قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دمية مطرزة بالحب الجزء الاول للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس والعشرون

رواية دمية مطرزة بالحب الجزء الاول للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس والعشرون

رواية دمية مطرزة بالحب الجزء الاول للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس والعشرون

وما الحقيقة إلا وجع في بعض الأحيان، تجاوزها إن استطعت. مُر عليها مرورًا شامخًا، فهي مثل الدروس التي ستعيش الحياة كي تتعلم منها.
خرج يزيد من مكتبه وهو ينفض صبابة عُقب سيجارتهِ التي لوثت معطفهِ بالخطأ. توقف فجأة حينما وجدها تقطع طريقهُ وتقف أمامه.

رفع طرف بصره نحوها، ثم عاد ينظر لملابسه يضبطها متجاهلًا إياها وكاد يتجاوزها لينصرف من أمامها. ولكنها قطعت طريقه من جديد، ف تلوت شفتيه وهو يحدجها ب استمتاع لملامحها المختنقة التي تُشعره ب انتصاره، وأردف: - خير يامدام!؟
- عايزاك
ثم نظرت حولها و: - خلينا نتكلم في المكتب.

ف قطع عليهم حديثهم سيف وهو يُنبهِ يزيد لضرورة حضورهِ في مكتب يونس: - مستر يزيد، لازم تروح مكتب يونس باشا دلوقتي. معاه واحد في المكتب مش مرتاح ليه وكمان الباشا كان هيضربه
ف رماها يزيد بنظرة أخيرة قبيل أن يسير خلف سيف وقد تضاعف قلقهِ بشأن طلب أخيه الضروري له.
دلف يزيد وهو ينظر أولًا لذلك الرجل التي تشبه عليهِ و: - فيه إيه يايونس، مين ده؟

شمله ربيع بنظرات مستخفة ثم قال متهكمًا: - لازم تنسى شكلي طبعًا، عدى عشر سنين وأكتر على آخر مرة شوفتني فيها
قطب يزيد جبينه وهو يدنو منهم ومازال لا يذكره: - مش فاكرك
- ربيع، إبن تفيدة خالة ملك
فجأة تجهم وجهه وتلاشت المساحة التي تفصل بين حاجبيهِ. رماه بنظرة محتقرة أعقبها ب: - ياريتك ما فكرتني بالنسب المنيل ده
ف صاح فيه ربيع بلهجة عدائية قوية: - ما تتلم ياأخينا! نسبكم انتم اللي جه علينا بالخراب.

كل ذلك و يونس يراقب مقابلتهم وردود فعلهم يستشف ما بين السطور. حتى شعر ببداية تفاقم الأمر ف حجب بينهما وهدر بهم: - بس!
ثم نظر لشقيقهُ يسأله: - إيه الحكاية يايزيد؟

فبدأ يزيد بتسميع القصة التي حفظها عن ظهر قلب منذ عشر سنوات، القصة التي حكاها للدنيا كلها بداية من شهادتهِ في المخفر وحتى أمام الجيران وأقارب منار الذين قلبوا الأرض عاليها وسافلها ولم يجدوا لها أثرًا: - طنط منار اختفت فجأة، والأفندي ده هو وأمه حملوا عمي المسؤولية و..

قاطعه ربيع بعدما لم يروق له تلك الحكائة التي لم تنطلي عليهم قديمًا: - بس بس، أنت لسه هتسمعنا كلام كذب شربناه من زمان! هتقول الحقيقة ولا أكلم أنا؟
ف أحس يونس ب التخبط رغم إيمانهِ الشديد بحديث شقيقهِ وثقتهِ العمياء به، وحبذ أن يستمع للطرف الآخر ف وجه سؤالهِ ل ربيع: - حقيقة إيه؟

ف أسرع ربيع بالتحدث: - الحقيقة إن عمكم هو السبب في اختفاء خالتي. الست كانت في شقتها مع بنتها قبل ما إبراهيم يرجع من السفر، فجأة كده تختفي وميبقاش ليها أثر! وسايبة وراها بنت عندها 10 سنين! طب إزاي. دي خالتي كانت روحها في ملك.

دسّ يزيد يديهِ في جيوب بنطاله وتماثل للفتور وهو يردف: - خالتك كانت مسبقة من الأول، بدليل إنها كانت واخدة شنطة هدومها. والدليل إن عمي ملهوش علاقة بالموضوع إن هو بنفسه كان عامل محضر ب اختفائها في القسم، يعني كان بيدور عليها زيكوا بالظبط.

ف ابتسم ربيع بتهكم و: - كلامك لا مؤاخذة مدخلش نفوخي بقرش، الحكومة معرفتش تمسك على عمك حاجه وده اللي سكتنا وقتها. مش مكفيه كل ده وكمان خد البت واختفى من سكنه القديم ومحدش لقى له أثر، سنين وإحنا بندور عليهم
ثم جلس ربيع ب أريحية غريبة وتابع: - مش هطول عليكوا، أنا جاي عشان عايز ملك.

ف اجتذبهُ يونس من تلابيبه مرة أخرى ورمقهُ بنظرة صارمة وهو يصيح به: - أقف وانت بتكلم معايا. وبعدين أنت مالك انت بملك؟ عايزها ليه؟ إذا كانت هي مش فكراكوا!
نظر ربيع مطولًا ليديهِ التي تقبض على قميصهِ، ثم دفعه وهو يقول: - عيب ياهندسة أنا في مكانك وبكلم ب معاك راجل لراجل. ملهوش لزوم العنف ده
ثم عدل من هندامه و: - خالتها هتموت وتشوفها، دي الحاجه الوحيدة اللي باقية من ريحة الغالية.

ف ابتعد عنه يونس وولاه ظهرهِ وقد أحس بالنيران تحرق صدره: - هشوف الموضوع ده وابقى أبلغك
أحس ربيع ب مماطلتهِ، ف أراد أن يقطع عليه هذا الطريق عليه و: - لأ تشوف دلوقتي، أنا طلعت روحي عشان أعرف أوصل لهنا
ثم أدعى بالكذب كي يدعم حجتهِ: - أنا قولتلك أمي أمنيتها قبل ما تموت تشوف ملك وتطمن عليها
أطبق يونس على جفونه بقوة بينما تدخل يزيد ليتحدث نيابة عن يونس: - لما نتكلم مع ملك نفسها هنبقى نرد عليك.

ف أكد يونس على رد شقيقهِ: - أيوة، ملك لازم تعرف وتستعد الأول إنها تشوف خالتها بعد كل السنين دي
فلم يعترف ربيع بحجتهم الضعيفة وأحس إنهم يماطلونهُ: - يعني إيه تستعد لمؤاخذة؟ هي دي عايزة استعداد!
ف زفر يونس بحنق من تفكيرهِ الغير مُراعي البتة والتفت وهو يفسر: - آه محتاجة، سيب رقمك برا في السكرتارية وهنكلمك
ف ضحك ربيع ب استهزاء و: - ليه هو انا جاي مقابلة شغل لمؤاخذة يعني عشان هتركني على الرف!

ف سئم يونس أسلوبهِ الركيك ومزاحهِ السئ والغير مرغوب به. ف انفعل عليه وقد انتهت طاقتهِ في النقاش: - لمؤاخذة لمؤاخذة! ما تتكلم زي البني آدمين ياجدع انت؟ ما قولنالك هنتصل بيك
ف تنهد ربيع ومازال يتحدث ببرود كاد يُفلت أعصاب يونس حتى آخرها: - حمقي أوي انت يايونس، بس ماشي. همشي وراك لحد الآخر.

وهمّ لينصرف بين نظراتهم الفتاكّة، وقبل أن يخرج التفت يقول: - بلاش تستغفلني، اللي خلاني أقدر أوصلك هنا هيخليني أعرف أوصل لمكان بنت خالتي، بس انا أولى بالوقت اللي هقضيه في اللف والدوران. وانت أدرى بقى ياهندسة
خرج. ف بصق يزيد من خلفه و: - الله يلعنك ويلعن آ ×××××× اللي عرفناكو فيه
ثم التفت يتحدث ل يونس و: - ده اللي جايبني على ملى وشي عشان اشوفه!

لمح في عيون شقيقهِ نظرات غريبة. نظرات مُوحية، وكأنه يسأله عن الحقيقة، فلم يطل النظر إليه كي لا يفضح أمره گالعادة وتهرب قائلًا: - خسارة الوقت اللي ضيعناه معاه
ف دنى منه يونس وقال بهدوء يُعاكس مشاعره الممتعضة: - يزيد؟
ثم غمز له وهو يسأل: - إيه الحكاية؟
فتمسك يزيد بأقواله السابقة ولم يُغيرها: - ماانا لسه قايل من شوية
- تؤ تؤ، أنا عايز الحكاية التانية. الأصلية.

ف كافح يزيد كي تكون نظراتهِ ثابتة ولم يتردد ثانية وهو يُعيد: - اللي سمعته هو اللي اعرفه، معنديش حاجه تانية أقولها
ف هز يونس رأسه بتفهم وتحرك نحو مقعد مكتبه، سحب معطفهِ واتجه صوب الباب، ف حاول يزيد أن يستوقفه و: - رايح فين الإجتماع بعد نص ساعة
- رايح للي هيقولي الحكاية كلها من الأول، والإجتماع أحضرهُ انت.

صفق الباب من خلفهِ. ف نفخ يزيد ب انزعاج وكأنه استطاع الآن فقط أن يتنفس بحرية، أخرج هاتفه وبدأ في إجراء مكالمة هاتفية وهو يتحدث بهمس خفيض: - الواحد كان نسي القرف ده! لسه بقى هنبدأ قصة جديدة وقرف جديد لما ملك تسأل عن امها الله يحرقها.

واستعاد يزيد تلك المشاهد من جديد وكأنها بالأمس القريب. ولو أن الموقف أعاد نفسه ل عاون عمهِ من جديد في التخلص من جثمان زوجتهِ الآثمة التي خانت زوجها وخانت ابنتهم، لقتلها بنفسه ألف مرة جزاء خيانتها بدمٍ بارد وعلى فراش زوجها الذي تعثرت طرقاتهِ وذاق الذُل خارج البلاد يعمل ويكافح من أجلهم وكان هذا جزاءهِ في النهاية. الخيانة.

طرق يونس الباب بعد أن تأكد من إنه عاد لهدوءهِ ورتابة عقلهِ. فتحت له ملك، قطبت جبينها ب استغراب وهي تسأله: - جيت بدري!
ف أسبل جفونهِ وهو يجيب: - الإجتماع أتلغى، عمي فين؟
- جوا نايم بعد ما خد الحُقنة
اشتم رائحة طعام يُطهى، ف سألها وهو يجلس: - أنتي بتطبخي؟
ف ابتسمت متحمسة لأن يتذوق طعام من صُنع يدها وأجابت: - آه، اتصلت بنينة كاريمان وسألتها بتحب أكل إيه وعملته عشان عارفه إن ليك أكل معين.

ف أفتر ثغرهِ مبتسمًا بسرور من تفكيرها المُراعي والمهتم ب أمرهِ و: - وعملتي إيه؟
جلست قبالتهِ و: - بطاطس محشية باللحمة المفرومة وطاجن فراخ في الفرن، لسه هعمل رز وملوخية
ف أشار لذراعها الذي لم يتعافى كليًا و: - أنتي لسه تعبانة ياملك، متضغطيش على نفسك
أومأت برأسها، ف حمحم وهو يقول: - آ، أنا هروح أزور قبر أمي الله يرحمها بكرة، تحبي أخدك معايا لقبر طنط الله يرحمها وتزوريها بالمرة؟

ف ابتهج وجهها رغم اللمعة الحزينة التي ومضت في عينيها وهي تسأله: - بجد هتوديني؟
- أكيد، تعرفي هو فين؟
كان يستدرجها بشكل خفي، هل تعلم قبر والدتها!؟ هل زارتهُ يومًا!؟ هل حقًا اختفت أم ماتت!؟
ولكنه وجد الجواب الذي توقعه: - لأ، عمري ما روحت
وعبست متابعة: - بابا طول عمره مش فاضيلي، كنت بطلب منه هو وعمتي الله يرحمها. بس محدش وداني ليها
ف غصب يونس نفسهِ على الإبتسامة و: - معلش، تتعوض.

فرك نهاية رقبته من الخلف حيث ضايقتهِ بطاقة صغيرة ملصقة بالقميص. ثم أردف: - هي طنط منار بقالها أد إيه متوفية؟
- يونس!
التفتت رأسه تلقائيًا نحو مصدر الصوت ليجد إبراهيم واقفًا يرمقهُ بنظرات غريبة، ثم تقدم منهم و: - ملك مش هتفتكر التفاصيل دي، إسألني أنا
ف تدخلت ملك مُستنكرة إدعاء والدها بنسيانها ذكرى والدتها التي أثرت في حياتها كليًا و: - لأ يابابا أنا فاكرة كويس، بقالها 11 سنة بالظبط.

ف أشار لها إبراهيم: - ريحة الأكل فاحت ياملك، شوفيه يابنتي الله يرضى عليكي
نهضت ملك غير مدركة إنه يُبعدها من هنا، سذاجتها الغير منتهية تلك وكأنها مازالت طفلة يستغلها إبراهيم حتى الآن. دلفت ملك للمطبخ، ف جلس إبراهيم جوار يونس وسأله بجدية لازمت ملامحه ونبرته: - خير يا يونس بتسأل عن أم ملك ليه؟

تطلع يونس إليه بغرابة وفي عقله مئات الأفكار حول هذا الأمر الذي شتت تركيزه بالكامل، أجفل وهو يماطله ليصل إلى الرد: - بسأل عادي، أكيد غياب مامتها أثر فيها
ف تشنجت عضلات وجه إبراهيم وهو ينفي صحة تلك الحقيقة المحتومة: - لأ مأثرش، هبه الله يرحمها مقصرتش. وانا مخلتهاش محتاجة أي حاجه
ف تنهد يونس وهو يوضح: - أنا مقصدش الاحتياجات الملموسة، في حاجات آ..
- يونس.

قاطعه لينهي أي حوار قد يتعلق بتلك السيدة التي تركت وشمًا محترقًا في صدرهِ لم يزول أثره بمرور السنين: - أنت فاهم قصدك، ياريت متفتحش الموضوع ده تاني مع ملك. متهيألي انت عارف إن الزعل ممنوع عليها
فسأله يونس مباشرة: - قبرها فين!
توتر إبراهيم رغم حالة الثبات التي أدعى إنه عليها: - في مقابر الصدقة، مكنش في ساعاتها إمكانيات أشتري تربة جديدة عشان كده دفنتها هناك.

كاد ينهض عن مكانهِ ولكن يونس استوقفهُ بسؤال آخر: - لقيتها فين؟ مش كانت مختفية؟
زفر إبراهيم وهو يهتف بنبرة مرتفعة لم يستطع التحكم فيها: - جرى إيه يايونس! مش قولتلك خلاص وقفل على السيرة!
ثم ضرب كفًا بكف وهو يعود لغرفته: - لا حول ولا قوة إلا بالله!
خرجت ملك على أثر صوت والدها وتسائلت: - في إيه؟ بابا بيزعق ليه؟
- عادي انتي عارفه عمي عصبي شوية
وقف عن جلستهِ و: - أنا هعمل تليفون مهم قبل ماانزل.

ودخل للشرفة الصغيرة، رآها تعود للمطبخ، ف بدأ ب إجراء مكالمة أخفض فيها صوتهِ: - ها ياعيسى؟ وصلت لحاجه
- صاحبة الأسم ملهاش أي شهادة وفاة ياباشا، وكمان المحضر اللي اتعمل ساعتها أتقفل واتحفظ.

أي إنه كذب كذبة خطيرة جدًا. هي لم تتوفى، ولم تصدر أي شهادة تُثبت ذلك حتى يتمكن من إخراج تصريح يدفنها به. الأمر برمتهِ يثير تحفظ يونس وفضوله، بل وأصبح أكثر فضولًا بعدما ثبت إنه لا يوجد وثيقة رسمية تثبت وفاتها. وهذا جعل تساؤلاتهِ تتضاعف، قد تكون قيد الحياة، ولكن لماذا يُخبئ حقيقة گهذه كل تلك السنين؟
وقد تكون ماتت بشكل آخر! ولكن لماذا أيضًا!؟

استند يزيد على السيارة بعدما ترجل منها وهو يتحدث في هاتفهِ: - والله زي ما قولتلك كده ياعمي، كون إن يونس مقالش على زيارة اللي ما يتسمى ده النهاردة مش مبشر خالص، أنا عارف أخويا كويس. مش هيسكت غير لما يوصل لأصل الموضوع
تنهد يزيد وهو يضع يده في جيبه و: - أنا مش خايف من حاجه، أنا بس مكنش نفسي الحكاية دي تتفتح تاني خصوصًا وانت في الظروف دي.

كانت كاريمان تنظر إليه من شرفتها العالية، رآها وهي تلوح له كي يدخل إليها. ف أومأ لها و: - اللي يريحك اعمله ياعمي، أهم حاجه متشغلش بالك بربيع ده. ولو عايزني أتصرف معاه ولا أبعده هو وأمه الحرباية بقرشين أنا مستعد
بدأ يزيد يخطو نحو المدخل و: - أنت تؤمر ياعمي، سلام
دخل وهو يمسح على شعره والإرهاق باديًا عليهِ. ف قابلتهُ خديجة وتفحصتهِ بنظراتها و: - أنت كويس يابني؟ أعملك حاجه تشربها؟

- زي القهوة بتاعتك اللي طلعت مش بتاعتك كده؟
فضحكت وهي تبرر: - هي اللي وصتني مقولش
ف تلوت شفتيه و: - خليكي فكراها ياديچا، فين نينة؟
- لسه في أوضتها مستنياك
صعد إليها، وقبل أن يدخل كانت هي تفتح الباب وتستقبله: - تعالى يايزيد
ف دخل أولاً، ثم انحنى ل يُقبل يدها: - أزيك يانينة
ف ربتت على كتفهِ بلطف وهي تبتسم في وجهه على غير العادة و: - ?yiyim أنا بخير.

تنغض جبينه ب استغراب وهو يجلس بعدما أجلسها وسأل ب ارتياب: - خير يانينة! طلبتيني بسرعة وقولتي الموضوع مهم
- مهم جدًا
ربتت على كفهِ وتابعت: - كل خير
ف تزايد قلقهِ حول ما يختفي خلف ابتسامتها المتملقة وأسلوبها المتقرب منه ولم يستطع إخفاء فضولهِ: - في إيه يانينة! الحنية دي وراها إيه بالظبط أنا بدأت أقلق
- مفيش قلق ولا حاجه، أنت حفيدي وانا نفسي أطمن عليك. عايزة أشوفك مع اللي تستاهلك.

ف أشاح بوجهه عنها و: - آآآآه، قولتيلي. جيباني عشان تفتحي موضوع الجواز تاني
ف هزت رأسها بالسلب وهي تستند بكلتا يداها على العكاز الخاص بها وقالت بثقة: - لأ، المرة دي مختلفة. أنا جيبالك عروسة
ف حدقت عيناه وهو يرفع حاجبيه مستمتعًا بحديثها المُسلي و: - الموضوع بيتطور معاكي ما شاء الله ربنا يزيد ويبارك
لكزتهُ بعصاها في ساقهِ و: - بس ياولد، أسمع للآخر
- ها
ومدّ رأسه نحوها قليلًا و: - سامع.

تحمست كاريمان تحمسًا مفرطًا وهي تبوح ب أسم تلك المُختارة: - إيه رأيك في ملك؟
كأنه تجمد قليلًا بعد ما سمعه، تحجرت حواسهِ وبقى عقله عاجزًا عن الإستيعاب، ثم نظر إليها كأن البث قد انقطع لديه للحظات وسألها: - ما تقولي يانينة مين العروسة؟
زجرته كاريمان بنظرات حادة و: - ما قولتلك ملك!

ف انفجر ضاحكًا. ضحك ضحكًا لم يضحكهُ في حياتهِ وهو يوازن حديثها الغير معقول بالنسبة له في عقله، أدمعت عيناه من فرط الضحك، ف مسح عيناه من أثر الدموع و أردف: - أنا وملك! ده احنا مش بنطيق بعض 5 دقايق على بعضهم. سيبك من كده، ملقتيش غير العصفورة بتاعت يونس وعايزة تجوزيهاني! عايزة توقعي الشقايق في بعض ياكوكي.

فغرت كاريمان فاهها غير مصدقة ما سمعت، لم تلاحظ شئ گهذا أبدًا. كيف فاتها التفكير في ذلك؟، شهقت بخفوت بعدما صدمتها الفكرة. ف حقًا هل يُعقل أن يُحب يونس ثانيةً؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة