قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والثلاثون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والثلاثون

في دبي
في منزل يوسف
اصطحب يوسف ندى بالاكراه إلى منزله، فقد رفض أن تظل بمفردها في مسكنها.. وخاصة بعد أن علم أنها تحمل جنيناً في أحشائها...

صف السيارة أمام مدخل المنزل، ثم ترجل منها، وتوجه إلى باب المقعد الأمامي وفتحه لندى.. فنزلت هي منه.. ثم توجه هو إلى صندوق السيارة لكي يخرج منه حقيبتها...

وقفت ندى تنظر إلى منزله بتوجس.. تلك هي المرة الأولى التي ترى فيها مكان إقامته، فمنذ أن وصل الاثنين إلى دبي، لم يلتقيا أبداً في مسكن أحدهما.. ولكن اليوم جاء هو إلى منزلها، وجاءت هي الأخرى إلى مسكنه..
كانت ندى قلقة ومضطربة، لا تعرف لماذا هي رضخت له بسهولة.. هل هي قد حنت إليه حقاً؟ هل هي لم تعد قادرة على تحمل ما هو قادم بمفردها؟ لم تجد ما تجيب به على التساؤلات التي تدور في ذهنها...

وقف يوسف إلى جوارها ممسكاً بحقيبتها الصغيرة في يده، ثم أشار لها بالسير و...
-يوسف بنبرة هادئة: اتفضلي يا ندى...

لم تجبه ندى، وإنما سارت إلى الأمام في هدوء تام.. ظل هو يتبعها، يراقب حركاتها بتمعن، يشعر برهبتها.. فهي كالعروس الجديد التي تدلف إلى منزلها، هي حقاً بالنسبة له عروساً، فلم يهنئا سوياً بحياتهما...

وقفت ندى أمام باب منزله، تنتظر أن يفتح لها الباب.. التفتت برأسها لتجده يقف خلفها، فاضطربت أكثر و تنحت جانباً لتفسح له المجال لكي يضع المفتاح في مكانه...

ابتسم يوسف ابتسامة عفوية لخجلها الدائم الذي طالما آسره..
فتح يوسف باب منزله، ثم دلف هو أولاً، ووضع يده على مفتاح الاضاءة ليضيء لها المكان.. وأشار لها لكي تدخل..
تفاجئت ندى حينما دلفت أن المكان كله مزدان بالورود الحمراء والبالونات الحمراء.. فهناك ورد مقطع ومتناثر على الأرضية بطريقة جميلة يزين الأركان، وورد أخر مشكل على هيئة قلب كبير في المنتصف.. بينما البالونات التي تحمل حروف كلمة ( I Love You ) تزين الجدران بأحجام وأشكال مختلفة...

تأملت ندى المكان بأعين مذهولة، لم تتوقع هذا.. لم يخطر ببالها أن يوسف قد فعل هذا لها..
وضع يوسف حقيبتها جانباً، ثم جثى على ركبته، وأمسك بكف يدها وقبلها بحنية بالغة، وبنبرة هادئة تحدث...
-يوسف بصوت هاديء وعاشق:نــدى.. أنا بحبك.. أنا أسف عن شكي فيكي، أنا أسف عن ظلمي ليكي، أنا أسف اني سمحت لنفسي انها تشك فيكي ولو لحظة.. أرجوكي سامحيني.. أنا عاوز أعيش معاكي ومع ابني أو بنتي اللي جاي، مش عاوز أبعد عنك لحظة واحدة.. أنا.. أنا بعشقك.

صمتت ندى، لم تعرف بماذا تجبه.. هي تخشاه، ترتعد أن تخوض تلك التجربة مرة اخرى، فقد كسر قلبها من قبل.

وضع يوسف يديه على خصرها، ثم قربها إليه وهو مازال جاثياً على ركبته، أسند رأسه على بطنها و..
-يوسف بصوت أشبه للبكاء: سامحيني يا ندى، وحياة أغلى حاجة عندك سامحيني، بعدك عندي بيموتني، مش قادر أكمل من غيرك.

وضعت ندي كفي يدها على يديه، فنظر هو إليها بأعين دامعة عاشقة.. ولكنها أبعدت يديه، وتراجعت للخلف بعيداً عنه..
-ندى بنبرة حزينة: مقدرش أسامحك بعد اللي عملته فيا، انت كسرت قلبي في أهم لحظة بنتظرها في حياتي كلها.. انت سبت جوايا جرح مقدرش أنساه بسهولة.

وقف يوسف في مكانه، ينظر إليها برجاء و..
-يوسف: نــدى!
-ندى: صعب أسامحك بسهولة
-يوسف بتوسل: وحياة ابننا اللي جاي، اديني فرصة أعوضك بيها عن اللي فات!
-ندى ببكاء: لأ.. أخاف تعمل فيا اللي عملته، انت.. انت خلتني أخاف حتى اني أثق في نفسي مش فيك.

أغمض يوسف عينيه، ثم أخذ نفساً عميقاً ليحاول السيطرة به على نفسه.. ثم فتح عينيه ونظر إليها مرة اخرى و..
-يوسف: أنا مش عاوز اجبرك على حاجة، بس أنا عاوزك تتأكدي اني بحبك وهافضل أحبك.. تعالي هوريكي أوضتك.

تحرك يوسف إلى الأمام، وتبعته ندى بعينيها.. ثم سارت خلفه، وأوصلها إلى غرفتها التي ستمكث بها..
كانت الغرفة منمقة مرتبة.. نظرت بعينيها إليها تتفحصها و..
-يوسف: يا رب الأوضة تكون عجبتك، أنا من زمان بحاول أخلي الفرش بتاعها رقيق زيك..
-ندى: ممم...
-يوسف: تقدري تاخدي راحتك فيها، أنا.. انا مش هزعجك
-ندى وهي توميء برأسها: أهــا.

توجه يوسف إلى باب الغرفة، وقبل أن يخرج منها، التفت برأسه إلى ندى، ثم..
-يوسف وهو يتجه لباب الغرفة: شوية والأكل هايكون جاهز، في حاجة معينة تحبيها
-ندى بصوت خافت: لأ شكراً، أنا مش عاوزة أكل حاجة
-يوسف: ده عشان البيبي اللي جاي.. هو مالوش ذنب يجوع.

انصرف يوسف من الغرفة دون أن ينتظر أي رد من ندى، وهي لم تتجادل معه.. فقط أغلقت الباب خلفه..
تأملت ندى الغرفة من حولها مرة أخرى، أعجبت بذوق يوسف في انتقاء كل شيء بها حتى في لون الطلاء..
توجهت إلى الفراش ثم جليت على طرفه، تحسست الملاءة بأصابعها، ثم انحنت على الفراش وهي ترثي نفسها، هي ترغب في المضي قدماً ونسيان ما حدث، ولكن دائماً ما تهاجمها ذكرياتها الآليمة معه، فتجعلها دائماً في حالة صراع مع النفس...

في منزل مروان بالتجمع الخامس
دلف مروان خارج المرحاض وهو يضع المنشفة على وجهه ليجفف منه الماء، ثم أزاحها ووضعها حول رقبته، نظر إلى الساعة المعلقة على الجدار ليجد أن الوقت مازال أمامه لكي يستعد للذهاب إلى عمله...
-مروان: يدوب ألحق ألبس خليني أروح الشركة وأشوف ورايا ايه فيها...

فتح مروان دلفة الدولاب الخاصة بملابسه ليتفاجيء بأنها تخلو من أي شيء يخصه... فقط ملابس نسائية مرتبة، وفساتين سهرة معلقة.. ولا شيء رجالي على الإطلاق.. ظل يعبث بيده في الملابس النسائية المعلقة و...
-مروان بدهشة: هي هدومي راحت فين؟ يكونش ده مش دولابي؟ الله! أنا كنت سايب هدومي هنا امبارح، هو في حد جه وسرقني.

وقف مروان في مكانه متسمراً ثم بنبرة عالية نادي على زوجته ندى و..
-مروان بنبرة عالية: نيرة.. يا نارووووووووو!.

دلفت نيرة من الخارج وهي تحمل في يد برطمان كبير من شيكولاته الـ ( نوتيلا ) وفي الأخرى ملعقة، ثم نظرت إليه وهي تتناول الشيكولاته و..
-نيرة: اييييه.

نظر إليها مروان متعجباً، ولكن ما كان يهمه حالياً هي ملابسه التي اختفت و..
-مروان وهو يعوج شفتيه: بقولك ايه يا ناروو، ماشوفتيش هدومي
-نيرة وهي توميء برأسها: أه شوفتها
-مروان: طب هي فين
-نيرة: عندك في دولاب أوضة الأطفال
-مروان باستغراب: وهدومي بتعمل ايه في دولاب أوضة الأطفال؟

-نيرة: عادي
-مروان: هو ايه اللي عادي، يا بنتي ده دي الضرفة اليتيمة اللي حيلتي في البيت ده كله، كمان ملاقيش فيها هدومي
-نيرة: بصراحة كده يا مروان أنا دولابي مش مكفي الهدوم بتاعتي، وماما بعتتلي شنط فيها بقية هدومي، فملاقتش حتى إلا عندك
-مروان: وأتفلق أنا بقى
-نيرة: ده وضع مؤقت يا بيبي
-مروان: طب الحمدلله، يعني هاخد الضرفة بتاعتي قريب؟

-نيرة: لأ طبعاً، بكرة لما النونو يشرف هياخد منك دولابه
-مروان: طب وبالنسبة لهدومي أحطها فين
-نيرة وهي تهز كتفيها: حطها في أي حتة تعجبك
-مروان: والله!

-نيرة: انا سايبلك options كتير
-مروان: كتر خيرك، أنا مش عارف أودي جمايلك فين
-نيرة وهي تتناول ملعقة كبيرة من الشيكولاته: عشان تعرف.. هـــام..!
-مروان مازحا ً: وربنا أنا خايف من كتر الشيكولاته اللي بتاكليها دي يطلع الواد شبه صامويل ايتو ( لاعب كرة قدم أفريقي )
-نيرة وهي تشير بأصابعها في وجهه: الله أكبر.. ده ان شاء الله هايطلع أبيضاني لأمه
-مروان وقد أمسك بيدها يقبلها: أيوه، أبيض زي شق اللفت.. عارف عارف.

اقترب مروان ليقبل زوجته، ولكنها أزاحت رأسها بعيداً عنه و..
-نيرة وهي تزيح وجهها: لألألألأ... أنا مش طايقة البريفيوم اللي انت حاطه ده
-مروان: يا شيخة! انتي عارفة ده تمنه كام؟

-نيرة: لألألأ.. ماتبقاش تحط after shave تاني
-مروان بتهكم وبصوت خافت: نعم ياختي after shave.. أهي دي أخرت التعليم المجاني، منه لله قاسم أمين اللي خلى أمثالكم يتعلموا ويعرفوا يعني ايه مدارس
-نيرة: بتقول حاجة؟
-مروان: هــه...لأ.. ده أنا بقول حاضر.

سمع مروان صوت رنين هاتفه المحمول،فأسرع ناحية الكومود، ثم أمسك به بيده ونظر في شاشته ليجد رقم السكرتيرة ريهام ظاهراً أمامه، فأجاب على الاتصال فوراً و...

-مروان هاتفياً بنبرة فرحة: مدام ريهام.. حمدلله ع السلامة.
وقفت نيرة متعجبة من السعادة التي ارتسمت فجأة على ملامح مروان، وزادها حنقاً هو سماعها لاسم فتاة ما..
-نيرة وهي تمط شفتيها: مدام ريهام؟ مين دي كمان؟.

-ريهام هاتفياً: ازي حضرتك يا مروان بيه
-مروان: الحمدلله بخير.. انتي اخبارك ايه؟ وازي رجلك دلوقتي
-ريهام: الحمدلله بقيت أحسن، أنا فكيت الجبس من فترة، والدكتور خلاص سامحلي أنزل الشغل تاني
-مروان بسعادة: بجد؟ ده أحسن خبر والله سمعته.

ظلت نيرة تنظر إلى مروان بنظرات حانقة منزعجة، هي تشعر أن هناك أمر ما وراء تلك المكالمة، فغريزتها كأنثى تشعرها بالغيرة من اهتمام مروان بأي واحدة أخرى غيرهـــا...

-ريهام: ربنا يخليك يا مروان بيه
-مروان: ع العموم أنا منتظرك تيجي في أي وقت يعجبك
-ريهام: أنا جاهزة من دلوقتي
-مروان: يبقى على بركة الله.. هستناكي تنوري المكتب.

وكأن مروان يتعمد بكلماته البسيطة تلك أن يزيد من بركان الغيرة المشتعل في نيرة.. توقفت عن تناول الشيكولاته، وأسندت البرطمان على الطاولة، ثم عقدت ساعديها أمام صدرها، ووقفت تهز ساقيها في عصبية...

-ريهام: شكراً يا مروان بيه، مش هعطل حضرتك أكتر من كده.. أشوفك في المكتب ان شاء الله
-مروان: بأمر الله.. مع السلامة.

وما إن أنهى مروان المكالمة مع السكرتيرة ريهام، حتى انفجرت فيه نيرة و..
-نيرة بضيق: مين دي ياخويا اللي الضحكة بقت من الودن للودن بسببها؟
-مروان ببراءة: دي ريهام
-نيرة بغيظ: مين ريهام دي كمان؟

-مروان: دي السكرتيرة!
-نيرة: والله؟ سكرتيرة، ودي طبعاً شبه عروسة المولد اللي أعدة في مكتبك
-مروان وهو يهز رأسه: لأ يا نيرة.. ايش جاب لجاب
-نيرة بحنق وعصبية: كمـــان!
-مروان: أه طبعاً... ده مافيش مجال للمقارنة، ريهام دي... دي حاجة كده آآآآ...

لم يكمل مروان عبارته الأخيرة حيث هبت نيرة كالاعصار عليه، فأمسكت به تحاول ضربه على صدره بكفي يدها، ولكنه أمسكها من معصميها، وحاول ايقافها وتهدئتها و..
-مروان مبتسماً: ايييه يا نارووو، في ايه بس
-نيرة بضيق: اوعى، سيب ايدي خليني أعرفك مالي
-مروان: لأ يا حبيبتي، بلاش تتعصبي، ده حتى غلط عشانك.

حينما فشلت نيرة في تحرير قبضتي يدها منه، أمالت برأسها على ذراعيه تحاول أن تعض بشفتيها ما تطاله بها..
-مروان: يامه..! بقى فينا من عض
-نيرة: والله ما سايباك
-مروان: أوووبا.. كده احنا عدينا الخطوط الحمرا...

استغل مروان فارق القوى البدنية والجسمانية بينه وبين نيرة، ثم أدار كلتا يديها خلف ظهرها، وأحكم قبضته عليها، وقربها إليه، ظلت هي تتلوى بين ذراعيه، ولكنه نظر إليها برومانسية عاشقة و..
-مروان: يا عبيطة، ده مافيش في القلب إلا انت
-نيرة: أوعى كده سيبني، انت أصلا آآآآ...

انحنى مروان برأسه على نيرة ثم قبلها بحرارة ليوقفها عن الكلام، ثم أرخى ذراعيه، وامسك برأسها في حنية و...
-مروان: بحبك يا مجنناني
-نيرة: وأنا كمان.

في شركة Two Brothers
عادت السكرتيرة ريهام بعد تمام شفائها إلى العمل، استقبلها الجميع بالترحيب والسعادة والتهنئات بالشفاء..
صعدت ريهام إلى مكتبها، فانتفضت علياء على الفور من على مكتب ريهام، لم تتوقع مجيئها و..
-علياء بنظرات مصدومة: ريــ... ريهام
-ريهام بنظرات ثقة: أه أنا.. كنتي مفكرة إني مش هارجع ولا ايه
-علياء بتوتر: آآآ... لأ.. لأ طبعاً.

دارت علياء حول مكتبها، ثم توجهت إلى ريهام لكي تحتضنها وتقبلها، ولكن ريهام أبعدتها عنها و...
-علياء: آآآ... حمدلله ع الـ...
-ريهام وهي تبعدها: سوري.. أنا أصلي الدكتور منبه عليا أبعد عن الحاجات اللي بتجيب أمراض وعدوى..
-علياء وقد فغرت شفتيها: هـــاه.. تـ... تقصدي ايه
-ريهام وهي تشير بيدها: أقصد تتفضلي من هنا.. ده مكاني، وتروحي ع المكتب اللي يليق بيكي.

تركت ريهام علياء مشدوهة في مكانها، وتوجهت إلى مكتبها وجلست على مقعدها بثقة، ثم أزاحت بكلتا يديها ما يخص علياء وألقته على الأرض...

لم يكن أمام علياء سوى جمع متعلقاتها في صمت، والانتقال إلى المكتب الأخر البعيد والصغير الموجود في آخر الغرفة...

في دبي
في مسكن صلاح الدسوقي هناك
وصل صلاح وعائلته إلى مسكنهم، ورغم أنه أسس هذا المنزل قبل ثلاثة أعوام إلا أنه يفتقد الدفء الموجود في منزله بالقاهرة...

وضعت زينب الحقائب في الطرقة الصغيرة، بينما خلعت فاطيما حذائها و...
-زينب: الحمدلله، أخيراااا هاشوف ندى واطمن عليها، دي واحشاني بشكل
-فاطيما: وأنا يا ماما أوي
-زينب: تفتكر يا حاج نكلمها نقولها ان احنا هنا، ولا نروحلها ع بيت جوزها ونفاجئها
-صلاح: احنا نرتاح الأول من السفر وبعد كده أشوف مع يوسف هنفاجئها أزاي
-زينب: اللي تشوفه يا حاج.

في منزل يوسف
أعد يوسف بعض الأطعمة لندى لكي تتناولها، حاول أن يجعل الطعام يضم كل الفيتامينات التي تحتاجها السيدة الحامل في تلك الفترة... ثم توجه إلى غرفتها.

طرق يوسف الباب قبل أن يدلف، ولكنه لم يسمع سوى صوت شهقات ندى، اضطرب يوسف وظن أن بندى مكروهــاً.. فتح الباب على مصراعيه، ونظر إليها بأعين قلقة، فوجدها راقدة على الفراش تبكي...

دلف إلى داخل الغرفة، ثم وضع الصينية على أقرب طاولة.. واقترب من ندى..
جلس يوسف إلى جوارها على الفراش، وضع يده على ظهرها يربت عليه، حاول أن يهون عليها ولو قليلاً..
وضع يده على كفها، توقفت هي عن البكاء ونظرت إلى يده الموضوعة عليها، ثم أمسك هو بكفها يحتضنه بيده..
رفعت ندى وجهها قليلاً إليه، نظر هو إلى عينيها مباشرة، ثم مد ذراعه، وأحاط بخصرها ورفعها ناحيته ببطء شديد...

لم يرغب يوسف في الحديث كي لا يفسد تلك الأجواء، فقد اكتفى فقط بالتحديق إلى عيناها..
تجاوبت ندى مع نظرات عينيه، ثم مد أنامله ليمسح تلك العبرات الساقطة على وجنتها.. وانحنى برأسه عليها ليقبلها فيها..
كانت ندى تحاول السيطرة على نفسها، ولكن كيف تقاوم فيضان المشاعر الذي تتوق إليه.. فبادلته هي الأخرى مشاعرها التي تفتقدها، وذاب الاثنان سوياً في أنهر العشق والغرام...

في شركة Two Brothers
رحب مروان بالسكرتيرة ريهام، وحمد الله أنها عادت من وعكتها الأخيرة بكل خير و..
-مروان مبتسماً: بصراحة يا مدام ريهام غيابك فرق معايا كتير والله
-ريهام: الحمدلله يا فندم انها جت ع أد كده
-مروان: مش هوصيكي بقى ع المصيبة اللي برا دي
-ريهام: اطمن.. في ظرف يومين هاتكون برا

-مروان بصوت هامس: فعلاً ما يجيبها إلا نسوانها
-ريهام: بتقول حاجة يا فندم
-مروان وقد انتبه لها: هــه.. لأ، ربنا يعينك
-ريهام: يا رب أمين، طب في حاجة تانية مطلوبة مني
-مروان بصوت خافت: بصي يا ريهام أنا المفروض هسافر خلال يومين ألمانيا، فمحتاج منك تولي شئونه لحد ما أرجع.

-ريهام: اطمن يا مروان بيه
-مروان: الحمدلله أنا الوقتي مطمن أوي.. ومتقلقيش من أي حاجة، كل الاتفاقيات أنا مظبطها، وهبعتلك ايميل بكل المطلوب منك خلال الفترة اللي هاغيب فيها
-ريهام مستفسرة: هو حضرتك هتطول
-مروان: لأ اسبوعين تلاتة بالكتير.

-ريهام: الله يعنيك يا فندم، أنا مش عاوزة حضرتك تقلق، أنا موجودة خلاص في الشركة
-مروان: بصي ولو في أي أوراق محتاجاها تخص أي صفقة، هتلاقيها مع مدام نيرة مراتي، أنا هاسيب كل حاجة عندها
-ريهام: تمام.. ان شاء الله مش هنحتاج لحاجة..

-مروان: انا عارف، بس احتياطي.. وده رقم موبايلها سجليه عندك
-ريهام: تمام
-مروان: وخدي بالك من الحرباية اللي برا
-ريهام: اطمن يا مروان بيه، ده أنا ناويلها
-مروان بنظرات تحدي: ايوه بقى...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة