قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

لم أحبه كثيرا، نظراته اخفتني قليلا و كأنه يعلم من اكون و لكن ذلك مستحيل علي اتمم عملي و مغادرة ذلك المكان سريعا قبل أن يتم كشفي.
دخل هادي إليها بعد أن طرق الباب و سمحت له بالدخول و على وجهها ابتسامة باهته
تنحنح هادي و جلس على المقعد و بدأ حديثه قائلا: -عارف ان يوسف رخم شوية بس الشغل صعب
لم تكترث سيلين لذلك و قالت باقتضاب: -مش مشكلة
-عايز اعرفك بالشغل و لو احتاجتي حاجه هكون تحت امرك.

شكرته سيلين مصطنعة الامتنان فاكمل هو حديثه: -العملية الجاية كبيرة و هتكون عبارة عن مافيا روسية بتهرب سلاح و لازم نقبض عليهم
سيلين باستفسار: -و احنا عندنا أخبار بالمكان
-في مرسي مطروح عن طريق البحر، احنا هنسافر هناك و ادعي اننا نقبض عليهم عشان يوسف هيطلع عينينا
سألت سيلين عن مدة سفرهم لكي تخبر ديفيد بحدوث بعض التغيرات في الخطة امتى؟
-انهاردة بليل بس التسليم هيكون اليوم التاني.

خرج هادي و تركها و ذهب إلى مكتبه، فكرت سيلين في تغير خطتهم و بعد ذلك اتصلت بديفيد و أخبرته
طلب يوسف منها أن تذهب له، ففعلت ذلك
-اقعدي
جلست سيلين و نظرت له فهي لم تخشى كثيرا و لكن هو يبدو غامض و مخيف
قطع الصمت قائلا: -اكيد هادي بلغك و اكيد برضو انتي عارفه نظام الشغل
أجابت سريعا: -اكيد يا افندم
-السفر هيكون بليل، عندك عربية و لا؟
-معنديش
-تمام هتسافري مع حد فينا، الساعة 8 بليل تكوني جاهزة.

-التهريب هيكون امتى؟
يوسف باقتضاب: -معلومات مهمة مش مسموح بتصريحها و انتي هتعرفي في الوقت المناسب خصوصا انك جديدة هنا
-تمام
-و ابقى شيلي اللينسيز
مطت سيلين شفتها بضيق و قالت: -مش لينسيز على فكرة
صمت يوسف لوهلة و تذكر شي خطر بباله فورا و لكن سرعان ما رجع لواقعه و قال بصرامة: -اتفضلي على شغلك.

عاد يوسف إلى منزله لكي يأخذ بعض الأغراض الهامه معه و عندما عملت مي بسفره حزنت للغاية
حاوط وجهها بيده و قال باسماً: -والله مش بمزاجي يا حبيبتي شغل
مي بحزن: -بجد زهقت، انت مبتقعدش في البيت خالص يا يوسف حتى تفكيرك كله بيكون في الشغل
قبل جبنها و قال: -اعمل ايه والله بيكون غصبن عني، انا نفسي اكون معاكي انتي و مازن
-ماشي يا حبيبي هتقعد قد ايه هناك؟
-مش عارف بس هكلمك على طول.

ابتسمت مي و قبلت خده قائلة: -طيب يا حبيبي خلي بالك من نفسك و طمني عليك
رفع كفها ليقبله بحنو: -حاضر يا روحي
بعد ذلك حزم يوسف أغراضه و وضعها في السيارة و اتصل بهادي قائلا: -اتحركت و لا لسه؟
-لسه امي تعبت فجأة، و انا استأذنت من محمود باشا، هتروح انت و الاء انهاردة و انا هحصلكم بكرا
طرد زفيرا قويا و قال: -تمام طمني على مامتك
-حاضر، ابعتلي رقم الاء عشان اشوفها
-تمام.

قفل يوسف معه و ركب السيارة و عندما وصلت الرسالة، قراءها و اتصل بها فورا
-خلصتي
ابتسمت سيلين فهي علمت نبرة صوته و لكنها تظاهرت بعكس ذلك و قالت: -مين؟
-يوسف، ابعتلي العنوان عشان هعدي عليكي
-هنسافر مع بعض
و بعد ذلك أخبرته سيلين بعنوان شقتها و قفلت معه و ألقت الهاتف على الفراش و خلعت ملابسها و دلفت إلى المرحاض
لتخذ شاور دافئ قبل استعدادها للسفر.

وصل يوسف أسفل البناية و اتصل بها عده مرات و لكنها تجيب، زفر بحنق و ترجل من السيارة
صعد في المصعد و دق الباب، خرجت سيلين من المرحاض ببرود و فتحت الباب فهي كانت تعلم بأنه هو
نظر يوسف إليها و بعد ذلك اخفض نظره بعيدا عنها و قال بضيق: -اتاخرتي
-كنت باخد شاور زي ما انت شايف
رفع نظره إليها و حدق بعيناها الزرقاء الصافية و لكن شعر بوجود خطبا ما
ابتسمت سيلين و قالت: -مش هتدخل؟

-البسي هدومك و خلال دقيقتين تكوني تحت في العربية
خرج يوسف و صفع الباب خلفه، تعجبت سيلين من تصرفاته و قالت بصوت مسموع: -شكل موضوعك طويل يا يوسف باشا بس أجلك قصير
دلفت إلى الغرفة و ألقت المنفشة التي تلفها حول جسدها على الأرض و ارتديت بنطلون و عليه بدي قط و سترة جلدية قصيرة، و صففت شعرها سريعا، و أخذت الشنطة التي احضرتها و نزلت له.

فتحت الباب و وضعت الشنطة في المقعد الخلفي و ركبت هي بجواره انطلق بالسيارة سريعا و لم ينطق بشي
-الطريق طويل؟
سألته سيلين و انتظرت إجابة منه فهي منذ أن ركبت السيارة لم ينطق
أجابها بامتعاض: -اها طويل
-انت ساكت ليه؟
-هتكلم هقول ايه مثلا؟
صمتت سيلين و وضعت رأسها على زجاج الشرفة، قطع شرودها رنين هاتفه
رد يوسف: -اها لسه في الطريق
-طيب يا حبيبي لما توصل كلمني
-ماشي يا حبيبتي.

قفل معها، نظرت سيلين له و قالت: -انت متجوز؟
-اها
صمتت سيلين بعد ذلك و أسندت رأسها للخلف و ذهبت في النوم فهي سئمت من صمته
بعد مرور ساعات السفر و وصلوا إلى المكان افاقها قائلا: -وصلنا يا الاء
فركت عيناها و قالت بصوت ناعس: -بجد؟
-اها انزلي يلا
نظرت سيلين على الشاليه و قالت: -احنا هنقعد هنا
-اها و هادي جاي بكرا، خدي شنطتك و انزلي.

مطت شفتيها بضيق و أخذتها و بعد ذلك ترجلت من السيارة و انتظرته، نزل هو الآخر و اتجه إلى الشاليه و فتحت الباب و دخل و تابعته هي.
-ادخلي نامي
-مش عايزة و بعدين المفروض اعرف انا هنا ليه؟
زفر يوسف بحنق و جلس على الاريكة و اخرج عبلة سجائره الخاصة و أخذ واحدة و اشعلها
تضايقت سيلين من تجاهله لها و جلست بجواره و اخذتها من يده و قالت بانفعال: -على فكرة انا بكلمك
-مش عايز صداع من فضلك و بكرا لما هادي يجي هنتكلم.

وضعت سيلين السيجارة بين شفتيها و أخذت نفساً عميقاً لتظهر صورة بمخيلتها مرت عليها سنوات جمة عندما كانت تعيش في الميتم
وضعت يداها على فمها من الصدمة التي راتها و سألته بحدة: -انت بتشرب سجاير يا أيهم
انتبه إلى صوتها و شعر بالفزع فهو يخشى أن يراه احد من المشرفين و نظر إليه بحزم و قال لها بتحذير: -اسكتي يا سيلين و بعدين ملكيش دعوة بيا و عايزة تروحي تقولي عادي.

طأطأت سيلين رأسها في الأرض حزنا من اتهامه فهي تخشى عليه و ليس لتخبر به أحد آخر و اقتربت منه لخطوات و قالت: -انا مستغربة بس و بعدين انا مش هقول حاجه بس انت ليه بتشرب؟
رد ببرود: -عادي انا حر يا سيلين
ادمعت عيناها و قالت بعتاب: -هو احنا مش صحاب؟
القى أيهم السيجارة من يده و دعسها بقدمه ليطفأها و قال: -اها بس عادي انا بحب كدا و انتي اسكتي و خليكي في نفسك.

غضبت سيلين و قالت بجدية: -براحتك بس انا خايفه عليك عشان انا بحبك و انت مهم بالنسبالي و على فكرة انا كمان هبقي اشرب سجائر
و بعد ذلك غادرته مسرعة و هي تركض بخطواتها، لكي لا يلحق بها
تعجب يوسف من شرودها فكادت السيجارة تنتهي و تحرق يدها، فأخذها منها و أطفأها و قال: -ايه؟
انتبهت له و عادت من ذكرياتها التي ذهبت و تبخرت
-نعم؟
-ياريت تركزي شوية
-تمام.

قامت سيلين و دخلت إلى الغرفة التي أشار لها عليها و قفلت الباب بالمفتاح من الداخل و أخرجت هاتفها لتخبر ديفيد التالي: -لقد وصلنا إلى مرسي مطروح يوجد تغير بسيط في الخطة و هو موعد التسليم سيكون مع طلوع النهار القادم و ان حدث شي غير متوقع سوف اتخلص منه
تسأل ديفيد مستغربا: -كيف؟
قطعته سيلين بحدة: -لا أعلم كيف و هذه مهمتك خلال ساعات سوف تتم العملية
-يوسف ضابط ناجح و لم يتركنا.

-الموت الحل الأفضل عزيزي ديفيد لا تقلق عندما يحين الوقت أخبرني
قفلت معه و انتظرت بالداخل، ابدلت ملابسها و ارتديت شورت قصير و عليه بدي يكشف ذراعيها بالكامل
خرجت له و كان هو يتمدد على الاريكة و كان نزع قميصه ليظهر صدره العاري
توقفت سيلين مكانها و كانت تنظر له، اقتربت منه و قالت: -يوسف
فاق يوسف فهو لم يكن نائما بعمق و اخذ قميصه و ارتداه على الفور فهو لم يتوقع بأنها ستخرج فجأة
-خير يا انسه يا الاء.

جلست بجواره و تعمدت أن تكون بالقرب منه و قالت بخفوت: -اسفه
استغرب يوسف من تصرفاتها و بالأخص طريقتها في الحديث التي لم تروقه ابدا، ابتعد عنها بمسافة فاصلة و ذلك لافت انتباها أكثر، فالطبع المرفوض مرغوب دائما و لكن أكثر ما شغل باله هويتها فهي تبدو غريبة الأطوار و لكن أين ذهبت تلك الأساطير التي تحدثت عن أخلاقها، فمن المؤكد ذهبت بعد ذلك الشورت القصير و البدي الذي يكشف جسدها
-هو انتي منين؟
-من المنصورة.

زادت دهشته و قال متعجباً: -مش واضح خالص بس تمام
ابتسمت سيلين و مددت قدميها على الطاولة الصغيرة التي تتوسط الصالة و قالت: -ازاي بقا؟
-عادي بس أظن أن لبسك مش مناسب خالص خصوصا انك قاعدة مع راجل غريب عنك
أنزلت قدميها و أدارت رأسها له، فكانت تنحني قليلا بجسدها لكي تصبح قريبة أكثر مما ينبغي و اخفض نظرها على شفتيه و همست له: -ممكن نغير الصلة
-عايزك تعرفي حدوك كويس لأنك يوم ما هتتعديها هتخسري كتير.

رفعت عيناها، لتوجه بنظرة حادة و صارمة و قالت: -عشان مراتك يعني؟
-دا تصريح واضح بس تمام، أنا مش هخون و إذا كان على العاهرات فهما كتير
قامت سيلين غاضبة فهو يصفها بالعاهرة، دلفت إلى الغرفة الخاصة بها و صفعت الباب خلفها
سوف اُريك من العاهرة أيها الابلة
انتظرت سيلين مكالمة ديفيد و لكن مرت ساعات و غفوت هي في نوم عميق، و استيقظت على صوت الهاتف
ردت بصوت يميل للنعاس: -ماذا؟

-التسليم بقي عليه ساعة و كل شي مرتب بعناية
ابتسمت سيلين بمكر و قالت: أنهى مهمتك بنجاح
و فجأة رمي ديفيد الهاتف من يده حين أخبره آخر بوصول الشرطة من المكان، استمعت سيلين و قفلت المكالمة عندما اختفى الصوت و ارتديت ملابسها على عجلة و خرجت و لم تجد يوسف بالخارج
زفرت بحنق و قالت بعصبية: -اللعنة عليك...
ذهبت مسرعة لكي تلحق بيهم
تقابل يوسف و ديفيد.

ابتسم يوسف و قال: سلموا نفسكم زي الشاطرين كدا و شرفونا على القسم
لم يفهم ديفيد جملته و لكن ترجمها الآخر الذي يقف بجواره فابتسم
اتي شخصا و تحدث موجها الكلام إلى ديفيد: -انتهى كل شي ديفيد، لقد أتت في الوقت المناسب
التفت يوسف مندهشا و لم يستوعب و قال: ماذا؟
قهقه ديفيد قائلا: -أنها ملاكي الشرير عزيزي و الآن عليك الموت
و بعد ذلك أطلق النار عليه و دخلت سيلين و قالت بدهشة: -ديفيد.

ابتسم ديفيد و قال: -سوف نتخلص من الجثة بعناية جملتي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة