قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز كاملة

رواية راقصة الحانة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

ذهب إلياس إلى النادي وجلس علي الترابيزة وقال بخفوت وهو يمسك الجريدة:
- رائد إلياس كلمت حضرتك في التليفون خليكي زي مانتي ومتبصيش وراكي.
سمعت كارما جملته من خلفها ولم تستدير كما طلب وسألته:
- خير حضرتك طلبت تقابلني ليه...

أجابها وهو يقبل في الجريدة بهدوء:
- محتاج مساعدتك عشان أقبض علي جوزك، آنا مش هقولك ليه ولا هفرض عليكي تساعديني لما أقوم خدي الجرنال من علي الترابيزة هتلاقي جوا تقارير أنا كاتبها عن جوزك وفساده وجرايمه بس معيش اثبت يخلي أطلع أمر اعتقاله وبعدها قرري هتساعديني ولا لا.

وترك الجرنال ورحل، وقفت وهي تنادي علي طفلتها الصغيرة أثناء لعبها وأخذت الجرنال بسرية ورحلت...
خرج إلياس من النادي و علي ينتظره في سيارته فتح باب السيارة وركب بجواره...
- أنا مش موافق ولا مقتنع باللي بتعمله ده
قالها علي بتذمر وهو يشعل محرك السيارة.

تتنهد إلياس بهدوء ثم هتف بلهجة جدية للتوضيح:
- ليه بقي كارما بدور وراء جوزها وبتروح تقابل أهالي الضحايا ده دليل كافي ان عندها مبادئ ومش قابلة بفساد جوزها.

أجابه علي بأقتناع وخوف عليه قائلة:
- كلام منطقي، بس كارما بتدور وراء جوزها وهي متأكدة آنه مش هيأذيها لأنها أم بنته لكن أنت لو حاس انك رجعت تدور وراءه تاني يبقي الله يرحمك، وبعدين مش يمكن كارما عايزة توصل لدليل عشان تواجه بس بقوة مش تنشر فساده ولا عايزة يتقبض عليه وبكدة ممكن تطلع من هنا علي معتصم وتقوله كل حاجة.

أردف إلياس بثقة وهو يخرج هاتفه من جيبه قائلاً:
- الصحفية اللي ترفض وسائط جوزها ومكانة رئيس تحرير وتقرر تبدأ من الصفر بمجهودها زي باقي زمايلها مستحيل تكون بدور عشان مواجهة تافة بينها وبين جوزها، كارما هي السلاح اللي هنقضي علي معتصم بيه فهمت، اقفل علي الموضوع ده عشان أكلم دموع.
وضع هاتفه علي أذنه وأتصل بها...

- رجلي بيتصل يادموع
قالتها حنين وهي تجلس في غرفتها، خرجت من المطبخ ركضاً حين سمعت جملتها تحمل صنية الساندوتشات والعصير وضعتها على المكتب بسرعة وألتقت هاتفها وأجابته:
- عمه.
أتاها صوته عبر الهاتف وهو يقول بهمس حتي لا يسمعه علي :
- واحشتيني بتعملي إيه.

جلست علي السرير بسعادة وقلبها ينبض بأسمه وحده وتزيد ضرباته وهي تستمع لصوته وصوت أنفاسه ثم هتفت بخفوت وخجل قائلة:
- بذاكر مع حنين وأنت كمان واحشتني جدا ياعمه بقالي أسبوع مش بشوفك بسبب شغلك ومدرستي.
أبتسم ببهجة وهتف بعفوية ونبرته دافئة يحتوي قلبها بها قائلاً:
- أنا جاي كمان ساعة ونص ساعتين جهزي نفسك هخرجك النهاردة مكان جديد وألبسي تقيل الجو بدأ يسقع.

أردفت ببراءة وهي تلعب بأصابعها في ركبتها قائلة:
- حاضر خلي بالك من نفسك.
أجابها بخفوت شديد من وجود صديقه بجواره وهمس يلعب علي أوتار قلبها الصغير ويذيبه في بحر عشقه قائلاً:
- بحبك.

- وأنا مش بحبك بس أنا بعشقك وبتنفسك
قالتها بدلال يفرط قلبه العاشق ويذيبه حتي يكتفي بعشقها هي وحدها فقط، نبرتها الدافئة زادت من ضربات قلبه وأرتباكه وأثارت رغبته أكثر بها وبضمها في تلك اللحظة تمني لو كانت أمامه لكان سرق عيناها بعيناه لعالم أخري لا يري ولا يسمع به سواها هي فقط، أغلقت الخط معه وتتنهدت بأرتياح وهيام شاردة بصوته وصورته في مخيلتها وصرخت حين رأت حنين تجلس خلفها مباشرة، رفعت حاجبها بدهش من صديقتها وسألتها بفضول:
- رجلي ده إلياس صح.

أبتسمت كالبلهاء وهتفت بحب ونبرة هادئة وهي تمدد جسدها علي السرير وتنظر للسقف قائلة:
- رجلي وبس، ده رجلي وولي أمر وحبيبي وحياتي ورحي وكل دنيتي، ده عمري اللي جاي وسعادتي وحلمي عمه هو كل حاجة ليا هو أنا اللي من غيره لا أكون.
مدد حنين جسدها علي السرير بجوارها تنظر لصديقتها وعشقها الذي يفيض من نبرتها الحنونة وعيناها العاشقة وسألتها بفضول:
- هو الحب بيعمل كدة.

نظرت دموع لها وأبتسمت بفخر بحبيبها ثم تمتمت بسعادة تسكن عالمها الصغير بسببه هو:
- وأكتر من كدة لما يكون مشغول جدا في الشغل ويتصل يطمن عليا، ولما يقعد يأكل مع أصحابه في القسم وقبل ما يحط حاجة في بوقه يتصل يسالني كلتي ولا لا، ولما يتصل يهزر معايا ويضحكني قبل ما يطلع اي مهمة عشان مقلقش عليه رغم انه مبيقوليش بس بعرف، ولما يكون راجع تعبان الفجر وهيموت ويشوفني ويمنع نفسه عشان ميدخلش اوضتي ويحرم دخولها عليه لحد مانتجوز، لما بعد كل خناقة بينا وأنا عارفة أني غلطانة وبدلع عليه هو اللي ينزل يشتري هدية ويصالحني...،

لما مرتبه يقرب يخلص قبل الشهر ويحرم نفسه من أي حاجة عشان لو أنا عوزت حاجة، لما كل وقت يكون فاضي فيه يخرجني خروجة جديدة عشان مزهقهاش من قاعدة البيت، لما يمسك أيدي لحظة خوفي، لما يبوس رأسي ويحضني بعد كل لحظة رومانسية،لما أخرج أنام في الصالة ويقدر يشوفني عشان عارفة اني وحشته وهو مش هيدخل هنا، لما أدخل المطبخ أبوظ أي حاجة المهم أعمله أكل يأكله بدل أكل الشغل، لما أنفذ تعليماته بالحرف مش عشان بيتحكم فيا لا عشان بحبه وهو بيعوضني ومش رميني يبقي أنا عدت معه كل مراحل الحب وصلت لعشقه بجنونه.

أبتسمت حنين وقالت بهيام:
- هو الحب حلو بالشكل ده.

قامت دموع من مكانها بأستعجال لكي تتجهز قبل وصله ثم هتفت ببراءة:
- الحب حلو كدة عشان العلاقة مبنية علي أهتمام وتقدير ومهما يمر ومهما أنشغلنا عن بعض عمرها ما بتفقد شغفها وشوقها ودايما عايزين أكتر عشان حامينا علاقتنا وحبنا من لحظة ملل أو ضيعنا وقتنا في الخناق وخصام بنتخانق بس مبنديش للخصام أكتر من دقائق.

فتحت الدولاب وأخرجت ملابسها عبارة عن بنطلون جينز وتيشرت بكم وبلطو جلدي ثم ركضت للحمام بأستعجال تريد أن تتجهز سريعاً قبل وصول حبيبها فهي مشتاقة له بهوس لم تراه منذ أسبوع تكتفي بسمع صوته في الهاتف فقط...

دلف معتصم الي غرفة نومه مساءاً بعد أن مر علي غرفة طفلته الصغيرة، وجدتها تجلس علي السرير تمدد قدمها بأرتياح وتقرأ كتاب ترتدي بيجامة حرير ذات اللون الكحلي وشعرها مسدول علي كتفها الأيمن، خلع جاكيته وهو يقترب منها وقلبه يتسارع في نبضه من جمالها وهدوءها جلس أمامها ولم تخرج نظرها عن كتابها أقترب منها ووضع قبلته المعتادة على وجنتها فأغمضت عيناها بأشمئزاز من لمسه وهي تفكر كيف قتل العديد من الابرياء بأدويته، ثم نزل يضع قبلة علي خدها بلطف ويديه تحتوي ذراعيها تجذبها له أكثر، هتفت بضيق وكتابها يسقط منها مع جذبه لها قائلة:
- معتصم مش وقته.

أجابها بخفوت شديد ونبرة دافئة مليئة بالحب والشغف وهو يكمل ما يفعله ويقبل خدها الأخر ويستمر يجذبها حتى ألتصقت بصدره قائلاً:
- وحشاني جداً ياروحي.
حاولت مقاومته وهي تحرك جسدها بضيق بين ذراعيه وتهتف بتمرد:
- معتصم خليني أشوف البنت الأول طيب، بجد آنا تعبانة.

أبتعد عنها وتركها تخرج من بين ذراعيه وأحضانه وهتف بلهفة وخوف شديد عليها يتفحصها بكل مكان بعيناه قائلاً:
- مالك ياحبيبتي فيكي ايه أجبلك دكتور.
نظرت لعيناه بضعف وكيف تحاربه وهي عاشقة له منذ إكثر من 12 عام غارقة في عشقه وأسر عيناه صراع كبير بداخلها عقلها يراه مجرم قاتل أما قلبها يراه عاشق فقط، هتفت بأحراج من نظرات خوفه عليها قائلة:
- سلامتك ياحبيبي آنا كويسة.

مسك يدها بين كفيه بحنان ودفء وقال بتفاهم مُبتسماً لها:
- خلاص ياحبيبتي بلاش مادام أنتي مش عاوزه وأنا مقدرش أغصبك وأسف لو زودتها عليكي وضغطت على رغبتك، كملي كتابك وأنا هأخد حمام.

نظرات عيناه لها و أعتذاره لها علي لمسها دون رغبتها وجعلتها ملكة أمراة بطريقته هكذا وأهتمامه لرغبتها رغم رغبته بها جعلتها تضعف أمامه وقلبها يخرس عقلها المتمرد في تلك اللحظة، وضع قبلة في قلب كفها بعد أعتذاره وكاد أن يقف لكنه أوقفها تشبثها به حين أغلقت أصابعها على قميصه من فوق صدره، نظر لها فأبتسمت له أبتسامة ساحرة أقتربت وهي تجلس علي ركبتها فوق السرير أمامه ووضعت قبلة علي خده برفق نظر لعيناها بتساؤل وأعطته الإجابة حينما لفت ذراعيها حول عنقه مُبتسمة له أبتسم لها وهو يحاوط خصرها بذراعيه وينزلوا فوق السرير ويمسك ريموته الكنترول وهو يحتضن شفتيها بشفتيه بقبلة ويغلق الأضواء...

توقف إلياس بسيارته أمام العمارة ثم ترجل منها وكان على الصعود للأعلي لكنه توقف على درج العمارة حين رأها تنزل أمامه برقة وخطوات ثابتة ترتدي فستان سماوي بكم وبه حزام سماوي من الخصر منتهي برابطة خلف ظهرها يظهر نحافتها قصير يصل لركبتها ومعلق الصدر والظهر وتحمل بيدها بلطو جملي اللون جلد وشعرها تماماً كما يعشقه مُسدول على ظهرها حر ترتدي حذاءها الرياضي كعادتها فضحك عليها وهي تنزل على حذاءها وصلت أمامه وأعلاه بدرجتين فأصبحت بطوله الأن...،

ابتسمت له بسعادة وأموت وجنتها من نظرات أعجابه وأنبهاره بها تزيد حماتها من جمالها الساحر الذي جعل سيد يوما ما يجعلها راقصة بسببه وعيناها الخضراء كانت أقل ما يقال عنها ملكة جمال العالم الصغيرة آو حورية من جنة هبطت على الأرض، كان ينظر لها بأنبهار شديد لأول مرة ترتدي فستان في خروجها معه وتضع ملمع شفايف لأول مرة يزين شفتيها ذات اللون الكرزي مُشتاق بجنون لها بلا حدود أسبوع بأكمله لم يراها رغم أنها معه تحت سقف واحد أراد أن يشبع عيناه من النظر لها ولملامحها وعيناها آلتي أسرته من أول لقاء لهم بالحانة...،

ظلت تحتضن عيناه بعيناها صامتة تنتظر أي رد فعل آو تعقب منه عليها تنتظر كلمة يتفوه بها تكفيها لكنه كالمعتاد فعل غير ما تتوقعه هي صعد درجة الدرج آلتي تفصل بينهما وأحتضن رأسها بين كفيه الكبار ثم وضع قبلة علي جبينها بلطف طويلة تنفست بأشتياق وكأنها كانت تحت الماء منذ زمن طويل وصعدت للتنفس الأن رفعت يديها الأن تضعهم فوق خصره من الإمام أرتدت آن تبقي هكذا طول حياتها وأن يتوقف الوقت بتلك اللحظة شعرت بشفتيه الدافئة تلتصق بجبينها بقوة وكأنه يريد ألتهم وجنتها بهما أغمضت عيناها مستمتعة بتلك اللحظة يتناغمها ضربات قلبه وكأنه يصدر موسيقى عشق تليق بلحظتهما..،

تمسك برأسها بقوة وأشتياق وهو يشم رائحة شعرها الفريدة يريد الأن ضمها بصدره وحملها على ذراعيه ثم يركض هارباً بها بعيد لأرض لا يسكنها بشر يسكنها فقط عشقهما وهما.. أبعد شفائه عن جبينها برفق أحداً عيناه لعيناها تأملها وهي مغمضة آلعيون وتفتحهما ببطئ شئ ليبث منهما نظرة حب دافئة ممزوجة ببراءتها وكأن عيناها ألقت تعويذة عليه فتلك اللحظة التي فتحتهما بها فرغب بجنون في تذوق عيناها الخضراء بشفتيه ولكنه نفر تلك الرغبة مقاوماً لها بكل قوته مسك يدها بيده بحب ونزل بها فتح باب السيارة لها وجعلها تركب أولاً ثم هو وقاد بها...

سألها بهدوء وهو يربت على يدها بأصابعه المتشابكة معاها:
- معلش ياحبيبتي أتاخرت عليكي أضطرت أسلم تقرير القضية النهاردة في الحجز آللي حجزته راح علينا تحبي نروح فين ؟؟.
أرتبكت بخجل شديد وهي تحاول أن تبدأ جملتها بنطق أسمه لأول مرة من شفتيها ولكنها لم تنجح فهتف بخفوت:
- ولا يهمك ممكن نروح اي مكان.

نظر لها وهو يقود ثم هتف بهيام وحب ونبرة دافئة قائلاً:
- أنتي منفسكيش تروحي مكان معين هوديكي.
عضت شفاتها السفلي بخجل وهي تنظر له وهو يتبادل النظرات بينها وبين الطريق ثم هتفت بسعادة طفولية:
- أنا نفسي أمسك أيدك ونمشي علي الكورنيش مع هواء النيل وتشتريلي أيس كريم ووردة حمرة ونتصور سوا كتير ونخلص ونروح نأكل كشري في أي محل بدل المطاعم الفخمة اللي بتودهالي.

ضحك عليها بسعادة وهتف بجدية مُبتسماً لها وهو يغير طريقه بالسيارة قائلاً:
- يبقي نروح الكورنيش وناكل كشري.
كادت إن تقفز من مكانها بسعادة وقالت:
- قول والله.
نظر لعيناها مباشرة بشغف وهتف بنرة ناعمة بهمس شديد قائلاً:
- والله.
أحمرت وجنتها بلون الدم من شدة خجلها بسبب همسه ونبرته...

أخذها علي معه في حفلة زفاف أحد أصدقاءه وذهبت مع. الفتيات وأبقي هو مع أصادقاءه ونظره عليها يراقبها يعلم بأنها متمردة ولكنها تخشى وجودها مع أشخاص لا تعرفهم ظل يحدق بها وهي تجلس علي كرسيها وترتدي فستان لونه موف بكم للمحجبات وتلف حجابها الذهبي وجهها خالي من المكياج بأستثناء عيناها تزينهما بكحل شفتيها بأحمر شفايف لون فستانها..،

أدارت رأسها بملل ورأته يتحدث مع صديقه وهو يضحك بشدة مُرتدي بنطلون جينز وقميص موف فاتح وعليه بيلزر أسود اللون وشعره مرفوع للأعلي، وقفت بملل وهي تمسك شنطتها الفضية الصغيرة بيد فستانها آلتي يعوق قدمها وخطواتها بوسعه بيد وذهبت نحوه شعرت بخوف شديد حينما تغزل بها شاب أخر وهي تمر من أمامه وصلت بجواره وشعرت بالشاب يأتي خلفها نظرت أيد حبيبها وأدخلت يدها الصغيرة في قلب كفه بلطف...

- يا راجل طب أعزمني أنا جاي وش
قالها علي لصديقه وهو يضحك معه، شعر بشئ دافئ يلمس يده وكأنه يختبئ بحضن كفه من العالم الخارجي، نظر ليده ورأي يدها تتشبث بيده أستأذن صديقه ورحل ولم يهتم على رفع نظره لها وهتف بخفوت شديد يتغازل بها قائلاً:
- يخربيت جمالك هو في كدة.

أعتقدت بأنه يتغزل بمظهرها وأخفضت رأسها بخجل أرضاً، فقال مجدداً بحب وهو يغلق قبضته على يدها الصغيرة يحتويها:
- أول مرة بنت تمسك أيدي وبالرقة دي.
رفعت رأسها بذهول أهو يتغزل بلمسة يدها وليس بها، سألها بخفوت شديد قائلاً:
- هو مش كتب كتابنا بكرة برضو.

أشارت إليه بنعم مُبتسمة فهتف وهو يذهب بها قائلاً:
- حلو جداً تعالي نسلم ونمشي من هنا لأحسن أتخنقت.
أبتسمت بسعادة وهو يمشي بها ماسكاً يدها، مر من أمام الشاب بها ولم تعري انتبه له فهي بأمان الأن ومعه وحده تشعر بأمان وطمأنينة...

كانوا يمشوا معاً على الكورنيش مُتشابكين الأيادي كما طلبت والهواء القوى يداعب خصلات شعرها ويجعله يتطاير معه بقوة والبسمة تعلو شفتيها، توقف وحملها من خصرها بسهولة من صغر حجمها وجعلها تجلس علي سور الكوبري ولف ذراعيه حول خصرها وضعهما خلف ظهرها حتى لا تسقط للخلف، رفعت يدها تلعب بخصلات شعره الأمامية وترقعها للأعلي بعد أن بعثرهم الهواء وهو يتأملها بقلب عاشق وطامع بعشقها إلى بلا حدود، جاءت لهم سيدة تحمل ورد ومات يدها له بوردة وقالت:
- يارب تجوزها يارب يابيه خد مني وردة.

أبتسم لطفلته وأسندها بذراعه الأيسر وأخرج الأموال بيده اليمنى وأعطاها للسيدة وأشتري لها وردة ذهبت السيدة لغيره، مد يده لها بالوردة ضاحكاً لها وقال بأمل:
- يارب تتجوزها يارب آمين ده آنا عايز مصر كلها تدعيلي أتجوزها آللي مجنناني دي وقبلتني لمراهق واخد البت بتاعه على الكورنيش.

ضحكت وهي تأخذ منه الورد بسعادة طفولية وتشاكسه ببراءتها:
- يارب وأمين ويارب أتجوزه، أنا مجنناك ماشي بكره تشوف الجنان على أصله.
سألها بنفاذ صبر وفقد قدرته على تحمل المزيد من الانتظار قائلاً:
- فاضل قد إيه .

نظرت ساعتها وأجابته بحزن عميق بعد أن قوست شفتيها للأسفل كارهة الإنتظار أكثر قائلة:
- 10شهر و27يوم و 8ساعات و 16 دقيقة 23 ثانية.
ضحك عليها وهي تحسبها بالثواني وزفر بضيق وهو يشبك أصابعه ببعضهم خلف ظهرها قائلاً:
- لسه كل ده يا مُصبر صبرني وقويني.

ضحك بسعادة طفولية وهي تميل بظهرها للخلف فمسكها بقوة بخوف من أن تسقط منه في النيل وتغيرت تعابير وجهه للهلع ورعب عليها، أردفت بخفوت شديد وهي تضع يدها فوق أكتافه تستند عليه من السقوط عليها بعد أن جذبها بخوف قائلة:
- أنا بحبك لدرجة أني نفسي متسبنيش أبدآ لحظة ولا حتى تروح الشغل وبتواحشني على طول وعلي بالي طول الوقت لدرجة لما بكتب واجباتي بشيل الأسامي آللي في الكتاب وأكتب أسمك أنت، عمه متسبنيش أبدآ حتى لو مش عايز تتجوزني آنا موافقة وراضية بوجودك جنبي.

أخرج من جيبه عبلة صغيرة مربعة الشكل وفتحها، رأت خاتم زواج بها رقيق الشكل سليق بأصابعها النحيل وهتف بحب وهو ينظر لها ويده الأخري خلف ظهرها قائلاً:
- تتجوزني يادموع ؟؟
دمعت عيناها الخضراء من السعادة غير مصدقة فعلته هذه وهزت رأسها بالموافقة، أبتسم لها ومسك الخاتم بيده ووضعه بخنصرها الايمن وقال يتيماً وهو يحاوطها بيده:
- حطي أيدك في جيب القميص وطلعي دبلتي.

أخرجت الدبلة فمد يده اليمنى لها مسك يده بيد والأخرى بالدبلة ووضعتها في خنصره وهتفت ببراءة مُردفة:
- أنت دلوقتي بقيت ملكي وبتاعي مش مسمحولك تأذي نفسك ولا جسمك ده ملكي آنا.
- ملكك من أول لحظة شوفتك فيها حاضر
قالها بسعادة وهو يغمز لها بعيناه نظرت علي يدها والخاتم يزينها بسعادة تغمرها كالبلهاء ثم نظرت له بشغف وهتفت برقة شديدة ودلال قائلة:
- عمه أنا نفسي أحضنك ينفع.

نظر لعيناها وبريقها الساحر له وهتف بتهكم قائلاً:
- حضن بس عمه نفسه في حاجات كتير بس بما آني رجل قانون وأفهم فيه آللي نفسي فيه يعتبر جريمتين الأولى أنك قاصر والثاني فعل فاضح في الطريق العام.
ضحكت وهي تلف ذراعيها حول عنقه وتعانقه بقوة وتهتف في أذنه بسعادة طفولية قائلة:
- شا الله يأخدوني عشر شهور سجن.

بادلها العناق وهو يضغط بيده على ظهرها ويرفعها برفق وهي تتعلق بعنقه وأنحني قليلاً لينزلها أرضها حتى تصل قدمها للأرض، أبتعدت عنه ومسك يدها بجنون وركضوا معاً وهم يضحكوا بقوة من قلبهما وذهبوا إلى محل كشري وطلبوا طبقين نظر لساعته ووجدها 12 في منتصف الليل جاء النادل ووضع الأطباق قلب طبقه وأعطاه لها ثم قلب طبقها له أكلت من طبقها وأرادت مشاكسته فقالت بطفولية وعناد:
- دوقني كدة من طبقك طعمه عامل أزاي.

ضحك علي فعلتها آلتي اصبحت عادة لها وهم يأكلوا معاً وقال:
- بطلي رخامة يابت عايز أكل.

ضحكت عليه وأكلت من طبقه تشاكسه فاعل المثل معاها فضحكت كيف يكون رجل بسنه ويعاندها هكذا ويلعب معاها، أنتهوا وخرجا معاً وهو يمسك يدها اليسرى ويقف يدفع الحساب وتنظر هي على دبلتها بفرحة تغمرها والآن أنتقلت من حبيبته إلى خطيبته وتنتظر على أحر من الجمر آن تنتقل الي زوجته، أخذها وأشتري لها أيس كريم وهكذا يكون حقق لها أمنيتها بالكامل..،

أوقف سيارته أمام العمارة نظر عليها ورأها نائمة بجواره ورأسها مُتكية علي الباب ترجل من سيارته وفتح الباب كادت رأسها أن تسقط أقترب بسرعة ووضع يده أسفل رأسها أخذ البلطو من فوق قدمها مسكه بيديه ثم حملها علي ذراعيه بحنان وأغلق سيارته وصعد بها بتذمر شديد ووجه عابث أراد أن يحتفل معاها بمناسبة خطبتهما لكنها تركته ونامت..،

فتحت باب الشقة ومنها الي غرفتها يضعها بفراشها وخرج مسرعاً فهو يأبي دخلوا الي غرفتها، فتح الثلاجة ورأي التورتة التي أشترها من أجل أحتفالهما فتذمر بوجه عابث لا يستطيع الغضب آو التمرد عليها فحقاً تأخر الوقت ويبدو أنها تعبت اليوم من المدرسة الي الدرس والعودة للبيت للمذاكرة وخروجها معه بالتأكيد إرهقت جسدها دلف إلي غرفته لكي ينام هو الأخر...

نزلت فريدة الي الأسفل تحمل شنطة ملابسها أوقفتها نارين بسؤالها:
- أنتي راحة فين وإيه الشنطة دي.
صرخت فريدة وقد وصلت لأقصى مراحل التحمل قائلة:
ماشية من القرف ده آنا عملت بأصلي وفضلت معاكي الشهر ده بعد ما جوزك مات لكن اكتر من كدة لا.

صدمت حين مسكتها نارين من شعرها بقوة ودفعتها للداخل وهي تصرخ بها قائلة:
-امشي انجري جوا لحد ما زبون يتصل وتروحيله.
أغلقت الباب بغضب ودخلت، نظر فريدة بغضب وإنفعال تتواعد بأن تقضي عليها الأن وأخرجت هاتفها وأتصلت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة