قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخامس عشر

في الشاليه الخاص بمروان ونيرة
تجاوزت عقارب الساعة الرابعة بقليل، وإلى الآن لم تصل نيرة أي أخبار عن والدتها أو عن أي فرد من أفراد عائلتها.. ظلت تتجول في أرجاء الشاليه وتنظر بين الحين والأخر للساعة المعلقة على الحائط...

كانت نيرة ترتدي قميصاً قطنياً قصيراً للغاية من اللون الأزرق السماوي، ومرسوم عليه احدى رسومات ديزني الشهيرة.

أصاب نيرة القلق لعدم اتصال والدتها بها إلى الآن و..
-نيرة بتوتر: غريبة، لحد الوقتي ماما لا اتصلت ولا جت.. ده المفروض كانت تكلمني وتطمن عليا من بدري، يا ترى ايه اللي حصلها!.

في تلك الأثناء كان مروان يعد شيئاً مميزاً لنيرة في المطبخ، هو يسعى لتدليلها قدر استطاعته، لا يريدها أن تشعر أنها ندمت من زواجه منه، يرغب بشدة في أن يجعلها تثق به تماماً وليس فقط مجرد الشعور بالأمان وهي بجواره...

انتهى مروان من طهي ما يسمى بـ طبق المعكرونة بقطع الدجاج وعيش الغراب والصوص الأبيض أو كما تعرف باسم ( مكرونة نجرسكو ).. ثم قام بوضعها في طبقين وزينهما بطريقة بسيطة.. ثم أخذ الطبقين ووضعهما على طاولة الطعام و..
-مروان بصوت عالي: يالا يا مــزة، الأكل جاهز
-نيرة بقلق: مش عاوزة.

لاحظ مروان القلق البادي على وجه نيرة، فحاول أن يعرف منها السبب و..
-مروان: مالك، ضاربة البوز ده ليه
-نيرة: مافيش
-مروان: مافيش ازاي وانتي طالعلك ضب طوله 3 متر
-نيرة: نعم! ده أنا مافيش أحلى من بؤي
-مروان بخبث وهو يجز على شفتيه: هو في زيه أصلاااا.. آآآآآآخ
-نيرة بتنحنح: احم...
-مروان: قوليلي بس ع اللي مضايقك وأنا فوريرة امحيه خالص
-نيرة: انت مش هتقدر
-مروان بإصرار: جربيني وهاتشوفي
-نيرة: لأ
-مروان: والله ما هتخسري حاجة.. اطلبي لبن العصفور وأنا هاجيبهولك.

ترددت نيرة في اخباره بما يزعجها، ولكن هي لن تخسر شيئاً إذا حاولت..
-نيرة: ماما و بابا لحد الوقتي ما اتصلوش بيا ولا حتى فكروا يسألوا عليا، وأنا قلقانة أوي
-مروان: يا مــزة احنا لسه عرسان، فأكيد سايبنا ع راحتنا
-نيرة: برضوه.. ده زي ما يكون ماصدقوا.. طب قول بابا عادي، لكن ماما، ده المفروض تطمن حتى عليا
-مروان: ممم..

-نيرة مكملة: حتى ندى ماجتش تسأل عليا ولا تجيبلي اكل العرايس
-مروان مازحاً: قولي كده.. انتي عاوزة الأكل وخلاص
-نيرة بتهكم: هههههه..لأ خفة ياض
-مروان: ياض.. اوووبا! انتي أد الكلمة دي
-نيرة: بقولك ايه أنا مش فيقالك
-مروان: ممم.. يبقى أفوقك أنا يا قطة.

أمسك مروان بنيرة من خصرها، ثم أوقعها على الأرض وبدأ في دغدغتها مجدداً لكي تضحك كما فعلت في الصباح، ولكنها لم تكن في مزاج يسمح لها بالضحك، لذا لم تتقبل منه هذا، بل على العكس كانت تدفعه بقوة وترفسه بقدميها ثم سبته مما أغضبه منها و..

-نيرة بحدة: ابعد عني، أنا مش طايقة نفسي عشان أطيق هزارك ده السعادي
-مروان: في ايه يا نيرة؟ انا بهزر معاكي
-نيرة: وانا مش عاوزة هزارك البارد ده، ابعد عني يا غتت
-مروان: نعم؟ بتقولي ايه
-نيرة: اوعى.

نهضت نيرة من على الأرض بعد أن توقف مروان عما يفعل عقب جملتها الأخيرة، حاول مروان أن يمسك بها من ملابسها، ولكنها كانت الأخف في الحركة فتمزق القميص و...
-مروان وهو يجذبها من فستانها: استني هنا
تشيييييييييييك
-نيرة وهي تنظر لأثر التمزق بضيق: عاجبك كده
-مروان: في ايه لكل ده، محصلش حاجة يعني؟
-نيرة: يووه، أنا غلطانة اني بحكي معاك في حاجة من أساسه.. اوعى.

أمسك مروان نيرة من ساعدها حينما كانت على وشك الانصراف من أمامه
-مروان بحدة وبنظرات قاسية: اتكلمي معايا عدل، انا جوزك مش عيل بيهزر معاكي من الشارع.. ماشي
-نيرة وهي تتلوى من قبضته: حـ...حاضر.

ترك مروان نيرة تذهب بعد أن رأى الدموع قد بدأت في الترقرق في عينيها، هو قد عاهد نفسه على اسعادها وليس على أن يكون سبباً في بكائها...

انصرفت نيرة على الفور من أمامه ودموعها قد بدأت في التساقط من مقلتيها، كانت تمسح بأطراف أصابعها تلك العبرات الساقطة.

شعر مروان أنه لم يكن موفقاً في مزاحه الأخير مع نيرة، فهي منزعجة بالفعل من تجاهل اسرتها لها.. لذا حاول أن يفكر في حل لتلك المعضلة.

صعدت نيرة إلى غرفة النوم لتبدل ملابسها بأخرى بدل تلك التي مزقها مروان، بحثت في الملابس الخاصة بها، ثم انتقت شيئاً لترتديه مما جعلها تبدو كعارضات الأزياء في المجلات العالمية...

كانت نيرة ترتدي ( هوت شورت ) به خليط من اللونين الأحمر والرمادي، وكنزة قصيرة عليه من اللون الأحمر، كانت تبدو مثيرة في تلك الملابس.. جمالها آخــاذ.. تلهب مشاعر من يقترب منها وتشعله...

ظلت نيرة جالسة في الغرفة لفترة من الزمن، كانت أحياناً تتجول فيها ذهاباً وإياباً، واحياناً اخرى ترقد على الفراش...

في نفس الوقت كان مروان يسعى جاهداً لايجاد طريقة تمكنه من اسعاد نيرة، وبالفعل وصل إلى شيء ما.. وعلى الرغم من أنه كلفه كثيراً ولكن كل شيء يهون من اجلها.. فهو لن يكف أبداً عن محاولة التهوين عليها ولو قليلاً..
وما إن تأكد مروان من أن كل شيء على ما يرام ويسير وفق خطته العاجلة، حتى طلب من نيرة النزول من غرفتهما وتناول الطعام..

-مروان بصوت عالي نسبياً: نيرة.. تعالي عشان تاكلي
-نيرة من الأعلى: لأ
-مروان: يالا يا نيرة الأكل هيبرد وأنا سخنته تاني
-نيرة بحدة: قولتلك مش عاوزة
-مروان: تاني.. بتعاندي معايا
-نيرة في نفسها: مش راحم نفسه ولا راحمني معاه
-مروان بنبرة قوية وصوت آجش: أجيلك بنفسي، وانتي عارفة لو جيتلك هاعمل ايه، ولا.. آآآ... تيجي زي الشاطرة لوحدك
-نيرة على مضض: طيب.. جاية.

نزلت درجات السلم، ثم توجهت نيرة إلى طاولة الطعام لتتفاجيء بمروان الذي أعد لها ذلك الطبق المميز، هي تعشق المعكرونة، ولكنها لم تتوقع أن يعدها أحد ما خصيصاً لها..
اقترب مروان من نيرة، تأملها بنظرات ممعنة في تلك الملابس التي ظن أنها فصلت خصيصاً لها، ولا يجوز لأي أنثى غيرها أن ترتديه، ثم أزاح مقعدها قليلاً لتجلس عليه وهو يبتسم لها ابتسامة سعادة و..
-مروان وهو يزيح المقعد: اتفضلي يا مزتي..
-نيرة بابتسامة مصطنعة: ميرسي
-مروان: أمـــوت أنا في جو اللغات ده.

كانت نيرة على وشك الجلوس على المقعد حينما أزاحه مروان لمسافة أبعد قليلاً، فبالتالي جلست نيرة على الفراغ، فسقطت على الأرض تآلمت و..
-نيرة متآلمة: آآآآآآآه
-مروان: لا مؤاخذة.

نظرت له نيرة بأعين مغتاظة، أسندت مرفقيها على الأرض وصاحت به بـ
-نيرة بحنق: انت قاصد تعمل كده
-مروان مبتسماً: لأ طبعاً.

انحنى مروان على نيرة، ثم وضع أحد ذراعيه خلف رقبتها، والذراع الأخر أسفل ركبتيها، ثم حملها عنوة و...
-مروان: سوري يا بيبي
-نيرة: اوعى كده نزلني، بقى تحدفني وتقولي بعد كده سوري.. حاسب
-مروان: والله ماقصد،أنا كنت بفكر أخليكي تقعدي ع الكرسي بتاعك، بس أما شوفتك كده، قولت محروق الكرسي، أنا أولى بيه منك
-نيرة: تقصد ايه
-مروان: انتي هاتقعدي ع حجر جوزك حبيبك
-نيرة: يوووه.

بالفعل جلس مروان على المقعد ثم اجلس نيرة على حجره، كانت تحاول هي النهوض من عليه، ولكنه أحكم قبضة ذراعه عليها حيث أمسك بكلتا يديها بيد واحدة، وباليد الأخرى أمسك بالشوكة و..
-مروان: يالا افتحي بؤك
-نيرة وهي تقاومه: لألأ.. اوعى انا مضايقة منك
-مروان: وأنا ميخلصنيش انك تضايقي.

أمـــال مروان رأسه على نيرة ليقبلها، وكالعادة لم يعطها الفرصة لكي تقاومه..
وما إن انتهى من تقبيلها حتى طلب منها أن..
-مروان غامزا: هاتفتحي بؤك ولا آآ..
-نيرة وهي تفتح فمها بضيق: اهوو
-مروان: شطوورة.

أطعم مروان نيرة بالمعكرونة، كان يشاطرها في أكلها، حيث يناولها جزء بالشوكة ثم يتناول هو الجزء الآخر و..
-مروان: أهوو كده يبقى بينا مكرونة وفراخ
-نيرة: كفاية بقى أنا شبعت
-مروان: ماشي يا مــزة.. وعشان انتي شطورة وبتسمعي الكلام أنا عاملك مفاجأة.

-نيرة: ايه هي
-مروان: مش هاتبقى مفاجأة لو قولتلك
-نيرة: طيب وأنا هاعرف هي ايه ازاي؟
-مروان: قومي البسي انتي بس حاجة حلوة من اللي في الدولاب، وأما تخلصي هاقولك ايه هي
-نيرة: اوك.

ترك مروان نيرة تنهض من عليه، ثم جمع الأطباق الفارغة ووضعها في الحوض بالمطبخ.. وأخرج هاتفه المحمول ليطلب أحد الأشخاص ويحدثه بكلام مختصر و...
-مروان هاتفياً: نص ساعة وهانكون عندك.. جهز كل حاجة
-المتصل: اوك
-مروان: سلام.

على عجالة ارتدت نيرة ملابسها الجديدة التي اشتراها لها مروان، كانت معجبة بذوقه في انتقاء الملابس، ورغم هذا احتارت فيما سترتديه، وفي النهاية حسمت أمرها باختيار ما يناسبها..
ارتدت نيرة فستاناً من اللون الأرجواني، كان يصل إلى ما بعد الركبة بقليل، وهو مقفول الصدر والكتفين، مشطت شعرها وربطت عدة خصلات منه بأحد الدبابيس المرصعة بالفصوص اللامعة لتزينه.. ثم جلست على طرف الفراش لترتدي حذائها ذو الكعب العالي...

دلف مروان إلى الغرفة ليتفاجيء بجمالها الذي يبهره كل لحظة عن الأخرى.. وقف ينظر إليها بإعجاب شديد و...
-مروان بنظرات اعجاب: الحمدلله اننا اتجوزنا وإلا كنت خطفتك من وسط أهلك لو مكانوش وافقوا ع جوازنا.

حاولت نيرة ألا تبدو متأثرة بكلامه هذا، على الرغم من أنه كان بادياً عليها بصورة جلية، فإدعت أنها تعدل من هندامها وسألته بـ...
-نيرة باحراج: برضوه مقولتليش هانروح فين
-مروان: هالبس على طول واقولك
-نيرة: طب يالا.

اقترب مروان من نيرة ووقف خلفها ثم ضمها من الخلف بعد أن أحاطها بذراعيه، وأسند رأسه على كتفيها و...
-مروان: مش هاتقولي ألبس ايه
-نيرة وهي تحاول التملص منه: اي حاجة
-مروان وهو يضمها أكثر: لأ أنا هالبس اللي انتي تختاريهولي
-نيرة: ممم...
-مروان: يالا بقى، وإلا والله هاغير رأيي وأفك السوستة
-نيرة على عجالة: طب تعالى
-مروان: اوك.

أرخى مروان ذراعيه عن نيرة لتتحرك هي ناحية دلفة الدولاب الخاصة بملابسه، بحثت بعينيها عن شيء ما ليرتديه، وفي النهاية انتقت له قميصاً أسود اللون، وبنطالاً من القماش ذي لون رمادي.

أعجب مروان بما اختارته نيرة له، وارتداه على الفور دون أي نقاش..

بعد قليل
سمع مروان صوت بوق سيارة يأتي من الخارج، فاخبر نيرة بـ...
-مروان: يالا يا ناروو
-نيرة: على فين
-مروان: العربية بتاعتنا جت
-نيرة: عربية ايه؟
-مروان: تعالي بس معايا وانتي هتعرفي.

سحب مروان نيرة من يدها وانطلقا سوياً خارج الشاليه، تفاجئت نيرة بوجود سيارة ليموزين سوداء اللون تقف في الخارج، وأمامها سائق يرتدي حلة سوداء ويقف بجوار باب السيارة و..
-السائق: اتفضلي يا هانم
-نيرة بدهشة: ايه ده
-مروان: ادخلي يا نارووو.

دلفت نيرة إلى داخل السيارة لتتفاجيء بوجود والدتها واختيها فشهقت على الفور من الفرحة و...
-فاطيما بصوت عالي: مفاجـــأة
-نيرة بصدمة: ماما! ندى، توتا! مش معقول
-زينب والابتسامة على وجهها: ازيك يا عروسة.

احتضنت نيرة أمها واختيها وبكت، ولكن هذه المرة بدموع الفرحة والسعادة، هي لم تتخيل أنها ستقابلهم..
-نيرة باكية: ماما، أنا فكرت انكم مش هتسألوا تاني عليا
-زينب وهي تحتضنها: ازاي تقولي كده يا حبيبتي، أنا سيباكي تتهني مع عريسك شوية
-نيرة وهي تنظر في اتجاه مروان: أها
-فاطيما: تعرفي يا ناروو، مروان خلانا نركب طيارة مخصوص عشان نوصلك هنا بعد ما كنا رجعنا القاهرة تاني
-نيرة بتعجب: هو انتو كنتو مشيتو؟

-ندى: بصراحة أه.. انتي عارفة معندناش وقت كتير، ولسه ورانا حاجات أد كده عشان نخلصها قبل فرحي
-نيرة متسائلة: طب روحتوا فين؟ اعدتوا في فندق ايه؟
-فاطيما: لأ احنا رجعنا شقتنا القديمة
-نيرة بعدم تصديق: شقتنا؟

-ندى: ايوه يا نارووو، وعلى فكرة كل حاجة فيها زي ما سيبنها من 3 سنين
-زينب مكملة: البركة في مروان جوزك، مخلصوش ان الشقة تتباع لحد غريب، اشتراها وكتبها باسمك، وفضل محافظ عليها ومهتم بنضافتها، ولما أبوكي رجع سلمهاله قبل ما يكتب عليكي وحلف اننا نفضل أعدين فيها
-نيرة: مش معقول..!.

لم تتخيل نيرة أن مروان فعل كل هذا من أجلها ومن أجل عائلتها.. هي باتت الآن متأكدة انها ستكون بأمان معه.. نظرت إليه وهو يقف خارج السيارة بنظرات مختلفة تماماً.. نظرات الحب الممزوجة بالعشق.. لم تعد تخشاه، فهو لم يدخر وسعه من اجل اصلاح ما أفسدته الأيام بينهما..
-زينب: وعشان تعرفي ان جوزك مروان ابن ناس وأصيل، هو وافق انك ترجعي معانا القاهرة وتساعدي اختك طول اليوم في شرا اللي ناقص من حاجة فرحها.

-نيرة بعيون جاحظة: بجـــد
-فاطيما: اه والله
-نيرة: أنا مش مصدقة
-ندى مبتسمة: بس طبعاً بالليل هاتكوني معاه في بيته، ده حقه
-زينب ضاحكة: هههههههه،كفاية اننا هناخدها منه في أول جوازهم
-ندى: صح
-نيرة: أنا.. أنا مش عارفة أقول ايه؟
-زينب غامزة: المهم طمنيني عليكي، كله تمام يا قلب أمك؟.

لم تحتاج نيرة للاجابة عن هذا السؤال، فقد كان الجواب يبدو واضحاً على خلجات وجهها التي اكتست بالحمرة، والدموية التي كانت تشع من وجنتيها و..
-نيرة بخجل وقد أطرقت برأسها: آآآ...
-زينب: ها؟
-ندى بسعادة: خلاص يا ماما هي مش محتاجة تقول، ده باين ع وشها.

احتضنت زينب ابنتها نيرة والابتسامة تعلو ثغرها و..
-زينب وهي تحتضنها: أنا قولت كده برضوه، ربنا يهنيكي يا حبيبتي
-نيرة: يا رب
-زينب: قولوا للسواق يطلع بينا
-نيرة وهي على وشك النهوض من مكانها: لحظة بس يا ماما.

تعجبت زينب من نهوض نيرة عن مقعدها، وخروجها من باب السيارة و..
-زينب باسغراب: رايحة فين يا بنتي.

خرجت نيرة من السيارة لتجد مروان يقف بجوار السائق ويحدثه وهو واضع لكفي يده في جيبي بنطاله القماشي.. اقتربت منه بهدوء وثقة، وما إن لمحها وهي آتية إليه وتناديه حتى طلب مروان من السائق أن يتركه ويصعد إلى السيارة و..
-نيرة بصوت خافت: مروان
-مروان للسائق: روح انت ع العربية
-السائق: حاضر يا فندم.

انصرف السائق، ثم اقتربت نيرة من مروان و..
-مروان: خير يا ناروو؟.

لم تجبه نيرة وإنما رمت نفسها في أحضانه وعانقت رقبته بذراعيها، وتعلقت به ثم مالت ناحية اذنه و همست بها بـ..
-نيرة بصوت هامس: أنا.. بحبك أوي!.

لم يصدق مروان آذنيه حينما سمع منها تلك الكلمات البسيطة في الحروف، والقوية في التأثير.. تلك الكلمات التي ظن أنه سيستغرق وقتاً حتى يستطيع أن يسمعها منها.. لم يتخيل أن نيرة ستعانقه بتلك الحرارة وبذلك الشوق...

ظلت نيرة متشبثة برقبته، فأخرج يديه من جيبي بنطاله وأحاط زوجته بذراعيه الاثنين وضمها إلى صدره أكثر و...
-مروان: انتي.. انتي قولتي ايه؟
-نيرة: بحبك
-مروان: وأنا بعشق كل حاجة فيكي
-نيرة: ربنا يخليك ليا، بجد انت كل لحظة بتثبتلي اني كنت غلطانة لما ظلمتك
-مروان: الحمدلله انك عرفتي ده بدري، ده أنا كنت خايف اني مقدرش اثبتلك حبي
-نيرة مبتسمة: لأ اطمن
-مروان: يعني معدتش في اي خوف مني؟

-نيرة بصوت ناعم ومثير: تؤ
-مروان غامزا: أنا بقول نطنش الست الحاجة، ونفضنا من المشوار ده، وأطلع أشوف شغلي وأفك السوستة المعلقة دي
-نيرة بدلع: بعدين
-مروان: آآآآخ.. بعدين، كده انتي هتبقي مديونالي وحسابك هيبقى دوبل
-نيرة ضاحكة: هههههههههه.. هو أنا مافيش مرة أطلع مش عليا حاجة ولا مديونالك؟

-مروان وهو يوميء رأسه بالنفي: تؤ.. ده انتي دينك كبير، وأنا مش بحب أسيب حاجة ع النوووتة
-نيرة: مممم... طيب، يبقى نشوف عليا ايه وأسدده
-مروان: انتي مش شوفتي أمك.. خلينا نطلع نصفي حسابتنا، وبعد كده نبقى نروحلها
-نيرة وهي تعض على شفتيها: لألألأ.. انت عاوز ماما تقول علينا ايه؟
-مروان بثقة: عادي ولا هاتقول حاجة.. انا رايح أكلمها
-نيرة: بس يا مروان ماتعملش كده
-مروان: لأ خلاص هي كبرت في دماغي.. استنيني هنا.

ترك مروان نيرة واقفة على مدخل الشاليه، ثم أسرع الخطى ناحية السيارة، وما إن وقف بجوارها حتى انحنى برأسه على نافذتها، وتحدث بصوت شبه مسموع، وبعد عدة دقائق أغلق باب السيارة بيده، ولوح للسيدة زينب وابنتيها مودعاً إياهم..
-مروان وهو يلوح بيده والابتسامة تعلو وجهه: نشوفكوا ع خير ان شاء الله، ها.. متنسوش ع الفرح!
-زينب: بأمر الله يا بني.

وما إن تأكد مروان من انصراف السيارة بمن فيها حتى عاد لنيرة مرة أخرى، استفسرت نيرة عما سمعت و...
-نيرة: هو ايه اللي ع الفرح؟
-مروان: متخديش في بالك..
-نيرة وهي تضع يدها في وسط خصرها: مممم.. أنا شاكة فيك
-مروان: يا بيبي خدي كلامي ثقة.. أنا هخليكي تشاركي اختك في فرحها
-نيرة بسعادة: بجد؟
-مروان: اه طبعاً.

أمسكت نيرة بذراع مروان بيدها، ثم انحنت قليلاً بعد أن رفعت قدمها لتخلع الحذاء ذو الكعب العالي، نظر مروان إليها بأعين مشتاقة، بينما اكملت هي كلامها و..
-نيرة مكملة: طب كويس عشان أشوف هاعمل معاها بالظبط
-مروان وهو يتأملها: أها.

خلعت نيرة حذائها العالي من كلتا قدميها، ثم أمسكت بفردتي الحذاء بيد واحدة، ونظرت إلى مروان و..
-نيرة: انا ناوية اعمل كل حاجة معاها من الابرة للصاروخ
-مروان وهو يفحصها: طبعاً.. طبعاً
-نيرة: هاروحلهم امتى بقى
-مروان: ع الفرح نفسه
-نيرة: نعم؟.

صدمت نيرة من جملة مروان الأخيرة، ولكن صدمتها الأكبر كانت حينما انحنى مروان ليحملها على كتفه وهو يتحدث بـ...
-مروان بسعادة وهو يحملها: يدوب تكوني سددتي ديونك.. يا... يا عروسة
-نيرة بصدمة: لأ...
-مروان وهو يدلف للشاليه: ده أنا عندي مصنع سوست هاشوف انتاجه كله الوقتي
-نيرة وهي تركل بقدميها: انت مقولتليش كده؟ انت ضحكت عليا؟ انت اشتغلتني
-مروان: طالما أنا قولتلك خدي كلامي ثقة.. يبقى لازم تتأكدي ان هو ثقة أوي.. أوي أووووووي...!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة