قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع عشر

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع عشر

رواية دمية على مسرح الحياة للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع عشر

أستيقظ مروان صباحًا ملازمه الشعور بالألم في رأسه ووجد نفسه نائمًا على الأرض فحرك يديه الملطخة بالدماء بتعب مُتذمرًا من الأضاءة القوية فشعر بشيء على يديه بينما يقف مُغمض العينين وتسمر مكانه حين وجد الدماء تلوث يديه الأثنين وقميصه، رفع نظره قليلًا يتفحص هذا المكان فكان بداخل شقة غريبة لأول مرة يراها وأشياء هنا وهناك منثورة والبعض منها منكسرة على الأرضية حتى وصل نظره إليها ليصدم بها أمامه طريحة أرضًا جثة هامدة وغارقة بدماءها فنادها بصدمة وهو يقترب منها مُذهولاً: -.

- سارة.

دقائق مرت عليه بصدمته وهو ينظر عليها من بعيد دون أن يقترب حتى عاد عقله للعمل ويخبره بأنها جريمة قتل، وقف من مكانه سريعًا وألتقت سترته ومفتاح سيارته والهاتف وركض مُسرعًا للخارج بحالته وأصطدم بأحد الرجال على الدرج ولم يقف بل كان يهرب كطفل صغير خائف ومرعوب من ما رأه. رأى ذلك الرجل مظهره ولهفته على الهروب وهكذا الدماء الموجودة عليه ورأى باب الشقة مفتوح، ولج إلى الدخل بخوف ورأها كما هي وفر هاربًا هو الآخر وطلب الشرطة...

فتح سيارته بسرعة وقادها كالمجنون لا يعلم إلى أين يذهب والشرطة تنتظره أين...

بدأت التحقيقات مع الجميع وكانت مريم و فريدة في حالة يرثي لها في حين أن كلًا منهما تتصنع القوة بينما من الداخل منهمارة وبداخلها بركان مُشتعلة، أحدهما تتواعد بالأنتقام بتطبق مثل ( العين بالعين والسن بالسن ) والآخرى تدافع عن زوجها المفقود هو الآخر وتؤمن ببراءته. كانت تجلس باليوم الثالث على التوالى أمام وكيل النيابة متماسك وهادئة: -
- مش مروان القاتل اللى حضرتك بدور عليه.

- مدام مريم أنا مقدر جدًا حالتك بس في شهود قاله أن هو اللى كان هناك
- حتى لو، دا ميثبتش أنه قاتل مدام مفيش شاهد واحد يثبت دا أو شاف دا بعينه. مروان مقتلش وهيقتل سارة ليه.

- دا اللى كلنا بنحاول نعرفه ليه؟ وعندنا أحتمالات كتير وكلها مجرد أحتمالات
أجابته بطريقة مُستفزة وهادئة على عكس ما متوقع من شخص في محلها قتلت أختها والمتهم زوجها: -.

- اه بس ياريت وحضرتك بتعرف ليه بأدلة حقيقية تحط فأحتمالاتك الكثيرة أنى نسخة من سارة وأن ماما ذات نفسها مبتفرقش بينا يعنى وارد يكون اللى عمل كدة حد عايز يأذينى مش يأذي سارة، وبعدين هلفت أنتباه حضرتك لحاجة مروان كان بيشوف سارة وهي عايشة معاه فنفس البيت مرة كل ثلاثة أو اربعة أيام صدفة تعرف يعنى أيه صدفة.

كبت غضبه من طريقتها المستفرة وسألها معتز: -
- وأنتِ يامدام مريم ليكى أعداء توصلهم لقتلك
رفعت حاجبها بسخرية وهي تنظر له بلا مبالاة تهينه وتهين ضباط الشرطة على قلة تحرياتهم وأهمالهم لمجرد توقعهم القاتل حتى وأن كان مُزيف: -.

- حضرتك لو تعبت نفسك أنت واللى شغالين معاك وعملته تحرياتك هتعرف أن أول أعدائي مدام فريدة وأنها معارضة جوازى من مروان ومصرة على الأنتقام يعنى وراد يكون دا من تخطيطها وكمان دى أول مرة نتعرض لحادثة قتل، القاتل الحقيقي اللى حضرتك المفروض تدور عليه اللى نفذ جريمة القتل من ستة سنين لحظة ما رجعنا من أمريكا وقرر يخلص مننا. وقتها قرر يخلص مننا ونفذ دا وحاول أغتيال مروان فنفس التوقيت وأتصاب ياريت متستبعدهوش كمان لأن ممكن يكون قتل ولبسها لمروان اللى سيادتك بدور عليه وهو عايش برا ملك.

- هتقتل بنتها، مدام مريم ممكن أعرف طبيعى علاقتك بوالدتها شكلها أيه
- حاجة بسيطة خالص كل واحدة فينا معتبرة التانية من الوفيات
- سؤال آخير. بتشكى فحد معين يكون عملها زى مأنتِ ما معتقدة أنه حصل
- فريدة، غيث، القاتل المجهول اللى حاول قبل كدة غير دول مفيش
- أتفضلى وقعى على أقوالك وتقدرى تروحى.

وقعت على الورق وذهبت إلى الخارج فوجدت فريدة تجلس بجهة و ليلي تجلس بالجهة الآخرى وبجوارها أبنتها و زين وأخته و عاصم و دارين تقف بعيدًا تحمل إياس على ذراعيها تنتظرها. تحركت بخطوات هادئة وشعرت بيد فريدة تستوقفها، زفرت بضيق ونظرت لها بملل تردف قائلة: -
- عملتى أيه؟
- قولت الحقيقة
حدقت لبرودها وهدوءها المُستفز مُثير للغضب أحيانًا وللشك أحيانًا وسألتها مُجددًا: -
- اللى هي؟

- اللى هي أنك عاوزة تخلصي منى وممكن تكونى جبتيها فسارة من غير ما تعرفي، اللى هي أنك قررت فنفس اليوم الصبح تخلصى من مروان حتى لو هتلبسي جريمة قتل ومش اى حد ملاقتيش غير أختى بنتك، اللى هي أن مدام فريدة الهانم حطت المسدس فرأس بنتها عشان أتجوزت اللى بتحبه مش هيصعب عليها أن تقتل التانية، اللى هي أنك متجوزة ثعلب ديب وأنتى عارفة ومتأكدة أنه عايز يأذي بنتك اللى أنتى وعدته بجوازها زمان، تحب أقولك كمان ولا أقولك اللى أنا مصدقاه...

أقتربت منها أكثر بأشئمزاز وهتفت هامسة: -
- أنتِ اللى قتلتى سارة أزاى وأمتى هعرفهم وأوعدك محدش هيلف حبل المشنقة حول رقبتك الحلوة دى غيري أنا وبس.

صدمت بصفعة قوية على وجهها من والدتها لتحدق بها بذهول تام بينما تحدثها فريدة بغضب: -
- لأول مرة أعرف أنى فشلت فتربيتك ورحمة سارة يا مريم اللى معنديش أعز منها لندمك أنتِ والكلب اللى بتحاميله دا حتى لو وصلت أنى أخلع قلبكم من مكانه...

وحدقت بهذا الطفل الصغير الواقف هناك وأستكملت حديثها: -
- والأم اللى تقتل بنتها زى ما قولتى مش صعب عليها تخلص من عيل مش من بطنها
دفعتها بقوة ودلفت إلى مكتب وكيل النيابة. رمقت طفلها بخوف وذهبت نحوه بقلب مرعوب وأحتضنته بقوة، رأت عاصم يتحدث بالهاتف وهو يخرج للخارج دون أن ينتبه له آحد فذهبت خلفته بطفلها...

فتح باب سيارته وصعد مُسرعًا وقبل أن يقود رأها تصعد للسيارة بجواره فسألها بهدوء: -
- أيوة يا مدام مريم؟
- أنت رايح لمروان. أنا جاية معاك
- لا أنا مش رايح لمروان أنا ورايا شغل قد كدة في الشركة ولازم أروح
صرخت بوجهه بأغتياظ مُنفعلة: -
- أنت عارف مكان مروان وأتفضل ودينى عنده حالًا
صمت ولم يتحدث معاها فأستكملت حديثها: -
- طب أتصل بيه ولو قالك متودينيش هنزل. أتفضل كلمه أنا لازم أشوفه حالاً.

ظل صامتًا للحظة ثم أخرج هاتف آخر غير هاتفه وأجرى أتصال وهو ينزل من السيارة يتحدث بالخارج، كانت تنظر عليه من الداخل وهي تحتضن طفلها الصغير بخوف ثم أغلق الهاتف وعاد لسيارة دون أن يتفوه بكلمة واحدة وقاد بها، كان الصمت سيد المكان والهدوء يعم بالمكان حتى ذهب طفلها بنوم عميق بين ذراعيها، قطعت هذا الصمت بسؤال يدل على ما يدور برأسها: -.

- مروان مقتلش سارة أنا متأكدة من دا وبما أنك بتساعده على الهرب أكيد أنت كمان متأكد من دا صح.

- دى دردشة ولا شك
- أنا معاه وهفضل معاه لو كل الناس قالت عكس كدة هفضل معاه ومتأكدة منه.

- عمومًا مروان مقتلش وأكبر دليل عشان عقلك يرتاح مروان من صغره مبيمسكش سكينة وعنده فوبيا من الدم، حصله حادثة وهو صغير كان زى أى طفل متمرد وشقي ومرة كان بيأكل وبيلعب بالسكينة أذي أنسة مليكة ومن وقتها بتصيبه حالة من الرعشة وبتنتهى بالأغماء لما يشوف دم أو يمسك سكينة وأكيد حضرتك لحظتى أنه حتى في الأكل مبيمسكش السكينة وطبقه دائمًا مقطع وجاهز على الأكل، يعنى تخيلى واحد حتى فالأكل مبيمسكهاش هيقتل بيها ويشوف الدم عادى، اللى عمل كدة حد غريب عن مروان ومش من أهل البيت أو حد ميعرفش السر دا اللى فالغالب الهانم الكبيرة وأنسة مليكة ومدام مروة وأنسة ريما يعرفوا والدليل أن القاتل أستخدم السكينة.

- طب دا كويس يعنى دا دليل براءة.

- الشرطة والمباحث بتأخده بالأدلة وكل اللى بتكلم فيه دا مالهوش دليل غير لو عرضنا مروان على دكتور نفسي بأذن من وكيل النيابة وغير كدة مروان مبتظهرش عليه الأعراض فورًا يعنى في الغالب الكشف هيطلع سلبي ولو جازفنا وسلمنا مروان على الدليل دا ممكن القاتل اللى عامل كدة تحديدًا عشان يخلص من مروان يظهر حاجة إحنا مش عملينا حسابنا عليها لأن لازم تحطى فأعتبارك أن مفيش حد هيفكر يأذي أنسة سارة رحمها الله وأن كل دا حصل عشان مروان ويخلص منه.

أنتبه لسيارة آخرى تراقبهم فقال ساخرًا: -
- واضح أن فيه ضيف حابب يروح معانا
نظرت للخلف وقال بخوف: -
- هنعمل أيه؟ مش لازم حد يعرف مكانه وخصوصًا فريدة
- متقلقيش عامل حسابي...
قاد سيارته دون أن يلفت نظرهم بأنه أنتبه لهم وتوقف أمام عمارة سكنية وقال وهو يعطيها مفتاح شقة: -
- الشقة الدور الأول
بترت حديثه بغيظ قائلة: -
- أنت مجنون بقولك مش لازم يعرفوا مكانه جايبهم ورانا.

- أسمعنى للآخر يامدام مريم. حضرتك هتطلعى دلوقتى وأنا همشي، هتنزلى من باب المطبخ هتلاقي نفسك في الجراج وهكون مستنيكى بعربية تانية. مروان مش هنا.

- ماشي
فعلت كما أخبرها وظلت السيارة تقف أمام العمارة ويتحدثوا بالهاتف، نزلت إلى الجراچ ووجدته ينتظرها صعدت معاه وذهبوا معاً.

كان يجلس أمام وكيل النيابة وحده من ظهر عليه ألم الفراق والحزن ولم تكفي عيناه عن ذرف الدمع، فسأله معتز: -
- يعنى حضرتك كنت عارف أنها هناك؟
جفف دموعه بأنامله وأزدردت لعابه وقال بتلعثم: -
- معرفش العنوان بالتحديد. هي يومها الصبح قالت أن وراها كذا مشوار بتخلص فيهم تحضيرات الفرح وكدة.

- مقالتلكش أن هتأخد معاها حد فالغالب يعنى العرايس بمتخلص مشاوير الأفراح لوحدهم يعنى هتختار فستان أو حاجات البنات دى اكيد بيكون معاها حد.

- لا سارة متعرفش في البلد هنا كتير لأنها أنطوائية جدًا مبتكونش صداقات بسرعة
- طب تفتكر أيه اللى يخلى مروان يقتل انسة سارة؟
- مروان مقتلهاش
حدق به معتز بذهول وسأله مُستغربًا: -
- وحضرتك متأكد كدة ليه؟

- مروان يومها على الساعة 5 العصر أتصل بيا وقالى أحجزله جناح فنفس الفندق والقاعة وخطة شهر العسل لأنه هيتجوز مريم وقرر أن يعمل فرحه وفرح أخته مليكة معانا فنفس التوقيت والمكان. تفتكر حضرتك واحد بيفكر يسعد مراته ويحجز شهر عسل وقاعة وفرح وحاجات زى دى هقتل سارة ليه اللى هي أخت مراته وبنت عمته، عقلى مش قابلها بصراحة.

- فرحه هو مكنش متجوز مريم اللى أعرفه أنهم مخلفين
- أتجوزها من ورانا لأن مدام فريدة معارضة الموضوع تمامًا ولما عرفت أجبرته على الطلق ومعملوش فرح ومريم سفرت ولما رجعت معاها طفل قرار يعمل فرح على حسب اللى أعرف أن مريم طلبت منه دا.

- هي مدام فريدة فيه خلاف بينها وبين مروان لدرجتى؟ أيه طبيعة الخلاف دا
- من ناحية مدام فريدة بس، ومروان مبيفكرش فحاجة زى كدة يعنى مش خلاف متبادل
- تفسر أيه وجود المجنى عليها والقاتل فشقة واحدة؟
حدقه سليم بصدمة وقال غاضبًا: -.

- ايه اللى أنت بتفكر فيه دا مروان عاش خمس سنين ومراته اللى هي نسخة من سارة بعيد عنه ومفكرش أنه يقعد مع سارة على سفرة واحدة عشان يعوض المفقود جوه، وسارة مكنتش بتتعرف عليا عشان تقرب من حد تانى وراعى كلامك لأنك بتحول القضية لمسار عكسى.

توقفت السيارة فمكان أقل ما يقال عنه خرابة حالة من الفوضي والهدوء التام. أمام منزل من الطين حول أرض زراعية كبيرة وأمامه فرن للخبيز من الطين، كانت تنظر حولها بصدمة مُشمئزة من المكان، أردفت بأشئمزاز: -
- مروان قاعد هنا
وضع إياس على أحد أريكة خشبية وهو نائم وقال: -
- لما تخلصوا كلامكم رنلى وهجى.

حدثه بهدوء فأستدارت له ووجدته يقف هناك على باب المنزل وأخيرًا عرفت دموعها سبيل الهرب من جفنيها، كان يقف صامتًا يحدق بها لا يعلم ماذا يدور برأسها وهل تراه قاتل أختها وعلم الخوف طريقه إليها وتخشاه أم إلى ماذا يوسوس له شيطانها لكن سرعًا ما أعطته الجواب حين ركضت نحوه باكية كطفلة وتخلصت من قناع النضوج والقوة حتى أصطدمت بجسده تتشبث به بكلا ذراعيها تحيط خصره وتلوث ملابسه بدموعها مُتمتمة: -.

- مروان أنا خايفة. ماما بتهددنى بقتل ابنى وأنت هنا الناس كلها بدور عليك برا وإياس عنده تشوه في القلب وممكن يموت منى وسارة مشيت وسابتنى. وأنا لوحدى هنا هموت من الرعب والخوف مش عاوزة بكرة يجى لأخسر حاجة أكبر. حاسة أن قلبي أنا اللى هموت من كتر الصدمات والتعب. أمى وأختى وحبيبي وابنى هو ربنا مبيحبنيش لدرجتى لدرجة أنه يأخد منى كل حاجة، هو أنا وحشة أوى كدة.

كانت تنهار شيء فشيئًا بين ذراعيها حيث جسدها ينتفض من الضعف وصوت بكاءها يزداد ويعلو ودموعها لا تتوقف وشهقاتها كالسكاكين تطعن فقلبه وهو عاجزًا لا يعرف ماذا يفعل حتى أخبرته بمرض طفله فأبعدها عنه بصدمة لتري ملامحها لم تختلف عن ملامحه حين رأي حثة أختها أمامه ضعيفة ومُهزومة يكاد يغمى عليها من كثرة الهموم والوجع، كان وجهها يشتعل من شدة الأحمرار والدموع تسير في طريقها على وجنتيها ونظرة عيناها تجعله يتمنى أن يرى والدتها الآن ليقتلها حقًا على ما تسببت فيه من أذي لمحبوبته.

سألها بصدمة؟
- إياس ماله؟
أجابته باكية وهي ترتعش بين ذراعيه: -
- مش عارفة الدكتور قالى عنده تشوه في القلب ومش عارفة أعمل أيه وفريدة عاوزة تموته، مروان أنا مش عارفة أعمل أيه ولا أحميه ازاى وأطلعك من اللى أنت فيه دا أزاى، مش عارفة حاجة.

ضمها إلى صدره بحيرة يطمنها وهو يحتاج من يطمئنه، أخبر عاصم بأن يعود غدًا ليأخذها وأنها ستبقي معاه اليوم.
ولجت إلى الداخل لتجد فراش بأحد الزوايا وبالركن الآخر بوتاجاز صغير وبجواره بعض أكياس الطعام ومقعد خشبى فأغمضت عيناها بضيق وقالت: -
- مروان أنت عايش هنا
- مفيش مكان غيره، الأرض بأسم أخت عاصم وأخدناها بالورث محدش هيفكر فيها
أستدارت له بفضول وقالت: -
- أيه اللى وداك هناك يامروان
- سارة
- نعم.

وقف أمام الشرفة مُستديرًا وتطلع بالأمام والزرع وهو يروى لها ما حدث.

فلاش باك.

خرج من شركته مساءًا وصعد إلى سيارته وأثناء قيادته مُتجهًا إلى القصر جاءه أتصال منها، حدق بالهاتف بأستغراب لأول مرة تحدثه وأجاب عليها: -
- ألو. أيوة يا سارة
- مروان أنا محتاجة مساعدتك ممكن تجيلى
كانت تزيد بحديثها أستغرابه ونبرة صوتها المرتجفة فأجابها بحسن نية: -
- حاضر أجيلك، أنتِ فين؟
- هبعتلك اللوكيشن دلوقتى ومتقولش لحد أنك جاي لأنى الموضوع حساس شوية
- ماشي.

قالها بحيرة وأغلق الخط معاها ثم غير طريقه حتى وصل أمام العمارة، ترجل من السيارة وأغلقها ثم دلف إلى الداخل مُتجهًا إلى المصعد وقبل أن يغلق الباب دلف رجلين معاً فتنحى جانبًا لهما، كان مشغولًا بهاتفه ولم يشعر بشيء سوى نغزة مفاجأة برقبته وسقط بين ذراعيهما فاقدًا للوعى...

صاحت بوجهه قائلة: -
- أنت مجنون وهربت ليه كان أقل تحليل هيطلعك براءة من التهمة دى وهنثبت أنك معملتش حاجة وأنك كنت متخدر.

- لما هربت من الشقة مكنتش فوعي لما فوقت لاقيتنى هنا وعاصم قال أن مر يومين
تنحنحت بهدوء وقال بأسف: -
- عشان الدم
حدق بها بذهول فأقتربت نحوه بخطواته هادئة ووضع كفها على وجنته اليسري تلمس لحيته الصغيرة وقالت بنبرة ناعمة: -
- أطمن يا مروان أنا معاك. وطول ما أنا معاك عاوزك تطمن
- مريم أنا مقتلتش، ويوم لما أعملها مش هتكون أختك صدقينى وحياة مريم وإياس عندى ما عملت.

أبتسمت له أبتسامة حزينة وقالت بصدق: -
- أنا عارفة دا وقولته لوكيل النيابة وهقوله لدنيا كلها
دق باب المنزل فنظرت له، رمقها بدهشة وسألها: -
- أنتوا حد شافكم وأنتوا جايين
- لا ممكن يكون عاصم
- مانا لسه مكلمه قدامك وقولتله متجيش
فتح باب المنزل بتردد وصدم حين وجدتها تقف أمام الباب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة