قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

انتظر حازم إجابتها و لكنها اطالت الصمت فقطعه هو قائلا: -بصي محدش هنا هيغصبك علي حاجه بس
تنهدت سيلين و قالت: -اهلي متوفين و انا كنت هنا بخلص شغل و حصلي الحادثة دي
نظر حازم إليها بعدم اقتناع و قال: -مش هسالك كتير بس انا موجود لو احتاجتي ايه حاجه قوليلي و كمان متقلقيش مفيش حد عنده خبر بوجودك في المستشفي فخليكي لحد ما تخفي
أومأت سيلين برأسها و قالت: -شكرا
رتب على يدها و خرج من الغرفة، تنهدت سيلين.

-انا اسمي ايمان شاغلة مع دكتور حازم بقالي فترة كبيرة
سيلين باسمه: -طيب يا إيمي
-طب إيه حكايتك بقا مش طبيعي يعني أنك تكونى أصابتي كدا عادي
ذرفت دمعة من عيناها و قالت: -و لا حاجه
مر اسبوع آخر و بدأت سيلين أن تتعافى و تستعيد صحتها من جديد
دخلت اليها ايمان كالعادة في الصباح و قالت: -جبتلك الفطار يا لولو
ابتسمت سيلين و قالت: -اتاخرتي انهاردة
-عقبال ما شوفت المرضي المهم انتي لو تخرجي هتروحي فين؟

تنهدت سيلين و قالت بحيرة: -معرفش
ابتسمت ايمان و قالت: -انا عايشه لوحدي على فكرة و شفتي قريبة من المستشفى
ابتسمت سيلين و قالت: -شكرا
-انا مش بعزم عليكي و بعدين اهو تتمتعي بجو اسكندرية الشقة قدام البحر
سيلين بامتنان: -شكرا بس عايزة منك حاجه؟
-قولي يا قمر؟
-محتاجة شغل
-طب انتي معاكي شهادة ايه؟

تنهدت سيلين و قالت: -انا خريجة صيدلة جامعة موسكو بتكلم لغات منها الروسي و الإنجليزي و فرنساي و ألماني و إيطالي و تركي و عربي و عبري تقريبا جميع لغات العالم و باللهجات الخاصة
قطبت ايمان حاجبياها و قالت: -نعم يا اختي
ابتسمت و أردفت قائلة: -ايه؟
-هشوف دكتور حازم
-تمام يا إيمي
ايمان بتساؤل: -انتي مصرية على كدا؟
-اها مصرية
-شكلك حوار يا لولو بس ماشي.

طرق حازم الباب و دخل لهم، تحدثت ايمان قائلة: -المستشفى كانت عايزة صيدلي حد جي و لا؟
-لا لسه؟
-تمام انا اعرف حد
حازم بتعجب: -مين؟
-سيلين
حازم بدهشة: -بجد؟
ابتسمت سيلين و قالت: -منفعش...
-ازاي بس؟ انا هكلم المدير تحبي تستلمي امتى؟
-من بكرا
تنهد حازم و قال: -تمام بس عايز اقولك على حاجه جايز الخبر ميكنش حلو
سيلين بتساؤل: -إيه؟

ابتلع ريقه و قال: -طبعا لما دخلتي المستشفى خضعتي لفحص كامل بالتحاليل و الإشاعات لأننا كنا خايفين يكون حصل تأثير على اجهزة الجسم بس التحليل أظهر انك عندك لوكيميا
شهقت ايمان بصدمة و قالت: -بجد؟
تنهدت سيلين و قالت: -اممم و العلاج هيكون ازاي؟
-زراعة نقي بس طبعا محتاجين فحوصات و انتظام على العلاج، عارف ان الموضوع مقلق بس متخافيش
ابتسمت سيلين و قالت: -شكرا ليكم و انا مش قلقانه خالص.

مرت ايام عليها و كانت قد بدأت عملها في المستشفي و انتقلت الى العيش مع ايمان إلى إن ترى مكان لها
كانت تقف في الصيدلية الخاصة بالمستشفى، طرق حازم على الزجاج و قال: -هتيجي عشان تتغدي
هزت سيلين رأسها رافضة و قالت: -لا مليش نفس خالص، هاكل لما اروح
تنهد حازم و قال: -ماشي، عايز اقولك حاجه؟
سيلين باستغراب من نبرته الجدية: -اتفضل
-عايز اتجوزك.

نظرت سيلين له بدهشة، فاكمل هو كي لا يسبب لها الشعور بالأحراج عارف انك ممكن تكوني شايفه انه قرار متسرع شوية بس اوعدك اني مش هخليكي تندمي عليه و عايزك تفكري براحتك
-انت متعرفش عني حاجه و غير اني مريضة و...
قطعها حازم و قال: -مش عايز اعرف حاجه غير انك سيلين و بعدين هتعملي العملية و هتبقى كويسه الموضوع سهل، فكري و بلغني قرارك...

و بعد ذلك رحل و تركها لتدخل في دوامة من التفكير في ذلك و بعد أن أنهت عملها ذهبت إلى المنزل و جلست في الشرفة تشاهد البحر بهدوء، ذرفت الدموع من عيناها
-سيلين انتي بتعيطي
آفاقت سيلين على صوتها و انتبهت إلى دموعها التي اغرقت وجهها و قالت: -جيتي امتى؟
جلست ايمان و قالت: -احكي مش هتخسري حاجه
-حازم طلب يتجوزني
-و دي حاجه تزعل حد طايل دكتور قمر زي دا.

ابتسمت سيلين و قالت: -انا مستاهلش دا اصلا و بعدين مش حابه اخدع حد
ايمان باستغراب: -ليه؟ و لا انتي بتحبي واحد تاني؟
تنهدت سيلين و أخذت نفس عميق و قالت: -اها و مس هعرف احب حد غيره
-و هو فين؟
-موضوع كبير جدا و مش حابه اتكلم في بس عمرنا ما هنتقابل تاني
رتبت ايمان على يدها و قالت: -سيلين فكري، حازم انسان كويس و محترم و فعلا فرصة كويسه
-لو وافقت هنسي.

ايمان باستياء: -معرفش بس اكيد هتنسي بالوقت و كمان لما تخلفي نونو قمر زيك كدا مش هتفكري غير في
ضحكت و لكن امتلأت عيناها بالدموع و صمتت
رتبت على كتفها و قالت: -لدرجة دي؟
-انا جعانه و مستنياكي من بدري و كمان عايزة انزل عشان اشوف الشقة اللي السمسار جابها
ايمان بعتاب: -بقى كدا يا سيلين
-مش عايزة اتقل عليكي اكتر من كدا و بعدين الشقة هتبقى جنبك مش هبقي بعيد.

مرت ايام كثيرا و قد أصبحت جميعها شبه الآخرين و كانت الحياة مملة كثيرا خصوصا بعد انتقالي و العيش بمفردي فكانت يستحوذ عليِ و يجعل فكرة التفكير به تصبح أكثر، و بالأحرى قد سئمت من ذلك فجعلت مدة عملي طويلة و على فترة و تكون لدى راحة في منتصف اليوم و اقضي طول الليل بالمستشفى...
فتحت الباب لتخرج و لكن وجدت حازم إمامه و كاد يدق الجرس
ابتسمت و قالت: -مقولتش انك جاي.

-عادي يا حبيبتي قولت اعدي عليكي و اشوفك محتاجة حاجه و لا؟
-لا شكرا
-العملية المفروض تبقى الشهر الجاي و بصراحة يا سيلين مبقاش عجبني شغلك في المستشفي
تنهدت سيلين و قالت: -انا حابه شغلي يا حازم من فضلك بلاش موضوع التحكم دا
-كتب كتابنا الأسبوع اللي فات يا سيلين و انتي من وقتها مقضية وقتك في الشغل و طلبتي اننا ناجل انك تيجي تعيشي معايا لحد ما تعملي العملية مع اني مش موافق أن مراتي تبقى بعيدة عني.

-انت قولت هتسيبني براحتي
اقترب منها و حاوط كتفيها و قال: -سيلين عايزك تدينا فرصه نقرب من بعض
و انحني عليها قليلا ليقرب وجه منها في محاوله لتقبيلها، ابتعدت سيلين عنه و قالت: -هتاخر على الشغل
تحمم قائلا: -خدتي الدوا
-اها.

كانت ايمان هي الأخرى تعمل بالمساء و تقضي بعض الوقت مع سيلين
سيلين باستياء: -بفكر أطلق بصراحة مش قادرة اكمل
ايمان بصدمة: -نعم؟ دا لسه مقولناش يا هادي و بعدين دا يادوب كتب كتاب
-معرفش بقا بس مش هقدر اكمل دا اللي انا اعرفه
زفرت ايمان بضيق و قالت: -فكري بعقلك يا سيلين و بعدين الراجل قابلك بأسوأ حالاتك عايزة ايه تاني.

صمتت سيلين و قالت: -ايمان انا حاولت بس مش عارفه و بعدين عارفه انه قابلني في أسوأ و مفيش حد هيعمل كدا بس انا لو كملت اكتر من كدا هبقي بخدعه
-سيلين معداش غير اسبوع، ممكن تدي نفسك وقت
-طيب
رات شخص مريض يسير ببطي شديد و يبدو عليه انه ينزف، فقامت راكضة و كذلك سيلين...
اسندته ايمان و قالت: -ازاي تخرج من الاوضه؟
و قبل أن تتحدث سيلين قاطعهم صوت ممرض قائلا: -مش عايز يعمل العملية، و أسنده هو و ذهبوا.

ايمان بتعجب: -هو في ايه و بعدين عملية ايه دلوقتي؟
سيلين بدهشة: -معرفش الصراحة تعالى نشوف رايح فين؟
ايمان بقلق: -اخاف يا ستي
ابتسمت سيلين و قالت: -متقلقيش
ذهبوا خلفه دون أن يلاحظهم، فدخل إلى الغرفة و قفل الباب و زجر المريض قائلا: -انت هتستهبل صح؟ قولت انك هتبرع خلاص بقا
-رجعت في كلامي و مش عايز، كفاية اللي اتاخد
-بقولك ايه؟ انا بسلك الأمور لناس كبيرة و انت واخد حق دا.

-خدتوا كليتي ب 200 الف و دلوقتي عايزين الكبد...
-الدكتور قال جزء منه متخافش و بعدين كل يوم في جثث بتتفضي خالص
-والله هبلغ عنكم...
قام بحقنه في عنقه و فارق الحياة فورا فقال: -معرفش ايه الناس الغبية دي...
أتصل بالطبيب و قال: -قتلته، تمام هجيبه بكرا بعد إعلان خبر وفاته، خلاص طالما العدد اكتمل لازم نوزع البضاعة، تمام يا دكتور
ابتلعت ايمان ريقها بصدمة و قالت: -يا خبر ابيض.

سحبتها سيلين و ذهبوا إلى الصيدلية و قالت: -متفتحيش بوقك بحاجه و انا هبلغ البوليس
-أمتي؟
-دلوقتي
أخرجت سيلين هاتفها و طلبت الشرطة و أفادت بما رأت...
و بعد ذلك أنهت عملها و ذهبت هي و ايمان إلى منازلهم.

في الصباح كانت الشرطة تقوم بحملة تفتيش في المستشفي، سأل الضابط عنها قائلا: -فين دكتورة الصيدلية دي...
ردت الممرضة بإيجاز: -في أول الطرقة
التفت يوسف ليراها و لكن عيناه لم تصدق ذلك، توقفت سيلين مكانها و شعرت بأنها تريد التراجع فهي لا تريد الحديث معه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة