رواية دماء العشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع عشر
كانت عيناها مليئة بالدموع التي أرهقت روحها قبل عيناها
عاصي بحزن و اسف:
عارف اني حتى لو اتأسفت ليكي لحد ما اموت مش هتسامحني و دا حقك يا حور
كانت صامته تنظر حديثه بحزن بالغ فهي لا تستطيع أن تسامحه و لكنه حتى لم يطلب ذلك فهو قرر الرحيل
و شكرا لوجودك جنبي في المستشفي و انا زي ما قولتلك هنفذلك طلبك.
لم تقوى على منع دموعها، وضع يداه على وجنتها و مسح دموعها برفق و قبل عيناها و تنهد قائلا عارف انك قوية و هتقدري تتخطى كل دا و تبدئي من الاول، و كل حاجه هتفضل بتاعتك
ابعدت يده عنها و قالت:
مش عايزة حاجه غير أنك تطلقني
صمت عاصي فهو لا يريد تحريرها و يشعر و كأن تلك الكلمة سوف تسلب روحه فور نطقها و كأنها خنجر مسموم و لكنه لا يستطيع أجبارها على العيش معه بعد ما حدث فهو لا يستطيع مسامحة نفسه كيف هي ستسامحه.
انتي طالق
نظرت له حور و تساقطت دموعها بغزارة و قالت:
بكرهك و اوعدك اني همسحك من حياتي نهائي
اتمنى انك تعملي دا، سلام يا حور
ذهب عاصي خارجا من المنزل و كانت هي تراقبه بعيون باكية و انهارت بشده
نزلت حبيبة إليها عندما استمعت إلى صوتها و شهقاتها
جثت حبيبه أمامها و قالت:
حور؟
بكت حور و قالت بنحيب:
خلاص عاصي مشي يا حبيبه و للأبد
رتبت حبيبه عليها و قالت:
مش انتي اللي طلبتي دا يا حور...
بعد مرور اربع شهور
دخل وليد إلى غرفتها و قال:
أمنية انزلي عشان تأكلي
أمنية بغضب:
مش عايزة و بعدين ملكش صالح بيا
#فلاش باك
منذ شهر مضى، كانت أمنية انتقلت الى العيش في منزل والدها بناءا على رغبة شقيقها و كانت تشعر بالضيق و الملل فهي جالسة بالمنزل لا تفعل شي سوى تلقى المواعظ و الحكم من زوجة ابيها
دلف شبل إليها و قال:
انتي هتفضلي اكدة؟ بقالك تلت شهور هنا و متغيرتش.
مرتاح لما خدت مكان اخوك يا شبل، بجد انا مصدومة فيك
ابوكي قرر يجوزك وليد و قال إن الفرح كمان اسبوعين
أمنية بصدمة:
و انت موافق على الكلام دا؟ عايز ترميني
دا ابن عمك و بعدين مفهاش حاجه انا هتجوز تقي و انتي وليد
أمنية بتساؤل:
و انت بتحب تقي
لا بس اللي حبتها اتخيلت عني
و عاد بذكريات عندما ذهب إلى حور و تلقي منها معامله سيئة
استقبلته حور بوجوم عرفت انك جيت من ساعه الحادثة اللي عملها عاصي
تنحنح شبل و قال:.
صدفة، عرفت انه طلقك من يومين و ساب البلد
اها، خير؟
حور انا لسه بحبك و عايزك
نظرت حور له بسخرية:
و عشان كدا قررت تموت عاصي في حادثة صح، عشان تاخد مراته و كل حاجه لي
شبل بضيق:
ايوه و هو خدك مني زمان يا حور و لا انتي ناسية
تنهدت حور و قالت:
انت خدت كل حاجه بتاعته مكانه في المصنع و وقفتك مع ابوك و قعدتك في البيت بس انا الحاجة الوحيدة اللي هتفضل ملك لي و عمري ما هبقي ليك.
نظر لها شبل و رمقها بنظراته المشتعلة و قال:
حور انا عملت كل دا عشانك
عشان نفسك، انت حتى لو مشيت مسالتش في أمك و اختك لحد ما الست المسكينة ماتت و اختك كانت هتتجوز غصبن عنها و اللي مشها عاصي، تعرف ان ديما كنت بشوف عاصي وحش و انت الملاك بس للأسف طلعت غلطانه، انت جواك اسود اوي يا شبل و سوادك دا هيدمرك انت اول واحد
قام شبل من مجلسه و قال:
بكيفك يا دكتورة...
آفاق من شروده على صوت أمنية و قال:.
الكلام انتهى يا بت ابويا
انهارت أمنية باكية فهي لم تجد أحد يساعدها و حتى شقيقها التي رأته ساندا لها قرر بيعها...
#باك
جلس وليد بجوارها على الكنبة و قال:
بصي يا أمنية عارف انك مغصوبة عليا و انا نفس الكلام والله بس اللي بيرفض حاجه بتبقى النتيجة زي عاصي كدا
عاصي هو الوحيد اللي اختار صح
تنهد وليد و قال باستياء:.
و لا أنا و لا بلال و حتى انتي عندنا القدرة اننا نعمل كدا، احنا متجوزين بقالنا اسبوعين و انتي على طول قالبة وشك عليا طب قوليلي انا ذنبي ايه؟
نظرت أمنية إليه و كأنها اول مرة تراه بها و قالت:
ذنبك انك وافقت
اخوكي ربنا ينتقم منه بس انا قررت اطفش برضو
أمنية بتعجب:
و هتسيب أمك و ابوك و اختك؟
وليد بسئم:
أبويا كل اللي همه انه ياخد اللي جاي و شبل عايز يسيطر على كل حاجه
و انت لو مشيت هتروح فين؟
أي حته بس نفسي اخد الخطوة دي لأني وقتها هبقي خرجت من العيلة
طب و انا؟
الاختيار هيكون ليكي لأنها وقتها مفيش حاجه هتجبرك
أمنية بدهشة:
اممم، هو بلال فين؟
في شغله كل يوم في بلد ابن المحظوظة بس هيرجع كمان يومين انتي عارفه القواعد الصارمة بقا
ابتسمت أمنية و قالت:
طب انزل بقا عشان تأكل
بصراحة العيلة تسد النفس هاكل لوحدي
و انا برضو.
ذهب بلال لرؤيته فهو كان لديه عمل بأثينا و كانت فرصة لكي يراه بعد غياب اربع شهور
ذهب إلى الشركة و دلف إلى مكتبه بعد أن اوصلته السكرتيرة
ابتسم عاصي و قال:
اهلا يا كابتن
اتجه بلال إليه و عناقه و قال:
اخيرا اتقابلنا، صحيح انت لاقيت الشغل دا ازاي؟
اقعد بس يا بلال و قول الله أكبر
ابتسم بلال و قال:
مش هحسدك يا عم بس باين علي بدلتك و ساعتك و مكتبك
اولا الشركة دي بتاعتي
بلال بتعجب:
ازاي انت سيبت كل حاجه لابوك؟
نظر له عاصي و قال:
ايوه بس انا ما ساعة ما اتخرجت و انا شاغل مع ابوك و كنت بعمل استثمارات لحسابي و بشارك في مشاريع، لاني ديما كان عندي احساس اني هسيب كل حاجه تخص ابوك و قبل ما اجي هنا جمعت كل فلوسي اللي كانت في مصر و البلاد التانيه و عملت مشروع هنا
و اشمعنا هنا؟
من المشاريع دي كانت قرية سياحية هنا و كنت مساهم فيها و طبعا شرحت كل حاجه لتاليا و دي صاحبة القرية السياحية و اقترحت عليا فكرة الشركة و بصراحة عجبتني جدا، هي شريكتي بنسبة 40٪ و دلوقتي شاغلين على منتجع سياحي
بلال باندهاش:
طول عمري بقول انك عليك دماغ توزن بلد عشان كدا ابويا مكنش بيحب يفرط فيك
تنهد عاصي و قال:
انا نازل مصر بعد بكرا و انت؟
نفس الكلام، خلصانة هتسفح هنا
عاصي بجدية:.
انت مش عايز تعقل خالص و بعدين فسح ايه؟
اخوك و جي يزورك
احجزلي الرحلة اللي انت طالع بيها و تاليا معايا
انت نازل مصر ليه؟
عندي صفقة عايز اخلصها و كمان فرح حفيدة عميل مهم عندنا و عزمنا فالازم نروح
الله الله صفقات و أفراح
اتهد يا بلال و هبعت معاك السواق عشان يروحك على البيت.
رجعت حور من عملها منهكة و جلست على الاريكه
وضعت حبيبة كوب من العصير على الطاولة و قالت:
اختي الحلوة؟
عايزة ايه؟
ميار فرحها بعد بكرا و انا عايز اشتري فستان
ابتسمت حور و قالت:
قولتلك الفلوس في الدولاب خدي اللي انتي عايزها
لا مش عايزة فلوس عايزكي تيجي معايا نختار واحد ليا و واحد ليكي عشان تيجي معايا
لا يا حبيبتي مش هينفع عندي شغل كتير
يا حور انتي وقتك كله في الشغل افصلي شوية و شوفي ناس جديدة لو سمحتي...
ذهبت حور معها بعد إصرار دام ليومين و قررت بالنهاية الاستجابة إلى طلبها
جلست حور على طاولة متترفه و تركتها حبيبة لكي تذهب إلى صديقتها، كانت حور تبعث بهاتفها و تراقب ما حولها من حين لآخر و في ذلك الحين رفعت نظرها لتسقط عيناها على باب القاعة و تراه يدلف و معه أخرى، لا تصدق عيناها و شعرت بأنه تتوهم و لكنها بالتأكيد لم تجفل عنه، تجمعت الدموع بعيناها فهو قد نساها بسهولة و اكنها لم تكن في حياته...