قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز كاملة

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

نظر لعيناها وهو يقود سيارته وتذكر ما حدث بأكمله وخوفها عليه أبتسمت له ببراءة فأبتسم لها رأي سيارة نقل تأتي من جواره خلف بابها بسرعة قصوي علم بأنها ستقتلهم، جذب رأسها بهلع وأخباها بصدره وهي مُبتسمة وبسرعة البرق صدمت السيارة سيارته وأنكسر زجاج نافذة الباب بظهرها وأنقلبت سيارته نتيجة الصدمة القوي وهي بين صدره ثم فرت سيارة النقل هاربة بعدم صدمهما، تنفس الصعاد بتعب وألم في كل أحناء جسده ودماء تسيل من رأسه وهو مُثبت ذراعه الأيسر في المقودة بقوة ويحمي رأسها بين ذراعه الأيمن وصدره ثن نادها ليطمئن عليها:
- دمــوع.

لم تجيبه مرة وأخرى، حاول فك حزام الأمان بخوف عليها وهو يتاوه بألم ثم خرج من نافذة السيارة وأخرجها معه فاقدة الوعي، جلس على الأرض بتعب ووضعها على قدمه وحاول أفاقتها وهو يصرخ بهلع:
- دمــوع.. دمــوع.

فتحت عيناها ببطئ شديد وأنفاس متقطعة رأته أمامها وعيناه تكاد تبكي من الخوف نطقت بصعوبة وصوت مبحوح:
- عمــه.

وغابت عن الوعي من جديد، نظر عليها وهى بين ذراعيه ملوثة بالدماء بالكامل وتذكر جملتها ( أنا خايفة عليك) وقف بصعوبة من الألم وحملهاعلي ذراعيه لكنه لم يقوى على الحركة فسقط على الأرض، أخرج هاتفه وأتصل بسيارة الأسعاف من ثم ضم رأسها لصدره وحدثها بخوف شديد:
- دمـوع خليكي معايا متموتيش متمشيش زي تيا وتسبيني لوحدي، دموع خليني أعمل حاجة صح مرة في حياتي وأدخلك المدرسة، أنتي مالكيش ذنب في كل ده مش لازم تموتي المفروض أنا مش أنتي ولا تيا.

أنتفض جسدها فجأة بين ذراعيه ثم توقف قلبها عن النبض تماماً.. صرخ بصدمة وهو يضمها بقوة:
-اااااااااه ليـــــــه كـدة ليــــه...

أستيقظ حبيب على صوت رنين هاتفه فألتقته وأجاب عليه:
- آلو.. أيوة أنا... إيه طب هو كويس جراله حاجة.
فتحت جميلة عيناها بتذمر وهتفت قائلة:
- في إيه ياحبيب على المساء أنت مش هتبطل تليفونات.

- طيب طيب أنا جاي حاجة مستشفى إيه.. ماشي سلام
قالها حبيب وأغلق الخط، أعتداء في حديثها وقالت بقلق:
- في إيه ياحبيب وراح فين دلوقتي.
أجابها وهو يقوم من سريره بقلق مُستحوذ عليه بعد هذا الخبر، قائلاً:
- أبنك عمل حادثة هو ودموع في العمليات.
صرخت بهلع مصاحباً أنتفاض قوي، قائلة:
- أبني.

خرج علي مسرعاً من باب العمارة بعد أن جاءه الخبر وركب سيارته ثم قاد كالمجنون إلى المستشفي، رأه يقف أمام غرفة العلميات ورأسه محاطة بشاش طبي وذراعه الأيسر معلق في رقبته، أسرع نحوه ثم هتفت مُردفاً:
- حصل إيه، ودموع جرالها إيه .

لم ينطق إلياس بشئ فقط أبقي كما هو مُتكي علي الحائط بظهره ويفكر بها وصوتها يتردد في أذنه (ممكن تخرجني من هنا )( عمه ) ( بس انا بثق فيك لأن بحس معاك بالأمان ) ( أنا بجد خايفة عليك ) ( بجد هتوديني المدرسة ) فكل لحظة قابلها بها وكانت أمامه كنت بسمتها البريئة تُرسم علي شفتيها وتميل رأسها نحو كتفها بعفوية ويميل شعرها الحرير معاها، ضرب الحائط بقبضته اليمني بقوة وهو عاجز عن ما حدث ولا يعلم ماذا يحدث بها في الداخل وإلى أي مدي سأت حالتها بعد أن توقف قلبها بين يديه...

وصلوا أسرته إلي المستشفي، وقف حبيب أمامه وسأله بفضول عن الحادثة ناظراً لغرفة العمليات:
- حصل إيه، ودموع جرالها إيه.

صرخ به بعد أن نفذ غضبه وقلقه عليها قائلاً:
- معرفش معرفش.

وقفت أثير بجوار والدتها تنظر علي أخاها بعد ما حدث له في الأوان الأخيرة وهل عمله سبب كل هذا، وقع نظرها علي علي الواقف بجواره يربت علي كتفه بمؤاساة وأنتفض قلبها بخوف عليها فأذا وقعت في حبه هل ستكون تماماً كـ تيا وسيظلوا يحاولوا قتله، هزت رأسها بخوف وهي تشيح نظرها عنه بعيداً...

دلف معتصم إلي ڤيلته مُنهك من كثرة العمل ويحمل جاكيته بيده.
- بابي
قالتها أريج وهي تركض نحوه بسعادة، جثو علي ركبته بسعادة يعانقها ثم قال:
- عصفورة بابي صاحية لحد دلوقتي ليه.

أبتسمت له ببراءة وهتفت بطفولية:
- مستنياك تلعب معايا.
قهقه من الضحك بسعادة، أقتربت كارما منه مُبتسمة وهتفت مُردفة:
- حمد الله بالسلامة ياحبيبي، روحي يا أريج لنانا بابي تعبان.

- أوكي
قالتها أريج بطفولية وسذاجة وهربت إلي الداخل، وقف معتصم ووضع قبلة علي جبينها بأرهاق وقال:
- العشاء جاهز.
أشارت إليه بنعم وهي ترسم بسمة علي شفتيها، صعد الدرج لكي يغير ملابسه أولاً...

خرج الدكتور من غرفة العمليات ونزع الكمامة عن وجهه، أسرع إلياس له بفزع وسأله:
- خير يا دكتور هي كويسة.

- الحمد لله حالياً صحتها كويسة وتجاوزنا مرحلة الخطر، طبعاً خرجنا الزجاج من ضهرها وجبسنا رجلها الشمال، بس...
قالها الدكتور وهو ينظر له ثم توقف عن الحديث، نظر إلياس له بخوف بعد أن توقف عن الحديث، نظر الدكتور لــ حبيب ثم أكمل حديثه بأسف:
- هي دخلت غيبوبة علمياً مفيش أي أسباب توحي للغيبوبة دي يمكن جسمها مش قابل الحادثة وصدمة أن شاء الله تفوق في أسرع و قت عن إذنكم...

أرتطم جسده بالحائط بخذلان وأنهيار بعد خبر الغيبوبة، نظروا جميعاً لبعضهم ثم له بذهول من خوفه الشديد عليها ومن فقدها، ذهب إلى غرفتها بضعف وهو لا يقوي علي الحركة، دلف بتعب ورأها علي السرير وأنبوبة التنفس الصناعي علي فمها وعليها غطاء أبيض وشعرها مسدول بجانبها، جلس بجوارها علي الكرسي وتأملها بهدوء وذرفت دمعة من عيناه مع دقة قلب من أجلها هي فقط، طفلة سكنت تفكيره منذ أول لقاء لهما بالحانة وأسمها الذي تردد بأذنه منذ أن سمعه من فريدة وعيناها الحزينة كأسمها وكيف تحتضن عيناه، تشبثها به وبيده مع صوتها الرقيق بهدوءه وبسمتها البريئة وسذاجتها...

كل شيء بهذه الطفلة سكنه وحدها. من جعلت قلبه يدق من أجلها من جديد، دقة قلب رغم خوفه منها إلا أنه سعد بها، ذهبت عيناه على يدها رغم الكانولا المعلقة بها، أقترب بجسده نحوها ثم أحتضن يدها بيده اليمنى وهتف بضعف وصوت مبحوح ودموعه تنهمر قائلاً:
- دموع، دموعي بتنزل بسبب واحدة ست بعد العمر كله حتى لما تيا ماتت دموعي منزلتش قد ما كتمت وجعي جوايا، دموعي نزلت بسببك يا دموع، هان عليكي عمه ودموعه...

ترك يدها ثم رفعها ليمسح دموعه وتنفس بعمق ثم هتف مُردفاً:
- متخافيش آنا معاكي فوقي ومتخافيش من حاجة، صدقيني لو أعرف أن ده هيحصل كنت سيبتك عند ماما.
صرخ بانهيار وهو يقف من جوارها، قائلاً:
- فوقــي بقــي.

دلف الجميع إلى الغرفة علي صراخه وزاد ذهولهم من صراخه وأنهياره هكذا بسببها هي فقط، هتف على بهدوء:
- إلياس أنت كويس .

تركهم وخرج من الغرفة بأنفعال وقلبه يعتصره الألم خوفاً من فقدها هي الأخرى يعلم بأن هذه فعلة معتصم وحده، جلس في الأستراحة منتظر شئ واحد وهو أن تستعد وعيها وتناديه بـ ( عمه) مجدداً بلطفها...
ظل هكذا حتي جاء علي له مع أذن العصر وجده شارداً لا يعلم ماذا يحدث لصديقه لما جن جنونه هكذا من أجلها...
سأله بوجع قائلاً:
- عرفت اللي عملها، هو صح ؟؟.

هتف علي بضيق قائلاً:
- اه هو.
وقف إلياس بغضب مُشتعل كالثور الهائج وخرج من المستشفي كالمجنون ومنها إلي شركته وهو يفكر بشئ بواحد قتله لــ تيا و دموع علي وشك تركه...

كان يجلس يباشر أعماله بأستياء، فتح باب مكتبه بقوة فرفع نظره ووجد إلياس يقترب منه وعيناه تشيع نار من الغضب بداخله موج غضب خارجة عن سيطرته ممزوج بألم الفقد ولما دائماً هو من يخسر وكل من يقترب منه هو من يتأذي بالنهاية... خلفه رجال الأمن، وقف معتصم من كرسيه وألتف حول المكتب ويقول:
- إيه ده، أنت داخل فين هنا.

أقترب إلياس منه ومسكه من عنقه بقوة وهو يزداد في ضغطه ثم يهتف قائلاً:
- كان لازم تفكر في ده لما قتلتها، ليــــه هي ليــــه.
ولكمه بقوة في وجهه أسقطه أرضاً، أقترب الرجال منه ولكمهم بقوة وأطرحهم ضرب وصرخ بقوة ونار بين صدره قائلاً:
- ااااااااااه ياقلبي...

وقف معتصم بمساعدة رجاله وصرخ به بإنفعال، قائلاً:
- أنت أتجننت ياحيـوان أن ما خليتك تندم علي اللحظة اللي أتولدت فيها...
دلف علي خلفه وهلع حين رأهم هكذا، أسرع له ومسكه من يده وهو يهتف قائلاً:
- إلياس أنت فقدت عقلك بعد اللي حصل، دخولك هنا جريمة...

نزع ذراعه من يد علي وتركه بلا أهتمام وأستدار لكي يخرج وقابل سعيد أزدرد لعوبه بخوف وأرتباك من إلياس ، دفعه بقوة وأكمل خروجه ومن الشركة إلي المقابر فاقداً كل أعصابه تماماً ويفكر بــ تيا وهل سيفقد دمـوع هي الأخري، وقف أمام قبرها ثم قرأ الفاتحة وعقله وقلبه مع هذه الطفلة التي علي وشك الفراق والرحيل...
رن هاتفه بأسم أثير فتح الخط وقال ببرود:
- نعم.

- إلياس دموع فاقت وبتدور عليك.
ركض بسرعة كالمجنون وكأنه مسافر وهبط علي أرض الوطن أمام عيناه بسمتها فقط وهي تناديه.

دلف علي وهو يحمل بيده عبوات العصير للجميع، وجدها منكمشة في ذاتها كعادتها وتبكي بخوف من كسر قدمها، أعطي العصير لـ جميلة وحبيب أقترب من أثير ووقف إمامها ومد يده بالعصير نظرت لعيناه بخجل وأخذته منه فتلامست أصابعهما معاً ودق قلبه مع دقات قلبها ثم جلس بجوارها، دلف إلياس للغرفة وعلي جبينه حبات العرق من كثرة الركض ويهتف بذعر قائلاً:
- دموع.

رفعت نظرها له ورسمت بسمتها الطفولية وقالت بعفوية:
- عمه.
أسرع لها وعانقها بشغف مُشتاق لها وقال بلهفة:
- أنتي كويسة.
أبعدته عنها بخوف عليه وقالت بهلع وهي تديره يمين ويسار:
- عمه أنت كويس صح محصلكش حاجة وحشة.
أبتسم لها بسعادة فتنحنح علي بإستياء...

خرجت نارين من غرفتها وأغلقت الباب ثم أستدارت فصرخت بهلع حين رأت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة