قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الأول

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الأول

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الأول

عز الدين الكيلاني شاب في أوائل الثلاثينيات ابن رجل الأعمال المعروف يوسف الكيلاني، ويتميز بوسامته الشديدة حيث البشرة البيضاء والشعر المائل للبني وعيونه الرمادية التي تجذب اليه الكثير من المعجبات، وبالتالي انعكس هذا على شخصيته التي أصبحت أهم سماتها الغرور والتعجرف ورغم هذا إلا أن الفتيات يتهافتن عليه و هو كالطائر الحر يأبى أن يخضع لأي أنثى يكتفي فقط بإثارة عواطفهم وتركهن يعانين من الاشتياق، فهو متعجرف فقط وأبدا مع النساء.

نزل عز الدين من سيارته المرسيدس السوداء مرتدياً حلته السوادء وقميصه الأسود ومتأنقاً كعادته يخطف القلوب قبل الأنظار، خلع نظارته السوداء وتوجه نحو شركته الخاصة ملقياً التحية على الموظفين الذين يهابون طلته، والموظفات اللاتي يسرعن الخطى لينلن شرف رؤية ابتسامته الساحرة.

توجه عز الدين الى مكتبه حيث استقبلته مديرة مكتبه الأستاذة ريم
-ريم مبتسمة: صباح الخير يا فندم
- عز بجدية: صباح الخي يا ريم، هاتلي البوسطة ومتخليش حد يدخل عليا مفهوم
- ريم وهي توميء برأسها: حاضر يا بشمهندس عز، بس والد حضرتك كان عاوزك في شيء ضروري وبلغني أبلغك تكلمه أول ما توصل
- عز بهدوء: تمام يا أ. ريم، اه وهاتلي فنجان القهوة بتاعي
- ريم بنبرة عادية: اوكي يا بشمهندس.

جلس عز على مكتبه، ثم أخرج هاتفه المحمول من جيب سترته، وطلب والده و...
-عز هاتفياً بنبرة سعيدة: الو، ايوه يا بابا، صباح الخير
-يوسف هاتفياً بنبرة دافئة: صباح الخير يا بني، ايه اخبارك
- عز بجدية: الحمدلله تمام، معلش يا بابا انا مش فاضي ممكن حضرتك تقولي عاوزني في ايه؟
- يوسف بنبرة عذبة: ولا يهمك يا بني انا عارف انك مشغول بس بفكرك بحفلة الليلة على يخت عمك حسين عارفه؟

- عز وهو يمط شفتيه في انزعاج: مممم، بابا حضرتك عارف ان ماليش في جو الحفلات الخنيق ده، بزهق منه وبتخنق بسرعة
- يوسف بحدة: معلش يا بني تعالى على نفسك انت عارف اني وعدت عمك حسين اني هاجي وانت جاي معايا، متحرجنيش مع الراجل
- عز على مضض: حاضر يابابا، هشوف الظروف ايه
-يوسف بهدوء: تسلم يا بني، يالا روح شوف وراك ايه ونتكلم وقت تاني
-عز بإيجاز: اوكي، سلام يا يوسف بيه.

أنهى عز الدين عمله بعد يوم طويل حافل بالاجتماعات والصفقات وتوجه إلى الفيلا الخاصة بالعائلة، والتي كانت تبدو في فخامتها كقصر للرئاسة، والتقى بالعم خميس الجنايني و...
-عز مبتسماً: مساءك فل يا عم خميس
-خميس بنبرة مبتهجة: عز بيه، ازيك يا بني
- عز بنبرة دافئة: بيه ايه بس يا عم خميس، ده انت اللي مربيني
-خميس وهو مطرق الرأس: الله يكرم أصلك يابني
-عز متسائلاً: بابا جه ولا لسه؟

-خميس بنبرة متريثة: ايوه يا بني، من بدري هنا
-عز وهو يلوي فمه: طب ياعم خميس مش عاوز حاجة
-خميس بنبرة ممتنة: شكراً يابني، كتر خيرك، ده احنا عايشين من خيركوا، الله يرزقك يابني باللي يريح بالك
-عز مبتسماً: تسلم يا عم خميس.

ثمتوجه عز إلى الداخل، فإذ به يصطدم بفتاة تبلغ في الجمال ما يحسدها الأخريات عليه في العشرينات من عمرها، إنها دارين، ابنه صديقة والدته عايدة هانم السويفي
-دارين بنظرات والهة، ونبرة أنثوية ناعمة: عز، سوري يا روحي مشوفتكش، انت كويس؟
-عز بتأفف: ولا يهمك يا دودي، بس (تيك كير) خلي بالك المرة الجاية
-دارين بدلع: وهو حد يقدر يخلي باله وانت قصاده يا زوز، ده انت مش عارف قيمتك ولا ايه؟

-عز وهو يبتعد عن طريقها: اه شور عارف قيمتي، فعشان كده بقولك (تيك كير).

ثم صعد الدرجات بعد أن ألقى التحية على والدته متجها إلى غرفته، وظلت دارين تتابعه بنظراتها ثم توجهت إلى عايدة هانم
-دارين بضيق زائف: أنطي ديلة، هو عز هيفضل تقلان عليا لحد امتى، انا بموت فيه وهو مش حاسس ولا دريان خالص بيا
-عايدة مبتسمة في عذوبة: دودي حبيبتي، انتي عارفة عز، مقدرش اقوله حاجة في موضوع الحب والجواز، هو بيمشي اللي في دماغه، وانا مقدرش اغصبه على شيء انتي عارفة هو أد ايه عنيد.

-دراين على مضض: ييس أنطي، أي نو زيز، انا عارفة وهو ده اللي محببني موت فيه، انه تقيل ومشاعره غامضة، اوووه، أي لاف هيم سو ماتش
-عايدة بنبرة رزينة: انا هفضل اقولك متتعلقيش بيه طالما هو مش مديكي ريق، انتي بنتي وانا بحبك ونفسي اشوفكو سوا، بس طالما هو مش عاوز يبقى مقدرش أغصبه
-دارين بإصرار: انا هفضل وراه يا أنطي لحد ما يحس بيا، مش هستسلم بسهولة.

وظل الحديث دائراً بينهما، وفي أثناء ذلك كان عز ينهي استعداده للذهاب إلى الحفل، وهنا سمع طرقات على الباب
-عز بجدية: اتفضل
-يوسف متسائلاً: ها يا بني، جهزت ولا فضلك كتير؟
-عز: اهلا يا بابا، لأ خلاص، قربت أخلص، بس أنا مش عارف لزمتها أيه إني أجي معك، طب هو صاحبك انت، وشريكك وبينكو شغل، أنا مالي بالليلة دي.

-يوسف: يا بني يا حبيبي، انا عاوزك تجي اتباهي بيك قصادهم، اوري أصحابي وزمايلي ان ابني سندي بقى راجل يعتمد عليه، ده غير ان في صفقات كتير احتمال نتفق عليها الفترة الجاية، وعاوزك تكون موجود تاخد فكرة، انت ابني ولازم اشوفك قدامي بتكبر وتبقى أحسن مني
-عزوهو يحتضن والده: ربنا يخليك ليا يا بابا، انا عاوز أعتمد ع نفسي واكون اسمي بنفسي، ولا انت خايف اني انافسك؟

-يوسف: يااااااريت، ده يوم المنى يوم ما تنافسني يا بني، وهو أنا هعوز ايه غير ان ابني يبقى أحسن واحد في الدنيا، ده انت اللي طلعت بيه، ربنا يباركلي فيك انت واخواتك البنات
-عز: حبيبي يا بابا، وميحرمناش منك انت ولا ماما
-يوسف متسائلاً: طيب اجهز بسرعة وانا هستناك تحت في العربية، ولا تحب تجي بعربيتك لوحدك
-عز بهدوء: على طووول اهوو، لأ انا هاجي بعربيتي اسبقني حضرتك وأنا هحصلك.

-يوسف بحزم: طيب يا حبيبي، اشوفك هناك ع اليخت، سلام
-عز باقتضاب: سلام يا بابا.

والتفت عز إلى المرآة ليكمل ارتداء ملابسه والتي كانت عبارة عن بدلة سوداء وقميص أبيض، ثم وضع عطره الآخاذ ومشط شعره على عجالة، وعدل من وضعية ياقته، ثم التقط هاتفه وسلسلة مفاتيحه، وتوجه إلى سيارته حيث الحفل المقام على اليخت.

بدأ الحضور يتوافدون على اليخت وكل منهم يهنيء حسين بيه الدمنهوري رجل الأعمال المحبوب والمشهور في الوسط الاقتصادي بفوزه بأحد أهم الصفقات التجارية.

ومن بين المهنئين كان يوسف بيه الكيلاني،
-حسين بنبرة متلهفة: والله وليك وحشة يا جوو، ايه يا راجل لازم نعمل حفلات عشان نعرف نشوفك
-يوسف بنبرة متعشمة: حبيبي يا حسين وحشني والله، معلش ما انت عارف الدنيا مشاغل، والشغل اخد كل وقتي، بس انا اول ما انت طلبتني سبت الدنيا كلها وجيتلك يا سحس، ده انت صديق العمر واكتر من اخويا
-حسين مازحاً: كلني بالكلام يا جوو، المهم طمني عليك وعلى العيلة، الكل تمام.

-يوسف بابتسامة رضا: اه الحمدلله، كلنا بخير في فضل ونعمة من الله
-حسين متسائلاً بحيرة: اومال فين عز الدين ابنك مجاش معاك ولا ايه؟
-يوسف بجدية: لأ هو جاي في السكة، انا قولت أجي أسلم وأهني عقبال مايجي هو
-حسين مبتسماً: يجي بالسلامة، اتفضل انت بقى خد راحتك، انت صاحب مكان مش محتاج عزومة
-يوسف بحماس: تسلم يا سحس ده العشم برضوه.

ومضى الوقت والجميع يحتفلون، وأتى عز الدين إلى الحفل وحينما رأه والده، نادى عليه ليهنيءالمهندس حسين
-يوسف: عز جه اهوو يا حسين ياخويا، شوفت بقى راجل اعمال ازاي ههههههه بيفكرانا بأيام شبابنا
-عز: الف مبروك يا بشمهندس حسين، انا سمعت ان المنافسة كانت شديدة
-حسين: الله يبارك فيك يا عز يا بني، ماشاء الله نسخة من والدك، اه فعلا كانت قوية، بس على مين عمك حسين بفضل الله عرف ياخدها.

-عز: ههههههه، طبعا يا عمي أدها وأدود
-حسين: يالا يا بني خش كده اندمج مع الناس واتبسط، الحفلة دي معمولة عشان الكل يحتفل، وسيبلي أبوك عاوزه في كلمتين
-عز: احم، حاضر يا عمي، وسعيد اني شوفت حضرتك، والف مبروك مرة تانية.

ثم تركهم عز الدين يتمازحون ويتحدثون معاً، وأخذ يتجول بنظره بين الحضور ولاحظ ان الفتيات المتواجدات بالحفل يبتسمن او يتغامزن حينما يمر من أمامهم، فيزداد ثقة وغرور
وفجاة ارتطم به أحد الندلاء والقى كوب به عصير عليه
-النادل بتوتر: اسف اسف يا فندم، انا مخدتش بالي، بعتذر لحضرتك
-عز بتذمر: ايه يا بنى أدم مش تفتح، كده الجاكيت، اعمل انا ايه الوقتي..!

أسرع النادل بمسح الجاكيت بمنديله وهو يعتذر بشده وطلب من عز الدين أن يخلعه لكي ينظفه ويحضره له في الحال، فاضطر عز الدين أن يرضخ لطلبه، وخلع الجاكيت فظهر من أسفله جسده الرياضي والذي يجسمه القميص الأبيض الذي يرتديه، فلاحظ اعجاب الفتيات، فقرر ان يبتعد في مكان مظلم في اليخت يطل على البحر.

وبينما كان عز الدين شارداً، إذ بفتاة بيضاء البشرة ملامحة بريئة ووجها طفولي تحب أن تنظر إليه تهتف في وجهه فالتفت لها
-الفتاة بنبرة عالية: انت يا عم، انت يا أخينا، حاسب شوية
-عز باستغراب: أفندم؟ انتي بتكلمني انا؟
-الفتاة: اه انت، هو انت اعمى ولا أطرش كمان، ماتحاسب يا جدع انت يخربيت الغلاسة.

-عز بنبرة مغترة: نعم! بتقوليلي ايه؟، انتي عارفة انا مين أصلاً؟، وانتي بتتكلمي ازاي كده معايا، انتي اتهبلتي في مخك؟
-الفتاة بعصبية: استغفر الله العظيم يا رب، ماهو انت لو بتفهم هتبعد من غير ما تجيب لنفسك التهزيق والشتيمة
-عز بحدة: تهزيق وشتييمة، ما تتلمي يا بت انتي بدل ما ألمك!
-الفتاة وهي تزفر في انزعاج: اللهم طولك يا روح؟ انا عارفة الصنف الرزل ده، مش بيجي غير بطولة اللسان، اتفضل يالا هوينا من هنا.

-عز متهكماً: اهويكي، طب مش ماشي، واللي عندك أعمليه!
-الفتاة بنرفزة: ماشي، يبقى انت الجاني على نفسك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة