قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 1 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رأى علاء ما حدث مع ندى ويوسف، فاندفع كالثور الهائج من مكانه نحوهما و...
-علاء بصوت مفزع: نـــــدى!
-ندى بخوف: آآآ... عـ.. علاء
-علاء: ايه اللي بيحصل عندك يا هانم
-نيرة: ندى
-فاطيما: هاه
-يوسف وقد تدخل في الحوار: محصلش حاجة يا استاذ.

-مروان: اهدى يا كابتن
-علاء بنرفزة: انت تسكت خالص، حاطط ايدك ع خطيبتي وتقولي محصلش حاجة
-يوسف: يا استاذ كانت هتقع أسيبها تتبهدل وتتعور
-علاء: يا حنين
-ندى: علاء من فضلك
-علاء وقد جذبها بعنف من يدها: تعالي معايا
-ندى متآلمة: آآآه... طيب بالراحة
-فاطيما: سيب اختي ماتمسكهاش كده.

-مروان وهو يضع يده على كتفه: اهدى شوية يا كابتن
-علاء وهو يدفعه بيده: انت تبعد من وشي بدل ما أخرشمك
-نيرة: علاء خلاص ماحصلش حاجة لكل ده
-علاء: اخرسي انتيكمان
-مروان بحدة: اتكلم كويس
-ندى: خلاص يا جماعة محصلش حاجة
-رضوى: في ايه يا علاء.

-علاء: الأستاذ ماسك الهانم وهاتك يا تفعيص وتحضين فيها
-ندى وقد كانت على وشك البكاء: اسكت بقى
-نيرة: انت قليل الأدب
-علاء: أنا ولا اختك اللي عاوزة تربية من أول وجديد
-يوسف بنظرات نارية: لو ما احترمتش نفسك قسماً بالله هتنزل من الباص حالاً
-رضوى: تعالى يا علاء معايا.

-علاء وهو يزفر في ضيق: تعالي يا ندى هانم قصادي
-ندى: اوك
-مروان بصوت مرتفع: خلاص يا جماعة، الكل يرجع مكانه، محصلش حاجة
-فاطيما: احنا هنسيب ندى تروح مع الفقري ده
-نيرة: هنعمله ايه؟ انتي مش شايفة هو غبي ازاي، بس والله لأحكي لبابا وماما ع اللي حصل
-فاطيما: وانا كمان.

عادت ندى لتجلس في مقعدها مع علاء الذي كان ينتوي شراً لها، وبالطبع لم تسلم من توبيخاته ولسانه الحاد معها في العتاب واللوم و..
-علاء: اترزعي
-ندى: خلي اسلوبك كويس معايا
-علاء: وعملالي فيها مكسوفة، ولأ متقربليش، لأ ماتلمسنيش، وانتي مقضياها قدام
-ندى: والله ما عملت حاجة، غصب عني وقعت
-علاء: ماهو لو انتي معتبراني راجل معاكي مكونتش هتسمحيلي لنفسك ان حد تاني يقرب منك.

-ندى: خلاص يا علاء كفاية أرجوك
-علاء: لأ مش كفاية، ده انتي حظك انك لسه مش ع ذمتي، كنت دبحتك فيها
-ندى بصدمة: هــاه
-علاء: حسك عينك طول الرحلة دي تعملي أي حاجة تاني غلط، وإلا مش هتشوفي مني غير الوش الزفت
-ندى: ان شاء الله.

عقدت ندى العزم على أن تنهي تلك الخطبة فور عودتها من الرحلة، فالانسان يبان من المواقف، وها هي تعاني معه الكثير من أبسط الأشياء، فماذا عن المواقف الكبيرة، هي الآن باتت مقتنعة أن إنهاء تلك الزيجة هو كالنجاة بعمرها من براثن ذلك الشخص الهمجي..
-ندى في نفسها: ربنا يصبرني ويعدي اليوم ده ع خير، بس أرجع البيت بالسلامة وأنهي الموضوع ده وبناقص منها خطوبة.. ده أنا أعصابي تعبت منه، أعوذو بالله منه.. مش بني آدم، ده انسان همجي متخلف!.

في المقاعد الأمامية بالحافلة
كان يوسف مشتعلاً من الغيظ مما حدث، ولولا أن مروان وغيره من الأشخاص تدخلوا لكان الوضع تطور كثيراً و...
-يوسف بكل غل: شايف البني آدم الزفت ده قال ايه
-مروان: ما انت عارف انه رزل وغبي
-يوسف: البنت كانت هتقع وأنا يدوب لحقتها
-مروان: انا عارف ده كويس، بس هو اللي مخه مقفل مش عاوز يفهم ولا حتى يتفاهم مع حد
-يوسف: قسماً بالله أنا كنت هاحدفه برا الباص، ويولع هو وفلوسه
-مروان: معلش اهدى.

في حين كانت نيرة كمن يجلس على موقد نار مشتعل، تغلي مما فعله علاء مع اختها و..
-نيرة: انا مش عارفة هي ازاي سكتاله؟ ده انا لو مكانها كنت طبقت في زومارة رقبته
-فاطيما: وانا كمان
-نيرة: انسان معندهوش لا أخلاق ولا دم، واللي غايظني انها وافقت ترتبط بواحد زي ده
-فاطيما: وأنا كمان
-نيرة: انتي هتقعدي تقولي وأنا كمان كده كتير، أنا مش نقصاكي
-فاطيما: طب ما تزعقليش.

لمح مروان نيرة والغضب يعلو وجهها، فترك يوسف لكي يجلس بجوارها ويحاول تهدئتها و...
-مروان: طب يا يوسف اهدى انت بس
-يوسف: أهدى ازاي ووشه العكر ده قصادي
-مروان وهو ينظر لنيرة: معلش.. هاسيبك انا واقعد لأحسن رجلي ورمت من الوقفة
-يوسف: رجلك برضوه
-مروان: اه

توجه مروان إلى مقعده وجلس بجوار نيرة التي ما إن رأته أدارت وجهها وهي تزفر في ضيق و...
-مروان: أنا جيت
-نيرة: اوووف، أل أنا كنت نقصاك انت التاني
-مروان بعفوية وهو ينظر لنيرة: يرضيكي اللي حصل ده يا.. يا آآآ... طمطم
-فاطيما: لأ طبعا
-مروان: طب وانتي يا نيرة
-نيرة بنرفزة: اسكت خالص بدل ما أطلع غلبي عليك.

-مروان: وأنا ذنبي ايه، هو انا اللي كنت بتشاكل
-نيرة: اوووف، رحلة فقر باللي فيها
-مروان: انتي هتفضلي كده كتير لسانك مسحوب منك
-نيرة بنرفزة: قوم من جمبي
-مروان وهو ينظر لها بتحدي: لأ مش قايم، ده مكاني، ولو مش عاجبك اخبطي راسك في الازاز اللي جمبك
-نيرة: ايييه؟

-فاطيما: انتو هتتخانقوا برضوه؟
-مروان: شايفة اختك
-نيرة: يوووه
-فاطيما وهي تربت على كتفه: معلش يا مروان هي طول عمرها كده
-مروان: ربنا يهديها، قوليلي معاكي أكل
-فاطيما: اه، اهوو
-مروان: وأنا كمان معايا، تعالي بقى أما ناكل سوا عشان يبقى بينا عيش وملح
-فاطيما: ماشي.

-مروان: انتي معاكي سندوتشات ايه
-فاطيما: جبنة ولانشون، وفي جبنة رومي وبسطرمة وحلاوة
-مروان: سيبكم من دول، خدي كلي السندوتشات الشاورمة دي
-فاطيما بفرح: الله!
-مروان وهو يمد يده لها بالشطيرة: تاخدي يا نيرة شاورمة
-نيرة: ده لو هاموت من الجوع مش هاكل حاجة منك انت بالذات
-مروان وهو يقطم شطيرته: انتي الخسرانة، ده حتى سخن وطعمه حلو.. ممم..
-نيرة: يا مهون
-مروان: عاوزك تدعي كتير، يمكن ربنا يستجب ويهون
-نيرة: اوووف.

بدأت رضوى في توزيع عدد من الأوراق لكي يلعب من في الحافلة لعبة تسمى ( التنبلة ) وهي تشبه لعبة الـ BINGO الشهيرة، حيث يتم اختيار أرقام عشوائية وشطبها من الأوراق التي بحوزة الجميع ومن ينتهي من حذف الأرقام في صف كامل وأحيانا في الورقة باكملها يفوز
-رضوى: يالا يا جماعة هنبدأ لعبة التنبلة.

-أحد الأشخاص: هيييه
-شخص اخر: ايوه بقى
-فتاة ما: تمام..
-فتاة أخرى: أنا هاكسب
-يوسف: لأ أنا، دي لعبتي
-شخص ما بالخلف: يالا ابدأوا يا جماعة
-شخص بجواره وهو يصفر: فوووفووو.. عاوزين نبدأ
-رضوى: اوك، جاهزين
-الجميع: ايوه

رفضت نيرة أن تأخذ من رضوى ورقة اللعب، فأخذها مروان بدلاً منها و...
-مروان لنيرة: مش هاتلعبي؟
-نيرة: لأ مش عاوزة
-مروان: خلاص ألعبلك أنا
-فاطيما: وأنا كمان يا مروان عاوزة ألعب
-مروان: اوك يا طمطم.

أرادت ندى ان تشارك الجميع في اللعب ولكن رفض علاء هذا، فبدأ الشجار بينهما مرة أخرى و...
-ندى لرضوى: انا عاوزة ورقة من فضلك
-علاء بخشونة: لأ مش عاوزين
-ندى باصرار: بس أنا عاوزةألعب
-علاء: وأنا قولت لأ.

-ندى: يوووه، هو أنت مش عاوزني أعمل أي حاجة في الرحلة دي
-علاء: لأ عاوزك تتبسطي معايا، لكن انتي عاوزة تركزي مع غيرك وتهمليني
-ندى: دي رحلة يعني المفروض نتبسط فيها مع الناس
-علاء: رحلة الشوم والندامة، أنا لو كنت اعرف انها بالشكل ده مكونتش طلعت
-ندى: ان شاء الله تبقى أخر رحلة نطلعها
-علاء: اه، بعد كده هنطلع وانتي مراتي ولوحدنا
-ندى بتهكم وبصوت خافت: عشم ابليس.

كان يوسف يراقب كل ما يدور بين علاء وندى من مكانه، حتى أنه رفض ان يجلس كي تكون الرؤية واضحة أمامه، هو يلاحظ أن هناك شد وجذب بين كلاهما، وعلى ما يبدو أن ندى متذمرة من وضعها مع علاء، هو في نفسه يريد التحرك وابعادها عنه، ولكن بأي صفة سيتدخل بينهما.. لذا ظل يشاهد فقط وهو في وضع استعداد للاشتباك مع علاء لو تخطى الأمر أكثر من هذا بقليل...

-يوسف في نفسه بغل: البت مش طايقة خلقتك، وانت شغال مرازية فيها، فكر بس تجي جمبها وأنا والله ما عارف هاعمل فيك ايه.

نهضت فاطيما من جوار اختها وتوجهت ناحية رضوى لتقف بجوارها عند اختيار الأرقام، بينما كان مروان في قمة سعادته لأن نيرة باتت تجلس بجواره مباشرة، ولا يوجد بينهما أي حائل... بدأت رضوى تتلو الأرقام على الجميع، والكل يشارك بشطب الأرقام من الأوراق، وفجــأة صاح مروان..

-مروان بسعادة: أنا كملت صف
-رضوى: وريني كده
-مروان وهو يريها الورقة: شوفي
-رضوى وهي تراجع الأرقام: صـح.. تمام.. برافو يا مارووو، انت فعلاً كسبت
-مروان: الله اكبر، اديني بقى الهدية عشان أديها لصاحبتها
-رضوى باستغراب: صاحبتها؟

-مروان: اها.. حاجة كده تخصني
-رضوى غامزة: اوك يا ماروو، اتفضل.

أعطت رضوى الهدية لمروان والتي كانت عبارة عن مصفاة صغيرة، فأخذها منها وعاد ليجلس بجوار نيرة و...
-مروان: ايه دي
-رضوى: مصفى
-مروان: وانا هاعمل بيها ايه
-رضوى بلؤم: تديها لصاحبتها
-مروان: مممم... ماشي.

-مروان وهو يناول المصفاة لنيرة: اتفضلي
-نيرة: ايه دي
-مروان: بتاعتك
-نيرة: لأ طبعا مش بتاعتي
-مروان: بس أنا لعبتلك وكسبت دي
-نيرة: مش عاوزاها
-مروان: لأ خديها، أهي تنفع في جهازك ان شاء الله.

-نيرة: اهــا.. قولتلي، ده انت خفيف وظريف
-مروان: وعسل وشربات ودمي زي السكر
-نيرة: لو مابعدتش المصفى دي عن وشي هلبسهالك في دماغك
-مروان بصوت آجش: طب جربي كده وأنا هكسرلك ايدك قبل ما تعمليها
-نيرة: ايه؟

-مروان: اللي سمعتيه، أنا ممكن أسمح بالهزار في حاجات، لكن أكتر من كده بيبقالي رد فعل وحش
-نيرة: احم..
-مروان: ناس ماتجيش إلا بالعين الحمرة.

وصلت الحافلات إلى استراحة في منتصف الطريق، ترجل الجميع منها، كانت ندى تريد أن تنزل من الحافلة ولكن رفض علاء أن تتحرك من مكانها وطلب منها أن تظل جالسة بجواره و...
-ندى وهي تنظر من النافذة: اخيراً الباص وقف
-علاء: ما يقف
-ندى: عن اذنك عاوزة انزل
-علاء: لأ
-ندى باستغراب: لأ ليه
-علاء: هو كده.

-ندى: ماهو كل الناس نازلة أهوو قصادك
-علاء: ما ينزلوا، لكن انتي هتفضلي أعدة جمبي
-ندى: اللهم طولك يا روح.. ودي فيها ايه كمان.

-علاء: مافيهاش، بس ناوية تخشي حمام، هتلاقيه زحمة، والشباب زي ما انتي شايفة مالي الدنيا تحت، ولا انتي حابة الكل يقعد يتفرج عليكي
-ندى: يتفرجوا عليا ليه ان شاء الله؟ ما أنا عادي اهو ومافيش فيا حاجة مميزة، وبعدين البنات تحت وأنا عاوزة أطمن على اخواتك
-علاء: ماهم أعدين زي ضربة الدم قصادك اهوو
-ندى بقرف: ايه الألفاظ دي؟ اتكلم كويس عنهم
-علاء: يوووه، مش هاخلص منك
-ندى: لا حول ولا قوة إلا بالله.

طلبت فاطيما من اختها ندى أن تنزل معها ليذهبا سوياً إلى المرحاض، ولكن للأسف رفض علاء ايضاً و...
-فاطيما وهي تتجه لندى: نووودة، تعالي معايا الحمام
-علاء: لأ
-ندى: اختي عاوزة تروح الحمام، فيها أيه
-علاء: عندها اختك التانية.

-ندى: بس هي عاوزاني معاها
-علاء وهو ينهر فاطيما: امشي يا فاطيما عند اختك، خليها هي اللي توديكي الحمام، أنا مش فايق للعب العيال بتاعك ده
-فاطيما: اوووف.. فقري
-علاء بضيق وصوت حاد نسبياً: نعم بتقولي ايه؟
-فاطيما بغضب وهي تجري من أمامه: مـــافيش.

-ندى: يعني كان لازم تكلم اختي كده
-علاء: ماينفش مع العيال اللي السك ع دماغهم، وبعدين ما الهانم اختك موجودة، ولا هي برنسيسة طالعة تتفسح ع قفايا
-ندى بصوت هامس: يااا ربي، ايه التدبيسة السودة دي اللي وقعت نفسي فيها
-علاء: بتقولي ايه
-ندى بضيق: مافيش!.

توجهت فاطيما إلى اختها نيرة لتطلب منها مصاحبتها إلى المرحاض بعد أن اشتكت لها مما فعل علاء و...
-فاطيما: تعالي معايا الحمام يا نيرة
-نيرة: اومال ندى مش هاتجي معانا
-فاطيما: الفقري قالي لأ
-نيرة: ياباي.. تعالي.

نهضت نيرة من مكانها وهي تمسك باختها فاطيما، فسألها مروان عن...
-مروان: انتو رايحين فين
-نيرة بتهكم: الحمام؟ تحب تيجي معانا؟
-مروان: اه يا ريت
-نيرة وهي تنظر له بنظرات حادة: افندم
-مروان: بهزر بهزر، بلاش بس البصة دي.

ترجلت نيرة من الحافلة وهي تسب وتلعن، وانطلق مروان خلفها و...
-نيرة: كان يوم اسود يوم ما طلعنا الرحلة دي
-مروان من خلفها: لأ كان يوم فل والله
-فاطيما وهي تحدثه: هو اسود عشان فيه الفقري
-مروان: إن كان كده أه.. السؤال اللي محيرني اختك موافقة ع الكائن ده ازاي.

-نيرة وقد التفت له: انت هتفضل لازقلنا كده كتير، ابعد عننا بقى
-مروان: هو أنا ماسك فيكي، انتي بس اللي ماشية معايا ع الخط
-نيرة بضيق وهي تضع يدها في وسطها: لا والله؟
-مروان بنظرة قاسية وصوت آمر: بلاش الوقفة دي، انتي فاهمة!
-نيرة وقد ارتعدت من نظرته تلك: هــاه
-مروان وهو يشير بيده: عاوزين تروحوا الحمام، اهو هناك، اتفضلوا!
-نيرة: طـ.. طيب
-فاطيما: شكراً يا مروان.

كانت مايا تجلس في الحافلة الأخرى بطريق الخطأ، وكادت أن تجن حينما علمت أن يوسف ليس موجوداً معها، لذا تحاملت على نفسها إلى أن وصلت الاستراحة، فترجلت من الحافلة وتوجهت إلى يوسف وهي غاضبة و...
-مايا: بقى كده يا جوو، تخليني اركب باص تاني غير اللي انت فيه
-يوسف: كلهم واحد يا مايا.

-مايا: لأ مش واحد طبعاً، أنا طالعة عشانك، وفي الأخر اقعد في باص تاني، دي كارثة
-يوسف: عادي يا مايا، مش قضية!
-مايا وهي تسحبه من يده: طب تعالى نشرب حاجة في كافيه الريست
-يوسف على مضض: اوك.

أصبحت الحافلة التي تجلس فيها ندى تقريباً شبه خالية من الركاب، فجميع من فيها ترجل منها واتجه للاستراحة إما لتناول مشروب دافيء أو مثلج، أو إما للذهاب إلى المرحاض، وكانت أصوات حوارات جميع من يقف بالخارج مرتفعة نظراً للموسيقى الصاخبة التي يديرها صاحب الاستراحة..
انتهز علاء فرصة خلو الحافلة -وانشغال المعظم خارج الحافلة بما يفعلون - في التفكير في طريقة للتقرب من ندى أكثر، بل الأحرى أن نقول أن برأسه تدور أفكاراً شيطانية.. فهو يريد أن...

-ندى بضيق: الباص كله فضى، مافيش إلا احنا، مبسوط دلوقتي
-علاء وهو يفكر ملياً في أمر خبيث: هــه
-ندى: مش كنا نزلنا وقفنا تحت بدل التكتيفة السودة اللي احنا فيها دي
-علاء: اها.

لمح علاء سائق الحافلة وهو يترجل منها هو الأخر، فقرر أن يقترب من ندى أكثر ويلتصق بجسدها و...
-علاء في نفسه: حلو أوي، السواق كمان نازل من الباص
-ندى وهي تنظر من النافذة: يا رب نيرة تفتكر تجيبلي مياه ساقعة لأحسن هاموت من الحر.

-علاء وقد اقترب منها: انا برضوه مولع زيك
-ندى وقد انتبهت لما يفعل: انت بتعمل ايه؟
-علاء وهو يحطيها بذراعيه: هو أنا عملت حاجة لسه
-ندى وهي تدفعه بكلتا يديها: ابعد عني انت اتجننت.

مد علاء كِلا ذراعيه لكي يضم ندى إليه ويقربها أكثر منه، ولكنها كانت تقاومه وتدفعه عنها بكل ما تملك من قوة، وحتى لا يراهم أي أحد من الواقفين بالخارج قام بانزال الستائر الخاصة بالحافلة و...
-علاء وقد مد يده ليغلق ستارة الحافلة: ده انا هاموت عليكي
-ندى: ابعد عني يا حيوان.

-علاء وقد صفعها: اخرسي.. أنا هاعرفك ازاي أنا حيوان
-ندى متآلمة: آآآآآه... انت بتمد ايدك عليا
-علاء وقد بدأ في لمس جسدها: ده انا هاقطعك الوقتي!
-ندى بصريخ: لألألأ.

كمم علاء فم ندى لكي يمنعها من الصراخ بيده، وحاول باليد الاخرى أن يضع يده على أجزاء من جسدها بينما تقاومه ندى بكل قوة و...
-علاء: محدش هيسمعك دلوقتي، الكل مشغول تحت، وصوت الأغاني عالي، يعني لو صوتي محدش هينجدك
-ندى وهي تقاومه: ممم...مممممم..

-علاء: متخافيش أنا بس هامتع نفسي بيكي كده، حاجة ع الطاير، تصبيرة زي ما بيقولوا، يوم الفرح بقى هاكمل الباقي
-ندى: انت قذر..
-علاء: أنا هاجرب بس لأحسن المسائل عندي كانت بعافية شوية وانتي ولعتيها
-ندى: آآآه... ابعد عني.

رغم استمرار مايا في الحديث مع يوسف إلا أنه لم يعيرها انتباهه، وظل يبحث بعينيه عن ندى وسط الحاضرين فباله كان مشغولاً كثيراً عليها، ولكنه لم يجدها فزفر في ضيق و..
-مايا: لازم تتصرف وتشوفلي آآآ...
-يوسف في نفسه: هي مش واقفة مع أي حد، أنا مش شايفها خالص، بس يمكن تكون راحت الحمام.. اووف.

-مايا: يا جووو.. انت مش معايا
-يوسف وقد انتبه لصوتها: لأ معاكي يا مايا
-مايا: طب شوفلي حل وخليني معاك في الباص
-يوسف: ان شاء الله
-مايا: الله، انت رايح فين
-يوسف: ثواني هاشوف حاجة كده.

-يوسف لنفسه: يمكن تكون واقفة عند الباص ولا حاجة، أنا هابص كده أل يعني بتمم ع الناس بالظبط...

توجه يوسف ناحية الحافلة وبحث عن ندى بين الموجودين، ولكنها لم تكن موجودة، والحافلة كانت خالية.. كان على وشك الانصراف والعودة لمايا ولكنه بدون إرادته نظر ناحية نوافذ الحافلة، ولمح أحد الستائر تهتز فشعر بالريبة و...
-يوسف محملقاً في الجميع: برضوه مش واقفة هنا، طب هاتكون راحت فين، ممم.. يبقى اكيد في الحمام.. خلاص أروح أبص هناك كده.. الله! مالها الستاير دي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة