قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والعشرون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 1 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والعشرون

كان مروان ونيرة يتجادلان حينما صرخت فاطيما و...
-فاطيما برعب: حاسب يا مــــــــــــروان!
-مروان وقد أدار رأسه: هـــاه.

وفجـــــأة ارتطمت سيارة ما مسرعة وقادمة في الاتجاه الخاطيء بسيارة مروان ارتطاماً قوياً من الخلف مما جعل السيارة ترتد بقوة وتصطدم بعمود الإنارة و...
طاااااااااااااااخ
-فاطيما: عااااااااا
-نيرة: لألألألأ.

ثواني مرت وكأنها لحظات طويلة على الجميع..
ومن فضل الله تعالى أن سيارة مروان كانت من نوع الدفع الرباعي مما جعلها تتحمل الارتطام القوي...

تجمع المارة وبعض راكبي السيارات ليتابعوا الحادث، أفاق مروان مما حدث، ثم نظر إلى فاطيما بجواره والتي كانت تقطر دماً من جبهتها و...
-مروان بلهفة: طمطم.. انتي كويسة، طمطم!
-فاطيما بتآلم: آآآآه، دماغي
-مروان: ششش.. بس متتحركيش، انتي هتبقي كويسة
-فاطيما: اها.

نظر مروان للخلف ليجد نيرة فاقدة للوعي في المقعد الخلفي وتنزف دماً هي الأخرى، فترجل من السيارة وأسرع إليها..
-شخص ما: حضرتك كويس
-مروان: ايوه أنا بخير
-شخص آخر: يا ساتر يا رب
-شخص ثالث: لا حول ولا قوة إلا بالله
-شخص رابع: حد يطلب الاسعاف بسرعة
-شخص ما: المرور جاي في الطريق
-شخص أخر: عيال مستهترة مش هاممها أرواح الناس.

-مروان لنيرة وهو يحاول افاقتها: نيرة.. نــيرة...!
-شخص ما: متحركهاش، استنى الاسعاف لأحسن يكون فيها كسر ولا حاجة
-شخص أخر: ده يومهم بسنة
-مروان: من فضلكم يا جماعة توسعوا شوية
-فاطيما: مروان.

-مروان: أنا هنا يا طمطم
-فاطيما: هي نيرة مش بترد ليه
-مروان: ان شاء الله هتبقى كويسة، متخافيش.

وصلت سيارة الاسعاف إلى منطقة الحادث ونقلت نيرة إلى أقرب مشفى خاص بناءاً على طلب مروان، ثم صعد معها مروان وفاطيما...

في أحد المطاعم
كانت نسمة تجلس مع تامر يتناولان الغذاء و...
-نسمة: تامر أنا عاوزة فلوس
-تامر: ربنا يسهل
-نسمة: ان شاء الله هيسهل بس هاتلي انت فلوس
-تامر: يوووه، انتي مش بتزهقي يا نسمة، كل يوم كده هات فلوس هات فلوس
-نسمة: الله! يعني اطلب من مين غيرك؟

-تامر: هو انا كنت خلفتك ونسيتك!
-نسمة: ايه النبرة الجديدة دي اللي بتكلمني بيها
-تامر: عشان أنا اتخانقت وزهقت من الزن بتاعك ده كل يوم، فارحميني شوية
-نسمة: اوووف
-تامر: بقولك ايه انا قايم..

-نسمة: بس أنا لسه مخلصتش أكل
-تامر: كلي براحتك، أنا هدفع الحساب، وخدي فلوس تاكسي عشان تروحي
-نسمة: يعني انت ماشي؟
-تامر: اه.. طهقان، باي يا نسمة
-نسمة: ماله ده، ايه اللي غيره كده عليا؟.

جلست نسمة مع نفسها لتتذكر ما حدث لها و...

 Flash Back لما حدث مع نسمة قبل فترة
كانت نسمة فتاة شقية وفضولية تحب أن تلف الانظار إليها، ولأنها كانت الأقل جمالاً بين قريناتها فقد كان أكثر اهتماماتها هو البحث عن الحب والتميز بين الغير، انفصلت أمها عن ابيها في سن مبكرة وتزوج كلا منهما من أحد أخر، وظلت نسمة مقيمة مع والدتها..

ولأن نسمة لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي نصحتها احدى الصديقات بأن تنشأ حساباً خاصاً على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتستغله في الحصول على الاهتمام والحب بدون أن يعرفها أي أحد...

 وبالفعل قامت نسمة بعمل هذا، كانت في البداية تجد هذا الموقع ممل إلى أن أرسل في طلب صداقتها عصام، فقبلت الطلب على الفور وبدأت المحادثات والرسائل اليومية بينهما، كانت الرسائل في البداية عادية ليس بها أي شيء، إلى أن تغير مجرى الحديث تماماً و...

-عصام: نسووومة قلبي
-نسمة: ايوه
-عصام: أنا هافضل كده أكلمك من غير ما أشوف صورتك ولا أسمع صوتك حتى
-نسمة: مش هاينفع يا تامر
-عصام: هو ايه بس اللي مش هاينفع، أنا نفسي بجد أشوف شكلك، انتي مش عارفة انتي شقلبتي حالي ازاي
-نسمة: يا سلام
-عصام: أه طبعاً، ده انا يومي من غير ما أكلمك مالوش طعم
-نسمة: بلاش هبل
-عصام: أنا عاوز أقولك اني.. اني...

-نسمة: انك ايه يا عصام
-عصام: إني بحبك!
-نسمة غير مصدقة: مش معقول
-عصام: اه يا نسمة أنا بحبك أوي.. انا مش عارف انتي جننتيني ازاي بحبك.

 ظل عصام يلعب على وتر الحب والأشعار لعدة أيام حتى يضمن وقوع نسمة في شباكه، وما إن اطمأنت له حتى طلب منها...
-عصام: مش ناوية بقى توريني صورتك
-نسمة: تؤ
-عصام: طب وريهاني وأنا هبعتلك انسيال دهب
-نسمة: تؤ برضوه
-عصام: ليه بس كده؟

-نسمة: اصل أنا شكلي مش حلو
-عصام: أنا مش فارق عندي الشكل، المهم الروح
-نسمة: بلاش الكلام ده عشان أنا مش بصدقه
-عصام: طب خلاص أنا مش هافضل أتحايل عليكي كتير
-نسمة: انت زعلت؟
-عصام:...
-نسمة: عصام! متزعلش مني يا حبيبي، أنا بس مش عاوزة أبعت أي حاجة
-عصام:...
-نسمة:عصام، رد عليا أرجوك، عصام من فضلك!

 تعمد عصام أن يتجاهل رسائل نسمة المتكررة إليه لعدة أيام، مما أصابها بحالة من اليأس والاكتئاب، ثم بعد فترة رد عليها حينما أرسلت له...
-نسمة: وحشتني
-عصام: بجد
-نسمة بفرحة شديدة بعد أن قرأت رده: اه والله، انا مش مصدقة انك رديت عليا
-عصام: كنت مضايق
-نسمة: انا أسفة يا حبيبي ان كنت ضايقتك
-عصام: اها
-نسمة: انت لسه زعلان مني
-عصام: عاوزة الصراحة
-نسمة: ياريت
-عصام: لسه شوية
-نسمة: طب انت عاوز ايه عشان أصالحك؟
-عصام: عاوز أشوف صورتك
-نسمة:...
-عصام: ها قولتي ايه؟

 ظلت نسمة مترددة في قرارها ولكنها عقدت العزم على أن ترسل له صورتها لخوفها من ان تخسره مرة أخرى خاصة بعد أن تعودت على وجوده في حياتها الافتراضية و..
-نسمة: اوك
-عصام بعدم تصديق: انتي بتقولي كده عشان تسكتيني
-نسمة: لأ طبعاً.. أنا عاوزة أرضيك وأوريك اني بحبك فعلاً
-عصام: طيب، وريني.

-نسمة: بس توعدني الأول انك مش تتريق عليا
-عصام: أوعدك
-نسمة: وكمان انك مش توري صورتي لحد
-عصام: يا نسوم انتي عاملة زي الهوا اللي بتنفسه، وأنا وعدتك اني هحافظ عليكي
-نسمة: ثواني هبعتهالك.

 حاولت نسمة أن تنتقي صورة مميزة لها، ثم أرسلتها لعصام وانتظرت رأيه فيها و..
-عصام بعد أن رأى صورتها: ايه ده؟
-نسمة: ايه معجبتكش
-عصام: أصل أنا كنت متوقع حاجة تانية خالص
-نسمة: حاجة زي ايه؟
-عصام: استني هابعتلك اللينكات
-نسمة: اوك.

 أرسل عصام لنسمة عدة روابط لصور مختلفة وما إن فتحتها نسمة حتى صدمت مما رأت، فقد كانت الصور لفتيات شبه عاريات أو عاريات بالفعل و..
-نسمة بصدمة: ايه دول؟
-عصام: صور
-نسمة: دول.. آآآ... دول صور.. آآآ
-عصام: صور بنات لامؤاخذة، صح
-نسمة: ايوه، انت بعتهوملي ليه؟

-عصام: أصل أنا فكرت انك هتبعتيلي صورتك وانتي لابسة بكيني مثلاً، وصدرك باين كده منه، ولا حتى وانتي عريانة.. اي حاجة كده من اللي تفتح النفس
-نسمة بصدمة: هــاه
-عصام: لأحسن تكوني مفكرة ان اللي بعتيها دي صور ولا حاجة، ده أنا عمال أحور ع اللي جابوكي بقالي أد كده وفي الأخر أشوف منك وش معفن
-نسمة: آآآ...

 ألجمت المفاجأة لسان نسمة، لم تستطع أن تستوعب ما حدث، ولم تجب على رسائل عصام التي كانت بمثابة السوط اللاذع على ظهرها...
-عصام مكملاً: هو أي حد يبعت يقولك انتي حبيبة قلبي ولا أنا بعشقك تصدقيه على طول، انتي عبيطة ولا حاجة، يا بت بطلي هبل، أل مفكرة اني بحبك، انا بس زهقت منك وقولت أشوف أخرتها معاكي ايه، وفي الأخر طلعتي شبه وش البومة، أنا أحسن حاجة أعملها إن اديكي بلوك محترم وأرحم أمي من وشك...!

 شعرت نسمة وهي تقرأ كل كلمة بأنها سكيناً يُغرز في قلبها وصدرها، ظلت تبكي لما حدث وقررت ألا تصدق ما تقرأ أو تشاهد على الفيس بوك إلى أن تعرفت على رامي الذي انتهج نفس اسلوب عصام السابق في الحب والرومانسية مما أثر على نسمة مرة اخرى ولكنها كانت اكثر حذراً من السابق...
-رامي: نوسة، انتي موجودة.

-نسمة: أيوه
-رامي: وحشتيني
-نسمة: وانت كمان
-رامي: بقالك كام يوم مش باينة ليه
-نسمة: عادي يعني
-رامي: لأ مش عادي، ده انتي غيابك فرق معايا أوي
-نسمة: لا والله
-رامي: أه يا نووسة.

 ظل رامي يلعب في رأس نسمة بالكلام المعسول إلى أن اطمأنت له هو الأخر، وتناست ما حدث تماماً من قبل مع عصام.. ثم...
-رامي: نوسة، ممكن أشوف صورتك
-نسمة: ليه
-رامي: نفسي أشوفك أوي، أنا كل يوم باقعد أتخيل فيكي
-نسمة: أنا عادية مافياش حاجة
-رامي: طب اوصفيلي نفسك حتى
-نسمة: ممم...
-رامي: أي حاجة بس عشان الصورة اللي رسمهالك تكمل في دماغي
-نسمة: طيب.

بدأت نسمة في وصف شكل جسدها وهيئتها بطريقة مثيرة مما أثار رامي وجعله يصر على أن يرى صورة نسمة و...
-رامي: انتي جننتيني بكلامك ده،،انا مش على بعضي من وصفك ده
-نسمة: يا سلام
-رامي: أنا متخيل ان اللي زيك لازم يتعمله تمثال
-نسمة: مش أوي كده
-رامي: والله مش بهزر..

-نسمة: اوك
-رامي: نفسي أشوفك صورتك أوي
-نسمة: رجعنا للكلام ده تاني
-رامي: والله انا عاوز بس اشوف صورتك عشان مش قادر خلاص أعيش من غيرك
-نسمة: انت بتكلم جد
-رامي: لو عاوزاني اقسم ع المصحف اني فعلاً متعلق بيكي أنا مستعد
-نسمة: خلاص مصدقاك
-رامي: طب هتحني عليا امتى وتخليني أتملى في جمالك
-نسمة: ربنا يسهل
-رامي: اي صورة طبيعية ليكي، أنا مش عاوز اكتر من كده.

 اخذت نسمة تفكر فيما يقوله رامي، وكأن الشيطان يمهد الطريق لها لكي تستمر فيما تفعل وفي النهاية قررت أن ترسل صورة لرامي
-رامي بعد أن رأى الصورة: ماشاء الله حلوة اوي
-نسمة بعدم تصديق: بجد
-رامي: اه والله، زي القمر
-نسمة: ميرسي
-رامي: ينفع بقى لو صورة تانية ليكي وانتي أعدة في البيت
-نسمة: افندم
-رامي: نفسي أشوفك على الطبيعة، وانتي اعدة كده بلبس البيت بتاعك
-نسمة: ممم..

-رامي: ها قولتي ايه
-نسمة: مش عارفة
-رامي: انا ناوي بأمر الله أجي أخطبك
-نسمة: انت بتكلم جد؟ هتخطبني؟
-رامي: اه طبعاً، بس لازم أبقى عارف شكل اللي هخطبها ولا أنا غلطان
-نسمة: أها
-رامي: ده أنا موريكي كل الصور بتاعتي عشان تبقى عارفة شكلي، صح؟

-نسمة: صح
-رامي: يبقى أنا برضوه من حقي أشوف شكلك وأعرفك أكتر ع طبيعتك
-نسمة: اوك
-رامي: يعني هتبعتيلي صورتك وانتي في البيت
-نسمة: ايوه
-رامي: طب امتى؟
-نسمة: بكرة
-رامي: لأ الوقتي، أنا مش هاقدر أصبر لبكرة
-نسمة بعد تفكير: ماشي، هاصور نفسي وأبعتهالك
-رامي: وأنا مستنيكي يا حبيبتي.

 قامت نسمة بالتقاط صورة لنفسها وهي ترتدي بيجامتها ثم أرسلتها إلى رامي الذي تمادى في طلباته منها و...
-رامي: تحفة اوووي
-نسمة: حلوة؟
-رامي: دي مش حلوة بس، دي تطير العقل
-نسمة: ميرسي
-رامي: ممكن أقولك على حاجة كمان؟
-نسمة: حاجة ايه؟
-رامي: حاجة كده انا لمحتها في الصورة وعجبتني أوي أوي أوي
-نسمة: ايه هي؟

-رامي: بصراحة كده شكل صدرك حلو اوي
-نسمة بخضة: ايه ده هو باين؟
-رامي: يالهوي، انا مش متخيل انه كده، ده انتي متفجرة الانوثة، حاجة مالهاش حل
-نسمة: ميرسي
-رامي: انتي كده خلتيني اطمع بزيادة فيكي واطلب اشوف صورة ليكي بحاجة خفيفة شوية
-نسمة: لالالالا..

-رامي: ليه بس؟ ده انا خلاص وقعت على جدور رقبتي معاكي يا نسووومتي
-نسمة: لأ مش هاينفع
-رامي: والله هاينفع، انتي بس البسي حاجة تبين صدرك وصوريها وانا هستناكي ان شاء الله للفجر
-نسمة: بس آآآ...
-رامي: من غير بس، يالا يا نسوومتي، وبعدين أنا هابقى جوزك يعني مش حد غريب، ولا انتي ناوية تعصيني من أولها
-نسمة: لأ طبعاً
-رامي: يالا يا قمري، وأنا مستنيكي، بس بلاش صورة واحدة، أنا عاوز كتيررررر.

 قامت نسمة بتنفيذ ما طلبه منها رامي، ولكن حاولت أن تخفي وجهها في الصور، ثم أرسلتهم إليه و...
-رامي: الصور حلوة، بس فين وشك
-نسمة: وانت عاوز وشي ليه
-رامي: يعني هاعرف منين ان الصور دي بتاعتك
-نسمة: والله بتوعي
-رامي: خلاص مش مشكلة..
-نسمة: ناوي على ايه بعد كده
-رامي: عاوز أشوفك واتفق معاكي على تفاصيل الخطوبة
-نسمة: بجد
-رامي: اه طبعاً.

 تبادل كلاً من رامي ونسمة أرقام الهواتف المحمولة وظلا يتحدثان هاتفياً لبعض الوقت، ثم اتفقا على أن يتقابلا في أحد المطاعم...
ذهبت نسمة في الميعاد المحدد لكي تقابل رامي، انتظرته لفترة طويلة ولكنه لم يحضر، حاولت الاتصال به مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى و...

-نسمة: الله! ده فات أكتر من ساعة ورامي لسه مجاش، طب أكلمه ولا أعمل ايه
-النادل: تطلبي حاجة يا آنسة
-نسمة: آآآ... عصير من فضلك
-النادل: عصير ايه؟
-نسمة: أي حاجة
-النادل: فراولة كويس؟
-نسمة: ماشي
-نسمة في نفسها بقلق وتوتر: يا ربي ايه اللي أخره كل ده، أنا هاكلمه أشوف هو مجاش ليه... ده موبايله غير متاح.. يكون راح فين بس.

وبعد ان انتظرت لعدة ساعات في المطعم قررت أن تعود إلى منزلها، فتحت الحاسوب لتتفاجيء أن رامي قد حظرها من حسابه على الفيس بوك، والغى كل شيء كان يربطهما سوياً.

 ظلت نسمة غير مصدقة لما حدث، شعرت بالندم والتسرع وأنها كانت مخطئة للمرة الثانية، دخلت في مرحلة اكتئاب جديدة، حاولت أن تبتعد عن المحيطين بها إلى أن تعرفت بتامر الذي عرف كيف يوقعها في شباكه بكل سهولة، حيث اغدقها في الحب والاهتمام،وظل يعاملها لفترة طويلة على انها ملكة إلى أن وثقت به تماماً فتجرأ وطلب منها أن تقابله، وبالفعل قابلته في سيارته و...

-تامر: هاي
-نسمة: اهلا
-تامر: ازيك
-نسمة: الحمدلله
-تامر وهو يقدم لها علبة مغلفة: اتفضلي دي عشانك
-نسمة: ايه دي؟
-تامر: افتحيها وانتي هتعرفي.

 فتحت نسمة العلبة المغلفة لتتفاجيء بأنواع مختلفة من الشيكولاته الفاخرة، ففرحت بها كثيراً و...
-تامر: عجبتك
-نسمة: اه أوي
-تامر: أنا كنت خايف لأحسن متعجبكيش
-نسمة: لأ بالعكس، الهدية دي مميزة اوي
-تامر: ولسه هاجيبلك حاجات كمان وكمان
-نسمة: بمناسبة ايه
-تامر: من غير مناسبة، لأن انتي عندي أغلى واحدة.

 استطاع تامر بذكائه أن يستغل سذاجة نسمة وافتقارها للاهتمام والمتابعة من والدتها في ايقاعها وجرها إلى فعل أشياء شنيعة، وهي كالغبية استسلمت له و..
-تامر وهو يفتح باب شقته: تعالي يا نسوومة
-نسمة: ايه المكان ده يا تامر
-تامر: دي شقتي يا قلبي
-نسمة: هــاه، شقتك
-تامر: أه، عشان نكون فيها على راحتنا
-نسمة: أها
-تامر: تعالي، تحبي تشربي ايه
-نسمة: ولا حاجة
-تامر: لأ ازاي، ده انا مجهزلك احلى اكل... تعالي بس
-نسمة: اوك.

 بدأ تامر في اغواء نسمة بطريقته التي تشبه من يضع السم في العسل إلى أن استطاع أن يحصلها منها على مايريد وهي استسلمت له بكل سهولة، ولم يكتفي بهذا بل طلب منها أن تأتي بصديقاتها ليكونوا مثلها، فحالهن ليس افضل منها بكثير، وكلما أوقعت الكثيرات كلما حظيت على الأموال منه...

-نسمة: في بت جديدة وشكلها كُحيتي ومستعدة تعمل اي حاجة عشان الفلوس، وانا خلاص ظبطتهالك
-تامر: برافو عليكي، انتي كده تعجبيني
-نسمة: فين بقى مكافئتي
-تامر بخبث: عاوزة فلوس ولا آآآ...
-نسمة: الاتنين يا قلبي
-تامر: طول عمرك طماعة..

-نسمة: البركة فيك يا تمورة، انت اللي ضيعتني
-تامر: لأ يا نسوووم، انتي كنتي جاهزة تعملي أي حاجة، بس مش لاقية المقابل، والوقتي انتي بتاخدي قصاد اللي بتعمليه وكتير اوي، صح ولا أنا غلطان
-نسمة: ايوه..! ومش ندمانة ع اللي عملته ده
-تامر: طب يالا تعالي أما أروق عليكي يا.. يا حلوة.

عودة للوقت الحالي
أفاقت نسمة من ذكريات الماضي على صوت رنين هاتفها المحمول، كانت نهلة هي المتصلة، أجابت نسمة الاتصال و...
-نسمة هاتفياً: هاي
-نهلة هاتفياً: هاي نسووومة، ازيك
-نسمة: كويسة، خير في حاجة
-نهلة: كنت عاوزة أبلغك بحاجة كده من بدري بس مجتش مناسبة
-نسمة: حاجة ايه؟
-نهلة: نيرة كانت حكتلي عن اللحن الحزين ده اللي بيقرفها ع الفيس برسايله
-نسمة وقد انتبهت للحديث: ماله..

-نهلة: هو الظاهر بعتلها صورتها، وهي هتموت من الرعب منه
-نسمة: صورتها
-نهلة: ايوه، وشغال عليها في قصايد حب وغزل
-نسمة: لا والله
-نهلة: اه والله
-نسمة: تمام.. في حاجة تانية
-نهلة: مش اللحن الحزين ده حد تبعكم صح؟

-نسمة: اه، بنت من البنات بتهزر مع نيرة شوية
-نهلة: تمام، أصل انا خوف يكون واحد بجد وناويلها ع حاجة وحشة
-نسمة: لأ يا نهلة ده كله هزار، ما أنتي عارفة
-نهلة: اوكيشن، يالا مش عاوزة حاجة مني
-نسمة: لأ.. هو انتي لسه مع الواد اياه
-نهلة: ششش.. لأحسن هو جمبي
-نسمة: طيب يا بيبي، انجوي
-نهلة: اوك، باي.

أنهت نسمة المكالمة مع نهلة وهي متفاجئة مما يدبره تامر من ورائها و...
-نسمة في نفسها: مش بعد كل اللي عملته ده والتضحيات اللي قومت بيها عشانك اترمى كده، لأ انت غلطان يا تامر وتبقى مش عارفني صح.. نسمة الهبلة بتاعة زمان اتغيرت، وأنا محدش يعمل مصلحة من ورايا!.

انصرفت نسمة من المطعم ويعلو وجهها علامات الغضب، ولكنها لن تترك الأمور تمر بسلام...

في المستشفى الخاص
وصلت سيارة الاسعاف بنيرة واختها ومعهما مروان إلى المشفى الخاص، تم إدخال نيرة إلى غرفة الطواريء لفحصها، بينما تم وضع ضمادات للرأس لفاطيما و..
-فاطيما بحزن: هو نيرة هتموت
-مروان: متقوليش كده، ان شاء الله هتبقى كويسة
-فاطيما: اومال هي ليه مش فاقت زيي ولا ردت عليا
-مروان: هي تعبانة شوية
-فاطيما: اهيء...

-مروان: متعيطيش وادعيلها
-فاطيما: يارب نيرة تبقى كويسة وأنا مش هتشاكل معاها تاني
-مروان: يا رب، خليكي أعدة هنا يا طمطم وأنا هاجيبلك حاجة ساقعة
-فاطيما: لأ مش عاوزة حاجة، أنا عاوزة اختي بس
-مروان وهو يضع يده على رأسها: ربنا معاها.

خرج الطبيب من غرفة الفحص، فلمحه مروان، فترك فاطيما تجلس على المقعد و أسرع إليه و...
-مروان: خير يا دكتور؟
-الطبيب: الحمدلله مافيش حاجة خطيرة، كلها كدمات ورضوض مكان الخبطة
-مروان: الحمدلله يا رب، يعني مافيش أي كسر أو نزيف أو أي حاجة؟

-الطبيب: لأ الحمدلله، ستر ربنا ان عربيتك نوعها متين فاستحمل الصدمة وخفف كتير، لكن لو كانت أي عربية تانية كان ممكن لا قدر الله تحصل حاجات أسوأ
-مروان: الحمدلله يا رب، الحمدلله، بس هي.. آآآ...هي كانت مش فايقة ولا بترد علينا لما كلمناها
-الطبيب: جايز من الخضة اغمى عليها، أو من أثر الخبطة
-مروان: طب ممكن يكون مخها فيه حاجة؟
-الطبيب: لأ اطمن، احنا عملنا الفحوصات اللازمة ومافيش حاجة
-مروان: الحمدلله، شكراً يا دكتور
-الطبيب: العفو.

كان الطبيب على وشك الانصراف حينما ناداه مروان و...
-مروان بصوت عالي: دكتور لو سمحت
-الطبيب: ايوه
-مروان: هي فاقت دلوقتي
-الطبيب: اه هي كويسة، الممرضة معاها جوا بتعملها ضمادات ع الجروح
-مروان: طب تقدر تروح البيت النهاردة؟

-الطبيب: اه اكيد، بس بعد ما تخلص، وفي جوا روشتة معاها بمضادات حيوية ومراهم للكدمات عشان تستعملهم
-مروان: شكراً يا دكتور.

حضر أحد الضباط لعمل محضر بالحادث ثم أخذ أقوال مروان، وما إن انتهى من الاجراءات القانونية حتى أعطى مروان رقم المحضر وانصرف

طرق مروان الباب الغرفة قبل أن يدلف لداخل الغرفة، فسمحت له الممرضة بالدخول و...
-مروان: حمدلله ع السلامة
-نيرة: شكراً
-مروان للممرضة: اومال فين الروشتة اللي الدكتور سابها هنا
-نيرة: انت عاوزها ليه
-مروان متجاهلاً اياها: فين الروشتة؟
-الممرضة: هناك ع التربيذة
-مروان: اوك
-نيرة: انت عاوزها ليه؟
-مروان وقد نظر لما هو مكتوب فيها: تمام.. هو الدكتور عاوز حاجة تانية غير اللي مكتوبين هنا؟
-الممرضة: لأ
-نيرة: أنا مش بكلمك، ما ترد عليا
-مروان: عن اذنكم
-نيرة: الله! ده ماله ده.

وماهي إلا لحظات حتى دلفت فاطيما لداخل الغرفة لتجري على اختها وتحتضنها بشدة و..
-فاطيما: نيرة اختي، انتي كويسة صح؟
-نيرة: اه يا طمطم
-فاطيما: متزعليش مني
-نيرة: لأ مش زعلانة منك.

ثم جاء مروان لداخل الغرفة ومعه كيس مليء بالأدوية و...
-مروان: اتفضلي
-نيرة: ايه ده
-مروان: ده الدواء بتاعك
-نيرة: شكراً مش بقبل العوض من حد
-مروان: عوض ايه بالظبط، ده العلاج بتاعك والدكتور منبه يتاخد
-نيرة: على نفسه التنبيه ده مش عليا
-مروان: هو انتي عنيدة كده على طول
-نيرة: مش كفاية انك السبب في اللي حصلي، كان زماني الوقتي في البيت
-مروان: الحمدلله انها جت ع أد كده
-نيرة: هــه
-فاطيما: طب احنا هنروح البيت امتى؟

-مروان: في تاكسي تحت أنا موقفه هيوصلكم للبيت
-نيرة: كويس لأنه أكيد بيعرف يسوق أحسن منك
-مروان: لا حول ولا قوة إلا بالله، انتي كده لسانك مسحوب منك
-نيرة: مع اللي زيك.. أه!
-مروان: احسن حاجة اني مردش عليكي.

ظل مروان واقفاً بجوار الباب، بينما طلبت فاطيما من اختها أن تنهض لكي يعودا لمنزلهما و..
-فاطيما: يالا بينا يا نيرة
-نيرة وهي تستند على اختها الصغرى: ماشي، امسكي ايدي بس
-فاطيما: طيب.. ياااه ده انتي تقيلة أوي
-نيرة: بس يا بت، ده انا خف الريشة
-فاطيما: هو في ريشة وزنها 80 كيلو
-نيرة: هتلمي نفسك ولا اخليكي تنامي مكاني
-فاطيما: حاضر هاسكت، بس متسنديش جامد عشان كتفي مش يوجعني
-نيرة: طيب...

وما إن اقتربت نيرة من الباب حتى طلب مروان من فاطيما أن تترك اختها ليقوم هو بحملها وايصالها لسيارة الآجرة التي تنتظرهم في الأسفل و...
-مروان: حاسبي يا طمطم
-فاطيما: ليه؟
-نيرة: وتحاسب ليه؟ انت مش شايفها سنداني
-مروان: الوقتي هتعرفي، تعالي ورانا يا طمطم
-فاطيما: حاضر.

-نيرة وقد حملها: انت مجنون؟ انت بتعمل ايه؟
-مروان:...
-نيرة: نزلني أنا مش مشلولة ولا مكسحة
-مروان:...
-نيرة: انت مش بترد ليه؟
-مروان: أصل انا عارف لسانك، فمش هخلص منه، فخليني أعمل اللي أنا عاوزه وأنا ساكت أحسن
-نيرة: طب سبني بقى.

-مروان وهو يهز رأسه بالرفض: تؤ
-نيرة بضيق: اوووف
-فاطيما: هي تقيلة صح؟
-مروان: اه يا طمطم
-فاطيما: من كتر الشيبسي اللي بتاكله
-نيرة: انا برضوه ولا انتي اللي شغالة عليه
-فاطيما: دي بطاسطية واحدة بس اللي باكلها
-نيرة: يا شيخة؟

-فاطيما: اه و ابقي خسي عشان أما مروان يشيلك تاني تبقي خفيفة عليه
-نيرة باحراج: بت، اتلمي
-مروان: خلاص أنا اللي هاخس، ويالا لأحسن كده الكل هيتفرج علينا
-فاطيما: اوك.

أوصل مروان نيرة إلى التاكسي، وجلست بجوارها فاطيما اختها، ثم ركب مروان في المقعد الأمامي وانطلق معهم إلى منزلهم...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة