قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الثلاثون

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد

رواية ديفشا للكاتبة المتألقة الشيماء محمد الفصل الثلاثون

شهد استسلمت للظلام وحست بايدين بتشيلها .. ايدين كتيرة بتحاول تسندها لحد ما حد شالها ورفعها من على الارض وده كان اخر شيء تحس بيه .. امير كان واقف بيدعي ربنا انه يوفقه ويسهل طريقه وان شهد تكون منتظراه وتقبل بيه من تاني زوج ليها وتسمحله يحاول يعوضها عن كل اللي قاسته معاه
ولف وشه وماشي وحس للحظة انه لمح شهد واستغرب معقولة تكون شهد في نفس المكان معاه .. حاول يدور عليها بس الدنيا زحمة .. قلبه بيدق بسرعة وحاسس انها قريبة جدا منه .. بس مش عارف يدور فين ويلاقيها ازاي وسط الزحام ده كله .. قلبه بيدعي بصمت انها لو موجودة يلاقيها .. وفجأة سمع صوتها بتنادي باستغاثة وسمع اسمه واضح ..
امييييير.

وهنا لمحها بتقع وكانت فعلا قريبة منه جدا جري بسرعة عليها وشدها من كل الايدين اللي بتحاول تمسكها ورفعها هو بين ايديه .. مش مصدق ابدا انها تقع بين ايديه هو .. بعد الغياب ده كله تقع في ايديه هو .. اخدها بعيد عن الزحمة على جنب على السلم وعايز يقف يفوقها
اتلم عليه كام ظابط من ظباط الامن اللي كانوا عارفينه وواحد فيهم قرب يمسك ايديها يفوقها بس بنظرة واحدة من امير خاف بدون سبب .. نادوا على كام بنت من الي شغالين في الحرم علشان يفوقوها وقربوا منها بس امير رفض تماما حد يلمسها او يقرب منها وبيحاول يفوقها هو .. واحدة من البنات جابت كوباية مية واخدها منها بيحاول يفوقها
ظابط: يا عبدالله خليها للبنات هم يصحونها .. انت ما يصح ماسك فيها كذه هاد ما يجوز !

امير ما ردش عليه وفضل يفوقها
ظابط تاني: يا ابني وخر عن البنت كذه زودتها كثير .. والا حنضطر نبعدك بالغصب .. ما يصح كذه .
امير متجاهل تماما كل اللي حواليه لحد ما شهد بدأت تفتح عنيها وتبص حواليها
وشوش كتير حواليها وهيا مستغربة للحظة هيا فين ! لحد ما عنيها وقعت على امير وهنا بصتله للحظات والكل منتظر منها انها تقوم وتتنفض بعيد عنه بحكم انه غريب بس شهد بصتله ومرة واحدة رمت نفسها في حضنه وايديها حواليه وماسكة في هدومه بعنف وكأنها حد تايه من سنين واخيرا لقي اهله وامير مغمض عنيه ومش قادر يسيطر على انفعالاته بس شهد مرة واحدة برضه بعدت وانفجرت وبدأت تضرب فيه بايديها على صدره: سيبتني هاه .. سيبتني ومشيت وما بصتش وراك ولا مرة .. مجرد انك ارتحت مني ومشيت صح ؟ نسيتني ؟ نسيتني يا امير صح ؟ مشيت وبس مجرد انك مشيت .. ( كل كلمه بضربة على صدره وبعياط وبتحاول تمسح دموعها باديها ).

اه ابننا مات وانا كنت مصدومة وممكن اكون لومتك انت على موته بس مكنتش اقصد علشان تعاقبني بالطريقة دي .. تبعد وتهجرني كل ده .. ازاي طاوعك قلبك على البعد بالشكل ده ! ازاي هاه ؟
امير بيحاول يتكلم بس شهد مش عطياله فرصة ابدا ..
امير مسك ايديها الاتنين ثبتهم: ممكن تسكتي للحظة وتهدي ! اهدي يا شهد !واتنفسي .. خد نفس واهدي .
شهد وكأنها افتكرت تتنفس ..
ظابط: عبدالله وش ذا ومين ذي ؟ تعرفها ؟
امير بصله وبص لشهد ومتردد يرد فردت شهد عنه: انا مراته ..

الكل بصله بصدمة واخيرا واحد نطق: انت بتتكلم ! انت عمرك ما اتكلمت طول السنة اللي فاتت .. وذي مراتك ! انت وش حكايتك ؟ واسمك امير فعلا ؟
امير: مش وقته الكلام ده .. ( بصلها ) انتي هنا مع مين ؟
شهد مذهولة: الكل معايا .
امير استغرب: الكل مين ؟
بس قبل ما ترد
شاكر كان جاي يبص عليها لانها اتأخرت جدا وهنا لمح ناس ملمومة ولمح شهد في الارض فطلع يجري عليها وابوه كان وراه جري ورى ابنه من غير ما يفهم
شاكر بسرعة قرب وبعد الناس ومسك اخته ومخدش باله من امير اللي وقف وبعد شوية يديهم مساحة
شاكر بخوف: انتي كويسة وايه اللي حصل ؟ انطقي يا شهد في ايه ؟

محسن قرب من بنته بخوف: شهد في ايه ؟ انتي كويسة ؟
واحدة واقفة: اغمي عليها ولولا ستر ربنا كانت راحت في الرجلين .
محسن بدأ يهدى: الحمد لله .. الف حمد لك يارب .
شهد بتطمنهم: بابا انا كويسة .
وقفت وسطهم وبتبص حواليها بخوف ونادت: امير ...
محسن استغرب: امير ايه يا بنتي ؟
بس اتفاجىء محسن بصوت امير وراه
امير: انا موجود ما تقلقيش .

الاتنين بصوله بصدمة والمفاجأة لجمتهم للحظات لحد ما شاكر فاق من ذهوله وجري حضن امير: اخيرا يا ابني فينك وايه الغيبة دي كلها ! لا ونتقابل هنا ! ما اجمل اللقا في مكان زي ده ! انت حجيت صح ! انت هنا من امتى !
محسن بفرحة: يا ابني اديله فرصة يتنفس ..
شاكر بعد بخجل عن امير ومحسن قرب وامير اتردد مش عارف ازاي يسلم عليه بس محسن شده من ايده وضمه زي ابنه بشوق فعلا
محسن: غيبتك طولت قوي بس لو كنت هنا طول الفترة دي فليك عذرك ..

امير مش عارف يرد عليهم بس ابتسم ليهم وشهد واقفة قصاده برضه مش عارفة تتكلم من فرحتها ولولا انها وسط الناس كانت رمت نفسها في حضنه ..
شاكر قطع الصمت: تعال اتأخرنا والباقي هيقلق .. والدك معانا ده هيفرح جدا بشوفتك يا امير .
شاكر شد امير معاه وهنا ظابط من معارف امير: انت تبي تمشي كذه وتروح و حنا مو فاهمين شي ؟
امير ابتسم: معلش دلوقتي .. اهلي بقالي فترة بعيد عنهم .. راجعلكم تاني .
شهد هنا بصتله وعنيهم اتقابلوا مع بعض وكأنها خايفة ما يرجعش معاها
شاكر بفضول: ايه غيبتك دي كلها وكنت فين الفترة اللي فاتت كلها ؟
امير ابتسم بحزن: كنت هنا ..

شاكر: هنا فين ؟ في السعودية يعني ؟
امير: لا هنا في الحرم
كلهم بصوله ومحدش علق
شاكر مستغرب جدا: بتعمل ايه هنا ؟
امير ابتسم: عايش .. يعني بعيد حساباتي من الاول .
شهد نطقت بحذر: وحساباتك وصلتك لايه ؟
امير ابتسملها: للي انتي شيفاه .
شهد عايزة تعرف بيفكر ازاي: ايوه يعني انت ...

مكملتش سؤالها لانها لاحظت ان امير مش معاها وعنيه معلقة بعيد فتابعت نظراته لقت عنيه على ابوه اللي في كرسيه وقدرت حالته وسكتت ..
قربت شهد من عدلي
عايدة اتنهدت لما شفتها واتطمنت: اتأخرتي يا بنتي وقلقتينا عليكي ده حتى ابوكي وشاكر طلعوا يدوروا عليكي .
علا بتريقة: دي كانت عايزة تبلغ الامن عنك .
شهد ابتسمت: شفتهم واهم معايا ( بصت لعدلي ) ومش بس هما اللي شفتهم ..

بصت ناحية امير وعدلي تتبع عنيها وبص زيها وهنا محسن وشاكر بعدوا وكشفوا عن امير اللي واقف وراهم وعايدة شهقت مش مصدقة: امير .
عدلي بدموع: امير ! ابني امير !
امير هنا جري على ابوه ووطى على الارض ورمى نفسه في حضن ابوه والكل احترم مقابلتهم وبعدوا شوية عنهم واخيرا بعدوا شوية عن بعض
امير متلخبط جدا: انت عامل ايه ؟ حقك عليا ؟ سامحني ؟ سامحني على كل حاجة عملتها معاك وعلى بعدي وعلى..

قاطعه عدلي: اسامحك على ايه ومين يسامح مين يا ابني ! انت كنت محتاج لاب وانا معرفتش اكون اب ليك فمين يسامح مين ! مين يسامح مين بس يا ابني !
امير دموعه نزلت: انا مش زعلان منك في اي حاجة ! انا كنت مليان غيظ وكره وكنت ناقم على الدنيا كلها بما فيها .. بس مش انت السبب .. انا كنت غلطان .
عدلي بعياط: لا يا ابني انا كنت السبب انت كنت مجرد عيل صغير امه ماتت وبدال ما اخدك في حضني بعدتك عني .
شاكر اتدخل: مش وقته الكلام ده بقى دلوقتي .. المهم انكم لقيتو بعض .. ودا المهم حاليا .
امير وقف وبص لعايدة اللي واقفة منتظرة تسلم عليه وفعلا ضمته زي ابنها: غيابك طال قوي يا ابني .. اياك تبعد تاني عننا .. عن بيتك وعن عيلتك .
امير ابتسم: ربنا يسهل .

بص لعلا وسلم عليها وكانت شايلة بنتها
امير ابتسملها: اسمك ايه !
نور ضحكتله وعلا ردت: اسمها نور .
امير استغرب للحظة وبص لشهد
شهد استغربت نظراته: مالك !
امير باستغراب: لا عادي بس يوم عرفة اخر النهار اتهيألي اني سمعتك بتنادي على حد وناديتي على نور .. بصيت حواليا ومشفتكيش .. عدى فوج من قدامي وبعدها الصوت اختفى وسط الزحمة .

شهد استغربت: فعلا وقفتها في الارض للحظة وكانت هتبعد فناديت عليها .. حسيت ساعتها انك قريب مني وبصيت حواليا بس بعدها كدبت نفسي .
شاكر اتدخل: المهم المهم .. الاستاذ معتز بيرن عليا .
امير بصله: معتز مين ؟
شاكر: صاحب الحملة بتاعتنا .. المفروض احنا دلوقتي خلصنا طواف الوداع وماشين من مكة ! الاتوبيس منتظر .
كلهم بصوا بقلق وتوتر لبعض ومحدش عارف ايه اللي هيتم اللحظات الجاية دي
امير بتوتر: مسافرين مصر دلوقتي ؟

شاكر كشر: لا مش مسافرين مصر بس رايحين المدينة وهنسافر من المدينة .
امير ابتسم: طيب يالا للاتوبيس بتاعكم .
امير مشي معاهم وشهد جنبه بهدوء وهو اللي بيزق كرسي ابوه وبيتكلم معاهم كلهم الا شهد ساكتة تماما ..
شهد مش عارفة هو هيمشي معاهم ولا هيسيبهم ومعندهاش الجراءة تسأل
وصلوا للاتوبيس اخيرا ووقفوا يتكلموا والاستاذ معتز: اخيرا وصلتم ! منتظرينكم من بدري يالا .
الكل واقف في حيرة فأمير اتكلم: يالا اركبوا منتظرين ايه ؟ شاكر اديني تليفونك .
اخد من شاكر تليفونه: يالا اطلعوا .

عدلي بلهفة: امير انت هتطلع معانا صح ! هتيجي معانا .
شهد خايفة وقلقانة: يالا معانا .
امير ابتسملها: مش هينفع ..
شهد بخوف: يعني ايه ؟
امير اخد نفس طويل لان الموقف صعب عليه زي ماهو صعب على الكل: يعني مش هينفع أجي معاكم في الاتوبيس .. اولا ده اتوبيس حملة ومفيش مكان .. ثانيا انا مش عامل حسابي .. ثالثا بقى انا هحصلكم على طول ما تقلقيش .

الاستاذ معتز رجعلهم يطمن: في ايه مالكم ؟ ما تركبوا يالا !
شاكر وضحله: اصل اتقابلنا مع جوز اختي صدفة .. هو ينفع يركب معانا .
الاستاذ معتز فكر لحظة: مفيش مشكلة بس مفيش مكان فتريحوا مع بعض بقى .. يالا بينا
شاكر بص لامير بتشجيع: هاه يالا .
امير ابتسم لمحاولاته: معلش يا شاكر بجد مش هينفع .
شهد الدموع لمعت في عنيها: طيب انا هستنى معاك ونحصلهم مع بعض .

امير مش عارف يعمل ايه بس قرب منها ومسك ايدها: لا مش هينفع انا هتنطط في المواصلات وانتي شايفة الدنيا زحمة ازاي والمواصلات عاملة ازاي وبعدين ورايا كذا مشوار عايز اعملهم الاول ومعنديش مكان معين ينفع اسيبك فيه .. امشي مع اهلك وانا هحصلك على طول .
شهد بصتله بدموعها: انت عايز تبعد تاني ؟
امير مسح دمعتها اللي نزلت: شهد انا مش هبعد بس مش هينفع فعلا امشي معاكم .. دلوقتي على الاقل ..
شهد بزعل: ليه مش هينفع ؟

امير بيحاول يقنعها: يا بنتي على الاقل حاجتي وشنطتي والناس اللي اعرفها دي .. في حاجات لازم اعملها الاول هنا .. صدقيني هحصلك على طول ومش هتأخر عليكي .
شاكر اتدخل ومسك ايد اخته: ما تضغطيش عليه يا شهد .. هو وعدك اهو هيحصلك وبعدين اللي صبرك سنة يصبرك كام ساعة وبعدين هو انتي يعني كنتي عارفة انك هتشوفيه هنا ! اعتبري نفسك ما شوفتيهوش لسه .
شهد مردتش على اخوها لان محدش ابدا حاسس باللي جواها الا امير نفسه لانه عنده نفس الاحساس
امير بصلهم وابتسملهم: يالا اركبوا .. بابا تسمحلي اساعدك .

عدلي ابتسم لابنه اللي هو وشاكر ساعدوه لحد ما ركب في مكانه وكل واحد ركب واستقر وشهد وقفت جنب امير فبصلها وهمس: مكانك فين ؟
شهد بحب شاورت: هنا جنب باباك .
امير وسعلها علشان تعدي من قدامه تقعد مكانها واتقابلت عنيهم للحظة وهيا قصاده ووقفت وهيا بصاله بس هو بإيده عداها علشان اعصابه ما تتوترش اكتر من كده .. هو بالعافية مسيطر على اعصابه
شاكر بيتكلم وهو بيرد عليه وعلى عايدة
وشهد لقت ايده جنبها فمسكتها وضغطت عليها وهو قطع كلامه واخد نفس طويل وضغط على ايدها وكأنه بيطمنها او بيقولها انه حاسس بيها
الاستاذ معتز: الكل موجود نتحرك ؟ في حد ناقص ؟

امير بصله: لحظة انا نازل .
شهد بترجي: خليك .
امير وطى عليها وهمس في ودنها: مش هتأخر عليكي ما تقلقيش .
باسها براحة جدا في خدها وثبت شفايفه للحظات على خدها وبصلها تاني: مش هتأخر باذن الله .
شهد حاولت تبتسم: باذن الله .

ساب ايدها ونزل بالعافية لان قلبه مش مطاوعه ابدا ينزل .. الاتوبيس اتحرك وهو واقف متسمر مكانه مستغرب هو فعلا قابل شهد ولا كان بيحلم وهو صاحي .. هيا كانت بين ايديه ؟ طيب ازاي سابها تبعد عنه تاني ! ليه ما سافرش معاها ! يعني شنطته فيها ايه مهم ميعرفش يعوضه ! اه فيها هديته ليها .. القلب اللي عمله مخصوص وجواه اسمهم هما الاتنين .. قلب مترصع بحبات صغيرة من الماس مزينة اسمها.

لازم يجيبه الاول ولازم يسلم على معارفه ويودعهم .. وشهد هيحصلها بسرعة
بالفعل خلص كل ده وانطلق في طريقه للمدينة وقلبه سابقه لشهد ..
شهد طول الطريق دموعها بتغلبها وتنزل وشاكر حاول يخفف عنها بس عارف ومقدر لحالتها .. صعب حبيبك تقابله بعد فراق سنة وفي لحظة يفترق تاني عنك حتى ملحقتش تشبع منه او تملي عينك منه .. طول الطريق بتلوم نفسها انها ما اصرتش تفضل معاه ..
الكل حاول يشغلها ويتكلم معاها بس هيا عايزة تفضل في ملكوتها الخاص بيها وفي افكارها مع اميرها ..

وصلوا اخيرا الفندق ودخلوا شقتهم الخاصة بيهم كانت من ثلاث اوض .. اوضة صغيرة فيها عدلي واوضة اساسية اخدها شاكر وعلا واوضة كبيرة فيها ثلاث سراير اخدتها شهد وباباها ومامتها وهيا استأذنت من الكل علشان تنام شويه وبالفعل من كتر التعب نامت
امير اخيرا وصل واتصل بشاكر وعرف مكانهم ونزل شاكر يقابله ويطلعه لعندهم
قعد وسطهم شوية والكل بيتكلم معاه وبيسألوه اسئلة كتيرة جدا
عايدة مسكت ايده بحب: بقولك ايه احنا نفطر مع بعض !
امير ابتسم بحرج: لا معلش اعذريني انا .

شاكر بهزار: يا ماما فطار ايه هو دماغه دلوقتي في مراته وبس .
امير ابتسم: هيا فين ؟ في الحرم ؟
شاكر ابتسم: لا يا سيدي نايمة .. طول الطريق اصلا وهيا مسهمة وبعدها اليوم كله امبارح قضيناه في الحرم بس للاسف معرفناش نزور وندخل الروضة من الزحمة وبالليل من التعب نامت فسيبناها وقولنا تصحى براحتها .
امير شاور بدماغه
عايدة بحب: يبقى نفطر مع بعض وبعدها يدخلها يريح هو كمان شوية .
امير بحرج: لا اريح ايه .. انا عايز انزل اشوف بتاع الاستقبال عمل ايه قولتله يشوفلي اوضة هنا
محسن كشر: اوضة ايه ؟ انت هتفضل معانا هنا .. بص احنا من اول الحج واحنا هنا كلنا عيلة واحدة وبناكل اكلة واحدة وانت من العيلة والله ما هتقعد في اي مكان بعيد عن شقتنا دي هنا .

امير بحرج: يا عمي بس من غير حلفان خلينا نتكلم بالعقل .. اولا الشقة على قدكم وثانيا...
محسن قاطعه: ولا اولا ولا ثانيا ومفيش اي كلام تاني هتقوله هيقنعني .. بصلة المحب خروف زي ما بيقولو وحصيرة الصيف واسعة .. الشقة واسعة وتساع من الحبايب ألف انت بس اللي مستكبر .
امير باستنكار: مستكبر ايه بس ؟

عدلي اتدخل: امير يا ابني وجودك وسطنا هيفرح الكل .. تقلان علينا ليه ؟ وبعدين مراتك يا سيدي مش وحشاك؟
شاكر بيحاول يقنعه هو كمان: دي ممكن تقتلك وتقتلنا لو عرفت انك جيت وهتشوف مكان تاني بعيد عننا .
علا اتدخلت: يا جماعة اهدوا كده عليه مش يمكن عايز يكون في مكان خاص هو ومراته لوحدهم بعيد عننا وعن زحمتنا ودوشتنا !
الكل هنا سكت وبص لامير اللي اتحرج
محسن بحرج: والله لو ده قصدك مش هنقدر نتكلم .

امير اتنهد: لا مش ده قصدي ابدا .. انا بس مش عايز اعمل دربكة ولا ازحم الدنيا ولا اكتف حد خليكم براحتكم .
عايدة خبطته في كتفه: يا واد انت ابننا .. مالك عامل كده ليه ! امير بطل بقى تعتبر نفسك غريب .. يالا اقعد افطر معانا وبعدها ادخل لمراتك .
فطر معاهم بالعافية وبعدها عايدة ابتسمتله بحب: قوم ادخل لمراتك لاحسن اكتر من كده على رأي شاكر هتقتلنا دي كانت منتظراك امبارح طول اليوم على نار .
امير متردد ومحرج في نفس الوقت
محسن حس بتردده: قوم يا ابني ما قلنالك احنا عيلة وانت واحد منها قوم بقى .

امير قام وقلبه هيخرج من مكانه وقف قدام الباب اتردد وبعدها بتلقائية بص وراه لقي الكل باصصله
امير بهزار: عرفتو بقى انا مش عايز افضل ليه ؟ انتو مركزين معايا قوي .
الكل ضحك وهو كمان
شاكر: ماهو اصلا لو نطول ندخل معاك هنعملها انت مش متخيل احنا حاسين بإيه .. انا اصلا بحط نفسي مكانك ومش عارف انت جايب الصبر ده منين .
محسن كشر بهزار: بس يا ولد انت .

شاكر اتحرج: حاضر
محسن ابتسم بحب: ادخل يا ابني لمراتك .. ويالا كل واحد يشوف وراه ايه ! ام شاكر مش كنتي عايزة تنزلي الحرم ! يالا بينا انا وانتي .. حد هيجي معانا ولا ننزل احنا .
شاكر بص لمراته: نروح معاهم !
علا ابتسمت: طبعا يالا .
عدلي: خدوني معاكم .
امير متابعهم: اهو هتفضولي الشقة صح !
عايدة كشرت: يا واد انت بتتلكك ولا ايه !

محسن: يا ابني كلنا هننزل الحرم نصلي الظهر واكيد احنا جايين المدينة علشان نزور مش علشان ننام ولولا وجودك كنت هدخل اصحي شهد واخدها معانا .. احنا مش مفضينلك الشقة ولا حاجة .. بعدين عايز تنزل انت كمان معانا يالا .. صحي مراتك وهاتها ويالا نستناكم .
عايدة زقت جوزها: لا ننزل احنا وهما براحتهم .. يالا بينا .
الكل نزل وامير واقف مكانه متردد وبعد لحظات اخد نفس طويل وفتح الباب
نفسه عالي ودقات قلبه أعلى وحس انها ممكن تصحى من صوت دقاته بس.

الاوضة ظلمة الا من اثار نور داخلة من الشباك المقفول .. ثلاث سراير وهيا اختارت ابعد واحد .. نايمة بهدوء
قرب منها بحذر وقعد على ركبه في الارض وبأيد بتترعش رفع كام شعره من على وشها وفضل يتأملها .. وحشاه كتير فوق ماهو نفسه كان متخيل .. مش عارف يصحيها ازاي ومش عايز يصحيها شكلها تعبان .. بتردد قرب طبع بوسة صغيرة على خدها هيا اتحركت منها بس ما صحيتش .. ايده على خدها بحب حركها ونطق بهمس: شهد .
صوته كان همس بس سمعته وفتحت عنيها وبصتله وهمست: انت هنا ولا انا بحلم ! لو بحلم خليني اشبع منك بقى .
امير ابتسم: لو بتحلمي يبقى انا كمان بحلم معاكي .

شهد اتعدلت وقعدت وهو اتعدل ووقف قصادها وبصلها وهيا مستغربة وبتفتح عنيها قوي يمكن فعلا تكون بتحلم
فابتسم: انا فعلا قدامك .
هنا هيا وقفت على السرير و رمت نفسها في حضنه وهو اتفاجىء بحركتها بس شالها في حضنه وضمها بشوق عاشق محروم .. كان عايز يدخلها جواه مش بس يضمها .. بعدت وشها عنه وبصتله
مش مصدقة: انت بجد هنا وانا بجد في حضنك .
امير بحب: انا بجد هنا وانتي بجد في حضني .

ابتسمت وبصتله كتير بفرحة وهو باصص ليها بشوق مالوش وصف ولا حد وبص لشفايفها وشفايفه عرفت طريقها لشفايفها وهي بادلته ده وكان لقا كله نهم وجوع وحب لفترة طويلة
ومرة واحدة هو ثبت مكانه وحاول يبعد عنها فبعدت
شهد خافت من تصرفه معقول هيعند تاني ويرجعو من مكان ما وقفو فبحيرة وقلق سألته: ايه ؟
امير دور وشه بيحاول يسيطر على شوقه والنار اللي جواه وحاجته لقربها: لازم نبعد .
شهد مصدومة ودموعها لمعت بعنيها: ليه ؟

امير باس ايديها الاثنين: لا وقته ولا مكانه .
شهد الحزن ظهر على وشها والخوف بان على نبرة شفايفها: انت مش عايزني !
امير باس ايديها الاتنين ثاني وقرب منها وركز في عنيها: انا هموت عليكي مش بس عايزك .. انا عايز كل حاجة فيكي ومنك .
شهد اتكسفت جدا بس اتنهدت ان خوفها مش بمكانه: طيب ايه !
امير ابتسم: مش هنا .
شهد فعلا مش فاهمة دماغه فيها ايه: امال ايه ؟

امير بيمشي ايده على خدها بحنية: ينفع تستحمليني !
شهد عايزة تطمن وتهدي قلبها .. نفسها مرة واحدة تفهمه وتفهم دنيته بدماغه ماشية ازاي .. بس ابدا ولا مرة عرفت تقرأه: فهمني الاول .
امير ببساطة: عايز اتجوزك الاول .
شهد دموعها نزلت وفهمت ان هو طلقها من غير ما يعرفها قلبها اتنفض جواها برعب للفكرة وشدت نفسها من بين ايديه بضعف ووجع ورجعت لوري بعيد عنه بس حاجة جواها رافضة تصدق الفكرة: امير انا مراتك !

امير اتفاجأ بعدت ليه ولمح الرعب بعينيها وحاول يفتكر اي كلمة قالها بدلت حالها كدا وافتكر كلمة عايز اتجوزك .. فتح عينه على وسعهم من الصدمة هي بتتهمه تاني انه طلقها هي بتشك فيه تاني وقتها هو رجع خطوة لورا وباللحظة اللي بعدها على طول قرب بدل الخطوة اللي رجعها خطوتين لغو المسافة بينهم تماما وبقت بين ايديه .. هو اتغير وافكاره تغيرت وحكمه على الامور والناس تغيرت هي كمان لازم يفهمها وبعدها يحكم على ردة فعلها .. ما طبيعي اي زوجة جوزها يقولها اتجوزك هتفهم انه طلقها لازم يقدر انه هو اللي مش واضح فبص لعنيها اللي متعلقة بعنيه وبتترجاه: حبيبتي انتي مرات امير القديم مش انا .. شهد انا انسان جديد مختلف تماما عن امير اللي تعرفيه .

شهد هديت و حطت ايدها على قلبها تهديه هو كمان: امير انا سبق وقولتلك انا بحبك في اي وضع واي مكان وبأي شخصية انت حبيبي من اول يوم شفتك فيه ليه مش عايز تصدق ده ؟
امير مسك ايدها من على قلبها وحطها على شفايفه باسها: حبيبة عمري انا مصدق ده بس معلش طاوعيني .. عايز اتجوزك من جديد وابدأ معاكي من جديد .. عايز اسافر انا وانتي شهر عسل .. عايز احاول اعوضك عن كل الخسارات اللي خسرتيها معايا ( بص لبعيد بندم ) مع ان في حاجات لايمكن تتعوض ابدا .

شهد رجعت وشه يواجهها من تاني وابتسمت بصدق: في حاجات فعلا مش هتتعوض بس يا امير انا اهم حاجة في حياتي انت ووجودك ده يكفيني وهيعوضني .. وجودنا مع بعض هيعوضنا احنا الاتنين .. مش عايزة غيرك انت مش عايزة اتجوز من جديد ولا عايزة شهر عسل عايزاك انت وبس .
امير بحب: عارف يا قلبي بس معلش طاوعيني .. اعتبرينا مخطوبين وكاتبين كتابنا وهنتجوز اول ما نرجع مصر .
شهد قلبها اتملى امل كانت قربت تنسى وجوده اصلا و ابتسمت وباسته بحب: انت تشاور مش تترجاني .. انت بس تشاور .
امير باسها ويدوب حطت ايديها على رقبته قام وقف بعد شوية فبصتله وضحكت: انت قلت مخطوبين و مكتوب كتابنا !

امير ضحك: انا بشر وليا قوة تحمل وحاليا مقاومتي وصلت لنقطة الصفر ولازم اخرج من الاوضه دي لانها صغرت فوق ما تتخيلي
شهد وقفت وحطت ايديها حوالين رقبته بتشاكسه: طيب ده شيء كويس جدا .
امير مسك وسطها بايديه: حبيبتي، حبيبة قلبي انتي ارحميني شوية .

شهد وعنيها في عنيه وبتدلع عليه عجبها مشاكسته: ارحمك ؟ امممم .. طيب اتحايل عليا كمان حبة صغيرين ( وعملت بايدها الحركة وضحكت ) .
امير باس ايدها اللي شاورت بيها: حاضر كل محاولات الدنيا تحت امرك .. بس دلوقتي انا هطلع اخد شاور والظهر هيأذن هننزل نصلي مع عيلتك وتزوري الروضة ده الوقت المناسب للزيارة عند الستات لان الفجر بيكون زحمة جدا فدلوقتي انسب وقت وهنندمج معاهم ومش هنقعد لوحدنا وساعتها الموضوع هيكون مقبول شوية وقلبي الثاير دا ممكن يهدى شوية .

شهد اتنهدت ومثلت انها مكشرة بهزار: امري إلى الله يا امير .. امري إلى الله .. روح وانا هلبس عقبال ما تيجي .
خرج من الحمام وهيا لابسة وجاهزة وبصتله تغيظه مبسوطة بقربها منه وانهم بيستردو علاقتهم وحواراتهم مع بعض من تاني: يعني لوحدنا في الشقة اممم .. وانت عايزنا نفضل بعيد ! يرضي ربنا ده ( وضحكت ) يرضي قلبك ده ؟
امير بحب: قلبي عامل ثورة جوايا وان جيتي للحق وعقلي كمان بس مش عارف انا مصدر الغباء ده منين !

شهد ضحكت ومسكت دراعه وسندت عليه واكتفت من المشاكسة لما حست انه فعلا بيجاهد يبعد وهي لازم تساعده مش تصعبها عليه قلبها فرحان وعايزة قلبه يفرح زيها: يالا ننزل وسكت الثورة دي وكفايا اننا مع بعض واللي انت عايزو نعمله .. ( بصتله بحب ) كفايا اننا مع بعض .
امير مسك ايدها اللي على دراعه ورفعها باسها: انتي ما تعرفيش انا بحبك قد ايه ! انا بعشقك يا شهد .
شهد اتكسفت وخدودها بقو احمر جدا والفرحة بقلبها مالهاش حد: وانا ...
امير ابتسم: وانتي ايه ؟

شهد ابتسمت: بحبك وبعشقك في كل وقت وكل مكان .
امير اتنهد برضى وحب: يالا بينا .
نزلوا الاتنين ايديهم في ايدين بعض والفرحة مش سيعاها بيتمشوا في الشارع ومع ان الجو حر جدا وزحمة جدا وزهق جدا الا انهم في ملكوتهم الخاص بيهم .. ماشين بصمت مكتفيين بايديهم اللي في ايدين بعض
امير وصلها لحد مدخل الستات ووقف
امير: هنا هتدخلي وهتصلي الظهر وبعدها هيفتحوا الزيارة هتدخلي .

شهد بتوتر مسكت دراعه: استنى الجامع كبير جدا ممكن معرفش اوصل وهعرف ازاي اني وصلت الروضة .
امير ابتسم: رجليكي هتاخدك ما تقلقيش .. بصي الجامع كله سجاد احمر اما الروضة سجادها اخضر .. اول ما توصليلها هتعرفي صدقيني .. خدي وقتك وصلي براحتك اقعدي زي ما انتي عايزة ما تفكريش في اي حاجة تانية .
شهد بقلق: طيب وانت !
امير ابتسم: ما انا بقولك اهو ما تفكريش في حاجة تانية انتي هتزوري الرسول عليه الصلاة والسلام يا شهد مش اي حد والزيارة دي ما بتتكررش كتير .. ادخلي وخدي وقتك اقعدي حتى لحد ما يقفلوها ويطلعوكي .
شهد ابتسمت: برضه وانت هقابلك ازاي !

امير: انا هصلي وهستناكي هنا .. ولو العصر اذن هصلي برضه وهرجعلك هنا فخدي راحتك .. اتفقنا !
دخلت شهد مبتسمة .. كان عندها يقين ان اختيارها لامير صح واه اتأخر اليقين ده لحد ما ظهر بس عمره ما اختفى او ايمانها وثقتها بربنا اتهزت .. ديما واثقة ان ربنا بيختارلها افضل شيء وعمرها ابدا ما كانت هتلاقي زي امير .. ايه يعني تعبت معاه شوية في الاول يستاهل هو التعب ده .. يستاهل كل لحظة اتوجعتها معاه .. يستاهل كل اللي فات ولو الزمن رجع من تاني هتعيد نفس خطواتها من تاني .. اميرها بقى امير احلامها فعلا .. انتظرته كتير واخيرا وصل .. اخيرا اميرها رجعلها وهياخد هو بايدها مش منتظرها هيا .. كان لازم فعلا يبعد علشان يعيد حساباته واهو رجع .. رجع امير جديد ..

دخلت وصلت وقامت رحلتها للروضة وبالفعل مكنتش عارفة رايحة فين بس اهي ماشية وخلاص .. لقت زحمة كتير وعرفت ان دي هيا مدخل الروضة ووقفت ودخلت وشافت السجاد الاخضر وابتسمت ودموعها لمعت ودعت لاميرها بصمت .. صلت الركعتين وانتابتها حالة غريبة من الخشوع ونسيت كل الدنيا اللي بره .. صلت وصلت وصلت ودعت بكل دعاء هيا عارفاه ودعت بكل شيء بتتمناه ودعت لكل حد تعرفه .. اخدت وقت كتير جدا معرفتش قد ايه .. لازم تطلع ممكن امير يقلق عليها بس هو قالها اقعدي براحتك ..

أمير صلى الظهر وراح ينتظرها وهو مستغرب كل اللي حصل ده ومش مصدق اصلا انه قابل مراته هنا، بقى وسط الملايين دي كلها يتقابل مع شهد ؟
معقولة ربنا بيحبهم لدرجة يتلاقوا في مكة قصاد الكعبة ! واول مكان ياخدها فيه تزور الرسول في الروضة الشريفة ! شهد اجمل حاجة حصلتله في حياته ..
شهد تعويض من ربنا لكل لحظة ألم عاشها قبل كده ولحرمانه من مامته ..
المفروض في كل ركعة يركعها يشكر ربنا على رحمته وانه اختار يفوقه من غفلته في الدنيا وفضل يدعي ربنا يعوضه عن يحيى ابنه ..
اخيرا خرجت شهد بعد حوالي ٣ ساعات كان امير منتظرها واول ما شافها ابتسم وهيا جريت عليه زي عيلة صغيرة خارجة من المدرسة وبتجري لباباها
امير بابتسامة عريضة: هاه !

شهد انطلقت بدون توقف بتحكيله كل حاجة وهو مبتسم وعارف احساسها ده لانه سبق وعاشه في اول زيارة ليه واخيرا سكتت وهو مبتسم ..
شهد بحماس: انت ساكت ليه !
امير بحب: بسمعك .
شهد ضحكت: انا رغيت كتير !
امير ابتسم: لا يا قلبي ابدا .. بس سايبك تحكي براحتك لاني سبق وعشت نفس احساسك ده فكنت عايزك تستمتعي بيه .
شهد بصتله قوي: انا بحبك قوي يا امير .. انت فين من زمان !

امير بأسف: معلش اتأخرت عليكي بس اهو لما ربنا اراد جيتلك .. وباذن الله هنعوض اللي خسرناه .
شهد كشرت: بطل تفكر في اللي خسرناه .
امير بحزن: لا يا شهد لازم ديما تفتكري اللي خسرتيه علشان تعرفي انتي خسرتيه ليه وتتجنبي اخطاءك القديمة .. ايوه مش نعيش في الماضي بس نفتكره ونتعظ منه .
شهد مش عايزة تفكر حاليا في اي حاجة خسرتها او زعلتها: حبيبي احنا قلنا هنقفل صفحة الماضي .
امير: هيا فعلا اتقفلت بس هنفضل فاكرينها وبعدين الماضي ده اللي جمعنا مع بعض ..

شهد غيرت الموضوع: ماشي يا امير ... المهم هنمشي !
امير بص في ساعته: العصر على اذان نصلي ونمشي ماشي .
شهد بزعل مصطنع: يعني هدخل وابعد عنك تاني !
امير ابتسم: ممكن نصلي هنا مع بعض في الساحة ؟
شهد ابتسمت: اه ماشي تعال نقعد .
قعدوا مع بعض وساكتين
ومرة واحدة شهد سألت: انت جيت هنا امتى ؟
امير بصلها: هنا فين قصدك ! المدينة يعني ؟

شهد: لا اقصد السعودية ! امتى فكرت تيجي وليه ! يعني سافرت من مصر على هنا على طول ؟
امير ابتسم بحزن للذكريات: لا يا حبيبتي سافرت الاول على امريكا ورجعت للكلية بتاعتي ورجعت لشغلي وفضلت تقريبا شهرين بس بعدها مقدرتش اقعد .. مقدرتش اتحمل وجع بعدك او موت يحيى وحسيت ان الدنيا دي كلها ضيقة وملقتش مكان اروحه .. وفجأة سمعت اذان مجرد اذان عادي بس معرفش ليه ساعتها اتثبت في الارض وسمعته وكأني واحد اول مرة في حياته بيسمعه وحسيت انه موجهلي انا وهو بيقول حي على الصلاة .. دخلت الجامع وصليت كانت صلاة عشا وخلصت الصلاة وكان فيه امام صغير في السن كده بيتكلم بعد الصلاة عن التوبة وحكى حكاية صغيرة عن واحد عاصي واتجوز وخلف بنت وحبها جدا وكبرت بنته شويه بس بعدها بنته ماتت وهو فضل يعصي ربنا اكتر واكتر لحد ما حلم بيوم القيامة وبنهايته وانه بيتعذب وانه في تعبان كبير بيجري وراه وفي راجل ضعيف مش قادر يساعده ومش عارف يروح فين لحد ما شاف بنته اللي قعدت على رجليه ومشت التعبان بعيد وفهمت ابوها ان التعبان ده عمله السيء ومعاصيه والراجل الضعيف عمله الكويس في الدنيا وهو اللي ضعفه بنفسه وقالتله ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ).

قام مرعوب من النوم من اللي شافه وراح يصلي وساعتها الامام صلى بالايه
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))
كمل الايه معاه وسكت .. ساعتها الراجل ده حس ان الايه دي موجهه ليه وانا حسيت انها برضه موجهه ليا وزي ماهو قال لقد آن انا كمان قلت زيه .. لقد آن .. عملت اوراقي وسافرت على هنا ومن ساعتها وانا هنا .. فضلت في الحرم على طول .. جيت هنا المدينة قعدت شهر تقريبا ورجعت تاني على الحرم
شهد: وكنت عايش فين !
امير: اشتغلت في الحرم او تطوعت بمعنى تاني وعشت مع كام واحد باكستاني كانوا شغالين برضه في الحرم
شهد افتكرت: امال ايه حكاية انك مكنتش بتتكلم ؟

امير ابتسم: محبتش اتكلم فكنت ساكت بس مش على طول .. كنت عارف كام شيخ كنت بقعد معاهم كتير واتعلم منهم وبيدولي كتب اقراها وهكذا ..
شهد بحذر: طيب وانا ! مفكرتش فيا خالص في رحلة الكفاح دي ؟
امير ابتسم وضغط على ايدها اللي بين ايديه: مفكرتش غير فيكي يا شهد ومكنتش عارف هتقبليني تاني ولا خلاص اكتفيتي مني وقررت ما ارجعش تاني الا اذا حسيت اني استاهلك وانا وحظي ونصيبي هتفضلي مستنياني ولا...
شهد قاطعته: وازاي ما انتظركش يا اميري .. ازاي انسى لحظة حتى عشناها مع بعض ! انا كنت طول الوقت ما بفكرش غير فيك انت وبس .

امير بحب: انتي كمان على طول كنتي في بالي .. على طول بدعي ربنا يجمعنا تاني بس ما تخيلتش ابدا ان ربنا هيجمعنا هنا .. حتى في احلامي ما تخيلت ان لقانا هيكون بالشكل ده .. ما تخيلتش انك هتقعي بين ايديا انا ..
شهد ابتسمت بفخر: نتقابل وقدام الكعبة .. في اطهر مكان في الارض .. ربنا كاتبلنا اللقا بالشكل ده .. من بين ملايين عيني تقع عليك واشوفك وادعيلك من غير حتى ما اعرفك ان ربنا يتقبل دعاك .

امير كشر بفضول: ازاي من غير ما تعرفيني ؟
شهد ابتسمت: شفتك واقف وبتودع الكعبة ومديني ظهرك ومعرفش ليه لفتت انتباهي ففضلت متبعاك ودعيت ربنا يتقبل دعاك ده .
امير ابتسم: كنت بدعي اني اقابلك وانك تقبليني في حياتك من تاني .
شهد ابتسمت: وانا دعيت ان ربنا يقبل دعاك .
امير ابتسم: وربنا تقبل دعانا احنا الاتنين .
بيتكلموا وسمعوا فجأة صوت وراهم
شاكر باستغراب: واحنا اللي مفكرينكم في البيت اه يا ولاد اللذينا .
امير ابتسم ووقف وشهد وقفت معاه: انتو هنا تعالوا .

عايدة باستغراب: انتوا بتعملوا ايه هنا !
شهد: صلينا الظهر وامير استناني ازور الروضة وادينا منتظرين العصر .
شاكر بذهول: صليتوا الظهر ومنتظرين العصر ! ده بجد ولا بتهزروا .
امير: هنهزر ليه !
شاكر مذهول: انتو ايه ! لا بجد ايه !
امير مبتسم: مالك يا ابني !
شاكر شد امير على جنب وبيهمسله.

شاكر: انا لو هاه لو سافرت اسبوع ومع انه نادرا ما بيحصل بس لو برجع باخد يوم ما اخرجش من البيت وبقنع نفسي ان الجامع بعيد وساعات بصلي في البيت ده بعد غياب اسبوع مش سنة وفي ظروفكم دي .. انا تخيلت اننا مش هنشوفكم غير في المطار .
امير بص لمراته وبصله همس زيه: لما نرجع مصر باذن الله مش هتشوفنا بس مش هنا .
عايدة نادت على امير: طيب يا امير لو عايز تاخد اوضة فعلا بعيد عننا يا ابني براحتك .
امير بصلها بحب: لا لا يا ست الكل لا .. شهد جاية هنا المدينة ودي اول زيارة لها .. تستمتع بزيارتها لان الله اعلم هتتكرر تاني امتى ولما نرجع مصر نعوض اللي فاتنا .
شاكر مش مقتنع فهمس لامير: يا قلبك ويا جبروتك .

محسن حس ان ابنه بيرخم: شاكر سيبهم براحتهم .. وبعدين فعلا العمر قدامهم لكن الزيارة الله اعلم ربنا هيكتبها تاني امتى .
عدلي بحب: سيبهم براحتهم المهم انهم معانا وقدام عنينا ..
شاكر: ماشي يا بابا .. ماشي يا عمي ( ورفع ايديه باستسلام وضحك ) انا اسف .
ورجع همس لامير برخامة: اللي بقولوه ده كلام العقل والمنطق بس مش كلام العشاق ولا اللي افترقوا الفترة الطويلة دي والا ايه ؟ طيب ماشي العقل بيقول كده ( ورفع حاجبه لامير ) قلبك فين ؟ ازاي مطاوعك؟

امير ابتسم وبص للارض وهمس: ومين قالك انه مطاوعني ! بص يا شاكر هريحك .. امير اللي قدامك دلوقتي مختلف تماما عن امير القديم ومستني ننزل مصر وعايز اتجوز اختك من تاني واعملها فرح من تاني واخدها واسافر بيها شهر عسل جديد .. ونبدأ حياة جديدة مع بعض يعني مش عايز مجرد وقت او لحظات هنقضيها نطفي نار شوق وخلاص .. عايز حاجات مميزة والحاجات اللي عايزها مش هتنفع هنا فيبقى اساعدها تزور وتستمتع بزيارتها واعتبرها خطيبتي واول ما نرجع هتوحشك صدقني .
شاكر مش مصدق ان دا امير وفرحان بيه وبتغييره دا حط ايده على كتف امير بتشجيع انه فاهم ومعاه وموافقه.

الكل نادى عليهم وهم راحولهم
شهد همست لاميرها خايفة ان اخوها ضايق امير لانها لاحظت نظرة الحزن بعيون امير وهم بتكلمو: شاكر ماله ؟
امير ابتسملها: وحشته وواحشني واتكلمنا متقلقيش .
هزت دماغها براحة وقضوا فعلا باقي الزيارة مع بعض وامير اصر ينام مع ابوه وشهد مع ابوها ومامتها وطول الوقت مع بعض وايديهم ما بتفارقش ايدين بعض..

اخيرا يوم سفرهم في المطار والكل متحمس لرجوعهم وشهد قعدت جنب امير في الطيارة متحمسين لسفرهم مع بعض .. امير ربطلها الحزام وقعدين قريبين من بعض جدا.
شهد: هنعمل ايه اول ما نوصل ! هننزل الڤيلا مع بعض ولا هنروح شقتنا !
امير اخد نفس طويل وبصلها بأسف: هتنزلي على بيت باباكي .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة