قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الثالث

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الثالث

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الثالث

يجلس الجميع علي المائده لتناول الطعام هتفت سلمي إلى رشاد وزوجته
انتو مبتاكلوش ليه؟
ليقول رشاد: حرام عليكي ده احنا خلصنا نص السفره الاكل جميل جدا تسلم ايدك
بالهنا والشفا
ليقول حسن: اهي السفره دي كلها قامت بيها سلمي لوحدها
ابتسمت سلمي وهي تنظر له باعجاب فهو دومآ يجعل صورتها كبيره امام اي شخص ليقول رشاد وهو ينظر إلى لبني
ست بيت شاطره ما شالله.

بادلته لبني نظره رجاء بعينيها ان لا يقول اي شئ ويخجلها امامهم كالعاده وبالفعل صمت رشاد ولم ينطق بشئ.

تقف في المطبخ بجانب سلمي وتقوم بمساعدتها في غسل الصحون وهتفت: انتي ازاي قدرتي تعملي الاكل ده كله لوحدك؟ مروان وروان سابوكي كده واقفه في المطبخ بالساعات عادي؟
لا طبعا انا اصلا كنت محتاسه اوي قبل ما حسن يجي من الشغل ومكنتش خلصت حاجه لولا بس وقفت حسن معايا لما جه هو إلى خلص كل حاجه
يعني حسن ساعدك؟

قالتها لبني بدهشه لتجيبها سلمي: ايوه بس هو مبيحبش يقول كده قدام حد وبيطلعني انا إلى قومت بكل حاجه لوحدي حتى مع اهلي واهله
قامت لبني بتنظيف الاناء الذي في يديها تحت الماء وهي تقول: ايوه يا اختي بينفخك قدام الناس ناس ليها نفخه وناس ليها تقطيم واحراج انا كده دايما بختي مايل من صغري
ضحكت سلمي وهي تقول: انتي هتحسديني ولا ايه؟
يجلس حسن ورشاد في الشرفه.
قولت لسلمي تتكلم مع لبني؟

قالها رشاد بتساؤل ليقول حسن: اه بلغتها متقلقش بس قالتلي انها اتكلمت معاها كذه مره قبل كده وكان ردها ان شغل البيت كتير عليها
هو انا طالب منها تحفر في الجبل؟ كل إلى عايزو ارجع البيت القي لقمه اكلها والدنيا مترتبه والبيت هادي طالب شويه اهتمام
اصبر عليها شويه جايز لما ملك تكبر شويه الحمل يخف من عليها وتفضالك
ابقي قابلني
قالها رشاد بسخريه.
انتهت امسيه ورحل رشاد برفقه زوجته واطفاله.
وفي السياره.

هتفت لبني فجاه: علي فكره حسن صاحبك هو إلى عامل نص الاكل رجع من الشغل لاقها لسه مخلصتش راح ساعدها
لا يا شيخه
قالها ببرود تام لتقول هي: والله ساعدها سلمي اصلا إلى حكتلي وقال كده بس قدامنا علي سفره علشان ينفخها مش اكتر
يعني الراجل مشي من الشغل راح كمل في المطبخ؟
قالها بسخريه لتقول هي: انا هكدب عليك ليه؟
علشان تداري خيبتك
براحتك متصدقنيش بس هي دي الحقيقه.

لم يجيبها رشاد بشئ لتكمل هي: طب اسال حسن بينك ما بينه هيقولك انه ساعدها
وياتري سلمي قالتلك انها بتهتم بجوزها ولا هو بيساعدها في دي كمان؟
نظر خلفه ليجد عمرو يغفو في النوم اعاد نظره إلى إلى الامام مثلما كان وقال: بتديله حقوقه ولا مبياخدهاش منها غير كل سنه مره وبالعذاب كمان.

انت إلى عايز كل حاجه بمزاجكك ملك طول الليل بتكون بتعيط وبتصرخ اسيبها ازاي يعني؟ ولما طلبت مني اخر مره سبتها صاحيه وجيتلك وحتى لما فضلت تصرخ وتعيط انت مسبتنيش اروحلها وفي الاخر بردو انا إلى طلعت غلطانه!
انت هتزليني علي المره إلى حسيتي علي دمك فيها
هزت جسدها بعصبيه وهي تقول: ماهو انت مبتشوفش نفسك غلطان ابدا مفيش حماره بتطلع غلطانه غيري.

لاني مش غلطان في حاجه مقصرتش معاكي في حاجه انتي إلى مقصره ومقصره اوي كمان
اسندت راسها علي شرفها بقله حيله لا تفهم ما الذي بيديها ان تفعله؟! كل شئ في حياتها صعب صعب للغايه.
لا تستطيع الاعتناء بالمنزل واطفالها وزوجها لا يمكنها فعل كل هذا بمفردها!
ورشاد ذلك لا يهمه شئ سؤي نفسه يفكر في طعامه وحقوقه ولا يفكر بها هي. لا يفكر كيف يمكنها ان تقسم نفسها وتفعل كل ذلك!

وفي الليل.
ممد علي الفراش يحاول النوم ولكنه لا يستطيع كلما اغمض عينيه ظهرت صورتها امامه وهي تتناول الطعام وتحمل ملك بين يديها وهي تقوم بمساعده سلمي في تجميع الصحون من المائده كل شئ فعلته اليوم لبني محفور في عقله.
تقلب اكثر من مره وهو يحاول طرد تلك الصور من عقله...
يصل له صوت شهقاتها وهي تجلس في غرفه الاطفال مع ملك التي تبكي هي الاخري.

اعتدل في نومه بضيق واضح الم يكفي عليه ملك والان اصبح ملك ووالدتها.
نهض من الفراش ثم ذهب إلى الغرفه ليجدها تحمل الصغيره بين يديها وتهزها برفق والدموع تسقط من من عينيها قامت بمحوها علي الفور عندما وجدته يقف علي الباب ثم قالت مبحوح: محتاج حاجه؟
دلف إلى الغرفه وجلس بجانبها وهو يقول: ملك وعرفنا بتعيط علشان عيله زنانه انتي بقي يا كبيره بتعيطي ليه؟
علشان انا واحده ظالمه جباره ياعيني معيشاك في ظلم وعذاب.

كل ده علشان الكلمتين إلى قولتهملك في العربيه؟

ارضيك ازاي اعملك ايه علشان ارضيك؟ بتروح عليا نومه الصبح ومبلحقش افطرك غصب عني طول الليل سهرانه مع ملك الاكل بيطلع مش حلو ومش بيعجبك لاني مبعرفش اطبخ كويس مش عارفه اهتم بيك لاني طول الوقت مشغوله ان الاكل اطلعه كويس ويعجبك واسكت ملك واخلص الواجب مع عمرو وارتب البيت واغسل هدومك واكويها علشان الصبح تلاقي قميص وبنطلون نضاف ومكوين انا كل حاجه فوق دماغي مش عارفه اعمل ايه مش عارفه انا مش زي سلمي هي احسن مني عارفه تدير بيتها كويس وتهتم بجوزها لكن انا واحده فاشله فشلت في حياتي الزوجيه زي ما فشلت في دراستي.

انهت جملتها تلك وصاحت باكيه بقوه لاول مره يراها تبكي بهذا الشكل امامه وصوت الصغيره ارتفع اكثر في البكاء واصبح الغرفه ممتلئه بصوت بكاء فقط...
تناول رشاد منها الصغيره ثم خرج بها من الغرفه وظل يتحرك بها حتى يجعلها تتوقف عن البكاء.
وبعد مرور الوقت
غفلت الصغيره بين يديه تحرك برفق بها ناحيه الغرفه ثم وضعها علي الفراش ووضع عليها الغطاء.
نظر إلى لبني وهتف بهمس: تعالي نتكلم في اوضتنا علشان متصحاش.

وبالفعل تحرك معه لبني وهي تتنفس بقوه وصدرها يعلو ويهبط بسبب بكاءها.
اجلسها رشاد علي الفراش وهي يقول: هتكلم معاكي براحه خالص اهو ومن غير زعيق ولا عصبيه بقالنا كام سنه متجوزين؟
عشره
حلو اوي اهو جاوبتي بنفسك اهو عشر سنين يا لبني متجوزه وست بيت ومش عارفه تتعلمي تطبخي كويس؟ يعني لو عروسه جديد نقول ماشي لكن دول عشر سنين والوضع كده
بحاول اتعلم من جوجل.

ضغط علي شفتيه بنفاذ صبر ثم قال: والباقي بردو بتحاول تتعلميه؟ بتحاولي تنظمي بيتك وتهتمي بجوزك كل ده بقالك عشر سنين بتحاولي تتعلميه
م.

قاطعها هو: متقوليش ان ملك السبب انتي كده من زمان من اول ما اتجوزتك في الاول كانت الحجه بتاعتك عمرو وبعد ما عمرو كبر بقيت الحجه انك حامل ولما ولدتي طلعت حجه تانيه ملك ولما ملك تكبر هتطلعي حجه تانيه بذمتك يا لبني دي عيشه حد يقدر يستحملها؟! والله لو واحد غيري كان عمل حاجه من الاتنين يا اما خدك لبيت اهلك يااما اتجوز عليكي
انا مش عارفه اعمل كل ده لوحدي
والحل؟
استحملني شويه زي ما انا مستحملاك وساكته.

مستحملاني وساكته كمان؟ ليه بصبحك وامسيكي كل يوم بعلقه ولا مانع عنك الفلوس؟
مبسمعش منك كلمه كويسه زي ما انت شايف اني مش مهتميه بيك وانا كمان شايفاك مش مهتم بيا ولا مره بعتلي رساله وانت في الشغل قولتلي وحشتيني ولا حتى بعتلي رسايل حب ان شالله تجيبها من جوجل وتبعتها. مفيش مره قولتلي علي اي حاجه بعملهاك حلوه او حتى تسلم ايدك دايما تزعق وتتخانق.

مفيش مره دخلت عليا ببوكيه ورد ولا جيتلي هديه من غير مناسبه الهدايا مش بشوفها منك غير في عيدميلادي وعيدجوازنا مش بتقولي اني حلوه في عينك مفيش مره حسستني بحبك ولا خدتني في حضنك بس عايز عايز عايز عايز لكن انا عايزه ايه مش مهم المهم انت وبس
انتي كده عايزه واحد لسه خاطبك جديد تحبوا في بعض في ايه يا لبني؟! ما تكبري وتعقلي
حاضر يا رشاد هكبر واعقل تصبح علي خير
قالها بملامح بارده خاليه من اي شئ.

تمددت علي الفراش واغلقت الاضاءه ثم اغمضتت عينيها
تمدد هو الاخر بجانبها وعقله يفكر في كلماتها تلك.
هي تحتاج إلى احتواء وحب، وهو لا يفهم في مثل تلك الاشياء...
ولكن هل يمكن احتياجها للحب يجعلناها مهمله في منزلها وبزوجها!
فتح عينيه في الصباح ونظر بجانبه لم يجدها.
خرج من الغرفه وجدها تقوم بوضع الافطار علي المائده وملامحها غريبه عينيها منتفخه ومتورمه. ومن الواضح انها مستيقظه من الامس ولم تغفو...

انتبه إلى صوتها هاتفه: هدومك جاهزه علي الشماعه اغسل وشك واجهز علي ما الفطار يخلص
اقترب منها قائلا: عينك مالها؟
مش عارفه صحيت لقيتها وارمه كده ممكن حاجه قرصتني ولا حاجه متشغلش بالك
قالتها وكادت ان ترحل ولكنه منعه وهو يتمسك بها من معصم يديها قائلا: انتي منمتيش اصلا يا لبني!
لا اكيد نمت هكون صاحيه من امبارح ازاي يعني!
قولي لنفسك
جذبت يديها وهي تقول: هروح اصحي عمرو علشان ميتاخرش.

رحلت من امامه ورشاد زفر بقوه ولا يفهم ماذا يجب ان يفعل معها!
يتناول الافطار بصمت برغم ان البيض المقلي لم يستوي بعد بالاضافه إلى كثرت الملح به الا انه تناوله بصمت لم يرغب في تعكير مزاجها اكثر.
الفطار كويس ولا زفت زي كل يوم؟
حرام تقولي علي نعمه ربنا زفت ايه معدتش عليكي معلومه دي وانتي صغيره!
استغفر الله العظيم
قالتها لبني بهمس بسبب جملتها تلك ليقول رشاد: عموما الفطار حلو النهارده تسلم ايدك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة