قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثالث عشر

اتفق كلاً من يوسف الكيلاني مع حسين الدمنهوري وهما جالسان في مكتب يوسف الكيلاني على أن تعطي جانا ردها النهائي حول موضوع الخطبة في نهاية الاسبوع، وذلك حتى تتحسن صحتها،
-يوسف وهو يربت على كتفه: متقولش كده يا حسين دي جانا في غلاوة عز ابني
-حسين: ربنا يباركلك فيه يا جوو، والله انا هاكون مطمن لما عز يتجوز جانا، هو هيخلي باله منها ويحطها في عينيه، ده اللي عملوه معاها لحد الوقتي مخليني طايربيه!

-يوسف: ربنا يجمعهم على خير يا رب، على معادنا ان شاء الله، هنستنى موافقة العروسة يا سحس
-حسين: طبعا طبعا يا جوو، هي بس تفوق من اللي حصلها وهتسمع اخبار حلوة ان شاء الله
-يوسف: ياااا رب يا كريم
دلفت دينا إلى داخل غرفة جانا لكي تطمئن على أحوالها، خاصة بعد أن علمت ما حدث لها ومرت به من والدتها...
-دينا وهي تجلس إلى جوارها: ايه اخبارك الوقتي يا جوجو؟
-جانا باقتضاب: كويسة.

-دينا: مامي قالت انك اغمى عليك وعز انقذك
-جانا بعدم اكتراث: اها...
ظلت جانا تعبث بهاتفها المحمول، فحاولت دينا أن تثنيها عما تفعل وتعرف منها بالتفصيل كل ما دار في غيابها، فدينا من عشاق التفاصيل، خاصة ما يخص عز الدين ( فتى الأحلام )...
-دينا: يا بنتي سيبي اللي في ايدك ده واحكيلي كل اللي حصل بالتفصيل
-جانا وهي تلقي بهاتفها: يوووه يا دينا، مش عاوزة احكي حاجة.

-دينا: طب خلاص، فكي كده وروقي، ايه رأيك نغير جو؟
-جانا: no
-دينا وهو تمسك بذراعها: لأ بليز يا جوجو، يالا بقى متبقيش غلسة
-جانا وهي تزيح يدها: انا عاوزة أقعد لوحدي يا دينا
-دينا وهي تعتدل في جلستها: لأ ماهو أنا مش هسيبك، يا تخرجي معايا، يا هزهقك
-جانا وهي تنظر إليها: طب هنروح فين؟
-دينا: عيد ميلاد حلا، بيقولوا حتعمل party جامد فحت
-جانا وهي تزم شفتيها: البت دي باردة وانا مش بطيقها أصلا.

-دينا: انتي مالك بيها، احنا هنروح نغير جو و have some fun، ها وافقي بقى يا جوجو!
ظلت دينا تتوسل إلى جانا من أجل أن توافق على حضور حفل عيد ميلاد تلك الفتاة حلا، كانت جانا معترضة في البداية، ولكن بعد الالحاح والاصرار الشديدين منها، رضخت جانا لطلبها و...
-جانا بعد الحاح: اوك، عشان خاطرك بس
-دينا وهي تحتضن جانا: حبي يا جوجووو، لاف يووو كتيرررر
في النادي.

جلس أصدقاء عز الدين على إحدى الطاولات يتناقشون حول...
-حازم: ها يا جماعة اتفقتوا على ايه؟
-لوجي: I am in
-حازم: وانتي يا دارين؟
-دارين بعدم اهتمام: لسه مش عارفة
-حازم: مممم، مش عارفة ولا مستنية تعرفي رد عز
-دارين: so what؟
في نفس الوقت جاء ياسين بصحبة عز وهما يتحدثان سوياً، فلمح كلاهما باقي الأصدقاء جالسين على بعد، فقرروا أن ينضموا لهم و..
-ياسين مبتسماً وهو يسحب أحد المقاعد: بتتفقوا على مين كده؟

-حازم: ههههههه لأ احنا بنظبط هنروح حفلة حلا ولا لأ
-ياسين وهو ينظر لعز: ايه رأيك يا عز؟
-عز وهو يجلس: ماليش مزاج
أمالت دارين بجسدها قليلاً ناحية عز الدين، ثم استندت بكف يدها على كتف عز و...
-دارين بلهفة وبنبرة تحمل الدلال: ليه يا عز، تعالى نغير المود اللي احنا فيه، ونعمل حاجة جديدة..
-عز بنرفزة وهو يزيح يدها: يووووه، قولتلك ماليش مزاج، حلي عن نافوخي يا جانا!
-دارين بدهشة: جانا؟ مين جانا دي يا عز؟

أصيب عز الدين بالتوتر والاضطراب حينما لفظ اسم جانا بدلاً من دارين، لم يتوقع أن تشغل جانا تفكيره حتى وهو يحاول جاهداً ألا يتذكرها، بينما ظلت دارين تنظر إليها بنظرات حادة ومحتقنة و...
-عز بتوتر: آآآآ، قصدي دارين
-دارين في نفسها: هي الحكاية فيها جانا، بقى كده يا عز!

حاولت دارين أن تتحامل على نفسها، وأن تخفي تلك النظرات الحانقة التي ارتسمت على وجهها، ثم ارتدت قناع الدلال ورسمت ابتسامة عريضة على شفتيها، و..
-دارين بدلال وصوت ناعم: اهدى يا زيزووو، انا بس شيفاك مضايق وعاوزاك تغير جو، هاقولت ايه
-ياسين مشجعاً: يالا يا عم الزوز، فكك بقى، وتعالى نشهيص شوية
-حازم: الشلة كلها رايحة مش ناقص إلا انت
-دارين بدلال أكثر، وهي تستند على ذراعه: بليز عز، بلييييييز.

-ياسين مبتسماً: خلاص احنا هنيجي معاكو، دايس يا برنس، ولا هتكسف صاحبك الانتيخ ياعز هههههههههههه
-عز مستسلما: ماشي هدوس معاكو في الليلة دي
تنفست دارين الصعداء بعد موافقة عز الدين، فهي سوف تستغل تلك الحفلة لتتقرب اكثر منه...

في منزل حسين الدمنهوري
استعدت الفتاتين للذهاب للحفلة، ارتدت دينا فستانها الارجواني وتأنقت فبدت كأميرة صغيرة، بينما ارتدت جانا فستاناً أزرق اللون فبدت فيه رائعة الجمال
-سهير وهي تودع الفتاتين: بسم الله ما شاء الله زي القمر يا بنات، الله يحميكو ويكفيكو شر العين...
-دينا مبتسمة: ثانكس مامي
-جانا: ثانكس أنطي
-حسين متعجباً: على فين يا بنات؟
-دينا: احنا معزومين على حفلة عيد ميلاد حلا المنياوي يا دادي.

-حسين: اهااا، حلا المنياوي بنت جلال المنياوي؟
-دينا وهي توميء بالايجاب: ييس دادي
-حسين متسائلاً: طيب مين هيوصلكوا، وهترجعوا امتى؟
-دينا: سلمى صاحبتنا هتعدي علينا توصلنا، وقبل ما هنروّح هنكلمك يا دادي
-حسين: لأ مينفعش تتأخروا بره، ع الساعة 10 بالكتير هكون عندكو، و محدش فيكو يمشي من الحفلة إلا لما اجي مفهوم؟
-دينا: بس يا دادي 10 بدري اوي، ده الحفلة مش هتكون بدأت.

-حسين بنبرة عالية قليلاً: يعني عاوزة ترجعي نص الليل يا دينا؟ عايزة الناس تقول بنات الدمنهوري راجعين الفجر لوحدهم؟
-دينا: بس يا دادي...
-حسين وهو يشير بيده محذراً: مافيش مناقشة، هي كلمة أو بناقص منها الخروجة دي!
-جانا: اوك يا أنكل، يالا دينا نقعد احسن
-دينا بضيق: يوووه، انتي ما بتصدقي يا جانا، خلاص يا دادي deal..

ثم رن هاتف دينا، فأخرجته من حقيبة يدها الصغيرة ونظرت في شاشته ورغم أنها لم تجب المكالمة إلا انها...
-دينا وهي ممسكة بالهاتف: يالا يا جوجو، سلمى واقفة تحت، let s go
-جانا: اوك، let s go، باي
دلفت الفتاتين خارج المنزل، ثم ركبتا سيارة صديقتهما وانطلقن جميعاً إلى فيلا جلال المنياوي حيث الحفلة المقامة هناك بمناسبة عيد ميلاد حلا...

في فيلا المنياوي
كانت الحفلة مبهجة بكل ما في الكلمة من معنى، زين المكان بأفخم وأغلى الديكورات التي أشرف عليها المتخصصون، وبالفعل نجحوا في خطف الأنظار، حضر الكثيرون إلى تلك الحفلة للاستمتاع بجو العيد الميلاد الذي كان بمثابة مهرجان خاص بالأثرياء..

دلفت كلاً من جانا ودينا إلى داخل الفيلا، ثم توجهت كلتاهما نحو مكان الحفل، انبهرت دينا بالديكورات وانعكس هذا على وجهها وطريقتها في الحديث، بينما ظلت جانا تنظر للمكان دون أي تغير في ملامحها..
-دينا بنظرات منبهرة: واو، الحفلة تحفففة اوي يا جانا، بجد كنت هزعل لو محضرناش
-جانا بعدم اكتراث: عادي يعني
-دينا وهي تلكزها برقة في ذراعها: فكي بقى، شايفة حلا اهي هناك أهي، بصي ع ال dress بتاعها عامل ازاي؟

-جانا بقرف: ماله يعني بينور في الضلمة، كفاية أوفرة يا دينا
-دينا وهي تجذبها من ذراعها: طب يالا نسلم عليها ونديها الهدايا بالمرة.

بدأت الفتاتين بالتحرك تجاه حلا، كانت جانا تدور ببصرها بدون اكتراث لتنظر إلى الأشخاص الحاضرين، وفجأة لمحت جانا عز يقف مع بعض الأشخاص وتحديداً حوله العديد من الفتيات يتمايلن باعجاب نحوه وهو في قمة غروره معهن، وفي نفس الوقت يهنئون حلا بعيد ميلادها، صدمت جانا حينما رأته، نظرت إليه بأعين مشدوهة متفاجئة، فقد كان هذا أخر مكان تتوقع أن تلقاه فيه،
-جانا وهي تنظر إليه: يخربيتك، انت موجود هنا كمان.

تعجبت دينا من سباب جانا المفاجيء، فنظرت إليها متسائلة عما حدث و...
-دينا: في ايه يا جوجو؟
-جانا وهي تشير برأسها: بصي كده، شايفة اللي أنا شايفاه؟
-دينا: اشوف ايه؟
نظرت دينا إلى حيث أشارت جانا برأسها، وبالفعل وجدت عز الدين يقف وتتجمع حولها الكثير من الحسناوات و...
-دينا بنظرات والهة: الله، مش ده عز؟
-جانا بغيظ: اه هو بغباوته.

-دينا وهي تسحب جانا من يدها غامزة لها: طب يالا بسرعة نسلم على حلا و عليه بالمرة، شوفي كل البنات دول حواليه
-جانا وهي تقومها: ouch، حاسبي ايدي يا دينا، ملهوفة كده ليه، هنجيب الديب من ديله ياخي!
-دينا: سوري جوجو مخدتش بالي
أسرعت دينا في خطاها وهي تسحب جانا من يدها وتوجهت كلتاهما ناحية حلا أو تحديداً عز الدين..

في نفس الوقت لمح عز الدين جانا وهي قادمة لتهنيء حلا بعيد ميلادها، فتحرك بهدوء ليتخلص من الفتيات المحيطات به، فوقف بجوارها، ثم نظر إليها نظرات تحمل من السخرية والتهكم ما أزعجها و، و..
-عز بسخرية: ايه اللي عملاه في نفسك ده يا صندوق؟
-جانا بعصبية: افندم؟
-عز وهو يشير بيده: ايه ده؟
-جانا بكل ثقة: أنا fashion Icon.

تعالت ضحكات عز الدين الساخرة من جانا، مما أثار حنقها أكثر، ثم تعمد أن يزيد من سخريته منها و...
-عز وهو يضحك بشدة: ههههههههههههه لأ قولي بلوظة أيقون، بكابورت ايقون، وايه الموظبليه اللي عملاه في شعرك ده؟!
-جانا بغل: نعم؟
-عز بنبرة باردة: ايه انطرشتي؟
-جانا وهي تشير بيدها في وجهه: اتلم يابا، ولا حابب تاخد بالكف تاني؟

لم يتحمل عز الدين عبارة جانا الأخيرة، حيث نظر إليها بنظرات قاسية مرعبة، بثت في نفس جانا الرعب، ولكنها لم تتحرك من مكانها، بادلته نظرات التحدي، فما كان منه إلا أنه أمسكها من معصمها، وأحكم قبضته بشدة عليها، كانت جانا تحاول أن تتحرر من قبضته، ولكنه لم يفلتها، بل ضغط اكثر على معصمها، ثم سحبها خلفه وانطلق بعيداً عن الحضور و...
-عز ممسكاً بيد جانا وساحباً اياها: كلامنا مش هنا.

-جانا وهي تقاومه: سيب ايدي بدل ما أصوت وألم عليك الناس
كات دارين تلاحظ ما يحدث و وجود حديث دائر بين عز الدين وأحد الفتيات، فحاولت أن تتابع عن قرب ما يدور، وتعرف اكثر عن تلك الفتاة التي جذبها عز الدين معه وابتعد بها عن الأخرين...
سحب عز الدين جانا إلى جوار طاولة الطعام، ثم ترك ذراعها بعنف بعد أن أرخى قبضته عنها..

أمسكت جانا بمعصمها، وظلت تفرك فيه محاولة تهدئة الآلم الذي تسببت فيه قبضة عز على معصمها، ورغم تآلمها إلا أنها حاولت ان تبدو أمامه قوية قادرة على تحمل سخافاته معها...
أخذ عز الدين نفساً عميقاً ثم بدأ بالحديث بنبرة شبه حادة و...
-عز وقد ترك ذراعها: الله يهدك يا شيخة، انتي كل يوم بتخلي رغبتي في اني أدفنك مطرح ما انتي وافقة تزيد
-جانا بقرف: لخص عاوز ايه؟
-عز بنبرة واثقة: ها هتحليها ودي؟ ولا، أدي؟

-جانا بعدم فهم: قصدك ايه؟
-عز بخفة: نلعب بالية
-جانا باستهزاء: لأ اعمل امبالية
ونظر عز الدين إلى الطاولة الواقف بجوارها، ثم مد يده ليمسك بصحن موضوع فيه قطعاً من الجاتوه..
وفجأة قام عز بالقاء صحن الجاتوه في وجه جانا،
-عز وهو يلقي به في وجهها: يبقى أعمل أمبالية، خليها معجنة بقى...!
تفاجئت جانا بما فعله عز الدين معها، فقد استطاع أن يثير غضبها على حق، ونجح في اشعال بركان الغضب بها..

لم تنطق جانا من هول الصدمة، ولكنها أمسكت بصحن أخر، وحاولت القائه في وجه عز، ولكنه انحنى بكل مهارة وخفة ليصبح مصير الصحن وجه حلا ( صاحبة الحفل )...
شاهد ياسين ما فعله عز صديقه، فأدرك على الفور أن نفير الحرب قد انطلق و...
-ياسين: مبدهاش بقى، كرسي في الكلوووووب
وبدأ التراشق بالصحون التي تحوي الجاتوه، وتحول عيد الميلاد إلى ساحة حرب.

ركضت جانا خلف عز الدين في محاولة للامساك به والانتقام منه وقذفه بأحد الصحون، ولكنه كان بارعاً في الافلات منها...
-جانا وهي تركض خلف عز: ورحمة أبويا مهسيبك
-عز وهو يضحك: هههههههههههههههه دوقي شوية من اللي بتعمليه فيا
وبالفعل استطاع عز أن يفلت من اصابات جانا المباشرة والغير مباشرة وينجو ببدنه، بينما نالت حلا نصيب الأسد من أطباق الجاتوه...

اغتاظت حلا مما آلت إليه الأمور في حفلتها المبهجة، فقد تحول كل شيء إلى ركام
-حلا بغيظ: OMG، ايه اللي عملتوه ده، بوظتولي البارتي بتاعي
-أحد الحضور وهو يقذفها بالجاتوه: دي أحلى بارتي اتعملت من سنين
-شخص أخر: نشنت ونشانك رشق، مية مية يا معلم!
حاولت دينا أن تبحث عن جانا بين الحاضرين، ولكنها كانت لا تبدو ظاهرة للعيان، وفي نفس الوقت تحاول تفادي الصدمات والصحون الطائرة...

-دينا وهي تحاول العثور على جانا: ياااااي، ايه ده، انا قولت جانا مش هتعديها ع خير، اووووبس
وفجأة تعثرت دينا في خطاها، ثم سقطت فوق ياسين الذي كان جالساً القرفصاء خلف طاولة ما وهو ممسكاً بصحن في يده يتناول الجاتوه في هدوء...
-دينا: آآآآه
اعتدلت دينا في جلستها، وحاولت أن تنهض عن مكانها، ولكنها وجدت هذا الشخص غير مبالياً لها و...
-دينا وهي تعتدل: hey you، انت مش تخلي بالك؟

-ياسين وهو يتناول الجاتوه: سوري يا أنسة، بس انتي اللي جاية عليا مش أنا، اتفضلي معايا
مد ياسين بالصحن الذي في يده في اتجاه دينا، فتعجبت دينا أكثر مما يفعل و...
-دينا مندهشة: بدل ما تقولي، انتي كويسة، بتقولي أتفضلي كلي!
-ياسين: اعملك ايه يعني، وع العموم يا ستي متزعليش، انتي كويسة؟ طب اتفضلي معايا؟ كده تمام؟
-دينا وهي تبتسم: اه تمام.

في نفس الوقت تقريباً وصل حسين الدمنهوري إلى فيلا حلا المنياوي، ووجد الفوضى العارمة تسود المكان، اكتست ملامح وجهه بالدهشة، بدأ يتأمل المكان من حوله، ويحاول أن يبحث بعينيه عن ابنتيه و، ،
-حسين متعجباً: ياساتر يا رب، ايه اللي بيحصل هنا؟
لمح عز الدين المهندس حسين وهو يجوب المكان بحثاً عن احد ما، لذا نادى عليه و...
-عز وقد لمح حسين فنادى عليه: عمو حسين، يا عمي، أنا هناااااا.

استمع حسين لصوت شخص ما يناديه من الخلف، فأدار رأسه ورأى عز الدين وهو يشير بيده إليه ويتوجه ناحيته، فتوجه هو الأخرى إليه و...
-حسين متوجها لعز: ايه اللي بيحصل ده، في ايه هنا؟
-عز مدعياً البراءة: مش عارف يا عمي، انا لسه واصل حالاً!
نجح عز الدين في رسم قناع البراءة على وجهه، ثم بدأ في مجاراة حسين و...
-حسين وهو يضع يده على كتفه: طب معلش يا بني، دور معايا ع البنات في وسط الهالومة دي.

-عز بخباثة في نفسه: انت جيت في جمل يا حاج
لاحظ حسين شرود عز الدين بعد طلبه الأخير، فقرر أن يحثه أكثر على معاونته و...
-حسين: ها يابني، معلش انا بتقل عليك، بس أنا معرفش حد تاني غيرك هنا، اومال فين أهل البيت ده؟
لمح عز الدين احد الصحون الطائرة وهي تقذف في اتجاههما، فأسرع بوضع يده على ظهر المهندس حسين، ثم جعله ينحني بظهره للأسفل ليتفادى ذاك الصحن و...

-عز بنبرة جادة: مش عارف والله، ده اسمه تسيب ومسخرة يا عمي. حاااااسب الطبق...
-حسين: اه والله مسخرة فعلا، بسرعة بس يا بني الله يكرمك، هاتلي البنات من جوه.
-عز: حاضر يا عمي، حضرتك استنى بره في العربية وانا هجيبهم واجيلك، حاسب يا عمي حااااااسب الطبق الطاير...!
وبالفعل قرر حسين الدمنهوري أن ينتظر ابنتيه في سيارته ريثما يحضرهما عز الدين إليه من داخل الفيلا...

دلف عز الدين مرة أخرى لداخل فيلا حلا المنياوي، وتحديداً حيث المعركة المندلعة في الداخل، ولكن هذه المرة ليبحث عن جانا بأوامر مباشرة من عمها
بعد دقائق قليلة خرجت دينا بصحبة ياسين وهما يتبادلان الحديث الخفيف، فنظرت إلى جوارها وهي تضحك لتجد والدها يقف مستنداً على سيارته، فتركض ناحيته و...
-دينا ببراءة: دادي، دادي، انت جيت، شوفت اللي حصل
رأى حسين شخصاً ما يقف إلى جوار ابنته، فنظر إليه شظراً و...

-حسين بضيق: أه شوفت، مين الأخ؟
-ياسين بابتسامة مصطنعة: مساء الخير يا فندم، حضرتك أنا المهندس ياسين رأفت
-حسين بقرف: أها؟ وبتعمل ايه مع بنتي؟
-ياسين بصوت هاديء: ولا حاجة يا فندم، انا كنت بحاول اخرجها بره المعركة اللي بتحصل جوه، اما حتت دين...
لم يرد حسين أن يزيد من حديثه مع ذاك الشخص لذا قاطعه و...
-حسين مقاطعاً كلام ياسين: انا متشكر ع اللي عملته.

ثم أمسك حسين بذراع ابنته دينا وفتح لها باب السيارة ودفعها لتركب في المقعد الأمامي لسيارته، ونظر إليها بتوعد و...
-حسين بغضب واضح: حسابنا في البيت يا دينا مش هنا، وشكرايااااااا، قولتلي اسمك ايه؟
-ياسين بتردد: آآآآ، رأفت، قصدي ياسين رأفت
-حسين باقتضاب: شكراً، مع السلامة!
شعر ياسين بالحرج من عبارة المهندس حسين الأخيرة، فما كان منه إلا أن ينصرف.

ظل وجه حسين يعلوه الغضب والحنق، بينما جلست دينا في السيارة تعض على أناملها من القلق والخوف مما قد يحدث لاحقاً، فقد كان الوضع غير مطمئناً على الأخر...
في داخل فيلا المنياوي
وتحديداً حول حمام السباحة،.

ظل عز الدين يبحث بعينيه عن جانا إلى أن رأها تقذف حلا بصحن جاتوه، فاخرج هاتفه المحمول من جيبه، ثم التقط لها صورة وهي تفعل ذلك، اعتلت شفتيه ابتسامة شريرة، وما إن تأكد من حفظ الصورة حتى أغلق هاتفه ووضعه في جيبه، ثم توجه إليها
كانت جانا تتوعد حلا وتكيل لها و...
-جانا بنبرة حادة: والله لأوريكي يا حلا، انتي حفلتك زي وشك، تستاهلي اللي حصل فيها!
-حلا بغيظ: Go to hell جانا، انت اصلا مكونتيش مدعوة.

-جانا بعدم مبالاة: أهو نصيبك بقى أنها تبوظ
-حلا: اوووووووووف منك، مش هسيبك
وبينما كانت جانا مندمجة في معركتها مع حلا، تفاجئت بمن يضع يده على ذراعها، ثم يجذبها بقوة ناحيته، فالتفتت جانا لتجده عز الدين قابضاً بيده على ذراعها، ويدفعها للمضي قدماً معه
-جانا بغل: انت اتجننت؟ سيب ادي بقولك!

لم يهتم عز الدين بما تقول وأصر على سحبها معه، ولكن كانت جانا تقاومه بكل شدة، تلوت أكثر من مرة بين يديه لكي تتحرر منه، وبالفعل نجحت في ذلك، ثم تراجعت للخلف، ونظرت إليه بنظرات قاسية مغتاظة من فعلته معها، وبصوت عالي بدأت تنهال عليه بالسباب و...
-جانا بنبرة عالية وهي تشير بيدها: انت حيوان وزب...

لم تستطع جانا أن تكمل باقي كلامها اللاذع حيث صفعها عز الدين بشدة على وجنتها، لتقف هي مصدومة ومتسمرة في مكانها مما فعل، ثم اقترب منها عز الدين وأمسك بذراعها بيده، ثم انحنى قليلاً بجسده ناحيته، و حملها على كتفه وسط صراخها وركلاتها وابتعد بها عن مكان الحفل..
ظلت جانا تصرخ فيه حتى يدعها، كانت تركل بكلتا قدميها في الهواء، ولكنه تجاهل إياها، وأسرع بها خارج الفيلا.

-جانا بصريخ: نزلني بقولك، انت مابتسمعش، نزلنييييييييييييي، الحقووووني
-عز: ...
-جانا بغضب: حد يلحقني يا ناس، البني آدم ده خاطفني، يالهووووووي
لم يستمع إليها عز الدين وظل على حاله، ولكنه أنزلها فقط لتقف على قدميها حينما وصل إلى سيارة حسين الدمنهوري...
نظر حسين بأعين مصدومة إلى عز الدين وجانا، لم يصدق عينيه، لم ينبس بكلمة، ولكن قطع صمته حديث عز و...
-عز: اتفضل يا عمي، بنت أخوك المحترمة جانا أهي!

صدمت جانا هي الأخرى حينما وجدت عمها يقف في الخارج، وينظر إليها، فشعرت بالحرج و...
-جانا بصدمة: أنكل حسين آآآ...
-عز بخبث مقاطعاً: يؤسفني أقولك يا عمي، ان الآنسة جانا كانت رافضة تماماً انها تيجي معايا، وفضلت أتحايل عليها عشان تخرج، وأقولها ان حضرتك منتظرها بره، فكان ردها ليا (( طز))!
-حسين بدهشة: بتقول ايه؟
-جانا بصدمة: أنا؟

لم تتخيل جانا أن يدعي عز الدين كذباً عليها، بل ويسرد أقاويل كاذبة وروايات غير حقيقية عنها
-عز مكملاً: لأ والمصيبة يا عمي إن الآنسة جانا هي اللي، أنا أسف مش عارف أقولهالك إزاي، إنها...
-حسين وهو ينظر إليها بحنق: قول يا عز عملت ايه؟
أخرج عز الدين هاتفه المحمول من جيبه، ثم بحث عن الصورة التي التقطها لجانا، وأراها لعمها، و...

-عز بصوت خافت: إنها يا عمي اللي بوظت الحفلة، وأدي صورتها وصلتني ع الموبايل وهي بتحدف الآنسة حلا بالجاتوه، وبتفسد عليها فرحتها
ازدادت جانا دهشة، وفغرت شفتيها من الصدمة، حاولت أن تبرر لعمها ما حدث و...
-جانا مقاطعة: يا أنكل، ده مد اي...
أشار حسين بيده لجانا لكي تكف عن الحديث وهو ينظر إليها بنظرات غاضبة و...
-حسين مقاطعاً اياها: شششششش، كلامنا في البيت مش هنا...!

-عز مكملاً: ده حتى الصورة نزلت على الفيس بوك يا عمي، شوف، شووووووف كده، اهي ع الفيس
-حسين مغتاظاً: وكمان نزلت ع الفيس، يادي الفضايح!
-جانا بصدمة: لا يا راااااااااااااااجل، الله يخربيتك؟ أنا؟
-عز مدعياً البراءة: الله يسامحك يا آنسة جانا، أنا بعتذر اني جيبتها لحضرتك بالطريقة دي، أقصد يعني شيلتها، أصلها كانت رافضة تماماً تيجي، وكمان، احم، تطاولت بالألفاظ عليا!

اغتاظ حسين كثيراً من أفعال جانا، ورغم هذا حاول التحكم في أعصابه، فأمسك بذراع جانا، ودفعها بغل ناحية سيارته، ثم فتح الباب الخلفي لها، وأجلسها في المقعد الخلفي و...
-حسين ناظراً بنظرات محتقنة من الغيظ: بقى كده ياجانا؟ اركبي العربية الوقتي كلامنا في البيت.
صفع حسين باب السيارة بحدة خلف جانا، فوضع عز الدين يده على كتف المهندس حسين محاولاً تهدئته و...

-عز: ارجوك يا عمي، متعاقبش البنات، عشان خاطري، ده طيش بنات أهوج وغير مقصود، لو ليا خاطر عندك اتفاهم معاهم بالذوق
-حسين: ربنا يسهل، انا بعتذرلك يابني لو كانت جانا ضايقتك بشيء
- عز متصنعاً البراءة: لا يا عمي حضرتك متعتذرش، المهم ان البنات كويسين، الحمدلله، الحمدلله...
توجه حسين إلى المقعد الأمامي، ركب حسين السيارة وجلس خلف المقود وهو في قمة حرجه مما فعلته فتاتيه في الحفل...

وفي نفس الوقت غمز عز الدين لجانا بعينيه والتي كانت تنظر غليه بكل غيظ وهي تعض على شفتيها من الغضب، ثم لوح لها بيده كتعبير عن انتصاره في هذه الجولة..
ضغط المهندس حسين على دواسة البنزين، ثم انطلق بالسيارة في اتجاه منزله، بينما وضع عز يديه في جيبه وتابعهم بنظره وهو ينطلقون بالسيارة إلى أن ابتعدوا تماماً عن المكان
-عز بفخر: ولسه اللي جااااااي أحلى..

ثم أخذ يطلق صفيراً في الهواء كتعبير عن فرحته الشديدة وفوزه في تلك الجولة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة