قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس والعشرون

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم  الفصل الخامس والعشرون

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس والعشرون

في شقه يزيد...
دخل يزيد بتعب الي المنزل، توجه الي غرفته و فتح الاضاءة وهو يظن انها اغلقت غرفتها عليها بعيدا عنه...
ليتفاجأ وهو يجدها مكومه علي جانبها الايسر و وجهها اليه مغطي بالدموع واعين منتفخة تنظر الي الفراغ بجمود...
اقترب منها ببطء و خضة حاول لمسها وهو يردف...
-سلمي!
وكأنها كانت تنتظر كلمته لينفك جمودها و تنكمش ملامحها وتجهش بالبكاء ابعدت يده التي ترغب في لمسها...

ووضعت كلا كفيها علي وجهها تبكي و تبكي بنياط يمزق القلب...
شعر بقلبة يكوي علي حالها و لكن بداخله هناك بصيص الامل بانها تعقلت و عادت الي رشدها!..
نظر لحالتها و لعن في سره فليذهب التعقل الي الجحيم فحبيبته تنهار امام عينيه!
مال خلفها يحاول جذبها الي احضانه فقاومته بقوة و هي تبكي و تصرخ به و تتهمه بالجحود و الخيانة...
بعد دقائق طويله بالنسبة لهم استسلمت بين ذراعيه بإنهاك و تحطمت جدرانها اخيرا...

مال برأسه يخبأ وجهه خلف رقبتها بين خصلاتها وهو يضمها بشده و يحاول تهدئتها بكلماته الحانية...
اردفت بخفوت وانهاك...
-ما تلمسنيش حرام عليك متموتنيش اكتر من كده!
هربت دموعه هو تلك المرة و هو يستمع للحسرة في صوتها...
ليردف بإنهاك و صوت مختنق ببكائه...
-لو فاكرة اني ممكن المس حد غيرك يبقي اكيد مجنونه!
تشنج جسدها بين يديه قبل ان تلتفت اليه وتردف بصوت مبحوح...

-متكذبش عليا، وقولي اتجوزتها بجد ولا كان تسالي؟!
هز رأسه بالنفي وهو يمسح دموعها بيده...
-لا، مستحيل كنت اعمل كده ولا اقدر اتجوزها لا اقدر المسها حتي!
امسكت بنظراته تحلل صدقه وهي تري رموشه تبللت بدموعه فأردفت بخفوت وصوت ارهقه البكاء...
-انا مش فاهمه حاجه يعني انت كنت بتعمل ايه عندها كل ده؟
مال يقبلها بحب و شوق ليردف...

-انا عايزك تعرفي حاجه واحده ان ده كله كان تمثليه عشان ترجعي لعقلك وتفهمي ان انتي عمرك ماهتقبلي اني اكون لغيرك!..
رمشت بعدم تصديق و ذهول و حاولت الاعتدال ولكنه اجبرها بالبقاء بين ذراعيه...
عقدت حاجبيها و هي تتنفس بصعوبة لتردف بذهول...
-تمثليه!
صرخت بجنون واخذت ترفص بساقيها و تسبه بغضب وهي تحاول افلات ذراعيها لاقتلاع عينيه! الوقح البغيض!
-انت انسان مش طبيعي! انت اكيد مريض، ابعد عني سيبني!

غلب عليه الضحك مذهولا من عنف ردة فعلها فسنحت لها الفرصة وهي تدفعه فتقفز و تجلس فوق جسده...
توالت ضرباتها علي صدره بغضب وهو يحاول كبت ضحكاته واهاته و امساكها دون جدوي...
-بس يا مجنونه اهدي!
امسك ذراعيها و دار بها ليصبح فوقها و كبل حركات ساقيها بأحدي ساقيه...
-انا مش هسامحك يا يزيد! اسامحك ايه لا انا هموتك!
-لا هتسامحيني غصب عن عينك، ليه وانا عملت ده كله عشان متسامحنيش!
-طلق...

كتم فمها بيده وهو يردف من بين اسنانه...
-اقسم بالله يا سلمي لو الكلمه دي خرجت من بقك تاني لأكون قاطع لسانك ده و مخيطك في السرير!
نظر لعيونها التي تنذر ببكائها فاردف حزم و تعب...
-انا بحبك و بموت فيكي متوجعيش قلبي اكتر من كده انا عايز ارتاح مش قادر اتخانق حتي، بكره هفهمك كل حاجه!
تعلقت عيناهم ببعضهم البعض للحظات قبل يردف بخفوت...
-بحبك يا زلومتي اتلمي بقي!

ظهرت الابتسامة اخيرا في عينيها المنتفخة...
و ابتسم يزيد ابتسامه حقيقه اختفت عنه منذ زمن ليردف بحب...
-جننتيني معاكي و مرمطيني وراكي يا شيخه منك لله!..
ازال كفه من علي وجهها لترن صوت ضحكتها الجدران و دموعها لا تزال تنساب...
وضع يزيد رأسه علي صدرها يستشعر ذبذبات ضحكتها وهو يغمض عينيه لتضمه هي بدورها اليها و تمرر يدها علي رأسه...
مرت دقائق طويله بينهم لتردف سلمي بخفوت...

-بحبك اوي و مهما قولتلك سيبني اوعي تزهق و تتخلي عني!
رفع رأسه بابتسامه مشاكسه قائلا...
-يا حبيبتي انتي لو جبتي الطبل البلدي مش هسيبك انا راشق و مربع في قلب المكان ده...
اشار الي قلبها الذي يدق بعنف...
رفعت يدها تجذب رأسه نحوها لتطبع قبله طويله علي فمه، وابتعدت بعدها لتردف...
-مجنون بس بحبك بردو!
-وانا بحبك و بموت فيكي!
تنهدت براحه وهي تدفعه لتردف...

-حاسه بتعب فظيع كأن جسمي متفرفت يلا تصبح علي خير!
اعادها يزيد بغيظ الي مكانها ليردف بحنق...
-نعم يااختي، اتلمي يا سلمي احسن لك!
لمعت عينيها المنتفخة من بكاءها السابق بمشاغبة لتردف...
-تستاهل عشان تبقي تضحك عليا تاني و بعدين انا عايزة تفاصيل!
-لالا بكره هحكيلك كل حاجه، انهارده انتي ليا يا قلب يزيد و كل ما ليه!

اردف ببحته المميزة قبل ان يختطف انفاسها في قبله طويلة يوسم بها كل شوقه وينهي مخاوفة و يطمئن قلبه بوجودها بجانبه الي اخر العمر...

بعد مرور اسبوع...
جلس مروان وهو يضع ساق علي اخري بكل ثقه و هدوء يتابع ملامح هاشم و فمه الذي يكاد يسقط من الصدمة...
مد ذراعه يغلق الكمبيوتر المحمول الذي يطالعه هاشم برعب وقد احمر جام وجهه واردف...
-انا شايف كفايه كده انا حاسس انك علي وشك الدخول في ازمه قلبيه!
نظر له هاشم بأنفاس مخطوفه وذعر لا يصدق ان مروان يملك حياته بكل ما بها في اسطوانة الله وحده يعلم كم واحده منها لديه!

ليردف مروان قاطعا تفكيره...
-ندخل في المفيد بما انك عاجز عن الرد ؛ انا مش هقولك روحك في ايدي او انك و بنتك قدمتولي بدل الخدمه اتنين وانتوا بتخططوا تستغفلوا منصور بفلوس نصها مزورة لانها اكيد اراده ربنا اللي تخليك تدخل تلاقي بنتك نايمه وتعيد كل خطتك معاها وقدامنا صوت وصورة واكيد انت عارف احنا مين وعارف اني هقولك ظافر!..
تحدث هاشم بصوت مختنق غير قادر علي التنفس...
-انت عايز ايه مني؟

دوت ضحكه مروان الساخرة ليردف..
-هعوزك منك انت؟ ليه القطه كلت عيالها؟! اه واضح اني قطعت الفيديو قبل ما تظهر وانت قاعد وسط 3 رجالة و بنتك هي الحتة الطرية فيهم بسم الله ما شاء الله ولا اجدعها فتاحة مش اسمها كده بردو، عشان تصب للزبون و تشجعه انه يقعد و يتسلي!
اردف هاشم بين اسنانه وهو يفك ازرار قميصه العليا...
-عايز ايه يا مروان، اكيد مش باصص لفلوسي انت عندك قدهم ستين مرة!

وقف مروان و كأنه يملك المكان يزر سترته ويردف بملل...
-معاك ساعه واحده انت وبنتك تبقوا عندي في الشركة، بنتك تتنازل عن الحضانة لعيال ظافر وتنسي من الاساس ان ربنا اداها هدايا فرطت فيها وانا هديك اصل التسجيل كله و يا دار ما دخلت شر!
و بذلك لملم جهازه و حقيبته و خرج الي شركته حيث ينتظره يزيد و ظافر...

وبالفعل لم تمر ساعه الا و جاء اليهم هو ومني الحاقدة التي كادت تقتل يزيد المبتسم بنظراتها، ليدفعها والدها للجلوس منكسرة العين تمضي علي اوراق تعترف فيها بفقدان حضانة اولادها لظافر...
وامضاء اخر بعدم التعرض لهم!
لتخرج بعدها بدموع غاضبة و والدها يلعن و يسب نزواتها و انه سيعمل علي احتباسها داخل القصر ان فكرت مجرد التفكير في ظافر او ولديه الشؤم!

كان يزيد اول من تحدث قائلا...
-تفتكروا البومه دي هتعديها! دي عندها جنون العظمة!
ليقف ظافر وهو يمسك الاوراق يطالعهم كأنه امتلك الحياة قائلا...
-لو هي عندها جنون فانا اجن من الجنون نفسه!
اردف مروان بجمود قائلا...
-لا متقلقش مش هتطول كتير!
رفع يزيد حاجبه بتساؤل ليردف مروان بما يعلمه ظافر...
-منصور اللي فاكرين انهم نصبوا عليه، تحت مستوي الشبهات بشويه، تقدر تقول هيقرقشهم قريب!

نظر الثلاثة الي بعضهم البعض بفهم ليتنحنح يزيد قائلا..
-طيب انا هروح بقي و ياريت محدش يكلمني ؛ انا عارف انكم هتضيعوا من غيري و عقليتي الفذة بس انا محتاج يومين في بيتي!
ابتسم مروان بهدوء و ثقه قائلا...
-يكون افضل!
لوي ظافر شفتيه للأسفل و كانه يفكر بالأمر فيردف بموافقه...
-فعلا عشان يفضل هو في الشركه اكيد مش هنقفلها!
ضيق يزيد عينيه بحنق قائلا...
-فهموني يا ابغض خلق الله!

-لا ابدا اصل كنا هناخد يومين كده اسبوعين مثلا اجازة في الغردقة بس طالما انت عايز تاخدهم دلوقتي يكون افضل!
اردف مروان ببراءة ليصيح يزيد بغيظ...
-اقسم بالله رجلي علي رجلكم، هو كان حد فيكم هيقدر يحتفل و ينسجم لولايا ده انا خلصت الموضوع في كلمه، انا الحصان الاسود في الليله دي!

وقف ظافر يخلع سترته و يشمر ذراعيه، ضيق يزيد عينيه بقلق ونظر الي مروان الذي لوي شفتيه و رفع يديه في الهواء باستسلام وهو يعود الي وراء...
اقترب منه ظافر بابتسامه واسعه قائلا...
-كنت بتقول ايه بقي يا حبيبي!
-مقولتش!
اردف يزيد بتوتر ؛ لف ظافر ذراعه حول رقبته بشيء من القوة فاردف يزيد بحده و مدافعه...
-اقسم بالله لو مديت ايدك عليا لأقول لسلمي وهي هتقول لشروق و افضحك قدام العيال في البيت!..

ضحك ظافر بشده واكتفي ببعثرة خصلاته وهو مطبق علي راسه ليعدله نحوه يحتضنه و يربت علي ظهره و كانه احد ابنائه...
تأفف يزيد وهو يبتعد بوجه احمر يعيد ترتيب هندمه خصلاته قبل ان يصفع يد مروان الذي يحاول قرص وجنته وهو يردف قائلا...
-مكسوفه يا بيضه!
-اه انتوا هتصيعوا عليا بقي! طيب انا ماشي في بيتنا لا حد يقولي بتقول ايه ولا يقولي يا بيضه!

دفعه ظافر بعنف ازاحه بضع خطوات واردف قبل ان يكافئه يزيد بنظرات الغيظ...
-لم حاجتك يا اهطل احنا مروحين كلنا!

في شقة ظافر...
علت ضحكات يوسف و فريدة و والده شروق تحكي لهم كحاويها القديمة...
اتسعت ابتسامه شروق وهي تنضم الي سلمي و منار المستلقيان بأريحيه علي فراشها...
ومدت سلمي يدها لأخذ قطعه من الحلوي قائله...
-يخربيتك يا منار شلتيهم يعني!
اخرجت منار لسانها بعدم اهتمام لتردف...
-مش امه و اخته اللي فضلوا يأجلوا يأجلوا و في الاخر طبوا علينا من غير احم و لا دستور!
ضحكت شروق قائله...

-ايوة صح مبرر حلو عشان تفضلي قاعدة بقميص جوزك وبس معاهم...
-يوووة يعني اسيب الناس عشان اقوم اغير...
اطلقت سلمي ضحكتها الرنانة لتردف...
-لا طبعا ودي تيجي، المره الجايه قابليهم ببدله رقص و مستغربه انهم استحقروكي و مشوا بعد نص ساعه!
اعتدلت منار وابتسمت بمشاكسه لتتلوا عليهم ما حدث...

فلاش باك...
تأففت وهي تراه يولي كل تركيزه الي الحاسب امامه و اخذت تعبث بالأغراض في المكتب لجذب اهتمامه...
زفرت بحنق عندما تجاهلها تماما...
حتي ارتدائها لأقصر ملابسها لم يفلح في تشتيت انتباهه نظرت للفستان القطني الذي لا يخفي شيء من ساقيها بغضب و كأنه المقصر واتجهت نحوه تقف بجواره واضعه يديها علي خصرها لتردف بغيظ..
-مروان زهقت هاه!
-شويه وهخلص!
-لا مش هستني الله...

وبذلك تسلقت عليه لتستقر جالسه علي ساقيه نظر لها بحاجب مرفوع لتردف بحنق قائله...
-انت من ساعه ما جيت وانت لازق في البتاع المخروب ده علي الاقل قوم غير هدومك و اقعد معايا شويه هو انا ما وحشتكش!
ابعد خصلات شعرها الي الوراء بابتسامه جانبيه واردف..
-وحشتيني بس ده شغل لازم اخلصه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة