قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم  الفصل السادس عشر

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس عشر

-وانا هقربلك ليه ؛ هيبقي عندي غيرك اقربلها متخافيش! انا بس عايزك كده قدام عيني!
كانت عيونها تتجول في المكان بجنون وتشعر بالاختناق لم تتوقع رغبته تلك فهتفت بذعر و غضب...
-انا بكره هرجع لاهلي و هتطلقني يا يزيد!
-وانتي تفتكري اهلك هيوافقوا علي طلاقك خصوصا وانتي امممم كنتي بتقولي ايه علي نفسك اه افتكرت ارض بور!

قالها بجمود وقسوة لم تعتدها منه لتتفتت اخر ذرات شجاعتها وانكمشت ملامحها و دموعها الغاضبة تهرب...
-هيوافقوا!
قالتها وسط دموعها وارتعاشه شفتيها...
رفض الاشفاق عليها فدرسها بدأ للتو ولن يتركها حتي تعود لرشدها تريد اتباع القسوة...
فلتكن القسوة اذا!
هز رأسه بسخريه قائلا...
-انا نازل احتمال ادور علي عروسه بيقولوا عرايس الليل و اخره هما اللي بيعمروا!

-انا مش هسكت و مش هسيبك تعمل فيا كده هتطلقني غصب عنك يا يزيد!
صاحت بغضب ولكنه تجاهلها والتقط مفاتيحه و بمراوغه اخذ مفاتيحها هي الأخرى فاخر ما يرغب به ان تهرب ليلا وهو بالخارج!

اما عند ظافر...
نظرت لهم مني بغل شديد فاقترب ظافر يضع ذراعه حول شروق يقربها منه رغما عنها قائلا...
-واتفضلي بقي عشان انا و مراتي عايزين نستريح!
-و ديني يا ظافر و ديني ما هرحمك ؛انا هوريكم!
-ميهمنيش!
تحركت عيونها داخل مقلتيها وكأنها تبحث عن اهانه كبيره فأردفت بحاجب مرفوع...
-تمام اوي انت اتجوزت يبقي انا اولي بولادي، انا هرفع قضيه حضانه و هاخدهم منك!

تحرك ظافر يرغب في صفعها علي وقاحتها فأمسكته شروق بصعوبة وهو يردف...
-تصدقي بالله انتي اقذر مخلوقه في الدنيا ولو ممشتيش حالا هدفنك مكانك! قال ولادك قال!
-اهدا يا ظافر ارجوك عشان الاولاد!
اردفت شروق بخوف لتصيح بها مني بجنون...
-يلا يا خطافه الرجاله! انا هوريك مبقاش انا موني لو مخدتش الاولاد منك و حرقت قلبك!
-اطلعي برا يا حربايه!
هتف ظافر باعلي صوت له فانتفض مني وهي تتجه للباب قائله...

-الليلة يا ظافر مش هنام قبل ما اخد موقف و القضية هتترفع الصبح و اتأكد اني هكسبها و خليك ورا نزواتك و السنيورة!
كانت شروق تحتضنه وتقف امامه بخوف من صوته الذي يرعد المكان بأبشع الالقاب حتي اغلقت مني الباب من خلفها!
وقفت مني تتنفس بصعوبة وهي تشعر بدموع الغضب و الغل تنساب منها ؛ فهي لم تعتد الخسارة و ترفض الهزيمة وان لم يكن لها فستعمل علي تحطيمه بالكامل!
توجهت بجنون نحو الدرج فارتطمت بجسد..
-اه!

-موني معقوله ايه الصدفه الجميله دي! ايه ده انتي بتعيطي؟!
قال يزيد بابتسامه اختفت ما ان رأي دموعها فأسرعت بمسح وجنتيها قائله...
-يزيد؟ازيك عامل ايه؟
-انا الحمدلله انتي اللي عامله ايه و مالك؟
وضع يزيد يده علي وجهها برقه فزاد من بكائها بتمثيل وهي تردف بحده...
-ظافر زي ما هو مش عايزني ارجع لولادي!
طقطق يزيد بأسي قائلا...
-ازاي كده هي الدنيا جرا فيها ايه يحرم ام من ولادها!

هزت رأسها بسرعه و موافقه و اردفت بتعجب...
-الله هو انت مش بتكلم ظافر ولا ايه؟
-لا مش اوي كل فين و فين برمي السلام!
رفعت مني حاجبها بتعجب فاردف...
-غريبه ده انت و هو ومروان مش بتسيبوا بعض!
-الحياه مشاغل وبعدين ظافر دماغه مقفله و مبقاش يقدر الحياه، انا ندمت اني في السغل وبحاول اتجنبه!
وكأنه فتح باب الجنة امامها اردفت بلهفه و موافقه...
-طول عمره ذوقه وحش، شوفت اللي سابني و اتجوزها!

انكمشت ملامح يزيد بقرف قائلا...
-اه شروق دي، انتي شفتيها دمها تقيل اوي، مش عارف بعد الجمال اللي كان معاه ده كله قدر يتجوزها ازاي...
قالها بنبرة مشاكسه وهو يتفحصها من اعلاها لأسفلها، فاتسعت ابتسامه مني بفخر متناسيه المجزرة التي حدثت منذ قليل...
-اووه ميرسيي اوي يا يزيد طول عمرك المذوق بينهم!
-طيب تسمحيلي اوصلك حته؟
-اوكيه!

هبط الاثنان معا ليمد يزيد يده لامساك يدها غامزا، لتضحك مني ضحكتها الرفيعة...
لا يزال صديق زوجها الصغير مفعما بالشباب و بوسامه قاتله زادت اكثر مما ينبغي، لن تنكر انها حاولت استقطابه مره او اثنتان ولكنها قوبلت بالرفض القاطع منه...
ركبت السيارة بعد ان صرفت سائقها وعقلها يدور كيف يمكنها استغلال يزيد و الموقف لمصلحتها ومحاربه ظافر،.

اشعل يزيد سيجاره و عرض عليها اخذت واحده سحبتها بثقه واشعلتها من المقداح بيده...
نفخت الدخان وهي تتساءل...
-و سلمي مراتك اخبارها ايه؟
ابتسم يزيد بسخريه و هو يقود فاردف قائلا...
-كويسه هنتطلق قريب!
رفعت حاجبها بذهول قائله...
-لا متقولش! معقوله يزيد و سلمي هيفركشوا طب و الحب؟!
دوت ضحكته السيارة فاردف قائلا...
-مفيش حاجه اسمها حب كله بلح!
ضحكت تلك الضحكة الرفيعة المزعجة لتردف...
-علي رأيك كله بلح!

التفت لها يزيد يرمقها بابتسامته الخلابة و نظره جانبيه قائلا...
-غبي ظافر ده! مش عارف قادر يقاومك ازاي، ده انتي فرسه!
-اممم شكلك شقي و هتتعبني!
اشار يزيد الي صدره ببراءة تليق به قائلا...
-انا! لا خالص ده انا غلبان بس مشكلتي اني فضلت مع سلمي كتير فاعذريني لو مش قادر امسك نفسي عن الجمال الصارخ ده كله!

عضت مني جانب شفتيها بغرض الاغراء وهي تمرر اصابعها علي ذراعه تتحس عضلات يده المشدودة بقوة شبابيه تفتقرها في حياتها...
امسك يزيد يدها ليقبل اطراف اصابعها بشغف كبير قائلا بمرح...
-يا خرابي ده انا سايب معزة في البيت!
ضحكت مني بشده والتفتت تكمل سيجارتها وتفاهة شخصيتها انستها بالكامل ما دار بينها و بين ظافر و خطتها الشريرة!

عند مروان...
-عليا النعمة نورتنا!
اردف شقيق منار للمرة العشرة الالاف ليبتسم له مروان بضيق قائلا...
-بنورك!
اعاد نظره نحو منار التي تنظر اليه وكأنه سراب سيختفي باي لحظه، فعاد ينظر لشقيقها الذي ينظر له وكأنه اغلي قطعه في المكان!
تنحنح بعدم راحه، وانقذه رنين هاتفه فاسرع بالرد قائلا...
-الو! انت فين يا ظافر، ايوة ايوة هو ده المكان!
وقفت منار بوجهه اصفر لا تصدق انها ستتزوج مروان بالفعل!

-اقعدي يا بت، هطفشي الراجل بهطلك!
اردف شقيقها بخفوت بعد ان توجه مروان لإحضار صديقه والمأذون...
وقفت تشاهد المأذون والرجال يرتبون امورهم كالمغيبه، ومر الامر كالسراب وسط ذهول منار وبالفعل لم يمر وقت حتي كان المأذون يعلنهم زوج و زوجة!
اوصلهم ظافر غير مستوعبا ان صديقه المجنون فعلها و تزوج! وليس اي زواج انه زواج ليلي بشاهدين!وليس لأي احد بل عاملة الفرن الصغيرة!

تشتت عقله نحو مني و تهديداتها، و قرر ضرورة ان يسأل محامي بهذا الشأن فلديه شعور ان الام تستطيع ان تحظي بحضانة اطفالها ان تزوج الاب خاصه وان حالتها المادية اعلي منه بمراحل!
نظر الي مروان الصامت و هز رأسه بتعجب يستطيع توقع رد فعل والدته و شقيقته ان علما بالأمر ومتيقن انه لن يمر بسلام!
نزل الجميع من السيارة فتوجه ظافر نحوه يميل علي اذنه قائلا...
-انا هسيبك دلوقتي بس بكره كل شئ هيوضح!

ابتعد ليردف بصوت اعلي...
-مبروك عليكم ان شاء الله هنطلع بكره انا و شروق عشان نبارك لكم...
رفع حاجبه لمروان ليفهم الاخر ما يقصده من تلك الزيارة...

هزت منار رأسها بموافقه سعيدة لرؤيه شروق و لكن وجهها كان باهتا من الرهبة و الخوف من تلك المرحلة الجديدة في حياتها!
دلف ظافر شقته اولا بينما صعد الاثنان الي شقه مروان فتح لها الباب مشيرا لها بالدخول...
دلفت فنظرت له تحلل مزاجه فوجده ملامحه هادئة خاليه من اي تعبيرات...

كلن مروان مغمس في تفكيره سعادة طاغيه تسيطر علي قلبه و لكن عقله في صراع اخر فهو و يعلم انه ضرب بالمنطق عرض الحائط و انه استمع لشيطانه في الزواج منها بسرعه بحجه انقاذها من زوج امها...
نظر لها وهي تطالعه بترقب فتنحنح قائلا...
-اتفضلي واقفه ليه كده!
ابتسمت قليلا قائله...
-مش عارفه الصراحة اعمل ايه!
وازى ابتسامتها الضعيفة قائلا...
-ولا انا تعالي نقعد!

سارت خلفه وهي تتلفت لليسار و اليمين تطالع بانبهار عش الزوجية و بساطه المفروشات و اناقتها وبالتأكيد غلوها...
-جعانه؟
-لا!
ساد الصمت بينهم واخذ مروان يفكر في الخطوة التاليه بالتأكيد لا يستطيع ان يأخذها الي غرفته وكأنها زوجه عاديه في يوم زواجها ؛ صحيح؟!
احمرت رقبته قليلا وعقله يصور له ما قد يتمني ان يحدث بينهم فتنحنح بعدم راحه لا يريد ان يضغط عليها يكفي هذا الزواج المفاجئ،.

و لكن جزء منه يخبره بانه فقط خجل من الرفض في حاله اتخذ الخطوة الاولي وجزء اخر يخبره ببساطه انه يستمتع بكونها الوقحة في تلك العلاقة ما دامت بينهما فقط!..
سعل بخفه وهو يقف قائلا...
-تعالي اوريكي اودتك!
رفعت منار جانب شفتيها بتعجب قبل ان تقف علها فهمته خطأ فأردفت...
-اودتي؟
-اه...
هز رأسه بهدوء و سعادة مخفيه وقد استشعر انزعاجها من هذا القرار، ليعطيه امل بانه اتخذ القرار الصحيح بتلك الزيجة!

هزت اكتافها واتبعته فاردف وهو يضئ الغرفة...
-دي اودتك ولو جعتي المطبخ في اخر الطرقه هناك و هتلاقي حمام جوا الاوضه ولو عايزة اي حاجه انا اودتي اللي هناك دي!
وضعت منار يدها في جانبها وضيقت عينيها بغيظ قائله بسخريه...
-يعني دي اودتي لوحدي؟
-ايوة...
قالها ببراءة فطريه وهو يعقد ذراعيه امامه وينظر للأسفل متمتعا بقصر قامتها...
-يعني دي اودتي لوحدي و هنام فيها لوحدي؟!

وقحة! اول ما جال في علقه ولكنه ابتسم قليلا قائلا...
-طبيعي! انا اودتي هناك اهيه!
-طبيعي!
علت انفاسها بغيظ واردفت وهي تهز ساقها بحده...
-خلاص يا خويا انت حر روح نام انت هناك لوحدك! وانا هندفي فرشتي وانام لوحدي!
-وانتي زعلانه ليه!
خلعت حذائها بغضب و هي تشمر ذراعيها...
(ردود افعال متوتره بعيد عنكم حرقه الدم وحشه )
استدارت نحو الباب ترغب في اغلاقه واردفت...
-ازعل! وازعل ليه ان شاء الله انت حر!

لم يستطع منع الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهه مستمتعا بغليانها فاردف بهدوء وهو يلامس ارنبه انفها...
-مسمعتيش حاجه عن الادب و الخجل!
احمرت وجنتيها بغضب فأردفت بشهقه مستنكرة...
-قصدك ايه انت دماغك راحت فين؟ لا لا يا حبيبي مش قصدي!
رفع حاجبه وهو يهز رأسه بتهكم قائلا...
-مصدقك طبعا، طيب تصبحي علي خير!

وبذلك ارسل لها ابتسامته المغيظة واغلق الباب، خرجت منه قهقه عالية وهو يسمع ارتطام شيء بحده بالباب ولديه شهور انه ذلك الحذاء القبيح...
سيكون عليه ان يوفر لها ملابس جديده بعد ان رفض ان تأخذ ايا من اشيائها القديمة...
ابتسم من اذن الي الأخرى فقد ذهب تفكيره مباشرا الي السروال القبيح التي ترتديه بأسفل ردائها ليرفض و بشده طلبها بان تجهز حقيبة لها مقررا ان ملابسها الجديدة ستكون هديه زواجهم!

وبالتأكيد لن يكون بها اي سراويل تحتيه قبيحة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة