قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأربعون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأربعون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأربعون

دخل سيف، فأنزلت سيلين الهاتف و قالت بتوتر: -سيف، انا نازلة...
-بتكلمي مين؟
ارتبكت سيلين من نبرته و ابتلعت ريقها بقلق و قالت: -ايمان فيها حاجه و بعدين هو تحقيق
-موضوع ايه اللي هيخلص و بعدين انتي حامل؟
صمتت سيلين و بعد ذلك قالت: -مش حامل و مشكلة عندها و هي كانت بتحكيلي
زفر سيف بحنق فهو لم يصدق تلك الكذبة و رفع صوته قائلا: -سؤالي واضح يا سيلين و بعدين انا سمعتك.

تنهدت سيلين و ترقرقت الدموع بعيناها و قالت: -انا حامل و مش عايزة اقول لأيهم
سيف بدهشة: -دا ازاي و بعدين هو لازم يعرف
-و بعد ما يعرف يا سيف هيعمل إيه؟ هيسقطني و انا نايمه و لا هيسلط عليا ناس تقوم بالمهمة و لا هيعملي عملية استئصال رحم.

صمت سيف و نظر إليها و بعد ذلك قال: -و بعد ما تخبي
-همشي؟
-تمشي ازاي؟
-مش قادرة استحمل الوضع دا بجد زهقت، أيهم مش هيتغير و لا هيسمع كلام حد و انا مش فارقه معاه في حاجه، احتمال يقلب الدنيا عليا بس دا هيكون لفترة و بعدها هيزهق و هينسي.

سيف بتعجب: -انت عارفه انتي بتقولي ايه؟
تنهدت سيلين باستياء و قالت: -عارفه و عارفه انك ممكن تنزل تقوله و وقتها الله اعلم هيعمل فيا ايه؟
-انزلي؟
تهاوت دموعها على وجنتيها و قالت بسئم: -بلاش تسيبني متعلقة كدا هتقوله و لا؟
-مش عارف
و بعد ذلك خرج و تركها فهو لا يعلم أين الصواب و لكن بالنهاية هي محقه
سئمت سيلين فهو لا يحدد موقفه و زفرت بحنق و بعد ذلك نزلت و كان أيهم ينظرها في السيارة، فتحت الباب و ركبت.

قاد أيهم السيارة بسرعة فهي دائما ما تفسد مزاجه، كانت سيلين تخشى من سرعته المفرطة خصوصا بأنها في الشهور الأولى و قالت:
-هدي السرعة شوية
نظر لها بتعجب و ابط من سرعته قائلا: -خايفه يعني؟
-لا مش خايفه بس ممكن نعمل حادثه مثلا
تنهد و قطب جبنه قائلا: -فرحانة و أنتي منكدة عليا كدا؟
-والله لما أدخل و الاقيك مع واحده المفروض اعمل ايه؟
-و لا حاجه عادي
سيلين بانفعال: -عادي بالنسبالك انت؟

-سيلين انا بقالي شهرين معاكي، لمدة تلت أسابيع لما كنتي نايمه في السرير مبتتحركيش، كان معاكي ممرضة و ماجي و قولتي عايزاك جنبي و بعدها شهر و اسبوع و انتي عامله نفسك تعبانة عشان أفضل جنبك و فضلت مع اني كنت عارف انك اتحسنتي، المفروض اني ليا بيت تاني و انا كل شوية اقولها اني عندي شغل و هي مشتكتش لكن اليوم اللي اخرج في أقرر مرجعش تعملي كدا.

-معلش انا غلطانة، و بعد كدا ممكن تجيبهم البيت
صمت أيهم و نظر امامه، عندما دلفوا إلى القصر، ترجلت سيلين من السيارة
ودخلت و لكن قبل أن تتجه ناحية الدارج رأت فتاة تجلس مع ماجي، فشعرت بالفضول تجاها و ذهبت إليهم.

ابتسمت ماجي دي مليكة اخت أيهم يا سيلي
نظرت سيلين لها ببرود و قالت باقتضاب: -هاي
-هاي وحشتني يا سيلي بقالنا زمن بس صحيح انتي بتعملي إيه هنا
-مرات اخوكي
تغيرت ملامح مليكة و قالت بصدمة: -مراته!
دخل أيهم و اتجه إليهم و قال: -بتعملي ايه هنا؟
-كنت مع سيف و هو سابني هنا لما ماجي كلمته
-طب اطلعي نامي يا مليكة الوقت اتأخر
مليكة بضيق: -عايزاك...
تنهد ايهم و قال: -حاضر.

لوت سيلين فمها و قالت بامتعاض: -تصبحوا على خير
عندما غادرت سيلين، نظرت مليكة اليه و قالت: -انت اتجوزت من ورانا
-هو انا عمري خدت رايكم في حاجه يا مليكة و بعدين فين المشكلة
مليكة بضيق: -الاولي كانت مي و فرصه زي الزفت واحدة ارمله و معاها طفل و التانيه ملهاش اصل من فصل و حتى اللي خدها و رباها واحد عديم الأخلاق و الضمير.

-و بعدين؟
زفرت مليكة بحنق و قالت: -انت اتجوزتها ليه؟
لم يتوقع أيهم بأن مليكة سوف تغضب بتلك الطريقة و قال: -مش وقته
-اللي اتربت في بيت جان مش هتبقى ملاك يا أيهم، دا لو مكنش هو اللي زقها عليك أصلا.

أيهم بعصبية: -روحي نامي، يا تمشي و تروحي على بيتك
-تمام
خرجت مليكة من المنزل و طلبت من السائق إيصالها
ماجي بعتاب: -أيهم ميصحش اللي عملته مع اختك دا
-و يصح اللي هي بتقوله، دماغي مش رايقه يا ماجي من فضلك اسكتي
جلست ماجي بجواره و أمسكت بكفيه و قالت: -انت عارف ان مليكة متعلقة بيك فطبيعي تزعل عشان اتجوزت من غير ما تقولها
-مش دا السبب يا ماجي، مليكة زعلانه انها سيلين و انا زهقت.

رتبت ماجي على يده و قالت: -بكرا ابقى صالحها، اطلع نام دلوقتي
-طيب
أبعدت يدها و قام أيهم و اتجه إلى الغرفة و عندما دخل كانت سيلين تخرج من المرحاض و يبدو عليها التعب.

أيهم بتساؤل: -مالك؟
-بطني وجعاني
-ليه؟
-عادي يا أيهم ايه المشكلة؟
أيهم بضيق: -ما تتعدلي بقا
-و ان محصلش؟!
-هتقلبيها خناق انتي كمان؟
-لا مليش مزاج اتخانق، انا خلاص زهقت و طلعتلك من دماغي
غضب أيهم امسك بساعدها و قال بنرفزة: -ايه طلعتني من دماغك دي؟
سيلين ببرود: -يعني براحتك، خليك مع مراتك الأولى، تروح تشوفلك واحدة تانيه عادي و على فكرة انا مش عايزة أفضل معاك في نفس الاوضه.

-واللهي؟
تخلصت سيلين من قبضته و قالت: -اها مش عاجبك امشي، او سيبني انا اللي امشي
-سيلين انا مش هصبر على طريقتك دي؟
-مشكلتك
نظر إليها بغضب و قال: -تمام متزعليش في الاخر...
أدارت سيلين ظهرها له، خرج أيهم من الغرفة و صفع الباب خلفه، تنهدت سيلين و بعد ذلك اتصلت بإيمان سوري يا إيمي صحيتك
-انا صاحية اصلا، بصراحة مش عارفه أنام في الشقة الجديدة
ابتسمت سيلين و قالت: -كلها يوم و لا اتنين و هاجي.

-سيلين انتي متأكدة انك هتسيبي جوزك
-اها متأكدة، المهم عجبك الشغل الجديد
-اها تمام، بس انتي قولتي هتمشي بعد شهر أو اتنين
سيلين باستياء: -قعدتي ملهاش لأزمة يا ايمان، و بصراحة قلقانه يعرف و اخسر ابني
استمعت إلى صوت سيارته و قالت: -خليكي معايا ثواني
خرجت إلى الشرفة و تأكدت من خروجه، ابتسمت و هبطت من عيناها دمعة شاردة و قالت: -انا هاجي دلوقتي؟
ايمان بدهشة: -نعم؟

ابتلعت سيلين ريقها و قالت: -ماجي نايمه و سيف و أيهم برا، و بصراحة انا مش واثقه في ماجي و لا حتى سيف و مش هقعد أعد كام دقيقة فاضلة على وفاة ابني.

-فكري كويس يا سيلين، القرار دا صعب اوي
-فكرت يا ايمان و اتأكدت أن أيهم مش هيتغير و انا مش هقدر اكمل
-و الحب يا سيلين
-هحب ابني اكتر الصراحة، اقفلي و هكلمك كمان شوية
قفلت سيلين معاها و ابدلت ملابسها و بعد ذلك خرجت من الغرفة بهدوء، و نظرت حولها لتراقب المكان، و بالفعل لم تجد أحد.

فماجي من المؤكد أنها ذهبت في النوم، خرجت بهدوء و عندما وجدت الحرس على الباب، أخذت نفس عميق و اتجهت ناحيتهم و همت بالخروج و لكن اوقفها أحدهم قائلا مدام سيلين خارجة دلوقتي ليه.

سيلين بضيق: -هو تحقيق و لا إيه و بعدين انا حره
-مقصدش يا مدام بس الوقت متأخر ازاي هتمشي دلوقتي؟
-رايحه لأيهم عندك مانع؟
-ثواني اتصل أبلغه
اتسعت عيناها بدهشة و قالت: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة