قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثلاثون

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال

رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثلاثون

مارد رفع إيده مع إيد هامر و بيحاول يكتف قبضة إيده يسيطر عليها بالمسدس و هامر ضربه بركبته ف بطنه و إستغل مارد اللى إتجزع و ميّل لحظه بجسمه و نزل بإيده بالمسدس و مارد ف لحظه سريعه رفع نفسه و بيلف دراعاته يكتف إيديه بالمسدس و هامر بيضرب ف طلعت طلقه ورا طلقه ورا اكتر من كذا طلقه لمارد ف بطنه !
الموقف مخدش اكتر من دقيقه عقبال ما الكل إتلم حواليهم من مفترق الجبل و العربيات و كل واحد ساب اللى ف إيده و راح عليهم كان مارد نزل ع الارض غرقان ف دمه !

مالك فجأه شاف هامر و ثروت نظراتهم لبعض غريبه و مريبه .. قام و بيقرب بخطوات مبعثره و ملغبطه عشان إصابته و اول ما وصلهم مد إيده من هامر مسك قبضة إيده اللى متصابه و قبض على الجرح عصره ف المسدس فك من إيده التانيه و إتحدف ع الارض و هو نزل برجله ع الارض بصراخ ..

مصطفى كان بيقرب و لمح مارد ع الارض و الدم حواليه زى النافوره من بطنه ف مسك مسدسه على هامر ضرب رصاصه عليه: اه يا ابن الكلب
بيضرب التانيه على دماغه بس مالك بسرعه رفع إيده حادت الطلقه عنه ف الهوا و قرب حجزه لبعيد بالعافيه: سيبه لسه عايزينه و هياخد حق اللى عمله اصبر
مصطفى سابه و راح على مارد و نزل بركبته جمبه ع الارض و بيبصله زى التايه مش قادر يصدق المنظر اللى هو فيه !

مارد خد لحظات بيحاول يقاوم الاغماء او يقف بس عقله خانه و إبتدى يتوه و صوره واحده بتيجى و تغيب قدام عينيه اللى بتبتسم لها و نطق بصوت متقاطع: آآ .. آبو .. آبوياا .. مراد إلحقنى
قطع كلامه من عينيه اللى قفلت لوحدها بتقل و جسمه بيرخى بدون مقاومه !
مصطفى صرخ فيه بزعيق: مرااد، مراد فوق،، اقف بقا،، انت هتيجى دلوقت و تنخ ؟ مرااااد.

مراد ف بيته نايم و مره واحده جسمه زى اللى إتصعق ف اتهز كله بحركه عنيفه من قوتها هزت السرير بكل حاجه جنبه !
همسه صحيت مخضوضه و حاولت تقوم و هى بتتلفّت حواليها بخضه او فزع !
و قبل ما تستوعب الموقف سمعت مراد بيهمهم جمبها بصوت كإنه متشحتف بعياط او بينهج مثلا بكلام مش مفهوم !

قربت منه بلهفه و حاوطت راسه بدراعها و بتخبط بإيدها التانيه على وشه تفوّقه: مراد،، مراد فوق، مراد فوق انت كويس، ده كابوس يا مراد فوق
مراد كان زى اللى كلامها او حركتها بيزيدوا نهجانه و عنف حركته او يمكن اسم مراد اللى بتناديه بيشارك نداه جوه كابوسه و إبتدى ينهج بصوت مسموع و جسمه بيغيب و يتشنج فى حركه عنيفه !

همسه جنبه معرفتش تعمل حاجه بس جواها اصرار مريب إنها تخرّجه من كابوسه ف بتزيد ف خبطها على وشه و بتتكلم كلام ورا بعضه بهيستريا: مررراد، مراااد قووم، قووم يا مراد، قووم بقا
مراد كان جوه كابوسه بينطق نفس كلامها بنفس الوجع و اللهفه بس لحد تانى و صوتها كان بيزيد وجعه او بيأكدله مثلا ان ده مش كابوس زى ماهو جوه كابوسه بيحاول يوهم نفسه و بيتلفّت على حاجه تقوله ان ده مش حقيقه !

غرام ف اوضتها جنب ليليان صحيت مفزوعه بصريخ: مراااد
فتّحت عيونها بالعافيه و بمجرد ما بصت حواليها دمّعت و هى مبتسمه اما إتأكدت إنها كانت بتحلم !
بس شويه شويه إبتسامتها وسعت اوى لدرجة بقت شبه ضحكه و دموعها كمان زادت اوى و قلبت بعياط !
ليليان صحيت و شافتها بتعيط و قبل ما تتكلم للحظه إنتبهت لصوت أبوها و أمها ف اوضتهم و لثوانى ركزت ف الصوت و سمعت الاتنين تقريبا بيقولوا نفس الكلام و مش عارفه ده كابوس و لا حقيقه !

قامت تجرى عليهم و غرام طلعت وراها و بمجرد ما فتحوا الاوضه ليليان إتسمّرت ع الباب اما شافت أبوها بينهج و العرق بيصب منه كإن حنفيه مفتوحه فوق راسه و حركته عنيفه اوى اوى !
عقلها مش عارف يسعفها ان ده كابوس او تعمل ايه ! غرام جريت عليهم و نزلت برجلها بالعافيه جنبهم ع السرير و ميلت على مراد بتحاول تسمعه او مثلا تشوف هو هو نفس كابوسها !

همسه بصت ل ليليان و زعقت: انتى هتتفرجى ؟ قربى شوفيه !
ليليان قربت منه بخطوات تقيله و حطت إيدها على وشه بتفوّقه بس مش عارفه: ماما نجيب دكتور ؟ انا خايفه عليه
همسه زعقت: ده كابوس ! مفيش حاجه ! مفيش تعب ! ده كابوس مش حقيقى ! كفايه عجز بقا ! مش مجرد كابوس اللى هيكتفنا كده ! امتى هتفهموا ان الخوف هو اللى بيعجّز !

غرام قربت جامد من وشه و سمعته بينادى على مراد و للحظه إستوعبت كابوسها من شويه ف عيطت إنه بيشوف نفس المنظر !
همسه بصتلها بعنف و رجعت بعينيها لمراد بس المرادى بتخبط على وشه بهيستريا و بتحرّك إيديها من على وشه تخبط على دراعاته و ترجع لوشه تانى و ترجع تنزل بإيديها على صدره تضغط و ترجع لوشه و خبطها بيزيد مع اصرارها !

ليليان بخوف: ماما براحه،، براحه يا ماما
همسه بهزيان: لازم يفوق بقا ! لازم يخرج برا الكابوس ده ! لإمتى هنفضل فيه ! لازم يخرج !ّ لازم يقتنع إنه مجرد كابوس و إنه خلص عشان يعرف يطلع منه ! كفايه بقا !
ليليان مسكت راس أبوها و حطتها على صدرها و بتعيط و بس .. همسه للحظه وقفت عن اللى بتعمله و عينيها بتزوغ على كل حاجه حواليها كإنها بتحاول تستنجد بعقلها يساعدها لحد ما ف لحظه سريعه صرّخت بأعلى صوتها ف وشه: مراااااد،، الحقنى يا مرااااد الحقنى..

مراد جسمه إتنفض كذا مره ورا بعض بشكل بيتعانف و كان صوتها برا كابوسه ممزوج مع صوت مارد جوه كابوسه بينطق بتوهان: الحقنى يا مررراد و بيغمض قدامه
مراد فتّح عيونه فجأه على صوتها و سمع جملتها الاخيره الحقنى يا مراد ف نفس اللحظه اللى صرخته طلعت لا اراديه منه: مراااااد
همسه سكتت اول ما فاق و حاولت تبتسم بس معرفتش لمجرد إنه اول ما فاق نادى مارد و ده معناه إنه هو اللى كان جوه الكابوس معاه ف بصتله بقلق مريب !

ليليان اول ما شافته بيصرخ و عينيه بتتلفت حواليه زى التايهه جمدت مكانها معرفتش حتى تقربله و عيطت من تانى !
غرام مسمعتش و لا شافت من ده كله غير إسم مراد اللى صحى عليه و قلبها إتخلع !
الصمت غطى ع المكان و مراد لسه بيتلفت حواليه بتوهان كإنه مش شايفهم او مصمم يشوف واحد بس: م.. مم .. مراد فين !
محدش رد و مراد عاد سؤاله مره بعد مره و اضطر يبصلهم و بينقل عينيه بينهم و بمجرد ما شافهم قلبه إتفطر و كإنه مستنى حد يأكدله ان اللى كان فيه ده من دقيقه كابوس ! امال ليه مش حاسُه كابوس او خلص مثلا !

همسه دموعها بتهدد بالنزول بس بتحاول تتماسك ! هو حاليا محتاجها اقوى ! لازم تساعده يدوس على كل حاجه و يخطى: حبيبى اهدى،، ده،، ده كابوس و
مراد كإنه مش سامعها ف زقها اوى و نزل من ع السرير خرج من الاوضه و بيفتح اى باب يقابله و يتلفّت: مراد،، مراد
همسه راحت وراه و ليليان و غرام و بيحاولوا يتكلموا بس مش سامعلهم !
لحد ما دخل اوضة مارد و فتحها و كإنه بيتفاجئ بعدم وجوده مثلا ف قعد ع السرير بتوهان !

همسه قعدت قصاده: مراد اهدى، ده كان كابوس و الحمد لله عدّى
مراد بصّلها بزوغان و مش عارف انهى كابوس اللى تقصده عدّى !
همسه مسكت إيديه الاتنين بإيديها و حستهم متلجين و بيترعشوا: اهدى احنا كويسين،  كويسين
مراد مكنش بينطق و كل ما ينطق مبيقولش غير كلمه واحده: مرااد ! مراد إبنى ! إبنى !
همسه حاولت تطمنه بس صوتها مهزوز: اهدى هو كويس .. انت عارف إنه بايت برا .. مسافر شغل
مراد بصوت مبحوح بصّلها كتير: انتى كنتى بتنادى عليه ؟ بتزعقيله يقوم زى ما كنت بزعقله !

همسه للحظه معرفتش ترد او معرفتش تفسرله شعورها وقتها و احساسها إنها كانت عايزه تعمله اى حاجه عشان يقوم: كنت شيفاك قدامى مش عارف تخرج من كابوسك و لا قادر تسيبه و لا تقتنع حتى إنه كابوس ! كنت شيفاك وشك بيزرّق و بتنهج و جسمك بيتشنج و بدل ما تخلص من كابوسك حسيته هو اللى لو فضلت فيه هيخلّص عليك ! كنت عايزه اعمل اى حاجه و اشدك منه ! كنت قاصده اقسى عليك عشان تفوق !

مراد حس ان كلامها مشخص على قبل الكابوس اللى شافه مش بعده بس للحظه إستوعب هو شاف ايه و عرف ان الاتنين كابوس واحد !
همسه ميلت راسها بضعف بين إيديه اللى ماسكاهم بإيديها و سمحت لدموعها تنزل: حقك عليا حبيبى .. حقك على قلبى
مراد معرفش يتكلم و عقله مشتت اوى و صورة مراد بس اللى قدامه: مراد..

همسه رفعت وشها له و سابت إيديه من بين إيديها ف كلبش فيها اوى .. مسكته من تانى و قربت ف قعدتها قصاده و سحبت إيديها تانى و قبل ما يتبت فيهم مسكت بيهم وشه بعشق: اهدى انت كويس و احنا كلنا كويسين و مراد كمان اكيد كويس
مراد هز راسه لاء بألم: مراد لاء ! لاء قلبى إتخلع عليه ! مفطور عليه اوى
غرام للحظه دى نزلت برجلها ع الارض جنب قعدتهم ع السرير و سندت راسها ع رجله و عيطت !

همسه مسحت دموعه اللى نزلت منه بمنتهى الضعف و حاولت تبتسم: لا ان شاء الله كويس .. انت بس اللى عشان مش متعود تزعله و كمان جه سفره و انتوا زعلانين من بعض و فوقيهم معرفتش تشوفه قبل ما يسافر ف نمت و انت زعلان
مراد صوته إتخنق بهزه اوى: شوفت نفس ملامح اخر ..
سكت و معرفش يكمل و همسه حطت إيدها على بوقه و معرفتش ترد و الاتنين دموعهم كملت الموقف نيابة عنهم !

ف الجبل دقايق و مازن إدى إشاره لعربية الاسعاف اللى كانت مجهزه و على بُعد من المكان تحسبا للطوارئ تروحلهم و بالفعل دقايق و كانت عندهم !
مازن و مصطفى كانوا محاوطين مارد اللى غاب عن الوعى تماما و النزيف من بطنه شكله مرعب !
وصلت عربية الاسعاف و اخدت مارد و مالك و ركب معاهم مصطفى و مازن و إتحركوا بسرعه اوى ..
امنيه كانت مصممه تركب معاهم أبوها شدها بغضب: انتى فاكره نفسك رايحه فين ؟

امنيه زعقت بلغبطه: انا مش هسيبه .. مالك إتصاب و
ابوها زعق: و الشغل ده مين هيخلصه هاا ؟ اتفضلى مع الناس تمموا ع العربيات و كل حاجه و بعدين امشى
امنيه لسه هتندفع أبوها شاورلها على بوقه: و لا كلمه، اتفضلى
مشيت تتابع الشغل اللى مش مركزه فيه اصلا و عينيها متعلقه بعربية الاسعاف لحد ما إختفت ..
وصلوا المستشفى و إتحوّل مالك و مارد للعمليات لكن مارد كانت حالته اسوء !

يونس راح جنب مصطفى و مازن بتوتر: هو مش المفروض أبوه ياخد خبر ؟
مازن سكت عشان عارف إنه حتى لو المفروض ف هو اخر واحد ينفع يعمل ده !
مصطفى مش مركز اصلا و عينيه متعلقه بالباب: مش وقته
يونس بحزن بص لمازن: ان شاء الله هيقوم منها بس قصدى ان مراد باشا لو عرف من برا او متآخر ممكن
مصطفى إختصر بصوت مذبذب: اعملوا اللى تعملوه بعيد عنى !

سابهم و قرب من باب العمليات و بضعف قعد ع الارض و غمض عينيه و رجّع راسه لورا ..
ساعات عدت عليهم لحد ما مالك خرج و الدكتور طمنهم إنه كويس و الرصاصه نوعا ما وصلتش مكان حساس و خيّط الجرح الاول و شويه و هيفوق !
مارد جوه و إتأخر و الوضع بقى مقلق و محدش بيخرج من عنده و محدش عارف يتطمن ..
مصطفى وقف بعنف و زعق لممرضه داخله: فى ايه لكل ده ! حد يغور من الاوضه يخرج يطمننا..

الممرضه بتوتر: بينزف جامد و مش عارفين نوقف النزيف و لسه بنتعامل
مصطفى ملحقش يسمع اخر الجمله و مشى وراها و زق الباب و دخل ! محدش اهتم لدخوله او حتى إنتبه و الكل مركز مع مارد اللى ممدد وسطهم و منظر النزيف مرعب !
مصطفى وقف مكانه و غصب عنه دموعه نزلت ! مازن دخل وراه بس معرفش ينطق ! إتحرك زى الاله لحد السرير جنبهم و بيحاول يقرب من السرير او يهزه: قووم يا مراد.، قوم يا اخويا، قوم انت كويس يالا..

الدكتور زعق بعصبيه نادى على حد من برا و شاورلهم عليه و هما شدوه لبرا و خرّجوا مصطفى معاه اللى إتحرك معاهم زى الريبوت ..
مازن بيزعق بإنهيار: فى ايه ! حد يفهمنا فى ايه ! ماله ! جوه لدلوقت ليه ! بيحصل ايه معاه جوه !
خرّجوه و قفلوا العمليات و وقفوا منعا لحد يدخل تانى لحد ما دكتور خرجلهم: محتاجين حد فصيلة دمه ضرورى و بسرعه
محدش لحق يسأله عن حاجه و هو سابهم و رجع للعمليات ..

مازن وقف بلغبطه دوّر على موبايله لحد ما جاب الشنطه بحاجتهم و مسكه بدون تردد كلم مراد ..
مراد كان منامش من اول ما صحى من كابوسه او نام و قام ع نفس الكابوس و اخد ليله كله بالتعب ده !
اول ما موبايله رن و شاف مازن قلبه إتهز ! مارد كان مع مازن و الاتنين ف شغل ! ايه اللى يخلى مازن يتصل و إبنه لاء ! و ليه دلوقت بدرى كده ! و ليه مازن خاصة بعد اللى حصل بينهم !

اسئله كتير مش عارف يواجهها و كلها بتوصّل لنفس النقطه !
همسه فتّحت بخضه ع صوت الموبايل اللى مبطلش رن و بصت لمراد بحذر !
مراد شاورلها بالموبايل و مقدرش ينطق زى اللى متربّط و هى شافت إسم مازن ف مفهمتش او بتحاول تتفائل: رد عليه يا مراد .. انتوا عمركوا ما زعلتوا من بعض و هو اكيد بيجر معاك، رد...

مراد زى ما يكون لسانه المقبوض مش قلبه ف هز راسه لاء ! عايز يقولها على كل الافكار السوده اللى بتهاجمه بس لا قلبه و لا لسانه مطاوعينه !
همسه بصتله برجاء و شافت الدموع اللى لمعت ف عينيه ف قلبها إتقبض !
شدت الموبايل من إيده و هو سابهولها بإستسلام بس كان الموبايل فصل !
مازن اما فقد الامل ان مراد يرد جات على باله غرام و كلمها ..
غرام فتحت عليه بلهفه: ميزو حبييى ايه خلصتوا و لا ايه ؟

مراد كان جوه و اول ما سمع موبايلها و صوتها غمض عينيه و غصب عنه كل الدموع اللى كاتمها من ليلة امبارح و من اول ما الدنيا وقعت عليه و قدامه نزلت !
همسه بتتعدل تخرج شافت رد فعله و إتوترت و معرفتش تفضل جنبه و لا تخرج تطمن ف مسكت إيده بإيدها و إيدها التانيه بتشاور ع الباب كإنها بتسبقها لبرا !
غرام برا لاحظت سكوت مازن اللى للحظه حس إنه إتسرع اما كلمها بمجرد ما معرفش ينطق !
غرام بخوف: مازن رد عليا فى ايه ؟

مازن تهته: لا،، آآ،، بس اصل خلصنا شغل و مراد هيبات عندى ف كنت بطمنك و
غرام مقتنعتش من كلامه اللى مش مترتب و لا لهجته و لا صوته: فى ايه ! مراد ماله !
مازن لسه هيرد غرام عيطت و هى بتزعق: ماله مراد يا مازن ! انطق
مازن بحزن: محتاجين دم من فصيلته..

غرام كإنها مستوعبتش الجمله او الجمله تحتمل معنيين مثلا مع ان ملهاش غير معنى واحد و نتيجه واحده: خلاص،، خلاص انا جايه ! قوله يتطمن انا جايه ! انا نفس فصيلته مش هتأخر
قفلت ف وشه بشكل تايه حتى مخدتش العنوان و بتتلفت لقت ليليان وراها بتعيط ف بصتلها بهدوء مريب: فى ايه مالك ؟ هو كويس عايز ! عايز حد فصيلته ! بيدور على حد نفس دمه ! عايز،... عايز دم .. عايز..

وقفت بالكلام و هى عماله تكرر فيه كإنها بتحاول تفهمه ! إتسندّت ع الحيطه لحد ما دخلت اوضتها لبست اى حاجه و خرجتلهم !
مراد قام بالعافيه خرج و ليليان اول ما شافته جريت حضنته: بابا مراد ف المستشفى و شكله تعبان و
همسه صرخت جامد بصويت ورا بعض و مراد بينقل عينيه بينها وراه و بين ليليان قدامه و ملامحه غريبه !

غرام خرجت على اصواتهم برا و زعقت: فى ايه ! انتوا هتندبوا ! هتفوّلوا عليه ! مازن مقالش اكتر من إنه محتاج حد فصيلته و انا ريحاله انا فصيلته و اديته قبل كده ! عايزين تيجوا يلا .. مش هتروحوا شالله ما روحتوا
نزلت و سابتهم و مراد من غير ما يلبس نزل بخطوات تقيله وراها بالترنج اللى عليه حتى حافى و يدوب لحقها كانت بتدوّر العربيه !
وقفت اول ما شافته و نزلت اخدت إيده و ركب معاها و مشيوا !

همسه فوق بتصرخ بتعب لحد ما اغمى عليها و ليليان مش عارفه تسيبها و تروحلهم و لا تفضل معاها و تسيبهم !
مراد ف العربيه بص لغرام بصوت مرعوش: فين !
غرام إستوعبت إنها حتى مش معاها عنوان المستشفى ف مسكت موبايلها تانى كلمت مازن اللى بعتلها العنوان و راحوا عليه !

فهد ف مستشفى غريبه إتحول على غرفة العمليات لحد ما خلّصوا معاه و خرج ..
بعدها حد من الرجاله مسك موبايله و إتصل على حد تانى: اهو معانا يا باشا
اللى ع التليفون: خلوه معاكم و تحت عينيكم لحد ما اقولكم تتصرفوا ازاى
الراجل: متقلقش المستشفى اه ع الطريق بس عرفنا نكلفت الدكاتره هنا
اللى ع التليفون: مستشفى ! حصل ايه بالظبط !

الراجل: قاوم كتير و إشتبكنا ف إتصاب و إضطرينا نحدفه مستشفى
اللى ع التليفون زعق: انت غبى ! رايح توديه مستشفى و دلوقت بالذات عشان تودينا ف داهيه ! قولتلك خد بالك !
الراجل: يا باشا كنت هعمل ايه ! لو مكنش إتنقل لمستشفى كان هيموت ! ده اصابته كانت ف صدره و كان هيموت
اللى ع التليفون زعق بغضب: عشان غبى..

الراجل: انت قولت هاتوه ب اى تمن و هو كان معاه حراسه و لا الحرس الجمهورى اخوه حاططها عليه و كان لازم نتعامل
اللى عالتليفون نفخ بعنف: اخوه ! اخوه ! داهيه تلم اخوه بقا خلينا نخلص من القرف ده
الراجل: هبلغك اول باول .. لو خرج حاليا هيموت بيقولوا حالته خطر و الا هو ميلزمكش ؟
اللى ع التليفون زعق: ميلزمنيش و باعتك تجيبه بالشكل ده و بالسرعه دى ؟ انت غبى ؟

الراجل: اقصد
اللى ع التليفون: اخلص بلغنى اول باول لحد ما اقولك تتصرف ازاى
قفل معاه و الراجل راح إتطمن على فهد من الدكتور اللى بلغه ان حالته مازالت خطر و مفاقش !
فهد جوه بيحاول يفوق مش عارف ! كل ما بيفوق دقيقتين و بيلاقى نفسه مغمى عليه تانى ! و ده مفعول المنوم اللى بيتجددله ف المحاليل اللى إتعلقتله بناءا ع الاوامر اللى راحت للدكتور بتاعه !

حلم مع روفيدا ف البيت صحيوا على عياط عيالهم تقريبا ف وقت واحد !
حلم قامت مفزوعه و بتنهج و بتتلفت حواليها كإنها بتحاول تستوعب هى فين !
سابت ولادها و فتحت الاوضه و خرجت و بتدور بعيونها ف كل ركن ف البيت: مااالك، مالك انت فين !
روفيدا كانت لسه صاحيه و إبنها بيعيط و مش عارفه تسكّته ف قعدت تعيط جنبه !
حلم راحت عليها فتحت الاوضه و شافتها: فى ايه مالك !

روفيدا هزت راسها: مفيش ! مالك بيعيط مش راضى يبطل
حلم عينيها بتخونها او زى ما يكون خرجت عن إرادتها و عماله تلف على كل حاجه حواليها !
روفيدا بصتلها بقلق: انتى كنتى بتحلمى و لا ايه ! بتعيطى ليه !
حلم كإنها بتتفاجئ بعيونها و وشها غرقان دموع ف قعدت جنبها بتعب و للحظه إفتكرت ولادها او صوتهم فكّرها ف راحت جابتهم و قعدت جنبها !
بتحاول تسكتهم مش عارفه و لا قادره او الاصح مش عايزه عشان عايزه تعيط معاهم و ماصدقت تلاقى حد تعيط قدامه من غير سبب معروف و من غير ما يسألها مالك!

مالك خرج من العمليات و بيفوق شويه شويه و يونس جنبه بيحاول يساعده يفوق و كل ما يفتح عينيه يقوم عليه بلهفه يكلمه لحد ما يرجع تانى يتوه ! بيفوق ينادى على واحده بس لحد ما يتوه و يرجع ف توهانه يهلوس بيها !
فضل شويه لحد ما فاق و يونس اخد نفس عنيف: حرام عليك ده انت لو واخد حشيش مش بنج كان زمان دماغك صحصحت عن كده
مالك بتعب: حلم..

يونس إستعبط برخامه: كنت ف حلم ؟ شوف ازاى و انا اللى إفتكرتك تعبان مش نايم
مالك ضحك بتعب و كررها تانى: حلم يا يونس
يونس إستعبط بغيظ: حلم وحش اكيد اللى رقّدك كده ! عارف و الله
مالك شاورله يقرب و يونس قرب ببراءه و مالك رفع إيده و ضربه ف وشه بضعف ..

يونس مثّل إنه هيقع و إتزق بمزاجه لورا بفرحه او ضحك: يخربييت أبوك انا قولت قبل كده صحتك بتيجى ع الاصابات انا عارف
مالك شاورله: عايز موبايل
يونس فاهم هو عايز ايه فبصله بغيظ: على فكره مش وقته مش هتطير يعنى

مراد وصل مع غرام المستشفى و اول ما دخل غرام جريت ع الاستقبال سألت عن مراد و عرفت إنه لسه ف العمليات ف طلعت عنده !
اول ما وصلوا شافوا مازن و مصطفى و راحوا عليهم و مراد بصّلهم بحذر او تحذير و الاتنين سكتوا محدش عرف يقول ايه او معندهومش حاجه يقولوها !
مراد زعق: ما تنطق يا بنى ادم منك له ! إبنى ماله ! هو فين اصلا !

الاتنين ساكتين و مراد بيزعق بصوت ملغبط و عمال يتحرك بعشوائيه حواليهم و حوالين نفسه: انا .. انا مش هتخدع تانى .. مش .. مش هيتضحك عليا تانى .. مش هسيب الموت ياخده تانى .. لالا
مازن عيط اوى بصوت و راح عليه حاول يضمه: حبيبى .. حبيبى اهدى .. ده..

مراد رفع وشه له بهزيان: لالا .. هيرجع .. شالله بعد عشرين سنه هيرجع .. هيرجع بس مماتش .. هيبعد بس مماتش .. هيفارقنى بس مماتش
مازن بيحاول يمسك وشه يخليه ينتبه له و مراد بيتكلم و بس: انت .. انت مش شوفته رجع ! رجع من الموت ! رجع بعد عشرين سنه صح ! زعلته و سابنى و مشى و مرجعليش غير بعد عشرين سنه ! بس رجع ! و دلوقت بردوا زعلته و مشى و سابنى ف هيرجع ! هيرجع يا مازن ! هيرجع صح !

عمال يعيد ف الكلام بمنتهى التعب و عنده اصرار غريب يعيده تانى برغم تعبه كإنه بيحاول يثبته قدام عقله !
مصطفى رد ف وسط كلام مراد و قال نص الجمله بصوت مهزوز و مرعوش و بقيتها اتلغبط بعياط: مراد بقاله ساعات ف العمليات و محدش عارف فى ايه
مراد لف وشه له زى التايه: محروق ؟ إبنى فيه حرق ! شوفت جسمه ؟ عرفته صح ؟ عرفت تعرفه ؟ قالولك هو مراد صح ؟
مصطفى كان هيتكلم بس رد مراد كتمه تماما او حبس الكلام و طلع عياط !

مراد تايه تماما: طب .. طب التحاليل ! شوفتوا التحليل بتاعه ؟ كذاب ! التحاليل كذابه ! كذب ! طلعت كذب !
مازن عيط اوى من حالة مراد اببى مفسره نفسها !
مراد زعق: انت بتعيط ليه ؟ ما تقف عدل و تسترجل و تكلمنى ! إبنى ماله هو فين ! مش معاكوا ليه ! مش رايحين سوا ! اشمعنى هو !
مازن عيط جامد و قرب منه تانى يحضنه و مراد زقه: ابن عمك فين يا مازن ! اخوك فين !

مازن رجع مسكه تانى و حضنه بالعافيه و إتحرك بيه لحد اقرب كرسى جنبهم و قعد بيه ..
مراد نزل عليه بالعافيه بس بيزعق و بس: انتوا .. انتوا مش المفروض لابسين واقى ؟ فين الواقى بتاعه ؟ هو وعدنى معدش هينزل شغل من غيره ! و لا حتى من غير شغل !

مصطفى رد بضعف: مراد كان قريب من الضرب اوى ! انضرب من مسافه قريبه جدا و كذا مره ! اقل من سنتيمترات عشان كده الرصاص اخترقه بسهوله ! انا شوفت اصابته ده كانت اخر ..
سكت اما صوته إتحاش بعياط ..
مراد زعق: اخر ايه ؟

مصطفى رجع بضهره للحيطه سند عليها كإنه بيستقوى بيها بعد ما وقع سنده .. حط إيده على وشه بدموع و لف وشه للحيطه ..
مراد بص لمازن بمنتهى الوجع: إبن عمك ماله يا مازن ؟ فيه ايه و اخر ايه ده اللى بيتكلم عنه ؟
مازن نزل برد بحزن: الاصابه،، الاصابه كانت اخر بطنه ! الواقى محاشهاش !
مراد بصّله جامد و بيحاول يتخيل شكلها مش عارف ! بيحاول يتخيل مدى الوجع اللى ممكن يكون إبنه حس بيه بردوا مش عارف !

غرام كانت بتسمعهم بإنكار ! بيتكلموا عن مين دول !إتخطتهم بخطوات واثقه كإنها هتدخل تلاقى مراد مستنيها او مش عارفه لحد دلوقت تستوعب !
الدكتور قابلها خارج من العمليات بشكل مرهق و اول ما شافهم بصلهم بقلق: لازم
غرام كملت عنه: فصيلة دمه و انا و أبوه فصيلته و نقدر نديله و مصطفى اخوه كمان، فى ايه تانى !

الدكتور: اخدنا من اخوه عقبال ما جيتوا بس مش كفايه، نزف كتير و لدلوقت مش عارفين نوقف النزيف و لا نحده
مراد برعب: يعنى ايه مش عارفين ! فى ايه بالظبط !
الدكتور: اخد تلات رصاصات ف بطنه و الحمد لله مصابتش اعضاء مميته او حيويه زى الكبد او الكلى لكن نزف ! اضطرينا نستأصل جزء من الامعاء اللى اتأثرت بالاصابه لكن النزيف بيزيد و ده لإن
مراد وقف بالعافيه راح عليه بهلع: لإن ايه !

الدكتور: الرصاصه إستقرت ف الحوض و قدرت تصيب الخصيه و حاليا لازم نستأصلها
مراد غمض عينيه بدوران و الدنيا كلها بتلف بيه و كل حاجه قدامه بتدخل ف بعضها او بتقع !
غرام بتحاول تبلع ريقها بالعافيه مش عارفه من كمية المرار اللى فيه كإنها فى صبار حساه ف جوفها فعلا !
الدكتور بصلهم: مينفعش نستنى تانى ! كده هيبقى بنخاطر بحياته لإنه جسمه مش هيتحمل فقدان دم اكتر من كده !

همسه ف البيت بتفوق و تصرخ بألم زى اللى ماسكه ولعه مش متحمله وجعها و لا عارفه تسيبها !
ليليان عيطت: ماما فوقى، فوقى ارجوكى انا لوحدى، متسبنيش انتى كمان، بابا و غرام سبونى و مشيوا، متسيبنيش، و لا احنا لازم نسيب مراد دلوقت لازم نتطمن عليه..

همسه كإنها مش سامعاها و بتعيط و بس او شبه بتصرخ: مراد،، اخوكى يا ليليان،، اخوكى
ليليان اتكلمت بمنتهى الضعف: هيبقى كويس،احنا اصلا هنلاقيه كويس و حاجه بسيطه او مفيش حاجه اصلا
همسه بصوت تايه: و لو لاء ؟ هقدر اعيش من غيركوا تانى ! من غير إبنى ؟
ليليان ضمتها عليها و عيطت معاها و همسه بتتوه ف حضنها و بتقع منها اخر قوتها !

ليليان بتحاول تفوقها مش عارفه: يلا هنروحله و هتطمنى
همسه مستسلمه تماما للضعف: لالا انا،، انا مش هروحله،، مش هقدر،، مش هقدر اسمع حاجه،، مش هعرف استحمل صدمه تانيه، انا خايفه
ليليان زعقت: فوقى بقا، مش انتى اللى قولتى لازم نتغلب ع الخوف ! منستسلمش كده ! نحارب الكابوس عشان نعرف نطلع منه ! و ده مجرد كابوس ملهوش علاقه باللى حصل لمراد دلوقت ! اللى حصلنا كان مجرد كابوس و خلاص خرجنا منه و ملهوش علاقه بحادثة مراد دلوقت و مش معنى إنه إتكتبلنا الخساره زمان يبقى هيتعاد تانى !

ليليان شدتها وقّفتها و دخلت بيها اوضتها لبست و ساعدتها تلبس و اخدتها و نزلت مع الحراسه !
خلت الحراسه كلمت السواق اللى راح مع غرام و أبوها و عرف منهم المستشفى و وصّلهم !
دخلوا و طلعوا ع طول و هنا وصلوا على كلام الدكتور مع مراد و غرام !
مازن اول ما شافهم إتحرّك بجسمه ناحيتهم بس رجله كإنها إتسمّرت مكانها ف رجع بجسمه ف وقفته !

ليليان بصتله بلهفه اوى و اخدت نفس عميق بس اول ما ثبت ف وقفته خرّجت نفسها بإحباط او وجع و إتقابلوا ف نظره صعبه !
مالك عرف من يونس حالة مارد ف بعد محاولات يونس و اصرار منه طلع بالعافيه من غرفته بتعب و إتسند لحد ما نزل للعمليات و قبل ما يقرب شاف الوضع قدامه ميسمحش حتى يسأل ! وقف على جنب يسمعهم باهتمام ..
همسه بصتلهم بتوهان: نزيف ايه و خطر ايه ! بيتكلم عن مين ؟ إبنى فين ؟

الدكتور بصلهم و عاد كلامه: مينفعش نستنى تانى ! كده هيبقى بنخاطر بحياته لانه جسمه إبتدى يفقد مقاومته و توازنه و ده او استمر تأثيره هيتنقل للمخ ! اسرع حل متاح قدامنا نستأصل مركز النزيف و سببه عشان نعرف نوقفه ! الخصيه اللى هى سبب النزيف و بكده احتمال كبير هنسيطر ع النزيف او ع الاقل هنحجّمه
همسه صرخت بوجع: خصيه ! و ده معناه إنه مش هيخلف !

الدكتور: اه، ممكن نخاطر و نعمل جراحه نلم الجروح ف المنطقه دى كمحاوله بس لو فشلت المحاوله دى هيبقى تمنها وحش ! النزيف هيرد من مكانها و ساعتها مش عارف ايه اللى ممكن يحصل لو ملمناش الموضوع ! اى انتظار مش ف مصلحته و مخاطره بحياته !
مازن بص لمراد و غرام غمضت عينيها و بتحاول تفتحها مش عارفه ! حاسه عينيها تقيله او رافضه تشوف الحقايق قدامها !
الدكتور: هاا ؟

مازن بص للاتنين و رد هو !
امنيه خلصت شغلها و سابتهم يتحركوا بالعربيات ينقلوا الحاجه و إتحركت هى ع المستشفى ..
دخلت سألت على مالك و عرفت إنه خرج من العمليات ف طلعتله و رايحه ناحية اوضته شافته بيتحرك لبرا بخطوات تقيله شويه و ماسك الموبايل ..

بتلقائيه رجعت على جنب تشوفه بيكلم مين ! مين يهمه اوى كده لدرجة اول ما يفتّح من وقعه زى دى يلجأله !
مالك كان انسحب بتعب او حزن و شاور ليونس يجبله موبايله .. يونس نزل جابهوله و مالك فضل مستنيه لحد ما رجع و اخده منه كإنه معندوش صبر يطلع اوضته الاول او معندوش طاقه !

مسكه و كان هيرن على فهد شاف الوقت بدرى جدا ف إتراجع !
او هو الموقف اللى شافه خلاه محتاج حد تانى ! رن على حلم اللى اول ما شافت موبايله إبتسمت بلهفه حتى قبل ما تشوف مين !
فتحت و جات ترد صوتها اتحاش بدموع ف سابت دموعها تتكلم !
مالك اخد نَفس بتعب و حاول يكون هادى او تقريبا هو بقى هادى اول ما سمعها: انتى كويسه صح ؟

حلم بضعف: لاء ! من غيرك لاء ! من غيرك لاء يا مالك لا عمرى كنت و لا هكون كويسه و لا هكون اصلا ! انت النفس اللى بتنفسه هكون كويسه ازاى و انفاسى غايبه معاك !
مالك إبتسم ع الحلم اللى قادر يحتويه مهما كان و لسه عنده القدره يحاوطه و يحاصره و يتمرد على اصله حلم و يفرض نفسه ع الواقع ..
حلم: مالك يا مالك ؟

مالك ضحك ضحكه هاديه ع السؤال و هى ضحكت معاه و إتقابلوا ف ذكرياته !
مالك بصوت هادى: وحشتينى
حلم عيطت: انت كويس ؟ احساسى بيقول لاء
مالك: عشان قولتلك وحشتينى ؟ و لا عشان احساسك ؟
حلم بضعف: من امبارح منمتش و لا انا و لا حلم و ياسين و هما بيعيطوا و انا مش عارفه اعمل حاجه غير اعيط معاهم
مالك مش عارف ليه حس إنه محتاجلها دلوقت ! لاول مره يستغبى اوى فكره إنه ممكن يكون له سكه تانيه مفهاش قلبها دليل له !

مش عارف عشان الموت اللى واجهه من شويه و إترعب إنه ممكن يموت و يسيبهم ! يموت جعان حنيه و طبطبه ! يموت لوحده ! و لا عشان حالة مارد اللى فيها و شاف مراته و أبوه و امه جنبه ف حس إنه محتاج للإحساس ده ! و لا عشان تعب و قرر يستسلم لقلبها اللى محاوطُه او قلبه هو اللى متمرد منه مش فارقه !
الاسباب كتير و مش عارف و لا عايز يعرف ! هو عارف بس إنه محتاجلها دلوقت !

حلم شدته من لغبطته بكلامها: مالك انت فين ! قولى انت فين بالظبط هجيلك
مالك إبتسم بالعافيه: انا محتاجلك اوى،، انا
حلم قاطعته: انت فين ؟ محتاجلى او لا دى مش قضيتى ! انا دلوقت ف انت فين ! شكلك مش مظبوط او فى حاجه و انا هجيلك سوا احتاجتلى او لاء
مالك غمض عينيه بإبتسامه رايقه و سكت شويه: هكلم الحراسه دلوقت عقبال ما تجهزى هيوصلوكى لعندى
قفلت معاه و دخلت بسرعه لبست !

روفيدا دخلتلها: فى حاجه و
حلم قاطعتها بوجع: مالك فيه حاجه و ريحاله
روفيدا بقلق: كلمك ؟
حلم هزت راسها و هى بصتلها: طب سيبى الولاد لحد ما تفهمى فى ايه ! ان شاء الله بسيطه بس
حلم هزت راسها: لالا هخدهم .. هو محتاج يكونوا معاه دلوقت
مالك قفل معاها و كلم الحراسه و فعلا إداهم عنوان المستشفى و إتحركوا معاها لعنده !

اللوا صالح كان راح وراهم المستشفى و متابع مالك لحد ما خرج من العمليات و نزل يتطمن من الدكتور و طالع شاف امنيه و قبل ما يروح عليها كانت واقفه مكانها بغيظ و مش عارفه تقدّم و لا ترجع بس غيظها بيحرّكها ..
راحت علي مالك: ده مين ده اللى يخليك تقوم من رقدتك عشان تكلمه و انت حتى لسه مفوقتش ؟
مالك لف وشه لها و مستغربش كتير من وجودها و لا حتى سؤالها و قصد يتجاهل سؤالها و يرمى سؤاله ع الشغل عشان يوصّلها ان اللى بينهم شغل ..
مالك: خلصتوا ؟

امنيه إتغاظت من تجاهله و سابت سؤاله معلق قدام سؤالها !
مالك رفع حاجبه و هى ربعت إيديها: ياترى بقا يستاهل خروجك و وقفتك دى و تعبك عشانه ؟
مالك نفخ بشكل مكتوم و هى كعمشت وشها بتريقه: مفتكرش، مش عارفه هتفوق امتى ؟
مالك زعق بشكل مرهق: افوق من ايه ؟

امنيه ببرود: من التخدير اللى انت فيه ؟ مش بردوا كنت لسه خارج من عمليه ! و لا خلاص
مالك مردش و أبوها هو اللى راح عليهم و هو بيرد عليها: ياريتك انتى اللى تفوقى الاول
امنيه نفخت بضيق من غير ما تلتفت لأبوها و هو وصل عندهم و إبتسم لمالك: حمد الله ع السلامه يا ملك
مالك إبتسم بإرهاق: الله يسلمك عقبال عندك
اللوا صالح رفع قبضة إيده عمل نفسه هيضربه و مالك رجع لورا بضحك: بهزر يا مرضان..

امنيه إبتسمت على ودهم و هزارهم و شكل علاقتهم اللى متغيرش و إتمنت لو كانت هى جزء من العلاقه دى او سببها ..
مالك: متقلقش انا هتابع الموضوع لأخره حتى و انا هنا و
اللوا صالح: لا ريّح انت بس لحد ما تبقى كويس و الباقى سهل اصلا .. دى تلبّس و التحقيقات مش هتاخد كتير حتى لو فى انكار
مالك هز راسه بتفهم و اللوا صالح بص لامنيه و نظرته و لهجته إتغيروا: شددتى على نقل زفت هامر للمستشفى ؟

امنيه بضيق: هما نقلوه للمستشفى العسكرى و
اللوا صالح شدد على سؤاله و هو بيعيده: تممتى وراهم و بعتى إشاره تشدد على حساسية وجوده هناك ؟
امنيه تهتهت بخنقه عشان هى بس تابعت العربيات لحد ما نقلتهم و سابتهم راحوا و جات ع المستشفى بعد ما عرفت من يونس إنهم هنا !
اللوا صالح بغضب: إتفضلى كملى اجراءات العمليه و ابعتى إشاره للإداره ف الجهاز بإتمام العمليه و يبتدوا شغلهم و تحقيقاتهم..

امنيه لسه هتتكلم آبوها نفخ اوى و لسه هيزعق مالك شاف الوضع بينهم متوتر و عارف سببه ف إنسحب بهدوء بعد ما بص للوا صالح: طيب انا ف غرفتى لو فى حاجه كلمنى اول باول
مشى و سابهم و امنيه بصت لأبوها بغيظ: حضرتك عارف كويس ان إتبعتت إشاره للجهاز بتفاصيل اللى حصل و النتيجه و هما بعتوا قوه لزفت ع المستشفى العسكرى و اكيد معاه، لازمته ايه زعيقك ده !

أبوها هز راسه بزعل بمعنى مفيش فايده: زى لازمة وجودك هنا !
امنيه دوّرت وشها و هربت بعينيها بعيد و أبوها بصلها بضيق: اتفضلى ع شغلك
امنيه لسه هتتكلم أبوها زعق: يلاا .. احنا مش هنخلص من الحوار ده بقا ؟ يعنى حضرتك سايبه شغلك و جايه و مش متخيله حتى ايه اللى ممكن يحصل ! مالك و يونس معاه و مارد و مصطفى و مازن معاه و المفروض سيادتك تبقى هناك تتابعى بقية الشغل .. لكن ساييه ده كله و جايه ببرود ليه مش فاهم !

امنيه صرخت فيه: انا مش هزفت حاجه ! انت كل حاجه شغل شغل ؟ مبتعرفش تشوف الامور مره بعواطفك ؟ كل امورك بتحكم عليها بعمليه ! حتى مالك اما وقع كنت اول واحد اخدت خطوه لورا ! متهمتوش اه بس مفكرتش حتى تبقى جنبه ! مسألتش نفسك ليه مرجعلكش انت بدل مراد !
أبوها كتم غضبه على غبائها: و لو حصل و كنت اخدت خطوه ناحيته كان ايه اللى هيحصل ! لو كنت إستمريت جنبه و معاه قدام الكل عارفه كان ايه اللى ممكن يحصله؟

امنيه دورت وشها عشان عارفه ان مالك ساعتها كان هيتشك فيه و ده هيأذيه !
أبوها هز راسه بأسف: ساعات القرب الزياده بيأذى ! القرب اللى ملهوش لازمه ! القرب اللى صاحبه ملهوش مكان !
أمنيه نفخت بغضب لإنها حاليا معندهاش طاقه تدخل حوار كله حكم و مواعظ ! هى طاقتها حاليا سامحالها تتنفس بالعافيه بعد مكالمة مالك لحلم اللى سمعتها كلها !

أبوها شايف شرودها ف مسك دراعها و زعق كإنه بيفوّقها: انتى بقا اللى المفروض تسألى نفسك اللى حصل ده كان بسبب مين ! مش بسببك !
امنيه إتصدمت: بسببى ؟ انا ؟
أبوها بغضب: انتى امتى هتبطلى تهور ؟ اه بسبب سيادتك ؟ و دلوقت بردوا بتتغابى لسه ! هو مش إتضرب بسلاح ثروت اللى وقع قدام الكلب ده و كان مشغول ف إشتباكه مع ثروت اللى هجم عليه بزعيق بعد ردك و تدخلك ؟

امنيه لسه هترد أبوها زعق: يعنى انا مش عارف امتى هتفوقى بقا ! انتى اللى امتى هتخرّجى عواطفك شويه من حساباتك ع الاقل حسابات الشغل ! انا علمتك كده ! بس من الواضح إنى لا علمتك و لا حتى الدنيا و الظروف بيعلموكى ! يعنى حتى لو بتحبيه او هو بيحبك و ده مستحيل بردوا لازم كنترول على تصرفاتكّ ! وقع مره بسببك و دفع تمنها كتير و دلوقت راجعه تكرريها تانى و اهو بيدفع تمنها و ده غير مرواحك له المستشفى قبل الاجتماع ! و طبعا فوقهم مجيك له المستشفى و رميتى كل حاجه تحت رجلك و مفكرتيش ف العواقب..

امنيه لسه هترد أبوها مش بيديها فرصه للكلام: و ياريته حبك كنت هقدر اندفاعك ده ! لكن لا حبك و لا عمره هيحبك ! عارفه ليه ! عشان قلبه اللى المفروض يحب او يكره بيه مش معاه اصلا ! عارفه فين ! مع واحده تانيه ! و الواحده دى تبقى مراته و ام عياله و حبيبته ياريت تفهمى ده !
امنيه إتنرفزت: لا معلش الحب ده من ناحيتها هى ! لكن هو اوعى تقنعنى إنه لسه بيحبها !

اللوا صالح حرّك إيده على وشه يكتم غضبه: امال اول ما فاق رجعلها هى ليه ! إحتاجلها دلوقت ليه ! مع إنك قدامه اهو و بإشاره هتبقى بين إيديه ! زى ما كنتى قبل كده قدامه بس إختارها هى و دلوقت بردوا بيختارها هى
امنيه إتعصبت عشان الكلام و عقلها مألوفين على بعض: كان غلطان
ابوها هز راسه بأسف: و إحتياجه لها دلوقت بيكرر حاجه هو عارفها غلط ؟

امنيه نفخت و أبوها بصلها بغضب: حتى لو، ف مختلفش عنك كتير ! مانتى جايه تكررى غلطك تانى ! ف الاول حطيتى نفسك جنبها قدامه و انتى عارفه هيختار مين و دلوقت راجعه تكرريها تانى و انتى عارفه بردوا هيختار مين ده ان مكنش اختار اصلا !
امنيه: مختارهاش ! الظروف اللى كل مره بترميها ف طريقه
أبوها بيحاول يتماسك عشان يشدها من الدوامه دى ! بنته صعبانه عليه: الظروف قبل كده ادتهاله ! طب و دلوقت معاها ليه ! ساب الدنيا كلها بما فيهم قضيته اللى كان هيموت بسببها ليه عشانها ! ساب حتى ولاده ليه عشان يبقى جنبها ! معاها لحد دلوقت ليه ؟

امنيه لسه هترد بإندفاع أبوها سبقها بتحذير: و اوعى تقولى عشان الولاد و لا القضيه و لا اى ظرف مهما كان ! عارفه ليه ! عشان و لا اى ظرف مهما كان هيجى حاجه جنب محنته و الظروف اللى إتحط فيها و مع ذلك الظروف دى مزنقتهوش و لا اجبرته على حاجه هو مش عايزها ف مش هتجبره الظروف دلوقت ! اكيد شوفتى ازاى حارب الظروف مهما شدت عليه و ممشيش ف تيارها ! عشان مالك مش من النوعيه اللى بيتلوى دراعها و لا بيعمل حاجه هو مش عايزها !

امنيه الدموع لمعت ف عينيها و أبوها بصلها بتأكيد: هو معاها عشان عايز يبقى معاها مش عشان حاجه تانيه ! قبل كده حارب الظروف بيها و انهارده بيحاربها عشانها و بكره هتتأكدى
مالك كان انسحب من وسطهم و حود اخر الطرقه ينزل السلم بس وقف على كلامهم يسمعه خاصة اما لقاه بيلف حواليه هو و حلم .. دايما اللى برا الدايره بيبقى مشغول باللف فيها ف مبيشوفش كل حاجه او بيشوف اللى قصاده بس و هو كان محتاج يسمع حد برا الدايره ! حد بيتفرج ع الحكايه من برا يمكن يفهم اللى مش قادر يفهمه ! و بمجرد ما سمعهم عقله حدف قدامه كلام مراد و تلقائيا إبتسم ع الحقيقه المسلم بيها ! كمل طريقه و نزل غرفته !

امنيه مع أبوها دورت وشها عشان عارفه ان كلام أبوها فيه كتير من الصح اللى هى بتحاول تهرب منه او مش عارفه تواجه عقلها بيه و قافله عقلها ! أبوها سابها و مشى و بيدعى تستسلم بقا ! فضلت مكانها شويه عينيها بتطق غيظ بيقلب لغضب و يتحول لغيره و فجأه  كل ده إتقلب لشرار اول ما إنتبهت لحلم قدامها و عيالها ف حضنها!
حلم شافتها و قدمت خطوات و امنيه راحت ناحيتها و الاتنين وقفوا قصد بعض بنظرات محتده !

مالك كان طلع اوضته و رقد ع السرير بتعب و بيتقلب بملل و شويه و يقوم يبص من الشباك و شويه و يرجع يقعد ع الكنبه !مسك موبايله و بيقلب فيه يفتح الواتساب يسيب رساله لفهد اما يصحى يكلمه شاف فى مسدجات من رقم غريب و مفتوحه يعنى مقريه ! إستغرب للحظات و فتحها و إتسمّر مكانه و عينيه ضلّمت بغلّ !
ف المستشفى العسكرى هامر إتنقل هناك عشان إصابته و صفوت كمان اللى كان مضروب ف إيده و خلّصوا و هما ف العمليات قبل ما يتحوّلوا لغرفه الباب إتفتح و دخل اللوا ثروت !

هامر بصّله بحده و ثروت وقف و حط إيديه ف جيوبه و إبتسم بمكر: الدنيا صغيره اوى مش كده ؟
هامر بصّله بغضب: متخلنيش اخليها كبيره عليك
ثروت ضحك اوى بعدها وقف ف الضحك بأسف: نتفق
هامر بحده: عايز ايه !
ثروت بشر: مالك يشيل الليله
هامر رد بقرف: كان هيشيلها لولا
ثروت عاد كلامه ببطئ مخيف: ماالك .. يشيل .. الليله
هامر بصّله شويه بتفكير: السبب و المقابل ؟

ثروت ضم بوقه على بعضه ببرود: السبب ليا و المقابل ليك ! السبب تقدر تقول كرامتى ! و المقابل تقدر تقول كرامتك !
هامر بصّله بتدقيق: و لو محصلش ؟ يعنى لو معرفناش نحدف الليله كلها ف حجره ؟
ثروت بص لصفوت و رجع بص لهامر: ساعتها فى خطوه سايبها اخيره .. كوره بس مش هتتلعب غير ف الوقت الضايع
هامر بتحذير بص لصفوت زى ما ثروت بصّله و رجع بص بثروت بحذر: اوعى يكون..

ثروت ببرود: حلم
هامر بصّله بحده: بلاش .. ده غبى و هيشوط ف الكل .. انا بحوشك عن غباءه
ثروت بغضب: اعتقد احنا إختلفنا بسبب عيله بس دلوقت مش هنقع بسببها ! قولت ايه !
هامر زعق: إختلفنا بسبب طمعك و غبائك !
ثروت قرّب بخطوات ثابته ناحيته و ركز إيديه ع السرير قصاده و ميل عليه: حلم بنتى !
هامر زعق: بأمارة ؟

ثروت رجع ف وقفته بجمود: انا اللى ربيت و انا اللى كبّرت و انا اللى علّمت !
هامر زعق: كفايه عليها لحد كده ! ساعدتنا كتير اوى و من اول الحكايه و كانت النتيجه وقعت و احنا بردوا وقعنا !
الاتنين بصوا لبعض قوى و سكتوا و ثروت قطع سكوتهم: نتفق و لا هى تكمل الباقى من الحكايه !
هامر بتردد: بس...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة