قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

اقتربت كارمن من سيف عندما رأته يخرج و حتى لم ينظر لها و أكنه لم يراها و قالت:
-هو ماله
-مش عارف بس العاصفة حلت تقريبا
-سيلين؟
تنهد سيف و قال: -للأسف اها و عارف ان سيلين دي هتودي أيهم في داهية
كارمن بتساؤل: -ايه اللي حصل و بعدين هو ماله بيها؟
زفر سيف بحنق و قال: -معرفش بس كل اللي اعرفه انه اكيد هيموته
-مين؟!
-سيلين اتجوزت و انا شايف انه حقها و معرفش هو شايف ايه بقا بس اكيد هيروح يجيبها من شعرها.

كارمن بصدمة: -اتجوزت...
-بأمانة مش فاهم هو بيعمل معاها كدا ليه؟
كارمن بخبث: -هو ايه العلاقة بينهم يعني؟ قصدي لسه اخته زي ما كان بيقول
نظر إليها بدهشة فذلك ما يهمها و قال بامتعاض: -اكيد لا.

أخذت سيلين حقيبتها و قالت: -إيمي هتيجي معايا و لا هتمشي بعدي
ابتسمت ايمان و قالت: -لسه ورايا شغل يا لولو امشي انتي عشان متتاخريش و متنسيش تاخدي الدوا
سيلين باستياء: -العملية صعبة صح؟
رتبت عليها ايمان و قالت: -يعني بس بأذن الله هتخفي و هتبقى زي الفل و اكتر كمان
سيلين بقلق: -خايفه الصراحة بس مش قدامي حل تاني
تنهدت ايمان و قالت: -تفائلوا بالخير يا سيلين و بعدين حازم معاكي و بيدعمك.

تجمعت الدموع بعيناها و قالت بحزن: -عارفه انا همشي بقا
-طمنيني عليكي...
ذهبت سيلين و خرجت من المستشفى و لكن خفق قلبها بشده عندما رأته يقف أمام السيارة، اقتربت منه و قالت بقلق فهي تخشى معرفته في حاجه؟

-اركبي
ابتلعت سيلين ريقها و قالت بتوتر: -هو حصل حاجه يعني؟
-مش هقرر كلمتي تاني
ذهب ليركب هو اولا، ترددت سيلين و لكن بنهاية فتحت الباب و ركبت
تسألت بقلق: -هو في ايه؟
-اسألي نفسك
أدار السيارة و انطلق بها مسرعا، كانت دقات قلبها تزداد و قالت: -ما تتكلم و لا انت لازم تلعب بأعصابي
لم يرد عليها و داس على البنزين بقوة
تنهدت سيلين و قالت بغضب: -السرعة يا أيهم مش كدا.

أوقف السيارة فجأة و قال بنرفزة: -هتكلمي دلوقتي و تطلبي منه الطلاق و الا
-يبقى عرفت تمام، انا مش مضطرة اسمعك كلام و اعمل اللي عندك
صمت و انزل فرامل السيارة اليدوية و قادها بسرعة
صف السيارة و نزل ليسحبها من داخلها بعنف، و دخل، وقف سيف عندما راه يجرها هكذا و قال:
-أيهم...
رفع يده في وجه و قال بغضب: -مش عايز كلام
كانت كارمن تراقب الموقف بتعجب و بعد ذلك صعد أيهم فقالت غريب اوي
-ربنا يستر و ميموتهاش.

ضحكت كارمن بسخرية و قالت بضيق: -لا متخافش يا اخويا، هو ممكن يموت اللي حواليها لكن سيلي لا
فتح الباب و دفعها بالداخل، زفرت سيلين بضيق و غضب فهو ليس له الحق فيما يفعل من الأساس و قالت بعصبية.

و حتى أنها لم تهتم بغضبه الجامح أمامها و نظرات الشر التي تنبعث من عينه و صرخت به بضيق انت اتجننت صح؟

قبض على ذراعها بعنف و شعرت بأن أصابعه قد اخترقت عظامها
-مش هسيبك يا سيلين و هتنفذي اللي قولتله دا لو مش عايزاها يموت
نظرت له بدهشة فهو حتى لم يعطي لها سبب لما يفعله و لكن فهو يريد إفساد حياتها التي قررت عايشها من جديد.

-انا مش عايزة يا أيهم خلاص بقا، انا قررت ابدا من جديد و انت ملكش الحق تمنعني
-ايه خلاص حبك خلص و لا عشان لاقيتي واحد غيري
شعرت بالصدمة تهز كيانها بالكامل، فهي فقط أرادت أن تحي بسلام و لكن لم ينتهي حبها بعد فهو أصبح كمرض مزمن لم يترك صاحبه و لا يسبب له سوى الألآم، توسلت له قائلة:
-ارجوك سيبني يا أيهم انا ساعدتك زي ما طلبت و انت خليتني امشي
-مش هسيبك و خلي يطلقك افضل منه يشوفك معايا.

-انت عايز تعذبني بايه طريقه
رمقها باستهزاء متسائلا بتعجب: -و هو عايز يتجوزك ازاي و انتي،؟
-و انا ايه ما تكمل
قبض على ذراعها بقوة و قال بغضب: -مش هسيبك فاهمه
زفرت بضيق فهو يفعل أشياء غريبة و هي قد اوفت بوعدها له و لكن لما يريد ذلك و قالت برجاء:
-حرام عليك بقا، انا خلاص مش عايزة ارجع طريقنا مختلف
-انتي كدابة.

ابتسمت سيلين ساخرة فهي طالما أحببته منذ طفولتها و كان ذلك الحب يكبر يوما بعد يوم و لكن هو لا يحمل لها ايه مشاعر سوي الكرة و الاذلال.

-كدابة عشان قررت اعيش زي الناس و بعدين انت عايز مني إيه؟
-انا قولت اللي عندي
ادمعت عيناها باكية و قالت: -ليه؟
انفعل يوسف و قال بعصبية بالغة معتصرا ذراعها بين قبضته: -طبعا اكيد ميعرفش انك كنتي...
قطعت حديثه و نظرت له بعتاب و قالت: -كنت ايه؟ يا ايهم اتكلم، كنت بشتغل في مافيا قتلت و عملت كل حاجه حرام بس نفسي ابدا من جديد.

يوسف بسخرية: -و هو عارف بقا انك كنتي عايشه مع واحد في الحرام
جف حلقها و جحظت عيناها و بعدين ذلك طردت زفير قوي و قالت: -هو مطلبش يعرف عني حاجه، ارجوك سيبني امشي
هددها يوسف قائلا: -بصي اقسم بالله لو مطلقتيش لأخلي يشوفك و انتي معايا في السرير
-انت بتعمل كدا ليه؟
دفعها بقوة و سقطت على الأرض و قال بغضب: -انتي ليا انا و بس...

سحبها من شعرها بعنف و دفعها على الفراش و انقض عليها و مزق ملابسها بعنف و قال بتفشي:
-دي هدية جوازك عشان متغلطيش تاني
بكت سيلين بشدة و قالت بتوسل و ازداد بكائها: -أيهم ارجوك كفايه
التهم شفتيها و قبلها بعنف حتى شعر بطعم الدماء في فمه، و انحني ليمتص عنقها بين أسنانه، تألمت سيلين و تأوهت.

لاحظ وجود بقع حمراء على جلدها، ابتعد عنها و سألها: -ايه دا؟
نظرت له سيلين بعيون دامعة و قالت: -حاجه متخصكش
اعتصر ذراعها بين قبضته و غرس به اظافره و قال بغضب: -عايزك تعرفي حاجه واحدة بس اني ممكن اموتك تحت ايدي
-دراعي؟
زفر بضيق و ترك ذراعها و جلس ليصبح في مقابلتها و قال: -انجزي
نظرت له و أسندت بوهن، لتجلس و قامت برفع الغطاء و تثبته عليها و قالت بهدوء: -عندي لوكيميا.

رمش بعينه و نظر لها بعدم استيعاب، بالتأكيد لن يصدقها و يظن بأنها تخترع كذبة لكي تتخلص منه، فأكملت سيلين باسمه فهي شعرت بأنه يفكر في ذلك:
-اكتشفت دا من شهر ونص و حازم دا يبقى الدكتور اللي بتعالج عنده و انت لو كنت سألت شوية كمان كنت هتعرف كل حاجه و هو برضو نفس الشخص اللي انقذني من المياه و بكدا تقدر تسيبني امشي.

صمت، و شرد و هو ينظر لها بتعجب فهي حتى لم تبدو حزينة لمرضها و لكن كان الأغرب بالنسبة له شعوره بالخوف، فهو خائف بأن ترحل فجأة.

أمسكت سيلين يده لأفاقته من شروده قائلة: -ايهم
-بداتي علاج
-اها و المفروض اعمل عملية زراعة نقي (نخاع العظام).

-امتى؟
-قريب
-تمام نفذي اللي انا قولتله احسنلك
-كفاية انا نفذت كل حاجه قدرت عليها و مبقاش عندي حاجه تاني
في ذلك اللحظة لم أرد شي سوى أن تضمني و تخبرني بأن كل شي سيكون على ما يرام انك تريد بقائي بجوارك ليس لتجعلني مجبورة على ذلك، ليتني استطيع حتى أن أقضي يومي الأخير معاك انت فقط.

طال بينهم الصمت و لكنها كانت تعلم بأنها ذلك لم يجدي نفعا و أنهته قائلة: -أيهم
تنهد و قال بنبرة حادة: -كلامي منتهى يا سيلين و علاجك هتكملي برضو بس معايا
لم تستطيع أن تنتظر و اقتربت منه لتحاوطه بذراعيها، تجمد مكانه فلم يتحرك
-احضني
قالتها بهدوء و اوصدت عيناها و أكملت: -بكلمة واحدة تقدر تنهي كل دا بدون تهديد ممكن تقوليلي انك عايزني ليها اكتر من طريقة بس انت...

صممت عندما حاوط خصرها و شدد قبضته عليها، اوصدت عيناها و تنفست بعمق وقالت: -بحبك
و بعد ذلك ابتعدت عنه قليلا و لكنها بقيت مقابلة له و أكملت حديثها: -عارفه انك مبتحبنش مش لازم تقول عادي
أمسكت يده و وضعتها على صدرها ليشعر بنبضات قلبها المضطربة
-اتمنى اني ابطل احبك بس للأسف فشلت
لمعت الدموع بعيناها، ليتعكر صفوها و تختلط الحمرة بزرقتها و اردفت: -خليني امشي.

ابعد يده عنها فهو قد شعر بالاضطراب فكلماتها لها تأثير قوي عليه تجعله يفقد توازنه لوهله، و لكن الأدهى ذلك القلب الذي يدق له.

قام يوسف وقف و طرد زفيرا و قال: -هتطلقي و عالجك هيكمل للآخر و دا أمر مش طلب
رفعت نظرها له تتأمله بعشق و لم تنطق فحتى رغم ذلك فالنهاية واحدة لم تختلف كثيرا، أمسكت يده و أجبرته على الجلوس فكان مستجاب لها.

لامست وجه بأصابعها و قالت: -عايز مني إيه؟ لو بتعمل كدا عشان تستغلني في موضوع جان فأنا مش هساعدك في
ابعد يدها و قال: -معاكي 24 ساعة لو معرفتيش تتصرفي، وقتها انا هتصرف
ابتلعت سيلين ريقها و قالت بسئم: -هو انت معترض على ايه بظبط؟
نظر إليها ببرود و قام ليخرج من الغرفة و قبل أن يقفل الباب قال سيلين لو فكرتي بس في حاجه معجبتنيش هزعلك.

سيلين بزمجرة: -هتعمل ايه مثلا؟
-اكيد مش هتحبي ايمان تموت أو يحصلها حاجه و نفس الكلام لحازم و اظن انك عارفه اني مش بتاع تهديد.

-بكرهك
رفع حاجبياه في دهشة و صفع الباب خلفه، زفرت سيلين بحنق و أخرجت هاتفها من الحقيبة و اتصلت بحازم قائلة:
-حازم
قلق من نبرة صوتها الباكية و المرتجفة و قال بقلق: -مالك يا سيلين في حاجه و لا؟
-مفيش سلام
رمت الهاتف على الأرض فهي لا تسطيع قول ذلك له، فهو لا يفعل لها شي كيف ستطلب منه الطلاق بتلك الطريقة.

تهاوت دموعها على وجنتها لعلها تفكر في حل لذلك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة