قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

حاولت أسيل أن تفتح عيناها ولكن شيء صلب كان يربط عيناها فيجعلها عير قادرة على تحريك جفناها حتى، منذ شعرت بمن يكبلها حينها ولم تشعر بأي شيء بعدها وفقدت الوعي!..
كادت تبكي وهي تهمس بصوت مبحوح:
-مَن أنت وأين انا؟!
سمعت صوت رجولي خشن وأجش يأمرها:
-اصمتي، سيأتي الان
وبالفعل صمتت، تشعر بالرعب يتسلل لجميع خلاياهت مسببًا لها حالة من الاضطراب والهرج والمرح الاجباري...!

وبعد دقيقتان تقريبًا سمعت صوت باب يُفتح ثم يُغلق، ابتلعت ريقها بتوتر وداخلها تدعو الله أن لا يكون ما جال بخاطرها صحيحًا...
وفجأة شعرت بملمس اصابع خشنة باتت تكره لمستها وهي تتحسس وجهها ثم صوته القذر يهتف بسماجة:
-نعم، انه انا، زوجك العزيز يا أسولتي!
حينها زمجرت فيه بحدة كقطة شرسة:
-أنا لستُ زوجتك أيها اللعين أنا طليقتك!
تأوهت بألم عندما جذبها من شعرها يضغط عليه بعنف وهو يصرخ بها في المقابل:.

-بلا، أنتِ ستظلين زوجتي شأتي ام أبيتي
كادت دموعها تخونها لتهبط على وجنتها ولكنها تماسكت بصعوبة ورغم ذلك خرج صوتها صلبًا جامدًا وهي تسأله:
-ماذا تريد ثامر ولماذا اختطفتني؟!
رد عليها بكل جرأة وفجاجة:
-أريدكِ أنتِ أسيل، اما لماذا اختطفتك فلا يجب أن تسألين هذا السؤال لانه يُثير جنوني زوجتي العزيزة، اختطفتك لانكِ ترفضين الحديث معي او حتى رؤيتي وذلك المعتوه يظن انه له كامل الحق فيكِ ليمنعني رؤيتك تمامًا.

تلوت شفتاها بألم وهي تخبره:
-لمَ لا تريد أن تفهم يا ثامر؟! أنا تحملتك اكثر ما يمكن ان يتحمل بشر، وانتهت تلك القدرة على التحمل، نحن انتهينا ثامر ارجوك افهم ذلك
زمجر فيها بجنون شياطين مُخيف تلبسه بلحظة:
-لا لم ننتهي، لم ولن ننتهي أسيل، أنتِ لي ولن اسمح لكِ أن تكوني غير ذلك
لم تترد وهي تصرخ به هي الاخرى:
-ستتركني وشأني شأت ام ابيت...!

وجدته يحيط وجهها بين يداه برفق، ثم تابع بمكر رن بوضوح مصطدمًا بطبلة اذنها:
-ما رأيك أن نُعيد المحاولة ربما أنجح وتُغيرين رأيك..؟!
إتسعت حدقتاها ورددت مستنكرة، مصدومة:
-نُعيد ماذا؟
كانت شفتاه تنتقل على وجهها ببطء بدا لها مثير للاشمئزاز واستطرد بخبث:
-محاولة لمسك حبيبتي، المحاولة التي فشلت مسبقًا ربما استطع الان واكون شُفيت؟!
هزت رأسها نافية بسرعة هيستيرية:
-بالطبع لا هل جُننت يا ثامر انا متزوجة الان؟!

بدا لها مجنون فعليًا وهو يردف بصوت غريب ولكنه شيطاني كفحيح افعى:
-لا يهمني، سأنفذ ما اردته ربما انجح وتكونين الاولى أسيل...!

كانت ريم بغرفتها تضم ركبتاها لصدرها وتحدق بالأرضية بشرود تام، لازالت تتذكر ما حدث بوضوح، حديث ظافر الذي كان واهي بالنسبة للاتهامات التي وُجهت إليه بعدها...
كلامه مازال يتردد بأذنيها للتو
كان لي علاقة ولكن بغير عمد يا ريم، أنا من تسببت أن يصعد والدك في السيارة التي مات بها لانها كانت سيارتي انا، وأنا من خلقت العداوة بيني وبين الرجل الذي قتله !

ولكن كلما حاولت تصدقيه يعود كلام والدتها التي انفجرت فيها تصرخ
لا تصدقيه انه كاذب يحاول التبرير امامك، ولكنه لم يخبرني بذلك ابدًا قبل ان تعلمي أنتِ، انا اخاف عليكِ حبيبتي هو سيدمرك كما دمر والدك انا متأكده !
ولكن ريم ليست متأكده من أي شيء، تصدق والدتها التي يجب ان يكون كلامها شيء مُسلم به، ام تصدق التصرفات المغموسة بالحنان والحب التي اغدقها ظافر بها منذ أن وعت لتلك الدنيا...؟!

تحتاج حور تحتاجها وبشدة في تلك المواقف، ولكن تحذير زوج والدتها وهو يأمرهم بعدم الذهاب لها حتى لا يثيرون المشاكل بين العائلتان منعها...!
مسحت على رأسها اكثر من مرة وهي تتنهد بصوت مسموع، ثم نظرت لهاتفها وهو يرن للمرة التي لا تذكر عددها، تأففت وهي تمسك به مرددة:
-ماذا يوجد يا ظافر حتى تتصل بي اكثر من 15 مرة؟!
سمعت صوته الهادئ وهو يخبرها:.

-انتظرك اسفل البناية معك عشر دقائق لتصبحي امامي والا سأصعد انا وأحضرك رغمًا عنكِ
قال كلماته ثم اغلق الخط بكل بساطة وسلامة نفس، كزت ريم على أسنانها بحدة ثم نهضت لترتدي ملابسها وداخلها يتوعد له...
وبالفعل انتهت وهبطت له بسرعة لتجده ينتظرها في سيارته، صعدت السيارة وهي تزمجر فيه بعصبية:
-ماذا يوجد هل قامت القيامة يا سيد ظافر؟!
هز رأسه نافيًا ببرود:
-لا ولكنني أعددتُ لكِ شيء اردت أن ترينه الان.

كادت تنطق بشيء اخر ولكنه اشار لها بيداه محذرًا وعيناه تقدح شرارة:
-يكفي الان ستعلمين ما إن نصل...
وبالفعل تذمرت بصمت وهي تمط شفتاها لتبتلع باقي حروفها وتصمت...
وصلا المكان المجهول ليترجل ظافر اولاً ثم توجه ليجلب ريم بهدوء ويسيرا معًا للداخل، كان المكان واسع جدًا وخالي لا يوجد به سواهم!

وفجأة وجدت ريم نفسها تقف امام مساحة واسعة جدًا من الخضار، زهور واشجار تحيطها من كل جانب، وفي الارض بالونات بعدد كبير جدًا يملأ الارض، كانت لوحة مرسومة بتخطيط فنان اودع فنه كله للعشق، لعشق تلك الصغيرة خصيصًا...!
تلقائيًا امتلأت عينا ريم بالدموع وهي تسير وسط البالونات، يحدث ما تمنت يومًا، أن يعد لها حبيبها مفاجأة ويحضر لها البالونات، ولكنها لم تتوقع ان يتحقق الحلم ليجعل قلبها يخفق بتلك الطريقة!..

انخفضت ببطء تمسك ب احدى البالونات لتجد مكتوب عليها
أنا،
تركتها وهي تسير قليلاً لتمسك بالونة اخرى وجدت مكتوب عليها
أسف،
تركتها ثم امسكت اخرى لتجد
يا ريم
اتسعت ابتسامتها وهي تتحرك لتمسك اخرى فوجدت
أنا...
فركضت تمسك الاخيرة بلهفة ووجدت
أعشقك صغيرتي !

استدارت لتحدق بظافر الذي كان يراقبها واضعًا يداه في جيب بنطاله، ودون تردد كانت تركض تجاهه وبكل الجرأة التي خُلقت داخلها من قلب ينبض بعنف ولاول مره، وعينان تضخ سعادة ووميض اُنير لاول مره كانت تقبله بشغف برئ طفولي...!
في البداية تصنم هو بصدمة ولكن سرعان ما كان يضم شفتاها بلهفة وشغف وجنون اكبر، وكأن عاصفة ضربت بكلاهما...
وما إن ابتعد يلتقط انفاسه حتى همست هي:
-وانا اعشقك ظافر، اعشقك بجنوووون!

وفي الطرف الاخر كانت عينان تراقبهم بغل واضح وترقب أسد يود الانقضاض على فريسته ليقضي عليها تمامًا...
رمى سيجاره ارضًا وهو يردد بصوت اجش يحمل حقدًا دفينًا:
-عش سعيد قليلاً يا ظافر، فالجحيم ينتظرك بعد قليل ...

في يوم اخر...
الأيام تمر وعاصي لا يستطع الوصول لأسيل او علي اطلاقًا، واكتملت الكارثة عندما لم يستطع الوصول لثامر ايضًا...!
بدأ يشعر أن تيارت القدر تعارضه وبعنف، تعارضه بقوة بدأت تُشعره بالاختناق الحقيقي يقبض على صدره فتجعله يتلوى من مرارة العجز والألم...!
كان جالسًا على الاريكة في المنزل يقلب في هاتفه بجنون عشوائي، ولسوء الحظ وجد تلك الرسالة فبدأ يقرأها مرة واثنان وثلاثة وكأنه غير مصدق.

لا استطيع الحديث ولكن لا تجيب على مكالماتي ولا تأتي ابدًا يا علي، حور !
احمرت عيناه بطريقة مُخيفة وهو يضغط على الهاتف بين يداه بعنف حتى برزت عروقه بشدة، في نفس اللحظات التي كانت حور تسير فيها باتجاهه بحسن نية وبابتسامة هادئة ارتسمت على ثغرها بمجرد ان رأته و...

بمجرد أن اصبحت حور امامه نهض ليسحبها من يدها بحزم متجهًا بها نحو غرفتهم وحور تتبعه بصمت يحوي بين ثناياه قلق واضح...
دلف الى الغرفة ثم اغلق الباب فسألته حور حينها بتوجس:
-ماذا حدث عاصي؟
رفع الهاتف امام عيناها بهدوء تام يسألها بصوت لا ينتمي للأتهام بأي صلة:
-هل أنتِ مَن أرسلتي تلك الرسالة يا حور؟
اتسعت حدقتاها بفزع حقيقي، بدت لها وكأنها صفعة اخرى قاسية ستسقط عليها من حظها الحالك فنطقت بلهفة دفينة:.

-لا، ابدًا اقسم لك لم آآ...
ولكنه قاطعها عندما وضع إصبعه على شفتاها لتصمت، كانت عيناه مستكينة، هادئة تنبض بحنان يملك زمامها، ولكن يكمن خلفها شيء من القسوة، شيء كالنيران التي تختبيء خلف مقلبات الثلج!
ثم نطق بصوت خشن هادئ:
-أنا اصدقك حور، ثم أنني سألتك سؤال وحيد وواضح
دق قلبها بعنف مائة دقة بالثانية، وعقلها لا يستوعب تلك الثقة التي أعادتها لطفولتها عندما كان يفاجئها والدها بشيء ما...!

ابتسمت تلقائيًا وهي تقول مستنكرة:
-ولكن هل وثقت بي فجأة هكذا؟
هز رأسه نافيًا وراح يخبرها بصدق:
-لا، ولكن أي ابله يصدق أنكِ ترسلين رسالة كهذه ومن هاتفي وتتركينها دون ان تمسحيها واسمك مكتوب بها؟! حركة غبية مثل الذي فعلها
شهقت حور بعنف وهي تضع يدها على فاهها:
-هل تقصد أن احدهم حاول توريطي؟! ولكن لمَ؟
جذبها له برفق حتى جلسا على الفراش معًا، ثم بدأ يربت على يدها وهو يردد بنبرة واثقة صلبة:.

-أنا لم اتأكد بعد، ولكن أعدك ستأكد قريبًا جدًا...
وبشكل صادم مفاجئ سألها وهو ينظر لعيناها التي ترجعه لقرون لم يعهدها من العشق مغموسًا بالحنان الفطري:
-هل تثقين بي حور؟
اومأت دون تردد بابتسامة طفولية:
-اكثر من اي شخص..
ابتسم تلقائيًا على ابتسامتها التي جعلت ضخات قلبه تزداد سرعة وجنونًا لتثبت له أنه خاسر في مارثون العشق بلا منازع حتى!..
مد يده يتحسس جانب وجهها برقة ثم همس برقة:.

-استمري في تلك الثقة ولا تفعلين أي شيء دون علمي، اي شيء حتى لو كان صغير يا حور، ارجوكِ
كلمته الاخيرة جعلتها تومئ دون ان تفكر حتى، لانه وببساطة مس جوهر قلبها الخاضع لجبروت حبه فلا تملك سوى الايماء والموافقة...
وهو الاخر كان مأخوذ بسحر تلك اللحظة، فاقترب منها ببطء، يود تذوق شفتاها مرة اخرى واخرى واخرى، يود استكشاف طعم شفتاها في كل وقت فيشعر بمذاق كالعسل بين شفتاه...

ولكن بمجرد ان لمس شفتاها وجدها تدفعه بعنف لتركض نحو المرحاض وتفرغ ما في جوفها، عقد ما بين حاجباه بقوة ونفورها الواضح يطعنه في رجولته بعنف...!
ولكن على الرغم من ذلك نهض بسرعة يلحق بها، خرجت هي الاخرى في نفس اللحظة بوجه شاحب، مذعور كقط صغير وما إن رأته سارعت تهمس بتوتر رهيب:
-انا آآ، اعتذر، حقًا لم يكن بأرادتي أنا آآ...
ولكن قاطعها عندما زفر بقوة مغمغمًا:.

-ليس هناك داعي للتبرير حور، اقدر أنكِ شعرتي بالاشمئزاز مني!
هزت رأسها نافية بسرعة وهي تخبره:
-لا لا اقسم بالله انني لم اشعر بالاشمئزاز منك ولكني لم اشعر بنفسي سوى وانا اتقيء اعتذر ارجوك لا تسيء فهمي عاصي
اقترب منها خطوة ليعيد تصفيف خصلاتها بيداه وهو يردف بحنان احتضن كافة حروفه:
-عندما اعود سأذهب معك للطبيبة التي تتابعين معها لنعلم سبب ذلك، والان...

ابتسم ثم جذبها ببطء يكبلها بين أحضانه وهو يتمدد على الفراش مغمغمًا بصوت مرهق:
-سأذهب للبحث عن أسيل و الان احتاج لتلك الراحة وانتي في حضني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة