قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل الرابع

رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي

رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل الرابع

لبست نادين فستان شيك، وفضلت مستنية ميعاد وصول شريف، واول مادخل البيت راحت وقفت قدامه وعلى وشها إبتسامة.
شريف متفاجئ: مين دى ؟
نادين: انا حبيبتك.
شريف: دى طريقة جديدة عشان أسفرك تقضى شهر العسل.

نادين: انا مايفرقش معايا هونى مون، انا يفرق معايا حبيبى مايزعلش منى.
شريف: ليه حصلك ايه، مش عايزانى انزل الشركة تانى ؟
نادين: مالك ياشريف! عمال تدور على اسباب تحرق دمى بيها كده ليه ؟ انا بعمل كده عشان اصالحك وبس ومش فارق معايا اسافر هونى مون ولا فارق كلام الناس لما تنزل شغل، كل اللى فارق انت، مش مصدق ليه ؟
شريف: خلاص حبيبتى متزعليش، انا اتفاجئت بيكى بس.

نادين: طب يلا، حجزت ترابيزة فى مكان رومانسي وهيعجبك اوى.
شريف: كمان مكان رومانسي، ايه اللى حصلك !
نادين: مفيش، لاقيت ان احنا بدأنا بداية غلط وكان لازم اللى حصل ده نصلحه ونفتح صفحة جديدة.
قرب منها شريف وحضنها.
شريف: طب ماتيجى نفتح صفحة جديدة هنا فالبيت، مش لازم برا يعنى.
نادين: بس انا جهزت نفسي انى أخرج.

شريف: تانى يانادين هتعارضينى!
نادين: خلاص موافقة.
وبكده شريف ونادين بدأوا فعلآ حياتهم الزوجية.

إستغل طارق عدم وجود حياة فى البيت وجاب واحدة يقضى معاها الوقت لحد لما يقرب ميعاد رجوعها.

حياة فضلت تشتغل فى بيت حماتها لحد ماحست بالتعب والجوع، قعدت ترتاح وهى مستغربة، ليه حماتها مانادتش عليها عشان تاكل وتقدر تكمل ؟
وفى نفس اللحظة دخلها حمزة وسما وجدتهم جاية وراهم.
ام طارق: انتو عيال قللات الادب، رباية واطية.
حياة: فى ايه، هما عملوا إيه ؟

حمزة: معملناش حاحة، احنا بس مارضيناش ناكل من غيرك، ولما غصبت علينا جينا نجرى.
حياة: عيب ياحمزة انت وسما، لما تيته تقولكم حاجة تسمعوا كلامها.
ام طارق: لا والنبى! عليا انا الحبتين دول ! اقطع دراعى ان ماكنتى انتى اللى موصياهم يضايقونى ويحرقوا دمى.
حمزة: يبقى إقطعيه، عشان ماما طيبة ومش بتقول الكلام الوحش ده وبتحب كل الناس وانتى مش بتحبيها.

ام طارق: اه ياواد يابن ال... عايزنى اقطع دراعى ياواطى.
ومسكت ام طارق حمزة وفضلت تضرب فيه، راحت حياة وبعدت ابنها من ايدها.
حياة بتزعقلها: إلا إبنى، انا استحمل منك انتى وابنك كل حاجة تعملوها، بس عيالى خط أحمر، اللى يقرب منهم هاكله بسنانى، زعلتى اوى من كلمتين قالهم طفل صغير !، الطفل ده بريئ وحقانى اكتر منك انتى وابنك، وانا بربيهم احسن تربية، عشان مايطلعش حد فيهم مريض وظالم زيكم.

خافت ام طارق من رد فعل حياة، وماكانتش تتوقع انها ممكن يطلع منها كلام زى ده،وعشان كده كانت عمالة تضغط عليها من وقت ماجتلها.
خدت حياة ولادها ومشيت، قبل ماتخلص تنضيف البيت، وكانت عارفة انها لو دخلت البيت بدرى كده عن الميعاد اللى قالته لطارق هيعرف انها مخلصتش حاجة عند أمه وطبعآ هيضربها ويشتمها، ده طبعآ لو أمه ماتصلتش تقوله قبل ماهى توصل، وكانت شايلة هم اللى هيحصل لإنها تعبانة من الشغل اللى اشتغلته وهدومها مبلولة وكمان جعانة جدآ ومش هيبقى فيها قدرة لأى حاجة يعملها، بس إستعانت بربها ووصلت بيتها، فتحت الباب ودخلت، ودخل حمزة وسما أوضتهم، لحد ماحياة تغير هدومها، وتدخل تحضرلهم العشا.

دخلت حياة أوضتها عشان تغير الهدوم المبلولة، وأول مافتحت النور، شافت طارق وهو بيخونها، فضلت مفتحة عينيها أوى، وساكتة من كتر الصدمة مش قادرة تنطق، قام طارق والست اللى معاه من مكانهم، وجريت الست وهى بتلم حاجتها، وهى طالعة من الأوضة بسرعة خبطت فى كتف حياة، وزى ماتكون دى الهزة اللى فوقتها ورجعتها للدنيا تانى، مشيت حياة من قدامه، ودخلت عند ولادها خدتهم، وراحت على باب الشقة.

طارق: انتى رايحة فين.
حياة: إوعى من قدامى.
طارق: ماتتكلمى رايحة فين؟
حياة: ابعد من وشي، ماتخلنيش اتكلم قدام الولاد.
وبعد كده خدت حياة بالها انها لو خدت ولادها معاها وصممت على كده، مش هيسمحلها أبدآ تخرج بيهم بس لو حسسته إنها مش عايزاهم معاها هتلاقيه بيضغط عليها ماتمشيش من غيرهم، مش مهم عنده مصيرهم هيكون ايه، المهم يضايق حياة ويمشي كلمته لأخر لحظة.

حياة: خد ولادك انا اصلا مش عايزاهم معايا، عشان ماتبهدلش بيهم، انا همشى من هنا وهستنى ورقة طلاقى.
طارق: لا انتى ولا العيال هتخرجوا.
حياة: لأ هخرج، ومش هعيش معاك ثانية واحدة بعد كده، انا استحملت منك كل ألوان العذاب، وبعتنى لأمك تكمل عليا، وبرضو كنت مستحملة قرفك، وصابرة عليك صبر محدش فالدنيا يصدقه، واخرتها اشوف المنظر ده ! حاجتين اللى كانوا بيخلونى استحمل واجى على نفسي، انى كنت فاكراك مابتعملش الحرام سواء فالعلاقات ولا فى أكل العيش، لكن بعد اللى شوفته خلاص اتوقع منك كل حاجة، وانا مش هعيش ابدآ فى نجاسة وحرمانية.

طارق: حرمانية ايه يابنت ال... انتى صدقتى نفسك.
وبدأ يضربها، ولأول مرة حياة ترفع ايديها عليه وكإنها بتنتقم منه وبتاخد حق سنين ضاعت فى ظلمه وعذابه.
بصلها طارق بصدمة.
حياة: ماكانش نفسي ولادى يشوفوا كده أبدآ، بس انت انسان واطى معندكش قلب ولا ضمير.

طارق: انا كده يا رمامة الشوارع !، انا غلطان انى ماطردتكيش طردة الكلاب من زمان، وخليتك توقفى تشحتى فالإشارات، يلا غورى فى داهية من هنا.
وزقها برا الشقة،خرجت وهى بتبص لولادها، وقفل الباب عليهم وبعد شوية فتح وخرجهم لإنهم صرخوا وعيطوا وقالوله احنا عايزين ماما ومش عايزينك.
طارق: إمشوا معاها،عشان تتمرمطوا زيها، وتعرفوا قيمة البيت اللى كان حاميكم، وتعرفوا قيمة ابوكم اللى بتقولوله مش عايزينك.

ورزع الباب فى وشهم، حضنتهم حياة وطبطبت عليهم كتير، خدتهم وطلعت بيهم سطح البيت،عشان تستنى فيه لحد مايطلع الصبح.
حمزة: مكنتيش عايزانا تانى يا ماما ؟
حياة: اوعى تقول كده ياحبيبى، انا مقدرش أعيش من غيركم أبدآ، انا قولتله كده عشان عارفة لو صممت اخدكم مش هيوافق ويحرمنى منكم، انا عارفة اننا هنتبهدل أوى الأيام الجاية بس المهم اننا مع بعض، وطول مانتو بعيد عنه يبقى انتو فى امان.
سما: انا جعانة يا ماما.

حياة: ياخبر، اللى حصل خلانى انسى ان انا كمان جعانة حتى، ممكن نبقى أقوياء ونستحمل مع ماما شوية ؟ لإننا لسه بادئين طريق مش عارفين هيحصلنا فى إيه.
حمزة: ممكن طبعآ، انا جعان بس هفضل قوى عشانك يا ماما.
حياة: انا اللى قوية عشانكم ياحبايبى وعشان حبكم ليا بيقوينى.
حمزة: احنا هنروح فين بعد كده؟

حياة: والله ماعارفة ياحمزة، بس اكيد ربنا مش هيسيبنا نتبهدل وهيوقف جنبنا، احنا مالناش غيره.
سما: بابا لو عرف ان احنا هنا هيضربنا.
حياة: متخافيش يا سما مش هيعرف ياحبيبتى.

طلع الصبح على حياة وولادها وكانوا هيموتوا مالبرد بالذات حياة اللى كانت هدومها مبلولة، والجوع خلاهم ميقدروش يغمضوا عينيهم حتى، وسما كانت بتبكى من شدة الجوع، خدت حياة ولادها وراحت بيهم قدام مدرسة حمزة، تستنى ظهور ام ادم، ماكانش عندها اى حد يساعدها فاتعشمت من ام صاحب حمزة اللى كلمتها قبل كده ممكن تساعدها.

وفعلآ شافتها جاية عليها، وحياة كانت خايفة أوى انها ترفض تساعدها، ساعتها هتتقفل فى وشها كل الأبواب.
ام ادم: ايه ده ام حمزة، مالكم شكلكم مش طبيعى كده ليه ومرهقين، وحمزة مش لابس لبس المدرسة ليه؟
حياة: جوزى طردنا من البيت امبارح بالليل.
ام ادم: ياخبررر، انتو بايتين فالشارع طول الليل فى الجو ده !

حياة: طلعنا قعدنا على سطح البيت لحد مالصبح يطلع.
ام ادم: منه لله، ربنا ينتقم منه هو قلبه حجر عشان يسيبكم تخرجوا مالبيت وانتو مالكمش حد.
برغم ان كل كلام ام ادم صح بس حياة زعلت انه قدام ولادها، مهما حصل مبتحبش يسمعوا على ابوهم كلمة وحشة.
حياة: انا جيت هنا ومتعشمة فيكى بعد ربنا انك تساعدينا.

ام ادم: من غير ماتقولى ياحبيبتى، هو انا معقول اسيبكم فى موقف زى ده.
حياة: ربنا يخليكى، مش عارفة اشكرك ازاى.
ام ادم: استنوا ثوانى بس، هدخل ادم المدرسة وهاجى.

وخدتهم ام ادم لبيتها، وجابت لحمزة وسما هدوم من بتاعة ابنها ادم، ولحياة طقم من هدومها، وحطتلهم أكل كتير وسابتهم عشان ياكلوا براحتهم، فضلوا ياكلوا بشهية لحد ماخلصوا الأكل كله، ومن كتر تعبهم كانوا بيناموا وهما بياكلوا.
ام ادم: صحيتى ليه بسرعة كده؟
حياة: مش متعودة انام دلوقتى.
ام ادم: بس انتى صاحية من امبارح.

حياة: دماغى شغالة ومش عارفة انام من كتر التفكير.
ام ادم: طب احكيلى وفضفضى حصل ايه خلاه يطردكم.
حياة: شوفته بيخونى، كان جايب واحدة فى شقتى وانا عند امه بتمرمط وبخدمها وبنضفلها شقتين بسجاجيدهم وستايرهم ده غير الطيور.
ام ادم: اييييييه ده ! هو فى ظلم وفجر كده فى الدنيا كلها.

حياة: فيه، الراجل اللى اتجوزته، واخد الظلم والفجر احتكار ليه لوحده.
ام ادم: وليه عين يطردك وانتى قفشاه فى وضع مش كويس.
حياة: يطردنى بس ! ده ضربنى كمان، بس مسكتلوش ولأول مرة بمد إيدى عليه زى مابيضرب بضرب،عشان كده طردنى، وماصدق العيال قالوا عايزين ماما، فتح الباب ورماهم على طول.

ام ادم: وانتى ناوية على ايه ؟ اول ماهيقولك معلش هترجعى طبعآ!
حياة: لأ مستحيل طبعآ، انا خلاص خرجت من السجن ومش هرجعله تانى، بس مش عارفة ارتب امورى ولا عارفة هروح فين انا وولادى بعد كده.
ام ادم: وده كلام !، مانتى فى بيتك اهو.

حياة: مش هينفع خالص، انتى كتر خيرك انك استقبلتينا النهاردة وفتحتلنا بيتك، مش هتقل اكتر من كده، مشكلتى الفلوس بس.
ام ادم: بقولك ايه ؟ متشغليش بالك بالكلام ده خالص، انتى هنا فى بيتك قولتلك، واعتبرى مشكلة المكان خلاص اتحلت اهيه، ناقص بس تعرفى تجيبى حاجتكم وخصوصآ الشنطة ولبس المدرسة بتوع حمزة.

حياة: معايا مفتاح الشقة، وعايزة اروح اخد كل اللى هحتاجه قبل مايغير الكالون، لإنه اكيد هيعمل كده.
ام ادم: انتى عارفة مواعيده ؟
حياة: اه طبعآ فالميعاد ده بيبقى فى المحل بتاعه.
ام ادم: هو مطلقكيش ؟
حياة: لأ، واللى زى ده مش هيطلق بالسهولة دى.

ام ادم: انا اعرف محامى شاطر هينفعك فى مشكلتك دى.
حياة: محامى ؟ يعنى فلوس؟ طب وانا هجيبها منين دى ؟
ام ادم: انا هدفع اللى يطلبه واعتبريهم سلف ياستى.
حياة: طب وانا هسددهم منين اصلا؟ انا معنديش اى دخل.
ام ادم: بصي ياستى، انا بشتغل فى شركة مقاولات، وليا اصحاب هناك وممكن يساعدونى فى انك تشتغلى معايا.
حياة: بتشتغلى ! إزاى ؟ ومروحتيش النهاردة.

ام ادم: لا طبعآ هروح ازاى واسيبكم، لازم كنت ابقى معاكم لو احتاجتوا حاجة.
حياة: انا اسفة والله لغبطلك يومك وضيعت عليكى يوم شغل.
ام ادم: احنا من النهاردة اخواتك لو احتاجتك ووقفتى جنبى مالكيش عليا شكر، والعكس برضو لو وقفت جنبك فى حاجة ماليش عليكى شكر.
حياة: النهاردة بس عرفت ربنا بيحبنى قد ايه، عشان وقفلى واحدة زيك بنت حلال.

ام ادم: طيب متضيعيش وقت، يلا البسي عشان تروحى تجيبى الحاجة قبل مايطلع الشقة تانى.
نزلت حياة وراحت شقة طارق عشان تجيب حاجتها هى وعيالها وفتحت باب الشقة و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة