قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل التاسع عشر

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل التاسع عشر

في جناح العرائس بالفندق
نهض يوسف عن الفراش فجـأة، ثم نزع الملاءة بكل عنف وألقاها على الأرض، ونظر إلى ندى بنظرات فاحصة قاسية باردة و...
-يوسف بنظرات قاسية: ايه ده يا مدام؟
-ندى بخوف: في ايه؟
-يوسف بنبرة حادة: يعني مش عارفة في ايه؟
-ندى: والله ما أعرف.

اقترب يوسف من ندى ثم جذبها بقسوة من شعرها، فتآلمت بشدة،ثم صاح بها بحدة و..
-يوسف بحدة: انتي هتصيعي عليا؟
-ندى متآلمة: آآآآآآي.. والله ما فاهمة حاجة.

لم يجد يوسف نفسه إلا وهو يصفع ندى صفعة قوية على وجهها ألجمتها على الفور وجعلت تذرف أنهاراً من الدموع..
طااااااااااااااخ
-يوسف: عملالي فيها مكسوفة وبنت ناس وانتي في الاخر طلعتي بت ****.

صدمت ندى من اسلوب يوسف الحاد معها، هي لم تعي ما الذي يقصده، كل ما استطاعت ان تستوعبه هو أنه يشك في أمر ما و..
-ندى ببكاء حار: حرام عليك انت بتقول ايه؟
-يوسف: أمي كان عندها حق لما قالت ما اتجوزش واحدة زيك
-ندى: لألألأ.. انت غلطان
-يوسف: غلطان! نعم؟ كمان هتطلعي كداب يا بنت الـ ****.

لم يتمالك يوسف أعصابه بل هجم عليها كالوحش المفترس، ثم إنهال بالضرب الوحشي على ندى، ظلت تقاومه وتقاومه، وتحاول قد استطاعتها تفادي ضرباته القاتلة، ولكنه كان مستمراً فيما يفعل...

-يوسف وهو يضربها: خونتيني مع كام واحد؟ ها؟ انطقي؟ مع الزفت علاء ولا كان في حد قبله وبعده؟ وأنا المغفل اللي شرب الليلة كلها في الأخر
-ندى وهي تقاومه: ماحصلش.. ماحصلش.. أنا بريئة، مظلومة
-يوسف وهو مستمر في ضربها بوحشية: اخررررسي.. ده انتي طلعتي بنت ****.

كانت ندى تشعر مع كل ضربة منه بأنه يطعنها طعنات قاتلة في قلبها.. لم يكف يوسف عما يفعل ولم يتركها إلا حينما وجدها صامتة.. جامدة.. لا تتحرك.

نهض يوسف من جوارها، وعيناه تحترقان من الغضب، وضع كلتا يديه في رأسه وكأنه يحاول اخماد تلك النيران التي اشتعلت فيه.. تحرك في الغرفة ذهاباً واياباً والدماء تحتقن أكثر واكثر فيه...

هو يشعر أنه قد تلقى صدمة العمر في الفتاة التي أحبها بصدق من أعمــاق قلبه.. ظل صدى كلمات والدته يتردد في أذانه فتذبحه أكثر واكثر.

شعر أنه يختنق، عاجز عن التنفس، إنهار على الأرض وجثى على ركبتيه باكياً.. كل شيء انهــار في لحظة أمامه.. وجه بصره إليها فوجد الدماء تنزف من فمها وأنفها.. لقد هانت عليه كما هان هو عليها، لم يقو على النهوض ومحاولة اسعافها حتى.. ظل جاثياً في مكانه.. ينظر لها بنظرات جافة باردة خالية من الروح حتى.. كم بات الآن يبغضها.. هي خدعته وأوهمته أنه أول رجل في حياتها، ولكنها لم تكن كذلك.. كم أضنى هذا قلبه..! إنه الجحيم الذي يحياه الآن...

كانت ندى كالجثة التي لا روح فيها، توجه بصرها لسقف الغرفة بأعين فقدت بريقها، هي لا تدري ما الذنب الذي ارتكبته لكي يفعل بها يوسف هذا.. كانت تحاول ألا تصدر جلبة أو صوت حتى لا ينهض يوسف مرة أخرى من مكانه ويفعل بها كما فعل قبل قليل.. حاولت قدر استطاعتها أن تبكي في صمت.. بكائها هذا ليس كأي بكــاء.. انه بكاء كماء النيران يكوي القلوب قبل الوجوه...

لم تستطع أن تتمالك نفسها أكثر، لقد كانت تختنق بعبراتها.. بدأت تعلو شهقاتها، لقد انهارت تماماً، وفقدت السيطرة على حالها...

نظر لها يوسف بنظرات أكثر قسوة، نهض من مكانه ووقف قبالة الفراش وفي مواجهتها و...
-يوسف بحدة: مش عاوز أسمع حسك، انتي.. انتي صوتك حتى بقى بيخنقني الوقي.

حاولت ندى أن تكتم شهقاتها، فقامت بوضع كفي ديها على فمها ونظرت إلى يوسف برعب شديد..
-ندى: أهيء...

كان يوسف كالمجنون، لم يرد أن يقترب منها مرة أخرى، ولكن يقتله أمر خداعها له، ظلت ألاف الأسئلة تدور في رأسه، يريد أن يعرف اجاباتها.. لكن ماذا سيفعل، هو لم يعد يتحمل البقاء إلى جوارها، يشعر أنه يختنق.. لكنه تحامل على نفسه و..
-يوسف بغضب: سؤال واحد بس نفسي أعرفله اجابة منك.

نظرت ندى له بنظرات خوف ممزوجة بالرعب والفزع.. لم تتحرك.. ظلت ساكنة في مكانها
-يوسف مكملاً: ليه عملتي كده؟ ليه ضحكتي عليا واستغفلتيني؟ ومين ابن الكلب اللي فضلتيه عليا..؟!.

لم تجب ندى على أي من تساؤلات يوسف مما أصابه بالجنون مرة أخرى، اقترب منها وهو مكور لقبضتي يده، نظرت له في خوف شديد، وحاولت أن تدفع جسدها المتعب قد استطاعتها للخلف، وتراجعت على الفور في الفراش محاولة أن تتجنبه وتجعل بينهما مسافة ما حتى ولو كانت صغيرة...

وقف هو في مكانه، ثم ضرب بقبضته الحائط بكل ما أوتي من قوة
طاااااااااااخ
-يوسف بجنون: لييييه؟ هااااا لييييييه؟ ماتبصليش كده، انطقي وردي عليا؟.

خرج صوت ندى ضعيفاً للغاية ومتحشرجاً، ولكنها حاولت أن تدافع عن نفسها و..
-ندى بصوت ضعيف خائف: أنا... مـ.. معملتش.. حـ.. حاجة
-يوسف بعصبية مفرطة: برضوه هاتقوليلي معملتيش حاجة؟ طب واللي حصل ده أنا أسميه ايييه؟ انطـــــــــقي!

-ندى بصوت أكثر خفوتاً وفزعاً: اقسم...بالله... ما..ما عملت أي حاجة، أنا.. أنا مظلومة
-يوسف بتهكم: مظلووومة! يا سلام، أهبل أنا عشان أصدق الكلام ده، حد قالك اني مختوم على قفايا، ولا تكونيش مفكرة اني عبيط وهاصدق كلامك ده
-ندى: أنا.. أنا..

-يوسف: انتي أقذر واحدة عرفتها في حياتي،أنا ندمان اني عرفتي بني آدمة زيك، يا ريتك يا شيخة كنتي موتي قبل ما أتجوزك ولا أعرفك، أمي كان عندها حق.. كانت حاسة انك ***** وأنا فضلت أكدبها وأدافع عنك.. وانتي طلعتي في الأخر ****.

نزلت عبارات يوسف على مسامع ندى كالسكين الحاد الذي يزيد من عمق جراح قلبها.. وضعت كلتا يديها على آذنيها لكي لا تسمع منه المزيد، ولكنه لم يكف عن توجيه السباب الشديد لها ولعائلتها...

صرخت ندى في وجهه بعد أن حاولت أن تستجمع قدر قليل من شجاعتها ليكف عما يفعل و..
-ندى بصريــخ: بــــسسسسسس! كفاية.

صمت يوسف لصراخ ندى المتواصل وظل ينظر لها في ضيق وحنق..
كانت ندى تشعر أنها ظلمت بحق، لم تدري أن كل أحلامها صارت رماداً في لحظة، وأن من اشعل النيران فيها هو من عشقت روحه قبل قلبه..
لقد جاءت إليها قوة من حيث لا تدري، فالمظلوم تأتيه الشجاعة لكي يدافع عنه نفسه مهما كلفه الأمر..

-ندى بحدة: أنا بريئة من كل كلمة انت قولتلها في حقي، أنا بنت محترمة غصب عن عين أي حد، وتقدر تتأكد بنفسك
-يوسف متهكماً: مش محتاج اتأكد.. كفاية اللي شوفته بعيني
-ندى بشجاعة: لأ.. تقدر.. بس لازم تعرف يا يوسف ان دي أخر حاجة بينا
-يوسف بضيق: غوري في ستين داهية تاخدك.. انا هاطلقك أصلاً، استحالة أسيب واحدة زيك على ذمتي توسخ اسمي واسم عيلتي!
-ندى: مش قبل ما نروح الوقتي لدكتور يكشف عليا! ويقول فيا ايه.

صدم يوسف من عبارة ندى الأخيرة.. فلم يخطر بباله أن تقترح ندى مثل ذلك الاقتراح وسط تلك المشاحنات الحادة والعنيفة بينهما.. ولكن لم يكن أمامه حل أخر سوى موافقتها.

دلفت ندى إلى المرحاض لتغسل وجهها وجسدها وتحاول أن تخفف أثار الاعتداء والضرب الهمجي عليها، ولكن كيف ستمحو أثار تمزق قلبها؟.

ارتدت ندى ما طالته يدها من ملابس لتستر جسدها الضعيف المتآلم، ولكن كيف ستداوي قلبها المجروح، وروحها المنكسرة.

دلف يوسف هو الأخر إلى المرحاض وبدل ملابسه، وتحولت ملامحه من الحنية إلى البرودة والقسوة، من السعادة إلى الشقاء، من الود إلى الجفاء...

حاولت ندى أن تضع كمية كبيرة من مساحيق التجميل على وجهها لتخفي ما كان جلياً عليه من أثار الضرب... كما ارتدت سترة ذات أكمام طويلة لتخفي ما أصاب ذراعيها من كدمات وخدوش..
لم تستطع أن تقف كثيراً فقد كانت تشعر أن جسدها منهكاً وروحها متعبة، ولكنها لن تبدو ضعيفة أمامه لتسترق قلبه، هو لم يعد لها.. هكذا أقسمت لنفسها، لن يكون في حياتها بعد الآن...

خرج يوسف من المرحاض بعد أن ارتدى ملابسه، نظر لها بأعين تمقتها، تكرهها، تتمنى أن تمسك برقبتها وتخنقها، ولا تتركها إلا جثة هامدة.

-ندى: عندي بس طلب أخير منك
-يوسف وهو يزفر في ضيق: اوووف
-ندى: ورقة طلاقي تجيني النهاردة
-يوسف بلا تردد: هيحصل!
-ندى: واللي حصل بينا محدش يعرف عنه حاجة
-يوسف بتهكم: طبعاً، ماهو الست خضرة الشريفة العفيفة عاوزة تفضل كده في نظر الناس!
-ندى: من فضلك.. أنا مش عاوزة غير كده، ع الأقل أهلي
-يوسف: اولعي، انتي معنتيش تهمني في شيء
-ندى: كتر خيرك.

خرج الاثنين من الفندق منذ الصباح الباكر، لم يرد أي منهما أن يلفت الانتباه إليهما بعد الذي صار.. تخفت ندى وراء نظارتها الشمسية العريضة، وكذلك فعل هو.

توجه يوسف نحو سيارته الموجودة في جراج الفندق.. لم يكن يرغب أن تجلس ندى بجواره، ولكن ليس هناك خيار اخر غير هذا، هما يريدان أن يبدوا طبيعين أمام الناس.. على الأقل حتى يصير الطلاق بينهما...

اتصل يوسف بأحد الأطباء الأكفاء و الذي يعرفه معرفة شخصية ووثيقة، وطلب مقابلته لأمر هام في عيادته النسائية..
وافق الطبيب على طلب يوسف الغريب خاصة في تلك الساعة المبكرة، ثم قاد يوسف السيارة نحو عيادته تلك...

ظل كلاً من يوسف وندى طوال الطريق صامتين، لم يتحدثا بكلمة واحدة، فقط البرود والجمود يسود بينهما.. فقد صار كلاهما أرواحاً معذبة تكتوي بجرح الأخر...

في العيادة النسائية
صف يوسف سيارته أمام العيادة، وترجل منها، كانت قد سبقته في النزول ندى.. وقفت في مكانها محاولة أن تعرف وجهتها...

سبقها يوسف إلى الدرج، فلحقت هي به من خلفه، لم يكن يوسف راغباً حتى في السير بجوارها، كان يشعر بالاشمئزاز منها.. هي تلك الخائنة التي سلبت روحه وقتلتها بل رحمة.. هي معذبته التي تفننت في اقتلاع قلبه بلا رحمة... كم يكره ذاك الشعور الذي جعله يعاني منها إلى الأبد.. لقد صارت ندى هي لعنته الأبدية التي لن يشفى منها مهما حدث...

كانت ندى تتبعه مجبرة، لم يكن أمامها إلا أن تثبت برائتها، فقط وللمرة الأخيرة ستتحامل أن تكون إلى جواره ذاك الذي أسمته حبيباً، ذاك الذي لم يترك لها فرصة أن تعرف ما ذنبها لكي يحكم عليها بالقصاص فوراً دون أن تدافع حتى عن نفسها.

لقد طعنها في عرضها وشرفها، واتهمها وأسرتها بأبشع التهم.. دون دليل واحد.. فقط لأنه صدق ما رأته عيناه دون أن يعرف أي شيء...

صعد الاثنين إلى العيادة، طرق يوسف الباب، ففتحت له الممرضة، ووجد الطبيب ينتظره في الاستقبال وأشار له بالدخول على الفور ورحب به، فقد كان ينتظره منذ قليل و...
-الممرضة: أيوه يا فندم
-د. شوقي من خلفها: يوسف بيه، اتفضل
-يوسف: صباح الخير يا د. شوقي، أنا أسف ان كنت جبتك العيادة بدري
-د. شوقي: ولا يهمك...

لمح الطبيب شوقي سيدة ما تقف في الخلف، فوجه بصره ناحية يوسف و..
-د. شوقي: آآآآ...
-يوسف بتردد لندى: تعالي
-د. شوقي: اتفضلوا جوا.

دلف الاثنين إلى داخل مكتب الطبيب في العيادة، ثم بدأ يوسف في شرح ما حدث.. ظل الطبيب صامتاً ومصغياً لكل كلمة تقال...

كان كل كلمة يلقيها يوسف على مسامع ندى، بمثابة اتهام صريح وطعن بلا دليل في شرفها.. ورغم هذا ظلت صامتة، لقد آثرت السكوت على أن تنطق بشيء أمامه فيتطاول هو باللفظ عليها ويسبها أمام الغريب...

وما إن انتهى يوسف من كلامه حتى طلب الطبيب من ندى أن تصعد على سرير الكشف و..
-د. شوقي: بعد اذنك يا مدام، اتفضلي على السرير.

أطرقت ندى رأسها في خجل وفعلت ما أمرها الطبيب بفعله... ثم استدعى الطبيب ممرضة لتعاونه أثناء الكشف عليها.

قام الطبيب شوقي بالكشف على السيدة ندى، واستغرق وقتاً في هذا.. كانت ندى تذرف الدموع في صمت، لم تنطق بشيء، فقد تتآلم روحها بداخل جسدها...

حاولت الممرضة أن تهديء من روعها، ولكنها عجزت عن هذا
-الممرضة: اهدي يا مدام، مافيش حاجة خطيرة
-د. شوقي: يا مدام متقلقيش.. كل شيء هايكون كويس.

كيف يخبرها الطبيب بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وهي قد تحطمت تماماً.. لقد صارت بقايا وأشلاء روح..
لا تدري كم مر عليها من الوقت والطبيب يفحصها.. هي فقد أغمضت عينيها وحاولت أن تمحو من ذاكرتها ما حدث لها.. ولكن كلما حاولت أن تنسى تذكرت أكثر...

انتهى الطبيب من الكشف الدقيق على ندى، ثم تركها بصحبة الممرضة لتعاونها في ارتداء ملابسها...

توجه الطبيب شوقي إلى يوسف الذي كان جالساً على مقربة منهم، ثم جلس إلى جواره و..
-د. شوقي: المدام مافيهاش حاجة.

اعتلت الدهشة وجه يوسف حينما سمع تلك العبارة من الطبيب و..
-يوسف بدهشة: يعني ايه مافيهاش حاجة، بقولك يا دكتور إني لما آآآ...
-د.شوقي مقاطعاً: وأنا بأكد لحضرتك ان المدام كانت آنسة ساعة لحظة اللقاء بينكم
-يوسف: نعم؟
-د. شوقي: ده بالعكس المدام محصلش عندها إلا تمزق بسيط جداً وده باين.

نهض يوسف من المقعد ويعلو وجهه علامات الضيق و...
-يوسف بحدة: انت هاتشتغلني يا د. شوقي؟ ايه الكلام اللي مالوش معنى ده؟.

حاول الطبيب شوقي تهدئته، وطلب منه أن يجلس لكي يكمل تفسيره الطبي و...
-د. شوقي: اقعد بس يا يوسف بيه، واسمعني للأخر
-يوسف: اسمع ايه بالظبط
-د. شوقي: طبيعة جسم المدام يا يوسف بيه ومن الكشف الظاهري عليها ان غشاء البكارة عندها من النوع المطاطي
-يوسف: ايه؟

-د. شوقي موضحاً: النوع ده من الأغشية مش بيتمزق بسهولة، لأ ده بالعكس بيسمح بمرور العضو الذكري وانه كمان يتمدد فيه من غير ما يتسبب في تمزقه بشكل تام أو حتى في نزول دم، وخصوصاً في أول لقاء حميمي بين حضراتكم
-يوسف فاغراً فاه: هــاه
-د. شوقي مكملاً: وبيفضل الغشاء موجود لحد ما المدام ربنا يكرمها وتولد ولادة طبيعية فبيتمزق بخروج رأس الجنين، وأحيانا ألزواج بيطلبوا انه يتفض من خلال عملية جراحية بسيطة...

حاول يوسف استيعاب ما قاله الطبيب بكل وضوح و..
-يوسف: يعني ايه؟
-د. شوقي: يعني حضرتك المدام كانت بنت بنوت لما قربت منها، ومافيش أي حاجة فيها
-يوسف وقد نهض من مكانه: ايييييييه؟

-د. شوقي مضيفاً وهو يبتسم: بالعكس أنا لاحظت بالفحص الدقيق وجود شوية تهتكات بسيطة.. وده طبعاً معروف ليه
-يوسف وقد استوعب ما فعله للتو: يعني ندى.. ندى بريئة؟
-د. شوقي: المدام زي الفل ومحترمة جداااااا ومافيش فيها أي حاجة تعيبها أو تسيء ليها
-يوسف: هــــه.

-د. شوقي: عارف يا يوسف بيه المشكلة ان في كتير من الأزواج بيفكروا لما تكون زوجاتهم عندها النوعية دي من الأغشية انها مش مظبوطة وخاينة، لكن في الحقيقة ان دي طبيعة جسمها، وهي مالهاش ذنب في كده.. بالعكس لازم يكون في توعية اكتر عشان مافيش واحدة تتظلم أو تتهم بحاجة هي معملتهاش، وهي في الأصل بريئة! ويا ما بيوت اتخربت بسبب الشك الأعمى ده...

كانت عبارات الطبيب تنزل كالترياق الشافي على قلب يوسف، لقد أثلجت عباراته صدره، هدأت من روعه، لقد شعر أن شيئاً ما يثقل صدره بالهموم قد انزاح عنه...

-د. شوقي: بس طبعاً حضرتك اتصرفت صح لما جبتها هنا عشان تتأكد قبل ما تعمل حاجة تندم عليها.. أنا بحييك ع ده!.

وكأن الطبيب يتعمد تذكيره بما فعل من قبل بها.. لقد أدرك أنه تصرف بغباء بل بوحشية وهمجية، وبلا رحمة معها..
لقد ذبحها بخنجر حاد قاسي دون أن يمهلها الفرصة لتدافع عن نفسها.

-يوسف بصوت خافت: يادي المصيبة، أنا... أنا عملت ايييه!.

شحب وجه يوسف حينما تذكر كيف كان معها قبل قليل، ظل ينظر إلى قبضتي يده وهما تعتصران روحها وقلبها.. لقد ظلمها ظلماً بيّناً، ولم يرحمها... لقد أخطأ في حقها ( خطــأ لا يمكن إصلاحه )...

خرجت ندى من غرفة الكشف بعد أن استمعت بأذنيها لدليل براءتها البيّن، لم تنتظر يوسف، لم تودعه، لم تنطق بشيء، فقط أرادت أن تخرج من ذاك المكان بلا رجعة...

لمحها يوسف وهي تخرج مسرعة من العيادة، فأسرع يعدو خلفها.. نادى عليها عدة مرات لكنها كانت مغيبة لا تستمع إليه..
-يوسف: نـــدى.. ندى.. استني!.

لحق بها يوسف وحاول ايقافها، أمسكها من ساعدها لكي تقف، ثم وقف أمامها وهو يلهث و..
-يوسف: ندى، اسمعيني.

نفضت ندى يد يوسف عنها بكل حدة، ثم نظرت إليه بنظرات مميتة قاسية لا روح فيها و...
-ندى بنبرة قاسية ميتة: طلقني...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة