قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دواعي أمنية للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والعشرون

رواية دواعي أمنية للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والعشرون

رواية دواعي أمنية للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والعشرون

في منزل مسعد غراب،
اتسعت عيني سابين الناعستين فجأة في هلع حينما رأت تلك الأعين المحدقة بها، وكانت على وشك الصراخ، لكن سبقتها يد مسعد لتكممها وتكتم صوتها، ثم بذراعه الأخر ثبت جسدها في الفراش كي لا تتحرك..
تلوت بنفسها محاولة الخلاص منه وهي تكافح لإخراج صوت صراخها المكتوم..

حالة من الفزع إنتابتها وهي تتخيل أنها ستقتل وسيتم اغتياله الآن، وما أرعبها حد الموت هو التفكير فيما أصاب تلك العائلة المتورطة معها..
أوجاس مخيفة سيطرت عليها ورفعت من نسبة الأدرينالين وجعلتها تحاول النجاة بنفسها..
تفاجئ مسعد من تلك المقاومة الشرسة منها، وارتعد نوعاً ما وهو يحاول تهدئتها، وهمس بصوت مرتجف:
-اهدي يا سابين، أنا مسعد، موسأد اللي انتي عارفاه.

ثبتت قليلاً وهي تدقق النظر في ملامحه التي يكسوها ظلام الغرفة، فتابع بتأكيد:
-موسأد، ها شايفاني؟
خبت مقاومتها تماماً بعد أن اطمئنت لوجوده، ونظرت له غير مصدقة وجوده بالغرفة..
أكمل هو بصوت هامس:
-أسف إن كنت خوفتك، بس أنا متوقعتش إنك نايمة هنا في أوضتي
أومأت برأسها، وحاولت الحديث لكن يده كانت لاتزال موضوعة على فمها، فأشارت بعينيها نحو كفه، فابتسم قائلاً بحرج:
-اه، معلش!

أبعد كفه عن فمها، وتراجع بجسده للخلف لتتحرر كلياً منه، في حين اعتدلت هي في نومتها، وهمست متساءلة:
-إنت إمل ( اعمل ) ايه هنا موسأد
أجابها بصوت خفيض وهو ينظر لها نظرات متيمة:
-أنا نزلت أجازة إجباري!
قطبت جبينها وهي تردد بعدم فهم:
-أجازة!
أخذ نفساً عميقاً، وزفره على مهل، ثم أجابها بإمتعاض خافت:
-بصي هو في حاجات حصلت هابقى أقولك عليها بعدين يا سابين!

ارتفع حاجبيها للأعلى في إندهاش واضح، وظهر شبح ابتسامة براقة وهي تسأله بعدم تصديق:
-انت قول ايه؟
لاحظ تبدل حالها للسعادة المرئية، فأطرق رأسه خجلاً وهو يحك جبينه، وأجابها هامساً:
-هو مش وقته عشان احنا كده وضعنا مش لطيف!
همست برقة وهي تبتسم ابتسامة خطيرة:
-إنت قول سابين، نو ( لا ) صابرين
التوى ثغره بإبتسامة متباهية وهو يجيبها:
-ايه رأيك؟
ثم اقترب منها ليتابع بنبرة صادقة تحمل الشوق:.

-اتعلمت أقوله صح عشانك إنتي وبس!
تساءلت بتعجب وهي تتحاشى النظر إليه:
-امتى أملت ( عملت ) ده موسأد؟
أجابها بتنهيدة مطولة وهو يرمقها بنظرات عاشقة:
-من وقت ما بعدتي عني!
استشعرت الغزل في كلماته، فتوردت وجنتيها، وهمست بخجل حرج:
-موسأد، أنا اتكسف!
زفر بعمق وهو يردد بحماس:
-يا خرابي ياني، هو في كده!
ثم انتفض الاثنين فزعاً في مكانهما حينما سمعا صوتاً يأتي من الخارج ويردد:
-شبين!

هب واقفاً في مكانه، ثم أسرع نحو الباب وأوصده بالمفتاح، وتراجع متسللاً للخلف..
اكتست ملامحه بالوجوم وجحظت عيناه بحدة، وتساءل بهمس غاضب بعد أن تكرر النداء:
-مين ده؟ هو انتي تعرفي حد من ورايا؟!
امتعض وجهها نوعاً ما، وأجابته بهدوء وهي تشير بيدها:
-ده your nephew ( ابن اختك )
نظر لها بعدم فهم، وتساءل بصوت خفيض:
-مين اللي بينف؟!
أجابته بهمس وهي تضغط على شفتيها:
-أنا اقصد ابن سيستر ( أخت ) إسراء!

ضرب جبينه بكف يده وهو يقول متذكراً:
-أه صحيح
حاول الصغير فارس فتح الباب لكنه كان مغلقاً، فعاود أدراجه إلى غرفة ايناس..
التفت مسعد إلى سابين وأردف قائلاً بجدية:
-بصي أنا مش هاينفع أفضل معاكي في أوضة واحدة، هيتقال عننا كلام مش ظريف، أنا هاخرج، وأنتي كملي نوم
تساءلت سابين بخفوت:
-انت افضل هنا مسعد؟
رد عليها بإبتسامة عريضة:
-أيوه..
وتمتم مع نفسه بنظرات عابثة:
-ده أنا قاعد على قلبك!

انتظر هدوء الأجواء من حوله، ثم فتح الباب بحرص، وولج للخارج..
وقبل أن يغلقه خلفه، أطل برأسه ليكون بهمس:
-اقفلي الباب بالمفتاح بدل ما أتهور في البيت الطاهر ده!
ثم أشار بعينيه إلى منامتها الصيفية، وتابع بعبث:
-والبسي بيجاما بتسترك، أنا أعصابي تعبانة لوحدها مش ناقصة محفزات للرزيلة!
شهقت بخجل وهي تغطي جسدها بيديها:
-أوه!

خرج مسعد للصالة وهو يشعر بسعادة غامرة..
وبلا وعي جلس على الأريكة الغافية عليها إيناس، فصرخت متأوهة من ثقل جسمه، وهبت من نومها فزعة لتردد بإنفعال:
-إيييييييه!
التفت برأسه ناحيتها، ورمقها بنظرات غير مكترثة، ثم رد عليها ببرود:
-في ايه انتي!
أزاح جسده من عليها، وجلس على الجانب، بينما ثنيت إيناس ركبتيها، وتحققت بدقة منه، وفركت عيناها بيديها قبل أن تتساءل بإستغراب:
-مسعد! إنت جيت؟
رد عليها بمزاح:.

-لأ لسه شوية
نفخت بإرتياح قبل أن تتثاءب مرة أخرى، ثم رددت بصوت ناعس:
-كويس، عشان تشيل من عليا لأحسن تعبت على الأخر من أختك وعيالها
نظر لها وهو يرفع حاجبه للأعلى، واستنكر تذمرها منهم، ودافع عنهم قائلاً:
-دول نسمة يا إيناس
ضاقت نظراتها، وتحول وجهها للشراسة، وصاحت محتجة:
-نسمة!
ثم كزت على أسنانها بقوة لتضيف:
-قول إعصار، بركان، أي كارثة، انت ماشوفتش عملوا فيها ايه وفيا!
أشار لها بيده، ونفخ مطولاً وهو يقول:.

-خلاص، اهدي!
نظرت له قائلة بإستنكار حاد:
-أهدى! دول من مسببات الضغط وارتفاع السكر!
جاهد ليخفي ضحكاته مما استفزها أكثر وجعلها تنظر له بريبة..
اعتدلت في نومتها، وسألته بمكر وهي تنظر له بتفحص:
-إنت كنت فين على كده، وفين الجزمة بتاعتك؟
ارتبك للحظة من سؤالها المباغت، ثم تدارك الأمر سريعاً، وأجابها بتوتر قليل:
-هه، أهي عند الباب!
أضافت إيناس قائلة بتحذير:.

-خد بالك! سابين نايمة عندك، فمش هاينفع تنام هناك في أوضتك
التوى ثغره بإبتسامة عريضة وهو يقول:
-أه ما أنا عرفت!
عقد ما بين حاجبيها بإندهاش، وسألته بغموض:
-عرفت ازاي؟
تنحنح بخشونة وهو يجيبها بإرتباك:
-آآ، خمنت بأقولك
نظرت له بعدم اقتناع، بينما رمقها هو بنظرات باردة، ثم زفرت بإنزعاج، وهتفت قائلة:
-مسعد، طب اتاخر خليني أنام
لكزها في ساقها وهو يقول بجمود:
-لأ روحي نامي جمب اختك، وسبيلي الكنبة!

ردت عليه معترضة بإصرار:
-على جثتي، اوعى!
نظر لها شزراً، ثم أردف قائلاً:
-ماشي يا نوسة، افتكريها
تمددت على الأريكة، ودثرت نفسها بالغطاء، وأجابته بعدم اكتراث:
-أه هافتكرها وأسجلها في النوتة كمان!
نهض من جوارها، وألقى بجسده على الأريكة الصغيرة، ثم مال برأسه للجانب ليطالع باب غرفته وظل يمني نفسه بالأماني والأحلام حتى غلبه النعاس، وتثاقل جفنيه، فنام في مكانه...

في صباح اليوم التالي،
لطمت صفية على صدرها بصدمة، وشهقت بصوت مرتفع حينما رأت ابنها غافياً على الأريكة، وصاحت بالقرب من أذنه:
-يا حبيبي
انتفض فزعاً من نومته الغير مريحة، ونظر إلى والدته بذهول وهو يردد بصوت متحشرج:
-في ايه؟
ربتت على كتفه، وتساءلت بتعجب:
-ايه اللي نيمك كده يا حبيبي؟
أجابها بلا وعي:
-الحب!
تقوس فمها وهي تسأله بعدم فهم:
-ايه؟
أفاق من غيبوبته المؤقتة، وأجابها بصوت ثقيل:
-قصدي بنتك!

تساءلت صفية بنبرة شبه حائرة:
-مين فيهم؟
رد عليها بعدم اهتمام وهو يتثاءب:
-أي واحدة تيجي في بالك
هزت رأسها بإيماءة خفيفة، وتابعت بنبرة حانية:
-طب قوم يا ضنايا خش أوضتك غير هدومك وافرد ظهرك كده على السرير، ده لسه النهار في أوله
انتبه إلى ما قالته والدته، وبرقت عيناه بوميض غريب، فهو يعلم أن سابين ماكثة في غرفته، وقضت ليلتها هناك لذلك حذرها بإبتسامة عابثة:
-ما بلاش يا حاجة!
أصرت على طلبها قائلة:.

-قوم يا مسعد ماتتعبش قلبي
رد عليها مازحاً بخفة:
-يا ست صفية اللي بتطلبيه ده عيب ومايصحش، ده فيها قطع رقاب
نظرت له بجدية وهي تردد بنفاذ صبر:
-يا باي على هزارك، اسمع الكلام وخش نام جوا
صاحت إيناس بصوت ناعس ومتبرم:
-وطوا صوتكوا عاوزة أنام
رفعت صفية رأسها لتنظر في إتجاه ابنتها، ورددت بتعجب:
-إيناس! انتي نايمة هنا!
أجابتها بصوت خفيض:
-أها
تساءلت صفية بإستغراب:
-ليه انتي التانية؟
أجابتها إيناس بضيق قليل:.

-بنتك وعيالها!
استفسر صفية قائلة بإندهاش:
-إسراء! مش كنا نضفنا السرير وغيرنا الملايات!
ردت عليها إيناس بتذمر:
-وأنا كنت هاستنى لما يعمل ( بي بي ) عليا
نظر لهما مسعد بتأفف، وتساءل بتقزز:
-ايه ده، ايه ده! ايه الكلام الغريب اللي بتقوله!
أضافت السيدة صفية قائلة:
-إنتي بس اللي سنوفة ومش بتستحملي!
ردت عليها إيناس بإشمئزاز:
-اه سنوفة وإنفة وكل حاجة، بس مش هنام جمبها ولا جمب عيالها، وعاوزة مرتبة سريري تتغير!

أراد مسعد أن يبدل ثيابه، ويستحم، خاصة وأنه بحاجة ماسة إلى كلا الأمرين، فهتف بجدية:
-ماما أنا عاوز أخد دش واغير هدومي
ردت عليه والدته بنبرة عادية:
-طب ما تقوم يا حبيبي، حد حايشك!
هتفت إيناس معترضة بحدة:
-ايه يا ماما، إنتي ناسية إن سابين هنا!
نظرت لها والدتها ببرود، ثم تساءلت بعدم اكتراث:
-ودي فيها ايه؟
أجابتها بنظرات ذات مغزى:
-ماهي نايمة في أوضته
مصمصت صفية شفتيها وهي تقول بعتاب زائف:.

-شوف إزاي، وأنا اللي كنت هابعتك تنام هناك يا حبيبي، يا لهوي بالي!
أراد مسعد أن يتقن دوره على والدته، ويوهمها أنه لا يعرف عمن تتحدث كلتاهما، فتساءل بإستغراب مصطنع ممزوج بالضيق:
-مين دي يا ماما اللي نايمة في أوضتي بدون اذن؟
أجابته بحسن نية:
-دي واحدة صاحبة أختك، بت أجنبية من بلاد برا، بس حكاية.

أبدى مسعد اهتمامه – رغم أنه كان يحترق شوقاً من الداخل لسماع المديح عنها – بحديث والدته، وتساءل بفتور:
-والله! على كده حلوة؟!
أجابته صفية بحماس بعد أن لاحظت اهتمام ابنها:
-دي تقول للقمر قوم وأنا أعد مطرحك!
مط فمه ليقول:
-سيدي يا سيدي!
أضافت هي قائلة بتلهف:
-دلوقتي تشوفها يا حبيبي
أبدى عدم اكتراثه، وتثاءب وهو يرد عليها:
-مش مهم يا حاجة صفية.

تابعتهما إيناس بتعجب كبير وهي ترفع حاجبها للأعلى مستنكرة تصرفات أخيها الطفولية البلهاء..
لكزت صفية ابنها في كتفه وهي تقول بإلحاح:
-يا واد شوفها يمكن تعجبك!
تنهد بصوت مسموع، وعبس بوجهه وهو يرد بخنوع:
-طيب، عشان خاطرك بس!
ضاقت نظرات إيناس، وتمتمت مع نفسها بغيظ:
-يا شيخ، بقى عامل هندي!
هتفت صفية بفرحة واضحة في نبرتها ونظراتها وتعابير وجهها المرتخية:.

-طول عمرك طيب وأخلاق يا مسعد، ربنا يكرمك يا حبيب أمك ويسعد!
-يارب
قالها مسعد بهدوء وهو يضع ساقاً فوق الأخرى..
انتظرت إيناس ابتعاد والدتها، وهمست له وهي تغمز بعينها:
-ايوه يا عم، ماشية معاك حلاوة!
ابتسم لها بثقة وهو يرد عليها:
-ادعيلي بس!
أومأت برأسها وهي تتابع:
-هندعيلك، بس ظبطني!
أشار لها مسعد بيده وهو يضيف بجدية:
-بالحق، باسل جاي النهاردة.

انتبهت هي إلى عبارته الأخيرة، وتوترت قليلاً، ثم احتقنت عيناها إلى حد ما، وسألته بجفاء:
-والله!
هز رأسها بحركة خفيفة، وتابع موضحاً:
-اه، أنا عزمته على العيد ميلاد!
ضغطت على شفتيها لتقول:
-طيب
هتف مسعد بإبتسامة:
-قومي اعمليلي شاي وهاتلي حاجة أصبر بيها نفسي لأحسن أنا واقع على الأخر!
ردت عليه إيناس بعبوس:
-ماشي!
ثم نهضت بتثاقل من على الأريكة..
شبك مسعد يديه خلف رأسه، وظل يدندن مع نفسه بأغنيات خافتة..

ولجت إيناس إلى المطبخ، وبدت شاردة للغاية بعد حديث أخيها عن قدوم رفيقه باسل إلى حفل عيد الميلاد المزعوم، فهي لم تشفِ غليلها بعدٍ منه..
هي ماتزال تكن له مشاعر محتقنة وغاضبة من أسلوبه الوقح معها وإهانته المتعمدة لهيئتها..
زاد إلتهاب حمرة عينيها وهي تتوعد له قائلة:
-النهاردة هاتعرف إنك كنت غلطان لما قولت عني عندي شنب، ودقن!

رغم تكرارها لتلك الكلمات القاسية لنفسها لتستمد منها القوة إلا أنها شعرت بالآلم يعتصرها لكونها أقل شأناً من غيرها..
هي فتاة صغيرة، لكنها تحمل قلباً، ومشاعراً لا تود إستنزافها قبل الآوان..
وباسل بأسلوبه الفظ قضى على تلك المشاعر الجميلة التي تعطيها الثقة بنفسها، وهز صورتها أمام نفسها، وهي أرادت وبشدة أن تنسى تلك الكلمات الجارحة..
انضمت إليها والدتها، وسألتها بتعجب وهي تراها شاردة:.

-سرحانة في ايه يا نوسة؟
التفتت نحوها إيناس بعد أن انتبهت لصوتها، وردت عليها بصوت شبه مختنق:
-مافيش يا ماما
دفعتها والدتها للجانب وهي تقول بجدية:
-طب وسعي خليني ألحق أجهز الفطار!
طرأ في عقل إيناس فكرة ما، ولمعت عيناها بشدة، ثم هتفت متصنعة البراءة:
-ماما حبيبتي، هو أنا ممكن أعزم اصحابي في عيد ميلاد مسعد!
نظرت لها والدتها من طرف عينها، ورددت:
-أصحابك!
تابعت إيناس بإلحاح وهي تحتضن والدتها من كتفيها:.

-أه يا ماما، وحياتي عندك، دي فرصة حتى أحتفل بنجاحي!
لوت صفية فمها لتبرطم بتبرم:
-والله أنا ما فاهمة عيد ميلاد ايه ده اللي ناويين تعملوه، هو اخوكي بتاع الهيافات دي!
ردت عليها إيناس بضجر:
-اسالي إسراء، هي اللي بتخطط وبتكتك كل حاجة!
ثم أكملت بإصرار:
-ها يا ماما، أعزمهم؟ أمانة عليكي لتوافقي!
ردت عليها والدتها بتنهيدة مطولة:
-خلاص، اعزميهم، بس كام واحدة، المكان زي ما انتي شايفة على الأد!

قبلتها إيناس أمها من وجنتها، وهتفت بحماس:
-حاضر يا أحلى صفصف في الدنيا!

في مكان ما،
اقتحم أحد الأشخاص غرفة مكتب ما، والتقط أنفاسه اللاهثة، ثم استطرد حديثه قائلاً بنبرة غامضة:
-لقد عرفنا مكانها سيدي
انتبه له الرجل الأخر، ونظر له بحدة قبل أن يسأله بجدية:
-من تقصد؟
أجابه بإبتسامة خبيثة:
-المدعوة سابين
اتسعت عيني الرجل في صدمة، ونهض عن مقعده غير مصدق ما سمعه تواً، ثم هتف بإندهاش جلي:
-ماذا؟!
أوضح له الرجل الأول كيف تمكن من كشف مكان حمايتها السري:.

-لقد هاتفت صديقتها مارلي، وتمكنا من رصد المكالمة، وعرفنا بالأقمار الصناعية مكانها
التوى ثغر الرجل بخبث وهو يتمتم قائلاً:
-هذا عظيم، الحمقاء أوقعت نفسها في فخ الموت
تساءل الرجل الأول بجدية:
-بماذا تأمرنا الآن؟
أجابه الأخير بهدوء مميت:
-أعدوا كل شيء للتخلص نهائياً منها، فلم يتبقَ الكثير على وقت المحاكمة!
ابتسم له الرجل بمكر وهو يردد ممتثلاً:
-كما تريد سيدي!

اعتدل الرجل في جلسته على مقعده، وأراح ظهره للخلف، وحدق أمامه بنظرات مخيفة، ثم تابع مع نفسه بنبرة قاتمة:
-حان الوقت لنغلق ملف قضيتك للأبد آنسة سابين مشعل...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة