا لا انا مكنتش محتاجه اثير شفقته.. انا كنت محتاجه اثير عقله.. كنت عايزه اعمل حاجه كده شبه الصدمه الكهربيه لعقله تفوّقه و تخليه يخرج من دوامته.. و ده مكنش هيحصل غير بصدمه تانيه نفسيه.. حاجه كده زى الصدمه الكهربيه لمريض قلبه بيقف.. ثانيا انا كنت محتاجه اعرف هو بيعاقبك و لا له هدف تانى خاصة ان الاسلوب النفسى ده له مسارات كتير و اغراض كتير و نتايج اكتر ف رد فعله اللى كان هيحددلى.. ثم ان انا قولت لمروان عشان عارفه ان الموضوع كده هيوصله.. انا سيبت الخبر ف المستشفى و هو استقبله الاول مش انا اللى بلغته
حلم بتوتر سألتها بخوف: هو فعلا ممكن حد يعالج حد...

سكتت معرفتش تكمل و الدكتوره بصت لمالك و بصتلها: بصى الطب النفسى و اساليبه محوّره ف مسارات و مجالات كتير و له استخدام ف كل حاجه حوالينا.. دكتور القلب بيستخدمه مع مريضه، دكتور المخ و الاعصاب، دكتور الاورام، مش بس طبيا، بيُستخدم ف المصحات النفسيه و العقليه و حتى مصحات الادمان و شغل البوليس و المخابرات و الديكور و حاجات كتير اوى اوى، و كل مكان من دول بيتحط فيه بيتغير شكله و فورمته رغم توّحد منهجه، حاجه كده زى السكينه اللى لو اتحطت ف المطبخ بتنفع و لو اتحطت ف ايد بلطجى بتأذى..

حلم بتسمعها بهدوء و الدكتوره بصتلها بشكل مُبسّط: بصى الكتاب ده شديد التعقيد و صعب الفهم حتى على المختصين ف علم النفس و الطب النفسى.. يعنى مثلا بيحتوى على تلاته و عشرين تقنيه من تقنيات صناعة المرض النفسى للاسوياء، اهى التقنيات دى او ع الاقل بعضها هى نفسها تقنيات للعلاج النفسى بس بإستخدامها بشكل عكسى و فى منها بردوا نوع من غسيل المخ، بس بتفرق ف الهدف، يعنى ف السياسه بيستخدموها كغسيل مخ لمسجون سياسى عشان يقنعوه انه لا شاف و لا سمع حاجه او يغيروا معتقداته او يهزوّها و يهزوا ارائه و ثقته بنفسه، ف المصحات النفسيه بيستخدموها ف اختبارات الذكاء و الثقه بالنفس و مقياس الثبات النفسى و الادراكى و الثبات الانفعالى و غيرها كتير..

حلم بصت لمالك اللى اتكلم بشكل مهزوز: انا.. انا كنت عايزها ليا.. ليا لوحدى.. عمرى ما كان عندى حاجه تخصنى لوحدى.. او ع الاقل اما خسرت ابويا و امى.. حتى و هما موجودين كنت شايلهم مش شايلنى.. شايلهم و شايل عنهم...كنت محتاج ايد من كتر ما متبته فيا احسها بتاعتى و جزء منى و من جسمى و عشان تفلت منى هتتخلع من جسمى.. كنت عايزها تحبنى الحب اللى انا محتاجُه مش الموجود حوالينا او المتاح قدامها.. كنت عايز تثق فيا.. متشوفش غيرى..

متشوفش طريق غير طريقى و لا سكه غير سكتى.. مكنتش عايز اللى حصل بينا يحصل تانى.. كنت عايز احط حبها ليا قاعده ثابته و راسخه يروح و يجى عليها الزمن و متتهزش.. تسمعنى انا بس.. تشوفنى انا بس.. تثق فيا انا بس.. مهما حصل.. مهما حصل.. حتى لو انا بنفسى يوم قولتلها انا غلط تثق فيا اكتر منى!

الدكتوره بصتله و بصتلها و حلم بتبصله و بتبلع ريقها كإنه بتدوق كلامه مش بتسمعه..
الدكتوره: مبدئيا كده وضحلها كل حاجه
مالك انتبه بتوتر: ارجوكى.

الدكتوره سبقته بالكلام: انا محتاجه اكسرلها اى حاجه بينكم عشان تعرفوا تخطوا لبعض المسافه اللى فصلتكم.. اى حاجه.. و من بينهم علامات الاستفهام اللى جواها دى.. لازم تفهم.. لازم تقتنع.. لازم تحسك.. عارف انى اول علاج هكتبهولها ف يُعتبر اول جلسه دى هو انى هديها نسخة الكتاب ده تقراها.. هتقراها بس المرادى بعقلك انت.. هتشوفه بعينيك ساعتها الرؤيه هتتقلب بيها و هتفهم اكتر ما فهمت ان كل صوره ف الدنيا لازم تتشاف من الوجهتين عشان ملامحها تكمل..

مالك بصّلها شويه: انا بس مش متفهّم حاجه.. حلم شخصيه قويه و غير اعتماديه و لا اتكاليه و لا حتى مهزوزه.. مهما كانت مخبيه عنى حاجات من ماضيها لكن قدرت تكوّن شخصيه جميله.. اه كانت قدامى ف احيان كتير جواها محور خفى و هى بتلف ساعات بتخبط فيه تتهز و اه مكنتش فاهم المحور ده ايه لحد ما عرفت حكايه ابوها و ازاى اتحرمت منه و ازاى حرموها من حتى تسمع اسمه.. لكن ده مأثرش عليها كتير..

زى ما قولتلك ساعات كانت و هى بتلف ف سكتها بتدوس على البؤره دى زى ساعة حادثة فهد اخويا و قعدت تترجانى متخلاش عنه و زى وقفتها جنبى اول الحكايه بدون مبرر و لا معرفه و لا حتى منطق و زى رد فعلها اخر الحكايه، لكن ده مش معناه انها مهتزه او شخصيتها مختله.. بالعكس حلم شخصيه بتسموها كده اتب.. ازاى بعد كل ده ف اول وقعه اتهزت كده؟ يعنى.. يعنى ازاى كانت مهزوزه و بتصدق مثلا حاجات يرفضها العقل و المنطق؟ ازاى مثلا كانت بتصدق ف حاجات انها اتهيآتلها فعلا و انى مكنتش موجود مع انى كنت ببقى موجود؟

الدكتوره بصتله بتفهّم: الخوف و القلق من بكره و الاحتياج كل ده بيخلق ضعف جوه صاحبه بيعمله ايحاء انه مهزوز من غير احتياجه سواء لحد او حاجه و ف ظل الايحاء ده الواحد بيصدق اى حاجه و انه احتياجه ده بيتجسد قدامه ف صورة الحاجه اللى محتاجها
ام حلم خرجت من البيت راحت ع الجهاز.. حاولت تدخل بس معرفتش..

وقفت بتنفخ بغضب و مسكت موبايلها كلمت كذا حد كان ثروت مديلها ارقامهم يساعدوها ف حالة مسافر مثلا ف مهمه او حصله حاجه.. بتكلم حد ورا حد بس مفيش..
امنيه كانت داخله الجهاز و شافتها و بسهوله قدرت تعرفها انها ام حلم..
راحت عليها بمكر و ربعت ايديها و هى بتبتسم بإستفزاز: خير؟

هند بصتلها من فوق لتحت و رجعت تكمل تقليب تانى ف موبايلها: غورى من وشى انتى كمان
قبل ما امنيه تنطق هى ردت ع الموبايل و كلمت حد و زعقت: بقولك البيه كاتب كل حاجه بإسم ابنه.. كل حاجه.. و اكيد مروان مش هيكذب.. اتصرف يا بنى ادم انت مش المحامى بتاعنا!

سكتت شويه تسمعه و زعقت: حلم! حلم ايه اللى استخدمها كارت معايا! حلم دى اغبى خلق الله متجبليش سيرتها.. لو كانت طاوعتنى و اخدت زفت مروان مكنش كل ده حصل و مكناش اتحطينا ف موقف زى ده
امنيه كانت لسه واقفه و بتسمعها و بمجرد ما جات سيرة حلم قربت و انتبهت اكتر و ابتدت تقلب الكلام ف دماغها..

هند سكتت و زعقت: متجبليش سيرة الغبى التانى.. هو السبب اصلا.. حق ايه اللى يرجعه لبنته اذا كان هو السبب ! ده هو وقف لاخوه المره اللى فاتت بس عشان كرامته نقحت عليه ان اخوه اخد منه كل حاجه زى ما اخدنى مش عشان بنته
سكتت و ردت بتوتر: و لنفترض.. هقابله ازاى اصلا انا مش عارفه حتى ادخل اقابل حد!
امنيه كانت بتسمعها بتركيز من بعيد و قلّبت الكلام ف دماغها.. قربت منها و شاورتله على نفسها..

هند انتبهت لها و قفلت بسرعه مع المحامى: طب غور انت دلوقت
قفلت و بصت لامنيه بانتباه: خير
امنيه بمكر: عايزه تقابلى جوزك صح؟
هند بصتلها باهتمام: عرفتى منين!
امنيه بصت للموبايل ف ايدها تعرّفها انها سمعتها و هند بصتلها: بردوا عرفتى جوزى منين!
امنيه ببرود: مش انتى والدة حلم بردوا! انا استنتجت ده من كلامك.. بس المهم انهى جوز بقا!

هند بغل: هامر
امنيه سكتت شويه تحسبها.. هى عايزه تورط حلم و خلاص.. هى سمعتهم امها و المحامى بيجيبوا سيرة حلم و بيفكروا يستخدموها و اكيد ده هيورطها.. هتساعدها عشان كده! يمكن تخلص منها!
اخدتها و مشيت لجوه.. طلعت الكارنيه بتاعها للامن و دخلت بيها..
طلعت بيها على مكتبها و هند بصتلها بضيق: انتى جيبانى هنا ليه! هو محبوس ف مكتب و لا ايه!

امنيه كانت بتكلم حد ف الفون و ام حلم وقفت بغضب تخرج: انتى شكلك بتشتغلينى؟ انا غلطانه اصلا انى سمعتلك
امنيه شاورتلها تقعد و كلمت حد و قفلت: يلا هخليكى تشوفيه
هند بصتلها بتشكيك و امنيه بصتلها ببرود: يلا ورايا مش هتخسرى حاجه
هند بعد ما مشيت وراها وقفت: انتى عايزه تساعدينى ليه؟ انتى تعرفيه! انا عارفه انه له حد معاه من جوه عندكم، انتى معاه؟
امنيه ردت بسرعه: لالا، انا هساعدك بس
هند بصتلها و مقتنعتش: انتى قولتيلى انى ام حلم! انتى تعرفيها؟

امنيه وشها قلب غضب و ام حلم بصتلها شويه: انا شوفتك ف فرح حلم انتى صاحبتها؟
امنيه بغيظ: لا تبع مالك
ام حلم بصتلها كتير و تقريبا فهمت ان فى كيميا بينها و بين مالك او مبتطيقش حلم.. ملامحها الانثويه قالتلها كده ف ابتسمت بمكر ع القدر اللى ظنته بيساعدها..
امنيه اخدتها و مشيت راحت ع المبنى اللى محبوس فيه هامر و الكل.. دخلت بحكم شغلها و قدرت تطلع بيها مكتب صغير و كلمت حد من زمايلها يساعدها ف الخفى..

شويه و اخدت ام حلم و نزلت ف طرقه طويله و ضيقه و مفتّح زنازن عليها و وقفت..
هند بخوف: احنا هنا ليه! انا.. انا عايزه امشى.. لالا انا
وقفت بالكلام اما شافت هامر حد خارج بيه عليهم و بيزعق: احنا رايحين فين! مفيش تحقيق دلوقت! انا مش هسمحلكوا تعملوا حاجه
وقف اما شاف هند قدامه و هى اتسمرت مكانها و ف لحظه كل الغل اللى جواها من يوم ما اختفى ظهر عليها دلوقت..
هامر بصدمه: انتى!

هند قربت منه بحده و ربعت ايديها: اه انا... الدنيا صغيره مش كده! و لا كنت متوقع انك انت و اخوك هتلعبوا بيا بمزاجكم!
هامر اتحرك يمشى و هى شدته بغضب لها: انا مش هسيب حقى.. لازم تفهم ده.. تفهّمه لاخوك.. تفهّمه لبنتك.  للدنيا بحالها.  انا مش هطلع ف الاخر بولا حاجه.. فااهم
هامر اتقبض اما جابت سيرة بنته: سيبيها ف حالها.. سيبيها كفايه اللى عملناه انا و انتى فيها
هند زعقت: لا انا لسه معملتش حاجه بس قسما بالله لو مخدتش حقى لاوريك العمايل بجد
هامر زقها بعنف: عمايل ايه! انتى لو قربتى منها هقتلك.. فااهمه..

هند زعقت: اخوك يسيب كل حاجه لابنه عشان ابنه يلاعب بنتك بكل حاجه و يجيبها و الاخر انا اللى اطلع خسرانه! ده بُعدك.. انا عايزه حقى
هامر وقف بالكلام بغضب اما فهم سر عنفها ان اخوه اخد كل حاجه تانى لابنه..
هند شدته و بتزعق و هو زقها بحده و بيمشى هى فضلت تشد فيه: اقف هنا.. بقولك اقف انت مش هتسيبنى تانى.. مش هتبيعنى تانى.. و المرادى مش هطلع خسرانه و استنى فضلة خيركوا انت و اخوك
هامر زقها و ماشى زى التايه و هى بتحاول تجرى وراه مش عارفه تجيبه..

امنيه حست ان الموقف بيتصاعد و ندمت على اللى عملته بس قبل ما تلحق تصلحه هند كانت بتتلفّت حواليها و مش عارفه تعمل ايه و لا تمسك ايه لحد ما لمحت طفاية حريق ف الطرقه شدتها و جريت عليه خبطته بيها على راسه و قبل ما يلتفت ناحيتها خبطته تانى و تالت و عاشر لحد ما وقع غرقان ف دمه..
امنيه وقفت بذهول و حدفت موبايلها ف الارض و هامر نزل ع الارض غرقان ف دمه و هند مش مبطله دب بالطفايه على دماغه لدرجة اتفرتكت و اتفشفشت قدامها و كل حته ف ناحيه..

ف ثوانى جرس انذار رن ف المكان كله و اتلم ظباط و عساكر من كل حته حواليهم و هند الطفايه وقعت من ايديها اما ملقتش حاجه تخبط فيها من كتر ما دماغه اتفتفتت..
رفعت ايديها غرقانه دم و بتضحك بهيستريا و العساكر حواليها..
امنيه ايديها على وشها بتحركها بعنف و هى بترجع لورا و خبطت ف ابوها وراها اللى هز راسه بأسف و ف لحظه العساكر اتلموا حواليها هى كمان و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة