قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

في دبي
في الشركة
في مكتب ندى
انتهت ندى من غسل وجهها في المرحاض الخاص بها والملحق بمكتبها، خرجت منه وبدأت تعدل هندامها، كانت تواجهها مشكلة اعادة ربط ( الفيونكة ) الخاصة بقميصها المزكرش...حاولت أن تربطها عدة مرات للخلف ولكنها فشلت..
-ندى بضيق: انا مش نقصاكي، ماتتربطي بقى خليني اشوف ورايا ايييه؟

انزعجت ندى من تلك الربطة، لذا اخذت نفساً عميقاً وزفرته في غضب، ثم خلعت حذائها ذو الكعب العالي، ورفعت قدمها قليلاً وأسندتها على الأريكة الجلدية، ثم انحنت قليلاً، وأعادت ذراعيها للخلف وبدأت تحاول من جديد بتركيز شديد في ربط تلك العقدة الشهيرة للفيونكة...

في نفس الوقت تقريباً
صعد يوسف وهو يحمل صينية الطعام إلى مكتب ندى.. طرق الباب قبل أن يدلف للداخل، فسمع صوتها يسمح له بالدخول.. ففتح الباب و...
-ندى من الداخل: اتفضلي...

ظنت ندى أن الطارق هو مها مديرة مكتبها، لذا كانت لا تعير اهتماماً لمن دلف إلى المكتب.. فقد كانت تولي ظهرها للباب، وتحاول بكلتا يديها أن تعقد شريطي ( الفيونكة ) للخلف..
-ندى غير مكترثة وهي مغمضة لعينيها من الضيق: تعالي يا مها.

تفاجيء يوسف بندى المستندة بإحدى قدميها على الأريكة وهي تحاول ربط تلك العقدة.. لم ينبس بكلمة، ظل صامتاً في مكانه.. يتأملها، يشاهدها على أريحيتها.. يتابع حركاتها العفوية وهي تحاول ربط الشرائط.. يستمع إلى تنهيداتها.. يتأمل أصابع يدها وهي تحاول إبعاد خصلات شعرها بعيداً عن الشرائط...

زفرت ندى في ضيق، ثم أمسكت بالشرائط بكلتا طرفي أصابعها يديها بعد أن توقفت عن عقد عقدة الفيونكة و...
-ندى بصوت منزعج وهي ممسكة بالشرائط: معلش يا مها، طلب بايخ كده، تربطيلي الفونيكة لأحسن خلاص اتخنقت منها وجبت أخري.

ابتسم يوسف ابتسامة عريضة، ثم وضع صينية الطعام على الطاولة الصغيرة، وتوجه ناحية ندى...

اقترب يوسف من ندى، ثم مد كلا يديه ليأخذ الشرائط من أصابعها، تلامست الأصابع.. شعرت ندى بقشعريرة تدب في أوصالها فور أن لامست أصابعه، ولكنها لم تظن أنه يوسف، هي فقط الذكريات التي تعاودها من آن لأخر.. فصمتت ولم تعلق...

أخذ يوسف الشريطين وظل ممسكاً بهما، تأمل ظهرها، رقبتها، شعرها.. كم يفتقدها.. كم يريدها الآن.. كم يشتاق لحضنها، ما أروع ملمس بشرتها البيضاء الناعمة، هو حرم نفسه من متعة نعيمها بما فعله بها.. ظل يكتم في صدره تنهيدات حارة لو خرجت واحدة فقط منهن لأحرقت العالم من شدة حرارتها
ضم يوسف الشريطين على بعضهما، ثم أمسكهما بيد واحدة، وباليد الأخرى قام بكل رفق بإزاحة شعر ندى ببطء وحذر على جانب كتفها..

لامست أنامله رقبتها، فعاودها ذاك الشعور بالقشعريرة والرعشة اللذيذة التي تهواها.. يا له من شعور تفتقده وتشتاق إليه..
لقد كانت أسعد لحظات يوسف منذ ما حدث وهو بذاك القرب منها.. قام بعقد عقدة الفوينكة، وما إن انتهى حتى وضع يديه على ذراعي ندى ليدير جسدها إليه حيث كانت المفاجأة...

لم تتوقع ندى أن يكون يوسف واقفاً خلفها، يلامس بشرتها بأصابعه، يعبث بشعرها وهي مستسلمة له.. فغرت شفتيها أمامه، اتسعت عينيها في ذهول و..
-ندى: آآآ... انت!
-يوسف مبتسماً بصوت خافت: وحشتيني أوي.

ألجمت المفاجأة ندى، لم تعرف ماذا تفعل، ولكنها عادت إلى رشدها من جديد، وقامت بدفعه بكل قوة للخلف بذراعيها لكي تبتعد عنه، ثم نظرت له بنظرات حانقة و...
-ندى بنظرات غاضبة: انت اتجننت، ازاي تيجي مكتبي وآآآ... وتعمل اللي عملته ده
-يوسف: أنا معملتش حاجة بمزاجي.. ده انتي اللي طلبتي ده
-ندى: كنت مفكراك مها
-يوسف: ممم... الحمدلله اني فكرتي كده، وإلا ماكونتش هاستمتع بالدقايق دي
-ندى بغل: انت...انت!

-يوسف: غلس وبارد وثقيل وفيا كل العبر.. عرفت
-ندى وهي تشير بإصبعها وبنبرة حادة: اطلع برا
-يوسف: مش قبل ما تاكلي لقمة، ده أنا جايبلك الغدى مخصوص هنا عشان تتقوي كده وتقدري تقفي ع رجلك الحلوة دي وتستحمليني أنا والشغل
-ندى: مش عاوزة منك حاجة، برا.

-يوسف: أنا ليا عندك عتاب، ماينفعش تاخدي راحتك أوي كده في المكتب، افرضي موظف تاني غيري دخل عليكي وشافك بالمنظر ده يقول ايه؟ طب أنا مش غريب، وبصراحة كده ماصدقت.. لكن هما وضعهم اييه؟ وانتي مش عارفة نفوس الناس فيها ايه
-ندى بضيق واضح: وانت مالك؟ أنا حـــرة!

-يوسف: حرة في بيتك، لكن مش في الشغل.. وماتنسيش ان أنا ابقى في مقام رئيسك
-ندى: يوووه، كل شوية هاتفضل تقولي الكلام ده، أنا اتخنقت منك ومن وجودك، ابعد بقى عني وسيبني في حالي، احنا خلاص خلصنا! حل عني بقى
-يوسف بنظرات تحدي: طول ما أنا هنا، هافضل متابعك في كل حاجة، الصغيرة قبل الكبيرة.. ومش هاتقدري تخلصي مني!
-ندى: يا رب ريحني من العذاب ده.

سارت ندى إلى مكتبها ولم تدرك أنها تسير حافية بدون حذائها ذو الكعب العالي.. تأملها يوسف في مشيتها التي مازالت تآسره إلى الآن، واعتلت ابتسامة رقيقة ثغره، وظل يشاهد عصبيتها ونفاذ صبرها وهو مستمتع بتلك اللحظات، حتى لو كانت مليئة بالمشاحنات.

لاحظت ندى تعمد يوسف استخدام اسلوباً بارداً في التعامل معها، ويحتاج إلى طولة بال وصبر شديد، وهي حالياً تفتقد لكليهما.. لذا قررت أن تترك له المكتب وتذهب بعيداً عنه و..
-ندى: اقولك على حاجة، أنا هاسيبلك المكتب بحاله تفضل أعد فيه.

توجهت ندى ناحية باب مكتبها، أمسكت بالمقبض وكانت على وشك إدارته لتفتحه، حينما تفاجئت بيوسف يضع يده على كفها ويمنعها من فتح الباب، ثم بحركة مفاجأة قام بوضع ذراعه خلف خصرها ليحيطها، وضمها إلى صدره بعنف مما جعلها تشهق في توتر واضطراب.. حاولت ندى أن تتحرر من قبضته، ولكنه كان يحكم قبضة ذراعيه حولها..

ظلت ندى تدفع بكفي يدها صدره بعيدا عنها، وكانت تتلوى بين ذراعيه لتتحرر منه، ولكنه لم يعبء بكل ما تفعل، فهي الآن بين احضانه.. ظل ينظر إلى عينيها مباشرة، يتأمل صورته فيهما
-ندى بتوتر: آآآآ... ابـ... ابعد عني!
-يوسف بدون أن يرمش: لأ مش هابعد، وكل ما هتقولي أبعد هاقرب أكتر، وأكتر منك.. أنا بحبك ومش هاسيبك، ومهما حاولتي تبعديني عنك أنا هافضل وراكي وهاخدك في حضني.

اضطربت ندى من كلامه الذي لم يفقد سحره بعد.. هي تريد أن تبتعد، ولكنه يآسرها دائما بعشقه، بكلامه، بحبه المطلق لها...

أمـــال يوسف على أذن ندى، ثم همس بصوت خافت بــ...
-يوسف بصوت هامس: حتى لو مضايقة من وجودي فمايصحش تخرجي كده.. آآآ... حافية!.

توقفت ندى عن المقاومة بعد عبارته الأخيرة و...
-ندى وهي فاغرة شفتيها: هـــاه.

وجهت ندى أنظارها للأسفل، فوجدت بالفعل قدميها بلا حذاء، فاضطربت وخجلت، وقامت بثني إحداهما وحكت بها الأخرى.. وبدأت الحمرة التي يعشقها تتسرب إلى وجنتيها لتكسوها...

وحتى لا يتهور اكثر من هذا معها، أرخى يوسف قبضتيه، لتتمكن هي من التحرر منه والابتعاد بمسافة لا بأس بها بعيداً عنه...

أسرعت ندى في خطاها، ثم انحنت قليلاً وبكل رقة مدت يدها لتمسك بحذائها، كان يوسف يراقب حركاتها بتمعن شديد ولا يكف عن التفكير بها.. يا الله كم هي جميلة بحق؟ رقيقة في كل شيء.. القسوة لا يمكن أن تليق بها مهما إدعت.

جلست ندى على الأريكة الجلدية، ثم ارتدت الحذاء بسرعة، هي تحاول جاهدة أن تخفي ارتباكها أمامه، عضت على شفتيها أكثر من مرة في توتر، وكان هو مستمتعاً برؤية اضطرابها، ولكنها لم تسلم من نظراته المسلطة عليها، حتى وإن كانت لا تنظر إليه مباشرة، ولكنها على يقين أنه لم يرفع عينيه عنها أبداً...

انتهت ندى من ارتداء الحذاء، ثم أسرعت في خطاها نحو باب المكتب، ولكن أوقفها يوسف للمرة الثانية حيث تحرك سريعاً ووقف أمامها، فانتفضت واضطربت حركتها، وتراجعت للخلف
-يوسف: مش هاتخرجي قبل ما تاكلي حاجة ع الأقل
-ندى: اوعى من سكتي
-يوسف بنبرة محذرة وهادئة: متخلنيش أوكلك بالعافية، وانتي عارفة كويس اني ممكن أعمل كده
-ندى بتوتر: آآآ... انت مـ... ماتقدرش تعمل آآآ.

تحرك يوسف فجأة أمامها، فارتعدت وتراجعت للخلف
-يوسف: هـــاه
-ندى: آآآ..
-يوسف: خدي ع الأقل حاجة واحدة بس.

مد يوسف يده بقطعة من الحلوى ووضعها أمام فمها و...
-يوسف: كلي دي.. هتديكي طاقة
-ندى وهي تنظر له: آآآ
-يوسف وهو يتأمل شفتيها: يالا بدل ما أنا اللي أحطها بنفسي في بؤك.

اضطرت ندى أسفة أن تمد أطراف أصابعها وتأخذ تلك القطعة منه حتى تتجنب تهوره، وتنتهي من إلحاحه المستمر..
وما إن أمسكت ندى بقطعة الحلوى، حتى أمسك هو بكف يدها، حاولت أن تحرر كف يدها منه، ولكنه كان ممسكاً به بكل قوة، ثم رفع يوسف كفها إلى شفتيه وقبله قبلة حانية...
-يوسف بصوت هامس: شكراً...

ترك يوسف كف ندى التي أسرعت ناحية باب غرفة مكتبها وفتحته سريعاً ثم دلفت للخارج، بل الأحرى أن نقول أنها ركضت مبتعدة...
كانت لا تزال ممسكة بقطعة الحلوى في يدها، لم ترغب في تذوقها، فبحثت عن أقرب سلة قمامة وألقت بالحلوى بها...

في منزل مروان بالتجمع الخامس
دلفت نيرة إلى المطبخ وهي في حيرة، يريدها مروان أن تطهو له طعاماً، وهي لا تعرف أبجديات الطهي.. فما العمل اذن؟ هي حتى لا تملك هاتفاً محمولاً كي تتصل بوالدتها لتستشيرها.. ليس أمامها أي شيء سوف ابتكار طعام ما له...

فتحت نيرة المبرد، وظلت تبحث بعينيها عن شيء ربما.. ربما تجيد فعله، ولكن كل الأطعمة الموجودة به تحتاج إلى فتاة ماهرة في الطهي، أو على الأقل تجيد التعامل مع تلك الأنواع من الأطعمة
-نيرة بصوت خافت: طب هاتصرف أنا ازاي دلوقتي؟ اوووف.

لمحت نيرة في الخلف علبة مغلفة تحوي على قطع من البورجر، فخطر ببالها فكرة أن تعد له سندوتشات ( بورجر ) وخاصة أنها لا تحتاج إلى مجهود، فقط يتم طهي قطع اللحم المعدة مسبقاً في الزيت، والتأكد من نضجها، ثم وضع شرائح الجبنة الشيدر والطماطم والخس والبص من فوقها، ويا حبذا لو أضافت بعضاً من الكاتشب والمايونيز فيعطيها نكهة لاذعة وحارة في نفس الوقت.

أخرجت نيرة العلبة من المبرد، ثم قرأت طريقة الاعداد المكتوبة في الخلف، بحثت عن ( المقلاة ) وعن الزيت، وقامت بإشعال الموقد ووضعت فوقه المقلاة، وأضافت الزيت وتركته يغلي للحظات، ثم قامت بإلقاء قطع اللحم في الزيت.

نسيت نيرة أن عليها أن تتابع القطع وهي تستوي في الزيت حتى لا تحترق من الأطراف وتظل نيئة من المنتصف بالاضافة إلى انكماش حجمها.. بدأت في شم رائحة احتراق شيء ما.. وكانت القطع تحترق بالفعل، لم تعرف ماذا تفعل نيرة، قامت برفع المقلاة من على الموقد وألقتها بعنف على رخامة المطبخ، فتبعثر الزيت في أرجاء المكان، حمدت الله أنه لم يتبعثر عليها وإلا لكانت تعاني الآن...

احتارت نيرة ماذا تفعل بقطع البورجر المحترقة، فكرت قليلاً ثم بحثت عن سكين في أحد الأدراج...

قامت نيرة بقطع الأجزاء المحترقة من البورجر وخاصة الأطراف، فإنكمش حجمها أكثر...
ثم بدأت في اعداد الشطائر.. استغرقت نيرة مدة طويلة جداً لتجهيز أربعة شطائر.. اثنين لها واثنين لمروان..
وفي النهاية كان كل شيء جاهزاً.. ولكن كان المطبخ في حالة مزرية...

خرجت ندى ويعلو كنزتها القطنية بقع من الزيت والكاتشب، هي لم تهتم لمظهرها.. أرادت فقط أن تنجز ما طلب منها...

مل مروان من الانتظار، وما إن رأى نيرة أمامه حتى..
-مروان: ياااااااااااه، ده كنت مفكر إننا هنتسحر، كل ده، هو انتي بتخترعي الذرة جوا
-نيرة بضيق وهي تعطيه صحنه: خد...

تفاجيء مروان بأن نيرة قد أعدت له شطائر البورجر..
-مروان: كل المدة دي عشان تعملي سندوتشات، اومال لو كان طبيخ كنا هناكل امتى؟ على طلعة رجب مثلاً؟
-نيرة: الله! مش عقبال ما اتفننت في عمل البوكيه جارنيه بتاعه
-مروان: ايييه ياختي؟ بوكيه مين
-نيرة: متخدش في بالك، كل يالا.

تأمل مروان الشطيرة التي أعدتها له نيرة، لقد أسرفت في وضع الخس بها، والبص، أرادت أن تجعل الشطيرة منتفخة من الحشو، حتى لا يلاحظ انكماش حجم البورجر بداخله
-مروان متعجباً: ده بقى عبارة عن ايه؟ سندوتشات خس؟ هو انتي بتأكلي أرنب ولا حاجة؟
-نيرة بثقة: لأ ده بورجر
-مروان باستغراب: بورجر؟ ده فين بالظبط لامؤاخذة يعني؟ أنا مش شايف أي بورجر
-نيرة: هو موجود جوا، انت اقطم بس وهتلاقيه
-مروان: ممم.. جايز برضوه، يمكن ألاقي الطعم جوا، سنودتش خس بنكهة البورجر، ما أحنا في زمن العجايب.

بدأ مروان في تناول الشطيرة وهو يمني نفسه بأنه سيجد البورجر بداخله، وبالفعل وجد قطعة صغيرة، فحمدالله كثيراً و...
-مروان: الحمدلله، أنا لاقيت البورجر، يااااه، ده أنا وداني كانت هتكبر من كتر الخس.
-نيرة: عشان تعرف بس
-مروان: واضح فعلاً مهاراتك كطباخة.

بدأت نيرة هي الأخرى بتناول شطائرها.. كانت بين كل قطمة وأخرى تخرج قطعة البورجر المحترقة وتنظر إليها قبل أن تتناولها على مضض، فلاحظ مروان هذا و...
-مروان متعجباً: ايييه ده؟ هو انتي حرقتي البورجر
-نيرة بتردد: آآآ... لأ طبعاً
-مروان: اومال ده ايه؟
-نيرة بنبرة قلقة: أنا... أنا أصلي بحب اكله محروق كده
-مروان باستغراب: يا شيخة؟
-نيرة: أه طبعاً.. ده حتى بيبقى طعمه كرسبي وخطير
-مروان: شوف ازاي، ده الناس فعلاً فيما تعشق مذاهب...!.

انتهى الاثنين من تناول الطعام، فأعطى مروان صحنه الفارغ لنيرة و...
-مروان وهو يناولها الصحن الفارغ: يا سلااااام، ده الواحد كان محتاج ياكل كام حزمة خس.. ده أنا من أيام شم النسيم مكالتش الكمية دي كلها..
-نيرة: افضل كده اتريق عليا وانكر اني عملتلك أكلة محدش يعرف يعملها زيي
-مروان: في دي عندك حق.. قومي اغسلي الطبقين دول، وقفلي النور لأحسن أنا محتاج أنام لأن عندي شغل جامد طحن بكرة
-نيرة: طيب.

نهض مروان أولاً من مكانه، ثم اتجه للمرحاض الموجود في الاستقبال ليغسل يده، وبعدها توجه إلى غرفة النوم ليستريح على الفراش...
بينما دلفت نيرة إلى داخل المطبخ، وما إن رأت الكارثة التي تنتظرها به، حتى شهقت وأغلقت الإضاءة و...
-نيرة: لأ مش هاقدر ع تنضيف المطبخ السعادي، ده أنا هلكانة من التعب، وعاوزة أنام.

غسلت نيرة يديها في المرحاض، ثم توجهت إلى الفراش لكي تتمدد بجوار مروان، ولكن قبل أن يلمس جسدها الفراش الوثير.. صرخ مروان في وجهها و...
-مروان بحدة: عــــــــــــــــندك!
-نيرة بخضة: اييييه في ايه؟
-مروان: لأ انتي هتنامي جمبي
-نيرة باستغراب: ودي فيها ايه دي كمان؟
-مروان: لأ فيها كتير طبعاً، هتنامي جمبك بالعفرة بتاعتك دي، لأ وبزيتك، و بسمنتك، لألألألأ، أنا مش ناقص خانقة طول الليل.

أمسكت نيرة بطرف كنزتها القطنية ورأت البقع المتناثرة عليها، ثم رفعتها إلى أنفها واشتمت رائحتها ونظرت له باستغراب و..
-نيرة: مافيهاش حاجة
-مروان وهو يشير بيده: لأ روحي نامي في الأوضة التانية، أنا مش طايق ريحة البصل اللي طالعة منك.

أدركت نيرة أن مروان لديه حق في تلك المسألة، ولكنها كانت منهكة بدرجة لا تقوْ فيها على الاستحمام وتبديل ملابسها بأخرى نظيفة
-نيرة: انا جسمي مكسر وميتة، ومش قادرة أرفع ايدي حتى، فبكرة هابقى أخد شاور
-مروان بتهكم: تاخدي شاور، تتنقعي في ديتول، ماليش فيه، انا عاوز أنام، مش ناقص يجيلي كرشة نفس بالليل من الريحة
-نيرة متوسلة: الله يخليك يا مروان، سيبني أنام الوقتي
-مروان: لأ.. روحي نامي في أي حتة، يالا وماتنسيش تاخدي الباب في ايدك...

وضع مروان رأسه على الوسادة وتدثر جيداً بالملاءة..
لم يكن بنيرة أي طاقة حتى للجدال نفسه، فقد أرهقت كثيراً اليوم، لذا قررت أن تترك له الغرفة بأكملها وتنام في الغرفة الأخرى...

كانت نيرة على وشك الخروج من الغرفة حينما ناداها مروان بصوت هاديء رومانسي
-مروان بنبرة هادئة: نيـــرة!.

ظنت نيرة في نفسها أن قلبه قد رق لها، فالتفتت على الفور و...
-نيرة بابتسامة: ايوه..
-مروان وهو يشير لها بيده: اطفي النور وانتي خارجة لأحسن ضارب في عيني...!.

نظرت نيرة له بأعين مصدومة مغتاظة، ودت ولو هجمت عليه وفتكت به، ولكنها كانت منهكة القوى، فلم يكن أمامها بديل إلا غلق الاضاءة وصفع الباب بقوة...

ابتسم مروان في نفسه بعد أن نجح في تأديب نيرة في أول يوم و...
-مروان مبتسماً: اهوو كل يوم من ده لحد ما تقولي حقي برقبتي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة