قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والأربعون والأخير

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والأربعون والأخير

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الحادي والأربعون والأخير

قاسم بترقُب: تتكلمي معايا في أيه!
دعاء بثبات: انا وياسمين عاوزين نقرأ وصيه منصور بنفسنا.
قاسم بحده: شكل القاعده مع ياسمين جننتك.
دعاء بغضب عارم: لا انا مش مجنونه ومن كامل حقي اضطلع علي الوصيه ودا اللي إنت هتعمله بكرا يا قاسم. وفي كمان حاجه ياسمين عينت ياسين ابن عمها يشتغل مكانها في الشركه (رئيس تنفيذي).
قاسم بعصبيه: نعم! هي هتعين بمزاجها ولا أيه!

دعاء ببرود: هو دا اللي حصل أصلاً وبكرا ياسين هيستلم الشُغل ونادر هيدربه، وياريت تجهز الوصيه بكرا.
نهض قاسم عن مقعده والدماء تغلي في عروقه ومن ثم تابع بنبرآت مُغتاظه.
قولي يارب.

استلم الشُغل من بكرا! شُغل ايه دا!
أردف ياسين بتلك الكلمات في دهشه بينما أكملت ياسمين حديثها وهي تتحاور معه هاتفياً...
شغلك في الشركه. دا أصلاً حقك. وكمان إنت عارف ظروفي وقاسم الطوخي مش سايبني في حالي.
ياسين بثبات: بس انا عندي شُغلي ومش محتاج لاي شغل تاني.
ياسمين بتفهم: بس انا محتاجاك في الشركه لو سمحت.
تنهد ياسين بعُمق ومن ثم تابع بنبرآت مُتسائله.
وهبدأ من أمتي!

ياسمين بسعاده: من بكرا. هتروح الشركه وهتلاقي نادر مستنيك وهيدربك علي الشغل.
ياسين بهدوء: تمام. إن شاء الله هكون موجود هناك بُكرا.

شكلها أتجننت علي الاخر. خلاص الشركه بقيت بتاعتهم وبيشغلوا اللي علي مزاجهم وانا مابقاليش لازمه. البنت دي جابت اخرها معايا، قسماً بالله ما هرحمها.
أردف قاسم بتلك الكلمات في عصبيه مُفرطه والشرر يتطاير من عينيه في حين تابعت سندرا وهي تجلس بجانبه في السياره...
طيب اهدي وقولي ناوي تعمل ايه!
قاسم بلهفه للإنتقام: انا المره السابقه سيبتك إنتِ تخططي، بس المره دي انا اللي هخطط وانفذ.

سندرا بترقُب: ناوي علي أيه!
قاسم بحده: هتعرفي بكرا.

حمزه حبيبي طمني! رنيم جابت بيبي ايه!
أردفت ياسمين بتلك الكلمات وهي تحتضن زوجها بفرحه في حين تابع هو بإبتسامه هادئه...
جابت ولد زي القمر، ربنا يحميهولهم.
نيره بفرحه: ماشاء الله، ربنا يسعدهم.
كوثر بتساؤل: طيب هنروح نزورها أمتي!
حمزه مُكملاً وهو يتجه ناحيه الدرج: تقدري تروحي إنتِ ونيره بكرا يا أمي. وانا هخلص شغل وهاجي أخد ياسمين واوديها.
كوثر بتفهُم: ماشي يا حبيبي.

صعد حمزه الدرج دون أن يلتفت لزوجته ويصطحبها معه كعادته، ولكنه هذه المره إتجه إلى غرفته بمُفرده وقد لاحظت ياسمين تغيُر معالم وجهه ولكنها عادت جالسه إلى مقعدها وقد التزمت الصمت تماما ً...
دلف حمزه داخل غرفته ثم جلس في أحد زوايا الغُرفه وقد إنطوي علي نفسه وبدأت الدموع تنساب علي وجهه وآنين مُختنق ممزوج بنبرآت خشنه يصدُر منه...
علي الجانب الاخر.

لم تستطع ياسمين الجلوس اكثر من ذلك فقد شعرت أن زوجها ليس علي ما يُرام فقررت الصعود إليه، وبالفعل قامت بصعود الدرج وما أن وصلت إلى الغرفه وقبل أن تقوم بفتحها سمعت صوت أنينه الثائر فتجمدت يدها في تلك اللحظه وبدأت دموعها في الهطول وما أن أحست أن شهقاتها ستفضحها حتى قررت العوده إلى الطابق الارضي من جديد حتى لا تُزعجه...

إتجهت ببصرها ناحيه الدرج وبعد ان خطت بضع خُطوات تجده يقوم بجذبها من ذراعها إليه ثم تابع بنبرآت هادئه...
رايحه فين! ومادخلتيش الأوضه ليه!
ياسمين بتلعثم ونبرآت مُختنقه: نسيت حاجه مع نيره وهروح اخدها.
قام حمزه بإدخالها إلى الغرفه، ثم اجلسها إلى الفراش وجثي هو علي رُكبتيه أرضاً مُتابعاً...
أنا أسف، ماتزعليش مني. عارف إني خونت الوعد اللي بيننا.

أجهشت ياسمين بالبُكاء من جديد ومن ثم قامت بمسك كفيه وقربتهما من فمها وهي تُقبلهما بحنو حيث تابعت بشهقات مُتقطعه.
أنا اللي أسفه، علشان كان نفسي افرحك بطفل، زي ما إنت دايماً بتحاول تسعدني.
حمزه بحُب بعد أن جلس بجانبها، ضاماً إياها بحُب...
ياسمين. تعالي نسمع لبعض اللي حفظناه من القرأن.
ياسمين بهدوء وهي تمحو دموعها بظهر كفها: موافقه. بس بشرط لو عاوزني اسمعلك.
حمزه رافعاً احد حاجبيه بمرح: ايه بقا هو الشرط.

ياسمين مُكمله بطفوله: نفسي في تشوكليت ناو.
حمزه وهو يضرب غُره رأسه بيده: ياريتك كُنتِ قولتي دا قبل ما اطلب من البواب انه يقفل بوابه القصر(بوابه الكترونيه)(تُفتح تلقائياً بميعاد مُعين).
بحُزن مُصطنع: لا خلاص كدا انا زعلانه.
إبتسم حمزه بهدوء علي طفولتها ومن ثم تابع بعد فتره من التفكير.
خلاص موافق. يلا سمعي.

بدأت ياسمين تُلقي علي مسامعه ما قامت بحفظه وكذلك فعل هو وبدأ يتلو الآيات بصوتاً عذب، جعل ياسمين ترغب في سماع صوته لاطول فتره مُمكنه حيث ما أن إنتهي حتى قامت بإحتضانه في سعاده...
أنا بحبك اوي يا زوجي العزيز. صوتك يجنن. وبسبب الجمال اللي في صوتك دا، انا خلاص عفيتك من التشوكليت.
حمزه بإصرار: لا معلش انا راجل وكلمتي واحده.
ياسمين بضحك: يعني هتعمل ايه، ما خلاص الباب اتقفل.

نهض حمزه عن الأرض ومن ثم قام بجذبها من ذراعها مُتجهين خارج الغرفه وهو يُردد.
هتشوفي دلوقتي.
قام حمزه بإصطحابها حتى الباب الخارجي للقصر ليجدوه مُغلق بالفعل وهنا رددت ياسمين بهدوء.
إنت هتعمل ايه يا مجنون!
حمزه وهو يقترب من سور القصر: هتشوفي دلوقتي.
إقترب حمزه من السور ثم قام بتسلقه بعد عناء شديد منه وذلك بسبب علو السور بدرجه كبيره بينما وضعت ياسمين يدها علي فمها في قلق...

إيه اللي إنت بتعمله دا يا حمزه، إنزل الله يخليك.
حمزه بثقه: ما تخافيش عليا، إستنيني هنا دقيقتين وراجعلك.
وبالفعل تمكن حمزه من تسلق السور حيث عبره للجهه الاخري المُطله علي الشارع الرئيسي، وقد غاب لبضع دقائق ثم عاد مُجدداً مُكررا محاولته لتخطي السور ولكن في تلك اللحظه سقطت قطعه من الحجر علي الأرض لتُصدر صوتاً عالياً إستيقظ علي أثرها البواب وما أن رأي حمزه حتى هتف بصوتاً عالياً.
حرااااامي.

هبط حمزه للداخل مُجدداً ليجد ياسمين في إنتظاره، ومن ثم نظر الإثنان بإتجاه البواب الذي هرول ناحيتهم مُمسكاً بعصا غليظه للغايه، وهنا تابعت ياسمين وهي تحتمي خلف زوجها...
كلمه يا حمزه دا فاكرنا حراميه.
حمزه بنبرآت عاليه: عم عبده، نزل العصايا دي الله يهديك.
وما أن سمع البواب صوته حتى بدأ يتفحص المُتحدث جيداً وذلك بسبب الظلام الذي ساد المكان.
البواب بأريحيه: انا اسف يا حمزه بيه. افتكرتك حرامي.

حمزه بهدوء وهو يربُت علي كتفه: لا ولا يهمك يا عم عبده. دا إنت راجل جامد، لو حد قرب من القصر هتعمله إرتجاج في المخ.
البواب بتساؤل: بس إنت عدم اللامؤاخذه يا باشا، ماقولتليش ليه افتحلك الباب الاحتياطي.
حمزه بثبات: مكنتش عاوز اصحيك ياراجل يا طيب. ياسمين مُتدخله: اوعي تضرب حد بالعصايا دي تموته.
البواب بتلقائيه: امال اسيب الحرامي. يخش عليكم القصر يموتكم إنتوا.

حمزه وهو يربُت علي كتفه: روح كمل نوم يا عم عبده، بوشك السِمح دا.
البواب بتفهُم: ماشي يا باشا. تصبح علي خير.
أطلقت ياسمين ضحكه عاليه في تلك اللحظه ومن ثم تابعت بنبرآت سعيده...
بجد راجل دمه زي العسل.
حمزه بخُبث: وانا راجل دمي حامي وما قبلش إن مراتي تعاكس الرجاله.

سعدت ياسمين بشده لحديثه بينما قام حمزه بجذبها من ذراعها حتى وصلوا إلى مُنتصف الحديقه ومن ثم فرد جسده علي العُشب لتقوم هي بإمداد جسدها بجانبه، واضعه رأسه علي كتفه...
حمزه بحُب: يلا هنبص علي القمر، إحنا الإتنين وكل واحد يدعي بدعوه بيتمناها، بس ما يقولش للتاني عن دعوته.
ياسمين بسعاده: ماشي.
دعي كُل واحد منهم بما يتمناه في حين بدأت ياسمين بتناول قطع الشيكولاته بالتناوب بينها هي وزوجها...

في صباح اليوم التالي
أنا ماشي يا قلبي. بمُجرد ما اخلص الشُغل هكون عندك وهنروح سوا المستشفى.
أردف حمزه بتلك الكلمات وهو يطبع قُبله حانيه علي جبين زوجته في حين إنصاعت هي لكلماته مُردده.
حاضر. بس ما تتأخرش عليا، علشان ماما ونيره ماشيين.
حمزه بتفهُم: حاضر.

في المشفي
رنيم بسعاده وهي تحتضن صغيرها: شبهك أوي يا هشام.
هشام بمرح: أيوه ما أنا عارف حلو زي ابوه.
دعاء مُتدخله: إحنا ما عندناش حد وحش في العيله أصلاً.
هشام مُتذكراً: اه صحيح. نسيت اكلم نادر واقوله يستقبل ياسين في الشركه علشان يبدأ معاه تدريب.
إتجه هشام في تلك اللحظه خارج الغرفه ومن ثم امسك هاتفه وقرر إجراء إتصالاً بشقيقه...

أنا ماشي يا حج محمد. ادعيلي ما اقابلش الراجل اللي اسمه قاسم الطوخي دا.
أردف ياسين بتلك الكلمات في إستعداد بينما تابع السيد محمد بحنو...
تجاهله يابني. دا ربنا بيقول وإذا خاطبهم الجاهلون، قالوا سلاما. بس الاهم إنه ما يثيرش غضبك ف تبقي ساعتها إنت الغلطان.
ياسين بتفهُم: حاضر.
إتجه ياسين صوب باب المنزل في طريقه إلى شركه الجيار ليبدأ يومه الاول بالعمل.

ياسمين يا حبيبتي احنا ماشيين. خلي بالك من نفسك.
أردفت السيده كوثر بتلك الكلمات في حنو بينما تابعت ياسمين بتفهُم وهي تجلس أمام التلفاز.
حاضر يا أمي.
نيره بسعاده: أخيراً هروح اشوف البيبي.
ياسمين ضاحكه: بوسيهولي، لحد ما اجي اشوفه.

جلس حمزه إلى مكتبه مُندمجاً لدرجه كبيره في تلك الاوراق بين يديه وقد أخذه الوقت دون أن يشعُر في تلك الاثناء قام بالنظر إلى الوقت في ساعه يده، وللحظه تذكر امر هذه الساعه، كيف اختفت فجأه وظهرت مره أخري!، وكيف وجدتها نيره بمكان حادثه ياسمين وهنا قام حمزه بفك الساعه من حول يده ثم أخذ يفحصها بتركيز، لينظر إلى باطن الساعه في صدمه شديده وهو يجز علي أسنانه...

سندرا! ايه اللي كتب الاسم دا علي الساعه بتاعتي!
علي الجانب الأخر
وصل ياسين حيث باب الشركه ولكثره السيارات التي تصطف امام الشركه قرر إيداع سيارته في الچراچ، ومن ثم دلف لداخل الجراج مُباشره وقبل أن يترجل خارج السياره، سمع صوتاً لشخصاً ما يُتابع في عصبيه قائلاً...
بقولك تجيبيلي الدجال دا من قفاه، وتستنوني في المكان اللي بنتقابل فيه يا سندرا.
سندرا بتساؤل: إنت ناوي علي أيه!

قاسم بصرامه: ناوي ادفنها مع العمل وهي حيه، علشان نخلص منها.
سندرا وهي تنظُر له بصدمه: هتدفنها وهي عايشه!
قاسم بنبرآت أشبه لفحيح الافعي: دي نهايه اللي يفكر يقف قدامي. انا دلوقتي بعتت حسان ليلا الشيخ وهو هيخطفها وهيوديها المقابر.
سندرا بصدمه: مش خايف لحد يشوفه.
قاسم بثبات: كلهم عند مرات هشام في المستشفي. وكمان بعت المُحامي المُغفل دا يجيبلي الوصيه الحقيقيه من مكتبي علشان احرقها.

جحظت عيناي ياسين وهو يستمع لحديث هؤلاء الافاعي في صدمه وما أن نظر من نافذه السياره حتى تأكدت ظنونه وعرف أن الضحيه هي ابنه عمه...
إنتظر ياسين حتى قاد قاسم سيارته مُتجهاً خارج الجراج بينما أمسك هاتفه وقلبه يعلو ويهبط قلقاً عليها وقد قرر الإتصال بشخصُاً ما.
حمزه مُجيباً: أيوه السلام عليكم.

ياسين بأنفاساً لاهثه: الحق ياسمين يا حمزه، قاسم الطوخي وسندرا بعتوا واحد يخطفها من القصر وهياخدوها علي المقابر وبيقول انه هيدفنها مكان العمل.
سقط الهاتف من يد حمزه واخذ يُهرول ك المجنون خارج مكتبه وما أن رأه وائل علي هذه الحاله، حتى تبعه علي الفور، بينما قرر ياسين الإتجاه إلى داخل الشركه في مُحاوله للإمساك بالمُحامي.

قاد حمزه سيارته مُتجهاً إلى القصر وهو يضرب بقبضته مُقود السياره هاتفاً بصوتاً مُختنقاً.
ياااااارب، ياسمين لا. أقسم بالله ما هيكفيني فيهم القتل.
وائل بقلق: أهدي يا حمزه. ما تخافش، هتكون بخير بإذن الله.
حمزه بعصبيه مُفرطه: بخير أزاي! إنت مش سامع بيقول ايه! أذيتهم في أيه علشان عاوزين ينتقموا منها.
وائل وهو يبتلع ريقه: أهدي يا حمزه. مش هنلحق ننقذها. لاننا بالطريقه دي هنموت.

لم يستمع حمزه لكلمات صديقه البته وأخيراً قارب علي الوصول لباب القصر وعلي بُعد امتار قليله يجد شخصاً ما يُكمم فمها ثم يُدخلها إلى سيارته ومن ثم قادر السياره علي الفور...
أسرع حمزه بإتجاهه السياره بينما عافر السائق كثيراً للتخلُص والفرار من حمزه
علي الجانب الأخر
حاطط العمل في انهي مقبره!
الدجال بضيق: في دي يا باشا.
قاسم وهو يمسك الدجال من ياقه قميصه بعصبيه: ارفع معايا الباب يلا. عقبال البنت ما تيجي.

بدأ الدجال في رفع باب المقبره بمُعاونه قاسم وما أن انتهوا حتى تابع الدجال بخُبث.
انزلوا معايا شوفوا العمل.
سندرا بخوف: لا لا لا، انزلوا إنتوا انا هستني هنا.
الدجال بثبات: هو مش العمل يخصك إنتِ يا هانم.
قاسم بحده: انزلي خلينا نشوف هندفنها فين بالظبط.

وبالفعل دلف قاسم داخل المقبره هابطاً الدرج ثم تبعته سندرا وكانت أطرافها ترتعش من شده الخوف، بينما وجدها الدجال فرصه ذهبيه للإنتقام منهم، وذلك لرفضهم إعطاءه أمواله كامله.
في تلك اللحظه قام بإزاحه الغطاء الحجري بكامل قوته حتى تم إغلاق باب المقبره كُلياً بينما هرول الدجال مُتجهاً خارج المقبره حتى ينجو بنفسه...

ظل حمزه يضرب السياره من الخلف بينما قرر وائل إطلاق النار علي إحدي عجلات السياره وبالفعل تمكنوا من إتلاف عجلات السياره حتى نجحوا في إيقافها، في تلك اللحظه هرول السائق بعيداً بينما تبعه حمزه وبالفعل تمكن من الامساك به.
أخذ حمزه يكيل له الضربات وكأنه يُخرج خوف هذا الوقت فيه، سالت الدماء من وجه الرجل بالكامل في حين تابع حمزه بصوتاً أجهش...
كُنت واخدها ورايح فين!

الشاب وهو يتنفس بصعوبه: انا كُنت بنفذ اوامر قاسم الطوخي يا بيه.
حمزه وهو يُسدد له لكمه أُخري: دا انا بقا اللي هدفنك حي جنبه.
أمسكه حمزه من ياقه قميصه ثم طلب من وائل التحفُظ عليه جيداً، بينما قام حمزه بفك الاحبال المربوطه حول يدي زوجته المُنهاره حيث ردد بنبرآت حانيه.
أنا جنبك، ما تخافيش.
ياسمين ببُكاء: مين دا يا حمزه وعاوز ايه!
حمزه وهو يحتضنها باثقاً في وجه الشاب: هتعرفي كُل حاجه دلوقتي.

قاد حمزه السياره حيث جلست ياسمين بجانبه بينما جلس الشاب بصُحبه وائل في الخلف وما أن وصلوا حتى المقبره المقصوده ليُتابع الشاب.
هو دا المكان.
ترجلوا جميعاً خارج السياره ومن ثم إتجهت حيث المقبره ولكنهم لم يجدوا أحداً بالمكان في تلك اللحظه وجد حمزه هاتفه يُعلن عن وصول إتصالاً ف أمسكه علي الفور...
ياسين بثبات: أيوه يا حمزه انا مسكت المحامي، واعترف بكُل حاجه.

حمزه بتفهُم: هاتوا وتعالي علي مقابر (، )، وجيب البوليس معاك.
أغلق حمزه الهاتف معه ومن ثم تابع بصوتاً جهوري مُلتفتاً للشاب...
فين قاسم الطوخي يلا. لادفنك هنا!
الشاب بخوف: والله يا باشا هو قالي، اسبق علي المقبره دي.
ياسمين بفزع: حمزه. ف فف في صوت جاي من المقبره. اسمع اسمع.
بدأ حمزه يتنصت للصوت جيداً وبالفعل سمع طرقات خفيفه تصدُر من داخل المقبره وهنا تابع بنبرآت مُترقبه...
تقريباً في حد جوا المقبره.

أجهشت ياسمين بالبُكاء من جديد ليقوم حمزه بضمها إليه مُتابعاً...
اهدي يا ياسمين انا جنبك.
مر ما يقرُب من النصف ساعه مُنتظرين وصول الشرطه بصُحبه ياسين وما أن جاءوا، حتى تابع الضابط بترقُب...
محدش قدر يوصل لقاسم!
المحامي بخوف: يا باشا انا اعترفت بكُل حاجه. انا ماليش ذنب في اللي بيحصل دا.
حمزه بعصبيه: اخرس خالص.
وائل بإستكمال: الاهم دلوقتي إن في صوت جاي من المقبره دي.

وفي تلك اللحظه أمر الضابط رجاله بفتح المقبره في الحال وما أن أبرزت ما بداخلها حتى شهقت ياسمين في فزع.

حيث رمقتهم سندرا بجسداً مُنتفضاً وشفاه زرقاء، بينما ارتمي قاسم أرضاً وقد إختنق داخل المقبره حتى ازرق جسده بالكامل، أي فارق الحياه امامها، إنتهي به الحال هناك في هذه المقبره الذي فكر يوماً في وضع غيره بها، وهذا الموقف من مواقف القصاص الإلهيه ولا يظلم ربك أحدا يا أيها الناس إنما بغيكم علي أنفسكم. وهذه الآيه شاهد لقول عبدالله ابن مسعود إن البغي يصرع اهله، وإن علي الباغي تدور الدوائر، هكذا دارت الدائره ومن استبد في الأرض، نال ما يستوجب نيله والله عزيز ذو إنتقام.

دفنت ياسمين وجهها بين ذراع زوجها وأخذ جسدها ينتفض في خوف بينما قام رجال الشُرطه بإخراج سندرا التي ما أن جلست أرضاً حتى أخذت تُردد بنبرآت جنونيه...
شوفت تعبان كبير جوا. هو اللي موت قاسم، وكان عاوز يموتني انا كمان، بس انا مش عاوزه اموت. انا غلطانه بس مش عاوزه اموت.
بدأ الضباط في إتمام إجراءات الدفن الخاص بقاسم الطوخي كما دونوا جميع أقاويل المحامي والاتهامات ضده بينما تابع محمد الجيار بنبرآت هادئه...

تسمح لي يا حضرت الضابط، انزل القبر دا لثواني بس.
الضابط بتساؤل: القبر لازم يتقفل حالاً دي إنتهاكات من المتوفي.
محمد بتفهُم: فاهم حضرتك، بس المتوفي كان عامل عمل لابني بمساعده الدجال وانا عاوز اتخلص منه.
وبالفعل سمح له الضابط بنزول القبر، وما أن دلف للداخل حتى وجد فضلات عظام مُلقاه في جانب المقبره، وهناك في احد الزوايا الأخري صوره لاحد الأشخاص مُدبسه في قميصاً ما...

أمسك محمد الصوره، ليجدها بالفعل صوره خاص بحمزه، فتأكدت ظنونه من ان القميص يخُصه أيضاً وأيضاً وجد في جيب القميص ورقه مُدون عليها كلمات غير مفهومه وفي تلك اللحظه قام بجمعهم في حقيبه صغيره ثم ترجل خارج المقبره بهدوء شديد...
وصلت دعاء بصُحبه ابنيها إلى المقبره حيث اعلمها محمد الجيار بما حدث لزوجها، وإنتظرتهم الشرطه لإستلام جُثه المتوفي...

دعاء بصريخ: قاسم مات! قولتله أرجع عن اللي إنت بتعمله، بس كمل. انا كُنت عارفه إن دي نهايته.
سندرا هاتفه بصوتاً عالياً وكأنها سارحه في ملكوتاً أخر: انا غلطانه بس مش عاوزه اموت.
سالت الدموع علي وجنتي ياسمين ومن ثم إبتعدت عن زوجهها مُتجهه ناحيه سندرا لتقوم بأخذها بين احضانها مُردده.
أهدي. ما تخافيش.
رمقها حمزه بإستغراب شديد ومن ثم هرول ناحيتها هاتفاً بضيق...

ابعدي عن المريضه دي. إنتِ بتحضني مين! دي من شويه كانت عاوزه تدفنك وانتِ عايشه.
ياسمين ببُكاء: سيبها يا حمزه. مش إحنا اللي هنحاسبها في الدُنيا. كفايه اللي شافته جوا القبر.
أخذت ياسمين تربُت علي ظهر سندرا بهدوء بينما تابع هشام بثبات...
إنا لله وإنا إليه راجعون.
نادر ببكاء: إنا لله وإنا إليه راجعون.

مر ثلاثه ايام علي هذا الكابوس، حيث تم دفن قاسم بالمقابر الخاصه بعائلته وإتمام إجراءات العزاء كامله وأيضاً تم القبض علي المحامي وجميع من عاون قاسم في جريمته بينما تم تحويل سندرا إلى مشفي الأمراض النفسيه والعقليه وقد أوصت ياسمين علي ابن عمها للعنايه بها...

ف رغم ما أخفته لها من ضغائن، بادلتها ياسمين بالحُسنه، قد تكون صغيره سناً ولكنها عانت كثيراً في حياتها. ولكنها دائماً كانت تتجنب أن تبقي عفتها وقربها من الله ك الكيس المثقوب. تجنبت دائماً أن تنام ليله وفي قلبها ضغينه تجاه شخصاً اخر. تجنبت أن تتصدق علي الفقراء، ثم تذلهم. كانت تتجنب إحتقار الأقل منها إيماناً كذلك كُنتم من قبل فمن الله عليكم. إتخذت ياسمين مبدأ في حياتها دائماً ما تُردد ماذا فعل الله لي، لكي لا أريد رؤيته. نعم افعالنا المُتنافيه لديننا تُبعدنا خطوات وخطوات عن رؤيه وجهه عز وجل، ف إياك أن تكُن مسلماً بالاسم، لا تقف في المُنتصف اي لا تكن مُسلماً في الهويه، ولا مُسلماً بلا اسلام. بل قف علي ناصيه الطريق وعافر، عافر لتنل رضاه. عافر بنيه التقرُب له، يُعطيك وأكثر، ف الله يفرح إن وجد عبده يتخل عن طريق الشيطان ويُهرول إليه عائداً إني ذاهب إلى ربي سيهدين. يُحب الله أن يسمع مُناجاتك له، يغار الله إن ابقيتي قلبك في يد بشرياً وهو خالق ومُقلب القلوب. يغار الله عليكِ، إذا تعلق قلبك بغيره، ويسعد أضعافاً إن اكتفيتي بحبه، فيمنحك ثواباً منه ورضي في هيئه إنسان. تظُنينه أنتِ مُجرد زوجاً ولكنه في حقيقه الأمر هديه مُختاره من الله. وأن يستعففن خيرُ لهن.

جلست ياسمين إلى أحد المقاعد في حديقه القصر، ويتردد علي ذهنها ما قالته عمتها...
لو اعرف إنه هيأذيكِ يا بنتي وهيأذيني، كُنت سمعت كلام أخويا يوميها. يوم ما قالي وكأن قلبه حاسس بلاش قاسم يا دعاء، ماهوش خير ليكي، دا ما بيعرفش غير يأذي وبس. انا خايف عليكِ يا حبيبتي.
تنهدت ياسمين في إرهاق لتجده يضع قبله حانيه علي جبينها.
صباح الورد. يعني لما صحيتي، ما صحيتينيش.
ياسمين بهدوء: ما حبيتش اقلقك.

حمزه وهو يجلس بجانبها: ممكن نبطل تفكير بقا.
ياسمين ببُكاء وهي تُلقي برأسها بين أحضانه.
بابا وحشني أوي.
حمزه بثبات.
ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنه.
ياسمين ببُكاء: اللهم امين.
حمزه بهدوء: انا عندي ليكي مُفاجأه، كُنت مستني لما تكمل للأخر. بس انا شايف إنك محتاجه للهديه دي دلوقتي، يلا قومي معايا.
ياسمين بإستغراب: هنروح فين يا حمزه!
حمزه وهو يجذبها مُتجهين خارج باب القصر: بس تعالي يلا.

هشام مش هتاكل!
أردفت السيده دعاء بتلك الكلمات في حُزن بينما تابع هشام وهو يجلس بجانب زوجته علي الفراش...
مش عاوز يا أمي.
رنيم بضيق: هشام إنت ما كلتش حاجه من يومين.
هشام بنفاذ صبر وهو يتجه خارج الغُرفه: قولت مش عاوز.
دعاء مُلتفته لرنيم بحنو: اعذريه. اللي شافه مش هين أبداً.

قاد حمزه سيارته مُتجهاً إلى مكان، لم يخطُر علي بالها أبداً ولكنها ما أن رأته يسلُك ذلك الطريق المعروف بالنسبه لها حتى رددت في لهفه مشكوكاً بها...
حمزه إنت رايح فين!
حمزه بثبات: إنتِ شايفه ايه!
ياسمين بلهفه: إنت رايح بيت بابا!
حمزه وهو يوميء برأسه إيجاباً: بالظبط.
ياسمين بسعاده وقد إرتسمت إبتسامه واسعه علي شفتيها: تعرف إني لسه كُنت بفكر في دا من شويه. إنت أزاي عرفت.
حمزه بحُب: قلب العاشق.

ياسمين بفرحه: انا فرحانه اوي، عاوزه انام علي سرير بابا واشم لبسه، وحشني اوووووي.
حمزه بإبتسامه هادئه: بس مش دي المُفاجأه.
ياسمين بترقُب: هو في أحلي من كدا!
حمزه بحنو: اه. هتعرفي حالاً.
مر ما يقرُب من الساعه والنصف ليقف حمزه أمام بيت منصور الجيار، الخالي من الحياه مُنذ وفاته وإنتقال ياسمين إلى القاهره...

وما أن ترجلوا خارج السياره حتى ظلت ياسمين تنظُر إلى المنزل بلهفه وإشتياق بينما قام حمزه بوضع كلا كفيه علي أعيُنها قائلاً.
أمشي معايا.
ياسمين بإستغراب: في أيه!
لم يتفوه حمزه بكلمه حيث ساروا بضعه أمتار من المنزل ومن ثم أبعد حمزه كفيه لتنظُر ياسمين لذاك البناء العالي والذي تُحيطه رُقعه كبيره من الأرض الزراعيه المُتفتحه بأزهار الياسمين...

ياسمين بعدم تصديق وهي تقرأ المُدون علي هذا البناء: ملجأ منصور الجيار. ايه دا يا حمزه بجد!
حمزه بثبات: ملجأ علي روح بابا منصور.
ياسمين بنبرآت أشبه للبُكاء: ومين اللي زرع الياسمين دا حواليه!
حمزه مُكملاً: كلفت مجموعه من الفلاحين انهم يزرعوا.
هرولت ياسمين إليه ثم قامت بإحتضانه وهي تبكي من فرط سعادتها بما فعل حيث تابعت بحُب...

بحبك أوي يا حمزه. انا دلوقتي بس عرفت إني مش يتيمه. بابا وطيبه وحنيه وخوف بابا عليا موجودين فيك، ربنا يديمك خير سند ليا.
حمزه بهُيام: ويديمك أحن اُم عليا.

وتعدي سنه ونصف كامله
يقف حمزه أمام غرفه العمليات والعرق يتصبب منه خوفاً عليها حيث اخبره الطبيب مُنذ بدايه الحمل، أن رحمها ضعيفاً للغايه، وكان الطبيب قد فقد الامل في حمل لها من جديد، ولكنه حدث، ليُعوضها الله جزاء صبرها...
حمزه بقلق: يارب قومها بالسلامه يارب. يارب كمل فرحتنا علي خير يارب.
إقترب نادر منه ثم ربت علي كفه بحنو: ما تقلقش يا حمزه. خير إن شاء الله.

في تلك اللحظه ترجلت المُمرضه خارج غرفه العمليات ثم تابعت بسعاده عارمه.
إتفضل يا أُستاذ حمزه.
حمزه بلهفه: دول ولد وبنت صح!
المُمرضه بتأكيد: صح. اتفضل شيل كُل واحد علي دراع، بس للأسف ما عندكش دراع تالت.
حمزه بإستفهام: دراع تالت ليه؟!
المُمرضه بنبرآت ضاحكه: علشان لسه في بنوته تانيه.
حمزه ببلاهه: لسه في بنوته تانيه أزاي! دا الدكتور قالي انهم تؤام بس.

المُمرضه بتفهُم: ما البنوته كانت مستخبيه في أُختها وبتهزر معاكم.
كوثر بسعاده: ما شاء الله. هاتيها يا بنتي.
نيره بإبتسامه واسعه: بنتين وولد. الله اكبر تبارك الخلاق.
نادر بمرح: مش ملاحظ حاجه حمزه بفرحه: هو انا فاضي الاحظ.
نادر ضاحكاً: علي قد اللي فقدته، ربنا رزقك بعددهم.
حمزه رافعاً عينيه لله: الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

مر أسبوع كامل لوضع ياسمين لابنائها الثلاثه، حيث اقام حمزه حفله كبيره داخل القصر وقام بذبح العديد من الزبائح ك عقيقه لهم...
قام حمزه بالوقوف علي أحدي الأريكات مُمسكاً بصوره كبيره تجمع بينه وبين زوجته واطفاله الثلاثه ليضعها علي الحائط بينما تابع نادر بمرح...
اشمعني صوره عيالك هي اللي هتتعلق في صاله القصر وما اعلقش صوره إياد ابني ليه!
حمزه رافعاً حاجبيه: وهو حد قالك ما تعلقش ولا هو تقليد وخلاص.

دعاء بسعاده: وكدا بقوا الاحفاد خمسه، ربنا يكتر منهم.
هشام ضاحكاً: إحنا نفتح حضانه هنا.
جويريه بمرح: وانا هبقي المُدرسه بتاعتهم.
حمزه بحُب: انا طالع اشوف ست الكُل بقا.
كوثر بضحك: طيب خد جاسر معاك.
حمزه مُتذكراً: تصدق كُنت ناسيك يا عم جاسر. تعالي اما احطك مع صفا ومروه اخواتك.
صعد حمزه الدرج ليدلف إلى الغرفه واجداً زوجته تجلس بصُحبه رنيم...
حمزه بهدوء: هحط جاسر في السرير بتاعه.

رنيم بهدوء: طيب انا هستأذن بقا. علشان عبد الرحمن نام.
قامت رنيم بطبع قُبله حانيه علي جبين ياسمين ثم إنطلقت خارج الغرفه بينما جلس حمزه إلى طرف الفراش مُردداً بهدوء وهو يُقبل كفها...
مش قولتلك. وما صبرك إلا بالله.

ياسمين بسعاده: الحمدلله. كونت الاسره اللي اتمنيتها طول عُمري زوجي حنين واولاد يكونه نبته صالحه يعزوا بيها الاسلام، هنربيهم سوا علي خير، وهنعلمهم يعني ايه اسلام عملي مش مُجرد كلام علي كتاب مدرسي. دلوقتي بس إتطمنت وقلبي ارتاح لقُربك علشان بقيت مُتيقنه إنك الاب اللي عفيت نفسي سنين كتير وصبرت علشان يكون أب لاولادي. انا بحبك اوي يا حمزه.
قامت ياسمين بإحتضانه في سعاده مُردده بنبرآت هادئه.

معاً إن شاء الله.
حمزه بثقه: إلى أين!
ياسمين بحُب: إلى الجنه، سندي العزيز.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة