قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والأربعون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 1 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والأربعون

كانت نيرة تصرخ عالياً في لعبة الاعصار إلى أن هدأت فجأة ولم يعد لها صوت، اضطرب مروان حينما أدرك أن نيرة مستكينة بجواره، أمسك بيدها وحاول تحريكه فوجد ذراعها متدلي.. انقبض قلبه وحاول افاقتها و..
-مروان بلهفة: نيرة.. نـــيرة! ردي عليا.. نيرة.

ظل مروان يصرخ ويسب ويلعن بصوت عالي حتى يوقف أي أحد اللعبة، ولكن دون جدوى فقد توقفت اللعبة بعد دقيقة ومروان تفكيره كله منصب على نيرة..
كان مروان يعد الثواني كي يتحرر من قبضة الحزام الحديدي الموضوع عليه، وحينما تحرر منه، أسرع إلى نيرة الجالسة بجواره، والتي كانت فاقدة للوعي تماماً ورأسها مائل ناحية اليسار، ظل مروان يربت على كف يدها ويفرك فيه بكلتا يديه، ولكن دون جدوى، ثم رفع حزامها الحديدي عالياً، و..
-مروان وهو يرفع عنها الحزام: نيرة.. نيرة.. ردي عليا.

تجمعت بعض الفتيات حول مروان وكذلك عدداً من الشباب لمعرفة ما حدث و..
-أحد الفتيات: اووف، دي مغمى عليها ولا ايه
-فتاة اخرى: باين كده
-فتاة ثالثة: اعدل دماغها يا كابتن
-شاب ما: وسعوا يا جماعة، خليها تاخد نفسها
-شاب أخر: بالظبط كده.

حاول مروان أن يعدل من وضعية نيرة، وخاصة رأسها المائل للجنب، ولكن مسئول اللعبة طلب منه النزول وافاقتها بالأسفل لوجود الكثير ممن يرغب في الصعود على اللعبة.. تعصب مروان من طلب المسئول المستفز وكان على وشك الشجار معه، ولكن تدخل بعض الموجودين وحالوا بينهما و..
-المسئول: من فضلك خدها وانزل تحت.. في ناس عاوزة تطلع تلعب
-مروان بعصبية: انت غبي، ما تولع اللعبة، انت مش شايف هي عاملة ازاي
-المسئول: والله مش ذنبنا، احنا منبهين ان اللعبة دي محدش يركبها لو مش أدها..

-مروان وقد أمسك بياقته: أنا هموتك الوقتي
-شاب ما: خلاص يا كابتن، اهدى
-شاب اخر: يا عم امشي الوقتي، مش لازم تشغلها يعني
-المسئول: ده شغلي، هعطله عشان واحدة فرفرت
-مروان بحدة: ابعد عن وشي بدل ما اخلي ترقد جمبها!.

أخرجت احدى الفتيات زجاجة عطر من حقيبتها، ثم أعطتها لمروان لكي يستخدمها في إفاقة نيرة و..
-فتاة ما: اتفضل يا حضرت البرفان ده، خليها تشمه يمكن تفوق
-مروان: شكراً.

رش مروان بعضاً من العطر على يده ثم مرر يده على أنف نيرة بهدوء كي تستنشق العطر...

أحضرت فتاة اخرى زجاجة مياه وأعطتها له لكي ينثرها على وجه نيرة.. وبالفعل قام مروان بعمل هذا...

بدأت نيرة تستعيد وعيها تدريجياً.. حركت رأسها قليلاً و...
-نيرة: أها.. آآآ...
-مروان: نيرة.. الحمدلله
-فتاة ما: أهي بتقوق
-نيرة: طب كويس اوي
-مروان: نيرة سمعاني
-نيرة: آهــا
-مروان: تقدري تقومي
-نيرة وهي توميء برأسها: أه.

وضعت نيرة يدها على طرف رأسها وظلت تدلكها برفق..
طلب مروان من نيرة أن تنهض حتى يتركا تلك اللعبة، لأن المسئول عديم الاحساس يقف من على بعد ينظر لهم بضيق واحتقار..
-مروان: ها، تقدري تقفي ع رجلك
-نيرة: أيوه.. بس اصبر عليا أفوق خالص الأول
-مروان وهو ينظر نظرات غل للمسئول: معلش عشان في واحد رزل عاوز يشغل اللعبة تاني
-نيرة: طيب.

نهضت نيرة من مكانها، وسارت قليلاً بخطوات مترنحة، أسندها مروان بأحد ذراعيه، ولف يده الأخرى حول خصرها، ونزلا سوياً من تلك اللعبة
-مروان معاتباً إياها: يا نيرة مكنش ليه لازمة انك تركبي اللعبة دي، أنا من الأول مكونتش موافق
-نيرة وهي تضع يدها على طرف راسها: خلاص بقى
-مروان: ماهو لازم تعرفي غلطك عشان متكرريهوش تاني
-نيرة ورأسها محني: عشان خاطري كفاية
-مروان: ماشي.. طب انتي كويسة
-نيرة بوجه ممتعق وهي تنظر لقدميها: لأ دماغي لسه بتلف بيا
-مروان: طيب، تعالي.

كانت نيرة تركز في خطواتها وهي تسير، وفجأة شعرت أن الأرض تختفي من أسفلها، حيث حملها مروان بكل خفه بين ذراعيه، وسار بها نحو الحافلة..
لم ترد نيرة أن تعترض على ما فعله مروان أو حتى تجادله تلك المرة لأنها لم تكن قادرة على المواصلة، اكتفت فقط بلف ذراعها حول رقبته وأراحت رأسها على صدره..

ظل مروان ينظر إليها وهي في تلك الحالة.. رغم حنقه على ما حدث فوق، ولكنه كان المستفيد الوحيد مما حدث لها، فقد اقترب منها كثيراً وتأكد من مشاعره تجاهها، حتى أنه استطاع أن يكسب ثقتها رغم عنادها المستمر معه..
-مروان في نفسه: أوعدك هاحافظ عليكي من اي حاجة تفكر تلمسك.. انتي هتفضلي جوا قلبي وعينيا، محدش هيقدر يبعدك عني.. وقريب أوي هنكون سوا!.

عند الحافلة
لم يتواجد إلا عدداً قليلاً ممن شعر بالارهاق من الرحلة بالقرب من الحافلة في انتظار وصول السائق ليفتحه لهم..
ثم انضم إليهم يوسف ومعه ندى وفاطيما، كانت فاطيما شبه غافلة، أرادت أن تنام وبدأت في ( الزن ) على ندى و...

-فاطيما بصوت ناعس: ندى، أنا عاوزة أنام
-ندى: اصبري شوية يا طمطم، الوقتي السواق هيجي ويفتح الباص وتنامي فوق
-فاطيما وهي تستند برأسها على جسد ندى: لأ أنا عاوزة نام الوقتي
-ندى: يا طمطم... اصحي
-فاطيما: هاااه
-يوسف: هاتيها يا ندى، أنا هخليها تنام ع كتفي لحد ما يجي السواق
-ندى: بس آآآ...
-يوسف: ده طمطم خلاص تقريباً نامت
-ندى: اوك.

حمل يوسف فاطيما لكي تنام على كتفه، كانت ندى تعدل ملابس فاطيما حينما لامست أصابعها بدون قصد ذراعه مما جعلها تسحب يدها بسرعة، ويبتسم هو لفعلتها تلك..
-ندى: آآ.. سوري
-يوسف: ولا يهمك.. خدي راحتك، ده أنا مبسوط انك معايا وآآ..
-ندى بخجل: آآ.. احم
-يوسف متسائلاً: ندى، ممكن أسألك سؤال؟
-ندى: اتفضل
-يوسف: هو.. آآ.. علاء كان حاول قبل كده انه آآ.. انه يقرب منك؟

-ندى: هه
-يوسف: أنا مقصدش حاجة وحشة والله، أنا بس عاوز أشوف ان كان الكلب ده جه جمبك ولا لأ..
-ندى: احنا.. كنا لسه قاريين فاتحة من كام يوم، يعني مالحقناش اصلاً نقعد مع بعض ولا نعرف بعض
-يوسف: طب ليه وافقتي عليه؟
-ندى: عادي، مافيش سبب معين
-يوسف وهو يفكر في كلامها: ممم...

لمحت ندى مروان قادماً من بعيد وهو يحمل فتاة ما بين ذراعيه.. أمعنت النظر جيداً فوجدت أنها نيرة اختها، ارتعدت ندى لرؤية اختها هكذا فجرت ناحيتها و..
-ندى: الله! دي.. دي نيرة.

التفت يوسف ناحية المكان الذي تنظر إليه ندى ليجد مروان بالفعل ومعه نيرة و..
-يوسف بدهشة: مـــروان!
-ندى بلهفة: ايه اللي حصلها
-مروان محاولاً طمأنتها: متقلقيش، هي داخت بس من اللعبة
-ندى: برضوه ركبت دماغها وطلعت الألعاب الصعبة
-يوسف: فين أم السواق ده خليها تطلع فوق
-مروان: كلمه يا جوو
-يوسف: ما أنا طلبته من بدري، وهو معرفش مزوغ فين.

-السائق من بعيد: لا مؤاخذة يا بهوات كنت في الحمام
-مروان بلهجة آمرة: طب افتح الباص بسرعة
-السائق: يا ساتر يا رب، هو ايه اللي حصلها؟
-ندى: تعبت شوية
-السائق: ألف سلامة عليها، ثواني وهايكون مفتوح.

فتح السائق الحافلة وبالتالي صعد الجميع على متنها...
كان أول من يصعد على الحافلة هو مروان حاملاً نيرة بين ذراعيه.. أسندها برفق على المقعد الأمامي، ثم جلست بجوارها ندى اختها على المقعد البلاستيكي لتطمئن عليها..
-ندى: انتي كويسة يا نيرة
-نيرة: اها
-ندى معاتبة إياها: عملتي في نفسك كده
-نيرة: خلاص عشان خاطري، انا مش قادرة
-مروان: ندى، سبيها الوقتي
-ندى: ماشي.

غفت نيرة على المقعد، خلعت ندى وشاحها وغطت به اختها، بينما أجلس يوسف فاطيما على مقعد أخر لتنام فيه بجوار طفلة أخرى بعد أن استأذن والدتها..
-يوسف شاكراً السيدة: شكرا
-السيدة: ولا يهمك... دي زي بنوتي
-يوسف: ربنا يخليهالك.

تجمع تقريباً جميع من في الحافلة، وبدأ السائق في التحرك نحو طريق الرئيسي للعودة إلى القاهرة بعد هذا اليوم المشحون..
كان غالبية المتواجدين مرهقين، لذا نام معظمهم، والبعض الأخر كان يتهامس بالحديث...

في الطريق
بدأت ندى هي الأخرى تغفو وهي جالسة في مقعدها البلاستيكي.. لاحظ يوسف هذا، لذا بحث عن كرسي أخر بلاستيكي ووضعه بالقرب من ندى وجلس عليه حتى يتمكن من اسناد ندى وهي غافلة دون أن تشعر بوجوده بقربها..
قام يوسف بوضع يديه على ذراعي ندى ثم أرجعها قليلاً للخلف لكي تستند على كتفه وتنام..

كان يوسف يشعر بأنفاس ندى الحرارة وهي تلسع رقبته فتغمره بالسعادة، هي تنفث لهيب عشقه الذي ينتظره على أحر من الجمر.. هو يمني نفسه بقربها، وينتظر ان يجعل هذا القرب حقيقياً ودائماً..
-يوسف في نفسه: قريب أوي يا ندى هانكون في بيت واحد، وانا.. أنا مش هاسيبك تبعدي عني مهما حصل..!.

ظل يوسف يداعب خصلات شعرها ويلفه على أصابعه، ثم يطلق له العنان بعد ذلك لينفرد مرة أخرى

بدأت ندى تفيق مرة أخرى لتتفاجيء بنفسها نائمة على كتف يوسف، فتخجل من نفسها و..
-ندى وهي تعتدل في جلستها: سـ.. سوري، أنا بايني نمت وانا مش حاسة
-يوسف: مايهمكيش، كملي عادي
-ندى: احم..
-يوسف بصوت خافت: عارفة يا ندى ان دي أحلى رحلة في حياتي ومكنش نفسي انها تخلص أبداً
-ندى:اها
-يوسف: بس ان شاء الله، اللي جاي هايكون أحسن لأنك هاتكوني معايا ع طول
-ندى وهي تعبث بشعرها: آآآ.. ربنا يسهل
-يوسف بتنهيدة: آآآخ..

-ندى: في ايه
-يوسف: بلاش الحركة دي لأنها بتخليني أفكر في حاجات مجنونة
-ندى وقد اكتست وجنتها بالحمرة: هاااه...

حاولت ندى أن تتحدث في امر اخر حتى تخفي خجلها و..
-ندى: آآآ... اومال فين طمطم
-يوسف مبتسما: ممم.. بتتهوي في الحوار، اوك مافيش مشكلة، هي ع العموم نايمة ورا مع الست اللي هناك دي
-ندى: أها.

كان مروان يراقب نيرة وهي غافلة، لم يرفع عينيه عنها، بل ظل مدققاً النظر فيها، هي طائشة مجنونة مزعجة، ولكنها استطاعت أن تىسر قلبه بطبيعتها تلك.. أمامه الآن تحدي كبير في جعل الارتباط بها ممكناً.. فهو لا يتوقع ردة فعل أهله بشأن قراره المفاجيء هذا...
-مروان: ربنا يستر من اللي جاي... بس أنا هاعمل اللي أقدر عليه عشان تكوني معايا..!.

وصلت الحافلة إلى مكان التجمع عند الكلية.. طلبت ندى من يوسف أن يذهب إلى الخلف ويوقظ فاطيما ويحضرها إليها.. في حين حاولت أن توقظ نيرة التي كانت مستغرقة في النوم العميق و..
-ندى وهي تهز جسدها بصوت هامس: نيرة.. نيرة، اصحي احنا وصلنا
-نيرة: آآ..

-ندى مكررة: يالا يا نيرة، فوقي احنا خلاص وصلنا
-نيرة: آهــا
-ندى: يا بنتي اصحي، مالك
-نيرة: أنا.. أنا تعبانة، مش... قادرة.. أقوم.

وضعت ندى يدها على جبهة نيرة لتتحسها فوجدتها ساخنة، اضطربت ندى و..
-ندى وهي تتحس جبهة اختها: ده، انتي سخنة اوي
-نيرة: اها.

كان مروان شبه غافياً حينما استيقظ على صوت نداءات ندى لأختها نيرة، فانتبه لما يحدث بينهما و..
-مروان بخضة: في ايه؟
-ندى: نيرة سخنة وأنا مش عارفة مالها.

وضع مروان هو الأخر يده على جبهتها ليتفاجيء بحرارتها المرتفعة و..
-مروان: فعلاً دي مولعة
-نيرة بصوت ضعيف: عضمي... بيوجعني، أنا.. مش... مش قادرة
-ندى: الظاهر انها خدت برد.

تذكر مروان ما مر به هو ونيرة على مدار اليوم من أحداث كثيرة شملت محطة الرمل و البحر والمطعم والملاهي، وتغير الجو والانفعالات الكثيرة بينهما قد انعكس بالسلب عليها..
-مروان: أهــا
-ندى: نيرة حاولي بس تمسكي نفسك لحد ما ناخد تاكسي ونرجع البيت
-مروان: أفندم؟ تاخدوا تاكسي لوحدكم؟

-ندى: أها، اومال يعني مين اللي هيوصلنا، علاء سابنا وآآ...
-يوسف مقاطعاً: انا موجود أوصلكم، بلاش سيرة علاء الزفت ده السعادي
-مروان: أنا عربيتي أصلاً مركونة هنا، هوصلكم للبيت، أنا عارفه كويس
-ندى: هااه.

بدأ الجميع بالنزول من على متن الحافلة، وانتظر يوسف ومروان حتى أصبحت الحافلة خالية تماماً من الركاب، ثم اتفق كلاهما معاً على أن يوصل يوسف ندى ونيرة وفاطيما بسيارته، ويركب مروان معه ليريه الطريق..
-يوسف: الكل نزل تقريبا
-مروان: طب هات العربية جمب الباب
-يوسف مسرعاً: على طول.

ترجل يوسف من الحافلة ليحضر سيارته بجوار الحافلة...

-مروان: ندى خدي طمطم والشنط وانزلوا، وأنا هاجيب نيرة وأحصلكم
-ندى: انا مش هاسيب اختي، انا هافضل هنا
-مروان: ممم.. براحتك، بس شوفيلي يوسف جه ولا لأ..
-ندى: اوك
-فاطيما بعدم فهم: هي نيرة مالها
-ندى: تعبانة شوية
-فاطيما: اها.. يعني هتبقى كويسة؟
-ندى: ايوه يا حبيبتي، متقلقيش
-فاطيما: طيب.

توجه يوسف ناحية سيارته ليتفاجيء بوجود مايا بجوارها وهي تهز قدميها بعصبية و..
-يوسف: مايا! انتي واقفة بتعملي ايه هنا؟
-مايا: مستنياك توصلني
-يوسف: أنا أسف مش هاينفع
-مايا بضيق: ليه ان شاء الله
-يوسف: عشان أنا هوصل ندى واخواتها
-مايا: ايييييييه؟ هتوصل مين؟

-يوسف: لو هتغلطي فيها تاني أنا مش عارف ممكن أعمل فيها ايه
-مايا وهي تتحسس وجنتها: هتمد ايدك عليا تاني؟
-يوسف: أنا أسف، بس انتي اللي بتضطريني لده، عن اذنك.

أزاح يوسف مايا بيده بعيداً عن السيارة، ثم ركبها وقادها للأمام..
كانت مايا تسب وتزفر في ضيق وعاهدت نفسها إلا تترك ندى تهنأ مع يوسف..!.

ركن يوسف سيارته على مقربة شديدة من الحافلة، وما إن رأته ندى حتى أبلغت مروان بهذا و..
-ندى: يوسف وقف تحت
-مروان: تمام.

اقترب مروان من نيرة، ثم أزاح الوشاح عنها وضع أحد ذراعيه خلف ظهرها، والأخرى أسفل ركبتيها ثم حملها برقة بين ذراعيه وترجل من الحافلة.

فتح يوسف باب السيارة الخلفي ليضع مروان نيرة في المقعد الخلفي، ثم جلست ندى بجوارها، بينما جلست فاطيما مع مروان في الأمام، وقاد يوسف السيارة إلى منزل ندى.

دل مروان يوسف على الطريق للمنزل، وكان مروان بين الحين والآخر يلتفت ليطمئن على نيرة، بينما كان يتابع يوسف ندى من مرآة سيارته الأمامية...

وصل يوسف أسفل البناية التي تقطن بها ندى وأختيها، ترجل مروان من السيارة وأنزل فاطيما من على حجره، فتحت ندى باب السيارة، ثم أفسحت المجال لمروان لكي يدلف للداخل ويحمل نيرة مرة أخرى ويصعد بها إلى منزلها...

طرقت ندى باب المنزل ليفتح لها والدها الأستاذ صلاح الذي تفاجيء بوجه ندى الشاحب وإذ به يجد مروان حاملاً نيرة فيصدم و...
-صلاح: حمدلله ع السلامة يا نـ...آآآآ، الله! مروان! انت.. ايييه ده... دي نيرة، في ايه مالها؟
-ندى: هي تعبت في السكة يا بابا
-مروان: عن اذنك يا عم صلاح، ممكن أدخلها أوضتها
-صلاح: اتفضل يا مروان يا بني، وريه السكة يا ندى بسرعة.

اندهشت ندى من معرفة والدها بمروان، فهي لم تتصور أنه يعرفه معرفة سابقة.. ولكنها تغاضت عن دهشتها حالياً لكي تفسح الطريق لمروان حتى غرفة نومهن..
-ندى: تعالى، من هنا
-مروان: اوك.

دلف مروان إلى داخل غرفة البنات، وأشارت ندى بيدها إلى فراش نيرة، فتوجه إليه ثم وضع نيرة برفق عليه، همس مروان في أذن نيرة بــ...
-مروان هامساً: حمدلله ع سلامتك.. ان شاء الله هتروقي وتبقي كويسة!.

قام مروان بسحب يده برقة من أسفل نيرة، ثم سحب الغطاء ودثرها جيداً.. وتطلع إليها بنظرات أخيرة حانية متعهداً في نفسه إلا يتركها...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة