قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دواعي أمنية للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

رواية دواعي أمنية للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

رواية دواعي أمنية للكاتبة منال سالم الفصل العشرون

في منزل مسعد غراب،
رفضت إيناس أن تقوم سابين بغسل الصحون، وأصرت على جلوسها في الغرفة لتستريح، ويا ليتها وافقت على عرضها بالمساعدة، فقد استغلت إسراء الفرصة لتنفرد بها، فشعرت إيناس بالخطر من بقاء الاثنتين بمفردها، لذا تركت كل شيء، وذهبت لتجلس معهما..
ابتسمت إسراء وهي تقول بتحمس:
-شوفي أنا هناديكي سوسو ماشي
ردت عليها سابين برقة:
-أوكي، as you like ( زي ما تحبي )
-قومي يا نوسة أعمليلنا شاي نحبس بيه.

هتفت بها إسراء وهي تشير بيدها لأختها، فتساءلت سابين بعدم فهم عن معنى تلك العبارة:
-تهبسوا ( تحبسوا )؟ إنتي أقصد ايه، يبقى في السجن؟ بس ليه
قهقهت كلاً من إيناس وإسراء على ما قالته، فنظرت لهما بإنزعاج، ثم بررت لها إسراء مقصدها وهي تحاول السيطرة على ضحكاتها:
-أقصد يعني إحنا لما بناكل بنشرب ورا الأكل شاي عشان نعدل دماغنا
تساءلت سابين متعجبة من تلك العادة الغريبة:
-ليه؟
اجابتها إسراء وهي تهز كتفيها:.

-دي عاويدنا
مطت سابين فمها لتقول:
-مش فاهمة
أضافت إيناس قائلة بنبرة عادية:
-بصي يا سابوو ماتركزيش معاها عشان ماتتعبيش
حركت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تقول:
-أوكي
لم تستطع إسراء تمالك نفسها، فهي قد جاءت في مهمة محددة، ولن تتراجع عنها..
حدقت هي بتفحص في أصابع يدي سابين لتتأكد من خلوها من أي خواتم زواج أو خطوبة، فاعتلى ثغرها ابتسامة ماكرة، وبدون أي مقدمات تساءلت بنزق:.

-انتي مرتبطة؟ يعني في واحد في حياتك، بتحبي يعني ولا سينجل؟!
فغرت إيناس شفتيها مصدومة من سؤال أختها المباغت، ونهرتها قائلة:
-وانتي مالك يا إسراء، دي حاجة ماتخصناش!
رفعت إسراء حاجبها للأعلى، وردت ببرود:
-مش بندردش شوية
لوت إيناس ثغرها لتهتف معترضة على طريقتها:
-ندردش في كلام عادي، مش في حاجات متخصناش!
ردت عليها إسراء بحدة وهي ترمقها بنظرات قوية:
-مش أنا قولتلك تقومي تعملي شاي، يالا، روحي اعمليه.

احتجت إيناس قائلة بغيظ:
-مش هاعمل حاجة، انا أعدة مع صاحبتي!
تمتمت إسراء بإمتعاض خافت:
-بت رخمة!
نفخت إيناس بغل وهي ترمق أختها بنظرات نارية:
-أووف
تجاهلت إسراء شقيقتها الصغرى، وتابعت تحقيقها الماكر بلؤم:
-ها يا مزة، مرتبطة، ولا لأ، أصل أنا مش شايفة في ايدك أي دبلة
ثم أشارت بعينيها نحو أصابعها، فنظرت سابين إلى حيث تشير، وتفهمت مقصدها، ثم ردت عليها بهدوء:
-انتي تقصدي بوي فريند؟

تساءلت إسراء بجدية وهي تضيق نظراتها:
-هو انتو بتسموه كده؟
حاولت سابين أن تجاري إسراء في حوارها بعد أن فهمت أسباب أسئلتها الفضولية، وقررت أن تندمج معها وتوهمها أنها كانت مرتبطة بشخص ما في السابق..
وبالفعل أومأت برأسها قائلة بحزن زائف:
-أها، أنا كانت عندي إكس X-boy friend، بس مش كملنا مع بعض!
قطبت إسراء جابينها في إستغراب، ورددت متساءلة:
-اسمه ايه؟
أجابتها بهدوء وهي ترمش بعينيها:
-إكس..!

أوضحت إيناس مقصدها قائلة:
-ده يا إسراء معناه صاحب سابق يعني، معدتش موجود معاها!
مصمصت إسراء شفتيها مستنكرة، ثم وضعت كفها أسفل ذقنها، وتساءلت بفضول:
-وليه يا حبيبتي مكملتوش؟!
تنهدت سابين بعمق، ورسمت على تعابير وجهها علامات الحزن، وأردفت قائلة:
-مش إرتاح معاه، هو كان silly and typical ( سخيف ونمطي )
أشارت إسراء بإصبعها في عدم فهم وهي تهتف:
-ايه ياختي؟!
ردت عليها إيناس بإبتسامة سخيفة:.

-قصدها تقول إنه رخم وبارد وثقيل ومعندوش دم ورزل!
تابعت سابين حديثها الحزين:
-كمان هو كان مش serious in engagement ( جاد في الإرتباط )، فسبنا بعض
التفتت إسراء برأسها نحوها، وهتفت بإهتمام:
-ترجمي يا نوسة لأحسن هربانة مني!
ردت عليها إيناس بجدية:
-قصدها تقولك إن الإكس ده مش بتاع خطوبة ولا جواز
لطمت إسراء على صدرها وهي تصيح مستنكرة:
-يعني واد صايع وأونطجي
عبست سابين وهي ترد بصوت خفيض:
-أها، زي إنتي قولي!

ربتت إسراء على ظهرها مواسية إياها، ثم أضافت بسخط:
-عيني عليكي يا حبيبتي، احنا هنا مش بنسميه إكس، ده اسمه عندنا لامؤاخذة كده عرة الرجالة!
رددت سابين بلكنة غريبة:
-إرة ( عرة )!
اعتدلت إسراء في جلستها لتوضح معنى تلك الكلمة الغريبة على قائلة:
-يعني آآ...
قاطعتها إيناس محذرة:
-مافيش داعي للتوضيح، مش عاوزين نبوظ اخلاقها
نفخت إسراء بنفاذ صبر، وتمتمت بتبرم:.

-ياباي عليكي يا نوسة، كاتمة على نفسي، مش عارفة أفضفض مع البت بكلمتين!
ردت عليها إيناس بتذمر وهي ترمقها بنظرات حادة:
-ارحميها، وارحميني!
ضغطت إسراء على شفتيها لتقول من بين أسنانها:
-طيب..!
ساد صمت مؤقت بين الثلاثة، ولكن عقل إسراء لم يتوقف للحظة عن التفكير في سابين الجالسة إلى جوارها..
ظلت تتأملها بنظرات متفحصة، ولكن لا يوجد ما يثنيها عما انتوت فعله..
لذا رسمت ابتسامة سخيفة على ثغرها وهي تتساءل:.

-على كده إنتي عندك كام سنة يا سوسو؟
أجابتها سابين بنبرة رقيقة:
-انا 23!
مطت إسراء شفتيها لتقول بإعجاب:
-ياختي كميلة، حلوة وصغيرة!
ابتسمت لها بحياء وهي تهمس مجاملة:
-ثانكس
تمتمت مع نفسها بخفوت وهي تضيق نظراتها:
-يعني سنها مناسب للواد مسعد، الفرق مش كبير!
نظرت لها إيناس بفضول وهي تسألها بجدية:
-بتقولي ايه يا إسراء ما تسمعينا؟
ردت عليها بضجر:
-ولا حاجة يا نوسة!
ثم أشارت بيدها وهي تسأل بتعمد:.

-على كده مسعد نازل امتى؟
أجابتها إيناس بحسن نية:
-هو اتصل من شوية وقال احتمال ياخد أجازة
أضاء عقلها بفكرة ما، ولمعت عيناها بشدة، ثم هتفت هي بتحمس:
-والله، طب دي فرصة بقي عشان نفاجئه ونعمله عيد ميلاد!
فغرت إيناس شفتيها مصدومة مما قالته أختها، فمولد أخيها ليس الآن، لذا رددت بعدم اقتناع:
-نعم، عيد ميلاد!
تنهدت إسراء بحماسة، ولوحت بذراعها في الهواء وهي تتابع بثقة:
-ايوه، شوفتي الصدف، ماهو طلع بكرة! حظه حلو!

هزت إيناس رأسها مستنكرة، وصاحت معترضة:
-بكرة ايه، لأ هو معاده مش آآ...
قاطعتها إسراء بإصرار واضح على رأيها:
-هو بكرة وإنتي مش عارفة!
اعترضت إيناس قائلة بجدية:
-إزاي يعني، ده هو مولود في شهر آآ...
قاطعتها إسراء مرة أخرى بقوة وهي تكز على أسنانها بحنق:
-بأقولك هو بكرة، وعاوزين نعملهاله مفاجأة، افهمي بقى يا أم مخ تخين!
نظرت لها إيناس بعدم فهم، ثم حكت مقدمة رأسها محاولة تفسير ما تقوله أختها، وتمتمت بحيرة:
-هه!

اهتمت سابين بذلك الحوار الدائر عن الإحتفال بمولد مسعد، فقد افتقدت نوعاً ما لوجوده، فتساءلت بحرج:
-هو موسأد birthday tomorrow ( عيد ميلاده غداً )؟
ردت عليها إيناس بنبرة ممتعضة:
-على حسب كلام إسراء أيوه!
تعجبت إسراء من معرفة سابين بأخيها، فهي على حسب معرفتها بما قالته والدتها فأنها لم تلتقِ به مسبقاً، إذن كيف تسأل عنه هكذا، لذا تساءلت بفضول وهي تحدجها بنظرات قوية:
-انتي تعرفي مسعد منين؟

ارتبكت سابين وتوترت، وتوردت وجنتيها حرجاً، فقد كانت على وشك كشف نفسها دون وعي، وحاولت الرد عليها، ولكن تدخلت إيناس لتجيب بدلاً منها بثبات:
-بصي هي تعرفه من كلامي عنه، أصل أنا كنت باحكيلها على طول عن شغله وعنه!
ابتسمت سابين وهي تضيف:
-ييس، هو كده!
هزت إسراء رأسها، وهمست بجدية:
-أه وماله!
أضافت سابين بخجل وهي تعض على شفتها السفلى:
-هو مهتاج ( يحتاج ) Present ( هدية )؟!

أجابتها تلك المرة إسراء بإبتسامة مغترة:
-أكيد
لاحظت هي إهتمام الفتاة الأجنبية بحديثها، فتحمست، وإرتفعت نسبة الأدرينالين بجسدها، فمخططها في الإيقاع بها في طريق مسعد على وشك النجاح:
غمغمت إيناس بتبرم مع نفسها:
-يعني هانتكلف مصاريف اضافية واحنا بنشحت!
هتفت إسراء بمرح وهي تشير بيديها:
-بصوا احنا عاوزين نعمله مفاجأة حلوة، والأمورة البيضة دي هتساعدنا!
أومأت سابين برأسها بتحمس وهي تقول:
-شور، ده موسأد!

ثم تداركت حماسها الزائد بعد أن لاحظت نظرات إسراء المحدقة بها، وبررت قائلة:
- أقصد أنا حب أساعد في بيرزداي!
ابتسمت لها الأخيرة وهي ترد:
-طبعاً يا قمر، واحنا شوية كده وهننزل نشوف اللي ناقص ونجيبه
-أوكي!
التفتت إسراء ناحية أختها، وسألتها بجدية:
-على كده احنا كلنا هنام فين بالليل؟
أجابتها إيناس وهي تهز كتفيها:
-هنا طبعاً، الأوضة واسعة!
رفعت إسراء حاجبها للأعلى مستنكرة، واعترضت قائلة وهي تشير بكفها:.

-هي الأوضة هتسعنا؟ ده احنا بالصلاة على النبي 5 في وش العدو!
شعرت سابين بالحرج من تلميحات إسراء عن كونها تسببت في إزدحام المنزل وعدم شعورهم بالإرتياح، فهمست بخجل وهي مطرقة الرأس:
-أوه، سوري، أنا جيت إمل ( اعمل ) مشكل!
وضعت إسراء يدها على كتف سابين، وضغطت عليه قليلاً بأصابعها، وأوضحت لها مقصدها:
-لا يا حبيبتي ده بيتك ومطرحك، بس عندنا أوض زيادة ليه نزنق نفسنا في حتة واحدة!
اعترضت إيناس قائلة بغرابة:.

-أوض ايه اللي زيادة، ده مافيش غير هنا، وأوضة مسعد ودي مقفولة طبعاً، وأوضة بابا وماما!
ابتسمت لها إسراء وهي ترد بثقة:
-طيب يعني في أوضة فاضية
قطبت إيناس جبينها، وحدقت في أختها بنظرات دقيقة، وتساءلت بعدم فهم:
-تقصدي ايه؟
أجابتها بثقة جادة:
-أوضة مسعد!
اتسعت حدقتي إيناس في صدمة، وهتفت بنزق:
-نعم!
تابعت إسراء قائلة بإبتسامة ماكرة وهي تهز حاجبيها:.

-الأمورة الحلوة سوسو تبات فيها وتاخد راحتها، أصلك مش هتعرفي تنامي مع ولادي الحلوين!
احتجت إيناس على اقتراحها الغريب، وتشدقت قائلة بجدية:
-وليه سابين تروح هناك؟ ما ننام كلنا هنا!
زمت إسراء شفتيها بغيظ، فقد كانت أختها الصغرى بارعة في إفساد ما تخطط له، لذا بنفاذ صبر ردت عليها:
-هي بنت ناس وأجنبية وهتخاف على حاجة غيرها، لكن لو أنا وولادي نمنا في أوضة مسعد مش بعيد يخربوها!
هتفت إيناس معترضة:.

-لالالا مش هاينفع، مسعد بيضايق لما حد بيدخل أوضته بدون اذن، فمابالك لو دخلها في غيابه!
كزت إسراء على أسنانها لتقول لنفسها بحنق:
-بت غبية مش فاهمة حاجة!
وفجأة اقتحم الغرفة أحد الطفلين وهو يصيح بغضب:
-ماما، سيف ضربني!
هدرت فيه إسراء بصوت منفعل ومحذر:
-مش قولتلك يا واد ماتضربش أخوك
رد عليها الصغير سيف بوجه عابس:
-هو اللي بيتغابى عليا
حذرت إسراء طفليها قائلة بتهديد صريح:.

-اتلموا انتو الاتنين واحترموا نفسكم بدل ما أقوم أدور فيكم الضرب!
تحرك سيف تجاه خزانة الملابس، وحدق في الحقيبة الموضوعة إلى جوارها..
لفت أنظاره شيء ما، فمد يده ليتلقطه بفضول..
وإذ به يجذب حمالة صدر نسائية، فابتسم بتسلية، ثم رفعها للأعلى في الهواء وهو يتساءل بعبث:
-ايه دي يا ماما
شهقت إسراء مصدومة، وصاحت فيه بغلظة:
-ولد، سيبها من ايدك!

صعقت سابين مما فعله الصغير بالعبث بأشيائها دون أي احترام لخصوصيتها، وعجزت عن الرد عليه..
وضع سيف الحمالة على صدره، وتساءل بمرح:
-انتو بتلبسوها ازاي؟
عنفته والدته بحدة وهي تجذبها منه:
-يالهوي عليك!
أسرعت إسراء بإعادة الحمالة في مكانها، وتنحنحت بحرج وهي تقول:
-احم، لامؤاخذة يا سوسو، أنا رجعتهالك أهي!
أغلقت الحقيبة، ولكزت طفلها في كتفه بقوة، ثم تابعت وهي ترسم ابتسامة بلهاء على ثغرها:.

-عيل، شقي بقى وكده، هيهيهيه!
رمقته سابين بنظرات مشتعلة، واكتفت بتصنع الابتسام..
ثم التفتت برأسها في إتجاه الطفل فارس الذي سألها بجمود:
-انتي معاكي دولارات خضرا؟
عقدت ما بين حاجبيها بإستغراب، وتمتمت متساءلة:
-ايه؟
أشار لها بإصبعيه وهو يتابع بجدية:
-دولارات، فلوس يعني، هاتي 10 دولار!
صرخت فيه إسراء بصوت مرتفع:
-عيب يا واد، فضحتوني!

خشيت سابين أن تنفلت أعصابها خاصة حينما أكمل الطفلين العبث بمقتنياتها الغالية والعزيزة إلى قلبها وتقاذفوها فيما بينهما، فهمست متوسلة لإيناس:
-أنا آوز ( عاوزة ) أروح عند موسأد إيناس، بليز! أنا مش استحمل فوضى
ردت عليها الأخيرة بجدية:
-قصدك أوضته؟
هزت رأسها بإيماءات متتالية وهي تقول:
-ييس ( نعم )
وافقتها إسراء الرأي وهي تتابع بإمتعاض ما يفعله طفليها في هذا المشهد الفوضوي:.

-يكون أحسن برضوه بدل ما العيال دي تستغبى عليكي
ترددت إيناس قائلة:
-مش عارفة بس لازم أستأذن مسعد الأول!
اعترضت عليها إسراء وهي تقول بجدية:
-لأ مش لازم تقوليله، هي يعني هتسرق حاجته!
زاد المشهد سوءاً، وعبث الطفلين بملابس سابين، فركضت خلفهما تحاول جمع ما يخصها وهي تكافح للسيطرة على أعصابها..
تنهدت إيناس مستسلمة وهي تقول:
-ممم، طيب!

في الوحدة التدريبية العسكرية،
هاتفت إيناس أخيها لتبلغه بما فعله أبناء أخته مع سابين، والمضايقات التي طالتها من ثلاثتهم، فزفر الأخير بغيظ وهو يقول
-أنا عارف إنهم هينفخوها، هي هاتطفش من قليل!
تابعت إيناس قائلة بضجر:
-ده لسه في بلاوي تانية
توجس مسعد خيفة مما هو قادم، وهتف بقلق:
-خير، قولي
ردت عليه بغموض:
-اختك بتلمح وش عنك!
حك مؤخرة رأسه في حيرة من مغزى تلك العبارة الأخيرة، وردد متساءلاً:
-مش فاهم!

أجابته إيناس بجدية مفرطة:
-من الأخر كده إسراء بتلعب دور الخاطبة مع سابين، وبتكلمها عنك!
اتسعت حدقتيه في سعادة، وارتسم على وجهه ابتسامة عريضة وهو يهتف بحماس:
-هاه، ده بجد؟!
أجابته بصوت جاد:
-ايوه، وكمان قالت إن بكرة هانحتفل بعيد ميلادك بإعتبار إنك جاي فهنفاجئك يعني!
هتف مسعد بفرحة جلية في نبرته:
-والله فيها الخير!
ثم تنهد بحرارة وهو يتخيل نفسه متأبطاً لذراع سابين كعروس مستقبلية له، وهمس بإرتياح:.

-هييييح، آحبيبتي يا إسراء!
تابعت إيناس قائلة بإنزعاج:
-وخد التقيلة بقى
رد عليها بحماسة:
-قولي يا نوسة، اتحفيني
أكملت قائلة على مضض:
-العيال قلبوا سابين في هدومها!
تساءل بعدم فهم:
-يعني ايه؟
ردت عليه بتبرم:
-بص هو مش ينفع الكلام ده يتقال، بس لو هما فضلوا أكتر من كده هنا، مش هاضمنلك اللي هايحصل!
أثارت كلماتها الأخيرة قلقه، فرد مسعد مستفهما ً:
-بتهزري صح؟!
أجابت عليه معترضة:
-لأ، ولاد أختك عاملين معاها الدنيئة.

كزت مسعد على أسنانه ليقول مغتاظاً من بين أسنانه:
-دول ولاد زي العسل، ده أنا بأحبهم لله في لله
تعجبت هي مما قاله أخيها، وسألته بجدية:
-مسعد، إنت طبيعي؟
لم يجبها، وظل شارداً فيما يمكن أن يحدث لسابين على يد الطفلين الكارثتين..
قطعت إيناس شروده وهي تسأله:
-طيب، بس هاتيجي بكرة الساعة كام؟
انتبه لها، وأجابها بفتور:
-هاه، هابقى أقولك قبلها!
أكملت إيناس باقي حديثها الهاتفي وهي تضيف:.

-ماشي سلام لأحسن أناطولت كده في الحمام وشكلي بقى وحش!
رد عليها مسعد بهدوء:
-ماشي، روحي انتي تابعي الجو، ولو في حاجة جديدة عرفيني!
-ماشي، باي
-سلام يا نوسة!
أنهى معها المكالمة، ثم مسح على صدره وهو يتنهد بعمق..
لن ينكر أن كشف إيناس لمخطط أخته قد أعجبه، فربما تكون وسيلة للتقريب بينهما..
ردد مع نفسه بنبرة متمنية:
-أه لو ده حصل، والبت إسراء ملت دماغ صابرين بيا، أبقى طلعت من الليلة دي كلها بعروسة!

اقترب منه باسل ونظر له بإستغراب وهو متعجب من حاله وتصرفاته الغريبة، وتساءل بسخرية:
-انت يا بني بتكلم نفسك!
انتبه له مسعد ورد عليه بهدوء:
-هه، متخدش في بالك، قولي هي التصاريح طلعت؟
أجابه باسل بجدية وهو يدس يديه في جيبي بنطاله:
-ايوه، كلنا هناخد أجازة 4 أيام لحد ما تطلع أوامر النقل على الوحدات بتاعتنا
ازدادت ابتسامة مسعد إتساعاً، وتنهد بحرارة وهو يقول:
-اشطا جداً...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة