قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع عشر

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم  الفصل التاسع عشر

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع عشر

فلاش باك بالامس!
اغلق يزيد الباب واحكمه بالمفتاح لن يسمح لها بالانتقال من هنا او من امام عينيه هي من طلبت القسوة وهذا ما ستحصل عليه!
خرج من افكاره علي صوت صراخ مزعج ليس غريب عليه و يأتي من شقه ظافر امامه!
سمح لنفسه بالاقتراب و التنصت ليتأكد ان تلك من تصيح وترمي بتهديداتها هي مني زوجته السابقة!

انكمشت ملامحه باشمئزاز لايزال يتذكر عندما تعمدت ملامسه اعلي ساقه وهو جالس بمكتب ظافر بينما الاخير يحضر غرض من الغرفة المجاورة، كان يعلم بوجود خلافات حاده بينهم بسبب طباعها وابتعاد ظافر عنها ولكنه لم يتوقع جراءتها!
ومن ذلك اليوم قرر هو وسلمي ان لا يجتمع وحيدا معها!
سمع صوت صديقه يهدر بأفظع الشتائم التي تستحقها بالكامل واخذ عقله يدور سريعا بما يمكنه ان يفعل للمساعدة...

فتلك الحقيرة ان تركت المكان ستذهب مباشرا لتستخدم نفوذ و اموال والدها و تقوم بأجراء اي خطوات قانونيه!
خبط بيده علي رأسه يناجي افكاره فلمعت عينيه بذكاء وابتعد الي منتصف الدرج عندما سمع اقترابها من الباب...
اصطنع الصعود ليرتطم بها بحده!
انتهي الفلاش باك!

-بس كده فانا فضلت معاها لحد ما اتأكدت انها روحت بيتها ومش هتعمل حاجه!
اردف يزيد بتفسير و هو يرجو اصدقائه تصديقه بعينيه...
ظل ظافر يطالعه بحده ليردف...
-و ايه اللي سلمي بتقوله وانك هتتجوزها!
-ما هو ده بقي اللي انا عايزكم تسمعوني فيه عشان تساعدوني!
وضع مروان يده علي وجهه قائلا بسخريه...
-نسعدك انك تتجوزها ولا ايه!
اغلق يزيد شفتيه بقله صبر ليردف...

-دلوقتي انت في مشكله كبيره ومن غير مساعدتي اتأكد انها هتاخد يوسف و فريده منك! من غير ما تقاطعني هي امهم وهتقدر تاخدهم خصوصا انك متجوز حتي لو فيها اللي فيها مش هتقدر تثبت ده في المحكمه!
-وبعدين؟
اردف مروان يرغمه علي المتابعة ليردف يزيد قائلا بإصرار...
-انا عندي خطه نخلينا تهدا شويه وفي نفس الوقت ندور علي حاجه نساومها عليه بس في سبب تاني!
-ايه هو؟
-سلمي عايزة تطلق؟
ابتسم مروان بسخريه قائلا...

-طيب ما ده طبيعي مش عايز تتجوز عليها...
امسك بنظراتهم بحده قائلا...
-لا سلمي عايزة تتطلق من سنه!
عقد ظافر حاجبيه بتساؤل ليردف...
-ليه؟
-عشان مش بتخلف و عايزاني اتجوز عشان اخلف و اطلقها شايفه انها بتخدمني و شويه كلام متخلف زيها!
وقف مروان و قد لمعت عينيه بفهم فاردف...
-اه يعني انت عايز ترسم علي مني عشان تساعد ظافر صاحبك و في نفس الوقت تبين لسلمي انك هتتجوز عليها طيب ليه؟

نظر للأسفل يخترق الارض بغضب ليردف باختناق...
-عشان تحس باللي بتطلبه! عشان انا مستحيل اطلقها عايزها تحس يعني ايه تسبني لوحده غيرها عايزها تعقل وتحس انها بتحبني انا وانها مش هتقدر تستحمل اني اكون لغيرها!
اقترب منه مروان يربت علي كتفه يشد من ازره ليردف بجديه...
-وانت مقولتش ليه حاجه من الاول؟
-مكنتش حابب اتكلم كنت فاكر اني هقدر اعقلها!
-عشان غبي!
اتاهم صوت ظافر من الخلف ليستكمل...

-اديك استنيت لحد ماتجبر نفسك انك تعذب مراتك كل ثانيه وهي عارفه انك هتتجوز عليها ومش اي حد ابشع ست علي وجه الارض واحده عديمة الأمومة اختارتها عشان تجبلك عيل!
اردف يزيد بحزم...
-هتساعدوني ولا لا!
نظر مروان لظافر يتجاذبان الحديث بأعينهم
ليلتفت ظافر قائلا...
-موافق بس لو حسيت انك افورت عليها اوي يبقي الاتفاق ملغي، انا عايزك تفوقها بس مش تحطمها!

-ولا انا صدقني! بس هو ده الحل الوحيد قدامي! انا هساعدك وانت ساعدني عشان خاطري يا ظافر!
-قفلوا بقي عشان الباب هيخبط!
اردف مروان قبل ان يستمعوا لجرس الباب!
رفع يزيد حاجبه بتعجب وينظر له بتساؤل ليبتسم قائلا...
-الحته اللي قدام الباب بتزيق!
وقف ظافر امام يزيد قائلا...
-يعني انا وانت هنعمل متقاطعين!
-اه
-يكون افضل مش هعرف اتعامل مع سلمي وانا بخدعها!
ضيق يزيد عينيه بضيق فاردف...
-لا حنين!

اردف ظافر بملامحه الجدية...
-سلمي بجد زي اختي ؛ حاول تنجز في الموضوع ده!
هز يزيد رأسه بالموافقة ليردف...
-اقعد هناك واعمل متعصب!
التفت ظافر ليذهب ولكنه عاد بجسده مره اخري قائلا...
-في امل اضربك عشان الحبكه؟!
ابتسم له يزيد باصفرار قائلا...
-لا!
ابتسم ظافر قبل ان يبتعد ليجلس بعيدا!

ركض يوسف وتبعته فريده يبحثان عن والدهم ليتجهوا نحوه يحتضناه و يردف كلاهما...
-صباح الخير يا بابي!
قبل ظافر كلاهما بابتسامه حانيه وهو يضمهم لصدره لتدلف شروق و سلمي بملامحهم الواجمة خلف مروان!
-لا مؤاخذه يا مروان بوظنا عليك الصباحيه!
اردف ظافر بابتسامه...
ضحك مروان بمرح ليردف...
-عادي مش جديد عليكم!
-مبروك يا استاذ مروان!

اردفت شروق بابتسامه مهذبه وتلتها سلمي بخفوت وعيونها منتفخة ليردف مروان بابتسامه مرحبة...
-االه يبارك فيكم، ثواني هناديها تسلم عليكم!
هزت شروق رأسها وهي تلتفت حولها فتنكمش ملامحها بغضب و اتهام عندما رأت يزيد، ابعدت انظارها نحو ظافر بشفقه فتتجه تقف بجواره تلمس كتفه فلابد ان خيانة يزيد له تقتله...
تلتها سلمي التي نظرت لزوجها شزرا قبل ان تتجه للوقوف بجانب ظافر من الناحية الأخرى...

كان ليسعد ظافر بهذا التحول ويبتسم بانتصار ليزيد المنزعج ولكنه لا يرغب في افساد الامر من البداية واكتفي برفع حاجبه بشماته في مواجهه يزيد!

دخل مروان لمناداة منار فانفجر ضاحكا ما ان رأها...
نظرت له شزرا قائله...
-انا مكنش لازم اسمع كلامك من الاول!
قالتها وهي تشير الي منامته الواسعة و الطويلة التي اخبرها بارتدائها وقد ثنت السيقان لتناسبها وامسكت الخصر برباط فستانها...
هدأت ضحكاته ليردف بابتسامه...
-متأسف اصلي متوقعتش! بس جميله صدقيني!
وضعت يدها علي خصرها وهي تميل للجانب قائله...
-جميله ولا بهلوان!

-مش وقته بقي سلمي و شروق برا تعالي عشان تسلمي عليهم!
نظر لخصلاتها العسلية الخلابة بأعجاب وتمني لو يرغمها علي ارتداء الحجاب ولكن الوقت ليس المناسب الان كما ان الخيار يجب ان يكون لها تأفف ليس تدين فقط بل لانه يغار عليها من العيون!
تنفست بقوة وتوتر تري هل سينظران لها كأنها فتاة فقيرة خدعت الرجل الغني بعيد المنال...

هزت رأسها برفض، مستحيل ان تظن بها شروق صاحبه القلب الطيب هذا الظن لا داعي للخوف او الرهبة...
عقد مروان حاجبيه وهو يرى عينيها تنتقل من شعور الي اخر، و نظر لوجهها الشاحب قائلا بهدوء..
-انتي خايفه؟
-لا و اخاف ليه!
هز اكتافه بموافقه واشار لها بالخروج، خرجت لهم ففرغ فاه سلمي و شروق التي وقفت قائله...
-منار!

نظرت لظافر بذهول ثم لمنار فمروان الذي احاط ذراعه يعلن مساندته لزوجته في حال قرر احدهم التصرف بحمق...
اتسعت ابتسامتها لتردف...
-مش معقول ايه المفاجأة الحلوة دي الف الف مبروك!
اخرجت منار ذلك النفس المكبوت داخلها ورسمت ابتسامه مرتعشة...
رغب مروان لو يضمها بقوة ليطمئنها فهذه الفتاه تكشف عن شخصيه داخليه تختلف تمام عن تلك القشرة التي ترميها حولها بانها تلك الجريئة القوية التي لا تهاب احد...

احتضنتها شروق بترحيب حار و بعدها سلمي التي غلب علي ملامحها الحزن برغم من ابتسامتها الضعيفة...
جلس الجميع يتعرف ولاحظت شروق ان ظافر يرسل نظرات غاضبه ليزيد...
وقف يزيد بعدها وهو يتنحنح ليردف...
-يلا يا سلمي!
نظرت له سلمي بغضب ثم نظرت لشروق التي ربتت علي يدها تواسيها بعينيها...
لم ترغب بإفساد الامر علي مروان و منار فوقفت تعدل حجابها وهي تردف...
-مبروك ربنا يرزقكم بالذرية الصالحة وتتهنوا سوا!

غاب عنها مدي تأثير تلك الدعوة علي يزيد الذي يعلم مدي صدق تلك الدعوة وامنتيها بان ينولها الجميع من حولها...
نظر لها بأسي وهي تخفض بصرها وتبعد يدها عن مرماه حتي لا يلمسها واتجهت الي الخارج تهبط علي الدرج امامه...
ما ان دلف الاثنان حتي اردفت بحده...
-طلقني!
-لا!
قالها ببرود...
-انا بكرهك يا بني ادم ايه مش بتفهم بقولك طلقني!
-وانا بكرهك يا سلمي عشان كده مش هطلقك!

خلعت حجابها بحده تشعر بالاختناق وتوجهت نحو غرفتها وقد اتخذت القرار بلملمه اشياءها والرحيل...
تبعها يزيد وهي تجذب حقيبة تناسوا وجودها من تحت الفراش لتفتحها وتبدأ في لملمه بضع اشياء لها، هتف بغضب...
-اللي في دماغك مش هيحصل!
-لا هيحصل! مش انت خلاص قررت تتجوز دي، مش دي بردو اللي كانت وحشه وبتتلزق فيك ازاي تبقي عارف انها ممكن تعمل كده مع غيرك وهي علي ذمتك و توافق...
نظر له بجمود قائلا...

-مش مهم المهم انها بتخلف و ده قراري انتي خدتي قرار و انا نفذته بطريقتي!
قذفت زجاجه من العطر كانت في يدها عليه بغيظ وهي تصرخ...
-اعمل اللي تعمله بس طلقني ووديني لاهلي!
تأوه بغضب يمسك صدره حيث صدمته زجاجتها فتوجه نحوها قائلا بعنف...
-عايزة تروحي لاهلك! تعالي و خلينا نشوف هيرضوا اصلا ولا لا!
نزلت دموعها بقهر وعناد فأردفت باختناق...
-هيوافقوا!..
-ماشي يا سلمي البسي طرحتك انا مستنيكي في العربيه تحت!

وبالفعل توجهت سلمي و يزيد نحو منزل والديها وجدت ابيها يؤدي صلاة الظهيرة و والدتها المسنه رحبت بهم بسعادة برغم انقباض قلبها لدي رؤيه سلمي بملامحها الباكية ودعت الله ان يكون ما جاء بهم هو الخير...
-خير يا ابني!
اردفت بابتسامه قلقه و وجهه شاحب هل قرر التخلي عنها بسبب عدم انجابها هل سيحدث ما تخشاه و تدعو ضده هي و زوجها في كل وقت!

جلس يزيد بهدوء قائلا...
-أساليها يا حجه؟
نظرت له سلمي بغضب و عيون حمراء لم تتوقف عن البكاء فقالت لوالدتها بخفوت...
-احنا قررنا اننا هنطلق!
اردف بحده...
-قرارك انتي مش انا!
نظرت لها والدتها بحنق و ذهول و لوم قائله...
-يا نهار ابيض عليكي يا سلمي انتي اتجننتي يا بنتي!
-يا ماما احترموا قراري!
-احترم ايه و هباب ايه انا مش هوافق علي الخيبه دي ابدا انتي عايزة تخربي بيتك بأيدك!

سمعوا صوت سلام انتهاء الصلاة قبل ان يدلف والدها فيبتسم بترحيب..
-اهلا يا يزيد ايه الزيارة الحلوة دي؟
-الحمدلله يا ابو سلمي، الله يخليك!
نظر لزوجته العابسة و ابنته بعيونها الحمراء فاردف بقلق...
-خير يا جماعه في ايه؟
-بنتك المحترمه عايزة تطلق من جوزها!
نظر لها والدها باعين متسعه بصدمه ليقول...
-لبه يابنتي كده فال الله و لا فالك!

فتح يزيد فمه ليروي لهم رغبتها لان يتزوج و رغبتها الثانية في ان يتخلى عنها واكد بحده انه لن يوافق علي طلاقها وانه فقط يلبي رغباتها!
وضعت سلمي يدها تسند وجهها بقهر و حزن ودموعها ترفض الجفاف...
استمعت الي توبيخ والدتها ووالدها في غرفتها بعد ان طلبا محادثتها واقناعها بالعدول عن هذا القرار بمفردها...

و بعد توسلات كثيرة منها لوالدتها بان ترحمها وترغمه علي تطليقها الا انها رفضت بحده قائله بان ظل رجل و لا ظل حائط!
(مش هرد )
خرج والدها عابس الوجه ليردف ليزيد بهدوء...
خلاص يابني هي هتروح معاك وان شاء الله الكلام الفارغ ده مش هتعيده تاني!
هز يزيد رأسه وهو يتابعها تسير نحوهم بخنوع منحنيه الرأس...
شعر بطعم كسرتها وقهرها في حلقه و اردف باختناق خافت...
-شكرا يا حج عن اذنكم!

توجه نحوها يمسك يدها فتبعته باستسلام وتعب الخارج و من ثم الي السيارة..
رفضت سلمي رفع رأسها او النظر له وقد تحطمت كل امالها بوجود سند لها في هذه الحياه ولكنها لن تلوم والدين مسنان يظنان انهما بذلك يمنحاها الحياه!
ظل يزيد يسترق النظر لها طوال الطريق، وغضب وضيق يتملكه، قلبه يعتصر بألم يطوق لضمها ولكنها من حكمت عليهم بالعذاب!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة