قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل السابع والعشرون

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل السابع والعشرون

امير كان ابوه بيخنقه و واحدة واحدة روحه بتطلع بين ايديه ومش قادر يدافع عن نفسه .. خلاص بيضعف
وفجأة حد شد عدلي من فوقه
محسن زعق: انت اتجننت .
محسن زق عدلي ومسك امير يحاول يفوقه: امير ابني فوق .. امير أصحى يا ابني .

اخيرا فتح عنيه وفضل يكح جامد وينهج وبياخد نفسه بالعافية وبيبص حواليه مش فاهم حاجة .. مش فاهم ايه اللي بيحصل حواليه او بيحصل فيه
محسن بخوف ورعب: امير انت كويس ؟ امير ؟
امير بصله بعنين تايهة .. عنين موجوعة مش فاهمة ايه اللي بيحصل حواليها .. عنين عيل يتيم مش فاهم امه فين او ابوه بيعمله ايه ؟
محسن راح لعدلي: اطلع بره وحاول تفوق .. انا هاخد امير عندي يومين تكون اعصابك استريحت .

عدلي زعق في صاحبه: سيبني اقتله يا محسن .. هيعيش ليه هاه ؟ امه وماتت وهيا اللي كانت عيزاه انا مش عايزو .. لولا انها اصرت تكمل الحمل ده كانت اتعالجت .. انا مش عايزو سيبني اقتله .. على الاقل هيكون مع مامته ..
محسن شد عدلي وخرجه بره وحاول يعقل صاحبه
وبعدها اخد امير اللي ماشي معاه وخلاص .. دخل بيه بيته واول ما عايدة شافته: يا لهوي رقبته مالها زرقة ليه كده ايه اللي حصله ؟

محسن بوجع: بعدين ... خديه حاولي تفطريه وخلي شاكر يلاعبه ويخلي باله منه .. انا لازم ارجع لعدلي الظاهر انه اتجنن خالص .
عايدة دخلت امير وطلعت جري لجوزها: في ايه اللي حصل والواد ماله ؟
محسن هز دماغه بأسف: لو اتأخرت لحظة كنا هنروح ندفن الولد جنب امه .. عدلي كان بيخنقه لولا خلصته من ايديه بالعافية .
عايدة ضربت على صدرها وشهقت: يا لهوي .. يا حبه عيني يا ابني .. يعني الواد يلاقيها من امه الميتة ولا من ابوه اللي عايز يقتله ..

امير فضل في بيت محسن كذا يوم بس شاكر كعيل صغير حس ان امير دخيل واخد حب باباه ومامته .. واخد اهتمام الكل .. الكل بيحبه وحس انه مهمل
شاكر بيضايقه: انت عارف انك مش هتشوف مامتك تاني ابدا .
امير ما ردش بصله وسكت
شاكر لما حس ان امير ما اتأثرش حب يضايقه اكتر: ولا باباك كمان ؟
امير هنا انتبه وبصله: ليه ؟ بابايا كويس ؟ هو بس تعبان شوية وهيكون كويس .

شاكر: علشان هو مش عايزك .. سمعت بابا بيقول لماما انه هيبعتك تسافر بعيد تروح مدرسة بعيدة جدا جدا علشان ما يشوفكش تاني ابدا ..
امير دموعه لمعت وبرفض بص لشاكر: لا بابا بس تعبان شوية ولما يخف هياخدني عنده البيت .
شاكر: لا مش هياخدك .. ( وفجأة سأله سؤال بريء .. سؤال من أسئلة الاطفال البريئة ) امير هو لو باباك بعتك مدرسة بعيدة جدا جدا زي ما بيقول ونسيك هتعمل ايه ؟ هتعرف ترجع تاني البيت ولا هتوه بقى ؟
امير خوف جواه كبر وما ردش لانه كطفل معندوش أجابة ؟ هيعمل ايه لو باباه نسيه ؟ ؟

عدلي دموعه نزلت وهو بيحكي لشهد كل ده وشهد عيطت بكل حرقة على اميرها اللي ياما قاسى وتعب واقصى امانيه كانت ان حد يحبه ويضمه
شهد من بين دموعها: وبعدين ؟ عملت ايه ؟
عدلي اتنهد: لما ابوكي رجعه البيت امير قالي على سؤال شاكر ليه وقالي انه خايف انساه واترجاني ما ابعدوش عن بيته بس انا كنت ساعتها مجروح ومش في وعيي ومش عارف الصح من الغلط .. سفرته بره مع المحامي بتاعي ودخلته مدرسة من أغلى المدارس الداخلية بس كمان ابعد ما تكون عني .. كنت بكلمه مرة واحدة في الشهر والاجازات بتحجج ان عندي شغل ومسافر بشوفه مرة كل سنتين ده اذا شفته .. كنت بطلب منه يذاكر والنهارده بس عرفت منه انه كان بيذاكر علشان يثبت لنفسه اني كداب واني مش هرجعه بيته تاني..

قالي انه كان بيعمل كل حاجة بتتطلب منه علشان مدرسينه يشكروا فيه فانا اعرف انه مثالي وارجعه ( مسح دموعه وشبه انتسامة ظهرت واختفت وافتكر كلام مدرسينه ) تصدقي في مدرسين كانو دايما يقولو جملة يا ريت ابني زيه وانا برضو مفهمتش،، قالي انه اختار يدخل جامعة في مجالي علشان يكون سند زي ما باباكي قاله،، ابوكي قاله خليك راجل يعتمد عليه وهو بقى راجل يعتمد عليه بس انا ماشفتوش .. اختار مجالي وانا مفهمتش .. عمل كل المطلوب منه وزيادة وكل اللي كان عايزو في المقابل حضن مني .. كان عايزني احبه .. وانا مفهمتش .. انا مفهمتش انه محتاج للحب وبس .. (بلع ريقه بالعافية من كمية المرار اللي حاسس بيه اتجاه نفسه وظلمه لابنه ).

تعرفي انه قالي ان اول كاس شربه كان في بيتي .. تعرفي انه سهر وشرب وخرج علشان بس يلفت انتباهي .. علشان تكون الصورة اللي انا رسمتهالو في دماغي مطابقة للواقع بتاعو .. تعرفي ان انا السبب في اي حاجة بتحصل دلوقتي لامير ( بصلها ومسك ايدها وشد عليها ) علشان كده انا بترجاكي يا شهد .. حبيه نيابةً عني وعن امه اللي ماتت .. عوضيه .. خديه في حضنك وهو والله هيكون مثالي مش بس كويس .. حسسيه بحبك وبس .
ارجوكي يا شهد ما تتخليش عنه دلوقتي .. اعملي اللي انا مقدرتش اعمله .. ارجوكي ارجعيله ... ما تفقديش الامل فيه .. ما تيأسيش .
عدلي كان بيعيط وهو بيترجى شهد اللي عيطت كتير جدا وهيا بتتخيل امير الطفل اليتيم اللي ابوه بيخنقه بايده ..

امير في بيته مخنوق وذكريات كتيرة بتطارده وخصوصا بعد خناقته مع ابوه، فكر يروح لشهد بس قعد تاني مكانه، معدش هيفرض نفسه تاني على حد
معدش هيطلب او يستجدي الحب من حد .. اللي بيحبه هيحبه بعيوبه قبل مميزاته .. اللي بيحبه مش هيحتاج دعوة علشان يقرب .. بس هو من امتى حد حبه ؟ كانت امه وماتت ومفيش حد تاني حبه...

سمع باب شقته بيتفتح ويتقفل قام يشوف مين ولقاها شهد وشايلة ابنها .. ما تخيلش ان فرحته ممكن تكون بالشكل ده ولا ان اشتياقه ليها ولابنه بالشكل دا
شهد ابتسمتله: ينفع ارجع بيتي ؟ لجوزي ولحضنه ؟
امير جري عليها شالها وضمها هيا وابنها بكل الحب اللي جواه .. نسي كلامها ونسي كل حاجة بس افتكر احتياجه لحضنها وبس ..
امير ولاول مرة دمعة تنزل منه قدامها: ما تسيبينيش تاني .. مش عايز اكون لوحدي تاني يا شهد خليكي جنبي وما تبعديش عني ابدا .
شهد عيطت: مش هسيبك يا امير ابدا .. حضني وحبي ملكك في اي وقت وفي كل وقت .. انا حبيبتك وعشيقتك ومامتك واختك وصاحبتك ..
امير ابتسم بحب وما ردش بس ضمها ودفن نفسه في حضنها .. لانه مش عايز من الدنيا دي غير حضنها
بعد فترة طويلة في حضنها
امير بصلها بحب وثقة: انتي صدقتيني اني ماشوفتش جيجي صح ؟ رجعتي علشان صدقتيني ووثقتي اني عمري ما هكدب عليكي .

شهد اترددت ومعرفتش تجاوب فهزت دماغها وسكتت
امير حط راسه على صدرها وغمض عنيه: كنت عارف انك هتصدقيني انا .. كنت عارف ان عندك ثقة في حبي ليكي .. ( رفع دماغه فجأة بصلها ) شهد ..
شهد: نعم .
امير ابتسم: انا بعشقك .. بعشقك اكتر من عشقي لورد التيوليب ..

شهد ابتسمت وسكتت وهو حط راسه على صدرها تاني ونام بعمق وبحب وبطمأنينة ...
النهار خلص كله وهو في حضنها وابنهم جنبهم والحياة من اجمل ما يكون ...وهو وعد نفسه انه من النهاردة مش هيسمح لأي شيء يبعده عن بيته ومراته وهيحافظ عليهم بكل طريقة وبأي طريقة .. شهد بتحبه وبتثق فيه وهو هيكون ديما قد الثقة دي ولازم يستاهلها
شهد قاطعت افكاره: ينفع تبطل تشرب بالشكل ده ! لو بتحبني زي ما بتقول بطل تشرب كده .
امير ابتسم بس مكسوف من نفسه: حاضر هبطل اشرب .. طالما انتي معايا وبتحبيني مش محتاج اصلا أشرب بس فهميني ليه عملتي كده وليه سيبتي البيت بالشكل ده؟

شهد بصت لعينيه و مسكت ايده: طيب ينفع الاول تبعد عن طارق .. خليه مجرد معرفة بلاش الصحوبية دي معاه .
امير استغرب: اشمعنى يعني ! بصي انا عارف انك ما بتحبيهوش علشان خاطر دينا بس هو فعلا مكنش في وعيه وبعدها باباه جبره وانتي ماتتخيليش باباه ده ايه ! او يقدر يعمل ايه ! فطارق مش هو السبب ياشهد طارق صاحب جدع و ...
قاطعته بزعيق: طارق عايزني انا يا امير .

امير سكت مرة واحدة وبصلها بعدم فهم: يعني ايه عايزك ؟ هو بس زمان كان بيهطل بالكلام علشان ينرفزني لكن عمره ما هيبصلك ابدا .. انا وهو اكتر من الاخوات اه ممكن نتخانق او نغير من بعض لكن مش هيبصلك يا شهد .. ما تظلميهوش .
شهد نفخت بضيق لطيبة امير وثقته اللي في غير محلها وبصتله: طارق لما اتطلقنا جالي البيت بحجة انه عايز يطمن عليا وقالي اني افضل من غيرك واني لو بصيت حواليا هلاقي احسن منك .. حبيبي فتح عنيك .. طارق لو فكرت للحظة هتلاقيه طول الفترة الأخيرة بيحاول يبعدنا عن بعض ... هو وجيجي .

حكتله كل اللي حصل الفترة الأخيرة منهم والصور وكل حاجة والهدوم اللي جيجي جابتها
امير فضل جامد لحد ما خلصت وسكتت وبصتله
امير بصلها وبدأ يشرحلها: الهدوم دي كانت ساعة ما اتخانقت مع ابويا قبل ما نتجوز لما راح المستشفى وانا سيبتله البيت .. انتي اكيد فاكرة لما اتهمتيني اني سايبو .. انا قضيت الليلة هناك في بيتهم وجيجي عرضت تجيبلي هدوم من الاتيليه بتاعها و وافقت وغيرت هدومي هناك .. بس مفكرتش اطلبهم منها ..
شهد: اه فاكرة .. طيب ليه مجيتش هنا شقتك ؟ مش قولت انك لما بتحب تهرب بتيجي هنا ؟

امير بضيق: ساعتها كان في مشكلة في الصيانة، معرفش شقة واحد من السكان عمل فيها ايه وعمل مشكلة في العمارة كلها فاضطروا ساعتها يجددوا شبكة الصرف للعمارة كلها ومقدرتش اجي هنا بعدين لو اعرف انه هيجي يوم وجيجي تستغل اللي حصل بالشكل ده انا كنت نمت في الشارع يومها
شهد ابتسمت بس كملت: والصور يا امير ؟
امير بصلها بضيق: شهد انتي بتحققي معايا ولا مجرد بتحاولي تفهمي ؟
شهد مسكت ايده بتشجيع: لا بس عايزة افهم .
امير اتنهد وهز اكتافه بحيرة: معرفش الصور مين صورها ؟ وريهالي طيب
شهد بزعل: مسحتها في وقتها ..

امير مسك ايديها الاثنين وبص لعنيها بحب وترجي وخوف ومشاعر كتيرة جواه: طيب مصدقاني اني عمري ما كنت على علاقة بجيجي ابدا ابدا .. لاعمري كنت ولا عمري هكون .
شهد ابتسمت: مصدقاك ..
غمض عنيه ينام وعقله بيراجع كل كلام شهد وفجأه الليلة اللي قضاها مع طارق بقت واضحة جدا وهم بيشربوا مع بعض وبعدها جت جيجي كانت زي وهم باهت بس شافها وشاف طارق بيتكلم معاها ..
افتكر وهيا بتوصله وتطلعه لبيته .. افتكر كلامها اه مش كله بس افتكر حاجات كتيرة ..
النهار فرد نوره وامير صحي و بيلبس ونازل شغله
شهد ابتسمت: رايح شغلك ؟

امير بصلها بحب: اه عايزة حاجة !
شهد: لا يا حبيبي بس سلامتك خلي بالك بس من نفسك .
قبل ما يخرج وقف وبص لشهد اللي استغربته: في ايه مالك ؟
امير ابتسم وحس انه مديونلها بتوضيح فقرب منها وقف قصادها: انا شربت كتير ليلة عيد ميلاد طارق وجيجي جت فعلا ووصلتني وبس .. الليلة امبارح وضحت قدامي كلها .. معرفش ايه اللي جابها بس شفتها بتتكلم مع طارق وهيا وصلتني
شهد اتنهدت بزعل: هما عايزين يخربوا بيتنا وبس باي طريقة .
امير ضمها: محدش هيبعدنا عن بعض ابدا يا شهد .

ابتسمت شهد لامير وهو نزل مطمن وقبل ما يروح شغله راح لبيت جيجي وخبط الشغاله فتحتله ودخل اتفاجىء بطارق هناك نازل هو كمان وجيجي وراه بروب واتفاجؤا بيه الاتنين
امير ابتسم: لايقين على بعض .. طول عمرك يا طارق بتاخد اللي انا ارميه .. اي بنت ما تعجبنيش او ارميها تاخدها انت .. ديما راضي لنفسك القليل ومستغرب بعدها انا ليه احسن منك .. علشان انا ما برمرمش ..
طارق بغيظ: انت جاي ليه ؟ عايز ايه ؟

امير ابتسم: جاي اطمنكم ان كل خططكم فشلت انكم تفرقونا انا وشهد .. شهد في بيتي ومراتي وهتفضل في بيتي .. فريحوا نفسكم بقى ..
امير خارج بس طارق وقفه: شهد دي خساره فيك .
امير بصله: بجد ! امال عايزها لمين ؟ لكلب زيك بيرمرم وبس .. شهد مراتي يا طارق وهيا ابعد من نجوم السما مش بس كده لا .. دي النجوم كمان مسموحلك تبصلها لكن شهد لأ .. ( بص لجيجي ) فخليك في رمرمتك دي ..
جيجي اتنرفزت وزعقت: انت مين انت علشان تتكلم كده ؟ هاه ؟ انا مليون راجل يتمنوا يكونوا تحت رجليا .
امير بصلها باحتقار: فعلا عندك حق بس دول ما اسمهومش رجالة دول كلاب عايزين يفضلوا تحت رجليكي لكن رجالة لأ .. كلاب نوعية طارق كده .. لكن غيره سوري ما تلاقيش .

طارق قرب منه جامد: انت ازاي تتكلم كده ؟
امير وقف في وشه: انا اتكلم براحتي .. وهقولهالك يا طارق مرة واحدة وأخيرة .. اذا قربت من بيتي او مراتي او ابويا حتى وشركته هقطع رجلك .. فاهم ولا مش فاهم ؟
طارق بتحدي: وريني هتعمل ايه ؟
امير بصله ومرة واحدة ضربه بايده في وشه لكمة وقعته في الارض: ما تخلينيش اوسخ ايدي بيك ..
طارق هيقوم يمسكه بس جيجي مسكته: سيبه دلوقتي احنا لينا تصرف تاني بعدين .
امير بصلهم بقرف: أعلى ما في خيلكم اركبوه .. بس اتقوا شري سلام .

راح شغله مبسوط وقضي اليوم كله بيخطط يسافر هو وشهد يقضوا شهر عسل متأخر .. وبيفكر ازاي يعوضها عن كل اللي فات .. وقرر ياخدها الچيم ويعرفها انها بتاعته ويعرفها انه بيصرف عليها منها ويجاوب كل اسئلتها هيا وابوها ويبدأ صفحة جديدة بقى معاها .. صفحة نظيفة بيضاء
مروح اخر النهار باباه اتصل بيه وطلب منه يعدي عليه وبعد ما كان هيرفض بس افتكر انه قرر يكون انسان جديد .. انسان شايف الحياة من نظرة تانية
راح لابوه اللي كان منهار بعد ما كل ذكرياته طلعت وجرحته من تاني.

ابوه اول ما شافه عيط وبيستسمحه ... بيطلب السماح عن كل اللي فات وامير سانده وحس ان ممكن الحياة هتبدأ تعوضه بقى .. عدلي قعد تحت رجلين امير بانهيار وعياط هستيري وامير استغرب لانه اول مرة يشوف أبوه كده
عدلي بلهفة من بين دموعه: امير ارجوك .. ارجوك خلينا ننسى اللي فات خلينا نفتح صفحة جديدة .. خلينا نرجع نتلم عيلة من اول وجديد .. انا تعبت من بعدي عنك عارف .. عارف اني قسيت كتير وظلمتك كتير بس املي قلبك يكون كبير ويتجاوز ويسامح .. بص انا مستعد لاي عقاب الا بعدك عني .. اي عقاب تاني انا قابله اي ترضية انا هنفذ بس اسمع انك سامحتني .

امير: بابا ارجوك مفيش داعي للكلام دا ولا للتوتر دا اهدى .. اهدى .
عدلي بصيص امل اتسربله ان ممكن ابنه يحن ويسامح: طب بص انت اطلب اي حاجة اي حاجة مهما كانت هتلاقيني بقولك حاضر .
امير قلبه وجعه على انهيار باباه بالشكل دا مش مصدق ان دا هو هو باباه اللي كان بيأمر وبس: بابا كفاية ارجوك اهدى .. وسيب الايام تهدي النفوس وتبني القلوب وتمحي الشروخ .

عدلي بذرة الامل اللي اتولدت جواه ماتت اول ما سمع كلام امير وحس ان الدنيا بتضيق عليه وانه خسران خسران براهنه على مسامحة امير ليه وانهار تاني ودموعه اللي مسحها عرفت طريقها ورجعت من تاني فبدأ يتكلم من غير وعي ولا منطق: طيب بص انا هساعدك على قد ما اقدر .. صدقني هكون اب مثالي يا امير .. بص شهد كانت زعلانة علشان فاكراك على علاقة بجيجي وانا لما شفت الصور اقنعتها تفضل معاك وتسامحك .. انا هساعدك يا امير مش هسمحلها تبعد عنك ... عارف انك بتحبها عشان كدا منعتها تزعل منك او تعاتبك او حتى تسيب بيتك .. لاني عارف ان شهد هتعوضك عن الحضن اللي انا حرمتك منه .. وكمان المرادي هيا رجعتلك صح .. رجعت بيتها صح يا امير ؟

امير مش فاهم ايه علاقة ابوه برجوع شهد له .. وايه حكاية الصور اللي باباه بتكلم عنها ..طب مش مهم الصور دلوقتي المهم هي ليه رجعت مبارح ؟ شهد رجعتله علشان بتحبه وبتثق فيه مش علشان حاجة تانية او هو مش هيقبل رجوعها لأي سبب تاني فبص لابوه بحيرة: اه رجعت بس انت ايه علاقتك برجوعها ؟
عدلي بسرعة بيشرح لامير وبيفهمه انه هيكون ديما سند ليه وهيعمل الصح يمكن تكون باب يدخل لقلبه منه: انا اقنعتها ترجع .. حكيتلها كل حاجة .. حكيتلها عن مامتك وعن موتها .. حكتلها عن غبائي معاك .. حكيتلها عن محاولتي لخنقك .. حكيتلها يا امير كل حاجة حكيتلها عن قسوتي معاك وعن سفرك وازاي كل سنة كنت بخترع حجج علشان ما اشوفكش .. حكيتلها كل حاجة انا غلطتها في حقك.. شهد مش هتسيب بيتك تاني وتبعد .. هيا عرفت قد ايه انت محتاجلها ومش هتبعد تاني عنك .. شهد هتعوضك عن الحضن اللي اتحرمت منه .. شهد هتعوضك .

عدلي بيحكي باندفاع لامير اللي الدنيا بتلف بيه .. شهد ما رجعتش لانها صدقته ولا لأنها بتحبه.. شهد رجعت لانه صعب عليها .. العيل اليتيم صعب عليها .. افتكر انها مردتش لما سألها هيا مصدقاه وده سبب رجوعها .. افتكر توهانها .. هيا رجعت لحالتها الخيرية .. رجعت تكمل دورها وجهادها .. وهو زي الغبي رمى نفسه في حضنها وعيط .. ايه ده ؟ اه هو عيط في حضنها .. اثبتلها فعلا انه حالة خيرية مريضة محتاجة العطف والحنان .. وهيا قامت بدورها على اكمل وجه .. حس انه بيتنفس بالعافية .. حس ان في سكينة جوه قلبه بتوجعه لما يتنفس ..

عدلي شده من هدومه: انت سامعني يا امير ؟
فاق على سؤال ابوه: اه سامعك ..
عدلي بعياط: طيب قول حاجة يا ابني ؟ قول انك سامحتني .
امير ابتسم بوجع ومسك ايده نزلها براحة من على هدومه بألم: اسامحك ؟ طيب ازاي ؟ وعلى ايه ؟ على العموم ما تاخدش في بالك .. انا لازم امشي .
عدلي بعياط: امير !
امير بصله ودموعه هو كمان بتهدد بالنزول: محتاج وقت .. اديني شوية وقت بعد اذنك .
طلع وهو ماشي عدى على ورد التيوليب ووقف قدامه.

وبوجع: قولتيلي اني هلاقيكي في الورد ده بس انتي موتي وسيبتيني .. مجرد انك موتي .. قولتيلي اقولها اني بحبها هنا واهاديها بوردك وهيا هتحبني وانا نفذت كلامك بالحرف وبرضه ما حبتنيش .. انا كنت ومازلت حالتها الخيرية .. وهفضل حالتها الخيرية .. بتبصلي مش شايفة غير حاجة معطوبة عايزة تصلحها مش شيفاني ابدا .. مهما اعمل مش شيفاني .. زيها زي ابويا .. مهما أعمل ما بيشوفوش غير اللي هما عايزين يشوفوه .. محدش فيهم شاف امير الانسان .. محدش فيهم حس بيه وبوجعه .. محدش فيهم حس بحبه وعشقه لهم هما الاتنين .. وانا زي الاهبل قولتلها اني بعشقها .. قولتلها اني بحبها اكتر منك .. تصدقي قلتلها كده .. قولتلها انها هتكون مكانك .. او هيا قالتلي .. مش فاكر مين قال لمين .. المهم اني بستجدي حبهم وعطفهم .. بشحت الحب منهم .. وانا اكتفيت .. اكتفيت من حبهم المشروط .. ما فهمتش مع انها شرطت عليا .. وانا وافقتها وسمعت كلامها ونفذت شروطها .. انا تعبت يا امي .. تعبت فوق ما تتخيلي .. تعبت واكتفيت .. بس لو بعدت ابني هعمل فيه ايه ! خايف يكون زيي وحيد ويعيش حياتي ويعيدها من تاني ... اعمل ايه ؟ وايه الصح ؟

مشي تايه مش عارف يفكر بس غيظ الدنيا ووجعها كله ماليه .. اخيرا وصل بيته وقراره بقى واضح .. خلاص كل حاجة وضحت وضوح الشمس قدامه هو بس اللي كان حاطط غمامة على عنيه عمياه
شهد اول ما دخل ابتسمت: اخيرا وصلت ! اتأخرت كنت فين ؟ واوعى تقول كنت مع طارق .
امير بهدوء غريب: لا مكنتش مع طارق .. كنت مع ابويا .
شهد ابتسمت: امم اخباره ايه دلوقتي .. امبارح كان تعبان .
امير بصلها: كان تعبان ماله ؟

شهد اترددت: عادي .. كان مخنوق مش اكتر .
امير هدوءه مش طبيعي: مخنوق من ايه يعني ؟
شهد: عادي مشاكل في شغله اعتقد .. المهم انه قعد هو وبابا في اجتماع مغلق طويل .
امير بصلها قوي واتريق: ما انتو بتعرفوا تكدبوا اهو زي باقي البشر امال طالعين لفوق قوي كده ليه ؟ بتبصولنا من فوق ليه ؟
شهد مش فاهمة: في ايه يا امير مالك ؟
امير زعق مرة واحدة: في اني عايزك حالا تدخلي تلبسي هدومك وتجهزي علشان هوديكي بيت ابوكي ..
شهد باستغرب: بيت ابويا ليه ؟

امير بانفجار: لاني اكتفيت منك .. اكتفيت من عطفك وحنانك وطيبتك الزيادة .. اكتفيت منك يا شهد وخلاص زهقت فيالا البسي علشان انزلك والا هنزلك عافية بشكلك ده .. انا مش هقبل اكون حالة خيرية لحد تاني اتفضلي يالا
شهد رافضة كلامه: انا مش فاهمة في ايه ؟ ( بدئت تلومه هو ) انت اللي اكتفيت مني ؟ انت اللي ...
قاطعها: كملي انا اللي ايه ؟ اللي بغلط وبخون وبشرب ومش قد توقعاتك وانتي تستاهلي احسن مني بمراحل صح ؟ طيب مع كل اللي العبر دي مكملة معايا ليه ؟ هو انا مش بس امبارح كنت في نظرك خاين ليه راجعالي دلوقتي ؟ مش رجعتلك باثار الروج في كل حتة في جسمي عايزة ايه تاني اعملهولك ؟ هاه ؟ مستنية ايه ؟ مستنية ليه ؟ عايزاني اعمل ايه تاني وانا اعمله علشان تحلي عني بقى ؟
شهد باستغراب شديد: انت شارب صح ؟ انت اكيد مش في وعيك ؟

امير زعق بكل غضب الدنيا: لا انا في وعيي قوي وفاهم انا بقول ايه ولا شارب ولا بطوح قدامك .. انا مش عايزك تحني وتعطفي وتتنازلي تاني علشاني .. علشان امير اليتيم المسكين .. ارحميني بقى وابعدي عني ويا ستي ما يصعبش عليكي غالي مش بيقولوها كده هنا .. ومتشكر لخدماتك ومحاولات اصلاحك بس انا lost case قضية خسرانة زي ما بيقولو فاخرجي من حياتي ..
شهد مذهولة تماما من اللي بيحصل بينهم: انت بتقول ايه ؟ انا رجعت بيتي علشان بحبك علشان كنت محتاجة لسبب علشان ادوس فيه على كرامتي من غلطاتك مرة ورى مرة لكن رجعت بحبي مش بحاجة تانية .

امير ضحك بتريقة: لا بجد ؟ تصدقي بتمثلي حلو .. وانا مش عايز حبك ده .. اتفضلي البسي بدال ما انزلك كده .
شهد بتحدي: مش هنزل ومش هخرج من بيتي تاني وانت هتعقل وهتفوق .
امير بغضب: ولا هعقل ولا هفوق وهو ده امير اللي قدامك الطبيعي لا انا مجنون ولا انا مش في وعيي ده الطبيعي بتاعي على فكرة .. اتفضلي .
شهد عاندت قصاده: مش هخرج من بيتي .
امير وصل لقمة تحمله: شهد قسما بالله هنزلك زي ما انتي كده بشكلك ده وعلى فكرة انا ما بحلفش كدب .. فانجزي .
شهد بتحدي: مش هنزل ومش هتنزلني غصب عني .

امير اتجنن ووصل لقمة غضبه وعماه: يبقى انتي اللي عايزة كده .
شدها من ايدها جامد ورايح ناحية باب الشقة وعايز يخرجها بمنظرها ده .. وهيا بتحاول بس مش قادرة تمنعه ابدا وبتعيط وتصرخ وتحاول تفوقه يسكت او يستنى لحد ما فتح باب الشقة
شهد استسلمت: خلاص خلاص هلبس ما تخرجنيش كده .. هلبس ...( بتنهج ) هلبس يا امير ... هلبس بس واخد ابني معايا .
امير بصلها كتير بجنون وساب ايدها: قدامك خمس دقايق بالظبط .
جريت من قدامه مش مصدقة ابدا اللي بيحصل ده ومش عارفة تعمل ايه ؟ طيب تقفل على نفسها هنا ؟ طيب لو اتجنن وكسر الباب ودخلها ؟ تتصرف ازاي ؟ لا تخرج دلوقتي وتسيبه لحد ما يهدى تماما وبعدها تتصرف ... اكيد في حل لكن مش هتلاقيه دلوقتي ..
الصبر مفتاح الفرج .. تصبر.

لبست وخرجت شايلة ابنها وهو عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدامه .. خرجها وركبها العربية وحط ابنه في كرسيه ورى وربطله الحزام و للحظة بصله وحس انه غلطان .. وابنه اللي هيدفع الثمن .. فكر يغير رأيه ويطلع مراته وابنه لفوق وينسى بقى بس لأ مش هيفضل كل يوم في اتهامات جديدة، مش هيفضل كل يوم يدافع عن نفسه قصاد حد .. هو مكتوبله يعيش لوحده خلاص هيعيش لوحده .. ابنه ابتسمله ابتسامة سحرنه وفكرر للحظة يتراجع بس اللحظة عدت واقنع نفسه ان ابنه هيتربى كويس جدا في بيت شهد .. محسن وعايدة عندهم حب كبير وهيربوه بحب.

ركب عربيته واتحرك وسايق بسرعة وبيحاول يغطي بسرعته على صوت عياط شهد ..
شهد من بين دموعها وشهقاتها: انت بتعمل كده ليه فينا ؟ انا رجعت لاني بحبك بس ؟
امير معمي من الغضب: بتحبيني ؟ اي حب ده اللي بتتكلمي عنه ؟ انا سمعتك .. من اول يوم وسمعتك يا شهد .
شهد باستغراب: سمعت ايه ؟

امير بصلها: سمعتك وانتي بتقولي لشاكر اني مجرد حالة خيرية .. جهاد .. فاكرة في الجنينة وانتي في حضني .. كنت مبسوط وفرحان بحبك اللي بدأ يتولد في قلبي ورجعت عربيتي لقيتك ناسية موبيلك ورجعت اديهولك وسمعتك بتعلنيها صريحة لاخوكي .. مش انا اللي تحبيني .. مش انا ..
شهد مش مصدقة ومذهولة: امير انا ...

قاطعها تاني: وقولتيهالو تاني في بيتي واعلنتيها تاني انك محبتينيش .. كنت راجعلك بوردة في ايدي زي الاهبل لاني سبق ووعدت امي قبل ما تموت اني اول هدية اجيبها لحبيبتي بحب هتكون وردة تيوليب ورجعت كان شاكر بيتخانق معاكي وقولتيله تاني مش انا اللي تحبيه .. كنتي مراتي وفي بيتي وبتأكديله اني لسه الحالة الخيرية بتاعتك .. انا عشقتك يا شهد من اول مرة دخلتي فيها عليا في بيت ابوكي .. يمكن كمان من اول مرة شوفتك فيها وانتي عيلة عندك سنتين وانتي لحد النهارده بتعتبريني حالتك الخيرية .. ( كمل مقهور وتايه ) هو انا ماتحبش ؟ هو انا ناقصني ايه محدش بيحبني ؟ ليه ؟ محبتنيش ليه يا شهد ؟ ( وبدأ يخبط على الدركسيون بعزم ما فيه ) ليه ؟ ليه ؟

شهد دموعها نزلت: انا بحبك يا امير .
امير زعق وبصلها: بطلي كدب .. ارحميني .. ارحميني يا شهد من كدبك كفا
مكملش الكلمة لان ساعتها صوت عالي جدا جدا سمعه امير وحاول يمسك دركسيون العربية اللي بيلف جامد والعربية نفسها بتلف كتير واتقلبت مرة وري مرة وري مرة ... وحالة صمت ... العربية كانت مقلوبة وامير حاول يبص حواليه بس مش شايف حاجة ومش سامع حاجة بس صمت وظلام .. حاول يتحرك بس مفيش حاجة في جسمه بتطاوعه يتحرك .. وظلام بيهاجمه ...
وكل حاجة انتهت واستسلم للظلام حواليه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة