قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم  الفصل الرابع عشر

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع عشر

-متوتره من ايه يا شروق انتي عبيطه! دي امك يا ماما متخافيش، هاتي يحيي انا هشيله!
-لا لا ماما عايزة تشوفه انا هدهولها!
-ماشي ومتخافيش من حاجه انا معاكي!
اردف بثقه وهو يربت بحنان علي ظهرها، ابتسمت له لتتأفف قائله...
-ايوة صح يلا نطلع!
ابتسم قليلا علي سخافتها وخرج خلفها، وقفت والدتها وهرعت نحوها تحتضنها وتأخذ يحيي الي احضانها...

غمز لها ظافر بمشاكسه قبل ان يتجه نحو اخيها يجلس علي الأريكة امامه، كان يراقب كل افعاله و انظاره ويتابع نظراته الخاطفة نحو الصغير...
الخال والد كما يقال و لا يستطيع ان يكره طفل صغير مهما كان قلبه متجحر او سيء الطباع!
ابتسمت شروق و هي تتابع والدتها تداعب الصغير و تخرج لفه من المال تضعها في احضانه كمباركه واظهار الفرحة...

انقضي النهار في الضحك والمداعبة بين شروق و والدتها والصغير حتي ان والدتها توجهت بعد فترة لرامي ووضعت الصغير بين يديه وقد حمله بابتسامه صغيره دون اي كلمه...
توترت شروق فتوجهت تجلس جانب ظافر الذي تصلب جسده وكأنه يتوقع من شقيقها ان يتحول وحشا ويقتل الصغير!
ولكن والدتها انقذت الموقف عندما اخذت الصغير ضاحكه بانها تريد الشبع من حفيدها الرائع...
-وانت عامل ايه يا ظافر!

قالت والدتها باتسامه حانيه بعد ان شعرت انها تجاهلته بلهفتها علي الصغير...
فاردفت زافر بهدوء...
-الحمدلله انا كويس و حضرتك؟
-انا بخير طول ما انت و شروق بخير!
ضحكت شروق ضحكه غريبه فرفع حاجبه يرمقها نظره ولكنها فاجأته عندما اقتربت منه ورفعت يدها تربت اعلي ركبته لتتسع عينيه بذهول لتردف بتوتر...
-احنا بخير يا ماما زي ما انتي شايفه!
رفعت يدها سريعا ما ان لامسته و احمر كل وجهها...

فكتم ظافر ضحكه ترغب في الهروب وفهم ما تود اصطناعه امام والدتها و بابتسامه خافته وضع يده حول كتفيها يقربها اليه قليلا وبالتأكيد لم يفته نظر اخيها للناحية الأخرى بعدم راحه مما اسعد ظافر للغاية بهذه التمثيليه فقال لوادتها...
-انا بجد مش عارف اشكرك علي الادب و الاحترام اللي ربيتي شروق عليه، ربنا يخليكي يا امي!

اتسعت ابتسامه والدتها برضا وهي تهز رأسها بفخر بينما خجلت شروق كثيرا فهو شبه يحتضنها الي جسده الدافئ واخر ما ترغب به هو ان تشعر بتلك المشاعر المحرمه امام ذويها!
اما رامي فقد تنحنح معلنا عن وقت الرحيل!
ودع الثنائي اهل شروق بابتسامه فاردف ظافر.
-منين ما تبقي فاضيه متتأخريش علي شروق يا امي البيت بيتك!
-اكيد طبعا يا ابني كتر خيرك، وانا علي طول هتابع مع شروق و هاجي لحفيدي!

ما ان اغلق الباب حتي اعطته يحيي بغضب قائله...
-علي فكره اخر مره هسمح انك تخلي فريدة و يوسف يفضلوا في اوضتهم كده! المفروض انهم اولادي ومينفعش يتعاملوا المعامله دي و لو قدام اهلي حتي...
توجهت نحو غرفه الصغيران وهو يتبعها بحده قائلا...
-انا بعمل الصح! انا مكنتش متأكد الزياره هتعدي ازاي ومحبتش الولاد يتعرضوا لحاجه تأذيهم...
رمقته مره بقله صبر وهي تفتح الغرفه...
-قطاقيطي الحلوين!

قالت جملتها الممطوطة وهي تراهم ممددين علي الفراش يتقلبون بملل، لتقفز فريدة اولا بسعاده قائله...
-مامي! مسيوا خلاص!
ضحكم شروق قائله...
-ايوة يا اروبه، و عشان كده بابا قرر يشغل الدي في دي عشانكم بفيلم الديزني اللي تختاروه...
ضيق ظافر عينيه وهو يعض شفتيه من الداخل كارها انها تتخذ القرارات و تضعه في الامر الواقع، فهكذا امر يكرهه للغاية...
-بجد يا بابي هيييه، هيييه يلا يا يويو نختار بسرعه!

تخطاهم الصغيران وهم يركضان فأعطاها ظافر يحيي وهي تخفض انظارها تخفي وجهها بخصلاتها القصيرة ؛ تعلم انها تزعجه ولكنه ما ان اعطاها الصغير مد يده يبعد خصلاتها للوراء قائلا وهو يضع شفتيه عند اذنها...
-كرتون اربعه وعشرين ساعه! عشان تعرفي انك بتبوظي تكوينهم!

اغمضت عينيها بقوة وهي تشعر بتحرك شفتيه علي اذنها ووقف شعر رقبتها من الخلف، ابتعد ينظر الي وجهها وعيونها المغلقة ولم يستطع منع نفسه من ان يميل ويطبع قبله سريعة علي شفتيها المكتنزة بطعم الفراوله...
لولا غريزة الأمومة بداخلها و يحيي الذي علي ذراعيها لانسابت علي الارض...
اخرجت نفس طويل بعد ان تركها و خرج لتتمتم بهلع...
-يا سواد السواد انتي مخروعه ليه كده اجمدي!

(انشفي يابت احنا بناتنا اشرف من الشرف ).

في احد القصور بالمناطق الراقية...
جلست مني قباله والدها تدخن سيجارتها قائله...
-مكنش ينفع السهره دي بكره!
ترك والدها فنجان الشاي ليردف...
-مينفعش لازم نتمم الصفقه النهارده ومحتاج دماغه تتشتت! وبعدين وراكي ايه جلسه مساج و لا سفريه تافهه مع اصحابك!
-لا ورايا جوز ارجعه!
دوت ضحكه هاشم ارجاء المكان فوضعت هي ساق علي الاخرى تهزها بملل و انزعاج من تهكمه الواضح..

-جوزك! وانتي فكرك ظافر زي شويه العيال اللي عرفتيهم، انسي يا حبيبه بابا و دوريلك علي حد غيره!
فعصت عقب السيجار بعنف قائله..
-مبقاش انا موني هاشم لو مجبتهوش راكع تحت رجلي!
هز والدها رأسه بقله صبر واردف بلا مبالاه...
-اوك زي ما تحبي علي العموم انا ماشي دلوقتي، شوفي هتجهزي ازاي قبل بليل!
هزت رأسها بالموافقة و عقلها يدور في حل لاستعادته، فمن هو ليرتكها وهي ترغبه!

فقد كان احجيه بالنسبة لها حين رأته مع صاحب الشركة التي يعمل بها خطف عينيها بسماره و رجولة ملامحه مختلفا عن الوسامة المائعة لمعظم الوسامه عند الرجال كما ان عينيه العسلية نقطه ضعف اي امرأة تراه..
كان يقوم بعمله بجديه تامه في اجتماعهم لم يرمقها نظرة واحده و رفض السهر معهم بالرغم من الحاحها هي ووالدها وتقربها منه في الوقت الذي تهافت الرجال علي نظرة منها...

كان يزعجها اصدقائها بشده بانها لن تستطيع الوصول اليه لتزمته و ذوقه المختلف في النساء و قد اجادت فهم طباعه و دراستها لتستطيع تقمص المرأة التي يرغب بها و ايجاد دور المرأة الهادئة طالبه الحب والحنان ولكي تحصل علي حبه و استطاعت!
وستفعل مجددا!

في شقه ظافر...
-بص يا يويو خليك جنبه انا هدخل استحمي بسرعه و جايه اوعي تصحيه يا قلبي!
قالت شروق ليوسف الصغير الذي جلس بهدوء علي فراشها بجوار يحيي النائم، فاردف قائلا بصوت طفولي خافت..
-متخافيش انا مش هتحرك من هنا ولو عيط هشيله بس!
-ماشي بس اوعي تخبط راسه لو عرفت تسكته من غير ماتشيله يكون احسن..
هز الصغير رأسه بالموافقة، واتجه للعب بهاتفه المعلق برقبته...

هزت رأسها بخيبة امل علي تلك العادة التي الصقها ظافر به، فالصغير يظن ان كارثه ستحدث وهو الوحيد القادر علي انقاذها باتصاله بوالده!
توجهت للاستحمام فهي تحتاج حمام ساخن يعوضها عن النوم الطبيعي...
عاد ظافر بعد شراءه لبعض الاغراض فوجد هدوء تام، توجه نحو غرفه اطفاله فوجد فريدة نائمه، ابتسم و ذهب يطبع قبله علي رأسها و اتجه ليري الاخرين!

وصل له صوت يحيي الصغير وهو في منتصف الطريق الي غرفة شروق، ابتسم قليلا الصغير يشبه والده رحمه الله لا يرغب في ان تتركه والدته من يديها...
لمحه حزن وشفقه لامست قلبه لم يسنح له فرصه رؤية طفله او العكس و لكنه سيبذل قصاري جهدا حتي لا يشعر الصغير بفقدانه للاب فهو يشعر به ابن حقيقي له يكفي انه ابن لأبنه الراحل...
فيحيي كان و سيبقي رجل في هيئه طفل كبير مرح وهو والده...

دق الباب عندما زاد بكاء الصغير فسمع شروق تصيح...
-انا طالعه خلاص يا ابن المفجوعة!
خرجت منه ضحكه صغيرة لابد انها تستخدم المرحاض، فتح الباب ليجد يوسف يحاول حمل الصغير، ارتعب لوهله و هو يراه يعافر لعدل رقبته فاردف بحده...
-استني يا يوسف!
-بيعيط لوحده!
قال يوسف بذعر و مدافعه خوفا من نبرة والده...
فاردف ظافر بصوت عال نسبيا وهو يأخذ يحيي الباكي...
-انا مش قولت قبل كده متشيلش يحيي دلوقتي عشان لسه صغير!

-يا بابي كان بيعيط و مامي قالت لو عيط شيله!
جذ علي اسنانه فاردف بحده غير قادر علي تمالكها وهو يتوعد شروق في سره...
-يلا علي اوضتك، المفروض انك الكبير المسؤول وانا مش هنا!
اطرق يوسف رأسه بحزن وهو يمط شفتيه للأمام و دون اي كلمه توجه الي غرفته...
خرجت شروق مسرعة عندما وصل لها صوت ظافر العالي، فالتفت لها بغضب قائلا...
-انتي بتستعبطي!
رفعت حاجبيها بذهول قائله...
-انت بتتكلمني انا؟!

-خدي ابنك سكتي الاول وبعدين نتكلم!
-انت بتزعقلي ليه! وفين يوسف؟!
-لا انا لسه مزعقتش!
احمر انفها بغضب فأردفت...
-لا انا محدش يزعقلي!
توجه نحوها بغضب فرجعت بخطواتها خوفا ولكنه مد يده يجذبها خلفه و دفعها لتجلس علي الفراش...
-ايه اللي بتعمله ده يا...
قطع حديثها وهو يناولها يحيي الباكي قائلا بحده...
-اكلي!

احمر كل وجهها برعب هل يتوقع ان تطعمه من جسدها وهو موجود فأردفت بغضب وهي تقف تناوله الصغيرة مره اخري لإحضار البديل قائله...
-طيب امسكه اعمل الببرونه!
وبذلك هرعت حافيه القدمين الي احدي الطاولات الجانبية الحاملة لصينيه بها لبن معلب و زجاجه مياه و بضع ببرونات...
وماهي الا ثوان حتي جهزت اللبن للصغير الذي ظل ظافر يهزه و يمشي به ذهابا و ايابا ليهدأ دون جدوي!

اعطاها يحيي فانشغل الصغير في طعامه وانشغل ظافر في تفحصها...
لاحظ خصلاتها المبللة التي التصقت بشكل عشوائي بجانب وجهها و رقبتها...
لعق شفتيه رافضا بعض الافكار التي يمكنه بها ازاله تلك الخصلات الي الخلف...
مال نظرة لقدمها التي تهتز بحده بتوتر او ربما بغضب، فتابع قدمها الصغيرة الحافية و اظافرها المزينة باللون الاحمر...

ارتفع جانب وجهه في ابتسامه عندما انكمشت اصابعها للأسفل و كأنها استشعرت نظراته لها!
لما يتحول من الغضب الي شعور مشاكس عندما يمرر انظاره عليها؟!
هز رأسه يرفض ان تنجو بفعلتها!
ونظر لها وهو يقضب جبينه قائلا...
-انتي ازاي تسيبي يوسف يشيله الاتنين اطفال!
-عادي مش جريمه!
اردفت بعناد زاد من انزعاجه فاردف...

-عادي! لا مش عادي طبعا كان ممكن يتمزق او بعد الشر يقع من ايده في ام مكلفه و مسئوله تقع في حاجه زي دي!
هل يقصد انها غير جديرة بدور الأمومة! شعرت بدموعها تتجمع و زمت شفتيها بغضب دون رد...
هزت رأسها متناسيه بلل شعرها، اين خصلاتها لحمايتها من نظراته حين تحتاجها...
جلس ظافر بجوارها قائلا...
-متقاوحيش في الغلط انتي مش طفله ولازم تبقي قدوة ليهم!

قالها وهو يمد يده ويسمح لنفسه بلملمه خصلاتها من علي وجهها ورقبتها برقه بالغه تتنافي مع نبرته الموبخه...
نظرت الي الصغير في احضانها تضمه اكثر وتحاول الانشغال عن لمساته السحرية التي باتت تؤرقها كثيرا مؤخرا...
-انا مش صغيرة!
قالتها بخفوت و وجه احمر فادر وجهها بأطراف اصابعه قائلا...
-عارف انك مش صغيرة بس لازم تفكري بعقلك مش بمشاعرك..
-انت زعقت ليوسف؟
رفع حاجب علي تبديلها للحديث فاردف..
-لا!

نظرت له بلوم واعين متسعه قائله...
-متكذبش!
ستكون عينيها سبب في موته العاجل، نظر لمهمته التي انتهت ولكنه يستمتع بملمس خصلاتها و رقبتها واردف...
-انا مش بكذب!
-انا طالعه علي صوتك اللي قد كده!
-انا حذرته بس!
-يعني زعقتله!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة