قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الرابع والثلاثون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الرابع والثلاثون

مراد ف المستشفى مع مارد مبيسبهوش .. من وقت ما الدكتور خرّجهم من عنده و إداله مهدئ مأثرش معاه إداله منوم لحد ما نام تماما .. الكل برا و غرام إنسحبت من وسطهم و راحت ناحية غرفته ..
مراد وقف بسرعه متضايق مسك إيدها: رايحه فين ؟ مراد لازم يرتاح و
غرام بصت لإيده اللى ماسكاها بخنقه و قبل ما تنطق مهاب وقف بسرعه راح عليهم ..

غرام بصتله بإستنجاد و مهاب إبتسملها يطمنها و بص لمراد: سيبها يا مراد
مراد ساب إيدها بس بردوا لسه واقف ف طريقها سادُه: مراد تعبان و محتاج يرتاح شويه
مهاب اخده و إتحركوا و شاور لغرام ع الاوضه تدخل ..
غرام بصتله و بصت لمراد و إستنته يقول حاجه بس مقالش ف سابتهم و دخلت ..
مهاب بهدوء: هو محتاجلها دلوقت يا مراد
مراد بلهجه ناشفه: هو تعبان و مش محتاج اكتر من إنه يرتاح..

مهاب: و لو .. بردوا محتاجلها .. محتاجلها و مش محتاج اى حد او اى حاجه غيرها دلوقت و لا حتى العلاج .. هى علاجه
مراد زعق بخنقه: و هى كانت فين ؟ ليه مشيت و ليه إستنتك تجيبها ؟ جيبتها ليه اصلا ؟ مشيت يبقى خلاص خلصنا
مهاب كان هيلومه بس إفتكر موقفه هو كمان و غضبه لحد ما فهم منها: مين قال إنها مشيت و مين قال إنها سابته ؟ و مين قال إنى انا اللى جيبتها ؟ او اجبرتها !
مراد دوّر وشه مش مقتنع ! لا مقتنع بالكلام اللى هو قاله و لا حتى مقتنع بعكسه ! مش عارف غير ان وجع إبنه واجعه اوى !

مهاب بصّله بذهول: انت بجد مقتنع بكده ! مقتنع ان غرام اللى معرفتش اقنعها تسيبه قبل ما يتجوزوا و قبل ما كنت اعرفه هعرف اقنعها دلوقت ترجعله ! هعرف اجيبها غصب عنها ! ع اساس إنها بتعمل حاجه غصب عنها !
مراد اخد نَفس عالى و مهاب إبتسمله: غرام كانت جنبه بردوا بس بطريقتها يا مراد .. بطريقتها هى .. او نقول بطربقتكم انتوا
مراد بصّله و مهاب حاول يفرفشه: اه نقول بطريقتكم انتوا يا نحانيح .. يا بتوع المحن .. انما انا المحن ده مليش فيه..

مراد إبتسم بالعافيه و مهاب شدد على كتفه اللى ضامُه بدراعه: كانت بتصلى و الله .. كانت محتاجاله و رجعت للى هيرجعه لها
مراد هز راسه بحزن: ادعيله يا مهاب .. ادعيله انت كمان
مهاب صوته إتهز بدموع محبوسه: ياريتنى راقد رقدته دى و لا هو يرقدها
مراد زقه بغضب: بعد الشر يا حمار .. بعد الشر عليك و عليه
مهاب بص لهمسه اللى قربت منهم و بتحاول تبتسم غصب عنها عشان تخفف عنه ..

همسه مسكت إيده بحب: مراد .. لازم ترتاح شويه
مراد لسه هيندفع بالرد همسه حطت صوابعها على شفايفه و إتكلمت بترجى: لازم ترتاح شويه يا مراد .. لازم .. انت من ساعة ما جينا هنا منمتش و لا قبل ما نيجى حتى كنت نمت .. لازم ترتاح عشان تعرف تكمل و تقف على رجلك .. مراد دلوقت محتاجلك اكتر من الاول .. محتاجلك اقوى .. عشان تعرف تبقى معاه لازم تبقى اقوى .. عشان تقويه لكن بالشكل ده بمجرد ما هيسند عليك هتقع و توقعه..

مراد بصلها و هى مسكت إيده لفّت نفسها بيها و مشيت بيه و هزت راسها لمهاب اللى إبتسملها: يلا انا مش هسيبه و لا مازن كمان روحوا خليه يرتاح
همسه اخدته على الغرفه لهم و قعدت على حرف الكنبه و قعدته جنبها و هو رجّع راسه لورا بضهره و غمض عينيه و حط إيده على عينيه بوشه ..
همسه بحب إستخبت جوه حضنه و كلبشت فيه كإنها هى اللى كانت محتاجه تستقوى بيه .. تتسند عليه .. تطمن بيه و منه ..

مراد فضل كتير على وضعه لحد ما حسها فعلا نَفسها بيهدى و ينتظم كإنها بتروح ف النوم .. إبتسم على برائتها و قوتها اللى بتتولد من رحم ضعفها !
رفعها شويه عنه و هى عشان عارفه هيعمل ايه إستسلمت لحركته لحد ما رفعه عنه شويه و نزل هو بجسمه عنها شوبه و حط راسه على صدرها إستخبى جوه حضنها .. همسه إبتسمت بتلقائيه و عينيها مغمضه و إستسلمت للنوم كإنها بتشجعه او بتسحبه معاها للنوم ..

غرام كانت دخلت لمارد .. اول ما فتحت الباب و شافته راقد قدامها قفلت الباب و سندت عليه و اخدت نفس بعمق و غمضت عيونها و سمحت لضعفها يخرج قدام الوحيد اللى بتسمحله يشوفه و يمحيه! بس هو فين دلوقت عشان يمحيه ! عشان يقويها ! ده ف دنيا غير الدنيا !
راحت عليه و قعدت جنبه و ميلت باست راسه .. باستها و طولت لدرجة ضمت وشه بوشها و حضنت ملامحه..
فضلت تبوس وشه بهدوء و دموعها من كتر ما مغرقاه هو كإنها نازله من عيونه هو ..

اخدت راسه على صدرها و ضمته اكتر و من بين لحظه و لحظه بتبوس راسه لحد ما نامت زيه ..
فضل ع الباب مازن و ليليان و مهاب .. مهاب كان بيقلب ف موبايله و بيرفع وشه شاف الاتنين عيونهم ف الظاهر بتهرب من بعض لكن ف الحقيقه هى متعلقه ببعض ! كل ما بتتلاقى عيونهم كل واحد بيهرب بعينيه بعيد !

مهاب رفع الموبايل على ودنه و إتكلم و شاور لمازن و هو ماشى: متسيبش ولاد عمك لوحدهم .. هو دخل يرتاح شويه
سابهم قبل ما حد يرد و فضل الاتنين كل واحد ف ملكوته او الاتنين ف ملكوت واحد بس كل واحد بيلف فيه لوحده !
ليليان شافته باصص بعيد بخنقه ف عيونها لمعت بدموع: لو عايز تمشى مفيش مشكله .. مش محتاج تقف كده
مازن بصّلها و سكت و رجع بوشه بعيد ..

ليليان صوتها اتهز: قصدى ان مراد نايم و غرام دخلتله و مش هتسيبه و هو محتاجلها .. و بابا كمان نايم و ماما راحت معاه و مش هتسيبه عشان تعبان .. نفسيته تعبانه من وقت ما مراد فاق و شافه كده ف هو محتاجلها ف مش هتيجى إلا اما يجى معاها و ده اما ينام شويه .. ف لو
وقفت بالكلام اما شافت مازن هز راسه بضحكة تريقه .. للحظه شقلبت كلامها ف دماغها و فهمته بس كان خلاص كلامها فتح جرحه معاها و عمل مفعوله !

ليليان فركت إيديها ف بعض بتوتر ملغبط و معرفتش تنطق تانى .. فضلت السكوت ..
مازن بلهجه مش مفهومه اذا كانت عتاب او تريقه: سكتى ليه ! ما ده العادى يا دكتوره ! مفيش حبيب بيسيب حبيبه و هو محتاجله ! مفيش ! مبيسبهوش يشبع احتياجه ف حته تانيه و هو موجود ! بيحسه من غير ما يطلب ! من غير ما ينطق ! مراد مطلبش من عمتو تدخل معاه او تنيمه لكن هى حست بيه!

ببساطه حست محتاج ايه و عملته ! غرام صممت تبقى جنب مراد بكل الطرق حتى اضعفها و هى الدعا و الصلاه ! حتى من غير ما يطلب ! من غير ما تشوفه ! رغم إنها كانت متوقعه إنه اما يفوق هيسيبها بس مدتهوش فرصه و وقفت قصد مراد اما حب يخرّجها و وقفت قصد حبيبها نفسه !
ليليان دموعها اللى لمعت نزلت بصمت و سكتت ..

مازن: يارب بس يفوق ! يفوق قبل ما يضيّعها و يضيّع معاها كل حاجه بقسوته دى
ليليان بعتاب ردت بمغزى: قسوته ! حتى لو كان قاسى او تصرفه غبى بس لو بتحبه هتفضل جمبه .. مش هتتخلى عنه عشان موقف وليد لحظة ضعف و وجع و جروح كتير متراكمه من كتير جواه لحد ما شوهت روحه و رقعتها..

مازن رد بنفس لهجتها و بنفس المغزى بتاعها: لا قاشى و بقسوته دى هيخسر و يرجع يعض إيده و رجله كمان من الندم .. عمر القسوه ما كانت حاجه كويسه .. و لو الواحد فاكر ان اللي قدامه هيستحمل القاسيه دي .. ف لازم يحط فـ بالك ان كل واحد ليه طاقه ..و اللى قدامه ليه طاقه و مهما كانت طاقته واسعه بس هيجيلها وقت و تخلص و ممكن يقسي فـ يوم و ميلاقيش رد الفعل الطبيعي و يقعد يناهد معاه و لما هيستغرب هيرد يقوله كان زمان..

اوعى تفتكرى ان في حد مهما كان هيفضل يحب اى حد علطول حتى لو كان نفسه .. ده حتى نفسه مهما حبها بيجى عليه يوم و يكرهها اما تهينه و تضعف قدام حد مش مقدّره .. الواحد هييجي علي نفسه مرة واتنين و كتيير بس هييجي يوم و يوصل لمرحلة برود تام .. برود ف مشاعره ناحيته ..
ليليان عيطت جامد .. جامد اووى لدرجة إبتدت تشهق بصوت ..

مازن اتنفس بالعافيه قدام دموعها و لف وشه بعيد عشان ميضعفش ! حس إنه مهدد ف إتحرك يمشى بس وقف على سؤالها ..
ليليان حاولت تخلق اى حوار اما شافته سايبها: هو مراد ممكن يسيبها !
مازن لف وشه لها و هى بصتله: يسيب غرام يعنى ! ممكن يسيبها حتى لو فهم إنها متخلتش عنه !
مازن بمغزى: ده هو اصلا هيسيبها عشام متخلتش عنه ! عشان جنبه !

ليليان بصتله بذهول و هو هز راسه بحزن: عشان بتدى من غير حساب ! بتدى قدام اى حد و اى ظروف ! ماهو واضح كده ان الواحد اما يفضل يدى من غير حساب بيرخص و كل ما بيدى شويه بيرخص شويه لحد ما بيبقى ببلاش .. بيفضل دايماً مركون ع الرف و اخر حاجه يفتكروها الناس و يقرفوه بأفاعلهم .. علشان غبى و اكتر واحد يدي فرص و يختلق اعذار .. عشان مينفعش نعمل اللي فوق العادي مع حد مبيعملش معانا العادي بس حتي ..

ليليان بصتله بوجع و شافت عيونه بتلمع بدموع مداريها عن الدنيا بحالها .. بس لو مداريها عن الكل لازم تحتويها هى .. قربت بحب ف رجع خطوات لورا و فضل يرجع يرجع لحد ما بقى بعيد و لف ضهره لها و مشى ..
مالك إفتكر مارد نزله و يدوب بيدخل شاف غرام قاعده جنبه السرير و محاوطاه بدراعها و هو نايم بعمق تقريبا جواها..

إبتسم و خرج و هو معدى من الطرقه شاف غرفه مفتوحه و مراد راقد ع كنبه على رجل همسه و فارد رجله و هى بتطبطب على شعره و راسه على صدرها ..
بصلهم كتير و اتخطف ف لحظه شاف نفسه فيها ف عمر مراد كده بس لوحده ! من غير ضمه زى دى !
فاق بشكل مخضوض و مشى بسرعه زى اللى عايز يلحق حاجه..

قابل مازن واقف لوحده ساند على سور و قبل ما يروحله شافه مركز مع حاجه اوى، مشى مع نظراته لحد ما وصل ل ليليان تحت نزلتله بعد ما سابها بس ملقتهوش ف وقفت مع زمايلها و شافه عينيه بتحضنها بلهفه !
حس إنه شايف نفسه من برا شباك حكايته ! نفس النظره بنفس ألمها ! نفس اللهفه و وجعها بس الصوره المرادى اوضح !
حس كإن دى اشاره ف طريقه، لا دى مش اى اشاره ! دى اشاره خضرا ! إبتسم ع القدر و رسايله !

نزل جرى لحد ما دخل غرفة حلم و بمجرد ما شافها رغم إنه إتقبض من هزة جسمها و تشنجاتها إلا إنه إتنفس بشكل مريح و قرب قعد قصادها على حرف السرير .. ثوانى و قام قعد جنبها .. بصّلها كتير و ضمها عليه فى حضن طويل اوى ..ضمه كلها خوف .. و كل ما يشرد يضمها اكتر،، كإنه مش مقتنع بالقرب ده و مش مشبعه و لا مكفيه ..

حلم من شدة ضمته لها جسمها إبتدى يتشنج كإنه بيتفاعل معاه ..عيونها بتبربش جامد مده و ترجع تقفل خالص لمده و بين المده دى و دى عينيه متعلقه بيها لحد ما فاقت ..
اول ما شافته جنبها او بمعنى ادق شافت قلبه هو اللى جنبها و على صدرها ف ضمته لها و وشه و ملامحه متعلقين بيها إبتسمت اوى ..
مالك إتوتر: انتى كويسه يا حلم ؟ كويسه صح ؟

حلم هزت راسها: اه بس ممكن ابقى كويسه اكتر
مالك مفهمش و هى دخلت جوه حضنه اكتر: متهيئلى كده كويسه اكتر
مالك رفع وشه بعينيه لفوق يتشرّب الدموع اللى بتهدده و ضمها عليه: شوفتى صعّبتيها ازاى يا حلم ؟ عليكى و عليا ! صعبتيها عليكى و عليا..

حلم سكتت و راسها على صدره و حست بصدره بيعلى و يهبط اوى و قلبه كإنه بيتنفض ! بتلقائيه من غير وعى شردت شافت نفسها بتفتح الغاز عليه و نهجانه ده مش عارف يتنفس ! لالا ف قلبه سريعه من عقلها للمشهد قدامها شافت رفعتها للمسدس و طلقه ورا طلقه بيوقّعوه و هو بينهج ! ف غمضة عين كان المشهد اتقلب قدامها و ظهرتلها إيده بتتمدلها و هى جامده مكانها و شافت البوفيه بيقع بقزازه عليه لحد ما اغمى عليه و بردوا بينهج !

زى ما هى إنتبهت لنهجانه و شافتله الف سيناريو و سيناريو مالك كمان إنتبه لسكوتها و شاف جواه عتاب كتير على حاجات اكتر هو مقدرش ينكر بينه و بين نفسه حقها ف عتابها !
حلم عيطت: قبل اى حاجه انت عارف إنى حبيتك و لا لاء !

مالك بعد ما اتحرك بملامح وشه كان هيقول حاجه سكت لحظه و قال اول حاجه جات ف باله: حبتينى ؟ طب و دلوقت يا حلم ؟
حلم رفعت وشها و صوتها اتهز: اووى، دلوقت بحبك اووى
مالك حرّك إيده على وشه و إبتسم إبتسامه رايقه: لا عمرى حبيت و لا هحب اد ما حبيتك
حلم بصوت مذبذب: و دلوقت ؟

مالك بصّلها بغزل جرئ: دلوقت
قرب وشه ببطئ مميت عارف امتى يسرّعه و امتى يهدّيه و بشفايفه بيحركهم بعشوائيه حوالين ملامحها اللى بتنقبض و تلين كل ما يقرب و يبعد .. فضل يلعب على اعصابها لحد ما وصل بيها لنقطه جننته هو ف ضم شفايفها بشوق غريب .. شوق مراهق لأول مره بيدوق جنون لحظه زى دى !
حلم رفعت إيديها و ضمت وشه من غير ما ترفع شفايفها عنه و إتعاتبوا بلغه مفهومه للقلوب !

مالك رفع وشه عنها بالعافيه اما حسها بتنهج و إبتسم: دلوقت ؟ ده انا عديت الازمه اللى غيّرت فيا الف حاجه و حاجه إلا دى
حلم عيونها لمعت و هو قدام لمعة عينيها إبتسم: وحشتك ؟
حلم غمضت و اخدت نَفس عميق من رقبته: اووى
مالك بعتاب: كنتى هتقدرى تعيشى من غيرى ! لواحدك ! طب مع حد تانى ممكن يتحط مكانى !

حلم لسه هترد سبقها: كنتى هتملى مكانى بغيرى يملى إحتياجك ده و لا كنتى هتبقى لواحدك و انتى محتاجانى كده !
حلم دمعت: و لا عمر الدنيا بحالها تعرف تفتح مكانك اصلا و ان فتحته مش هتعرف تدخله و ان حتى دخلت و لا هتعرف تملاه ! القلب لمالكه
مالك بعتاب: القلب اللى يدخله الحب الغدر مينفعش يبقى له مكان فيه .. لو دخل يبقى مكنش فيه حب من الاول..

حلم بذهول: اه ما هو هو نفس القلب اللى لما بيدخله الحب بيحرّم عليه الكدب يا مالك .. عشان كل حاجه تتغفر الا كدب القلوب على بعضها .. عشان الكدب بيخرب القلوب .. و القلوب اما بتخرب كل اللى جواها بيفسد مهما كانت قوته او حلاوته .. عامله كده زى التلاجه اللى اما بتخرب كل اللى فيها بيخرب مهما كانت جودته .. و انا قولتلك قبلها إلا الكدب يا مالك..

إلا الكدب اعمل اى حاجه وحشه بس اوعى تكدب عليا، لكن انت معملتش حاجه وحشه اه بس كدبت عليا .. عملت الحاجه الوحيده اللى حذرتك منها .. هدّيت بنفسك كل حاجه اما إكتشفت إنك كذبت عليا ف حاجه ..كذبت ف حاجه يعنى كذبت ف كل حاجه .. هدّيت الامل اللى إتبنى من شكوك كتير
مالك إتنهد: كنت عشمان فيكى .. عشمان تفهمينى و حتى لو مفهمتيش تصبرى عليا لحد الاخر و كنتى هتفهمى لواحدك..

حلم زعقت لمجرد شافت نفسها خذلته: ده مش عشم ده كذب ! ده غباء ! ده غشم و مخطاره ! اى حاجه اى حاجه غير عشم ! اوعى تنكر إنك كنت تقدر تفهمنى برغم كل محاوطتهم ليك او تعمل معايا حتى زى مراد ! اووعى ! بس انت اختارت تختبر ثقتى فيك و تشوف هوصل معاك لفين ! كنت مستمتع بغباء المسلوبه اللى معاك ! كانت راضيه رجولتك و مشبعه كبريائك لمجرد واثقه فيك و مسلّمه..

مالك برغم انفعالها ف الكلام الا انه إبتسم اوى: اه كنت مبسوط و منكرش إنى فعلا كنت مستمتع و انا شايفك ماسكه فيا قدام اى حاجه ممكن تشكك فيا او توقعنا ف بعض ! و اه كنت مبسوط برجولتى عشان لو بتسمى نفسك مسلوبه معايا ف هى اللى سلبتك و ده اللى كان مشبع غرورى كراجل و كان معشمنى فيكى !
حلم هديت نوعا ما من لهجته و إبتسامته بس وشها مبحوح بزعل: اه بس نسيت ان العشم مينفعش يزيد او يقل عن حده ..

لما زاد قلب بكذب و غش و خلاك تكسر حدود مش من حقك تكسرها.. و يوم ما رجعت و عشمك ده قل خلاك تبعد عن اكتر واحده ف الدنيا بتحبك و كانت هى الميته مش انت .. كان لازم تفهم ان العشم حاجه لازم تبقي مظبوطه عشان كل حاجه وراه تكمل مظبوطه و تفضل موازين علاقتنا مظبوطه و يفضل بيتنا يلمنا كل ما نوصل لمفترق، ميبقاش هو اول طوبه تقع هدت مننا..

مالك معرفش يرد .. شايفها صاحبة حق و ف نفس الوقت محقوقه ..
حلم صوتها ضعف بألم: بس البيت المبنى على غش بيت من قش
مالك بذهول: انا مغشتكيش ! انا
مالك بصّلها بعتاب: اللى بيحب مبييأسش يا حلم، بيخلق فرص و اعذار و قدام كل باب بيتقفل بيفتح الف باب، مش ده كان كلامك ؟

حلم بوجع: بس انت المرادى مسيبتش ابواب تانيه ادق عليها ! هديت كل حاجه ! حطيت مكانها اسوار عاليه و يوم ما حاولت اهدها هديتها علينا ! علينا انا و انت ! هديتها و هديت كل حاجه معاها
مالك: مستنتيش ليه ورا الحواجز دى لحد ما اجيلك انا ؟ مصبرتيش ليه ! كان ناقصك ايه ! معايا او حتى اما بعدت ! ده انا كنت بآمنّك و انا بعيد اكتر !

حلم بوجع: كان ناقصنى ايه ؟ كان ناقصنى ابقى كل حاجه ف حياتك يا مالك ! رقم واحد ! رقم واحد اللى مجاش قبله حاجه و لا يجى بعده حد ! ابقالك الاولى و الاخيره ! كل حاجه حتى الصغيره قبل الكبيره ! ابقى المهمه و الاهم !ميجيش قبلى شغلك و كرامتك و خوفك و وحدتك و صحابك ووو .. متفكرش كتير قبل ما تتكلم معايا ف حاجه ! متفكرش اصلا ! كان ناقصنى ابقى السالبه لعقلك و إرادتك و تتحكم فيا انا و لا تتحكمش فيهم معايا !
مالك: مين قالك إنك مش كده ؟ انك عندى حاجه تانيه غير ده !

حلم صوتها إترعش بذهول: انا سمعتك يومها بتحسبها ازاى تبلغ ! ازاى تنقذ نفسك و تاخد احتياطاتك ! ازاى تخرج برا البلد ! بس ملقتش نفسى جوه حسبتك دى ! انا
مالك قاطعها بثقه: كنت انا اللى هجيلك ..كنت ههد كل الاسوار دى و اجيلك ..انا عارف إن الأسوار اللى بينا دى انا اللى حطيتها و بردوا كنت عارف ههدها ازاى و اجيلك ! مكنتيش عارفه تقربى ؟ حقك! بس مكنش لازم تبعدى ! كان لازم تعرفى إن فيه درجه من القرب مينفعش نبعد بعدها ! و لو حصل بنرجع حتى لو غصب عننا !

حلم دموعها نزلت: اترعبت مترجعش ! فكرة إنك ماشى و مش راجع ! إنك إختارت نفسك قبلى ! اختارت إيد تانيه تمسكها حتى لو هتنقذك من وسط الغرق ! كانت فكره مرعبه قدامى ! انت ف يوم مديتلى إيدك و هربنا سوا قدام مشكله زى دى و بعدها قولتلى انا سيبتك مكلبشه فيا بإرادتى عشان محتاجلك ! خدتك ف سكتى عشان محتاجلك ! فكرة احتياجك لغيرى و احتمالية تمشوا نفس السكه لكون إتقابلتوا ف نفس النقطه رعبتنى ! محستش بنفسى..

مالك بعتاب: انتى سيبتينى قبل ما تشوفيها ! يوم ما فهمتى إنى هبعد عشان بختار نفسى ! مش عارف انتى ازاى فهمتى كده ف لحظه كنت هموت عليكى و عشانك بس سيبتى الخيط لمجرد ما إتشد قصادك شويه..

حلم ضحكت بهزيان وجع: كنت فاكره كده بحافظ عليك ليا ! ببعد اجبرك تقرب ! بمشى عشان تسيب سكتك و تجرى ورايا سكتى ! كنت فاكره ان احنا طول ما مع بعض و انا اللى وشى ليك و مكلبشه فيك هتفضل مصمم على طريقك و انا مسحوبه وراك مش عارفه اشدك ! كنت فاكره إنى اما اسيب إيدك و اديك ضهرى و امشى هتسيبك من طريقك و تلف وشك وراك ليا و تمشى معايا ! و الله كنت فاكره كده هحافظ عليك..

مالك إتوجع من رعشة صوتها ف بصلها بعتاب: اللي عـايز يحافظ علي علاقته بحد يا حلم هيفضل ماسك بالخيط اللي رابط بينهم بإيده و سنانه و يظبط الدنيا و يعمل توازن، اما اللي يفضل يمسك شويه و يسيب شويتين و يرمي علي الارض ده مبيحافظش لا علي علاقه و لا حب و لا عليه و لا على نفسه حتى..
حلم سكتت كتير: كنت حاطه قدامى إفتراضات كتير ! تكون ف شغلك مثلا ! طب مبلّغ ! طب بتاخد تارك ! طب ملوى دراعك و بتحاول تشوفلها سكه تانيه ! لكن بمجرد ما سمعتك و شوفت بعينى توقيعاتك معاهم عقلى وقف ! اللى حصل جوه عقلى ساعتها كان اشبه بالزلزال ! كان حاجه اشبه بالفوضى ! مهزله بكل ما تحمله الكلمه من معنى ! مهزله معرفتش المّها لمجرد ان ده مكنش حتى جزء من افتراضاتى و لا اخرها ..

مالك بتلقائيه مسك إيدها اللى شافها بتترعش و هى بتتكلم و كل شويه تمسح بيها دموعها و وشها و ضغط عليها جامد ..
حلم ضمت إيده بإيديها الاتنين و بتتفاعل مع إيديها بالكلام: جرب تعض لسانك كده اوى و انت مستعد و افتكر اما تخبط فيه بسنه مكسوره فجأه حتى لو براحه و شوف فرق الوجع ! لو عضيت لسانك و انت مش قاصد بيوجعك انما لو عضيته و انت قاصد مش هيوجعك ..عشان دايما الحاجه الي عقلك مش متوقعها بتوجع اكتر من الحاجه الي عقلك عامل حسابها ! و انا مكنتش عامله حسابى و لو من باب الافتراض على حاجه تهز صورتك قدامى !

مالك غمض عينيه: ايا كان وجع اللحظه و ايا كان اللى حصل فيها ف اساسها هو الوجع بجد ! اساسها ان ثقتك فيا إتهدت و إتبنى علي الهد كل اللى حصل ! ف اللى وجع اللى إتهد مش اللى إتبنى
حلم  فهمت إنها رسمت المشهد من تانى قدامه ف رفعت إيديه اللى مسكاهم بإيديها الاتنين و باستهم و رجعت ضمتهم اوى: رد الفعل ع قد المـحبه .. و الصدمه والخوف على قد الغـلاوه .. يـعنى لما أتخان من الغريب .. هفقد ثقتى فيه لواحده ..لكن لما أتـخان من حبيبى وقتها هفقد ثقتى فى العالم كُـله..
مالك فتح دراعه و كإنه بيعلن معاهدة السلام بينهم و هى إستخبت جوه جوه حضنه ..

إبتسم بعد ما سكت كتير: عارفه، من اول يوم وقعت ف محنتى دى اه مشكتش لحظه ف رحمة ربنا بس اما جيتى انتى حسيت ان رحمة ربنا بتتجسد قدامى .. حسيتك إشاره .. رساله و اللى بسطنى اكتر من مجيها هو إنى قدرت افهمها و الاكتر إنى تبتت فيها بإيدى و سنانى .. ساعات كتير ربنا بيبعت للواحد إشارات ف طريقه تدله و ميشوفهاش او ميفهمهاش و ساعات بيتجاهلها ! لكن انتى ؟ انتى كنتى اكبر من إنك تعدى من بين إيدى او اتجاهلك
حلم إبتسمت: بس متنكرش ان ده مكنش هيحصل لولا إنى تبتت فيك..

مالك إيده حوالين كتفها ضاممها بيها و بإيده التانيه رفع راسها باس جبينها: نَفسك طويل و ده اللى كنت باخد منه نَفسى كل ما أحس إنى هضعف او اختنقت،..صحيح كنت ف الاول بقاومك بس خوفى وقتها مكنش منك ..كان من المجازفه عشان كنت عارف ان تمن المجازفه دى انتى او حبك او حياتك او علاقتنا .. اى حاجه تخصك و انا اى حاجه منك مش حمل خسارتها ف كنت بدوس على قلبى و بموّت اى إحساس بحسه قبل ما يطلع من قلبى ..بسكت اى دقه منه قبل ما اسمعها..

لكن مع اول يوم حطيت راسى فيها معاكى على مخده واحده و شميت نفسك حسيت انى بتنفسك انتى ..إستغبيت نفسى اوى عشان عرفت انا كنت مخنوق ليه ! و من يومها و انا قلبى مبيقفلش منك لدرجة ببقى عايز اديله بالجزمه
حلم دمعت: ليه متعاتبناش اول ما رجعت ؟ ليه مش قبل كده ؟

مالك لسه هيرد كملت هى: عارفه إنى مستحقش بس كنت هموت و نقعد القاعده دى يوم ما رجعت
مالك سكت كتير: كنت خايف ! خايف من مشاعرك تكون إتغيرت مع الظروف اللى إتغيرت ! خايف تفضلى مذبذبه و موسوسه من ناحيتى من تانى ف كان لازم ارسى بيكى على بر
حلم صوتها اترعش: اعوذ بالله من يوم تبعدني فيه عنك وساوس شيطان او مشكله تانيه..

مالك إبتسم على ردها اللى شبه رضى رجولته ف اخد نَفس بعمق اوى و هو لسه مبتسم: المشاكل اللى بينا كنت بعتبرها شوية تراب مجرد ما امسحهم الصوره بترجع نضيفه و بتلمع من تانى لحد ما انتى جيتى و الصوره دى كسرتيها
حلم بصتله بندم و هو لف دراعه حواليها من تانى و قربها منه ..
حلم سكتت و هو سكت بعد ما حس ان الطاقه السلبيه اللى جواه إتسرسبت براه على هيئة كلام ..

حلم فجأه رفعت وشها من حضنه و بصتله و كشرت بطفوله: الصوره إتكسرت اتكسرت ؟
مالك بصّلها و رفع عين بحاجبها و نزّل التانيه و كعمش وشه بهزار بعد ما باس شفايفها اللى قلباهم بهزار..
حلم لمعت من كيد انوثتها فكره ف إبتسمت بغيره: طب مش تقول ان دى المشكله، تعالى ناخد صوره تانى
مالك رفع حاجبه بغيظ على خفة روحها اللى بتقلبه من ثانيه لثانيه: اهو إستظرافك ده اللى مخلينى برغم كل حاجه لسه بحبك..

حلم كانت اخدت موبايله من جنبه فتحته و بصتله و بصت للكام: يلا سيلفى، اسمايل
مالك رفع حاجبه برخامه: لاء
حلم زغدته بكوعها ف جنبه وراها: اسمايل فيس
مالك بغلاسه: لاء
حلم بصتله ورا ضهرها و برّقت: اسماايل..

مالك لسه هينطق بإيدها التانيه شدت دراعه و حدفته على كتفها و لفت نفسها بيه و بصتله و عملت اسمايل غمضت عيونها اوى و ضمت ملامحها على بعض و ضمت شفايفها لقدام و هى ماليه بوقها هوا ف كان مديها ملامح طفوليه حلوه جدا ..
مالك ضحك بصوته كله و هى لقطت صوره ورا صوره ورا صوره و هو ضاممها و بيضحك لحد ما إستسلم و عمل نفس الريآكشن بالظبط و لقطته سيلفى..
مالك ضحك: كده آمنت رسمى بجنانك..

لمحها بتفتح الواتس بتاعه و بعتتهم لحد و قفلت..
بصلها و رفع حاجبه و هى ضحكت ببراءه مصطنعه: بحفظهم يا روحى
امنيه كانت خلصت مع ميرنا و ودتها الجهاز و قابلت أبوها و خارجه منهاره .. امنيه نازله توصلها سمعت موبايلها رن بمسدج .. فتحت و إبتسمت اول ما شافت إنها من مالك بس ثوانى و إبتسامتها إتحرقت بنار طالعه من جواها !

و ده كان ف نفس اللحظه اللى موبايل ميرنا رن بنفس المسدج و فتحتها و شافت صوره مالك مع حلم ضاممها و بيضحكوا جامد !
امنيه بغضب: اه يا بنت الكلاب
مالك مع حلم بيضحكوا جامد و مالك ميل راسها بهزار: عيله اوى
حلم ضحكت بمكر: لاء انا اعيل من كده بكتيير .. بعدين ده تار و احنا ف الحته دى من نسل ابو مراد صعايده مبنسيبش تارنا
مالك ضربها بخفه على راسها و هى بوزت: و بعدين انا شوفتك بتحضنها هاا..

مالك إفتكر يوم ما رقص مع ميرنا فى فرح مارد ف إبتسم: شوفتى الجزء اللى عايزه تشوفيه من الصوره اللى قدامك بس هل شوفتى اللى وراه !
حلم بزعل: ايا كان، بس شوفتك بتح
مالك شدها عليه اما بعدت و ضمها جامد: محصلش، و لو شوفتيه يبقى مسمهوش حضن ! اصل كل الأحضان غيرك بتعرّى مبتدفيش
حلم رفعت وشها ف وشه و غمزتله: طب بمناسبة الدفا بقا، ايييه ؟

مالك قلد ريأكشن وشها بغلاسه: ايييه ؟
حلم هزت راسها و هى بتغمزله جامد: ايييه ؟
مالك خبط راسها براسه قبل ما يهزها: ايييه احوّليتى و لا ايه ؟
حلم هى بتغمزه بإيدها من جنبه: ما تحن يا جن..

مالك إنفجر ف الضحك و هى شدته من ياقة التيشرت بتاعه و برّقت بضحك مكتوم: ما تيجى بالموف بتاعك ده، ده حتى الموف علينا حق
مالك ضحك اوى على خفتها و هى عضت شفايفها و شدته عليها اكتر من تيشرته: ما تيجى و نجيب مليجى
مالك ضحك جامد اوى و هى ضحكت معاه: نأخى العيال بس
مالك زقها برخامه و اما تتزق بعيد يشدها عليه و هى بتضحك: ده عشان العيال بس، عايزه آخيهم
مالك ضحكته سكتت و هى بصتله شويه بترقب لحد ما إبتسم تانى بالعافيه: انتى عرفتى امتى بالحمل ؟

حلم بتلقائيه غمضت بسرعه و سكتوا كتير لحد ما تقريبا عرفت تتكلم او تختار كلمات مناسبه: انا معرفتش ف وقتها، بعد فتره من الحمل تعبت و كنت ف المستشفى و عرفت
مالك سكت شويه بحذر: زعلتى !

حلم بصتله و دموع كتير إتجمعت ف عينيها للذكرى: على اد فرحتى كان زعلى ! و لهفتى عليهم كانت اد حزنى و قلقى و رعبى ! و على اد حبى لهم كان جوايا طاقة كره انا نفسى كنت خايفه عليهم منها بس اما جوم جه معاهم طاقه غريبه ف وقت كنت خلاص وقعت و مستنيه يتردم عليا و إستغربت ف يوم إنى كنت خايفه اكرههم
مالك بصّلها بزعل: كره ! كنتى عايزه تكرهيهم يا حلم ؟

حلم و هى بتتكلم دمعه نزلت تظهر ضعف مستخبى جوه: اه يا مالك كنت خايفه اكرههم ! اما احس إنهم كانوا جرح بإيدى وجعتك بيه ! سور حطيته بينى و بينك ف لحظة غباء يبقى اخاف اكرههم ! اما الكل يقولى احمد ربنا ان ربنا عوضنى عنك بيهم و احس إنهم تعويض عنك يبقى اخاف اكرههم عشان و لا الدنيا باللى عليها يعوضوا ضفرك ! اما كل الحوامل بطنهم توجعهم من يوم ما العيل يتحط ف بطنهم و انا قلبى اللى يوجعنى و كل ما يكبر يوجعنى اكتر ! و اما يبقى مطلوب منى ابص ف وشهم و ارضى إنهم يبقوا بدالك يبقى لازم اخاف اكرههم !

سكتت و معرفتش تنطق تانى من رعشة صوتها اللى شدت وراها رعشة إيديها و دقنها و وشها و جسمها كله ..
مالك لف دراعه حواليها و ضمها اوى و هى انفجرت ف العياط بشكل متشنج: انا بحبك اوى يا مالك .. اووى ..و عمرى لا كرهتك و لا عمرى هعرف اكرهك .. و الخلفه دى انا كنت هموت عليها اكتر منك .. بس خوفت .. اترعبت ..

فكرة إنك عندك حاجه مخبيها و إنك مكنتش لسه واثق فيا تأمنلى كانت مخليانى حاطه احتمالية بعدك قدامى فى كل لحظه و كل خطوه بخطيها معاك .. كنت حاطه بعادك عنى افتراض من وسط افتراضات كتير اوى .. مكنتش بنام و كل ليله عقلى يودينى ف حته مفهاش انت و يخيّلى إنى هبقى فيها ف يوم و كنت كل ما اعدى ع الحته دى بخيالى قلبى يترعب .. كنت خايفه اجيب طفل يشاركنى رعبى ده .. مش يشاركنى بعدك حتى ..

لا مجرد الرعب من التفكير إنى ابقى لواحدى خوفت اجيب عيل يعيشه معايا .. انت مش مجرب يعنى ايه واحد يعيش من غير ابوه .. بيقولوا الأم الصدر الحنين لعيالها .. اه بس الأب ضهر و سند و ونس و الارض الصلبه اللى تحسسك إنك عمرك ما تقع .. و لو حتى وقعت مبتبقاش خايف .. عشان بتبقى متأكد إنك هتقوم تانى .. فى ايد وراك هتلحقك .. لالا مش مجرب ..و حتى لو جربت ف ده بعد ما عيشت كل ضعفك و احتياجاتك معاه و عملك راجل و علمك تعمل اللى ممكن ف يوم تحتاجله فيه..

عيطت من تانى و مالك كان بحضنه و ضمته بيقوى ضعفها اللى بيلمسه ف دموعها و صوتها .. كان عايز يسألها عن معنى كلامها لمروان عن أبوها بس معرفش،، انهيارها من تانى بين إيديه لجّمه !

حلم بصوت مرهق اوى: انا وجعتك مره بس انت وجعتنى الف مره و مره ! قتلتك مره بس انت كنت بتقتلنى بالبطئ مره بعد مره ف كل مره كنت بشوفك تايه و ساكت و اشوف عينيك خايفه ! كنت بموت ! و الله كنت بموت
مالك ضمها: ششش اهدى، انا جنبك مش هسيبك تانى، و الله ما هسيبك تانى
حلم رفعت وشها بقوه غريبه عكس الضعف اللى متملك منها: و لا هتخبى عليا حاجه تانى..

مالك قبل ما ينطق هى حطت إيدها على بوقه: و خليك دايما متأكد إنى هختارك قبل اى حاجه و قدام اى حاجه مهما كان التمن و المقابل
مالك باس راسها و بيحاول ينطق وسط كلامها المهزوز: حاضر، و الله حاضر ..ممكن تهدى ..اهدى عشان خاطرى.. عشانى و عشان ولادنا.. انا لسه محتاجلك
حلم بتتكلم ف اللحظه اللى هو بيقاطعها فيها بكلامه و اصواتهم ملغبطه ف بعض: هتبقى انت اختيارى الاول و الاهم.. بس ارجوك اوعى تحطنا ف منحنى زى ده تانى
مالك اما معرفش يهديها ضمها لحضنه من تانى و هى فضلت تتكلم و تتكلم و تتكلم لحد ما العياط حاش صوتها و إستخبت ف حضنه و إستسلمت لحالة التعب اللى إحتلتها !

صمت ما بعد العاصفه غطى عليهم و ع المكان كله ..
مالك بعد وقت كتير حاول يرفع وشها بس هى كانت بترجع تستخبى ف حضنه لحد ما قابل وشوشهم: انا ... بحبك ... اوووى
حلم إبتسمت وسط دموعها و هو باس عيونها و مسح دموعها بحركة وشه على وشها: عارفه ده و لا لاء ؟
حلم رجعت لحضنه تانى و هو سابها تتبت فيه لحد ما نامت ..
فى الجهاز ثروت إبتدى التحقيق معاه بس مبينطقش نهائى ..

اللوا صالح دخل بقلق متغطى بجمود: انت فاكر ان سكوتك ده هيفيدك ؟ لا انسى ! الحركات دى نعملها لكن متتعملش علينا ! ده احنا اللى بنعلّم العيال تعملها اما تقع ف لا انت عيل و لا احنا هنشربها اما تتعمل علينا !
ثروت ضحك بشكل غريب: انا قولت اللى عندى
اللوا صالح بغضب: ايه هو اللى عندك ؟ إنك عايز مالك ؟ هيعملك ايه مالك ؟ انت بجد فاكر ان واحد زى مالك ممكن تلوى طريقه او تلوى دراعه حتى ؟ لا فوق
ثروت ببرود: و اما هو كده خايف ليه ؟

اللوا صالح زعق من بروده و هو خارج: انسى
ثروت: قوله إنى عايزُه ف حاجه هو اللى هيعوزها منى ! ف يا ييجى بإرادته يا هييجى بردوا بس بغباوه
اللوا صالح للحظات القلق إتملك منه و كان بعد ما وصل للباب لف وشه بصّله و خرج ..
مش عارف يبلغ مالك و لا لاء بس قلقه غلب عليه ف اتصل على مالك ..
مالك جنب حلم و الاتنين ناموا كإنهم بياخدوا هدنه ..

موبايله رن و حلم صحيت مخضوضه عليه ..
مالك ضمها و باس راسها: ششش اهدى اهدى ده الفون
حلم بصوت مبحوح: متسبنيش، متمشيش يا مالك
مالك إبتسم و رفع وشها باسها برقه من بوقها: مش هيحصل متخافيش
ساب الموبابل بس مبطلش رن .. رد عليه بالعافيه و كان اللوا صالح و بلّغه بكلام ثروت ..
مالك بص لحلم بقلق معرفش يداريه و مش عارف يصيغ استفساراته ..

حلم إتعدلت بإهتمام: فى حاجه و لا ايه ؟ لو محتاجينك ف شغلك روحلهم ! انت مش هتسيبنى و لا انا هسيبك
مالك مشّى إيده على شعره بقبضه و حلم مسكت إيده: فهد الحمد لله كويس و إتطمنا عليه إنه إتخطى مرحلة القلق.. و اللى جاى هيعدى ان شاء الله و انا هنا معاهم مش هسيبهم .. مكانك لحد ما تتخطى انت كمان اللى جاى و اللى باقى من القضيه
مالك إبتسملها بحب صافى و باس إيدها: ربنا يخليكى ليا..

حلم لفت نفسها بدراعه و اتنفست ف رقبته بهمس: بس ده مش معناه ابدا تسيبنا يعنى و لا تغيب
مالك إبتسم و رفع وشها ف وشه و إتقابلت نظراتهم ف منطقه مكهربه هزتهم ..
مالك قرب بلهفه من وشها موبايله رن ف غمض اوى بغيظ ..
حلم ضحكت اوى بفرحه على لهفته و هو مسك موبايله بغيظ و بصّلها بغيظ و بيعضلها شفايفه و يكز ع سنانه للتليفون و بشكل متغاظ خطف شفايفها ف بوسه شرسه سريعه ..

وقف بغيظ: هروح و مش هتأخر
حلم ضحكت و هو خرج مشى راح ع الجهاز ..
روفيدا جنب فهد و اول ما حسته بيتقلب إنسحبت من جنبه بهدوء .. مش عارفه خايفه من مواجهته يسألها عن تفاصيل وضعه و لا من عتابه !
فهد اول ما خرجت إتنفس بإحباط .. حس ان طاقته خلصت ..
مالك وصل الجهاز و دخل المكتب و كان قاعد و اما اللوا ثروت دخل حط رجل على رجل بثبات و بصّله بإنتصار ..

ثروت كان طالب مالك لغرض بس بمجرد ما شاف نظراته شماته و غرور غيّر خطواته بشكل سريع !
وقف قدامه و قلب شفايفه و سقف: برافوو، بس تفتكر انت كسبت ؟
مالك نزل رجله من ع التانيه و فرد الاتنين قدامه ع الكرسى اللى قصاده و كعمش وشه: هى الدنيا كده، يوم مكسب و يوم خساره
ثروت قلد حركات وشه: و انت بقا كده كسبت ؟ تعرف ان المكسب الوحيد اللى بعتبرك كسبته هو إنك خلتنى مش عارفك غبى و لا بتستغبى !

مالك رجّع ضهره لورا بثبات: هى الدنيا كده يوم مكسب و يوم خساره، مشكلتك بس إنك مش عارف تعترف بخسارتك
ثروت قلب شفايفه: خسارتى انا و معترف بيها ان خسارتى الحقيقيه ان كل حاجه وقعت على إيدك ! طب و خسارتك ؟ معترف بيها ؟
مالك ببرود: بعترف إنى خسرت ف الاول بس ده مكنش غباء منى، و لا ذكاء منك، عشان لا انا استمريت ف غبائى و لا انت عرفت تكمل اللعبه بذكائك..

ثروت بغموض: اهو انت دلوقت اللى مش عارف تعترف بخسارتك ! لا كان ذكاء منى و انت بينك و بين نفسك عارف ان انت اللى غبى
مالك قلب شفايفه: ماهو ده المكسب، قوانين اللعبه بتقول ان اما الواحد يكسب قدام الغبى ميبقاش مكسب ! لكن اما حتى يخسر قدام الذكى مبتبقاش خساره قد ما المعركه نفسها مكسب له ف مابالك اما يكسب ! ف كون إنك بتعتبر نفسك ذكى ف ده مكسبى
ثروت شاف مالك بيقلب الترابيزه عليه ف حدفها ف وشه: و حلم ؟ مكسبك و لا خسارتك ؟

مالك وشه إتجمد بشكل حاول يداريه معرفش: ميخصكش
ثروت ضحك عشان من ملامحه عرف إنه عزف على وتر اعصابه: عرفت بقى مين فينا الغبى ؟ انا و غبائى كان ف إنى معرفتش اكشفك من الاول، طب و اما انت متعرفش تكشف حلم للأخر ده تسميه ايه ؟ ايه ؟ ايه !
مالك وقف بحده و قبل ما ينطق ثروت قلب شفايفه بتريقه: اللى يخسر قدام الذكى فعلا كسبان، معاك حق، طب و اللى يخسر قدام مَره ؟ يبقى ايه يا .. ياسيادة العقيد ؟ كسبان و لا خسران ؟

مالك عايز يستشف حواره و ف نفس اللحظه مش عايز حتى يسمعه ف رسم برود جاف على وشه ..
ثروت كمل بلهجة التريقه: يعنى انا غبى و ضحك عليا راجل زيك ؟ طب و انت اما تضحك عليك مَره ؟ لا و تتجوزك و تخلف منك و تنام معاك على فرشه واحده و انت تريل قدامها تبقى ايه ؟
مالك ساكت مش عارف يفك لسانه كإنه مربوط..

ثروت كعمش وشه بشكل قرفان: بنعلمكوا ان لو إحتاجت لحاجه عند عميل مطلوب بتجيبها بأى طريقه حتى لو هتنام مع مراته ! و ده يبقى ذكاء منك ! لكن اما تتعمل عليك يبقى اييه !
مالك بشكل مفاجئ مسكه من رقبته و كز على سنانه ف وشه: و رحمة أبويا لو قربت منها حتى لو بالكلام لا اقتلك
ثروت برغم ضعف موقفه مسك قبضة إيد مالك على رقبته فكها: لا متقلقش مش هقرب منها ..خليهالك اشبعبها ..هى عملت اللى عليها و زياده و قامت بدورها على اكمل وجه..

مالك بصّله بعنف و لسه هيقرب عليه ثروت شاورله بإيده: زى ما إترسملها بالظبط .. و لا انت فاكر إنها كان ممكن تبيع أبوها عشانك ؟
مالك للحظه سكت و عقله بيحاول يترجم الكلمه او يحللها بس فشل ! مين ابو مين و مين يبيع مين !
ثروت شاف ذهوله ف لعب على الوتر ده و ضحك بصوت عالى: لا هو انت كمان كنت متعرفش ؟ و لدلوقت ؟ يا خساره ع الذكاء اللى جاى تتنفخ بيه ؟

مالك بترقب: هى حلم بنت
مالك كان تفكيره راح ف إتجاه إنها بنته مثلا بس ثروت قاطعه و رد: هامر،، حلم ابراهيم الدينارى،، بنت الظابط اللى إشتغل ف بلده سنين و محدش يعرف عنه حاجه لحد ما إتكشف و فصلوه من خدمته و خرج برا البلد و مرجعش و بقا هامر !

مالك بلع ريقه بحذر مش عارف يداريه او ف اللحظه دى مهتمش يدارى قلقه: حتى لو .. ف حلم ملهاش علاقه بالقرف بتاعكم ده كله .. قالتلى ان محدش فيكم قربلها ف غيابى و لا حتى بكلمه
ثروت ضحك عشان ملامح مالك و لهجته ساعدوه يتكلم بثقه: مش بقولك غبى ! ارجع كده بضهرك لورا و هات خطوات الحكايه من اولها .. مين ساعدك تهرب بعد قتل خليل ؟ انت لا كنت تعرفها و لا شوفتها و لا بينك الود اللى يخليها تجازف مع واحد لسه شايفاه قدامها بيقتل ؟ ايه غير إنها رايحه عارفه هتعمل ايه بالظبط ؟

مالك هيرد ثروت شاورله و كمل: مين عرّف الرجاله بمكانك ف الجبل و راحوا يخلصوا من مرات الغبى اللى وقع و كشف الكل ؟ مين كان معاك وقتها اصلا ؟
مالك بحده: حلم مكنش معاه موبايل اصلا ! رمته قدامى
ثروت ضحك جامد: بجد ؟ و احنا اغبيه زيك و لا ايه ؟ طب مش يمكن دى حركه عشان تطمنلها و فى احتياط تانى ؟
مالك بجمود: كذب..

ثروت كعمش وشه: مين مكنش عايزك ترجع و تكمل هرب و لو كنت هربت كانت هتساعدك تخرج برا البلد و ساعتها هنكمل احنا خطواتها ! تفتكر واحده لا تعرفك و لا تخصها هتشجعك ع الهرب و إنك مترجعش ليه !
مالك مسكه من هدومه و ثروت مدهوش فرصه حتى ينطق و كمل: مين دافع عنك ف المحكمه تطلع بأقل الخساير عشان لسه احنا عايزينك ؟ مين كان بيزورك كل يوم ف السجن يتابع خطواتك ؟ مين راحلك اول ما فتحت المجموعه عشان يبقى متابعك لنا و ينقلنا خطواتك؟

مين كان بيلف وراك ف كل مصيبه و ف كل قسم و مهتم يطلّعك ؟ مين كان معاك زى خيالك و ملازمك خطوه خطوه ؟ مين راح معاك المستشفى بعد وقعتك مع فهد و برغم إنها شافت بعينيها عملت نفسها مش فاهمه و مسمعتش لفهد ؟ مين راحلك يوم المحكمه و قتل الرائد محمد و مين شهد معاك بحاجات محصلتش عشان يطلّعك ؟ مين كلمك يوم تهريب عادل و هو مترحل مع فهد و فضل معاك عشان يلغبط خطواتك و تتهدد بيه ؟ مين شاف بعينيه المخدر على هدومك يومها و عرف الحكايه من الوجهه التانيه عند فهد و عمل نفسه غبى عشان يكمل اللى مرسومله ؟ مين بلغنى يومها بمكانكم ؟

مالك زقه من مسكته له وقعه ع الكرسى: انت كذاب
ثروت إتعدل ف قعدته ع الكرسى و هو اللى حط رجل على رجل: مين اللى منع فهد يدخلك يوم ما انت وصلت لمراته اما إتخطفت و اداك فرصه تخرج بيها من وسط المكان و الرجاله اللى كانوا تبعنا عشان متتكشفش قدام اخوك ؟ و مين اصلا بلغنا إنك وصلت للمكان و خلى عادل يهرب يومها و متوصلهوش انت مع إنه هو اللى كان خاطف مرات اخوك ؟

مالك بيحلل الكلام ف عقله و باب عقله عامل زى اللى ملهوش كالون و بيتقفل و يتفتح بهيستريا !
ثروت بتريقه: مين صمم ع الجواز منك عشان يغرس رجلك اكتر ؟ لإنها بمجرد الجواز منك يوم ما نقع هتقع معانا لان مجرد النسب ده اتفاق ! ليه مكنتش عايزه تخلف منك ؟ مسألتش نفسك ليه قضية البنوك خلصت بغموض اللى ابتدت بيه و ليه بعد مضيتك على ورثها ؟

مالك بصله باهتمام و ثروت قلب وشه بتريقه: اختلفنا انا و أبوها اما عرف إنى اخدت نصيبها ف الشركه و بعت حد رجّع اللى انا اخدته بطريقته،، بس مسألتش نفسك ليه القضيه خلصت بسرعه و ازاى اصلا ؟ و ازاى اصلا ورثها لسه معاها رغم إنها ماضيه على تنازل عنه ؟ عشان إتفقنا، تكمل هى اللى بدأته معانا فى مهمتها مقابل يرجعلها ورثها..

مالك بغضب مذبذب: كداب ..حلم اصلا مكنتش تعرف إنى عايش
ثروت ضحك: ده بجد؟ طب ليه حاولت تمنعك من سفرك يومها بأى شكل حتى لو وصلت للقتل ؟ لو روحت البنك شوفت حسابها هتلاقيه دخل فيه ورثها و حساباتها ف نفس التوقيت .. ليه بقا مع ان المفروض ده وقت حادثتك ! ( كعمش وشه بسخريه ) للدرجادى مش فارق معاها و لا ده كان مهمه و خلصت و حاجه مقابل حاجه و سلّمتك و إستلمت ؟

مالك واقف بيتنفس بالعافيه مره و مره بيتنفس بسرعه انفاس عاليه ورا بعض لدرجة إبتدى ينهج و عقله رجع بسرعه لورا و إبتدى يحلل الحدوته من اولها لأخرها ..
فجأه و من غير مقدمات الباب إتفتح و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة