قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن والعشرون والأخير

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن والعشرون والأخير

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن والعشرون والأخير

أستيقظ صباحًا على صوتها وهي تناديه: -
- زين، زين أصحى بقى، يا زين
فتح عينه اليسرى بتعب يتطلع بها ثم قال: -
- مين!
- مين أيه يا زين هو أنا بخبط عليك
قالتها بضجر وهي تبعد الغطاء عنه فقال بمزح: -
- أنما أيه القمر دا؟! أطفى النور يا مليكة أنا عاوز أنام، بطلى أزعاج من أول يوم جواز.

أتسعت عيناها بذهول من حديثه ورددت حديثه بصدمة ووجه عابس: -
- أزعاج! أنا مزعجة يا زين. نام
ألتفت قائمة من جواره فشعرت بيده تمسك معصمها يمنعها من الرحيل، جذبها نحوه بقوة مما أسقطها على الفراش بجواره، نظرت له بضيق وقالت بحدة: -
- مين فينا اللى مزعج دلوقتى ها؟!
وضع يديه على جبينها يبعد خصلات شعرها ثم وضعهم خلف أذنها مُردفًا بعفوية: -
- ميبقش خلقك ضيق أمال يا موكتى.

حدقت به مُستغربة حديثه وقالت مُرددة كلمته: -
- موكتك!
- أيوة طبعًا، موكتى وقلبى من جوا
نظرت للجهة الأخرى بحزن مُصطنع وأردفت: -
- عشان كدة بتقولى مزعجة وأزعاج، عموما أنا بطلت أزعاج أنت اللى بقيت مزعج اهو
- بس أيه كمان الأزعاج اللى في كلامك دا
أبعدته بعيدًا عنها وقامت من الفراش مُتذمرة عليه مما أضحكه وذهب خلفها، حاوطها من خصرها مُعانقًا لها من الخلف، نظرت خلفها بعفوية وقالت: -
- وبعدين؟!

- صباحية مباركة يا عروستى
عقدت ذراعيها بأنزعاج وقالت: -
- بعد أيه بقى؟
- بعد ما نورتى دنيتى، فكرة أنى هصحى كل يوم وأشوف القمر دا كفيلة أنها تطير عقلى من مكانه من كتر ما أنا مش مصدق أن الحلم بقى حقيقي.

أدارها له برفق يتطلع بملامحها واضعًا يده خلف ظهرها والآخرى على وجهها تداعب ملامحها شيء فشيئًا وأكمل حديثه: -
- كنتى أكبر وأجمل حلم في حياتى وأخيرًا أتحقق بعد سنين تعب ومعافرة. أول حاجة أعوزها في حياتى ومعرفش أحققها في نفس الوقت يمكن لأنك أغلى من أنك تتحققى بسهولة عشان ادرك قد أيه أنت غالية ولازم احافظ عليكى يا مليكة.

وضعت يديها الأثنين بجوار عنقه مُبتسمة أبتسامة رقيقة هادئة بينما عيناها تتلألأ فرحًا وحبًا ثم قالت: -
- أنا مبحبش حاجة في حياتى قدك ولا أكتر منك
وضعت قبلة على جبينه برفق ثم أستكملت حديثها بنبرة هادئة: -.

- أوعدنى يا زين أنك متسبنيش مهما حصل ومتخليش اللى بيحصل في العيلة والمشاكل اللى مبتخلصش تأثر على حياتنا وحبنا، أوعدنى تفضل تحبنى العمر كله ولو زعلتك مرة متخبيش عليا وأشكتينى ليا، ومتسمحش لأى واحدة تسرقك منى، أوعدك تفضل ليا العمر كله.

أخذ يديها بين كفيه وقال بنبرة دافئة مُطمئنة: -
- أوعدك يا ملوكتى، أوعدك أنى بحبك وهفضل أحبك لحد مماتى وكمان بعد مماتى هحبك
عانقته بسعادة وأغمضت عيناها بعفوية تشاركه سعادتها ورفرفة قلبها بحب...

أستدارت مُغمضة عيناها وهي شبه نائمة لتشعر بيده تحيط خصرها وتجذبها نحوه، فتحت مريم عيناها بعفوية وقالت: -
- مروان أنت صاحى؟!
أجابها كما هو مُغمض عيناه ومُتشبث به: -
- ممممم
ضحكت مريم عليه وهي تستدير له وقالت: -
- مش هتروح الشركة؟!
فتح عيناه بذهول وقال مُستغربًا: -
- شركة؟! في عروسة في الدنيا تصحى يوم صباحيتها تقول لعريسها قوم روح الشغل، أمال فين الصباحية وشهر العسل.

أتسعت عيناها بذهول وقالت: -
- شهر عسل وعريس، وبالنسبة لإياس اللى زمانه جاى دا والنونو اللى قاعدة جوا دا أيه، أنتفاخ. قوم يا مروان بلاش كسل.

- أنتفاخ، لا بيبي يا حبي.
قالها وهو يغلق أحكام يديه على خصرها، أبتسمت بخُبث عليه وقالت مُصطنعة الألم: -
- اااه، يا مروان بطنى بتوجعنى؟
ترك أسرها خوفًا عليها ففرت هاربة منه حين تركها وأخذت روبها ترتديه وهي تحدثه بعفوية: -
- قوم يا كسول أنت عشان شغلك
- مفيش شغل، عاوزة تروحى الشركة روحى أنتِ
قالها وهو ينزل من الفراش مُتجه إلى المرحاض، ضحكت على تذمره وقالت ببراءة: -
- حبيبى.

أستدار لها ينظر عليها بحب وأسرع في خطواته نحوها، لتضحك بصوت مُرتفع عليه منذ قليل كان غاضبًا منها والأن يركض لها مُبتسمًا متناسي تذمره، وقف أمامها وقال: -
- قلب حبيبك من جوا
- لا أبدًا أنا كنت بجرب صوتى بس
عض شفتيه بضيق منها وأستدار غاضبًا، اقتربت من ظهره وقالت هامسة له بنبرة دلالية: -
- ميرو ههه ينفع أقولك ميرو.

ألتفت حوله بدلالية تثير نبضات قلبه العاشق ووتره الهائم بحبها وضحكات أكثر ما يثير سعادته فمسكها من معصمها فجأة لتنظر له بوجه طفولى وتقول: -
- ميرو. مروان هههه أنا بحبك
- أنا مبحبكيش بس أنا مجنون بيكى
قالها وهو يحملها على ذراعيه بحب ويلتف عائدًا إلى الفراش كى يجعلها تأخذ قسطًا من الراحة لها ولطفله الجنين الموجود في أحشاءها...

- لا أقعد بقى كدة وأحكى الحكاية من الأول
قالها معتز وهو يجلس على مقعده ويشعل سيجارته، أجابه المتهم بضيق: -
- أنا قولت اللى حصل مية مرة يا بيه
- تقوله الميه وواحد تحس المرة ميه وواحد بيبقى فيها الموضوع مختلف
اشار إليه الرجل على المقعد وقال: -
- ممكن أقعد طيب؟!
- أترزع وأحكى ولا نجبلك سيجارة وشيشة بالمرة
جلس الرجل بهدوء وقال بإستياء: -.

- إحنا كنا مراقبينها لحد ما طلعت العمارة ودخلت الشقة، دخلنا وراءها وكنا خمسة رجالة ومسلحين، لما شافتنا أترعبت وكانت خايفة جدًا هددنا عشان تتصل بمروان بيه وبعدها بعت أتنين من الرجالة يستنوا تحت ولما دخل الأسانسير خدروا وطلعوا. صفاء هانم كانت عاوزنا نخليها في وضع لامؤاخذة في أوضة النوم ونصورهم ونبعت لمراته الصورة عشان تيجى وتشوفهم ومفيش واحدة هتبقل تعيش مع واحد خانها مع أختها.

- أمال قتلتها ليه؟!
سأله معتز بفضول يكبت غضبه فأجابه بضيق أكثر: -.

- مروان بيه كان مخدر بس هي أول ما شافت الرجالة داخلة بيه الشقة وهو مُخدر أتجننت كانت عاوزة تهرب بأى طريقة، هجمت عليا وأخدت المسدس من أيدى واصابت واحد من الرجالة كان رد فعل تلقائي منى من غير تفكير لاقيتنى بطلع السكينة من جيبى وضربتها في بطنها، كانت بتقاوح حتى وهي بطلع في الروح ضربت رصاص في ذراعى خلتنى أحرك السكينه وهي لسه في بطنها كنت عارف أن الضربة جت في مقتل وأنها مش هتعيش، أتصلت بمدام صفاء وقولتلها اللى حصل قالتلى أنضف المكان من اى بصمة وأحط بصمات مروان على السكينة ونهرب وفعلا هربنا.

صمت قليلاً وهو يستمع لحديثه ثم دق الباب ودلفت ني?ين أشار للعسكرى بأن يأخذه للحجز حتى يذهب للمحكمة ووقف من مكانه يسير نحوها وقال: -
- أيه اللى جابك؟!
أشار للكاتب بأن ينتظره في الخارج قليلًا، أردفت بزمجرة: -
- في واحد في دنيا لما يشوف حبيبته يقولها أيه اللى جابك؟!
- دا مكان شغل مش لعب، كل شوية تنطيلى هنا؟
عقدت حاجبيها بأغتياظ من حديثه وقالت بضيق: -.

- أنا أصلاً مش جاية عشانك، أنا جاية أعرف بابا هيخرج ولا لا
جلس معها على الأريكة وأردف يشاكسها قائلاً: -
- كان ممكن تسألى المحامى مش جاية تسألى وكيل النيابة
وقفت من مكانها كى تذهب بعد أن أغضبها أكثر، ضحك عليها وهو يمسكها من يدها ويجذبها كى تعود إلى جلستها وقال: -
- واحشتينى
- كداب لو كنت وحشتك فعلا كنت كلمتنى أو على الأقل ترد على أتصالات لكن أنت مبتردش عليا بقالك يومين.

- والله واحشتينى بس غصب عنى كان عندى شغل
رمقته بنظرة عاشقة ثم قالت: -
- ماشي، هتيجى تقابل مروان أمتى؟!
رفع حاجبه مُستغربًا يسألها: -
- مش المفروض تقولى هتيجى تقابل زين أمتى؟ أيه مروان دى؟
- زين منشف دماغه ومش موافق على الجوازة، مروان هو اللى يقدر يقنعه، هتيجى أمتى بقى؟

- يومين طيب دول لسه عرسان جدد
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت: -
- عرسان جدد أيه، بقالهم أسبوع متجوزين
- حاضر هكلمه وأخد ميعاد عشان مبقاش مبفهمش في الأصول من كتر تعاملى مع المجرمين
أقتربت نحوه خطوة وهي تمسك يده بهدوء وهمهمت بنبرة دافئة: -
- حتى لو بتتعامل مع المجرمين أنا راضية وعاجبنى وبحبك كدة ومش عاوزة غيرك
تبسم لها بعفوية ثم وضع قبلة على جبينها ووقف وهو يقول: -
- يلا عشان تروحى؟!

- طيب بس لما أكلمك ترد عليا عشان أنا مجنونة وممكن اجيلك تانى
- حاضر، اه فارس بيه ممكن يطلع براءة لأن مفيش أى أدلة ضده وأنتِ مُصرة متوجهيش تهمة الخطف له وكل الجرائم من تدبير صفاء.

- مش هسجن بابا يا معتز واقف معاه في محاكم، المهم أن رأس الحية هتأخد جزاءها
بعثر لها شعرها من الامام بلطف ثم وضعت قبلة على وجنته ورحلت، ذهب نحو الشرفة مُبتسمًا كى يراقبها وهي تصعد لسيارتها، رأته يقف هناك فلوحت بيدها له ثم صعدت إلى السيارة وذهبت...

كان جالسًا في الصالون بصحبة أخته فريال يتحدث إلى مروان عن أمكانياته وقدراته بينما زين يجلس صامتًا بجوار زوجته، أشارت مريم له بالموافقة وهي تجلس بجوار ني?ين و ليلى، نظر لها وأغمض عيناه يخبره بأن تطمئن...

- ماشى نقرأ الفاتحة
قالها مروان بجدية مما أغضب زين وجعله يقف كى يرحل، وكان رحيله يخبر الجميع برفضه لهذا الزواج، أبتسمت مليكة بإحراج لهم ثم ذهبت خلفه إلى الجنينة، ركضت خلفه وهي تناديه: -
- زين، زين أستن بس
توقف مكانه مُشتاطًا غضبًا، مسكته من ذراعيه وأدارته لها وهي تقول: -
- أنت رايح فين وسايب أختك في اللحظة دى
- لحظة أيه، كلكم عارفين أنى مش موافق على الجوازة دى ومروان عارف ورغم كدة وافق.

تنهدت بهدوء ثم قالت: -
- عشان بيحبها وبتحبه، حبهم هيغنيهم وهيعيشهم سعداء يازين
- الحب مش كفاية يا مليكة
حدقت به بضيق وقالت: -
- أمال أنت ليه أتجوزتنى مش عشان بتحبنى، ليه مقولتش الحب مش كفاية
- بس أنا قادر أعيشك في نفس المستوى اللى أنتِ كنت عايشة فيه.

زفرت بضيق من تفكيره ثم قالت: -
- وليه مروان راح اتجوز مريم وعايشه في مستوى أقل عشان الحب مع أنه كان يقدر يتجوز حد تانى ويعيشوا هنا في القصر، الحب أهم ميلون مرة من الفلوس والقصور يا زين، ومينفعش أبدًا تسيب أختك في اللحظة دى لوحدها متنساش أن مالهاش غيرك دلوقتى، لازم تشاركها فرحتها مش تكسر قلبها في اللحظة دى.

- يا مليكة بس...
بترت حديثه بنبرة قاسية وجدية تقول: -
- وبعدين معاك يا زين؟!، أنا حامل ومش قادرة أتخانق معاك كتير واتعصب
أتسعت عيناه بدهشة وهو يحدق بها بسعادة بعد ان شعر بأنتفض قلبه فرحًا ثم قال يكرر كلمتها: -
- حامل؟!
خجلت من نظراته فألتفت مُسرعة كى ترحل من أمامه، مسكها من ذراعها بقوة ووقف أمامها كى تلتقى عيناهما وقال: -
- أنتِ حامل؟!
توردت وجنتيها بخجل ثم قالت بحب: -.

- مممم، هتبقى بابى بس ممكن دلوقت تدخل تفرح أختك زى ما انا فرحتك كدة
وضع قبلة على جبينها بحب وأوما لها بنعم ثم دلف للداخل، وجدتها تجلس بجواره مُبتسمة رغم حزن عيناها، أقترب نحوها راسمًا بسمة مُبهجة ووضع قبلة على جبينها ويدها ثم قال: -
- مبروك يا عروسة، كبرتى وبقيتى عروسة يا قردة
- زين!
اتسعت عيناها بذهول من حديثه ثم وقفت تعانقه مُتمتمة بحديثها: -
- أنا بحبك أوى.

- وأنا للاسف بحبك، أختى هعمل ايه يعنى قدرى ولازم أرضي به
ضحك الجميع عليهم، نكزته مريم في ذراعه في الخباثة وقالت هامسة له بعفوية: -
- أنا كمان بحبك اووى يا مروان
أكتفى بوضع قبلة على يدها وأهداها بسمة تنير قلبها العاشق...

جلس الجميع بجوارها في غرفة المستشفى وهي مُرتدية زى العمليات تستعد للدخول وأحضر طفلتها الصغيرة إلى هذا العالم، جلس بجوارها على الفراش ممسكًا بيدها، حدثته بنبرة هادئة حتى لا يسمعها أحد منهم: -
- مروان، أنا بحبك عشان لو جرالى حاجة تبقى عارف أنى بحبك. ولو حصل حاجة لا قدر الله وخيروك بينى وبين سارة اختارها هي.

أنحنى قليلًا نحوها وقال بسعادة: -
- وأنا بحبك وهتخرجى تلاقينى هنا ومستنيكى وان شاء الله مفيش حاجة من اللى في دماغك دى هتحصل.

دلفت الممرضة للغرفة كى تأخذها منهم، ذهب وحده معاها إلى غرفة العمليات وهي مُتشبثة بيده، دلفوا بها حتى تفرقت يديهما، وقف مع الجميع في الخارج ينتظره خروجها والجميع في حالة قلق فيما عدا طفلها الصغير إياس يركض هنا وهناك يلهو بالبالونات مكتوب عليها ( it s a girl ) مُبتهجًا لأحضار أخت له، جاء له سعيدًا وقال: -
- بابى هي النونو جت ولا لثه (لسه)
- لسه يا إياس، روح ألعب في الأوضة هناك.

سمع صوت بكاء طفلته من الداخل ليبتسم بأرتياح، ركض إياس فرحًا وهو يقول: -
- مامى ولدت، مامى ولدت
مر نصف ساعة وفتح باب الغرفة المزدوج وخرجت مريم به غائبة عن الوعى وبجوارها طفلتها الصغيرة نائمة وهادئة، اسرع نحوهما بلهفة وهو يناديها: -
- مريم.
كانت تُتمتم بأسمه دون أن تشعر بأى شيء ولا حتى وجوده: -
- مروان، مروان
- أنا هنا يا مريم. جنبك.

وضع قبلة على جبينها بحنان، ثم دلفوا للغرفة بها أقتربت فريدة منها لأول مرة ترى طفلتها وهي أم، أخذ مروان طفلته الرضيعة بين ذراعيه وأقترب من فريدة وهو يقول: -
- سارة يا عمتى
نظرت له بصمت ثم لهذه الطفلة التي أخذت أسم طفلتها المتوفية، اخذتها بين ذراعيها وعيناها تدمع شوقًا لأبنتها وفرحًا لأبنتها الآخرى، وضعت قبلة على جبينها بلطف...

كان ياخذ يدها بين كفيه مُنتظرة أفاقتها، أبتسمت له بعفوية رغم تعبها ووجهها الشاحب ثم قالت: -
- مروان، شوفت سارة؟!
- شوفتها، زى القمر ليكى يا حبيبتى
- أكيد يا قلبى
قهقه ضاحكًا على غرورها المُصطنع فضحكت معه بعفوية...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة