قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والعشرون

إعتدلت في نومتها وهي تضع يدها علي فمها بتوتر ملحوظ وسرعان ما أجابت قائله.
الو السلام عليكم.
نادر بهدوء: وعليكم السلام. أزيك يا أنسه نيره!
نيره وهي تبدو ثابته: الحمدلله على كل حال. ها هنعمل ايه بخصوص ياسمين، علشان دي هتكون أخر مكالمه. لان زي ما حضرتك عارف، إن دا مينفعش.

نادر بتفهم: حاضر. بصي دلوقتي عيد ميلاد ياسمين بعد تلت ايام، يعني يا دوب نبدأ في الترتيبات دي من بكرا، عاوزين نتفق مع حمزه ونفرحها.
نيره بإعجاب: بجد فكره جميله جداً، بجد إنت طيب حقيقي علشان بتفكر تفرحها أزاي.
نادر بإبتسامه هادئه: ياريت بقا تكلمي حمزه في الموضوع دا، وتبلغيني ب اللي اتفقتوا عليه في الجامعه.
سمعت نيره في تلك اللحظه ضجه عاليه في الممر المؤدي إلى الغرف، وهنا تابعت بنبرآت مُتلعثمه...

طيب أستأذنك بقا، لازم اقفل. وفرصه سعيده.
نادر مُكملاً: انا اسعد. مع السلامه.
أغلقت ياسمين الهاتف معه وبعدها هرولت ناحيه باب غرفتها وقامت بفتحه في هدوء لتجد حمزه يتجه إلى الغرفه المجاوره لها...
نيره بإستغراب: حمزه! رايح أوضه الضيوف يعمل ايه!، وايه الشنطه اللي في إيده دي.
ظلت نيره تقضم أظافرها في قلق، فقد قلقت لوهله علي صديقتها وما هي إلا لحظات حتى قررت الذهاب إليها...

ترجلت خارج الغرفه بخُطي مُتباطئه ومن أن وصلت إلى حجره ياسمين حتى دقت الباب في خفوت مُردده.
ياسمين، صاحيه؟!
بادرت ياسمين بمحو الدموع المُنسابه علي وجنتيها وبعدها أسرعت بفتح الباب، مُردده بتساؤل...
نيره! ادخلي.
دلفت نيره للداخل ومن ثم جلست إلى طرف الفراش وهي مُثبته بصرها بإتجاه ياسمين...
نيره بضيق: كنتِ بتعيطي ليه؟!
جلست ياسمين بجانب نيره إلى الفراش وبعدها رددت بإبتسامه لم تصل إلى شفتيها...
لا خالص.

نيره وهي تنظر لها بجمود: بطلي تضحكي، وإنت من جواكي موجوعه.
ألقت ياسمين بجسدها بين أحضان نيره، وبعدها أجهشت في البكاء وكأنها تبكي لاول مره، ف أصبحت قدره الإحتمال لها علي المحك. تواجه عالمها المُر من نواحي كثيره، ولا ملجأ لها من هذه الدنيا سوي الدعاء، حتى من ظنت انه سنداً لها يُسابق الجميع في خذلانها، ولكنها دائماً و أبداً تضع له بحور من الأعذار حتى لا يكرهه قلبها...

نيره وهي تربت علي ظهرها: حمزه، زعلك مش كدا!
ياسمين بخفوت: حمزه كل يوم بيتغير ناحيتي، انا اول مره افشل في حاجه. انا فشلت في تغييره، للدرجه دي وجودي تقيل عليه!
نيره بحزن: والله حمزه مفيش اطيب منه، أكيد في حاجه خنقاه.
ياسمين ببكاء أكثر: انا عاوزه اساعده وهو دايماً بيبعدني عنه. انا بحبه اوي، بس هو عمره ما حبني.
تنهدت نيره بصعوبه، وهي تُتمتم بأحاديث غير واضح معالمها وبعدها تابعت ل ياسمين بحنو.

طيب. خلاص ما تعيطيش، وادعي ربنا يهديهولك يا حبيبتي.
ياسمين بنبرآت مُتحشرجه: يارب.
هبت نيره واقفه عن الفراش وبعدها بسطت الغطاء علي ياسمين قائله...
نامي كويس، علشان جامعتك بكرا. ووكلي امرك لله.
رمقتها ياسمين بنظرات إنكسار وهنا أغمضت عينيها في وهن مُحاوله الهرب مما تعرضت له بالنوم...

في تلك اللحظه إتجهت نيره خارج الغرفه بسرعه شديده وهي تنتوي لفعل شيئاً ما واصبحت ملامحها شحنه مُشتعله وهنا طرقت غرفه والدتها في عصبيه، لتسمح لها والدتها بالدخول...
إنتِ لازم تشوفي حل لابنك دا. هي مش جاريه عنده علشان كل يوم ينيمها معيطه ويكسر قلبها.
كوثر بذهول: في أيه يا نيره!
نيره بغيظ وهي تضرب قدمها بالأرض: في أن ابنك مش مقدر النعمه اللي بين ايده، في ان هي قريب اوي هتطفش منه وساعتها هو الخسران.

هرولت السيده كوثر مُسرعه ناحيه إبنتها حتى تكظم غيظها وثورتها الهائجه، حيث قامت بإحتضانها وهي تربت علي شعرها في هدوء...
أهدي بس وفهميني ايه اللي حصل!
نيره ببكاء: ذنبها انها حبت ابنك، علشان يهينها بالطريقه دي!
كوثر بضيق: عملها ايه، فهميني!
نيره بشهقات مُتقطعه: مش بتقول ومش هتقول، بس ياسمين مش بتعيط إلا لما يفيض بيها.
كوثر بحزن: طيب أهدي وما تعيطيش إنتِ كمان.
نيره وهي تبتعد عن والدتها قليلاً مُردده بضيق.

انا لما بعيط بلاقي حد ياخدني في حضنه. بس هي بتكتم وبس علشان ملهاش حد يطبطب عليها، بس من هنا ورايح انا هكون اختها ومش هسمح لاي حد يجرحها، ولو إبنك فكر يزعلها تاني انا اللي هشجعها علي الطلاق، وبلاش منها المساعده اللي توجع القلب دي.
كوثر بتفهُم: عندك حق. خلاص أهدي بقا.
بادرت نيره بمسح دموعها في ثبات وبعدها إنطلقت مُتجهه ناحيه باب الغرفه وقبل أن تدلف خارجه، إلتفتت مره أخري مُردده في حزم...

وبعد أذنك يا أمي، من بكرا يكون في عربيه بسواق علشان تاخدنا الكليه والمشاوير التانيه. إحنا مش عيال صغيره علشان استاذ حمزه يتكفل بتوصيلنا.
أنهت حديثها ثم قامت بغلق باب الحجره في هدوء وهي تنتوي لشقيقها اشد الوعيد، وحتى وان لم تكن تُظهر ذلك امام ياسمين، ف هو سيظل شقيقها الأكبر وغضبها منه لا يجب أن يتعدي نطاقه...

في صباح اليوم التالي
دلفت نيره داخل غرفه ياسمين بعد أن طرقت علي باب الغرفه عده طرقات دون إجابه لتنظر إلى ياسمين التي إتخذت وضعيه السجود علي سجاده الصلاه...

إبتسمت نيره في إرتياح وهنا تذكرت أنها لم تُقم صلاه الفجر ف أسرعت بالوقوف إلى جانب صديقتها وشرعت في أداء فريضتها وبينما هي تسجُد سمعت صوت نواح صديقتها وهي تُردد بعض الأدعيه وقد غلب البكاء المرير علي نبره صوتها حتى تكاد لا تُسمع، ومن ثم أكملت صلاتها بهدوء شديد.
مر كثير من الوقت ومازلت ياسمين علي نفس حالتها، حيث أنهت نيره صلاتها وهي تنظُر إلى صديقتها التي لم تتخذ أي وضعيه أخري سوي وضعيه السجود...

نيره في نفسها بقلق: كل دا يا ياسمين بتدعي!
إتجهت نيره حيث الفراش ثم جلست إليه في ترقُب لحركات صديقتها، وهنا أحست بالقلق الشديد ف أسرعت تهزها في خفوت وهدوء شديدين.
ياسمين!
قامت علي الفور برفع وجهها عن الأرض لتجدها مُغمضه العينين وهنا تابعت نيره في ذهول ونبرآت صارخه...
ياسمين ايه اللي حصلك!
قامت ياسمين بتقريب أذنها لتستمع إلى دقات قلبها في خوف وبعدها تابعت بنبرآت أشبه للبُكاء...

استر يارب. الحقيني يا ماما.
سمعت كوثر لصريخ إبنتها، فهرولت ناحيه الدرج وهي تهتف بنبرآت عاليه.
بسرعه يا حمزه، شوف ايه اللي بيحصل!
إتجه حمزه ناحيه الغرفه بخُطي سريعه ليجد نيره تحتضن زوجته في بكاء، وهنا فر الدم عن وجهه واسرع بحملها بين ذراعيه مُردداً في وجل...
أيه اللي حصل يا نيره!
نيره ببكاء: دخلت عليها الأوضه لقيتها ساجده ومش بتتحرك، حاولت اكلمها مفيش رد وفجأه لقيتها مغمضه عينيها.

قام حمزه بوضعها في الفراش وأخذ يفحص إنتظام دقات قلبها بداخلها، وما أن دلفت كوثر داخل الغرفه حتى تابع حمزه في خوف.
اقعدي جنبها يا أمي. هكلم الدكتور حالاً.
إلتقط حمزه هاتفه ليُحادث طبيب العائله وما أن أنهي مكالمته حتى عاد من جديد وهي يجلس بجانبها قائلاً.
الدكتور علي وصول.
نيره بتهكم: دا علي أساس أنك خايف عليها أصلاً.
كوثر بحده: نيره، أسكتي خالص.
حمزه مُقاطعاً: تقصدي ايه بكلامك دا!

نيره وهي تتجه ناحيه باب الغرفه وقبل أن تدلف خارجه رددت بثبات.
ذنبها في رقبتك. وطول ما هي موجوعه منك، اتأكد انك الخسران.
إبتعدت عن أنظارهم وكلماتها تتردد بقوه علي مسامعه وهنا قطعت السيده كوثر شروده وهي تُتابع في حنو...
هنزل اوصي الخدم يعملولها اكل خاص وراجعه.
حمزه وهو يوميء برأسه مُتفهماً: تمام.

اطال حمزه النظر لها في حُزن، ف رؤيته لها علي تلك الحاله يُشعره بالذنب، فقد احب جنونها وتعزيز مواقفها ومناقشاتها بآيات من كتاب الله ولكنه يراها لأول مره مُغمضه العينين لا تُحرك ساكنا ً فقد إشتاق لعنادها وجنونها الطفولي جماً...

بادر حمزه بطبع قُبله حانيه علي جبينها وقد سقطت دمعه منه علي خدها الأيسر ليُسرع بمحو عبرته بكفه وهو يتحسس وجنتها الناعمه وهنا بسط جسده بجوارها وقام بإحتضانها في قوه قائلاً وحاله البكاء تُسيطر عليه كُلياً...
انا بحبك اوي يا ياسمين.
وأخيراً هتف بما يشعر به قلبه، بل بما عاني جاهداً في إخفائه عنها، ولكن من تلهفت لسماع تلك الكلمه بعيده كل البعد عن سماعها، وبات إعترافه هباءً...

وبكدا نقدر نجمع اكبر عدد من السيدات للمنظمه الجديده.
أردفت السيده دعاء بتلك الكلمات في سعاده وهي تجلس بصحبه إحدي صديقاتها يتشاورون فيما يجب فعله لتكوين فرقه من السيدات وإفتتاح مُنظمه خاصه بهم لدعم حقوق الإنسان...

السيده لميس بتساؤل: بس لازم تفهمي، إننا ك منظمه فيما بعد هيتطلب مننا تمويل ودعم الملاجيء الخاصه بالأيتام دا غير فريق العمل اللي هينزل الشارع ويجمع اكبر عدد من أطفال الشوارع وايداعهم في الملجأ دا.
دعاء بتفهُم: دا كام حلمي من زمان. وانا جاهزه لتمويل المشروع دا، بس ندور علي دار كويسه نتعاقد معاهم.

ظلتا السيدتان يتجاذبن أطراف الحديث وهنا قطع الحديث رنين هاتف دعاء الذي ما أن رأت المتصل حتى أجابت في ترحيب...
كوكي. أزيك!
تابعت السيده كوثر بحزن: الحمدلله. بس ياسمين تعبت شويه.
دعاء بخضه: أزاي! أيه اللي حصل يا كوثر!
كوثر بهدوء: والله تعب مفاجيء.
نهضت دعاء عن مقعدها قائله بخوف...
طيب انا جايه حالاً.
لميس بإستغراب: ايه اللي حصل يا دعاء!

دعاء وهي تُهرول خارج الحجره: ياسمين بنت اخويا تعبت شويه ولازم اروح اشوفها.
لميس بتفهُم: طيب استني انا جايه معاكي.

الدكتور جه يا حمزه، ومستني برا.
أردفت السيده كوثر بتلك الكلمات وهي تدلف داخل الحجره لتجده يحتضنها وقد إنهار في البكاء.
كوثر بقلق: حمزه، إنت كويس!
حمزه وهو يعتدل جالساً ومن ثم يمسح عَبراته المُتساقطه...
بخير. بس خلي الدكتور يستني شويه.
كوثر بتفهم: حاضر.

قام حمزه بالإتجاه ناحيه خزانتها وبعدها عاد إليها وقد وضعها بين ذراعيه وهو يُلبسها تلك العباءه سوداء اللون ومن ثم أسدل النقاب علي وجهها، وما أن إنتهي حتى تابع بثبات.
ودلوقتي خليه يدخل.
سمحت كوثر للطبيب بالقدوم مُضياً إلى الغرفه...
جلس الطبيب في تلك اللحظه إلى طرف الفراش وشرع في نزع النقاب عنها ليجد حمزه مُمسكاً به في ضيق...
إنت بتعمل ايه!
الطبيب بإستغراب: هكشف علي المريضه!

حمزه بغيظ: طيب ما تكشف عليها من غير ما ترفع النقاب.
الطبيب بإبتسامه هادئه: حضرتك انا هقيس إنتظام التنفُس عندها، دا غير أن النقاب مش مُحبذ لو هي بتعاني من مشاكل في التنفس.
حمزه بثبات أكثر: طيب انا هرفع النقاب وهحط جهاز التنفس دا وهنزل النقاب تاني. وأيه رأيك انا همرر الجهاز دا في المكان اللي إنت عاوزه.
الطبيب بنفاذ صبر: يا حمزه بيه. دا شغلي ولازم اقوم بيه.

حمزه بإصرار: شغلك علي عيني وراسي. بس هي مش هتقلع النقاب.
الطبيب بهدوء: طيب والعمل!
حمزه مُكملاً: حاجه من الاتنين يا تلف وشك وتكشف من غير ما تبص، يا توجهني وانا همشي علي الخطوات.
الطبيب مُستسلماً: تمام.
مر بضع دقائق حيث إنتهي الطبيب من معرفه سبب الإغماءه التي تعرضت لها وتحديد نقاط الضعف خاصتها...
الطبيب بهدوء...

الحاله اللي وصلتلها المريضه ناتجه عن زعل، هي نامت وهي متضايقه من حاجه، ف تعبت جداً وجالها ضيق تنفس. الاهم دلوقتي انكم تهتموا بيها أكثر وخصوصاً في العلاج والاكل
حمزه بتساؤل: بس يا دكتور لون شفايفها أزرق جداً.
الطبيب بهدوء: هو سيادتك خليتني اعرف اكشف عليها كويس، بس عامه اللون الازرق دا بيروح مع الوقت وزي ما قولت الزعل قبل النوم مؤذي جداً. واهم حاجه اكلها كله يكون مسلوق، وبالشفاء إن شاء الله.

حمزه بإبتسامه هادئه: إن شاء الله.
بادله حمزه التحيه ثم غادر الطبيب القصر، بينما تابعت كوثر بحنو...
جننت الدكتور والله.
حمزه وهو ينظر لوجه زوجته بعد أن ازال عنها النقاب من جديد...
هو دا الصح. ويلا بقا خليها تستريح شويه.

إتفضل يا فندم، دا الملف اللي فيه كل تصاميم الشركه المُنافسه.
أردفت السكرتيره بتلك الكلمات وهي تضع ملفاً به مجموعه من الأوراق امام قاسم الطوخي، في حين تابع هو بنبرآت جامده وهو يُشير لها بإصبعيه، ناحيه باب المكتب.
تمام
قام قاسم بالإضطلاع علي تلك التصاميم في إعجاب شديد ومن ثم تابع بخفوت.

وبكدا يبقي معانا التصاميم للشركه المُنافسه وفاضل اسبوع بس علي عرض الأزياء. ومُستحيل لما يعرفوا بسرقه الملف، انهم يلحقوا يعملوا تصاميم تانيه وبكدا إحنا اللي هنكسب المُنافسه عن جداره، ومُنتجاتنا توصل للعالم، طيب انا خلصت من الموضوع دا، بالنسبه بقا لموضوع منصور الجيار وبنته!
شرد قاسم في تلك اللحظه وعاد بذاكرته للماضي...
#Flash back.

سبق وقولتلك، انا مش موافق علي ارتباطك باختي، ودا قراري النهائي، ومفيهوش رجعه.
أردف منصور الجيار بتلك الكلمات في صرامه بينما تابع قاسم مُردداً في غيظ...
وأيه اسباب رفضك!
إنك طمعان في أختي واملاكها، اوعي تكون فاكر إني مش عارف نواياك من زمان اوي، دا إنت صاحبي. في حد بيغفل عن صاحبه.
قاسم بضيق: كنت صاحبي، قبل ما تفكر تبعد اختك عني.

منصور بضحكه مُتهكمه: اسيبلك أختي علشان، تأذيها وتلهف حقها وترميها في الشوارع. إنت طول عمرك بتحب الفلوس يا قاسم ومش هتتغير. ولو أخويا محمد كان موجود معانا ماكنش قبل بدا أبداً.
بس أنا بحبه ومش هتنازل عنه أبداً يا منصور.
قطع حديثهم دلوفها داخل الحجره وهي تُقرب مسدساً ما بإتجاه رأسها، بينما جحظت عيناي منصور في صدمه.
اعقلي يا دعاء. مش عاوزك تندمي في يوم علي ارتباطك بيه، مش كفايه خسرت محمد وكمان هخسرك.!

عوده
قاسم وهو يتنهد بأريحيه ثم تابع ضاحكاً بثقه: محمد!

إتجه كلاً من هشام ورنيم خارج مقر الشركه المسؤله عن الرحله وهنا تابع هشام في سعاده...
وبكدا الاجراءات كلها تمت علي خير.
رنيم بفرحه: اه الحمدلله. نبدا بقا نجهز للسفر، بس الاول اركز في عيد ميلاد ياسمين.
هشام مُتذكراً: يااااه. كويس إنك فكرتيني، عاوزين نكلم حمزه ونتفق معاه.
رنيم بتفهم: تمام.

طبعت دعاء قُبله هادئه علي جبين ياسمين وبعدها نظرت للسيده كوثر بلوم قائله.
هي دي الامانه، اللي امنتكم عليها يا كوثر.
ياسمين مُقاطعه بخفوت: مفيش داعي يا عمتو للكلام دا. انا كويسه الحمدلله.
دعاء بحزن: وأيه سبب الزعل!
ياسمين مُكمله: انا بس إفتكرت بابا مش اكتر.
دعاء بحنو: ربنا يرحمه ويكمل شفاكي علي خير.
كوثر بهدوء: اللهم امين. مش يلا بقا علشان نسيبها ترتاح شويه!
دعاء بتفهُم: تمام
علي الجانب الأخر.

وإنتِ لسه ما ارتبطيش ليه لحد دلوقتي يا نيره!
أردفت لميس بتلك الكلمات في ترقُب بينما تابعت نيره بإستغراب شديد من سؤالها...
لسه النصيب ما جاش يا طنط.
لميس رافعه حاجبيها: بس دا اللي قدك اتخطبوا، او ليهم تجارب وكدا.
نيره وهي تنهض عن مقعدها: مليش دعوه ب اللي زيي.
لميس بخُبث: أوعي تزعلي انا خايفه عليكِ، لتدخلي في موسوعه العوانس وإنتِ مش حاسه.
نيره وهي تلوي شفتيها في غيظ: عن اذنك بقا.

أبتعدت نيره عنها وتشعر بضيق شديد من حديثها لتتجه إلى غرفه ياسمين...
نيره بحنو: الجميل عامل ايه دلوقتي!
ياسمين بإبتسامه هادئه: الحمدلله على كل حال.
نيره وهي تتجه إلى الفراش وتطبع قبله علي خد ياسمين...
ماما ادتك العلاج!
ياسمين وهي توميء برأسها: اه يا حبيبتي.
في تلك اللحظه تبدلت ملامح نيره للحزن وقد شعرت ياسمين بذلك، فأسرعت قائله بتساؤل...
مالك يا نيره!
نيره بهدوء: لا ولا حاجه.
ياسمين بثبات: هتخبي عليا بردو!

نيره بضيق: متغاظه من صاحبه ماما دي.
ياسمين قاطبه حاجبيها: ليه بس كدا!
نيره مُكمله: بتسألني ما ارتبطيش ليه! واللي في سنك مخطوبين وكدا هتبقي عانس وبتاع.
ياسمين بضحكه مرحه: هو دا اللي مضايقك.
نيره وهي تمط شفتيها: مش عارفه بس يمكن فيما بعد كلامها يكون صح.
ياسمين بهدوء: طيب تعالي في حضني علشان إنتِ وحشاني.
نيره بإعتراض: لا إنتِ تعبانه.

ياسمين وهي تجذبها إليها: بس تعالي واسمعيني كويس، مفيش مفهوم اسمه عانس أبداً. دا إختراع فاشل من مجتمع تفكيره علي قده، ربنا مش بيبعتلك أي حد كدا وخلاص يا حبيبتي، دا بينقي ليكي بعنايه، واحد شبهك وهيتقي ربنا فيكي. مفهوم العنوسه شيء عقيم ولو عندنا ذره ايمان بالله كنا قولنا لسه ربنا مسخرلناش النصيب في طريقنا. وبعدين اللي بتستعجل نصيبها وترضي بأي حد علشان تهرب من لقب عانس، بتكون خسرت إختيار ربنا ليها وقبلت بواحد مش نصيبها اساساً بس ربنا استجاب لرغبتها علشان يعلمها أن الإستعجال نهايته وحشه وبتستنذفي مشاعرك وخلاص. يعني لازم تكوني مُقتنعه بالشخص ديناً وخُلقاً وعلماً وكل حاجه وبعدها توافقي برضا، طيب انا هحكيلك، حكايه جميله اوي، حصلت ايام الرسول. لا وكمان مع الفاروق، يعني مش اي حد كدا والسلام.

نيره بتركيز: احكي.

ياسمين بثبات: سيدنا عمر بن الخطاب ذهب للسيدة عائشة علشان تتوسطله عند ام كلثوم بنت أبى بكر ليتزوجها. ساعتها سألتها السيده عائشه عن رأيها، تخيلي رأى ام كلثوم كان ايه؟ الطبيعي انها توافق دا أمير المؤمنين نفسه طالب ايديها، بس نتفاجأ برد غير المتوقع، قالت مالى وعمر! أنه خشن العيش انا أريد رجلا حنونا يصب عليا من الحب صبا. ماقالتش ده أمير المؤمنين وأنا هلاقى زيه فين لاء رفضته لأنها شافت أنه غير مناسب ليها. وبعد كده تزوجت طلحة بن عبيد الله بارادتها، واحبها واحبته حبا جماً وبالرغم من أنه كان رجل حرب الا أنه كان حنونا معها.

فهمتي! يعني أوعي تسمعي لكلام حد. كل اللي عليكي إنك تسعي بخطواتك لربنا، تقربي منه أكتر، وربنا هيرزقك باللي بتتمنيه وزياده. نصيحتي ليكِ أوعي في يوم توافقي علي واحد قلبك مش مُقتنع بيه مش بس عقلك، دا هيكون رفيق درب وعشره عُمر، هتعيشي معاه أكتر ما عيشتي في بيت اهلك. وإن ماكنش حنين وهيحتويكي وخير سند ليكي في الدنيا، بلاش منه ونصبر وربنا مش هيضيع صبرك أبداً.

نيره بإرتياح وهي تضع كفها اسفل خدها مُردده بإنسجام...
ربنا يريحك قلبك ويفرحك زي ما بتسعديني بكلامك.
ياسمين بسعاده: اللهم امين، اللهم فرحه.
أنهت ياسمين جملتها لتجد شخصاً ما يطرق علي باب الغرفه وسرعان ما دلفت إحدي الخادمات للداخل وهي تضع مجموعه كبيره من أزهار الياسمين بجانبها في الفراش، ولم تكتف فحسب بل عادت من جديد بمجموعه أخري، وتكررت المعاوده حتى أمتلأت كل أركان الغرفه بالورود...

ياسمين بسعاده: ياسمين،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة