قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السابع والثلاثون والأخير

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السابع والثلاثون والأخير

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السابع والثلاثون والأخير

الحياه ليست روديه مثلما كان يظن عودته إلى لبني كان اكبر خطا قد ارتكبه كان يظن انه سيسطيع تخطي ونسيان ما حدث ولكن اكتشف انه من المستحيل تخطي الماضي الشك لا يفارقه لحظه واحده اذا وجدها تتمسك بهاتفها يشعر بالشك انها من الممكن تكون تتحدث مع شخص ما
قام بفتح حسابها الشخصي الفيسبوك لديه دون ان تشعر لبني حتى يقوم بمراقبه ما تفعله وبرغم ذلك لا يشعر بالارتياح.

ندم كثيرآ علي اندفاعه ورجوعه اليها لم يكن من المفترض ان يعود اليها مهما حدث هو لم يستطيع نسيان الماضي مهما حدث
حتي في العمل وضعه صعب للغايه لا يستطيع رؤيه مكتب حسن امامه
استيقظ من نومه علي صوتها اعتدل من الفراش ونظر إلى الساعه ثم نهض من مكانه لتقول لبني
الفطار جاهز براه
حرك راسه بالايجاب ثم اتجه ناحيه المرحاض كل شئ كان بنسبه ل لبني مشكله كبيره في حياتها السابقه اصبح سهلا بنسبه لها.

طهو الطعام الاهتمام برشاد واولادها ولكن برغم كل هذا الا انها تشعر بعدم رضا رشاد وابتعاده عنها قضت معه اول شهور جوازها في سعاده ولكن فيما بعد اكتشفت غرابه رشاد معها وابتعاده عنها يومآ بعد يوم حتى اهتمامها به لم يعد يهمه مثلما كان من قبل
جلس علي المائده لتناول الافطار بصمت تام وعندما رحل عمرو هتف هو
انا هسيب الشغل واشوف اي مكان تاني اشتغل فيه
ضيقت بين حابيها وتسائلت باستغراب ليجيبها هو باقتضاب.

مش لازم اقولك السبب انا قررت اسيب الشغل وخلاص
انا مراتك يا رشاد ومن حقي اعرف السبب
لاني مش قادر اشوف مكتب حسن قدامي كل ما بشوفه بفكتر خيانتك انتي وهو ليا وقد ايه كنت مغفل قاعد وهو قدامي بيكلم مراتي وبيحب فيها
قالها بعصييه مكتومه وما ان نطق عبارته تلك امام لبني تحولت ملامحها للحزن ثم ظلت تبعث بالطعام الذي امامها بتوتر نهض هو من مكانه واكمل
اكبر غلط عملته اني سيبت دمياط ورجعت هنا تاني.

لو عايز ترجع شغلك في دمياط وننقل كلنا هناك مفيش مشكله بس استني لحد ما عمرو يخلص الترم بتاعه علشان يبدا سنه جديده في المدرسه هناك
ابتسم بسخريه واضحه ثم قال
وتفتكري كده المشكله اتحلت يعني؟
تنهدت لبني وهي تقول
ومش هتتحل ليه يا رشاد هتبقي بعدت عن المكتب وروحت مكان جديد
لاسف المشكله مش في المكتب بس
نظر اليها طويلا ثم تابع.

مكنش مفروض ارجعلك يا لبني وامشي ورا لحظه اندفاع مشاعر وغيره من العريس إلى كان جاي يتقدملك غبي مفكرتش بالعقل ومشيت ورا شويه مشاعر وكلام فارغ كنت فاكر السنتين إلى قعدتهم بعيد خلوني انسي بس اكتشفت ولا مليون سنه تنسيني خيانتك ليا
يااه لدرجادي
قالتها لبني بالم واضح لجيبها هو.

انا مش قادر اكمل بجد حاولت كتير ادوس علي نفسي علشان حتى خاطر الولاد بس مش قادر إلى عملتيه فيا مكنش سهل ابدا انتي خونتيني مع صاحبي كنتي بتعزميه هو وم
قاطعته لبني برجاء
ارجوك بلاش نعيد في إلى فات ونفتحه تاني غلطت يا رشاد ودفعت تمن غلطتي ولحد دلوقتي بدفعها اعمل ايه علشان تسامحني وتعفرلي انا مش عبيطه وفاهمه كويس تغيرك معايا الفتره الاخيره وبعدك عني ونظرات الشك إلى بشوفها في عينيك دايما.

انا مسامحك بس مش ناسي ومش عارف انسي ولا حتى اثق فيكي
وايه إلى يريحك دلوقتي يا رشاد
قالتها بجديه وهي تنهض من مكانها وتقترب منه ليقول هو
ننفصل وكل واحد يروح لحاله انتي ترجعي تقعدي عند مامتك زي ما كنتي وانا هرجع دمياط وانزل اجازه كل فتره اشوف الولاد
تجمعت الدموع في عينيها وهي تستمع إلى كلماته تلك يريد انهاء حياتهم مره اخري والانفصال
سقطت الدموع علي وحنتيها قائله.

بس انا مش عايزه ابعد عنك اعمل فيا اي حاجه بس بلاش فكرني كل دقيقه علي خيانتي ليك وزعق اتخانق معايا اعمل اي حاجه لكن بلاش فراق علشان خاطر ولادنا
اغمض عينيه عدده ثواني ثم فتحهما وهو يقول
الفراق احسن لولادنا علي الاقل ميقعدوش في بيت مليان خناق ومشاكل صدقيني يا لبني كده احسن لينا كلنا
تمسكت بيديه وقالت برجاء.

بلاش طلاق خلينا مع بعض في بيت واحد، خد وقتك لحد ما تقدر تنسي خيانتي وتتقبلني علشان خاطري يا رشاد متسبنيش تاني ان شالله يارب كل واحد ينام في اوضه انا راضيه
وكلماتها تعذبه كثيرآ هي تحبه ولا يستطيع ان ينكر ذلك ابدا ولكن كيف ينسي ما فعلته به!
دي متبقاش اسمها عيشه يا لبني الانفصال احسن حل للي ما بينا
تحرك من امامها بعدما ازاح يديها برفق ولكنه توقف عندما استمع إلى كلماتها الباكيه.

بلاش تتطلقني يا رشاد وتسيب البيت لو عايز تجوز اتجوز مش همنعك والله بس تيجي عندي واشوفك كل يوم انا عارفه اني غلطت وغلط كبير اوي وصعب تنساه بس انا بحبك يمكن في الاول مكنتش حاسه ولا فاهمه حبي ليك بس بعدين فهمت وعرفت قد ايه بحبك وكنت غبيه لما ضيعتك من ايدي وندمت والله ندمت
جلست علي المقعد وظلت تبكي بعدما انتهت من عبارتها عاد رشاد اليها وجلس بجانبها وهو يقول
يارتني كنت اقدر اكون مع واحده غيرك.

خرج صوتها الباكي وهي تقول
بلاش تطلقني
مش هطلقك حاضر متخافيش بس سامحيني انا مش هقدر اتقبلك زوجه وخيانتي لسه موجوده في دماغي هنعيش بعض زي اي اتنين صحاب لحد ما اقدر انسي يا لبني سنه اتنين عشره زي ما تيجي بقي
مسحت دموعها بكفه يديها
انا راضيه بالوضع ده حتى لو العمر كله يا رشاد مش مشكله بس ابقي معاك.

هو يحبها وتلك هي المشكله بنسبه له لم يستطيع رفض توسلها والابتعاد عنها هو يعلم جيدآ ان كلماتها عن حبها له صادقه لاحظها كثيرآ في الفتره الاخيره ربما في السابق لم تكن تحبه ومشاعرها له مجرد مشاعر بين اي زوجين ولكن الان هو يثق تمامآ من حبها له ولكن كيف ينسي خيانتها له لا ويتقبل وجودها في حياته كزوجه مهما حاول كل شئ يمر امامه كالشريط السينمائي ويذكره يخيانتها له مع رفيقه المقرب.

ترك وظيفته وقام بالعمل في مكان اخر
ظل مع لبني ثلاث اعوام علي ذلك الوضع
شعر بالذنب من ناحيتها واخبرها مره بالانفصال ولكنها لم توافقه واخبرته بكلماتها انها علي استعداد البقاء معه علي هذا الوضع عن الانفصال عنه وان كان هو غير راضي عن تلك الحياه يمكنه الزواج ولكن لا يتركها.

وقفت علي المصليه كعادتها دومآ منذ سنوات وقامت بصلاه قيام الليل وظلت تدعي الله ان يغفر لها خطيئتها تلك وان يهدي رشاد ويخرج من عقله كل شئ
والثلاث اعوام اصبحوا اربعه وخمسه
الصغيره كبرت واصبحت تذهب إلى المدرسه في المرحله الابتدائيه والصغير اصبح في المرحله الاعداديه وكل تلك السنين التي مرت رشاد يطلب من لبني انهاء الحياه بينهما وهي ترفض وتتمسك به.

وكل هذا كان يؤلم رشاد كثيرآ العمر يجري بها وبه والوضع بينهما ليس مستقر اطلاقآ
انتهت من وضع الطعام علي المائده وقالت
يلا يا ملك روحي بلغي بابا واخوكي ان الاكل جهز
اومات راسها بالايجاب ثم ركضت إلى والدتها واخيها وابلغته اجتمعت العائله باكملها علي المائده هتف رشاد بسعاده وهو ينظر إلى الطعام
يا سلام هناكل محشي النهارده
تناول قطعه واغمض عينيه وتذوقها باستمتاع كبير ثم هتف
تسلم ايدك يا لبني طعمه تحفه.

ابتسمت اليه قائله
بالهنا والشفا
وعمرو يراقبهم باستغراب كبير التعامل بينهما لطيف ولكن حياتهم غريبه ومهما حاول فهم ما يحدث لم يستطيع لماذا كل واحد منهما يغفو بغرفه منفرده
سرحان في ايه يا عمرو يلا كل الاكل هيبرد
قالتها والدته بتساؤل انتبه إلى والدته ثم تناول قطعه الطعام وقال
باكل اهو
انا عارفه يا ماما عمرو سرحان في ايه اقولكم؟
قالتها ملك بحماس
هتف رشاد بابتسامه
قولي يا رويتر هانم.

واحنا راجعين من المدرسه النهارده سمعته بيتكلم مع طه وبيقوله انه وهو بيغشش يوسف صاحبه اتقفش ومس سحبت الورقه منهم هما الاتنين وعملت عليها بالاحمر
صرخ عمرو بها بزعيق
وانتي مالك بتنقلي الكلام إلى بتسمعيه ليه
هتفت ملك بدفاع
بابا وماما اصلا كانوا هيعرفوا من الشهاده
بس انتو الاتنين خلاص كملوا الاكل بتاعكم يلا وانتي يا ملك مش اي حاجه تسمعيها تحكيها عيب كده.

قالتها لبني اما رشاد كان ينظر امامه بشرود تذكر عندما كان يفعل المستحيل في صغره حتى يستطيع ان يساعد حسن في الاختبار
فاق من شروده وقال إلى عمرو
متديش مجهودك ل اي حد يا حبيبي محدش يستاهل تسقط علشانه
قال كلماته ونهض حتى لم يكمل طعامه ولبني تتابع باستغراب لتقول ملك
عاجبك كده اهو بابا زعل علشان سقطت يا فاشل
هتفت لبني بعصبيه مكتومه
ملك وبعدين معاكي
وضعت الصغيره يديها علي فمها وتوقفت عن تناول التحدث.

وفي غرفه رشاد
كلما حاول نسيان الماضي ياتي شئ ويذكره به يتمني لو ينسي ويعيش حياه مستقره مع لبني ولكن كيف يكون النسيان تعب كثيرآ من محاولاته
انتبه إلى صوت لبني وهي تقول
مكملتش الاكل بتاعك ليه
تجاهل كلماتها وقال
ما تريحيني يا لبني من عذاب الضمير إلى انا فيه ده وتخليني اطلقك
تنهدت بنفاذ صبر وهي تقول
تاني يا رشاد حرام عليك انت مبتزهقش من السيره دي.

ليه مصممه تعذبيني بقالي خمس سنين بتعذب يا لبني بسببك لا قادر انسي ولا اشوفك قدامي بالوضع ده
جلست بجانبه وقالت
مالو الوضع يعني انا مبسوطه كده ومرتاحه كفايه انك معايا
ابتسم ساخرآ وهو يقول
معاكي وشاكك فيكي صح وبدور وراكي كل دقيقه كل واحد فينا بينام اوضه بقي دي تبقي اسمها حياه!؟
يا سيدي انا راضيه ايه مشكلتك انت ويلا بقي قوم كمل الاكل بتاعك ده المحشي متوصيه بيه النهارده علشان خاطرك يلا بقي.

قالتها وهي تجذبه من يديه تحرك معها رشاد وبداخله غير راضي اطلاقآ
وفي يوم ما كانت تتصفح الهاتف لتجد اعلان من شركه سياحيه عن العمرة نظرت إلى رشاد الذي يتابع التلفاز وقالت
ايه رايك يا رشاد نروح نعمل عمره؟
ثم نهضت من مكانها وجلست بجانبه واكملت
بص الشركه دي عامله رحله بعد اسبوعين
تناول الهاتف منها ثم ظل يقرا المكتوب وقال
طيب والولاد ومدرستهم؟
هيقعدوا عند ماما عادي امشي انت في اجراءت وملكش دعوه بالباقي.

حرك راسه بالموافقه وبالفعل قام بالسعي وانهاء اجراءت السفر واتجه هو وزوجته إلى السعوديه ( مكه المكرمه)
وفي المسجد الحرام
وقفت لبني امام الكعبه واغمضت عينيها ثم رفعت يديها وقالت
سامحيني يارب واغفرلي ذنبي يارب
وظلت تردد الكثير من الكلمات والدموع تسقط من عينيها
انتهي كلاهما من اداء العمره ثم عادوا إلى البلده مره اخري يشعر رشاد بارتياح بداخله تحدث كثيرآ مع الله هناك واخرج كل ما بداخله
وبعد مرور عدده ايام.

انتهت لبني من صلاه قيام الليل وهتفت إلى رشاد باستغراب الذي دلف إلى الغرفه اثناء صلاتها وتمدد علي الفراش
عايز حاجه يا رشاد؟
اعتدل وهو يقول
هو انا علشان جاي انام في اوضه نومي ابقي عايز حاجه شكلك نسيتي ان ده الوضع الطبيعي بين اي اتننين متجوزين وانهم بيناموا في اوضه واحده
وكلماته تلك لا تعني سؤي انه استطاع تخطي ونسيان خيانتها له
قصدك اا
قاطعها وهو يقترب منها قائلا
ربنا استجاب لدعواتك
ثم تابع بابتسامه.

كل يوم وانتي بتصلي القيام كنت بقف ورا الباب واسمعك بتدعيلي
قام بمحو دموعها التي تسقط علي وحنتيها قائلا
لا مش عايز دموع تاني يا لولو كفايه نكد انتي مزهقتيش منه ولا ايه
حركت راسها بالايجاب وقالت وسط دموعها
لا زهقت ونفسي نبدا من جديد وتنسي كل إلى فات
ضمها إلى احضانه قائلا
حبيبتي احنا دلوقتي بدانا من جديد خلاص والي فات ده اتنسي بقي بنسبالي مجرد كابوس حلمت بيه وصحيت.

اغمضت عينيها بداخل احضانه وتنهدت بارتياح وهي تشكر الله كثيرآ بداخلها.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة