قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني

إرتعدت أوصال السيده دعاء في هلع ثم شهقت بصوتاً مكتوماً وهي تتجه ناحيه ابنها...
هشام. أصحي يا حبيبي.
قامت دعاء بالطرق علي خده الصلب بطريقه هادئه في حين فتح هو عينيه ببُطء قائلاً...
في أيه يا أمي!
تنهدت دعاء في إرتياح ثم تابعت بنبرآت مُعاتبه...
مش هتنساها بقا يا هشام.
أشاح هشام بوجهه بعيداً عنها ثم تابع بنبرآت هادئه.
تقصدي مين يا أمي!
ضيقت دعاء عينيها ثم تابعت بنبرآت جامده.

رنيم يا هشام. البنت اللي إنت مريض بيها من خمس سنين. ياريتني ما كُنت خليتك تعيش فتره عند خالك، ما كنش حصل وقابلتها.
أطلق هشام ضحكه مُتهكمه علي حديث والدته ثم تابع بنبرآت صلبه...
تقصدي البنت اللي جوزك هددني بقتلها لو ما بعدتش عنها وحرمني منها، علشان مش قد المقام ولا من عيله كبيره زيكم.
أغمضت دعاء عينيها بنفاذ صبر ثم زفرت بعنف قائله.
هو ليه أي حاجه بيعملها باباك، بتحملني أنا ذنبها!

علشان رضيتي بكل اللي عمله معايا، كنتي بتتفرجي من بعيد لبعيد وإنتِ ساكته وعمرك ما حسيتي بالوجع اللي جوايا وانا بشوفها ملك واحد تاني وراضي بدا علشان خايف تتأذي.
أردف هو بتلك الكلمات وقد تلون وجهه بالحُمره، في حين تابعت هي بضيق...
إنت مش هتنسي بقا. هي ما كنتش نصيبك ومش هتكون.
هشام بثوره: لا نصيبي ومن حقي وهتبقي ليا غصب عنكم. كفايه ظلم بقا، هي أتوجعت بما فيه الكفايه.

دعاء بغضب: إنت أكيد أتجننت، عاوز تتجوز واحده كانت متجوزه قبل كدا وبقيت أرمله وعندها بنت!
هشام بجمود: طبعاً عاوز. عاوزها جنبي، لازم أداوي تعبها وأعوضها وجع غيابي طول السنين دي ولازم تعرف إني بعدت غصب عني، مكنتش عاوز دا بعدت علشان أحميها.
هبت دعاء واقفه ثم تابعت بنبرآت مُتلعثمه.
إنت أكيد أتجننت، باباك لو شم خبر بالموضوع هيطربق الدنيا فوق دماغنا.

هشام ببرود: رنيم قريب هتكون مراتي. وبعد أذنك يا أمي اخرجي لأني محتاج انام.
إمتعق وجه السيده دعاء في ضيق وأتجهت خارج الغرفه علي الفور في حين قام بوضع رأسه بين كفيه في آسي مُتذكراً ما حدث قبل خمس سنوات.
#flash back
أشعل قاسم الطوخي سيجارته داخل مكتبه الراقي الموجود في شركته العالميه المُخصصه لصناعه الملابس المُستخدمه لعروض الأزياء العالميه، حيث تابع مُردداً بنبرآت هادره وهو يضع قدماً فوق الأخري...

مش عاوزك تشوف البنت دي تاني يا هشام. دا قراري ولازم تنفذه.
رمقه هشام في حُزن ثم تابع بنبرآت مُتسائله.
ليه بس يا بابا! أنا بحب رنيم ولازم أتقدملها خلال الاسبوع دا علشان محدش ياخدها مني.
نفث قاسم دخان سيجارته في برود ثم تابع بجمود...
هشام يا حبيبي دي مش من نفس مستوانا. هي مجرد بنت فقيره من قريه عاديه، وإحنا اللي يهمنا النسب.

هشام بضيق: بس انا اللي هتجوز يا بابا. ومش فارق معايا كُل دا. اللي يهمني أخلاقها وإني أختارتها هي.
قاسم بثوره: أسمع بقا يا هشام. إنت مش هتسافر تاني أبداً ولا هتشوف البنت دي مفهوم! ولازم تبقي فاهم إن أنا بعت مجموعه من رجالتي يراقبوها ولو عرفت أنك قابلتها، هخليك تترحم عليها.
هشام بصدمه: أيه اللي إنت بتقوله دا يا بابا! تقتلها أزاي يعني!

قاسم بحزم: ورحمه أمي هقتلهالك. مش علي أخر الزمن بنت سنكوحه زي دي هتاخد ابني مني.
إبتلع هشام ريقه بصعوبه شديده ومن ثم باشر حديثه قائلاً...
لو سمحت يا بابا حاول تفهمني...
قاسم مقاطعاً: مش هنتناقش في أي حاجه تاني. أمسك فونك دلوقتي وقولها كُل حاجه بينكم إنتهت.
تردد هشام قليلاً قبل أن يُخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم تابع بنبرآت مُختنقه...
هعمل كدا بس بشرط.
قاسم بضحكه مُتهكمه: وأيه بقا الشرط!

هشام مُكملاً: رجالتك يرجعوا القاهره بعد إتصالي ومحدش يفكر يتعرضلها.
قاسم وهو يوميء برأسه في جديه: تمام جداً.
إلتقط هشام الهاتف ثم بحث عن أسمها فور إلتقاطه مُباشره، في تلك الاثناء تردد قليلاً قبل أن يضغط زر الاتصال وينتظر ردها وقلبه يعتصر وجعاً عندما تعلم بما سوف يتفوه به والألم الذي ستعانيه...
السلام عليكم. أزيك يا هشام!
سقطت قطره من عينيه فور سماعه لصوتها، ثم تابع بصوتاً مبحوحاً.

بخير طول ما إنتِ بخير.
رنيم بسعاده: هشام أنا قلت لماما عن كل حاجه بيننا وأنك هتيجي خلال الاسبوع دا تتقدم، يا تري كلمت أهلك!
إشتد الألم داخل قلبه جراء حديثها ولكنه تماسك أكثر وبنبره جامده تابع.
رنيم إحنا مش هينفع نكمل مع بعض.
صُدمت رنيم من كلماته الغير مُتوقعه ومن ثم تابعت بنبرآت هادئه...
هشام مش وقته هزارك التقيل دا!
هشام بثبات: أنا مش بهزر ودي الحقيقه. أنا أسف إني مش هقدر أوفي بوعدي، أشوفك علي خير.

لم ينتظر هشام ردها البته فقد إنهار أمام حديثها وإن صبر قليلاً سوف يفضحه حُبه وإشتياقه للبقاء معها...
نظر له قاسم في إنتصار مُردداً.
ولا تزعل هجوزك ست البنات. وبنت من عيله مُحترمه وراقيه أوي.
رمقه هشام بغضب ثم تابع بنبرآت ثائره.
ولا بنات الدنيا كلها، يعوضوني عنها. أبعد عن حياتي يا بابا.
في تلك اللحظه إتجه هشام ناحيه باب المكتب ثم دلف خارجه وقام بإغلاق الباب بعصبيه شديده...
#current time
عوده للوقت الحالي.

مسح هشام قطرات الدموع المُتساقطه علي خديه بطريقه جديه ومن ثم تابع بنبرآت حاسمه...
محدش هيقف قدامي المره دي. ومش هسيبك تضيعي مني تاني يا رنيم، أنا معرفش إنتِ بتفكري فيا أزاي دلوقتي! وياتري أستحملتي بعدي من غير أسباب أزاي، بس انا واثق إنك لما تعرفي اللي أستحملته هتعذريني.

عاوزه حاجه مني يا بنتي قبل ما أمشي!
أردف منصور بتلك الكلمات في تساؤل وهو يتجه ناحيه باب المنزل، في حين طبعت ياسمين قُبله علي كفه قائله...
عوزاك في أحسن حال يا بابا، ومتقلقش هقعد أذاكر حالاً.
ربت منصور علي خُصلات شعرها في حنو ثم تابع بنبرآت هادئه...

عارف أنك قدها يا بنتي. ربنا يكتب لك الخير ويوفقك، ما تنسيش تقري سوره ياسين قبل ما تذاكري علشان المعلومه تثبت في دماغك. وانا طلبت من خالتك (نعمه)جارتهم أنها تيجي تشأر عليكي كُل شويه علشان لو أحتاجتي حاجه.
ياسمين بحب: ماشي يا فرحتي. ربنا يعينك في شغلك.
منصور بسعاده: دا إنتِ اللي فرحتي. والهديه الغاليه أوي من ربنا، يلا أشوف علي خير بالليل.
ياسمين بهدوء: في رعايه الله وحفظه.

أغلقت ياسمين الباب فور خروج والدها ثم إتجهت إلى غرفتها ومن ثم جلست إلى مكتبها الخشبي وقامت بنثر الكُتب من حولها هاتفه...
اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين و الملائكه المقربين، اللهم أجعل ألسنتنا عامره بذكرك وقلوبنا بخشيتك، إنك علي كُل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أنهت ياسمين دعائها المُستحب لقلبها ثم شرعت في تغطيه جميع دروسها علي أكمل وجه إستعداداً لإختبارات نهايه العام...

ننتقل إلى مكاناً أخر، حيث أحد القصور الراقيه المُطله علي النيل بمحافظه القاهره...
تجلس تلك الفتاه الشقراء ذات العشرون من عمرها علي حافه حمام السباحه الذي يتوسط القصر ويجاورها والدتها التي تجلس إلى أحد المقاعد الخشبيه المُمدده وهنا هتفت الفتاه...
نيره بضيق: يا مامي ممكن تسيبي المجله دي شويه من إيدك وتسمعيني.
زفرت السيده كوثر في ضيق ثم تابعت بنبرآت مُغتاظه.
في أيه يا نيره مش هتبطلي رغي بقا!

نيره بحزن: يا مامي يا حبيبتي. دي المره التالته اللي أونكل قاسم يعزمنا فيها ونرفض مع أنك عارفه كويس أوي إني بحب هشام وبتمني يلاحظ وجودي وهو ولا هنا.
كوثر بثبات: حبيبتي لازم تفهمي إن إستعجال الامور قبل أوانها بيجيب المشاكل، وبعدين أخوكي رافض أننا نروح لوحدنا. وهو مشغول الفتره دي في الشركه.
نيره بغيظ: أخوكي أخوكي أخوكي. ويرفض ليه سي حمزه!

كوثر بصرامه: بنت أتكلمي كويس عن أخوكي. ولازم تفهمي أنه ولي أمرنا من بعد وفاه باباكي. وقراره هو اللي لازم يمشي.
نيره بغيظ: حاضر يا ماما، هسكت خالص.
في تلك اللحظه نهضت نيره من مجلسها ثم أسرعت بالدلوف داخل القصر والغضب يعتري قسمات وجهها الطفولي...
علي الجانب الأخر
داخل أحد صالات الرياضه وبالأخص داخل حلبه الملاكمه، يقف شابان يتصارعان ويسددان لبعضهما اللكمات، في حين تابع أحدهما قائلاً...

ورحمه أمك كفايه يا حمزه!
جز حمزه علي أسنانه ثم تابع بخُبث: وكمان بتفول علي أمي!
وائل بضحك: الرحمه تجوز علي الحي والميت يا زعيم.
حمزه بنبرآت ثابته: مش أصريت أنك تدخل معايا الصدام دا، قابل يا عم.
وائل وهو يحتضن حمزه ويكتف ذراعيه المفتولتين: أقابل أيه أكتر من كدا! دا انا وشي بقي شبه فرده الكوتش يا جدع.
حمزه بضحك: خلاص يا صاحبي كفايه عليك كدا ويلا بينا علشان جعان.

وائل بإجهاد: إنت اللي جعان، دا أنا بعد العلقه دي محتاج خروف بفروته علشان أتغذي.
حمزه مكملاً: علقه تفوت ولا حد يموت.
وائل وهو يضع كفه خلف ظهره وبيد الأخري يستند علي مرفق حمزه قائلاً...
يا عيني عليا وعلي شبابي، لا هتجوز ولا أصلُح للخلفه بعد النهاردا. قدامي خليني أكل، يعني لا هيبقي جواز ولا أكل.

حمزه عبد الرحمن الشيخ. صاحب شركات الشيخ العالميه للموضه والملابس، في السابعه والعشرون من عمره. أصبح مسؤل الشركه عقب وفاه والده منذ ثلاث أعوام، وهو المسؤل الوحيد عن والدته وشقيقته، شاب عملي جداً في شركته، يمتلك ملامح حاده وجديه، ولكن مع اصدقائه يُصبح الأكثر مرحاً علي الصعيد الاجتماعي.
يمتلك بشره حنطيه وأعين زرقاء لامعه وجسماً رياضياً، مما ينعكس علي شخصيته وقوه ملامحه وتعاملاته مع الناس...

(وائل) هو صديق حمزه مُنذ الطفوله، ويعمل معه داخل الشركه، ك مُنظم لحفلات الأزياء التابعه للشركه...

Good evening ya Dody.
أردف نادر بتلك الكلمات بطريقه مرحه وهو يطبع قُبله علي خَد والدته في حين تابعت دعاء بنبرآت لائمه...
وليك نفس تفرح يا أستاذ نادر وإنت مزعل باباك!
جلس نادر إلى المقعد المجاور لها ثم تابع ببرود...
أنا قولتله مستحيل أشتغل في حاجه مش بحبها. وهو دايماً بيفرض رأيه وقراراته، بس مش هيقدر يعمل كدا معايا. علشان انا مش هشام الطيب اللي بيسمع الكلام وينفذه حتى لو كان علي حساب سعادته.

رمقتهُ دعاء في حُزن ثم تابعت بنبرآت هادئه...
يابني باباك عاوز مصلحتك، عاوزك سنده في الشغل إنت وأخوك.
نهض نادر من مجلسه ثم تابع وهو يعطيها قُبله في الهواء...
بالحُب يا دودي مش بالقوه، باااااي.
إتجه نادر خارج القصر بينما وضعت دعاء رأسها بين كفيها في حُزن مُردده...
شكلك هتخسر كُل أولادك بأسلوبك دا يا قاسم.
في تلك اللحظه قطع شرودها وقع خطوات هشام الذي أتجه مُباشره ناحيه باب الفيلا...
هشام!

أوقفته كلماتها تلك عن الحركه ومن ثم أكلمت حديثها مُتسائله...
رايح فين يا ابني!
إلتفت هشام بجسده ناحيتها ثم تابع بهدوء.
خارج أتمشي شويه. في حاجه!
أومأت دعاء برأسها سلباً: لا يا حبيبي براحتك.
والاها هشام ظهره ثم إتجه مُسرعاً خارج الفيلا، وهو لا يعرف مقصده من تلك التمشيه.

ظل يتجول في الشوارع إلى ما يقرُب من الربع ساعه ومن ثم وجه بصره ناحيه أحد أماكن الاتصال (سنترال)، وبعدها إتجه مُتمشياً داخله وأمسك بأحد الهواتف ليُجري إتصالاً بشخصُاً ما...
علي الجانب الأخر
فتحت رنيم عينيها بتثاقُل ثم أمدت يدها ناحيه هاتفها الموضوع علي الكومود المجاور لها وقامت بإلتقاطه في هدوء مُجيبه...
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته!

تنهد هشام بألم ما أن أحس الضعف في نبرآت صوتها فهو علي علم بما تعرضت له في فترتها الأخيره ودائم الاتصال بوالدتها والاطمئنان عليها، ف والدتها تعلم بسبب إبتعاده عنها ولكنه طلب منها ألا تخبرها شيئاً.
رنيم.
تسارعت دقات قلبها بعنف وقد علق الكلام في منتصف حنجرتها بينما أكمل هو قائلاً بنبرآت أشبه للبُكاء...

والله العظيم ما سبتك بإرادتي. أنا كلمت والدتك وطلبت منها إني أقابلك لأني محتاج أقولك على حاجات كتير وحلقات مفقوده بينا.
رنيم بصرامه: إنسي إن يكون في حاجه بينا أبداً. أنا مش هتجوز بعد ياسر. مع السلامه.

أنهت ياسمين إستذكار دروسها ومن ثم أمسكت الهاتف الخاص بها لإجراء إتصالاً بوالدها الذي تأخر كثيراً عن موعد وصوله المعتاد للمنزل...
قامت بوضع الهاتف علي أذنها في انتظار رد والدها في حين سمعت طرقات سريعه علي باب المنزل وهنا قامت بوضع حجابها الفضفاض علي رأسها وقامت بفتح باب المنزل وهي تصرُخ في صدمه...
بابا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة