قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

في منزل أم بطة،،،

إزدادت الأجواء حماسة في ليلة الحنة الخاصة ببطة، وظلت الفتيات يتمايلن بأجسادهن في خفة ومهارة، وشاركتهن بطة الرقص في بعض الأحيان ..

ثم انتبهت أم بطة لحضور بعض السيدات ذوي الملامح الشعبية الواضحة، فأسرعت بالذهاب إليهن، و...
-أم بطة بنبرة حماسية وهي تفتح ذراعيها: يا أهلا وسهلاً بعيلة العريس، نورتم البيت الله، لووولوووولي
-إحسان بنبرة فاترة: منور بأصحابه
-شادية بهدوء: ازيك يا أم العروسة
-أم بطة بتلهف: الحمدلله في نعمة، اتفضلوا
-هنية بجدية: يزيد فضلك
-أم بطة بنبرة فرحة لإحسان: تعالي يا أم العريس شوفي جمال عروستنا الرباني، ده احنا لسه بادئين من شوية
-إحسان بنبرة جافة: وماله، أدينا هانشوف

ثم أشارت أم بطة بيدها لهن لكي يدلف إلى الداخل، وبالفعل سرن بخطوات متمهلة إلى صالة المنزل، وظللن يتأملن المكان من حولهن بنظرات متأففة، وتجاذبن أحاديث جانبية، فتعجبت أم بطة من حالهن و...
-أم بطة لنفسها بإستغراب وهي تزم شفتيها: مالهم دول، عجايب !

أفسحت بعض الفتيات المجال لتلك السيدات الثلاث لكي يجلسن على الأريكة الواسعة، فجلست ثلاثتهن متجاورات، ثم مالت إحسان على هنية برأسها، و...
-إحسان بنبرة خافتة: معرفش الواد عبده كان مصمم على البت دي ليه، كان فيه أحسن منها بكتير
-هنية وهي تمط شفتيها في امتعاض: ماهو عبد الحق ابنك دماغه ناشفة ولما بيحط حاجة في دماغه بيعملها
-إحسان بخفوت: برضوه، كان لزمتها ايه الشبكة السودة دي، بت لسه مكملتش 16 سنة، وجوازة عرفي عشان المأذون، وهم، وقرف، يكونش واخد ست الحسن والدلال
-هنية بلؤم وهي تغمز لها: لأ، أنأح

استدارت إحسان برأسها لتجد بطة وهي تقترب منها على استحياء، فرمقتها بأعينها الفاحصة من رأسها لأخمص قدميها، و...
-إحسان بنبرة عادية: ازيك يا عروسة ابني
-بطة بنبرة خجلة: الحمدلله بخير يا خالتي، انتي عاملة ايه ؟
-إحسان بنبرة غير مهتمة: زي ما انتي شايفة
-بطة بهدوء: نورتي الحنة، بس انتو اتأخرتوا، أنا قولت هاتيجوا من بدري وآآ...
-إحسان بتهكم: يعني اتأخرت على الديوان، ما يدوب عقبال ما جهزت لقمة للواد عبده وأبوه، ولبست وجيت
-بطة وهي تتنحنح في حرج: احم .. ولا يهمك .. آآ.. انتي منورانا

ثم اقتربت منها لكي تحتضنها، فقامت إحسان بتلمس ظهرها لتتحسسه وتتأكد من أن جسدها ممتليء ويصلح لابنها ..
شعرت بطة بالحرج الشديد من تلك الحركة المفاجأة، وتوردت وجنتيها سريعاً، وتراجعت بجسدها للخلف، ولكن أصرت إحسان على عدم تركها، ثم جذبتها من معصمها لتجلس إلى جوارها، و...
-إحسان بصرامة: اتاخري يا ولية يا اللي اسمك هنية خلي المحروسة تقعد جمبي
-هنية بتذمر: يا باي، اديني هتاخر أهوو

وضعت إحسان يدها على فخذ بطة، وظلت تربت عليه عدة مرات وهي تضغط بأصابع يدها عليه بقوة نوعاً ما، ورفعت عينيها في اتجاه صدرها وظلت تتأمل انحناءاته بنظراتها المستفزة و...
-إحسان وهي تغمغم بخفوت لنفسها وهي تلوي فمها: على الله يطلع طبيعي مش سيلكون

لم تفهم بطة ما الذي تقوله حماتها، فالتفتت ببصرها في اتجاهها، و...
-بطة بعدم فهم وهي تضيق عينيها: بتقولي حاجة يا خالتي
-إحسان بإقتضاب: لأ

انحنت شادية بجسدها للأمام قليلاً لكي ترى بطة بوضوح حيث كانت تحول إحسان بينها وبين العروسة وذلك لأنها كانت تجلس في المنتصف، ثم نظرت إليها بنظرات دقيقة، و..
-شادية بنبرة عادية: وريني كده ضوافرك يا بطة، أصل الرسمة عجباني وشكلها حلو كده
-بطة بنبرة سعيدة: آه، اتفضلي

ثم مدت بطة يدها في اتجاه شادية، فأمسكت الأخيرة بكف يدها، وظلت تتفحصه بدقة، في حين استغلت إحسان الفرصة، ووضعت يدها على خصر بطة لتتأكد من إمتلائه بالشحم واللحم .. فانتفضت بطة بذعر في مكانها حينما شعرت بلمستها، وسحبت يدها للخلف من كف شادية، ورمقت إحسان بنظرات نارية، و...
-بطة بحدة: في ايه يا خالتي ؟
-إحسان ببرود مستفز: في ايه يا بت ؟ بتبصلي كده ليه ؟ فوقي لنفسك !

صرت بطة على أسنانها في غيظ، وكانت على وشك الاشتباك معها، ولكن تدخلت أم بطة سريعاً، و...
-أم بطة بنبرة عالية: قومي يا بت يا بطة هاتي الشربات أوام لحماتك، يالا يا بت انجري، هاتفضلي أعدة كده كتير

ثم جذبتها والدتها من ذراعها، ودفعتها للأمام، فحدجت بطة إحسان بنظرات نارية قاتلة، وهي تسير مبتعدة عنها، وظلت تتمتم بكلمات غير مفهومة ..

في قصر عائلة الجندي،،،،

تحاملت تقى على نفسها وهي تركض مبتعدة نحو الخارج .. توقفت لأكثر من مرة محاولة التغلب على ذلك الآلم الرهيب الذي ينبعث من باطن قدمها اليمنى .. ولكن لا وقت للشكوى
قبضت هي على حقيبتها، وصرت على أسنانها، و...
-تقى لنفسها برعب: أمشي بس من هنا، وبعد كده اتصرف، آآآآه، مش قادرة .. آآآه

ضغطت تقى بدون قصد منها على باطن قدمها فغرست تلك القطعة الزجاجية الصغيرة الملتصقة أكثر بداخلها، فصرخت متآلمة و..
-تقى بصراخ شبه مكتوم: آآآآآه .. آآآه

بكت هي من شدة الآلم، وظلت تكمل سيرها كالعرجاء .. ولكنها لم تدرك أنها تلوث الأرضيات اللامعة بقدمها التي تقطر الدماء
وصلت تقى إلى الدرجات الرخامية الخارجية، فانحنت بجسدها للأمام لتستند على ذلك الدرابزون المعدني، و..
-تقى لنفسها بنبرة مختنقة: استحملي يا تقى، استحملي .. لحد ما تخرجي من هنا، آآآآه .. رجلي، مش قادرة منها، آآه ..

جاهدت لتنزل على الدرجات، وعضت على شفتيها أكثر وأكثر لتكتم آلامها إلى أن وصلت لأخر درجة، فثنت قدمها قليلاً، وتنفست بصعوبة وهي تنظر أمامها ..
-تقى بتوجس: لسه قدامي كتير عشان أوصل للبوابة، يا رب عيني على اللي أنا فيه

ثم بدأت تجر قدمها جراً للأمام ولم تفلت حقيبتها من يدها ..

لمح أوس شيئاً ما قد أثار انتباهه بدرجة كبيرة ..
ضيق هو عينيه ودار حول الطاولة ليتحقق مما رأه ..
لقد لمح هو قطرات دماء متجلطة مختلطة ببقايا قطع زجاج متناثرة على الأرضية، فانقبض قلبه نوعاً ما، وشعر بوخزة في صدره، و...
-أوس متسائلاً بقلق: ايه الدم ده ؟ جه منين ؟

انحنى أوس بجذعه للأسفل، وفحص أسفل الطاولة، فوجد إحدى فردتي ( شبشب ) تقى عالقة بالمقعد الذي كانت تجلس عليه، ودماء من حوله، فتتبع مصدر تلك القطرات فوجدها تتجه ناحية باب الخدم الجانبي، فاعتدل سريعاً في وقفته، وقبض على هاتفه بيده، و...
-أوس بنبرة مذهولة، ونظرات مصدومة: مش معقول، هي .. هي كانت دايسة على الإزاز ده ..!

ظل أوس محدقاً للحظات بالباب، ثم حسم أمره ب ...
-أوس بتوتر ملحوظ: لازم أشوف جرالها ايه، وأعرف منها هي استحملت الآلم ده كله عشان ايه يعني !

ثم سار بخطوات ثابتة في اتجاه باب الخدم بعد أن وضع هاتفه المحمول في جيبه ...

اقتربت تقى من البوابة الرئيسية للقصر، وظلت تلهث وهي تعرج بقدمها المصابة، و...
-تقى بنبرة متآلمة، ونظرات متعشمة: آآآه .. الحمدلله، آآ.. قربت أوصل، آآ.. لازم استحمل أكتر، معنتش فاضل إلا حاجة بسيطة

كانت تقى تلتفت حولها كالمذعورة لتتأكد من عدم متابعة أي أحد لها ..
وبعد لحظات كانت هي واقفة على بعد خطوتين من البوابة ..
نظرت حولها مجدداً لتبحث عن حارس ما يفتح لها تلك البوابة الإلكترونية، فلم تجد أي أحد، فزفرت في ضيق ممزوج بالآلم، و...
-تقى بضجر: اووف، طب وأنا هافتحها إزاي دي ؟ فين الحراسة اللي كانوا أعدين هنا، يا رب دبرها من عندك ..!

في نفس التوقيت وصل عُدي بسيارته إلى البوابة الخارجية للقصر، فضغط على بوق السيارة، و...
-عدي بلهجة حادة وآمرة: افتح يا بني آدم منك ليه !

ركض الحارس جمال في اتجاه سيارة عدي، وانحنى برأسه ناحية زجاج السيارة الأمامي ليتحقق من هوية قائد السيارة، و...
-جمال بنبرة رسمية: عدي باشا، اتفضل يا فندم
-عدي بصوت آمر، ونظرات متعالية: انجز، مش هارغي كتير، افتح الباب يالا
-جمال بهدوء: حاضر يا باشا

اعتدل جمال في وقفته، وأمسك بجهازه اللاسلكي وقربه من فمه، و...
-جمال بنبرة رسمية: البوابة بسرعة يا أحمد

أجاب عليه الحارس الأخر أحمد الذي كان يجلس في الحجرة الصغيرة المجاورة للبوابة، و..
-أحمد بنبرة عادية: تمام

ضغط هو على زر جانبي يقوم بفتح تلك البوابة الكترونياً حتى تتمكن السيارات من المرور عبرها للداخل ..

في نفس اللحظة كانت تقى قد انحنت برأسها للأمام قليلاً، وأسندت قبضة يدها الممسكة بالحقيبة على البوابة، ثم باليد الأخرى أمسكت بساقها، وقامت بمد قدمها المصابة للأمام بعد أن ألصقت جسدها بالبوابة ..
اعتدلت تقى في وقفتها، وتنفست بهدوء، ونظرت إلى البوابة بنظرات متفرسة، ولكنها تفاجئت بها تتحرك فضربتها في رأسها بقوة جعلتها ترتد للخلف، ومن ثم فقدت توازنها بسبب عدم قدرتها على الوقوف على كلتا قدميها ..
سقطت هي على ظهرها، وتمددت بساقيها أمامها بعد أن كشفتهما عباءتها، بينما استمرت البوابة في التحرك مما جعلها ترتطم بقدمها المصابة، فصرخت هي عالياً متأوهة من الآلم الشديد، و...
-تقى بصراخ حاد: لألألأ... آآآآآه ... رجلي !

انتبه الجميع إلى صوت ذلك الصراخ الأنثوي المفزع الذي ينبعث من خلف البوابة، فوضع الحارس أحمد يده على زر الإيقاف، وضغط عليه بعجالة ليوقف تلك البوابة الالكترونية عن الحركة، بينما ركض الحارس جمال للداخل بعد أن أمر الحارس أحمد بغلق البوابة بعد أن يدلف للداخل ..
ترجل عُدي هو الأخر من السيارة، وصفق بابها بقوة، ثم سار في اتجاه الداخل ..
أغلق الحارس أحمد البوابة بعد أن تأكد من دخول الاثنين لكي يمنع أي أحد من الخروج ...

رأى الحارس جمال تقى وهي مسجاة على الأرضية الصلبة، وساقيها شبه مكشوفة، فرمقها بنظرات متأففة قبل أن يردف ب ...
-جمال بنبرة غاضبة: هو انتي ؟ عملتي ايه الدور ده !

أغمضت تقى عينيها من شدة الآلم، وحاولت أن تنهض عن الأرضية فإستندت على مرفقها، ثم فتحت عينيها، ونظرت إلى جمال بنظرات منكسرة، و...
-تقى بصوت ضعيف: أنا .. أنا معملتش حاجة والله، بس رجلي آآآه، رجلي بتوجعني أوي

وجهت تقى عينيها ناحية قدمها المصابة، فوجدت ساقيها مكشوفتين، فجذبت عباءتها للأسفل قليلاً، وشعرت بالحرج الشديد من وضعيتها تلك

أشاح جمال بوجهه للجانب، ثم تنحنح في خشونة، و...
-جمال بنبر شبه جادة: طب استري نفسك الأول، وبعدين نشوف رجلك اللي بتوجعك دي

دلف عُدي إلى الداخل، فوجد جمال يسد عليه الطريق، فوضع يده على كتفه، ودفعه للجانب قليلاً ليرى ما الذي يحجبه عنه بجسده، فرأى فتاة ما ملاقاة على الأرضية، فدقق النظر إليها، ثم تبدلت ملامح وجهه للإنزعاج، و...
-عدي بنبرة شبه حادة: انتي ؟!

رفعت تقى عينيها في اتجاه عدي، ورمقته بنظراتها الضيقة، وتعرفت عليه على الفور .. فهو صاحب ذلك البغيض الذي رأته من قبل في شركته ..
-عدي متسائلاً بحيرة: مش انتي بنت الولية الحرامية اللي شوفتها في مكتب الباشا

ابتلعت تقى تلك الغصة، ولم تعقب .. فاكفهر وجه عدي، وإزداد عبوساً، ثم اقترب منها، و...
-عدي متسائلاً بصرامة: انتي بتعملي ايه هنا ؟

تملكت القشعريرة من جسد تقى، وتراجعت زاحفة للخلف بجسدها المرهق، و...
-تقى بنظرات مذعورة، ونبرة شبه خائفة: أنا آآ.. أنا

لم يمهلها عدي الفرصة لكي تجيب عليه، حيث انحنى بجذعه عليها، وأمسك بها من ذراعها، وقبض عليه بقسوة، ثم جذبها منه للأعلى لكي يجعلها تقف على قدميها عنوة و...
-عدي بلهجة حادة: لما أكلم بنات ال *** اللي زيك يردوا عليا

شحب لون وجهها سريعاً، وبدت علامات التآلم ظاهرة على قسمات وجهها، و...
-تقى وهي تتأوه من الآلم: آآآه .. أنا .. أنا والله العظيم ما عملت حاجة
-عدي بنبرة غليظة: جاية هنا تسرقي ايه تاني ؟ مكافكيش اللي أمك الو*** عملته، جاية هنا تكملي شغلك
-تقى بنظرات هلعة، ونبرة مرتجفة: كدب والله، أمي بريئة، وأنا جيت هنا عشان آآآ...
-عدي بصرامة: اخررررسي يا بنت ال *****

ثم رفع يده عالياً في الهواء، وهوى بها على وجنة تقى ليصفعها بقسوة شديدة جعلتها تصرخ اكثر، و..
-تقى بصوت مختنق: آآآآآه، حرام عليك

انتفض الحارس جمال في ذعر، واقترب من عدي، و...
-جمال بنبرة منزعجة: باشا، ماينفعش اللي حضرتك بتعمله ده
-عدي بحنق شديد: هو انت كنت من بقية أهلها، روح شوف شغلك

قبض عدي أكثر على ذراع تقى، وكاد أن يهوي بكف يده على وجنتها مجدداً، ولكن أسرع الحارس جمال بالتدخل، وأمسك به من معصمه، فرمقه عدى بنظرات نارية حانقة، فمط جمال شفتيه في توتر، و..
-عدي بنبرة غليظة للغاية، ونظرات متوعدة: انت اتجننت، ازاي تمسك ايدي كده

أرخى الحارس جمال يده، وسحبها إلى الجانب، و..
-جمال بضيق واضح وهو مطرق الرأس: يا باشا مقصدش، بس البت دي أصلاً آآ..
-عدي مقاطعاً بنبرة هادرة: انت هتعرفني شغلي، غور من هنا، وأنا ليالي كلام مع اللي مشغلك
-جمال بتوجس: أسف يا باشا

رمقه عدي بنظرات مشتعلة، ثم استدار بوجهه المتجهم ناحية تقى، ونظر إليها بإشمئزاز وهو يلوي فمه في تأفف، بينما بادلته هي النظرات الهلعة، و..
-عدي بتوعد: قسماً بالله لو شوفت خلقتك هنا ولا في أي حتة فيها أوس باشا لأوريكي، والله مش هاخلي الدبان الأزرق يعرفلك طريق جرة، سمعاني ؟! ردي يا بنت ال ****، سمعاني

هزت هي رأسها بطريقة عنيفة لتعلن موافقتها على ما قال .. فحدجها هو بنظراته الاحتقارية، ثم قام بدفعها بكل حدة للخلف، فكادت تسقط مجدداً، ولكنها تمالكت نفسها، بل الأحرى تسمرت في مكانها حينما سمعت ذلك الصوت المخيف يأتي من خلفها، فاستدارت بجسدها ناحيته، وجحظت بعينيها حينما رأته، و...
-أوس بنبرة صادحة: عدي !

ثم حدق هو في تقى بنظراته القوية، فإزداد قلبها خفقانا، وبدأ صدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر، وشعرت أن ساقيها باتتا هلاميتان، لم تعودا تقويان على حملها، ولم يعد جسدها الضعيف قادراً على تحمل المزيد من الضغوطات، فقررت أن تكف عن المقاومة، وتستسلم لمصيرها المحتوم مع ذلك البغيض ..
أغمض هي عينيها، وأرتخى جسدها كلياً، فترنحت للخلف، وكادت أن تسقط على ظهرها، ولكن أسرع أوس بالإمساك بها من ظهرها، وأسندها بذراعه القوية، ونظر إليها بنظرات غريبة متأملاً تلك الحالة المزرية التي وصلت إليها بعد أن فقدت الوعي ..
أخفض أوس بصره للأسفل ليتأكد من شكوكه حول قدمها المصابة، فجز على أسنانه، واستدار برأسه للجانب، و...
-أوس لنفسه بضيق واضح: طلعت هي ..!

أنزل أوس ذراعه المحاوط بتقى قليلاً للأسفل فجذب معه حجابها الذي ترتديه، فكشف عن شعرها الطويل المموج والمتمرد، فنظر إليها بنظرات متفرسة، ومد يده ليتلمس خصلاته التي انسدلت على جبينها، ثم تدارك نفسه، وأبعد يده، وانحنى بجذعه للأمام، ووضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها، ومن ثم قام بحملها بين ذراعيه، وضمها إلى صدره .. وسار بها عائداً في اتجاه قصره ...
تعجب كلاً من عدي والحارس جمال مما فعله أوس، ونظر كلاهما إلى الأخر بنظرات غريبة، ولكن سرعان ما تحرك عدي في أثره تاركاً الحارس جمال وهو ..
-جمال لنفسه بحيرة: اللي يعيش ياما يشوف، الباشا محدش يقدر يتنبأ بتصرفاته

ظل أوس حاملاً تقى بين ذراعيه إلى أن وصل إلى باب القصر الكبير، ثم ركل الباب بغلظة لعدة مرات، و...
-أوس بنبرة صادحة وآمرة: افتحوا الباب

أسرعت إحدى الخادمات المتواجدات بالداخل بفتح الباب، وشهقت في خوف حينما رأت رب عملها يحمل فتاة ما بائسة المظهر، و...
-أوس بصرامة، ونظرات حادة: هتفضلي متنحة كده كتير، وسعي ..!
-الخادمة بنبرة متلعثمة: آآ.. أسفة يا باشا

تنحت الخادمة جانباً لتفسح له المجال لكي يمر، وبالفعل اتجه أوس بتقى إلى الدرابزون، ثم صعد على الدرج إلى أن وصل للطابق العلوي، ثم استدار بها في اتجاه غرفته، ومن ثم ركل الباب بقدمه لكي يفتح، وتوجه ناحية فراشه، ثم أسند تقى عليه برفق، ومسح على وجهها، ثم مال برأسه على أذنها ليهمس لها ب ...
-أوس بخفوت: ماتفكريش إني هاسيبك تهربي مني بالساهل، أو إني هاسمح للموت ياخدك مني قبل ما أخد حقي ...!

اعتدل أوس في وقفته، ثم التفت ببصره ناحية قدمها، وسار في اتجاهها، ثم مد يده وأمسك بها بعد أن جلس على طرف الفراش، وتأمل الجروح البارزة في باطن ساقها، فشعر بتلك الوخزة في صدره ..
فزفر في إنزعاج، وأسند قدمها برفق على الفراش، و...
-أوس بنبرة ضائقة: أنا هاتصرف، بس هنتحاسب على ده لما تفوقي ..!

أخرج أوس هاتفه المحمول من جيبه، ثم ضغط على عدة أزرار، ومن ثم وضع الهاتف على أذنه، و...
-أوس هاتفياً بنبرة جادة: أيوه يا دكتور، عاوزك تجي القصر الوقتي

ثم صمت ليستمع إلى رد الطبيب عليه، ومن ثم أردف ب ..
-أوس بجدية: لأ مش من العيلة، حد معرفة، وبعدين أنا مش هافضل أضيع وقتي في المكالمات، 10 دقايق بالكتير، وتكون هنا .. سلام ..!

تنهد هو بعمق ووضع هاتفه في جيبه، ثم نظر إلى تقى الغائبة عن الوعي بنظرات مطولة، و...
-أوس بتوعد: لسه في بينا حساب كبير مخلصش

لوى أوس فمه في استهزاء، ثم استدار في اتجاه باب غرفته ليخرج منها حيث ينتظره عدي في الأسفل ...

وقف أوس في قبالة عدي، وحدجه بنظراته الشرسة قبل أن يتشدق ب ...
-أوس بصرامة: كنت بتعمل ايه يا عدي مع البت دي ؟
-عدي باستغراب: افندم ؟ باعمل ايه معاها ؟
-أوس بجدية شديدة: ايوه
-عدي بحنق: مافيش، أنا شوفتها بتحاول تهرب من هنا، ف آآآ...
-أوس مقاطعاً بغلظة: ومين قالك إنها كانت بتهرب ؟
-عدي متسائلاً بتهكم: أومال كانت جاية زيارة للعيلة مثلاً، ولا تكونش صاحبة اختك وأنا معرفش.

-أوس بنبرة قوية: عدي، لم نفسك
-عدي بضيق: انت مش شايف انك بتدي فرصة للأشكال ال **** دي تدخل القصر عندك، وآآ..
-أوس مقاطعاً بغلظة: ملكش فيه، أنا حر في اللي باعمله
-عدي بنبرة محتقنة: انت بتزعقلي عشان واحدة زي دي ماتسواش
-أوس وهو يصر على أسنانه في ضيق: لا بزعق ولا غيره، بس انت عارف كويس إني مش باحب حد يدخل في اللي مالوش فيه
-عدي متسائلاً بجدية: وايه بقى اللي ماليش فيه ؟ مش دي البت بنت الولية الحرامية اللي جت عندك الشركة ولا أنا غلطان

سار أوس مبتعداً عن عدي لبضعة خطوات، ثم أولاه ظهره، و...
-أوس بإقتضاب وهو يضع يده في جيبي بنطاله: أيوه هي

تحرك عدي في اتجاهه، ووقف خلفه، و...
-عدي متسائلاً بنبرة حائرة: طب بتعمل ايه هنا ؟
-أوس بتردد: هي آآ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة