قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الرابع عشر

أمير غرقان في وجعه وألمه وفجأة باب اوضته اتفتح بعنف و فاق على صوت باباه اللي دخل وشغل نور الاوضة وزعق: عاجبك كده ؟ طفشتها ؟ وصلت الراجل الطيب انه يخرج عن شعوره وياخدها بالمنظر ده ؟ انت ايه ؟ ما ينفعش يكون في حاجة كويسة في حياتك ؟ ارحم بقى !
عدلي بيتكلم وهو مش حاسس بأمير ولا شايف دموعه اللي مسحها بسرعة .. بيتكلم ويلوم وبس
امير استناه لحد ما سكت وبعدها وقف: خلصت كلامك ؟ لومتني انا كعادتك !

عدلي مش قادر ياقبل فكرة ان شهد سابت البيت او ان محسن صاحبه يخرج من حياته بالشكل ده وكعادته معندوش غير إبنه يلومه فبيزعق: امال عايزني الوم مين ؟
امير معدش قادر يتحمل الملامة على كل حاجة تحصل في البيت ده، من كام سنة وهو الملام على كل كبيرة وصغيرة كفاية بقى وقف وزعق: تلوم نفسك ! لمرة لوم نفسك وتحمل مسؤولية اخطاءك .. انت السبب في كل حاجة .
عدلي وقف قصاده: صح ! انا اللي قلتلك اعمل حفلة واعزم اهل مراتك وافضل طول الحفلة هين فيها هيا وعيلتها ومد لسانك لها طول الحفلة .. تصدق فعلا انا السبب!

أمير غمض عنيه مش عايز يفتكر نظرات شهد وحسرتها ووجعها وعارف ان ابوه عمره ما هيفهم هو عمل كده ليه ! وليه بعدها عن حياته بالشكل ده ! عمره ما هيفهم انه هو مجرد حطام لبني ادم مش بني ادم ومكنش ينفع يحطم معاه شهد وبرائتها معاه .. شهد تستاهل اللي يسعدها ويحافظ عليها مش يشدها لوحدته ولألمه ولمعاناته فبص لأبوه بوجع: ولا عمرك هتفهم ابدا .. عمرك ما هتفهمني .. انت عارف مشكلتك ايه ؟ انك بتصدر اوامر وبس .. بتشوف ايه اللي يناسبك وتعمله بغض النظر عن اي اعتبارات تانية او اي حد غيرك .. بتختار ديما اللي يريحك وبس .

عدلي مش مستوعب كلام امير وكل اللي فاهمه انه جوزه ملكة على عرش البنات وهو باستهتاره ضيعها من ايده .. ده بس اللي فاهمه وبالتالي لام ابنه: اختارتلك انسانة مليون واحد يتمنوا ضفرها وانت ضيعتها بغباءك .
امير بوجع: اختارت واحدة تريحك انت .. تقوم بدورك كأب .. قولت اشوفله واحدة متدينة تعلمه اللي انا كان المفروض اعلمهوله من وهو عيل صغير .. جبتها وحطتنا مع بعض .. ولا عملت اعتبار لمشاعرنا ولا اختلافتنا اللي من السما للارض ولا عطيتنا حتى الوقت اللي نقدر نقرب المسافات .. بس قررت واجبرتنا ننفز رغباتك .
عدلي معدش قادر يسمع لوم من امير عن اخطاؤه كأب: انت بتستمتع بدور الضحية ! المغلوب على امره صح ! بتحب تعيش الدور ده قوي بطل بقى وفوق لنفسك وشوف هتجيبها ازاي وترجعها البيت ازاي اتفضل .

امير بص لابوه بتحدي: ضحية ! ماشي بس معلومة بقى صغيرة شهد مش هترجع البيت ده تاني .
عدلي اتجنن من كلام ابنه واصراره على انه يبعد عن شهد وكالعادة لجأ للأسلوب اللي كان بينفعه وامير صغير ونسي ان أمير معدش الولد الصغير اللي هيخاف من تهديدات ابوه .. بص لعنين امير مباشرة وبتحدي: هترجعها وبما انك بقى عايش الدور .. هترجعها ورجلك فوق رقبتك خليك تبقى ضحية بجد شهد دي اللي عملاك بني ادم .

امير دارى وجعه وهرب من عنين ابوه وبعناد كمل معاداته: ورحمة امي ما هتدخل البيت ده تاني ووريني انت هتجبرني ازاي ؟
عدلي بتهديد: هترجعها يا امير والا ...
امير قاطعه: ايه هتقفل الفيزا تاني ! اقفلها .
عدلي مش عارف يهدد بإيه عقله ما اسعفوش لاي طريقة بس هيهدد وخلاص لحد ما يخطط لحاجة يقدر يجبر امير بيها ينفذ رغباته .. هو اه غلط زمان بس خلاص معدش ينفع يصلح اغلاطه دي دلوقتي وشهد هيا الطريقة الوحيدة اللي ممكن بيها يكفر عن ذنبه في حق ابنه ويعوضه عن السنين اللي فاتت .. يمكن مع الوقت ولما يحب شهد يقدر يسامحه ويعذره لكن المهم دلوقتي انه يرجعله مراته بأي طريقة واي وسيلة مهما كانت حتى لو معناه كره زيادة من امير له
اصر بتحدي: مش بس الفيزا انا هوصلك لدرجة انك تشحت في الشارع علشان تاكل .. انت بتعاند ليه هاه ! انت بتحبها ليه العند ! رجع مراتك وبس .

امير اصر: مش هرجعها وبكرة اول حاجة هعملها هروح اطلقها بعد اذنك .
عدلي حاول يوقفه بس مقدرش .. ديما فاقدين لغة الحوار.. ما بيعرفوش يتكلموا مع بعض ابدا .. شهد نوعا ما قدرت في الفترة البسيطة انها تكون حلقة وصل بينهم بس حتى شهد مشيت ..
خرج معرفش يروح فين فضل سايق عربيته وبس ووقف على جنب اتفاجىء بإنه قدام بيت شهد .. استغرب ازاي جه هنا وليه اصلا ؟
شهد راحت مع باباها وطول الطريق تحاول تقنعه ان مكانها مع جوزها بس رافض حتى يسمعها
محسن اكتفى من امير واكتفى من كل اللي بيجي من وراه وكمان خايف ليكون كلامه عن شاكر صح ويخسر ابنه كمان ..وصلوا البيت وشهد جريت على اوضتها اما شاكر قبل ما يدخل ابوه وقفه: استنى هنا .

شاكر وقف وبيهرب من مواجهة أبوه: افندم ممكن نأجل الكلام لبعدين ؟
محسن باصرار وكأنه خايف يصدق اللي أمير قاله: لا هو سؤال واحد .. كلام امير عنك صح ؟
شاكر سكت ومعرفش يرد او ينطق او يقول ايه لأبوه ! يقوله بيحب واحدة كانت بتجري ورى جوز اخته ! ولا يوصفها بإيه علا ! عقله كان فين يوم ما سمح لنفسه يمد ايده ويسلم عليها يوم كتب كتاب اخته ؟ هي دي كانت نقطة البداية ! دينه كان فين ! اخلاقه وقيمه ومبادؤه كانت فين ! ليه سمحلها من البدايه تقرب وتتمادى لحد ما اتوغلت جواه بالشكل ده ! فاق من أفكاره على صوت أبوه بيزعق: رد عليا وقولي انه بيألف .. رد وقول انك اعقل من كده مليون مرة .. انطق .
شاكر مرة واحدة اتكلم ومعرفش هو بيقول ايه: حاضر هرد .. اه كلامه صح وانا فعلا بحب علا واتمنيتها واتمنيت اني اقدر اغيرها .
محسن بصمة وذهول رافض عقله يستوعب: تغير فيها ايه ؟ هيا دي تنفعك ؟

شاكر بدأ يرد بدون اي اعتبارات واي عقل تماما: و اشمعنى امير كان ينفع شهد ؟ هاه ؟ بالعكس ده شهد كمان بنت ومغلوبة على امرها وقدرت تسلمها لامير .
محسن رافض منطق ابنه لان ده معناه انه هو فتح باب جهنم على عياله الاتنين: والنتيجة كانت ايه ؟
شاكر دور وشه بعيد: معرفش .
محسن: لا عارف وشفت بنفسك النهارده .. واعتقد ان هيا كانت بتوريك حياتها شكلها ايه .. بس انت غبي ومش فاهم .. امير راجل واخر الليل هيرجع بيته ومحدش هيلومه لكن انت هتتقبل ان مراتك تسهر تشرب وتسكر بره ؟ هتكون ديوث على اخر الزمن وكله باسم الحب صح .

شاكر عارف كل اللي ممكن يتقال في موقف زي ده بس مش مستعد يسمع حرف واحد منه فبترجي بص لأبوه: ارجوك يا بابا كفاية .
محسن بانهيار: ترجوني لايه ؟ الكلام وجعك ؟ امال انت عايش فيه ازاي ؟
شاكر بوجع: انا عارف كل الكلام اللي حضرتك عايز تقوله فارجوك كفاية .
محسن بلوم: ولما انت عارفو معملتش بيه ليه ؟ بس على رأيك الغلط مش عندك الغلط كان عندي انا .. انا اللي ضيعتكم انتو الاتنين .. ضيعتك انت واختك .. اخترت الصداقة وتجاهلت مصلحة عيالي بس الغلط ملحوق ولازم يتصلح بسرعة .. لازم يتصلح .

ساب شاكر ودخل اوضته وقفل الباب وراه وشاكر فضل واقف شوية مش عارف يعمل ايه ؟ ومرة واحدة خرج من البيت هو كمان ...
شهد في اوضتها بتعيط فكرت تتصل بأمير بس هتقوله ايه ؟ انت ليه كنت بترقص مع علا ؟ انت ليه دوست على قلبي كدا ؟ والا انت ليه طلعتني للسما ورمتني لسابع ارض بعدها ؟ مش لاقية كلام تقوله ففضلت مكانها
تليفون امير رن وكانت علا فرد عليها
علا بصوت جامد: ايه اللي حصل؟

امير اخد نفس طويل وتماسك: اللي كنا عايزينو بالظبط .. ده اللي حصل .
علا بصوت مخنوق: يعني ايه ؟
أمير اتنهد: يعني انا خسرت مراتي وانتي خسرتي حبيبك .
علا عيطت وسكتت وامير فضل ساكت
علا من بين عياطها وشهقاتها: امير هنعمل ايه ؟
امير بيحاول يقاوم وما ينهارش زيها: احنا خلاص عملنا ياعلا .. خلاص بعدناهم انا حمايا حلف على بنته يتبرى منها لو فضلت معايا وانتي بعد اللي شافوه منك خلاص اتعلم عليكي غير ان انا ..

اتردد يكمل فسكت ومعرفش يقولها انه عاير شاكر بيها .. السكوت افضل
علا لازم تعرف كل اللي حصل فاصرت عليه: ان انت ايه امير ؟
امير فضل ساكت فهيا الحت عليه: امير انت ايه ؟ عملت ايه مش بتقولهولي ؟امير ...
امير اتكلم وحاول يختار كلماته: نوعا ما عايرت شاكر بيكي .
علا اتصدمت شوية وسكتت وقالت بصوت مهزوز: عايرته ازاي ؟ قلت ايه ؟

امير ندمان دلوقتي على اللي قاله وانه وهو مدبوح هد الدنيا كلها على الكل بس خلاص اللي حصل حصل واللي اتقال اتقال: اسف يا علا .. انا فعلا اسف بس هو نرفزني وعامل فيها بقى اللي ما بيغلطش ومقدرتش امسك نفسي وابوه كمان بيتكلم رحت خابط كام كلمة عنك زمان .
علا اتصدمت لما عقلها وراها زمان عملت ايه واحتقرت نفسها.. بس دعاء جواها بيطلب ان ما يكونش كلام امير اللي عقلها وراهولها: زمان ؟ ازاي ؟
امير بتردد: ايام .. ما .. كنتي بتحبيني وبتعرضي نفسك كل شوية عليا بطريقة مختلفة .
علا شهقت واتفتحت في العياط: ليه كده ؟

امير معدش مستحمل لوم وعتاب من حد تاني وخصوصا من علا اللي ديما بيعبرها اخت له: سوري يا علا بس مكنتش عارف بقول ايه وانتي قلتي انك عايزة تخلصي منه فمفكرتش بقى .
علا بتتخيل شاكر وامير بيقوله الكلام ده وبتتخيل نظرات اهله له وبتتخيل وجعه وندمت .. دلوقتي ندمت على قرارها الغبي وملقتش غير امير قدامها تلومه: اه عايزة ابعده بس مش بانك تطلعني عاهرة قدامه مش كده ابدا يا امير مش كده .
امير: سوري بقى علا ... علا ...
قفلت السكة وفضلت تعيط .. عيطت من كل قلبها
امها دخلت عليها: في ايه مالك ؟

علا زعقت: مالكيش دعوة بيا سيبيني في حالي انتي السبب .. انتي السبب في كل حاجة .
جيهان باستغراب: وانا عملتلك ايه دلوقتي ؟ انا ماليش دعوة بيكي .
علا بصتلها من بين دموعها: انتي فعلا مالكيش دعوة بيا ؟ وعمر ما كان ليكي دعوة بيا .. بعدتيني عن بابا وربيتيني بطريقة .. طريقة ... انتي مربيتينيش اصلا .. انتي معلمتينيش اي حاجة .. لأ علمتيني .. علمتيني ازاي اوقع اي راجل وازاي اغريه .. كنتي بتنصحيني افرض نفسي على امير وجبتهولي لحد البيت عشان اقنعه يتجوزني .. كنت فاكرة اني بحبه وبدال ما تنصحيني زي اي ام احافظ على نفسي قولتيلي ايه ! هبلة مش عارفة توقعيه اعملك ايه ! حاولت اقلدك واتعامل بطريقتك وحاولت اغريه ودلوقتي بيعايرني بده .. وقاله .. قاله على كل حاجة وخسرته .. خسرت الحاجة الوحيدة اللي كانت هتبقى صح في حياتي وبغبائي بدال ما امسك فيها بايديا واسناني فرطت فيها .. شفتي بقى .

جيهان بعدم اهتمام: في الاخر يعني كل ده علشان راجل ! وكالعادة مش عارفة تسيطري عليه ! ( كملت ببرود ) قولتلك ابعدي عن امير وانتي ما سمعتيش كلامي تستاهلي اللي يجرالك .
علا زعقت عندها ذهول من برود امها ! ليه مش زي باقي الامهات ! زي ام شهد مثلا ! بصتلها: انتي ايه ! شاكر مختلف عن النوعية دي .
جيهان بصت لبنتها اللي حساها غبية ديما في كل قرارتها: مفيش راجل مختلف كلهم اسطانبة واحدة .
علا هزت دماغها برفض لكل كلمة او حرف امها بتنطقه: شاكر غيرهم .. شاكر متدين تعرفي معنى الكلمة دي ولا معدتش عليكي ؟
جيهان بتريقة: اه اعرف نفس الاسطانبة بس دخلتهم مختلفة .. اعرفي بس تدخليله ازاي ؟ دول ليهم معاملة خاصة...

علا حطت ايديها على ودانها وزعقت: ابعدي عني .. ابعدي عني .. ابعدي عني
فضلت تقول نفس الكلمة لحد ما جيهان خرجت من عندها مستغربة مالها...
علا قعدت مكانها على السرير تعيط وتعيط يمكن العياط يريحها شوية من اللي هيا حساه والوجع المسيطر عليها ..

امير مش عارف يفكر بس حاس انه لوحده في الكون ده ومش عايز الاحساس ده .. وفجأة صورة شهد قدامه واتاكد ان حياته ملهاش معنى من غيرها ومش عايز غيرها .. نزل من العربية ومشي كام خطوة ناحية بيتها وساعتها سمع صوت اذان الفجر فوقف واتردد وقرر الصبح هيروحلها مش دلوقتي .. الصبح هيروح ياخدها بيته مهما يكون التمن ...نام في العربية وفاق على تليفونه بيرن فتح عنيه وشافه ورد عليه.

شهد صحيت من نوم متقطع تعبانة مرهقة .. قامت وخرجت تجهز علشان تنزل شغلها ويدوب بتفتح باب الشقة تنزل لقت امير في وشها بأثار النوم لسه على وشه .. اتفاجئت بيه قدامها بصتله كله ولاحظت انه متبهدل وبنفس هدومه بتاعت امبارح .. شكله تعبان ومرهق يبقى اكيد وجعه بعدها عنه واكيد جاي ياخدها لبيته وهيا هتروح معاه ! هتسيب الكون كله وتروح معاه .. معرفتش تبتسم ولا تضمه ولا تاخده وتنزل بسرعة .. بس فضلت تبصله ..قرت في عنيه كلام كتير.. قرت اشتياق ..هو كمان اول ما شافها هرب الكلام منه .. معقولة وحشاه للدرجة دي ! دي يدوب بالليل كانت معاه ! ليه عمل الخطة الغبية دي مع علا ! ليه سكت واتمسكش بيها ! ابتسمت ومدت ايدها له بحب فبص لايدها ومد ايده مسكها وضغط عليها والضغطة دي كانت على قلبها مش ايدها ونطقوا في نفس اللحظة.

شهد: امير انا ...
امير: شهد انا ...
الاتنين سكتوا وابتسموا
امير ابتسم: قولي عايزة تقولي ايه ؟
شهد قربت منه وعايزة تقوله انها بتحبه وانه عمره ما كان حالة خيرية ابدا زي ماهو متخيل فابتسمت: انا عايزة اقولك اني ب
قاطعها من وراها صوت ابوها: انتي لسه هنا! مش كنتي نازلة من بدري ؟
سابوا ادين بعض وبصت لباباها اللي كمل: ادخل يا امير وحضرتك اتفضلي على شغلك .
الاتنين بصوا لبعض وامير دخل خطوة وشهد بصت لابوها باستغراب ليه عايز يمشيها: ليه امشي ؟ في ايه ؟

بصت للاتنين فأمير ما اتكلمش
محسن مش عايز بنته تكون موجودة دلوقتي ومش عايز يتكلم قدامها ولازم بسرعة يصلح غلطته قبل ما تخرج الأمور عن سيطرته ويخسر عياله الاتنين: مفيش روحي شغلك انا اتصلت بأمير وطلبت منه يجي نتكلم مع بعض اتفضلي بقى .
شهد بصت لأمير بدموع بتلألأ .. مجاش من نفسه ! مش شوقه اللي جابو .. مكنش سهران زعلان على فراقها تلاقيه كان سهران بس مع شلته مش اكتر ..
امير فهم وجعها وكان نفسه ينطق ويقولها انه طول الليل تحت شباكها مستني النهار يطلع يشوفها او يلمحها .. كان نفسه يقولها لا كان هيجي بدون ما ابوها يتصل
محسن قاطع افكارهم هما الاتنين: ادخل نتكلم وانتي اتفضلي .

شهد وقفت بتحدي لابوها: مش هتفضل .. اتكلم قدامي اذا سمحت ..
محسن زعق: لا مش هتكلم يا تتفضلي على شغلك يا تروحي على اوضتك اتحركي .
هنا مامتها خرجت وبصت لامير بعتاب وشدت بنتها: اسمعي كلام ابوكي تعالي .
امير دخل ووقف قصاد محسن اللي اصر انه يقعد وبدأ كلامه: انت عارف انا وابوك اصحاب من امتى ؟
امير شبه اتيقن انه خسر شهد وابوها اهو بيمهد للنهاية فرد عليه: عارف .

محسن كمل: من اكتر من تلاتين سنة .. ومن واحنا في الجامعة .. كبرنا واتخرجنا واتجوزنا وخلفنا وعلى طول صداقتنا متينة .
امير مش عايز يسمع تاريخ حياتهم ويسمع عن صداقتهم وحبهم لبعض عايز بس مراته ياخدها ويمشي من هنا: انا عارف تاريخ صحوبيتكم كله ادخل في اللي حضرتك عايز تقوله على طول .
محسن: حاضر .. ابوك كان ديما يشتكي من ابنه اللي مش لاقيله حل ابدا وفي يوم انا اقترحت انه يجوزك بنت تقومك وتاخد بايدك .

امير ابتسم بوجع وهو عارف ابوه اللي بيستغل كل اللي حواليه لمصالحه الخاصة فضحك بوجع: وما تخيلتش انه هيطلب بنتك ! لابنه العاصي !
محسن بصله: بالظبط ! ما تخيلتش انه يطلب شهد ! شهد اللي كان المفروض تتجوز راجل .. راجل يقدرها .. راجل على الاقل يعرف ربنا ويعرف يراعيها بس للاسف ...
كمل امير: اتجوزتني انا .. ( بصله باستغراب عايز يفهم ) انت ليه وافقت ؟ ليه مارفضتش !

محسن وقف وبتردد مكنش يتمنى في يوم من الايام يوقف في وش امير بالشكل ده ويرفضه من حياته ويتخلى عنه زي ما ابوه سبق واتخلى بس بنته صراحة اغلى من امير ومصلحتها اهم دلوقتي فلازم يدوس على قلبه ويتكلم: كان غباء مني .. كنت فاكر انك قابل للاصلاح .. لما تتحط في جو نظيف ... شهد كان عندها ثقة تامة انها هتغيرك وانا للاسف كدبت مخاوفي كلها وقلت شهد هتقدر وبعدين عدلي هيحطها جوه عنيه ووعدت نفسي بوعود كتيرة لكن مخاوفي كلها طلعت صح .. لو حطيت تفاحة فاسدة وسط قفص كامل سليم للاسف مش هتكون كويسة لا .. دي هتبوظ القفص كله .. وده اللي حصل في بيتي .. انت بتهد بيتي وبتبوظه كله .. شاكر العاقل يحب دي ! وهو يعرف الحب منين اصلا ! انت مش متخيل انا امبارح صدمتي كانت ازاي .. حفلة كلها مجون ورقص وخلع وانت بتشرب ومعاك البنت دي واخر ... ومراتك قاعدة ولسه عندها امل واتفاجىء ان ابني كمان ... انا مش عارف اقولك ايه ؟

وجع محسن وصدمته في عياله كانت اكبر من انه يتحملها فكان لازم حل قاطع وبتر العضو الفاسد قبل ما يدمر الباقي كله .. لازم يطرده من حياتهم حتى لو كان ده هيقتله بس عياله هيعشوا .. اسف يا امير يا ابني وحقك عليا بس مش هقدر اسيبك قريب من عيالي اكتر من كده .. حقك عليا يا ابني .. افكاره كلها وعقله بيلومه على اللي هيعمله بس ده شر لابد منه ..
امير حس بوجع محسن وحبه لعياله ومش هيقدر يلومه، خليه يشوف عايز يعمل ايه ويخرج من هنا بسرعة: هات من الاخر حضرتك جايبني هنا لانك واخد قرار بلغني بيه يا عمي ..

محسن بصله واتكلم بوجع حاول يداريه بصرامة صوته: التفاحة البايظة لازم تخرج بره القفص لو عايز تلحق حاجة .
امير فاهم كويس قوي محسن عايز ايه بس عنده امل ان يكون في حل تاني غير البعد والانفصال فلازم يسمعها صريحة وبص لمحسن واصر عليه: قولها صريحة .. عايز مني ايه ؟
محسن بص لامير وحاول يكون قوي: طلق شهد ..

هنا شهد اللي كانت واقفة بره متابعة كل اللي بيحصل وامها ماسكاها ومنعاها تدخل شدت نفسها من امها ودخلت تجري: بابا ...
امير بصلها وكأنه عايز يشبع منها قبل ما ينفذ حكم الاعدام بس محسن كمل كلامه: لو لسه فيك اي شيء كويس من العيل اللي دخل البيت ده زمان وطمرت فيك قعدتك في البيت ده .. اخرج من بيتي بالمعروف بهدوء وانا اوعدك اني هكلم عدلي يلغي وصيته اللي رابطك بيها .. مش هو ربطك بيها وجبرك تتجوز بنتي بيها ..انا هلغيها وهحلك من ارتباطك ده .

محسن عارف من جواه كويس جدا انه كده بيدمر امير تماما وبيقتله بس مش بإيده اي حاجة ممكن يعملها ..
امير باصص للارض بيحاول يتماسك بياخد انفاس طويلة .. نفس ورى نفس .. بيحاول ما يضعفش .. دلوقتي لازم يقف ويخرج من هنا بس مش وهو ضعيف .. مش لازم يضعف .. ما ينفعش يسمح لدموعه تنزل هنا قدامهم .. اه زمان عيط وطبطبوا عليه بس دلوقتي المفروض انه بقى راجل ولازم يكون قوي .. هيضعف بعدين لما يكون لوحده دلوقتي لازم يقف ... قام وقف ومحسن وقف ومسكه من ايده وبص لأمير في عنيه: انا مش هسمحلها تدخل بيتك تاني خلينا نخلص بهدوء .
شهد بعياط مسكت ايد أبوها بتترجاه: بابا .. بابا لأ .. ارجوك .

محسن زعق: بتترجيني ليه ؟ اذا كان هو ساكت .. عارفة ساكت ليه ؟ علشان بيفكر ياترى هقدر اقنع ابوه يغير الوصية ولا لأ ؟ صح يا امير قولها .. انطق .
امير اخيرا لقي صوت: اه صح ..
محسن كمل دبح فيه: طلقها .
امير بهدوء غريب: ولو رفضت ؟
محسن زعق: هرفع عليك قضية طلاق او خلع وانا وابوك هنقف قصاد بعض في المحاكم وهنخسر بعض وعشرة السنين الطويلة اللي بينا هتدمرها انت بإيدك ..

امير لازم ينسحب بقى: بعد اذنكم
هيهرب بس وقفه تاني ومسكه بقوة من دراعه: ارمي عليها اليمين قبل ما تمشي .
امير الدموع ظهرت بس تماسك وبص لمحسن بنظرة غريق .. غريق محتاج ايد تتمدله
محسن ضحك بغلب: بلاش النظرة دي وارجوك .. قولها يا شهد انتي طالق.
امير اتنهد وهنا محسن شاف عيل صغير عنده عشر سنين بدموع جامدة في عنيه.. امه ميتة ..تايه
ده نفس الولد الصغير بنفس الوجع بنفس اليتم بنفس التوهان وللحظة كان عايز يتراجع وياخده في حضنه ويعمل زي ما عمل زمان بس فاق على صوت امير اللي اخيرا لقى صوت يتكلم بيه: انتي طالق ... يا شهد .

هنا شد ايده بعنف من محسن وخرج بسرعة لانه وصل لقمة تحمله .. جري على السلم .. وركب عربيته وساقها بسرعة مجنونة .. لازم يبعد عن الكل
لازم يختفي .. بيكره الكون كله بما فيه .. كره ابوه .. كره امه اللي ماتت وسابته .. كره محسن .. كره حتى شهد .. كره ضعفه انه سمح لنفسه يحبها .. كره حتى نفسه .. مفيش جواه اي احاسيس غير الكره وبس ..
بعد ما امير مشي شهد قعدت على الكرسي او وقعت عليه وابوها فضل واقف مكانه الصدمة ملجماه ووجع كلمة انتي طالق لبنته وجعاه قوي .. ايوه ده قراره واختياره بس الكلمة قسمته .. امها كمان واقفه على باب الاوضة دموعها نازلة بصمت
صمت تام مسيطر على الكل ..

محسن بيحاول يقنع نفسه ان ده الصح: كان لازم ده يحصل .. كان غلط .. من الاول كان غلط ... كان لازم ده يحصل .. ده الصح .. ده الصح .. شهد ما تزعليش ربنا ديما بيختار الخير لينا ..
شهد وقفت تترنح وبصت لابوها: وده كان اختيار ربنا ولا اختيارك .
سابتهم وراحت اوضتها تندب حبها .. مش هتنسى ابدا نظرة امير وهو بيقولها انتي طالق .. عنيه كانت بتصرخ وكانت سامعة صريخه واستنجاده .. كانت شايفة دموعه اللي طول الوقت بيحاول يداريها .. كانت حاسة بأنفاسه اللي كان بياخدها تقيلة .. كانت حاسة بوجع كل كلمة ابوها بينطقها ..
للاسف هيا فشلت في مهمتها .. ولا هيا انقذت امير ولا هيا سابته في حاله هيا كل اللي عملته انها غرقته اكتر واكتر .. غمضت عنيها وسابت الدموع تنزل يمكن تقدر تخفف شوية من وجع قلبها ..

امير اخيرا اخر الليل رجع بيته وطلع على اوضته بس ابوه فتح الباب بعنف ويدوب هيزعق اتفاجىء بأمير فاتح شنطة بيلم حاجته
عدلي بخوف ورعب: انت فاكر نفسك بتعمل ايه ؟ سفر مش هتسافر فاهم .
امير بهدوء تام: خير .. حضرتك عايز حاجة ؟
عدلي: مجبتش مراتك ليه ؟
امير تجاهله وبيكمل لم هدومه فعدلي شده من دراعه جامد: مراتك فين ؟ ومحسن ما بيردش على تليفوني ليه ؟
امير بص لابوه: طلقتها .

عدلي للحظات مش مستوعب اللي امير قاله بس بعدها عمل اللي امير عمره ما تخيله ابدا .. ضربه بالقلم .. قلم جامد لدرجة انه كان هيقع وسند على السرير ..
عدلي بانهيار: متخيلتش ابدا ان انت الامل مفقود فيك للدرجة دي .. كنت فاكر انك بني ادم وبتحس وحبتها فعلا ومش هتبعدها عنك .. كنت فاكرك بتهدد وبس .. متخيلتش ابدا انك واطي للدرجة دي وهتطلقها فعلا .. انت بني ادم وسخ وعلشان كده ما تنفعكش واحدة نظيفة زيها .. بتهددني انك تسافر انا بقولهالك اهو اطلع بره بيتي .. غور في ستين داهية .

وامير من غير ما ينطق حرف قفل شنطته وشالها وخرج بره بيت ابوه .. دي اول مرة يمد ايده عليه او يكلمه كده دي اول مرة يفقد الأمل فيه ...
راح على شقته اللي كان مشتريها ودخل وقفل على نفسه .. ياه لو يختفي من الكون ده .. ياه لو الكل ينساه ويفضل مكانه كده لحد ما يموت ما يشفش حد ابدا ولا حد يشوفه ... بس يرجع ويقول ان ده غلطه هو .. هو بس اللي غلطان .. ازاي يسمح لنفسه يتعلق ويحب حد ! هو مش سبق وحب .. كانت ايه النتيجة ! وجع ورى وجع .. مامته وماتت وسابته.

الحب مالوش مكان في الكون ده لان مفيش حاجة اسمها حب حقيقي .. المفروض يكون اسمه وجع حقيقي مش حب .. الحب ضعف ووجع وبس ..
عدلي فضل الليل كله هيتجنن من امير.. كان واثق انه بيحبها ازاي يطلقها ؟ ليه عمل كده؟ ليه أتخلى عنها ؟ ليه عمل كده في الحفلة ؟ الف ليه ملهاش أجابه ! هو ما بيفهمش ابنه ابدا ..
النهار طلع واول حاجة راح لصديق عمره ..
واول ما فتحله عدلي اتكلم: بقى كده يا محسن ما تردش عليا. . العيال يفرقونا عن بعض ؟ العيال يبعدونا ؟ ده احنا عشرة عمر وسنين طويلة قوي .
محسن بوجع: محدش ابدا ممكن يفرقنا بس كنت مضايق وقلت بلاها لحد ما نهدى شوية ادخل ياصاحبي ادخل .

عدلي دخل وقعدوا: فين شهد ؟ وازاي تسمح باللي حصل ده ؟ ازاي تتفرج عليهم ؟ ازاي ما منعتش امير المجنون ده يطلقها ؟
هنا شهد دخلت: يمنعه ! اذا كان هو اللي اجبره يطلقني عايزو يمنعه !
عدلي شوية مش فاهم وبينقل نظراته ما بينهم هما الاتنين وبحيرة سألهم: يعني ايه ؟ مش فاهم . امير ما طلقكيش بمزاجه ؟
محسن اتكلم بهدوء: انا كلمته الصبح وطلبت منه يجي وقلتله يطلق بنتي .
عدلي بصدمة: ازاي ؟ وامير سمع كلامك ونفذ ؟ من امتى امير بيسمع كلام حد ؟
شهد بعياط وبلوم لأبوها: لانه بابا ما قالوش بالهدوء ده .. بابا هزقه وغلط فيه وطلب منه رد الجميل لما فتح باب بيته ليه وهو عيل .
محسن زعق سكتها: بس اسكتي .

شهد بانهيار: اسكت ليه مش ده اللي حصل مش قلتله لما رفض انك هتقف قدام صاحبك في المحاكم .. مش هددته وقلتله انه هيهد عشرة سنين بينكم .
محسن بوجع مش قادر يسمع اكتر من بنته: لاخر مرة هقولك بس يا شهد .
سكتوا كلهم شوية وعدلي بيراجع في دماغه اللي حصل بالليل وانهيار ابنه اللي ماشافوش وهجومه على امير بالليل وضربه وطرده له من بيته .. كل مرة بيجي عليه قوي
محسن بص لعدلي: هو امير مقالكش ولا ايه ؟

عدلي بوجع: مقالش غير كلمة واحدة وصراحة معطيتوش فرصة يكمل بمجرد ما قالي انه طلق انا ..
عدلي سكت لانه عرف بشاعة اللي عمله .. ديما بيغلط فيه وما بيدلوش فرصة ابدا
شهد بخوف: حضرتك ايه وامير فين ؟
عدلي باستيعاب لبشاعة اللي عمله في ابنه بص لشهد بوجع: انا مديت ايدي عليه .. انا اول مرة امد ايدي عليه .. انا ضربته .
شهد دموعها نزلت ومحسن بص للارض لانه اكتر حد عارف ان امير مظلوم جدا مع عدلي ومش دي اول مرة يجي عليه كده ..
شهد بعياط: هو فين ؟

عدلي بصلها بتوهان: معرفش .. طردته .
الاتنين بصوله وشهد مكنتش عارفة تتكلم او تنطق من الوجع اللي جواها .. امير حبيبها موجوع في مكان وهيا مش هتقدر للاسف توصله او حتى تضمه
محسن مقدرش يسكت ووقف: ليه بتتسرع ديما معاه ؟ ليه كده ؟ ده ابنك ؟ هتفضل لحد امتى اسهل حل انك تبعده ! امير كل اللي هو فيه بسببك يا عدلي .، انت ما بتقومش بدورك كأب ابدا معاه .

عدلي بص لمحسن: انا حطيته بين ايديك يا محسن مرة وهو عيل ودلوقتي وهو شاب .
محسن زعق: ده دورك انت ما ينفعش حد غيرك يقوم بيه .. انا اه بحبه بس مش اكتر من عيالي ولو هختار ما بينه وبين بنتي هختار بنتي .. انت كأب كان لازم تختار ابنك .. فين حبك وحنيتك كأب .. ابنك في مشكلة وبدال ما تقف جنبه تطرده لا وتمد ايدك عليه .. شاب طول بعرض اطول منك تعامله ولا كأنه عيل ده حتى العيال دلوقتي مش بتتضرب ..

عدلي وقف بانهيار واحساس بالمرار ماليه ومالي حياته وبص لصاحبه بلوم: انت عايز مني ايه ! انت مش خدت بنتك مش خلصت منه خلاص بقى .
محسن مازال واثق انه هو اللي غلطان في الاول وكل اللي بيحصل ده نتيجة غلطه: انا عارف من الاول ان الجوازة دي غلط وقلتلك بلاش لكن انت اصريت وادي النتيجة ابنك ضايع وضيع بنتي معاه وربنا يستر كمان على ابني .
عدلي بوجع: عندك حق الجوازة دي كانت غلط بعد اذنكم .
وهو ماشي شهد جريت وراه ومسكت ايده: عمي ارجوك طمني عليه .

عدلي ابتسم بحب: لو لقيته .. امير عندي ولو حب يختفي هيختفي ...
خرج وهيا دخلت مكانها تعيط وتدعي .. عمالة تتخيل شكله دلوقتي او لما ابوه مد ايده عليه .. دلوقتي اتأكدت ان قرار جوازها من امير كان صح وصح جدا كمان .. امير محتاج لحد في حياته ومحتاج يحس بالحب وهيا للاسف معمرهاش وضحت حبها ليه .. بس لو يعرف قد ايه بتحبه !
عدلي اخد كتير يدور عليه وفضل يلف على اصحابه محدش عارف مكانه
راح لطارق وبيترجاه: طارق انت صاحبه الانتيم قولي هو فين ؟

طارق معندوش فكرة نهائي هو فين: يا عمي بقالي اسبوع ما شفتوش .. من ساعة الحفلة محدش شافه .
عدلي ماسك هدومه وبيتعلق فيه: طيب دور عليه .
طارق مش فاهم ايه اللي حصل بس وافق: طيب هو ايه اللي حصل ! ليه اختفى ؟ ليه شهد مش بتيجي الشغل ؟ في ايه ؟
عدلي اتردد بس اتكلم: شهد وامير اطلقوا .
طارق بلهفة وفرحة: بجد ؟

عدلي بصله مستغرب فلحق نفسه وعمل نفسه مصدوم: يعني ازاي ! وليه يا عمي ايه اللي حصل ؟
عدلي باختصار: ساعة الحفلة ورقصته مع علا اهو قلب الدنيا .. المهم انت صاحبه اعرفلي هو فين !
طارق بتأكيد: حاضر يا عمي اكيد هدور عليه !
طارق خرج حس ان حلمه قريب وممكن يوصل لشهد راحلها على البيت وابوها فتحله واستغرب ده ليه جاي عنده وعايز ايه ! ممكن يكون أمير بعته مثلا يترجاه يرجعله مراته ! ولا ايه ! سأله باستغراب: خير يا ابني .

طارق بتردد وقلق: انا جيت اطمن على الباشمهندسة شهد عمي لسه مبلغني حالا انها وامير انفصلو هيا عاملة ايه !
محسن باستغراب: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
طارق بتردد: طيب ممكن اشوفها؟
محسن بذهول تام لان مش ده ابدا اللي توقعه: تشوفها ؟ يعني ايه تشوفها ؟ يا ابني احنا من وسط غيركم معندناش الكلام ده .
طارق بترجي: عمي انا بس حابب اطمن عليها اعتقد ده لا عيب ولا حرام .. ده احنا عشرة وزمايل شغل .

شهد كانت بتتوضا ورايحة اوضتها لمحت طارق فجريت بسرعة لبست اسدالها وخرجت بلهفة: باشمهندس طارق امير اللي بعتك ؟
طارق وقف: امير لأ ما شفتوش .
شهد احبطت بس استغربت ليه جاي عندها طالما ما يعرفش مكان امير فبصتله باستغراب: امال خير ؟
محسن بتريقة: حضرته جاي يطمن عليكي فيه الخير بيقول انكم اصحاب وزمايل شغل .
شهد بذهول: اصحاب ! اصحاب ازاي يعني ؟ سبق وقلتلك يا استاذ طارق انك صاحب جوزي مش اكتر غير كده انت ولا شيء .
طارق حاول يفهمها: شهد انا...

قاطعته بصوت جاد وزعقت: مدام امير او باشمهندسة .
طارق باستغراب واصرار: انتي ما بقيتيش مدام امير !
محسن اتدخل: شرفت يا ابني .
طارق بصلهم: طيب براحتكم بعد اذنكم .. وعلى العموم برضه انا هعمل باصلي لو احتجتي حاجة بلغيني .
شهد دورت وشها بعيد: متشكرة بس ربنا يباركلي في والدي واخويا .
طارق مشي وهيا هتدخل اوضتها بس باباها وقفها: ليه الولد ده جاي هنا !

شهد باقتضاب: معرفش .
محسن: ده جاي وعينه منك .
شهد باستغراب وعدم تصديق: انا مرات صاحبه الانتيم ؟
محسن وقف قصادها وكأنه عايز يوريها ان كل حاجة كانت غلط: واهو عينه منك .. بيدخل عند صاحبه علشان مراته .. هو ده الاختلاط .. هو ده الحمو الموت .. الصديق .. هو الرسول حذر منه ليه !

الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
زمان كان الحمو الموت مقصود بيه الاقارب .. اخو الزوج، ابن العم او ابن الخال لكن في زمنا ده هو الصديق .. الصاحب اللي بنديله امان يدخل البيت وللاسف ينتهك حرمته وعينه تكون على اهل البيت .
شهد بتعب وارهاق: بابا انا عارفة الكلام اللي حضرتك بتقوله .

محسن زعق: ولما عارفاه صاحب جوزك بصلك ليه ؟ مفهمتيش جوزك ليه ! معرفتيهوش يعني ايه ليه ؟ اتجوزتي امير بحجة انك هتاخدي بايده تقدري تقوليلي حاجة واحدة علمتيهالو جديدة ! بطل شرب ؟ بيصلي ؟ بيصوم ؟ اشتغل ؟ ايه اللي عمله جديد في حياته ! ولا اي حاجة .
شهد دموعها نزلت: الانسان ما بيتغيرش في يوم وليلة .
محسن باصرار: امير مفيش امل منه .

شهد برضه مصرة انها كانت صح: باب التوبة مفتوح ليل نهار .. مين حضرتك علشان تقفله ! هاه ( عيطت ) مين حضرتك علشان تقفله ! ربنا بس اللي له الحق ده .. وانت عارف اكتر مني ان الانسان طول مهو عايش باب التوبة مفتوح و مبيتقفلش الا وقت السكرات ف انت ازاي قررت انه عمره ما هيتوب ولا هيتغير ...
سابته ودخلت اوضتها تدعي ربنا انه يرد امير رد جميل ..
ابوها قعد مكانه معدش فاهم اي حاجة ولا بقى عارف هو صح ولا غلط .. بس اللي عارفه انه هو اللي فتح الباب ده على عياله ..

طارق دور على امير معرفش مكانه نهائي واستغرب ممكن يكون راح فين .. كل يوم يروحله الجيم ينتظره يمكن يظهر لحد ما في يوم ظهر
طارق بفرحة مصطنعة: عاش من شافك انت فين ؟
امير دقنه طويلة شكله غريب واتكلم بدون ما يلتفتله: موجود .
طارق باستغراب: مستخبي ليه ؟
امير بصله: واستخبى ليه ؟
طارق: انت وعلا اختفيتم تماما.. ايه اللي جرالكم ؟
امير فكر في علا ياترى لسه زعلانة منه ؟

طارق مش فاهم مالهم وعايز يفهم اكتر فبيحاول يجر امير في الكلام: اوعى تكون زعلان علشان طلقت شهد ؟
امير بصله وعايز يقفل الكلام تماما: زعلان ولا مش زعلان ما لكش فيه .
طارق اتراجع: المهم طيب ابوك بيسأل عليك وهيتجنن عليك اقوله اني شوفتك ولا هتفضل هربان منه .
امير بزهق: انا مش هربان من حد ..
طلع ورقة وكتب فيها عنوان وعطاها لطارق
طارق باستغراب: ايه دي ؟

امير: عنواني .. اديه لابويا ..
طارق مط شفايفه: اجرت شقة ؟ طيب ما كنت جيت عندي .
امير بهدوء: لا شكرا وبعدين ما اجرتش دي شقتي اشتريتها .
طارق لتاني مرة يتصدم ان امير له كيان بعيد عن ابوه واتضايق اكتر واكتر .. سابه ومشي وعطى فعلا العنوان لعدلي اللي فرح ان ابنه عنده شقته الخاصة ..
امير يوميا بيستنى ابوه يجيله او يسأل عليه بس اخر النهار ظنه بيخيب .. يوم بعد يوم ..

عند علا
علا مكنتش بتخرج ابدا من اوضتها وعلى طول يا ساكتة يا بتعيط وامها مهما تحاول تكلمها الا انها ساكتة مش بترد ابدا ..
جيجي مكنتش عارفة تعمل ايه لبنتها وحست انها بتضيع منها فآخر امل كلمت باباها يتصرف هو مع بنته
وبالفعل باباها عبد الرحمن نزل اجازة لبنته وعلا اول ما شافته جريت عليه واستخبت في حضنه تعيط من قلبها ...
فضل معاها كتير وسابها تعيط براحتها لحد ما هديت تماما
عبدالرحمن بحب لبنته: هاه هديتي ! مش هتحكي لباباكي ايه اللي زعلك كده ! طول عمرك قوية .
علا بصت لابوها بعياط وانهيار: طول عمري بمثل اني قوية لكن انا مش قوية .

عبدالرحمن مسك ايديها الاتنين وبص لعنيها يحاول يوقفها من تاني على رجليها: حتى تمثيل القوة في حد ذاته محتاج لقوة .. حبيبتي انتي مش ضعيفة ابدا .
علا دموعها نازلة ومرة واحدة بصت لابوها وبعياط: انت ليه سيبت ماما ؟ ليه سيبتني ؟ انا كتير بكون محتجالك . ليه سيبتني ؟
عبدالرحمن موجوع على بنته وحالها وحس دلوقتي بالندم انه ساب بنته لمراته ! ياترى بنته مالها ومنهارة كده ليه ! غلط مرة زمان في اختيار جيهان زوجة والظاهر انه غلط تاني لما ساب بنته لها تربيها .. حاول بهدوء يتكلم معاها: انا ومامتك سككنا افترقت من زمان .. اكتشفنا اننا مش من نفس النوعية .. فكان لازم ابعد بدال ما تعيشي بين اب وام مفيش بينهم غير مشاكل وبس . كان الأفضل الانفصال يا علا .

علا رافضة كلام ابوها وبعياط: والافضل اني اعيش يتيمة وانتو الاتنين موجودين ! طيب ما اخدتنيش ليه ؟
عبدالرحمن كان متخيل انه بيضحي علشان بنته تعيش في حضن امها بس فعلا الظاهر انه غلط .. بص لعلا بوجع: لان اي عيل في الدنيا مكانه في حضن مامته وانا محبتش احرمك من الحضن ده . حرمت نفسي منك علشان ما تتحرميش انتي من امك.

علا ضحكت بوجع قطع قلب ابوها: وانت متخيل ان ماما عندها حضن تضمني بيه ! او هيا كانت موجودة اصلا .. انا عشت لوحدي يا بابا .
عيطت بصوتها كله وبانهيار وابوها ضمها ودموعه نزلت لو بس يعرف .. لو فضل على اتصال بيها كان عرف .. كان لازم ياخدها معاه ! ازاي تخيل ان جيهان اللي فشلت تكون زوجة هتعرف تكون ام ! ازاي غلط الغلطة الكبيرة دي في حق أغلى ما يملك في الكون كله .. ياه لو الزمن يرجع مكنش سابها لحظة واحدة وكان اخدها هو في حضنه..

اتكلم بوجع: اسف سامحيني بس تخيلت اني بعمل الافضل ليكي المهم دلوقتي انتي بتعيطي ليه بالشكل ده ؟
علا بانهيار: لاني ضايعة يا بابا .. ضايعة ومش عارفة اعمل ايه ! حاسة اني واقفة في وسط محيط ومقداميش غير اني ارمي نفسي في المية وانهي حياتي وبس !
عبد الرحمن بوجع مسح دموعها: انا اهو امسكي في ايدي هطلعك يا علا لبر الامان .. مش هسيبك تاني .. مش هسيبك يا حبيبتي تاني .. مش هسيبك .
عيطت كتير في حضن ابوها و حكت لباباها كل حاجة عن شاكر.

عند شاكر
شاكر بقى معظم الوقت مش متواجد في البيت وبيهرب من الكل وحتى اخته مش عارف يتكلم معاها ولا عارف يقولها ايه ! وفي مرة كان خارج من البيت بس أبوه وقفه: استنى هنا قبل ما تخرج .
شاكر وقف وبدون ما يبص ناحية ابوه: خير اتفضل حضرتك .. محتاج مني حاجة ؟
محسن بلوم: وبعدين معاك ؟
شاكر مش عايز يتكلم ولا قادر يتكلم: حضرتك محتاج حاجة وانا مقصر فيها ؟

محسن راح وقف قصاد ابنه: من جهة مقصر فأنت مقصر في كتير قوي . والدتك مش بتسأل عليها، اختك مش مهتم بحالتها، انت مش موجود اصلا معانا .
شاكر عارف الكلام ده بس حاليا هو وجعه مسيطر عليه ومش هيكون معين لحد فالأفضل يبعد يلملم نفسه الاول: انا اسف بس حاليا انا محتاج افضل لوحدي .
محسن مسك دراعه وقفه وبحنية اب: انت ازاي عملت في نفسك كده ؟

شاكر سحب ايده براحة وعايز يهرب من ابوه مش عارف بس لازم يحاول فبصله: ارجوك اذا سمحت مالوش لازمة الكلام .
محسن عايز يخرج ابنه من الحالة دي مش هيفضل يتفرج عليه كتير: فعلا مالوش لازمة .. ادخل لاختك واتكلم معاها على الاقل اقنعها تخرج وترجع شغلها يمكن ده يساعدها .

شاكر مقدرش يسكت ولازم يرد فبص لابوه واتكلم بتهكم: اساعدها في ايه ؟ انها تنسى انها اتجوزت ؟ ده شغلها مع ابوه ! قال تنسى قال ! هو بالسهولة دي حضرتك متوقع ! ولا زرار بندوس عليه مثلا ؟
محسن عارف انه بيتكلم عن نفسه: لا مش سهل ولا مش زرار بس على الاقل الواحد يجتهد ويحاول طالما غلط يتحمل نتيجة غلطه .
شاكر بص لابوه: غلط ؟ طيب مين بيحدد الصح والغلط ؟ حضرتك !

محسن زعق: ربنا اللي بيحدد وربنا اللي شرعلنا منهج ودين نتبعه ونمشي عليه ورسولنا عليه افضل الصلاة واتم التسليم الي قال اجتنبوا مواطن الشبهات .
شاكر زعق هو كمان ومقدرش يمسك لسانه اكتر من كده ولام ابوه مباشرة: ولما رسولنا صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا مواطن الشبهات ما اجتنبتهاش ليه ؟ بعد ما دخلتنا وسطها وغرقتنا جاي تقول اجتنبوا ! بعد ايه ؟ للاسف فوقتك جت متأخرة قوي .
محسن رافض يصدق انه خلاص: بس فوقت فاضل انتو تفوقوا .

شاكر ضحك بوجع وبص لابوه بمنتهى الألم: والله ؟ بعد ما تعمقنا ودخلنا وجهة نظرنا اتغيرت فللاسف اللي حضرتك شايفو غلط احنا شايفينه منتهى الصح ..
محسن مش عارف يفهم عياله ! معدش فاهمهم فعلا بيفكروا ازاي ! فبص لابنه بحيرة: وايه هو الصح ؟
شاكر بمنتهى الثقة: الصح ان شهد اتجوزت امير يبقى تكمل معاه وتاخد بايده واحدة واحدة مش تطلقها بالمنظر ده . انت ظلمتها قوي مرة يوم ما قولتلها على جوازها من امير والمرة الثانية لما جبرته يطلقها .

محسن بيهز دماغه برفض وبص لابنه: وايه كمان ! سيادتك تتجوز علا ! ويشاركك فيها مليون واحد وعادي ماهو انا هاخد بايدها واستحمل مشاركة الناس ليا في مراتي واسكت لحد ما هيا تقرر تكتفي .
شاكر اتخنق ومردش: بعد اذنك .
وساب ابوه ونزل صيدليته وبيفكر في كل حرف ..
اخر الليل رجع وقعد مع اخته يقنعها ترجع لشغلها ومحدش عارف بكرة مخبي ايه ؟

شهد فعلا رجعت شغلها وقررت تكون قوية وتفضل قريبة من حماها يمكن ده يقربها من امير نفسه .. بتنتظر كل يوم انه يروح لابوه او يزوره ..
امير في يوم الصبح بدري بابه خبط وفتح اتفاجىء بأبوه قدامه فسكت وما اتكلمش بس جواه فرحة عيل صغير اخيرا ابوه جاله .. بس ابوه دمر الفرحة اللي لسه ما اتولدتش
عدلي بهدوء: انا مش جاي علشانك .
امير ابتسم لان ده المتوقع من ابوه مش جديد عليه بس مستغرب ليه كل مرة مع انه عارف اللي هيحصل الا انه بيتوجع ! وبص للارض وبعدها بص لابوه: عادي .. جاي ليه ؟

عدلي بجمود: مراتك .
امير بصله باهتمام: مالها ؟
عدلي: تعبت جامد ونقلناها المستشفى .
امير الدنيا كلها لفت بيه وغامت وظلمت ونورت
وبتوهان: تعبت ازاي وهيا فين ؟
عدلي: مستشفى د / امين .

امير ما سمعش ولا حرف تاني وجري على المستشفى وطول الطريق صورة مامته وهيا بتموت قدامه .. مليون فكرة وفكرة في دماغه ! يا ترى مالها ! هو الزمن ممكن يعيد نفسه تاني وياخد منه تاني اكتر حد بيحبه ؟ هيتجنن ! اخيرا وصل وسأل عليها وعرف مكانها وفتح الباب بعنف ودخل الكل اتفاجىء بيه ومحسن بصله بعنف
امير بلهفة عاشق مجنون: في ايه ؟ مالها ؟

شهد كانت نايمة على جنبها اول ما سمعت صوته اتعدلت بسرعة وبصتله فراحلها: في ايه مالك ؟ تعبانة بإيه ؟
بصت لابوها ودموعها نزلت وهو بص لابوها وسأله: هيا مالها ؟
محدش رد عليه ! كان هيتجنن اكتر واكتر وخوفه عليها ظاهر للكل .. فزعق: ردوا عليا مراتي مالها ؟
شهد ابتسمت لما قال انها مراته .. هنا الدكتور دخل وامير جري عليه: مراتي مالها ؟ فيها ايه ؟
الدكتور بانتباه: انت جوزها ؟
امير هز دماغه بخوف ورعب من اللي ممكن الدكتور يقوله: ايوه انا .. ارجوك قولي مراتي مالها وفيها ايه ؟ وتعبانة ليه ؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة