قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل السادس

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل السادس

فى بيت هانى وسهر.
سهر: أنا حاسة إنهم طيبين أوى، مايستاهلوش مننا كده.
هانى بصلها بحدة: يبقى خلاص مش كل شوية تقولى نفسي فى طفل وعايزة أخلف عايز أخلف، مفهووووم.
سهر: لأ مش هقدر، أنا خلاص بقيت عايشة على الأمل ده،

هانى: يبقى تنفذى من سكات يا سهر، متجيش دلوقتى وتعملى إن ضميرك صحى فجأة.
سهر: يعنى عايزنى اعمل إيه ؟
هانى: تروحيله شركته بكرة، لازم تشتغلى هناك بأى شكل، أنا كلمته وهو وافق وقالى خليها تيجى.
سهر: تمام، وبعد ما أروح ؟
هانى: أدخليله، وهو أكيد هيبعتك المكان اللى هيعينك فيه، ثبتى رجلك فى أى وظيفة، المهم تبقى جوة شركته بأى شكل.

شال شريف حياة من على الأرض، وجرى بيها لبرا البيت عشان ينقلها للمستشفى فى أسرع وقت، كل اللى حواليه كانوا بينادوله وبيكلموه، بيقولوله إستنى والإسعاف زمانها جاية، إستنى نساعدك فى شيلها، بس هو ماكانش سامع حد، وماكانش شايف غيرها، الكون من حواليه بقى اسود سواد تام مش باين منه الا ايديه اللى عليها حياة.

نيمها فى عربيته وجرى على المستشفى، دخلها بمساعدة الممرضات، ووقف ينتظر الدكاترة تطمنوا عليها وعلى الجنين.
شريف فى سره: يااااارب، طلعها منها على خير يارب، نجيها ونجى ابنى، أو بنتى، أنا لسه حتى معرفش النوع، لسه معشتش الفرحة اللى كنت مستنيها لما الدكتور يقولنا ولد، أو حتى بنت، فى الحالتين كنت هطير من السعادة، بس أتأكد إن فى طفل جاى الدنيا هبقى أنا أبوه، بعد ماكنت عايش فاقد الأمل وماشي فى الدنيا عارف إن ماليش فيها عزوة ولا وريث، بعد مافرحت، واستنيت فرحتى تزيد بإنى أعرف النوع، وتكمل بإنى أشيل إبن ليا بين إيديا، معقول يروح !، لأ مش هستحمل..،

صعب عليا صعب، إزاى ده كل اللى هاممنى!، طب وحياة!، ليه نسيتها كده فى كلامى، بس حياة هى السبب، ليه ماخدتش بالها وهى نازلة السلم، إيه اللى انا بقوله ده بس، استغفر الله العظيم، حياة عندى اغلى من كل الناس وكل حاجة، حياة هى اللى هتجيبلى ولاد كتير، لو لا قدر الله ده راح، بس ان شاء الله مايروحش، وهما الاتنينش يرجعولى بالسلامة.

وهو فى وسط أفكاره طلعت الممرضة من الغرفة اللى فيها حياة، وقفها وسألها بلهفة.
شريف: لو سمحتى، المدام اللى جوة عاملة إيه ؟
الممرضة: الدكاترة مش قادريين يوقفوا النزيف.
شريف بفزع: طب والجنين ؟

الممرضة: بقول لحضرتك مش قادريين يوقفوا النزيف، بتسألنى على الجنين !، أكيد توفى، إستعوض ربنا فيه، وإدعى للمدام حالتها صعبة.
سابته ومشيت بعد مادمرته بكلامها، حالته ماحدش يقدر يوصفها ولا يفسرها، قعد شريف على الكرسي بإنهزام وضعف، أول مرة يمر بيهم، إبنه خلاص راح وإستعوض ربنا فيه، بس حياة كمان هتروح !، ممكن يحصل كده ؟، معقول حياة تروح، معقول حياته تنتهى، بيحاول يكون متفائل، بس قلبه مش عارف يرتاح ويهدا، حس إنه لو فضل مستنى اكتر من كده هو اللى هيموت، راح عند الأوضة اللى هى فيها وفتح الباب ودخل.

أحد الدكاترة: إنت إزاى تدخل هنا، طلعوه برا.
شريف: أرجوك يا دكتور، أنا جوزها، أرجوك سيبنى معاها وجنبها، أنا واثق لو حست بيا هتتحسن.
كان بينطق كل كلمة ودموعه مغرقة وشه، صوته مش طالع من كتر الألم، لدرجة إن الدكاترة إتأثروا بكلامه، وسمحوله يفضل، وبعتوه مع ممرضة تعقمه، وراح معاها عقم إيده ولبس اللبس المعقم وهو بيعمل كل حاجة بسرعة، حاسس إن هو اللى محتاج يبقى جنبها مش هى.

دخل ووقف جنبها ومسك إيدها ومشي إيده على راسها بحنية، وفضل يقرا قرآن، لحد ماسمع الدكتور بيتكلم.
الدكتور: سبحان الله حالة بتتكرر كتير ويعجز العلم عن تفسيرها، المريض لما بيحس بوجود حد بيحبه، بيستجيب أسرع للعلاج.
شريف: طمنى يادكتور.

الدكتور إبتسم: إطمن، النزيف وقف وهتبقى أحسن، بسسس.
شريف: عرفت، الجنين توفى.
الدكتور: أيوا للأسف، ونزلناه.
شريف: ولد ولا بنت ؟
الدكتور: ولد.
شريف: ممكن أشوفه ؟

الدكتور: طب وتزعل نفسك ليه ؟، عموما انا شايف من الحالة إنها ولدت قبل كده، ربنا يخليلك اللى عندك، وتعوض اللى راح.
شريف حس إن كلماته خنجر فى قلبه، حياة حملت فى ولاد راجل تانى واتبهدلت اوى فى حياتها معاه، بس ولدت الاتنين ومحصلهمش حاجة، ولما تحمل فى ابنه هو يموت قبل مايلحق يفرح بيه، برغم انه موفرلها كل سبل الراحة.

شريف: معلش عايز أشوفه.
الدكتور: طيب إتفضل مع الممرضة.
مشي شريف معاها، شاف قماشة بيضة ملطخة بشوية دم، ملفوفة على نونو صغنن أوى، كشفها شريف بإيد بترتعش، بصله بحزن مالى قلبه، وباسه، وبص للممرضة بعيون بتدمع وقالها.
شريف: ده صغير أوى.
الممرضة: كان لسه فى الشهر الخامس من تكوينه، ربنا يعوض عليك.

خرج شريف وهو حاسس نفسه شايل جبل من الأحزان، دخل لقى حياة نايمة على السرير زى الملاك، مش حاسة بأى حاجة حواليها، طلع وسأل الدكتور عنها وطمنه عليها وقاله شوية وهتفوق، دخل قعد، عشان تشوفه جنبها أول ماتفوق.
شوية وفتحت عينيها وبصتله بتعب ووهن.
حياة: شريف، أنا حصللى إيه، البيبى بخير ؟
شريف: البيبى راح يا حياة، راح خلاص.

حياة بصدمة: لأ، ماتقولش كده ياشريف، ماتقولش كده.
شريف: دى الحقيقة يا حياة، ربنا يعوض علينا.
حياة ببكاء: مش مصدقة، ليه يارب كده بس.
شريف: حرام يا حياة متقوليش كده، أنا هشوف ينفع تخرجى امتى، انا مش طايق المستشفى ده.

سابها وقلبها بيتعصر من الاحزان مش مصدقة اللى حصلها، ومش مصدقة إن اللى كان بيكلمها ده شريف وحاسة انه مشيلها ذنب اللى حصل، محستش من كلامه إنه بيطيب خاطرها أو خايف عليها من الزعل، وده كسرها أكتر من اللى حصلها.

شريف خد الإذن من الدكتور إنه يروحها، ومعاها ممرضة تاخد بالها منها ومن مواعيد الأدوية، وروحوا على البيت وصلها لحد الأوضة، وراح أوضة تانية عشان يرتاح فيها من غير كلام ولا حتى سؤال عن صحتها واللى حاسة بيه.
تانى يوم الصبح عدا عليها.
شريف: عاملة إيه دلوقتى ؟

حياة: الحمدلله، أحسن.
شريف: أنا نازل شغلى، عايزة حاجة ؟
حياة: لأ شكرآ.
شريف: طيب بعد إذنك.

فضلت حياة تبص عليه وهو خارج من عندها، لحد ماختفى عن عينيها وهى فى ذهول كبير، وعذاب بيقطع فى قلبها ألف مرة من معاملته، مش عارفة تلوم عليه، ولا تلوم على نفسها، بس هى مالهاش ذنب فاللى حصل، أكيد ماكانتش عايزة يحصلها كده وتتبهدل وتفقد جنينها، اللى عرفت من الممرضة انه كان ولد.
راح شريف على شركته، ودخل مكتبه فى صمت، عرف شريف إنه جه ومعداش عليه كالعادة، فقام وراحله.

إيهاب: مالك ياشريف ؟
شريف: حياة أجهضت الحمل.
إيهاب: يا ساتر يارب، ليه كده، حصل ايه ؟
شريف: وقعت من على سلم الفيلا
ايهاب: طب وهى عاملة ايه دلوقتى ؟
شريف: كويسة.

ايهاب: جيت ليه كان المفروض تفضل معاها.
شريف: معاها ممرضة، النهاردة إمضاء العقود فى الصفقة الزفت دى.
ايهاب: طظ فى اى حاجة كنت فضلت مع مراتك.
شريف: انا اصلا مش طايق البيت ولا الجو بتاعه.
ايهاب: معلش يا شريف ربنا يعوض عليك.

خبطت السكرتيرة ودخلت بلغت شريف بوجود واحدة اسمها مدام سهر عايزة تدخلله، وسمحلها شريف بالدخول.
سهر: ازيك يا استاذ شريف.
شريف: الحمدلله، حضرتك هتتفضلى مع ايهاب، وهو هيعينك حسب ماهيشوف محتاجك فين.
سهر بصدمة من معاملته: ماشي شكرآ، آسفة انى ازعجتك.
هز شريف دماغه بمعنى لأ، حالته واصبه لإنه حتى مش قادر يتكلم.
ايهاب باحراج: ازيك يامدام سهر، هانى عامل ايه ؟

سهر: الحمدلله.
ايهاب: طب اتفضلى استنينى فى مكتبى وانا جاى وراكى.
سهر: هو فين ؟
ايهاب: السكرتيرة هتقولك.
خرجت سهر وهى مستغربة من طريقة شريف، ووشه الحزين، خرج وراها ايهاب وراحلها فى مكتبه.
ايهاب: انا متأسف جدآ، على مقابلة شريف.
سهر: لا مفيش اسف ولا حاجة بس هو فى حاجة مزعلاه ؟

ايهاب: مراته اجهضت امبارح.
سهر حست بسعادة هى نفسها استغربت منها: ياحرام، ليه كده بس ؟
ايهاب: وقعت من عالسلم.
سهر: لازم اروحلها ان شاء الله.
ايهاب: تمام، هاتى الملف بتاعك، واتفضلى روحى للمكان ال هتشتغلى فيه وانا هدرس ملفك وانا واثق انه هيبقى كويس عشان كده هسمحلك تشتغلى قبل مابص عليه.
سهر: شكرا.

كلم ايهاب السكرتيرة وقالها على مكان تعيين سهر وخدتها ودتها فى المكان اللى قالها عليه.
بعد حوالى ساعة، وصلت مادلين لإمضاء العقود.
فى غرفة الإجتماعات، قعدوا كلهم وجهزوا ورقهم.
مضى شريف الورق اللى قدامه بصمت.
مادلين: شو بك إستاذ شريف.
لكن شريف ماردش عليها.

ايهاب بيلحق الموقف: معلش أستاذة مادلين، شريف بيه عنده شوية مشاكل مزعلاه شوية.
مادلين خدت الموضوع بجد وقلقت عليه: شريف، مالك ؟ خبرنى، إذا متضايق بسبب شي يخص التعامل مابينا، فأنا مابدى ياك تعتل هم شي، واذا فى شي تانى مضايقك إحكيلى وراح إسمعك.

شريف بنظرة نارية: احنا مفيش بيننا غير الشغل وبس، وده اخر حدودك معايا، و ماتتخطيهاش، انا همشى والمستشار القانونى بتاع شركتى قدامك اهو لو عايزة تعرفى اى حاجة إسأليه.
خرج شريف من الشركة وهو مش طايق حد ولا عايز يروح بيته، لانه خايف يزعل حياة بأى كلام يقوله، فضل يلف فى الشوارع، لحد ما ايهاب يروح بيته ويروح عنده.
طبعا سهر كانت اسعد انسانة فى الدنيا إشتغلت خلاص فى شركة شريف، وهتبدأ تنفذ خطة جوزها هانى بالحرف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة