قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني بقلم منال سالم الفصل السابع والأربعون

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني بقلم منال سالم الفصل السابع والأربعون

تجمع أهالي الحارة في مدخل البناية، وتعاون بعض الرجال الأشداء في حمل " عوض الله " ونقله إلى منزله بعد أن أنهكه الركض نزولاً على الدرج..
صاح أحدهم بصوت جاد قائلاً:
-خدوا بالكم يا رجالة من دماغه !
هز شخص أخر رأسه بهدوء وهو يجيبه بصوت مرتفع:
-ماشي.. وسع سكة بس !
-ألطف يا رب.. !

قالتها إحدى الجارات بتوجس شديد وهي تتابع ما يحدث من أمام باب منزلها
لحقت بهم فردوس وهي تندب حظها، وتصرخ بعويل قائلة:
-البت وأبوها راحوا مني يا ناس
ربتت إحدى الجارات على كتفها قائلة بنبرة عادية:
-وحدي الله يا ست فردوس، الراجل لسه فيه النفس
بعد عدة دقائق، كان هو موضوعاً في فراشه، وإلتفت أحدهم نحو فردوس قائلاً بإهتمام:
-احنا هنشيع نجيبله ضاكتور
أومأت برأسها موافقة وهي تجيبه بتلهف:
-وماله ياخويا، هاتوا أي حد بس طمنوني على الراجل !

في نفس التوقيت كانت تهاني جالسة على الأرضية أمام مدخل البناية تهز رأسها في إستنكار وتغمغم مع نفسها بحسرة ب:
-ليه كل ما أقرب منك يا ابني بيبعدوني عنك، لييييه ؟ ده أنت الأمل اللي فاضلي في الدنيا دي، آآآآآه.. قسوك عليا يا ضنايا، وحرموني تاني منك !
ثم نهضت عن الأرضية، ومسحت عبراتها المنهمرة بعصبية، وتابعت قائلة بصوت حاسم وهي محدقة أمامها:
-بس.. بس أنا مش هاسكت ! لازم أفهمك يا أوس على الحقيقة كلها !

في سيارة أوس الجندي
قاد أوس سيارته بسرعة معقولة بعد أن ابتعد عن الحارة الشعبية.. ولم يترك كف تقى بل على العكس خلل أصابعه في أصابعه، وظل يلتفت نحوها بين الحين والأخر موزعاً نظراته عليها وعلى الطريق أمامه، ومتأملاً لهيئتها الغافية بجواره..
لم ينكر أن شعوراً عجيباً بالإرتياح قد سيطر عليه تماماً، وإستكانت روحه المعذبة بعد أن ضمن عودتها مجدداً إلى أحضانه..
ورغم أنها كانت ساكنة، جامدة، لا تتحرك إلا أنه كان مطمئناً لقربها الشديد منه، فهي باتت سُكناه الحقيقي..

ولم يكن ليعبأ بأي شخص سواها، فهي وحدها من أغنته عن الحياة بآسرها..
وبعد برهة، وصل هو إلى الطريق الفرعي المؤدي إلى البناية الجديدة التي يقطن بها.. ثم إنحرف بالسيارة في إتجاه اليمين ليمرق نزولاً إلى الجراج الداخلي الموجود بالبناية..
ترجل أوس من السيارة أولاً، ثم جاب بعينيه الجراج ليتأكد من خلوه من الأشخاص، ثم دار حول السيارة، وفتح الباب الملاصق لها على مصرعيه، وجثى على ركبته أمامها، وحل وثاق حزام الأمان، ثم أطبق على كفي يدها بكفيه، وفركهما بقبضتيه ليدفئهما..

نظر لها بعمق وهو يهمس قائلاً:
-إنتي في أمان معايا يا تقى
ثم وضع كفيها على حجرها، ولف ذراعه خلف ظهرها، وبحذر شديد قربها منه، وأسند رأسها على صدره، وقبل جبينها بعاطفة قوية.. ووضع يده الأخرى أسفل ركبتيها، وبكل رفق حملها خارج السيارة، ثم اعتدل في وقفته، ونظر لها بنظرات حانية، وضمها إليه، ومن ثم سار بها بخطوات واثقة في إتجاه المصعد الجانبي الملحق بالجراج..
دلف أوس إلى داخله وهو يضمها بقوة عجيبة وكأنه يريدها أن تخترق ضلوعه، كذلك أراد أن يبث لها الدفء المنبعث من جسده فيمتص برودة جسدها المقلقة..

بعد لحظات كان يقف بها أمام باب منزلهما الجديد الذي لم يعرف طريقه أي أحد ليضمن وجود خصوصية لهما..
قرع أوس الجرس بعد أن رفع ذراعه للأعلى لتهرع الخادمة الفليبينية ماريا لتفتح له الباب..
أفسحت ماريا المجال له لكي يمر بها إلى الداخل قائلة بلكنة غريبة:
-تفضل سيدي !

لم ينظر لها أو حتى يجيبها، بل أكمل خطواته المتعجلة في إتجاه غرفة النوم، ولحقت هي بهما منتظرة ما يمليه عليها من أوامر..
دلف أوس إلى الغرفة، فأسرعت ماريا في خطواتها لتزيح الملاءة عن الفراش الوثير ليتمكن هو من إسناد تقى عليه..
ثم أشار لها بعينيه وهو يقول بصرامة:
-الدكتور مختار جاي بعد شوية، بلغيني أول ما يجي
ردت عليه بهدوء وهي تهز رأسها موافقة:
-حاضر
ثم أولته ظهرها وإنصرفت إلى الخارج..

مسح أوس بأنامله الخشنة على جبين تقى، وأبعد خصلات الشعر الملتصقة به، وأعادها للخلف.. ثم مسد على شعرها بحنو..
تأمل بنظرات دقيقة سكونها.. وأثاره بشدة اهتزاز جفونها.. فوضع كفه عليهما، وإنحنى برأسه عليها ليهمس لها بصوت نادم:
-سامحيني ياتقى..!
ابتلع غصة في حلقه ليكمل قائلاً بأسف:
-أنا عذبتك كتير، بس غصب عني، مكونتش بأنتقم غير من نفسي فيكي إنتي !

لم يمنع نفسه من البكاء ندماً على جريمته النكراء معها.. وترك لعبراته العنان لتنساب من مقلتيه، وأغمض عينيه آسفاً، فتسربت بعضها وسقطت على وجنتها فبللتها..
انتفضت هي قليلاً، ولكنها عاودت السكون..
شعر هو بتلك الإهتزازة الخفيفة، ففتح عينيه الباكتين، ونظر لها بتمعن قائلاً بخفوت:
-إنتي الحاجة الوحيدة النضيفة في حياتي، وخايف أكون وسختك باللي عملته !
ثم أخذ نفساً عميقاً، وحبسه في صدره ليكتم شهقاته بعد أن تذكر كيف واقعها بطريقة حيوانية ليشبع رغباته السادية، ثم زفره بحرقة، وأضاف قائلاً بنبرة عازمة وهو يمسح على جبينها:
-بس أوعدك هاتغير، أوس الجندي على إيدك هايتغير !

في قصر عائلة الجندي
ألقى مهاب بمنفضة السجائر في المرآة الموجودة بغرفة نومه صارخاً بإهتياج وهو يرمق زوجته ناريمان بنظرات نارية ب:
-إتهبلتي في عقلك عشان تقولي الكلام ده ليه ؟!
نظرت له ناريمان بذعر، وإرتجفت شفتيها وهي تجيبه بخوف:
-أنا كنت.. كنت خايفة !
لوح بكف يده في وجهها وهو يحدجها بتلك النظرات المحتقنة قائلاً بغل:
-إنتي ضيعتي كل حاجة بغباءك ده
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تدافع عن نفسها قائلة:
-طب.. طب كنت عاوزني أعمل ايه.

أجابها بصوت متصلب ب:
-كنتي تحطي لسانك في بؤك وتخرسي خالص !
أطرقت رأسها للأسفل، ودفنت وجهها بين راحتي يدها، وهتفت بصوت شبه متشنج وهي تدعي البكاء:
-ماهو.. ما هو أنا متخيلتش إن أوس هايجي ويشوف المجنونة أمه !
أمسك بها من كتفيها، وهزها بعنف وهو يصيح بها ب:
-وأهوو حصل وجه، وكل حاجة ضاعت يا هانم يا محترمة، واتكشفت !

أزاحت قبضتيه عنها، وهزت رأسها مستنكرة، وهتفت قائلة بعصبية:
-وأنا ذنبي ايه ؟ اتصرف إنت، أعمل اي حاجة، إحنا كده روحنا في داهية !
رمقها بنظرات مشمئزة وهو يقول بسخط:
-عاوزاني أعمل ايه بعد ما خربتي الدنيا كلها
بكت بصوت مرتفع وهي تلقي بجسدها على الفراش.. في حين وضع هو يده على رأسه وحكها بغيظ وهو يحاول التفكير في حل سريع لتلك المعضلة الخطيرة وهو يدور حول نفسه..

وفجأة توقف عن الحركة بعد أن طرأ في عقله فكرة ما شيطانية..
إتسعت مقلتيه بغرابة، وسلط أنظاره على ناريمان، ثم سألها بجمود:
-إنتي لسه معاكي مفتاح شقة الزفت ممدوح
رفعت رأسها نحوه بذهول عجيب، وبدت كالمصعوقة لتوها بالكهرباء بعد عبارته الأخيرة..
صاح بها بصوت قاتم وهو يرمقها بنظراته الإحتقارية:
-تكوني مفكراني مش عارف بوساختك معاه
توقفت للحظة عن التنفس.. وإرتجف جسدها أمامه.. فأضاف قائلاً بشراسة:
-انطقي معاكي لسه المفتاح ؟

هزت رأسها بخفة وهي تجيبه بتلعثم:
-آآ.. ايوه، بس أنا آآ..
قاطعها بصوت صارم وهو يقتلها بنظراته:
-اخرسي ! هنتحاسب على ده بعدين، قومي هاتيه
نهضت عن الفراش، وسارت بخطوات متعثرة نحو حقيبتها المسنودة على التسريحة، وعبثت بمحتوياتها باحثة عن النسخة الإضافية لمنزل ممدوح..
لم يكنْ امامها أي فرصة لتدافع عن نفسها أو تبرر لمهاب موقفها.. فقد كانت في موقف لا تحسد عليه..

ربما هي لن تنجو من غضبته، ولكنه أهون بكثير من أن يُزج بها في السجن..
بأصابع مرتعشة مدت يدها إلى مهاب وهي تتجه نحوه بحذر، فإلتقطه من يدها، وهتف بها بصوت متوعد:
-مش هايعدي اللي عملتيه من ورايا على خير يا ناريمان !
نظرت له بذعر، ولم تعقب.. في حين تابع هو قائلاً بإهتمام جلي:
-احكيلي بالظبط عن تفاصيل بيت الواطي ده !

في الملهى الليلي
تجرع ممدوح محتويات كأس الخمر في رشفة واحدة،وتشنج وجهه وهو يبتلعه..
ثم أسند الكأس بعصبية على طاولته، وظل ينفخ بغضب جلي..
جلست رحمة إلى جواره، وتفرست في ملامح وجهه المتصلبة بإندهاش، ومطت شفتيها للجانبين، ثم حدثت نفسها بإستغراب قائلة:
-هو هايفضل كده لحد امتى ؟ مش هاطلع منه الليلادي خالص بأي مصلحة، أووف
تعمدت هي أن تبتسم له إبتسامة زائفة، ثم مدت ذراعها نحوه، وتلمست بشرة عنقه بنعومة وأردفت قائلة بصوت مغري:
-وحشتني وآآ..

قاطعها بصوت محتد وهو يزيح يدها بعيداً عنه ب:
-مش وقتك يا ريري
عبست بوجهها، وضيقت عينيها، وردت عليه قائلة بضيق زائف:
-مالك بس ؟ ده أنا عاوزة أفرفشك يا بيه
نفخ من الغيظ، وقال بجمود:
-حلي عني السعادي يا ريري، أنا مش في المود
سألته بإهتمام زائف وهي ترمقه بنظراتها الوالهة بعد أن وضعت يدها على فخذه لتثير غرائزه:
-وايه بس اللي معكر مزاجك يا باشا ؟

صاح بها بقوة وهو يحدجها بنظرات قوية:
-يوووووه، مش وقتك خالص !
أبعدت يدها في حرج، وانتصب في جلستها، ثم عقدت ساعديها أمام صدرها، وهتفت بضجر:
-ولما إنت مش طايق حد يا بيه، جاي هنا ليه ؟ ورابطني جمبك !
أخذ نفساً عميقاً، وزفره على مهل، وأجابها بهدوء حذر:
-سوري يا ريري، معلش، أصل أنا على أخري !

إبتسمت له بعذوبة، واقتربت منه لتلتصق بصدره، ولفت ذراعه حول خصرها، وشبكت أصابعه في أصابعها، وعبثت برابطة عنقه قائلة بنعومة مثيرة:
-قولي بس على اللي مضايقك وأنا أوعدك بشرفي اللي ما بأحلف بيه باطل إني هانسيك كل حاجة
تنهد بحرقة وهو يجيبها بضيق:
-ولاد ال *** ضحكوا عليا واستغفلوني !
هتفت بإستنكار زائف وهي ترفع حاجبها للأعلى:
-لا عاش ولا كان اللي يستغفلك يا باشا !
أضاف هو قائلاً بصوت محتقن وهو محدق أمامه بنظرات قاتمة:
-أقرب ناس ليا لعبوها صح، ولهفوا كل حاجة !
قطبت جبينها في حيرة، ونظرت له بعدم فهم، ومطت شفتيها وهي تقول:
-أنا مش فاهمة حاجة من اللي بتقولها.

تنهد بإنهاك، ثم رمقها بنظرات جافة قبل أن يتشدق ب:
-أنا قايم
تجهم وجهها وهي تسأله بإندهاش:
-ايه ده ؟ هاتمشي ؟
أومأ برأسه إيجابياً وهو يجيبها بفتور:
-أها، ماليش مزاج لأي حاجة
هتفت هي بتلهف وقد بدى الحماس جلياً على تعبيرات وجهها:
-طب استنى يا باشا أجي معاك أروقلك بالك، ده حتى الليلة النهاردة مفترجة.

فغر فمه بإستغراب ب:
-هاه
أضافت قائلة بعبث:
-استناني برا بس خمساية، أجيب حاجتي وأعدلك مزاجك بعيد عن الواغش اللي هنا
بدت الفكرة مثيرة إلى حد ما.. فهو بحاجة إلى إفراغ طاقته الغاضبة في شخص ما..
ففكر ممدوح أن يستغل عرضها المغري في التنفيس عن رغباته العنيفة معها.. لذا دون تردد رد بإبتسامة ماكرة:
-وماله، مستنيكي يا حلوة برا!

في منزل أوس الجديد
انتهى الطبيب مختار من الكشف على تقى، ثم حقنها بإبرة طبية في ذراعها، ووضع الملاءة عليها، ومن ثم نهض عن الفراش بعد أن جمع متعلقاته..
نظر في إتجاه أوس الذي كان يقف قبالته، وأردف قائلاً بهدوء:
-ماخبيش عليك يا باشا، حالتها النفسية متأخرة جداً، ومحتاجة رعاية مكثفة، وإن أمكن تتنقل للمستشفى أفضل
رمقه أوس بنظرات حادة وهو يجيبه بصرامة:
-مش هاتتنقل من هنا، شوف إيه المطلوب وأنا هانفذه !

نظر له مختار بحرص، وأجابه بتوتر:
-يا باشا هي محتاجة معالجة نفسية ومهدئات عشان حالتها، يعني آآ..
قاطعه أوس بنبرة متصلبة وهو يشير بعينيه:
-أنا مش بأعيد كلامي مرتين ! تقى مش هاتتحرك من هنا، وأحسنلك تنفذ اللي بأقول عليه !
مط مختار فمه، ثم تنهد بخفوت وهو يجيبه قائلاً:
-مممم.. هي على الأقل الفترة دي محتاجة تكون بعيدة عن أي ضغوط خارجية، وأنا أفضل إنها تكون تحت تأثير المهدئات لكام يوم
هز رأسه وهو يفكر فيما قاله بهدوء:
-أها !

تابع الطبيب مختار قائلاً بجدية:
-كمان أن بأنصح بتواجد ممرضة مقيمة معاها، هاتكون أدرى بالتعامل معاها وآآآ...
قاطعه أوس بنبرة حاسمة وهو يشير بيده:
-اوكي، أنا هاجيبلها واحدة ومحترفة كمان
هتف الطبيب قائلاً بثقة
-أنا عندي الممرضات كفؤ يا باشا، ويقدروا يباتوا كمان معاها
إنفرجت قسمات وجه أوس المتشنجة قليلاً، وسلط أنظاره على تقى، وأردف قائلاً بإيجاز:
-تمام..

أضاف مختار بصوت مهتم وهو يهز رأسه:
-كمان أنا بأنصح بالتغذية الصحية لأن المدام في حالة ضعف عام، والأدوية اللي بتاخدوها قوية جدا !
رد عليه أوس بجدية شديدة دون أن تطرف عيناه:
-ماتقلقش، أنا هاهتم بالموضوع ده !
ابتسم الطبيب إبتسامة مجاملة وهو يتشدق ب:
-يبقى كده مافيش مشاكل، وأنا هتابع معاك حالتها أول بأول !
هز أوس رأسه بخفة، ثم أردف قائلاً بجدية:
-اوكي، اتفضل يا دكتور !

ثم اصطحبه إلى الخارج، وهتف صائحاً بنبرة عالية:
-ماريا !
أسرعت الخادمة ماريا في الحضور، ووقفت أمامه قائلة بنبرة متلهفة:
-أفندم ؟
رمقها بنظرات جادة وهو يقول بجمود:
-وصلي الدكتور، وتعاليلي الأوضة
أومأت برأسها وهي تجيبه بخفوت:
-حاضر.

ثم عاد أوس إلى داخل الغرفة ليجلس على طرف الفراش بجوار زوجته.. وتأكد من وضع الملاءة عليها، وتأملها بنظرات مطولة دارسة لتفاصيل وجهها الذي عشقه..
أغرته شفتيها وحركتهما الخافتة في تلمسهما..
وابتلع ريقه بصعوبة وهو يقاوم رغبته في تقبيلهما..
هو عاهد نفسه على ألا يأخذها قسراً.. وأن يمحو من حياتهما تلك الذكريات الموجعة..

لكنه عجز أمام سحرهما عن الصمود طويلاً، فإنحنى بحذر نحوهما، وتلمسهما بشفتيه.. وأغمض عينيه ليستشعر ذلك الإحساس الغريب الذي يشعر به نحوها..
نعم هو إحساس مختلف عن ذي قبل.. وفتح عينيه ليتأملها عن كثب.. ولكنه ابتعد فجأة عنها متوتراً..
فذكرى ما فعله بها تجسدت أمامه، وصدح في أذنه صرخاتها المتوسلة بتركها..
شعر بالخزي من نفسه، وإتجه نحو خزانة الملابس، وكور قبضته في ضيق، ثم ضرب الضلفة بعنف، وهو يلوم نفسه بقسوة ب:
-صعب عليا أنسى اللي عملته فيكي يا تقى، مش بالساهل يتنسي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة