قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الرابع عشر

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الرابع عشر

حس شريف بتأخير ايهاب، وقرر يطلع، لان لازم يتكلم مع حياة بنفسه.
وكمان لإنها وحشته ومحتاج يشوفها حتى لو كلامها مش هيعجبه.
طلع وشاف الباب مفتوح وحياة واقفة بتتكلم مع نهلة وايهاب، فضل واقف مكانه وعينيه مركزة عليها هى وبس.
لما خدوا بالهم منه، بطلوا يتكلموا وكلهم بصوله ماعدا حياة اللى سابتهم ودخلت جوة.

اتصدم شريف من رد فعلها ومابقاش مصدق ان بقى فى حاجز كبير للدرجة دى بينه وبينها، وبقى متأكد إن ولا نهلة ولا ايهاب قدروا يأثروا عليها بكلامهم.
ايهاب: يلا ياشريف.
شريف: يلا إيه !
ايهاب: يلا ياشريف نمشي وهنبقى نيجى مرة تانية.
شريف: وانا مش همشي قبل ماتكلم معاها.

ايهاب: مالوش لزوم الكلام معاها دلوقتى، مش فارق معاها كلام حد.
شريف: بس انا مش اى حد، واكيد كلامى هيبقى ليه أثر معاها.
ايهاب: طب يلا بس دلوقتى ونيجى مرة تانية.
شريف بعصبية: هو فى ايه ؟!، مش عايزنى اتكلم معاها ليه ؟
ايهاب بص لنهلة، وماكانوش عارفين يتكلموا ولا يردوا عليه.
شريف: ما حد فيكم يتكلم بتبصوا لبعض ليه.
ايهاب: حياة طالبة الطلاق ياشريف.

شريف اتصدم وبدأ يتصرف من غير إدراك، و بعد إيهاب عن طريقه، ودخل الاوضة اللى دخلتها حياة، من غير ما يركز انه فى بيت واحدة ست غريبة عنه ومش المفروض يتحرك فى بيتها بالشكل ده، بس الصدمة كانت اكبر من اى حسابات.
فتح باب الاوضة وكانت حياة قاعدة مع الولاد.
بصتله بإرهاق وطلعت كلماتها من اعماق قلبها وحقيقية.

حياة: أنا معنديش اى استعداد انى اخوض اى مناقشات، وبقالى ساعة بحاول افهمهم كده برا، ده غير ان فى اطفال موجودين قدامك.
شريف: نهلة، تعالى خدى الولاد.
حياة وقفت: لأ مفيش حد فيهم هيطلع من هنا.
جت نهلة وخدتهم برغم انها سمعت اللى حياة قالته، وقفلت الباب وراها.

شريف: ايه يا حياة ؟، خايفة تقعدى معايا لوحدك ؟، انتى ناسية انك مراتى وحبيبتى من سنين السنين ؟
حياة: ياريتنى انسى عشان اقدر اتقبل اللى حصل، واللى مش هسمحلك انك تتكلم فيه، لإن فعلا طاقتى خلصت.
شريف: مش هتكلم فى حاجة ياحياة، غير حاجة واحدة بس، وهى الحب اللى بيننا واللى ماينفعش انك تنسيه.
حياة: وليه إنت نسيته ؟

شريف: عمرى مانسيته، والدليل إنى عشت سنين حياتى من بعدك وحيد ورافض حد يحل محلك، إلا غلطة نادين فى الكام شهر اللى قبل ماشوفك فيهم.
حياة: غلطة نادين بس !، ومادلين مش غلطة ؟
شريف: اكبر غلطة ومعترف بيها.
حياة: كنت على علاقة بيها ليه ؟، بتتغير معايا وتتهمنى فى موت ابنى، كل ده عشان على علاقة بواحدة تانية !
شريف: والله ماكان فى علاقة بينى وبينها، ولا أى كلام ربطنى بيها لحظة، اللى انتى شوفتيه كان غلطة وفى ساعتها ماكانش ليها سوابق.

حياة: كداب، هى اللى قالتلى بنفسها، إن علاقتكم هى كانت عارفة إنها هتتكشف لإنها بقالها كتير فالسر ومفيش حاجة بتفضل فى السر كتير، وده طبعآ حسب كلامها هى.
شريف: السافلة دى عايزة توقع بينى وبينك عشان هى عايزة يحصل اللى بيحصل بيننا دلوقتى ده، انا مش عايزك تديها فرصة، ارجوكى ياحياة، بلاش تدى فرصة لأى حد إن بيتنا يتخرب.

حياة: بس بيتنا فعلآ إتخرب ياشريف خلاص، ومابقاش فى بيت يربطنا من النهاردة.
شريف: ليه بتقسي عليا كده ؟، انا مظلوم بجد، ان ماكنتيش انتى اللى تصدقينى وتسامحينى، مين هيعمل كده ؟
حياة: ست مادلين موجودة، ربنا يخليهالك.
شريف: ماتقوليش كلام ينرفزنى.

حياة: انا مش هقول كلام خالص، انا تعبانة جدآ ومش قادرة أتكلم أصلآ، ياريت تسيبنى وكفاية عليا كده، عايزة اتطلق فى اسرع وقت، عشان اعرف افوق لولادى ولحياتى، وعشان الطلاق هيقفل باب الكلام الكتير فى مواضيع مالهاش لازمة.
شريف: حياتنا اللى بتضيع دى مواضيع مالهاش لازمة !، لتانى مرة ياحياة بطلب منك ماتقسيش عليا.

حياة: ماتتكلمش عن القسوة عشان انت أصلآ ماتعرفش عنها أى حاجة، شريف بيه الراجل ابو شنبات ذو السلطة والمركز الجبار، اللى ليه نفوذ فى كل حتة تخيل إنه مشافش اللى حياة الضعيفة الغلبانة الفقيرة شافته، مشافش حتى نص اللى شافته، حياة اللى شربت القسوة فى كؤوس عذاب، جاى انت دلوقتى تقولها ماتقسيش، تعرف عن القسوة ايه غير اللى سمعته فى حكايتى يا شريف ؟

ده انت يا اخى عرفتنى وانا عايشة فى ذل وقسوة من خالتى وجوزها، ورجعتلى بعد 13 سنة لقتنى عايشة فى نفس الذل والقسوة بس على يد اللى المفروض اسمه جوزى وابو عيالى، اتجوزتك وانا مفكرة انى خلاص الدنيا ضحكتلى وبخطى برجلى فى طريق السعادة الابدية، بس حتى انت اخترت إنك تكمللى حياتى فى ذل وقسوة، حتى لو انت ماخونتنيش، برضو كفاية عليا كده، دوقت من العذاب اللى انت نفسك ماتقدرش تتحمله، ارحمونى بقى، انا لولا معايا اطفال هيضيعوا فى الدنيا من غيرى، لكنت اتمنيت الموت ونفذته كمان.

شريف كان كل ده بيسمعها وهو مصدوم من كم القهر اللى شايلاه فى قلبها، مارضيش يضغط عليها اكتر، وسابها ومشي من غير مايرد على كلامها، ايهاب كان قاعد مع نهلة واتفاجئوا بيه وهو ماشي على برا الشقة على طول، فاستأذن ايهاب من نهلة ونزل وراه.
ايهاب: حصل ايه ؟
شريف: ماتسألنيش عن اى حاجة، اركب عشان اروحك وارجع الفيلا.

ايهاب: كمان هترجع الفيلا !، ليه ؟
شريف بعصبية: قولتلك ماتسألنيش عن حاجة.
ايهاب فهم ان مفيش حاجة اتحلت مع حياة زى ما شريف كان فاكر، واختمال تكون الحكاية زادت.
هيثم راح لبيت هانى.
هانى: ايه اللى جابك هنا ؟، انت مش خايف شريف يعرف باى طريقة ؟
هيثم: لا مش خايف، هو فايق يهرش حتى، وانتو على كده مش مخلصين الموضوع، وانا بدأت ازعل.
هانى حس بتهديد فى كلامه: يعنى ايه

هيثم: يعنى انا جاى اتكلم مع مراتك ولازم يا تقتنع وتوعدنى انها تجيب الورق، يا تعرفونى رفضكم وتدونى المبلغ اللى اخدتوه منى عربون.
هانى: بس انا مش بحب مراتى تتدخل فى الكلام ده، الكلام يبقى معايا انا وانا هتكلم معاها.
هيثم: لو كنت تقدر تقنعها كان زمانك عملت كده.
قام هيثم من مكانه ومشي فى الشقة.
هيثم: هى فين.
وقف قصاده هانى بعصبية.
هانى: انت اتجننت ؟

هيثم بابتسامة باردة: مالك ياهانى فى ايه !، التأخر اللى البلد دى فيه هو اللى مضيعها ومخليها بلد متخلفة.
مسكه هانى من ياقة قميصه وفضل يهز فيه بعصبية: هو التقدم انك تدخل لمراتى الاوضة !
هيثم ببرود: هو لازم الاوضة، مايمكن المطبخ او الحمام.
هانى بصوت عالى: حمام، إنت اتجننت فى عقلك.

وبدأ يضرب فى هيثم ضربات ورا بعضها وبعنف لحد ما خلا مناخيره جابت دم، وجرجره رماه على باب الشقة.
هانى: إياك أشوف وشك النجس ده تانى قدامى فى اى مكان والا هقتلك.
ورزع باب الشقة فى وشه، وهو حاسس ان هيجراله حاجة من التوتر، خرجت سهر وبصتله من غير كلام.

هانى: كان عندك حق، الواطى ده افتكر انى عشان وافقت على حاجة حرام زى دى، وخليتك تشتركى فيها، يبقى خلاص انا مش راجل، وهسمحله يتعدا حدوده على بيتى وعليكى.
سهر: تستاهل.
هانى: نعم !

سهر: تستاهل عشان سيبت صحبة واحد محترم زى شريف، واخترت تصاحب واحد عرفت عنه انه كان على علاقة بمرات شريف الاولنية وحاول كمان يغتصب مراته التانية، لولا اللى حصل، متوقع انت بقى لما هو يقولك كلام زى ده وانت تساعده فى أذية شريف للمرة التالتة هيفتكر ايه غير انك سامحله ياخد راحته مع مراتك انت كمان !

هانى بأسف: انتى صح، لما اعرف انه كان هيغتصب مرات صاحبى واتعاون معاه، وادخله بيتى يبقى اكيد هيفهم انى مش هتكلم لو تجاوز حدوده مع مراتى، انا حاسس بأشد الندم، ازاى سمحتله بكل ده !
سهر: مش مهم، اللى حصل حصل، المهم نصلح وبسرعة.
بصلها هانى وهو فاهم قصدها ايه كويس وهز راسه بالموافقة.

شريف اتصل بمادلين وطلب منها يتقابلوا ضرورى وهى وافقت واتفقوا على ميعاد ومكان.
مادلين: خير حبيبى قلقتنى عليك.
شريف: حبيبك !، ازاى حبيبك ومن امتى ؟، من يوم المكتب اللى استدرجتينى فيه !.
مادلين: شو بك شريف !
شريف: انا مش فاهم جايبة كل الثقة اللى بتنادينى بيها دى منين مرة حبيبى ومرة شريف !.

مادلين: مابيهمنى شو بتحس، يهمنى انه انت عن جد حبيبى.
شريف: وده سبب كافى يخليكى تقولى لمراتى اننا على علاقة من زمان وكانت لازم تتكشف عشان مفيش حاجة بتفضل فى السر ؟
مادلين بصتله بارتباك.
شريف: ايه ؟، اتفاجئتى كده ليه انى عرفت، امال كنتى فاكرة ان كدبتك هتستخبى لإمتى ؟
مادلين: ما عملت هيك الا منشان الحب اللي بقلبي إلك، وبدياك تقدر هيدا الشي.

شريف: أقدر إيه ؟، انتى مجنونة، اسيبك تخربى حياتى مع مراتى واقدرك انتى !، تسوى ايه انتى بالنسبة لواحدة بحبها من ايام ماكنت عيل صغير !، مراتى حبها فى قلبى من ايام ماكنت طفل، وقلب الطفل بيكبر وبينمو عشان يناسب راجل كبير، وقلبى وهو بيكبر كبر معاه حبى لحياة، والحب ده دخل فى كل حتة فيه، عشان تنزعيه منى لازم تنزعى قلبى معاه.

مادلين: بحئد عليها انها بتمتلك كل هيدا الحب وعم بتفرط فيه بكل سهولة.
شريف: انتى مالكيش دعوة اذا كانت تفرط فيه او تتمسك بيه، انا ومراتى احرار فى حياتنا، وانا متأكد ان انتى اللى نشرتى اشاعات فى الشركة إننا على علاقة ببعض، صح ؟
مادلين: لا مابعرف شى عن هيدى القصة.

شريف: كدابة وكدبك باين، وانا الشغل اللى يجمعنى بيكى مش عايزه.
قام وسابها وهو مخنوق منها ومش عايز منها اى محاولات تانية، ومش عارف يتخلص منها ازاى بعد مامضى العقد.

هانى قرر انه يسبق هيثم فى اى خطوة خيانة ضده او حتى ضد شريف، وراح لشريف فى بيته.
شريف: ازيك يا هانى اتفضل اقعد.
هانى قعد من غير مايرد.
شريف: الله !، مالك ؟
هانى: كنت عايزك فى موضوع مهم جدآ.
شريف: طب اتفضل اتكلم، انا سامعك.
هانى: اوعدنى هتسامحنى.
شريف: اسامحك على ايه ؟

هانى: انا ماجتلكش اول مرة عشان مراتى عايزة تشتغل ولا حاجة.
شريف: مانا عارف جيت عشان كنت واحشك، وعايز تشوفنى وبعدها تقول عالشغل عادى.
هانى: ولا عشان كده.
شريف: اتكلم على طول، امال ليه ؟
هانى: جيت عشان أنصبلك الفخ، وشغل مراتى معاك فالشركة من ضمن الخطة، او اساسها، لإنها المفروض تسرق منك اهم اوراقك وعقودك.
شريف بصله بصدمة: طب وليه تعمل فيا كده !
هانى: هيثم.
شريف: هيثم مين؟

هانى: هيثم صاحبنا ايام ثانوى وصاحبك فالكلية، اللى قتل مراتك الاولنية.
شريف: ده اكيد واخد اعدام فى قتلها وزمانه اتعدم او لسه الحكم هيتنفذ.
هانى: هو لا اتعدم ولا هيتعدم، ولا عليه احكام اصلا.
شريف بدهشة: إزااااااى؟

هانى: هيثم معاه الجنسية الأمريكية، والسفارة لما عرفت بااللى حصل بعتتله محاميين على أعلى مستوى، قدروا يحولوا القضية من قتل عمد لقتل دفاع عن النفس.
شريف مصدوم: انا هتجنن، ايه اللى بسمعه ده ؟، انت فاضى وجاى تتسلى ؟
هانى: هى دى الحقيقة اللى كان لازم تعرفها، وطالع مالسجن مش حاطط فى دماغه غيرك وانه يبوظلك حياتك، واستغل حاجتى للفلوس، وعرض عليا مبلغ محلمش بيه فى حياتى كلها، لو نفذت اللى يطلبه منى.

شريف: وازاى وافقت، كنت عارف هو عمل ايه وحاول يعمل ايه ووافقت ؟، وليه اصلا جاى دلوقتى تعترف ؟، ايه اللى اتغير ؟
هانى: اللى اتغير ان سهر رافضة تجيب اى حاجة من ورقك، او تساعد بأى شكل فى حاجة زى كده، وكانت طول الوقت بتقنعنى انى ماعملش زى هيثم مابيطلب، وانا كنت بميل لكلامها بس برجع افتكر انى خدت منه مبلغ مقدم وصرفته، واللى هاخده بعد ماننفذله هيحقق حلمى انى يبقالى طفل، فبرجع فى احساسي وبفضل مكمل، بس النهاردة اثبتلى انى لازم هو اللى يتداس بالجزم وانه واطى ومايستاهلش ينتصر عليك ابدآ.

وبدأ هانى يحكيله اللى حصل.
شريف وقف: خلصت كلامك ؟
هانى: ايوا.
شريف: طب خد بعضك وامشي، عشان لو فضلت قدامى انا ممكن اقتلك.
قدر هانى شعور شريف فى الوقت ده وقام يمشي، وهو لسه ماكملش باقى الحقيقة...؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة